دق .... دق.... دق...
إنه الباب يدق....
ياتُرى من الطارق؟!!
إنه رجل يرغب فى خطبتك أخيتى....
هل ستوافقين؟
انتظرى......
قبل التفكير فى الموافقة او الرفض ينبغى علينا معرفة صفات الزوج المسلم الذى رضيه لك الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قبل البدء دعينا نقرأ سويا هذه القصة.
انها قصة أبى الدرداء عندما اراد ان يزوج ابنته الدرداء
علم أبو الدرداء رضى الله عنه انه راع ومسئول عن رعيته , وكان يحرص كل الحرص على ان يظفر لابنته زوج صالح يعينها على امر دينها . فى الفترة التى قضاها ابو الدرداء فى دمشق ارسل اليه معاوية بن ابى سفيان يخطب ابنته لابنه يزيد , فأبى ابو الدرداء ان يزوجها له , وزوجها رجل فقير من عامة المسلمين , رجل رضى دينه وخلقه.
فأخذ الناس يقولون: خطب يزيد بن معاوية بنت ابى الدرداء فرده أبوها وزوجها لرجل من عامة المسلمين.
فسأله سائل عن سبب ذلك ؟ فقال : إنما تحريت فيما صنعته صلاح امر الدرداء . فقال السائل : وكيف؟! . فقال ابو الدرداء : ما ظنكم بالدرداء إذا قام بين يديها العبيد يخدمونها ووجدت نفسها فى قصور يخطف لألاؤها البصر .... أين يُصبح دينها يومئذ؟!!!
واليكِ ايضا قصة تزويج سعيد بن المسيب لابنته
لقد خطب عبد الملك بن مروان ابنت سعيد بن المسيب الى ولى عهده الوليد بن عبد الملك , وكانت من احسن النساء جمالا واعلمهن بكتاب الله وسنه رسوله , ولكن سعيد بن المسيب لم يتردد فى الاعتذار عن ذلك , واصر عليه رغم ما اوقعه به عبد الملك من إيذاء , وفى يوم زاره احد تلاميذه وهو عبدالله بن أبى وداعة فسأله سعيد عن حاله وعلم منه وفاة زوجته فقال له: هلا استحدثت امرأة ؟ فقال : يرحمك الله ومن يزوجنى وما املك سوى درهمين او ثلاثة؟!!
فقال له سعيد : أنا ازوجك...
قال : وتفعل؟!!
قال : نعم. فزوجه ابنته على درهمين او ثلاثة. وهكذا أثر سعيد بن المسيب الفقير التقى الذى توفرت له الكفاءة فى الدين على الامير الغنى الذى يفتقر إليها. ولم يكتف بذلك بل بلغ به الاطمئنان والثقة فى دين ذلك الفقير.
يقول عبدالله بن أبي وداعة:
فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح , فصرت إلى منزلي وجعلت أفكر ممن آخذ وممن أستدين ؟ فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي , فأسرجت وكنت صائما فقدمت طعامى لأفطر وكان خبزا وزيتا , واذا بابى يقرع فقلت : من هذا ؟ قال : سعيد . ففكرت فى كل انسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب , وذلك انه لم يُر أربعين سنة إلا بين داره والمسجد . فخرجت اليه فاذا به سعيد بن المسيب فظننت أنه قد بدا له . فقلت : يا ابا محمد .. لو ارسلت إلىّ لأتيتك . فقال : لا ... انت احق ان تؤتى . قلت : فما تأمر ؟ قال :انك كنت رجلا عزبا فتزوجت , فكرهت أن تبيت هذه الليلة وحدك. وهذه امرأتك..!! واذا هى قائمة خلفه فى طوله . ثم أخذ بيدها فدفعها فى الباب ورده, فيقطت المرأة من الحياء . فصععدت السطح وناديت الجيران فجاءونى وقالوا؟ ما شأنك؟ قلت : ويحكم !! زوجنى سعيد بن المسيب ابنته اليوم !! وقد جاء بها الليلة على غفلة . فقالوا : أو سعيد زوجك ؟!! قلت : نعم . قالوا :وهى فى الدار؟!! قلت : نعم . فنزلوا اليهت وبلغ ذلك أمى , فجاءت وقالت : وجهى من وجهك حرام إن مسسها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام . فأقمت ثلاثا ثم تزوجتها , فإذا هى من أجمل النساء وأحفظ الناس لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج . فمكثت شهرا لا يأتينى سعيد ولا آتيه فلما كان بعد الشهر أتيته وهو فى حلقته العلمية , فسلمت عليه فرد على السلام ولم يكلمنى حتى تفرق الناس من المجلس. فقال : ما حال ذلك الانسان؟ فقلت : بخير يا ابا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو. فانصرفت الى منزلى فوجه الى بعشرين ألف درهم .
فما أعظم اطمئنان ذلك الوالد إلى مصير ابنته, حتى انه لم يفكر فى استقصاء احوالها لانه علم انها فى كنف رجل تقى يخشى الله ويعرف حقها عليه ومكانتها منه.
فانظرى اختى الكريمة ما فعله الصحابى الجليل والتابعى الصالح
انهم اختاروا الدين ثم الخلق وان كان ذلك مع الفقر.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه , إلا تفعلوا تكن فتنه فى الارض وفساد كبير".
واعلمى اختاه ان من جعل الاخرة همه جمع الله له شمله وجعل غناه فى قلبه وأتته الدنيا وهى راغمه, فلا تلتفتى اخيتى الى الصفات الدنيوية الزائلة
زوج الله بنات المسلمين من رجال صالحين
المفضلات