السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دخلت الى صفي وانا غايه في الدهشه
ماذا كانت تقصد بتلك الكلمه
أوليست مقتنعه ان الاسلام هو الدين الحق
واننا لا نتبعه لانه دين اجدادنا ؟
اسأله كثيره كانت تدور في عقلي

مرت ايام الدراسه
وانا في كل يوم أراها تتمادى في تصرفاتها اكثر و اكثر
حياتها أصبحت مقتصره على الغرب
الغرب قاموا بكذا
و امريكا فعلت
و المغني فعل

في احد الايام .. كنا في حصة التربيه الاسلاميه
تحدثت المدرسه عن قذارة الغربيين و عن اسلوب حياتهم
وانهم يستخدمون العطورات لتغطية عدم اهتمامهم باجسامهم

فلم أرى الا الشرر يتطاير من عينيها
اختفت ابتسامتها التي عهدتها عليها
و استبدلتها بنظره غاضبه حاقده على كل ما هو اسلامي
فقاطعت المدرسع قائله :- عفوا يا أبله ، و من نكون نحن حتى نحكم على ملايين الناس بالقذاره ؟؟
هل دخلتي بيوتهم ؟
أم راقبتي تصرفاتهم ؟
لماذا نحكم عليهم قبل ان نعرفهم
ان كانوا بتلك القذاره ، فكيف على نجمهم ؟
و سقطنا نحن ؟
ألسنا مسلمين ؟ و ألم يعدنا الله بالنصر ان التزمنا بديننا ؟
ها نحن ملتزمين بديننا
و الفتيات محجبات
ولا خمور في البلاد
و ذوي اللحى في كل مكان
فأين النصر ؟

لا اخفيكم سرا ً ان المدرسه نفسها لم تعرف بما تجيبها
ليس عجزا ً
ولكن تعجبا ً بطريقة تفكيرها الساذجه

تحدثت اليها المدرسه لتشرح لها
فقاطعتها بكل غضب و قالت : اثبتي ان الله موجود !!
انا اعلم انه موجود
ولكن من هو ؟
انتي تقولين انه الله
و المسيحيين يقولون انه المسيح
و اليهود يقولون انه يهوه

دعينا من اليهود و باقي الاديان
فهي ديانات ساقطه
ولكن الاسلام ام المسحيه ؟؟

ردت عليها المدرسه بكل قسوه و قالت : هل تحملي في قلبك شك عن الاسلام

عادت نظرة المكر و الدهاء على عينيها
و الابتسامه على شفتيها و قالت :- وهل تحملي شك اني غير مسلمه ؟؟
قالت المدرسه :- لا ، ولكن كلامك غايه في الغرابه
فقالت :- و لو ان فتاة مسيحيه سألت نفس السؤال لقسيس لقال لها نفس الكلام

انتهى الموضوع على هذا !!
وانا اشعر اني كنت اعيش حلم
بل كابوس مرعب

اخذت اتقرب منها بشريط ديني
اعطيها اياه
فتبتسم و تشكرني بكل لطف و تقول اشكرك على اهتمامك الكبير
تستمع للشريط و تعود للغناء
و الانبهار بامريكا
لم يحرك الشريط شيئا في قلبها
فهي كانت تعود لي و تناقشني بما كانت تسمعه بالشريط
و تخبرني عما اعجبها وما لم يعجبها

شعرت ان لا فائده منها
فهي لا تتأثر بقران ولا بحديث ولا بدرس ديني
فضلت ان ابتعد عنها
فهي سوف تفسدني قبل ان اصلحها
فاسلوبها بالنقاش كان عظيم
تحاور و مندفعه
تناقش اشياء نحن نرى انها مسلم بها
و تحاول التشكيك بها
من ابسطها
كيف عرفنا طبيعة الله ؟
لماذا لا يكون الله هو بوذا
او ثالوث
لم اعرف كيف ارد عليها
لاني لم اكن اعرف شيئا عن دين النصارى

لهذا حاولت الابتعاد عنها قليلا

مرت اسابيع قليله .. كدت ان انسى صديقتي فيها
لان نقاشها قد قل
و غيابها عن المدرسه قد كثر

في صباح يوم ممطر
اذكره تماما ً .. و اذكر تفاصيل ما حدث فيه تماما ً
رأيتها
ولكن بأي صوره رأيتها
رأيتها تمشي مع صديقاتها
و قد لبست البطاقه المدرسه التي نستخدمها للامتحانات للتعريف بهوية الطالب
و قد قلبت البطاقه و رسمة عليه الصليب

رأيته صليبا ً و لم اصدق عيني
مرت أمامي وانا في ذهول
اخذت بيدي وصافحتني و قالت كيف حالك صديقتي ؟
تحولت ملامحي المصدومه الى ملامح الغضب
و قلت لها :- ماهذا ؟؟
و أشرت بيدي نحو صليبها
فضحكت و قالت :- انه حرف الـ T
قلت :- وهل هكذا يكتب الـ T
قالت نعم و لكني جعلته T كابيتال متداخل بـ T سمول
و اخذت تضحك
فقلت لها : بل هو صليب .. الاعمى يمكنه ان يرى ذلك
قالت: ما بالكم يا مسلمون ‍ ألم يأمركم رسول الله بحسن الظن ؟
لم أرد عليها من شدة غضبي
تركتها و مشيت
واذا هي تقول لي بعد ان ادرت لها ظهري :- لا زلت احبك فانت صديقتي و حبيبتي منذ الصغر