الاسلام وحق المرأة في إبداء الرأي

كانت المرأة المسلمة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تُبدي الرأي وتسدي النصح ، وكان صلى الله عليه وسلم يسمع لها ويأخذ برأيها ، ومن ذلك ما حدث في صلح الحديبية فقد كان لرأي أم سلمة أثره الجليل ، وقصة ذلك أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تذمروا حين بلغهم نص الصلح ، ظناً منهم أنه بخس المسلمين حقهم ، فلم يُطيعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أمرهم ثلاث مرات بالذبح والحلق ، وعندما أخبر أم سلمة رضي الله عنها بذلك قالت له : " يا نبي الله أتحب ذلك ؟ أُخرج ثم لا تُكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك " . فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وفعل المسلمون مثله ، وبذلك تكون أم سلمة رضي الله عنها قد أنقذت برأيها المسلمين من فتنة وخطر التفرق.
وعلى هذا المبدأ سار الخلفاء الراشدون عليهم رضوان الله ، ومن أمثلة ذلك ما جرى بين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه مع المرأة في موضوع المهر والتي جاء فيها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى الناس تُغالي في المهور نهاهم أن يزيدوا على أربعمائة درهم فمن زاد فاعترضت له امرأة من قريش فقالت : " أما سمعت ما أنزل الله ؟ يقول : " وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً " فقال أصابت امرأة وأخطأ عمر وصعد المنبر وأعلن رجوعه عن قوله .
أعطى الإسلام للمرأة الحق في الإجارة فقد روي أن رجلين احتميا ببيت أم هانيء بنت أبي طالب فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : " قد أمنا من أمنت " .
وقد هاجرت النساء من مكة إلى المدينة المنورة ووفر لهن النبي صلى الله عليه وسلم الحماية والرعاية.
كما بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الإيمان والسمع والطاعة كما بايع الرجال بعد فتح مكة المكرمة .
وقد ترك الشرع للمسلمة البالغة حق اختيار ورفض من ستتزوج وهناك قصص كثيرة في كتب السيرة عن ذلك .

والله تعالى أعلم .