ثم يقولون هذا من عند الله ‍‍! (2-2-3)


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

ثم يقولون هذا من عند الله ‍‍! (2-2-3)

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ثم يقولون هذا من عند الله ‍‍! (2-2-3)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-04-2012
    على الساعة
    10:29 PM
    المشاركات
    60

    افتراضي ثم يقولون هذا من عند الله ‍‍! (2-2-3)

    مخطوطات الكتاب المقدس


    ما هو الأمر المستفاد من الإستدلال بتلك المخطوطات على أن الكتاب المقدس لم يتغير أو يُحرف ؟! لقد ظل هذا السؤال يشغلني كلما قرأت استدلال النصارى بهذه المخطوطات على صحة الكتاب المقدس .

    وتعجبي هذا سوف يشاركني إياه الجماهير بعد مطالعتهم لهذا المبحث , ولنستعرض أولاً دعوى القمص / يوحنا فوزي ص 11 :
    الصور المرفقة الصور المرفقة  

    «« توقيع أبو عبيدة »»

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-04-2012
    على الساعة
    10:29 PM
    المشاركات
    60

    افتراضي

    يا أيها القمص ألا تستحي من قولك - نصوص من القرن الثالث - فهل عجز ربكم الذي أحيا الموتى وشفا المرضى ( مع التحفظ ) أن يخلف إنجيلاً كاملاً معتمدًا منه يعود إلى الزمن الذي كان يعيش فيه قبل أن يموت ( زعمًا ) ؟!
    إن الناظر إلى حقيقة تلك المخطوطات القديمة يجد أنه :

    1-لا يوجد مخطوط أقدم من القرن الرابع .

    2-لا يوجد مخطوط يشتمل على العهد الجديد بأكمله , أو على العهد القديم بأكمله .

    3-لا يوجد مخطوط باللغة الأصلية التي نزل بها الكلام الإلهي .

    4-لا يوجد مخطوط ألفه المؤلف نفسه ( أو أُلفت في عصر المؤلف ) .

    5-لا يعلم أحد من الذي كتب تلك المخطوطات ولا زمن كتابتها ولا مكان كتابتها .
    ولبيان ذلك نقول :

    لقد ححد لنا القمص نوع الإختبار الذي به نستطيع أن نُثبت أن أسفار السابقين حدثت بها التغيرات والتحريفات المتعمدة , فالإختبار الذي وضعه القمص هو : مطابقة تلك المخطوطات التي عرضها لما بين أيدينا من نسخ وترجمات .

    وبناءً عليه , فإن ثبت مطابقة تلك المخطوطات لما بين أيدينا من نسخ وترجمات للكتاب المقدس , إذًا فليس هناك تحريف , ودعوى القرآن الكريم باطلة , والكتاب المقدس هو الكتاب الإلهي الصحيح ويستحيل تحريفه .

    وإن ثبت العكس , فالتحريف إذًا واقع لا محالة , ويثبت بذلك صدق القرآن الكريم , ويثبت بذلك أيضا أن الكتاب المقدس ليس كلمة الله .

    وقبل أن نجري الإختبار علينا في البداية أن نبين بجلاء : أن المسلمين لم يدَّعوا قط أن التحريف قد حدث بعد كتابة هذه المخطوطات , بل الذي عليه الجمهور أن التحريف في هذه المخطوطات أشمل وأعم , وسوف يأتي بيان ذلك بالتفصيل إن شاء الله في الفصول القادمة .

    والأن أيها النصارى الفضلاء هيئوا أنفسكم إلى تلك الصدمة والتي مصدرها مقدمة العهد الجديد للترجمة الكاثوليكية للرهبنة ******ية والتي أشرف على إخراجها صفوة من علماء الكتاب المقدس , تقول المقدمة حين تحدثها عن نص العهد الجديد :

    ( بلغنا نص الأسفار السبعة وعشرين في عدد كبير من المخطوطات التي أنشأت في كثير من مختلف اللغات وهي محفوظة الآن في المكتبات في طول العالم وعرضه وليس في هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه , بل هي كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التي خطها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاء . وأقدم الكتب الخطية التي تحتوي على معظم العهد الجديد أو نصه الكامل كتابان مقدسان على الرق يعودان إلى القرن الرابع وأجلّهما المجلد الفاتيكاني .. وهذا المخطوط مجهول المصدر ، وقد أصيب بأضرار لسوء الحظ ، ولكنه يحتوي على العهد الجديد ما عدا الرسالة إلى العبرانيين ( 9/14 - 13/25 ) والرسالتين الأولى والثانية إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس ، والرسالة إلى فليمون ، والرؤيا. والعهد الجديد كامل في الكتاب المخطوط الذي يقال له المجلد السينائي .. لا بل أضيف إلى العهد الجديد الرسالة إلى برنابا وجزء من ( الراعي ) لهرماس ، وهما مؤلفان لم يحفظا في قانون العهد الجديد صيغته في الأخيرة ) ( مقدمة العهد الجديد للترجمة الكاثوليكية للرهبنة ******ية ص ) .

    وها هو الباحث الشهير " هيرمان هوسكير " في كتابه عن النسخة الفاتيكانية وحليفتها النسخة السينائية يساعدنا على تكوين صورة حقيقة عن هذه المخطوطات , فلقد قام هذا الباحث بالمقارنة بين المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية , فوجد أن إجمالي الخلاف يبلغ 3036 إختلافًا بين النصوص !

    والأعجب من هذا , أن هذا الباحث جعل الدراسة والمقارنة على الأناجيل الأربعة فقط ولم يُدخل الرسائل في مقارنته بين النسختين !

    The Differences Between Sinaiticus and Vaticanus in the Four Gospels:
    Matthew 656+
    Mark 567+
    Luke 791+
    John 1022+
    Total 3036+
    in the Gospels alone.( Hoskier. Codex B., Vol. 2, P. 1).

    كما قام الباحث " دين بيرجون " في كتابه " ريفيجن ريفيزد " بعمل مراجعة تنقيحية ومقارنة كالتي حددها القمص ( أي مقارنة الكتاب الحالي بالمخطوطات السالف ذكرها ) , وكانت المخطوطات التي اختارها الكاتب هى :
    * المخطوطة السكندرية ويرمز لها بالرمز A
    * المخطوطة الفاتيكانية ويرمز لها بالرمزB
    * المخطوطة الإفرامية ويرمز لها بالرمز C
    * المخطوطة السينائية ويرمز لها بالرمز α
    * المخطوطة البيزية ويرمز لها بالمرمز D

    لنرى ماذا كانت النتيجة ؟!

    Codex Identification Deflections Peculiar Readings: Alexandrinus 842
    Ephraemi 1798
    Vaticanus 2370
    Sinaiticus 3392
    Bezae 4697

    النسخة السكندرية تختلف في 842 موضع والإفرامية تختلف في 1798 موضع والفاتيكانية تختلف في 2370 موضع والسينائية في 3392 موضع أما نسخة بيزي فتختلف في 4697 موضع !

    ومن الجدير بالذكر أن الإختلافات السابقة لا تشمل كل العهد الجديد بل الثلث الاول منه فقط (الأناجيل فقط) ولك أن تتخيل النتائج عزيزي القاريء إذا شملت العهد الجديد كله !

    وفي نفس الكتاب يتحدث الكاتب عن مخطوطة بيزي أو المخطوطة " D " ويقول أنه وجد 3704 كلمة محذوفة و2213 كلمة مضافة و2121 كلمة بدلت و1772 معدلة و3471 كلمة تغير مكانها !

    ولقد أفردت الترجمة الكاثوليكية للرهبنة ******ية جزءً كبيرًا في مقدمتها للعهد الجديد عن المخطوطات , والجدير بالذكر أن هذه الترجمة تعد من أهم المراجع المسيحية , لاحتوائها على مقدمات وشواهد مأخوذة من الترجمة المسكونية الفرنسية والتي عكف على ضبطها أعظم علماء الكتاب المقدس مكانة وعلمًا , لذا أذكر بعضًا مما جاء فيها عن مخطوطات العهد الجديد على وجه التحديد :

    ( إن نسخ العهد الجديد التي وصلت إلينا ليست كلها واحدة , بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية , ولكن عددها كثير جدًا على كل حال , هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات بأكملها , واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير , فإن نص العهد الجديد قد نُسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت مهما بُذل فيها من الجهد ، ويضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانا عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهو أنه يحتوى على أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي ، وهكذا أدخلوا على النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الإستعمال لكثير من الفقرات للعهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحيانا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليها التلاوة بصوت عال ، ومن الواضح أن ما ادخله النساخ من التبديل على مر القرون قد تراكم بعضه على بعضه الأخر فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت في عدد كبير من القراءات ) (الترجمة الكاثوليكية ******ية ص 12-13) .

    وجاء في كتاب ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ) ما نصه : ( وأما وقوع بعض الإختلافات في نسخ الكتب المقدسة فليس بمستغرب عند من يتذكر أنه قبل صناعة الطبع في القرن الخامس عشر كانت كل الكتب تنسخ بخط القلم ولا بد أن يكون بعض النساخ جاهلاً وبعضهم غافلاً فلا يمكن أن يسلموا من وقوع الزلل ولو كانوا ماهرين في صناعة الكتابة ومتى وقعت غلطة في النسخة الواحدة فلا بد وأن تقع أيضاً في كل النسخ التي تنقل عنها وربما في كل واحدة من النسخ غلطات خاصة بها لا توجد في الأخرى وعلى هذا تختلف الصور في بعض الأماكن على قدر اختلاف النسخ . وفضلاً عن ذلك ربما جعل بعض النساخ جهالتهم حرفاً مكان آخر أو كلمة مكان أخرى أو أسقطوا بغفلتهم شيئا من ذلك . وإذا نظرنا إلى هذه الإختلافات اليسيرة يحصل من ذلك ألوف قراءات محتلفة في مئات النسخ الموجودة من الكتب المقدسة ) ( مرشد الطالبين 1/16 ) .

    وتقول دائرة المعارف الأمريكية : ( هناك خلاف وفروق عديدة بين النسخ القديمة للمخطوطات ) (وفي سنة (1707م) عدَّ "جون ميل " الخلافات الموجودة في العهد الجديد فقط . فوجدها ثلاثين ألفًا ).

    Encyclo.Americana,vol.3,p656; George Milligan : The New Testament And Its Transmission(London & Glagow,1932),pp.3,108.)

    ولكن البحوث والإحصائيات المتأخرة أثبتت عددها ما يقرب إلى مائتين وخمسين ألفًا 250.000 .

    (Danial-Rops: Life Of Jesus,p.32)

    وتقول دائرة المعارف البريطانية : (آلاف من التعارضات والفروق بين الوثائق والمخطوطات المتداولة).

    (Encyclo.Brit.(1973),vol.3,p.578)

    فليس للمسيحيين إلا الإعتراف بكثرة هذه التناقضات وتنوعها المحير , ولا يتسع المكان هنا لتقديم نماذج أكثر لهذه الإختلافات والتناقضات . إلا أنني قد وضعت فصلاً كاملاً عن ذلك .

    ويمكن للقراء أن يراجعوا أي نسخة من الكتاب المقدس , وسوف يجدون في الهوامش الإشارة إلى المتون المختلفة التي تخبرنا بكثرة الخلافات والتناقضات حيث ترد مثل العبارات التالية :

    - لا يوجد هذا النص في أقدم المخطوطات ....
    - بعض المخطوطات تضيف هذه الفقرات .....
    - بعض المخطوطات تجعل هذه الفقرة في نهاية الإنجيل .... إلخ .

    وهناك فهرس قديم لأسفار العهد الجديد , وقد نشر سنة 1740م عن مخطوط ينتمي إلى القرن الثامن, ويعرف بالنسخة الموراطورينية , فقيل : إنه كان معترفًا به حوالي سنة 170م . ولكن هذا الفهرس يخلو من خمس وثائق يتضمنها العهد الجديد المتداول الأن !

    (Encyclo.Americana, vol.3, p.651; W.Barclay: Gospel Of John (Edinburgh, 1963).p.xxxvii)

    والمخطوط السكندري الذي يستدل به القمص مخطوط ناقص , ومعظم أوراقه تشتمل على العهد القديم , كما توجد فيه كتابات من العهد الجديد , أخرج معظمها من الكتاب المقدس فيما بعد , مثل رسائل كليمنت , ويشتمل هذا المخطوط على أجزاء ناقصة أيضًا لإنجيلي متَّى ويوحنا ورسائل بولس إلى كورنثس . ( مقدمة للكتاب المقدس ص 84 – يوحنا داربي ) .

    (Encyclo.Americana,vol.3,p.652; Encyclo.Brit.(1973),vol.3,p.579; A.M Hunter : Introducing to the Old Testament(London,1976),p.13).

    والمخطوط الإفرايمي يتضمن أجزاء من الأناجيل والأعمال والرسائل والرؤيا . ومكتوب على رق ممسوح وقد نشره تشندروف عام 1843م . ( مقدمة للكتاب المقدس ص 84 – يوحنا داربي ) .

    أما مخطوطات قمران أو مخطوطات البحر الميت , الخدعة الكبرى التي خدع بها النصارى العالم , ليس بها أي دليل على صحة ما بين أيدينا من أسفار , بل على العكس .

    فهذه المخطوطات تتلخص في أنها :

    1- تقدم بعض أسفار العهد القديم فقط دون العهد الجديد .

    2- ليست قديمة بالنسبة للعهد الجديد رغم أنها أقدم مخطوطات العهد القديم , فهى ترجع إلى سنوات 100ق.م-100م .

    3- لا تشتمل على جميع أجزاء العهد القديم .

    4- لم يصرح لأحد بإجراء موازنات ومقارنات هذه المخطوطة مع نصوص العهد القديم التي لم تنشر بأكملها .

    5- اشتملت المخطوطات في كهوف البحر الميت على كتابات بشرية غير التي في العهدين , مثل وثيقة " الحرب بين أولاد النور والظلمة " , وخطابات عديدة كتبها " سيمون بن كسيبا " باللغة العبرية , وهو قائد ثورة عام 132-135م إلى المشارك في جيش العصابات في منطقة مواربات , ووثائق ليتورجية أمكن شراؤها من المتحف الفلسطيني ومدرسة الكتاب المقدس . ( مقدمة للكتاب المقدس ص 111- 120 ) .

    6- نفهم من الجزء المنشور من محتويات هذه المخطوطات إن اتفقت مع النسخ المتداولة في بعض الأماكن فإنها تختلف عنها في أماكن كثيرة . ومثال ذلك قصة إبراهيم وزوجه سارة مع فرعون مصر الذي طلبها في قصره . فهذه المخطوطات مليئة بالتفاصيل الغريبة والفاحشة عن هذه القصة لدرجة أنها ذكرت وصف بشرة سارة وأنفها وعضديها وفخذيها وثدييها . ولذلك لا تلائم هذه المخطوطات أن تكون برهانًا على أقدمية الكتاب المقدس وصدقه , بل على العكس فإنها تثير الشك فيه أكثر وأكثر , وبالتالي تثبت التحريف الذي حدث فيه .

    ولقد نشر الدكتور /هيوشون فيلد أحد الباحثين العاملين في مجال مخطوطات البحر الميت كتابًا باسم "العهد الجديد الأصلي" وردَّ فيه كثيرًا من النصوص الموجودة في الكتاب المقدس المتداول لخلو مخطوطات البحر الميت منها . ومعظم هذه النصوص تعتبر أسسًا متينة للعقائد المسيحية الشائعة .

    (The Daily"Today",London,March,28,1986,pp.14-15.)

    إن المصادر المسيحية بالإجماع لا ترشدنا على وجه اليقين متى أكتشفت أولى هذه اللفائف(لفائف قمران) , ولكن الأرجح أن ذلك حدث في عام 1947م , فقد جال أحد البدو يبحث عن شاته الضالة فدخل إلى أحد الكهوف في المنحدرات العالية في وادى قمران ... تعثرت قدمى البدوي في عدة جرار يبلغ إرتفاع الجرة منها أكثر من قدمين , ونحو عشر بوصات في العرض وجد بها رقوقًا من الجلد ملفوفة في نسيج من كتان .

    ونقول : يا جناب القمص إن هذا الحوار فيه خلاصنا , فلا بد أن تكون رسالة الله لنا واضحة , معتمدة منه تبارك وتعالى , لا يزيغ عنها إلا هالك , لا أن تلقى في جبال وكهوف ثم يجيء أحد البدو فجاءة بعد مئات السنين ليكتشف كلمة الله الضائعة ! هل هذا مقبول ومعقول عندكم؟!

    " إن مخطوطات البحر الميت والمخطوطات الأخرى للعهد القديم ( العبرانية والسبعينية والسامرية ) لا تصلح لإثبات الإلهام والصدق في الكتاب المقدس , ذلك لأن نصوص العهد القديم المتداولة الأن تنتمي إلى القرون الأربعة (القرن السادس – القرن العاشر ) , وهذه النصوص تسمى نصوص مسوراتية ( العبرانية ) . والعلماء المسوراتيون (أي الرواة) من اليهود هم الذين كانوا متحمسين في حفظ نصوص العهد القديم وخدمتها .

    والجدير بالذكر أن الخط المستعمل في متون هذه النصوص التي اتخذها اليهود والمسيحيون في مجامعهم أساسًا لتوثيق المتون ليس هو الخط نفسه الذي كتب به العهد القديم .

    يقول المحققون : ( لقد لوحظ أن اللغة العبرانية القديمة إختلفت في شكل حروفها عن العبرانية في عصرنا الحاضر . فقد كانت الأولى تُكتب بحروف فينيقية قديمة . وإحدى هذه العينات القديمة هو حجر موآب الذي إكتشف عام 1868م في ديبون بموآب ويعود إلى عام 850 ق.م . كذلك اللائحة في مدينة جيزر وتعود إلى عام 925ق.م . وقد تغيرت هذه الحروف بالتدريج وحل محلها في زمان تاريخ المسيح الحروف العبرانية الحاضرة , وقيل في متَّى 5 : 18 " لا يزول حرف jot واحد أو نقطة little واحدة من الناموس " . فالحرف في اللغة العبرانية هو yodh وهو أصغر حرف في الأبجدية العبرانية , ولكنه في اللغة الفينيقية القديمة لم يكن حرفًا صغيرًا . وهنا نرى استبدال الحروف القديمة بحروف جديدة ...وكانت المخطوطات العبرانية أصلاً بدون إشارات على الحروف accent وبدون حروف لينة vowels , أو علامات النقط والفواصل . ولم تدخل الحروف اللينة إلى العبرانية حتى قرب القرن السادس بواسطة رجال متعلمين أكفاء عرفوا بإسم الماسوريين Masoretes الذين درسوا الكتاب العبراني بدقة شديدة جدًا , وجمعوا هذه الكتابات وسموها "المازوره Masora" لشرح الأساس لمعاني اللغة العبرانية القديمة بوضوح ما بعدما وضعوا لها الحروف اللينة والنقط والفواصل ... ولشدة حرص الماسوريين على النص العبراني القديم , فقد تركوه كما هو بالرغم من إحتمالات الخطأ والغموض , ولكنهم وضعوا الكلمة الصحيحة مزودة بالنقط والفواصل والحروف اللينة في الهامش , وبالتالي صار الهامش هو النص الصحيح الذي يُعتمد عليه)(مقدمة للكتاب المقدس ص 99 , 100) .

    لم تكن حروف العلة في المتون العبرية الأصلية القديمة كما أنها كانت خالية عن ظاهرة الإعراب . وبالإضافة إلى ذلك كانت الكلمات في هذه المتون مربوطة بعضها مع بعض في سلسلة طويلة من الجمل , وهى ميزة من ميزات العبرانية .

    فأضاف العلماء المسوراتيون ( المجهولون ) حروف العلة وظاهرة الإعراب , وفصلوا بين الكلمات ومن هنا بدأت عبارات هؤلاء تختلف عن عبارات النصوص القديمة في مستوى الدلالة بالإضافة إلى التغيرات التي أُقحمت عمدًا .

    ( لاشك أن هنالك عددًا من النصوص المشوهة التي تفصل النص المسوري الأول عن النص الأصلى فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها وترد بعد بضعة أسطر، مهملة كل ما يفصل بينهما ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك أحرف كُتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها وقد يُدخل الناسخ في النص الذى ينقله لكن في مكان خاطيء تعليقًا هامشيًا يحتوي على قراءة مختلفة أو على شرح ما ، والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا بإدخال تصحيحات لاهوتية على تحسين بعض التعابير التي كانت تبدوا لهم معرضة لتفسير عقائدي خطر ) (الترجمة الكاثوليكية ص 53 ) .

    والمصدر الثاني الذي تعتمد عليه النسخ المتداولة الحاضرة هو نصوص الترجمة السبعونية . والعلماء الذين قاموا بهذ الترجمة فصلوا أيضًا بين الكلمات , وأضافوا إلى المتن ظاهرة الإعراب والترقيم وهكذا جاء النص في فقرات عديدة من الكتاب مختلفاً تمامًا عن المتن المسوراتي .

    والمصدر الثالث الذي تعتمد عليه النسخ المتداولة الحاضرة هو نصوص النسخة السامرية , والتي يقول عنها الدارسون : ( إن النسخة السامرية قريبة جدًا من النسخة الماسورية مع وجود اختلاف بينهما , وأمكن حصر هذه الإختلافات بينهما والتي لا تتجاوز أخطاء النساخة ... وقد جمع الدارسون والعلماء حوالي 6000 إختلاف في القراءة بينهما ) ( مقدمة للكتاب المقدس ص102 , 106) .

    ومن هنا يتبين لنا مدى إخفاق مخطوطات البحر الميت في إزالة الفروق والخلافات بين المتون المسوراتية والمتون السبعونية والسامرية , ذلك لأنها تؤيد المتن المسوراتي أحيانًا , وفي أحايين أخرى تتفق مع نصوص الترجمة السبعونية والسامرية " .

    (Encyclo.Brit.(1973),vol.3,p.577)

    ثم إننا نتساءل : إذا كانت مخطوطات قمران تُعد أعظم اكتشاف ديني في العصر الحديث كما يزعم النصارى , فلماذا كل هذا التعتيم عليها ؟ لماذا لم تُعرض وتنشر محتوياتها أمام الباحثين لنتأكد من صحتها ومطابقتها لما بين أيدينا من أسفار ؟ يقول علماء الكتاب المقدس : ( لسوء الحظ . لم تنشر نصوص قمران كلها إلى اليوم , وهذا العمل النقدي يقتضي من الكفاءات ومن الأبحاث ما يستغرق عشرات السنين ) ( مدخل إلى العهد القديم – الترجمة الكاثوليكية ص 54 ) .

    والعجيب في الأمر أن هذه المخطوطات التي يستدل بها القمص مصابة بأضرار بالغة مما أثَّر على النصوص الموجودة في طياتها , هذا بجانب انقطاع سندها مما أدى إلى ظهور مبدأ التكهن في علم نقد النصوص الكتابية !

    يقول علماء الكتاب المقدس : ( تفصل بين النموذج الأصلي والنص الأصلي حقبة من الزمن أكثر أو أقل طولاً , فلا بد , للإنتقال من النموذج الأصلي من اللجوء إلى بعض التكهنات, لكن وفقًا لمباديء نقدية معروفة ) ( مدخل إلى العهد القديم ص 53 , 54 – الترجمة الكاثوليكية ) .

    قال تعالى : {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى }النجم23 .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيدة ; 25-10-2007 الساعة 11:09 AM

    «« توقيع أبو عبيدة »»

ثم يقولون هذا من عند الله ‍‍! (2-2-3)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ثم يقولون هذا من عند الله ‍‍! (2-3-1)
    بواسطة أبو عبيدة في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-10-2007, 10:52 PM
  2. ثم يقولون هذا من عند الله ! ( 2-2-2 )
    بواسطة أبو عبيدة في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-10-2007, 01:31 PM
  3. ثم يقولون هذا من عند الله ! ( 1-3 )
    بواسطة مراقب1 في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-11-2006, 11:35 AM
  4. ثم يقولون هذا من عند الله ! ( 1-2 )
    بواسطة مراقب1 في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-10-2006, 10:59 PM
  5. ثم يقولون هذا من عند الله ! ( 1-1 )
    بواسطة مراقب1 في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-08-2006, 03:31 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ثم يقولون هذا من عند الله ‍‍! (2-2-3)

ثم يقولون هذا من عند الله ‍‍! (2-2-3)