دفع شبهات الداعية عمرو خالد عن المرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث بالسيف بين يدي الساعة عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وعلى آله وصحبه الغر المحجلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
كــتـــبـــه : إشعياء أحمد المسلم
لقد تفاجأت وأنا أشاهد حلقة من حلقات ( صناع الحياة ) للداعية المحبوب الأستاذ \ عمرو خالد على أنه أدخل نفسه في متاهة وأقحم عليها تفسيرا ً أرى والله أعلم مع جمهور أهل العلم أنه كلام خاطئ ويجب إستدراك غفلة المسلمين به, ولا ننكر على الداعية ما قال به إلا أنه أخطأ فقط في نقتطين طرحهما في البرنامج نرد عليهما بإذن الله :
النقطة الأولى:- عن الولاية الكبرى للمرأة
النقطة الثانية :- عن ناقصات العقل والدين
النقطة الأولى:-
يسشهد الداعية بأن الإسلام - حاشاه - لا يمانع من تولي المرأة الولاية الكبرى المعروف بأنها ولاية الأمر على المسلمين وضرب لنا مثل بلقيس - عليها السلام - وزوجها سليمان إبن داود - عليهما السلام - وأن الله ذكر هذا على سبيل المديح وعلى سبيل التشريف !! وهذا بالتأكيد لوي لمعنى الآية وتمكين تفسير لا أراه صحيحا ً ويخالف جمهور أهل العلم وعلى رأسهم شيخ الإسلام إبن تيمية - رحمه الله -
فقول الله تعالى على لسان الهدهد :
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
لا يعني بأي صورة من الصور مديح الله تعالى لتعيين بلقيس ملكة على سبأ , وإنما ذكرها الله تعالى كتقرير للواقع وليس مدحا ً لهذا المنصب , حيث أن المدح لا يخفيه الله سبحانه وتعالى في القرآن ويطلب منا إستشفافه , بل المدح يأتي صريحا ً من عند الله كهذه الآيات التي يمتدح الله فيها خير نساء العالمين مريم بنت عمران أم المسيح عليهما السلام :
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ (42)
ومدح الله لسليمان :
وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)
ومدح الله لأيوب عليه السلام :
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)
فهنا المدح كان واضحا ً جليا ً , أما ما ذكره الله تعالى في حالة بلقيس فكان تقريرا ً لواقع مملكة سبأ في ذلك الوقت بأنها كانت تحت إمارة إمرأة , وأن هناك أمثالا ً كثيرا ً يضربها الله لتقرير واقع لا بقصد المدح ولكن بقصد التقرير , فمثلا ً عند ضرب الله مثل من يتخذ من العنب ما يسكر هل يمتدح الله هنا السكر !! حاشاه إنما كما قال إبن كثير ( هو تقرير لواقع من الناس من يتخذ من الأعناب شرابا للسكر )
وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) النحل
سيقول قائل: إذن لم لم يزجر الله هذه المكانة ؟ سنقول: إن الله أوحى إلى نبيه بالفعل زجر هذه المكانة وأن الفلاح ليس من نصيب قوم رضوا بهذا الإذلال وهو أن تكون ولاية أمر المسلمين بيد إمرأة , وليس هذا تحقيرا للنساء والعياذ بالله وإنما تمكينها مما يفوق طاقتها لهو الظلم بعينه .
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن أبي بكرة : : ( أن رجلاً من أهل فارس ، أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن ربي تبارك و تعالى قد قتل ربك ، ـ يعني كسرى ـ قال : و قيل له ، يعني للنبي صلى الله عليه و سلم إنه قد استخلف ابنته ، قال فقال : <span style='color:red'>لا يفلح قوم تملكهم امرأة .).</span> مسند الإمام أحمد حديث رقم : 19925
وكلام سيد البرية
واضح ولا يحتاج إلى حلقات من النقاش في قوله ( لا يفلح قوم تملكهم إمرأة )
النقطة الثانية:-
أما ( ناقصات عقل ودين ) فنحن بفضل الله لا نستحي ولا تستحي نسائنا من حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نؤول أحاديث رسول الله إلا بتأوليها الصحيح ومنها هذا الحديث:
عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة : : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فوعظهم ، ثم قال يا معشر النساء إنكن أكثر أهل النار . فقالت امرأة جزلة : وبم ذاك ؟ قال : بكثرة اللعن وكفركن العشير ، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي الرأي منكن . قالت امرأة : ما نقصان عقولنا وديننا ؟ قال : شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل . ونقصان دينكن الحيضة تمكث إحداكن الثلاث أو الأربع لا تصلي .). صحيح البخاري حديث رقم : 1393
فلقد أوضح رسول الله معنى هذا الحديث , وإستغلاله من قبل الرجال للتسلط هو ظلم بين أما لوي المعنى لمحاولة ما بإنكاره فهذا باطل نعوذ بالله منه.
وفي الختام نسأل الله أن يسدد رمي أخونا الداعية الأستاذ \ عمرو خالد إلى ما فيه توفيق ورشاد على أن ينفع الله به الأمة وأن يوفقه في صناعة الحياة وأن يكون رائدا ً من روادها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تحريرا ً يوم الثلاثاء 24 جمادى الثانية لعام 1425 هـ
الموافق 10 أغسطس لعام 2004 م
------------------------------------------------------
«« توقيع إشعياء المسلم »»
المفضلات