أسباب العنف السياسي
مقدمة
تنبع أهمية تحليل ظاهرة العنف السياسي في أي مجتمع من عدة اعتبارات عملية وعلمية :
فالعنف السياسي يعتبر مؤشرا لدرجة عدم الاستقرار السياسي في المجتمع ، وكلما انتشرت أعمال العنف وزادت حدتها كان ذلك دليلا على عدم الاستقرار السياسي ، كما أن العنف السياسي ومن ثم عدم الاستقرار السياسي يمثلان الوجه الآخر للشرعية السياسية للنظام ولذلك فإن زيادة أو تقلص أعمال العنف تقدم دلالات إيجابية أو سلبية فيما يتعلق بعملية بناء أو تدهور شرعية النظام السياسي .
وستعرض الدراسة لظاهرة العنف السياسي في مصر خلال الفترة (1982 ـ 1990) أي بعد تولي فخامة الرئيس مبارك السلطة بفترة قصيرة .
ثم نتناول ظاهرة العنف في خلال الفترة ( 1991ـ 2008)أي بعد 26 سنة من تولي فخامة الرئيس للحكم.
وتغطي هذه الدراسة النقاط التالية :
التعريف النظري لمفهوم العنف السياسي .
2. الخطوات المنهجية لتحليل ظاهرة العنف السياسي .
3. التطور الزمني للعنف السياسي .
4. أشكال العنف السياسي الأكثر انتشارا .
5. القوى السياسية التي مارست العنف السياسي .
6.أسباب العنف السياسي .
7. نمط استجابة النظام السياسي للظاهرة .
8. ملاحظـة ختامـيــــة .
وهي على فروع
الفرع الأول
التعريف النظري لمفهوم العنف السياسي
ليس من السهل التوصل إلى تعريف جامع مانع لمفهوم العنف وذلك نظرا لتعدد الأبعاد والمتغيرات التي تشملها ظاهرة العنف ، ونظرا لتعدد أفرع المعرفة العملية التي تناولت هذه الظاهرة تم تصنيف التعريفات المختلفة لمفهوم العنف في اتجاهين أساسيين:
الاتجاه الأول: ينظر إلى العنف باعتباره (الاستخدام الفعلي للقوة أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص والإتلاف بالممتلكات) .
الاتجاه الثاني: العنف باعتباره تعبيرا عن أوضاع هيكلية في بنيانه.
وأشكال العنف السياسي الذي يمارسه المواطنون ضد النظام السياسي كثيرة منها:
1 ـ المظاهرات
المظاهرة هي تجمع من المواطنين (قد ينتمون إلى فئة معينة كالطلبة أو العمال أو عدة فئات) وغالبا ما تكون منظمة والمفترض فيها عدم العنف والهدف منها إعلان الاحتجاج ضد النظام برمته أو ضد سياسة طبقت أو مزمع تطبيقها أو ضد قرار سياسي معين أو ضد شخصية رسمية.
ونظرا لأن المظاهرات في مصر نادرا ما تخلوا من أعمال العنف لذلك تم إدراجها كمؤشر للعنف السياسي.
2 ـ أحداث الشغب
وهي تجمعات من المواطنين غير منظمة تهدف إلى إعلان الاحتجاج ضد النظام أو بعض السياسات أو إحدى القيادات الرسمية وذلك من خلال استخدام القوة المادية (قتل، تدمير، تخريب، إلخ).
3 ـ التمـرد
وهو شكل من أشكال المواجهة المسلحة للنظام القائم من قبل بعض العناصر المدنية والعسكرية أو الاثنين معا وذلك للممارسة الضغط والتأثير على النظام للاستجابة لمصالح معينة لهذه القوى وقد يكون التمرد طويل المدى ومقدمة لثورة قد تطيح بالنظام برمته وطبقا لحجم وطبيعة القوى التي تتمرد يمكن القول بأن هناك التمرد الجماهيري والذي يشارك فيه عدد كبير من المواطنين ، وهناك القوات المسلحة الذي تقوم به عناصر من القوات المسلحة أو قوات الأمن أو الاثنين معا وهو أكثر خطورة لأن العناصر المتمردة في هذه الحالة تمتلك السلاح والخبرة القتالية.
4 ـ الإضـراب
وهو امتناع عمال الصناعة والخدمات عن العمل لفترة قد تطول وقد تقصر وذلك لممارسة الضغط على الحكومة للاستجابة لبعض مصالحهم ومطالبهم الفئوية أو للاحتجاج على ممارسات وسياسات الحكومة بصدد قضايا عامة.
5 ـ الاغتيالات ومحاولات الاغتيال
وهي عمليات القتل أو محاولات القتل التي تستهدف شخصيات تشغل مناصب سياسية مثل رؤساء الدول وأعضاء السلطات الثلاث ورؤساء الأحزاب والسفراء أو الشخصيات العامة كرؤساء تحرير الصحف وغيرهم وذلك بقصد تحقيق أهداف سياسية.
6 ــ الانقلاب ومحاولات الانقلاب
الانقلاب هو عملية الإطاحة الفجائية والسريعة والعنيفة بالنخبة الحاكمة واستبدالها بنخبة أخرى وذلك اعتمادا على بعض عناصر القوة مثل الجيش والبوليس ودون مشاركة شعبية حقيقية ودون إحداث تغييرات أساسية في طبيعة النظام السياسي .
وتعكس المحاولات الانقلابية سواء تلك التي حدثت بالفعل وفشلت أو تلك التي أعلن عن اكتشافها قبل أن تحدث درجة التوتر داخل النظام السياسي.
الفرع الثاني
الخطوات المنهجية لتحليل ظاهرة العنف السياسي في مصر
تم تجميع الوقائع خلال الفترة موضع الدراسة وذلك اعتمادا على عدة مصادر أهمها ما جاء في الصحف إلا أن الدراسة واجهت عدة صعوبات بخصوص المعلومات وتصنيفها منها التضارب وعدم الدقة في بعض المعلومات الواردة في بعض المصادر خاصة أن كلا من قوى النظام السياسي وقوى المعارضة اتجه إلى نشر المعلومات عن وقائع العنف بالشكل الذي يخدم توجهات كل منهما لذلك تمت محاولة لضبط المعلومات من خلال التأكد من أن الوقائع المذكورة قد حدثت بالفعل وليست وقائع وهمية لا أساس لها ولسوف نعتمد على ما ورد في (التقرير الإستراتيجي العربي) لعام 1989 حيث نعرض بالشرح والتحليل للجدول التجميعي الإحصائي لأحداث العنف السياسي خلال الفترة (1982 ـ 1988).
ثم نعرض بالشرح والتحليل للجدول التجميعي الإحصائي لأحداث العنف السياسي خلال الفترة (1988 ـ 2008) اعتماداً على(التقرير الإستراتيجي العربي) للأعوام من 1988 حتى 2007م.
التعديل الأخير تم بواسطة زهدي جمال الدين ; 26-04-2008 الساعة 08:31 PM
«« توقيع زهدي جمال الدين »»
المفضلات