بولس الكذاب و المسيحية
السلام على من اتبع الهدى ،،،،،،
من منطلق إظهار الحق و ردا على ما جاء في مقال ( بولس الكذاب و الإسلام ) نقرر الحقائق الآتية :
1- لم يكن بولس في يوم من الأيام من حواري المسيح ، و لم يكن أحدا من تلاميذه . لان تلاميذه أسمائهم مذكورة بالنص في الإصحاح العاشر من إنجيل متى و هم سمعان الذي يقال له بطرس , و اندراوس أخوه , و يعقوب بن زيدي و يوحنا أخوه , فيلبس و برثولماوس . توماز متى العشار , و يعقوب بن حكفى و لباوس الملقب تراوس و سمعان القانوى و يهودا الاسخريوطى الذي أسلمه ( متى 10 : 2 – 4 ) .
فالذي يقول أن بولس من الحواريين أي التلاميذ الذين كانوا يصحبون المسيح يخالف ما ذكر في إنجيل متى ولا يمكن أن يؤخذ برأيه .
2- لم يكن بولس معاصرا للمسيح و لم يظهر معه في أي مناسبة – و لم يرد له ذكر في الأناجيل الاربعه . و إنما ورد ذكره بعد رفع المسيح عليه السلام – في رسالة أعمال الرسل . و هذه حقيقة تاريخية أيضا .
فإذا كان بولس قد ظهر للناس بعد رفع المسيح . و لم يكن معاصرا له و لم يكن من تلاميذه . فكيف يقال أن المسيح ارسله كما ورد في بعض التفاسير .
إن المسلم غير ملزم بما جاء في أي تفسير للقران إذا كان يخالف حقيقة تاريخية أو حقيقة علميه . لان الذين نقلوا أسماء الرسل الذين أرسلهم المسيح اعتمدوا على أقوال شائعة في عصرهم كانت تتردد على ألسنه أهل الكتاب من العامة الذين ليس لهم علم راسخ . فلو ورد مثلا في بعض التفاسير أن للأرض أربعه زوايا أو أنها مسطحة فلا يمكن للمسلم أن يقبل هذا الرأي لانه يصادم حقيقة علميه – و على العكس من ذلك فان المسيحي يقبله لأنها وارده في الكتاب المقدس ( انظر سفر الرؤيا 7 : 1 ، 20 : 8 ) و لو قيل للمسلم أن القيامة بعد مائه سنه أو بعد آلف سنه فانه لا يصدق ذلك لان القران يقرر أن الله عنده علم الساعة ، بعكس المسيحي الذي يجد حرجا في النصوص التي تحدد يوم القيامة بأنه سيكون قبل موت المعاصرين للمسيح كما جاء في إنجيل متى ( 24 : 34 ) و مرقس ( 13 : 31 ) و المسيحي يؤمن بان الذي صلب قد مات على الصليب لانه طعن بحربه فخرج منه دم و ماء ( يوحنا 19 : 33 – 34 ) و رغم أن كل الحقائق العلمية و الطبية تؤكد أن الميت لا يمكن أن ينزف منه جرح و يخرج منه دم لان دمه سيكون متجلطا جافا في عروقه .
و المسلم المعاصر قد يرد أقوالا للمفسرين بنوها على اجتهادات شخصيه حسب المعلومات المتاحة لهم في عصورهم .
فمثلا في تفسير قوله تعالى ( و هو الذي خلق الليل و النهار و الشمس كل في فلك يسبحون ) الأنبياء :34 ، نجد أن المفسرين قد ذكروا أن الشمس و القمر يسبحان في فلك أي مدار دائري و هذا يختص بهما دون الليل و النهار . فهما لا يسبحان في فلك دائري . و المسلم المعاصر يعارض هذا بل يؤكد أن كلمه ( كل في فلك يسبحون ) تعود على الليل والنهار و الشمس و القمر و هو ما يقتضيه سياق الايه و كما يدل عليه العلم الحديث فالليل يدور في فلك و النهار يدور في فلك أيضا لانهما يتحركان بحركة الأرض التي تدور حول نفسها ، و يعد ذلك من إعجاز القران ، لأنها حقائق علميه لا يمكن أن تدرك في عصر النبوة ، و لم يكن المعاصرون لرسول الله صلى الله عليه و سلم على علم بها .
و الخلاصة أن الحقائق العلمية و التاريخية ترد قول المفسرين مهما بلغوا من العلم ولا يمكن الاعتداد بقولهم إذا خالفوا العلم أو التاريخ لذلك فان بولس لم يكن من التلاميذ و لم يكن معاصرا للمسيح و بالتالي لا يقبل أن يكون مرسلا من قبل المسيح إلى انطاكيه كما جاء في أقوال بعض المفسرين .
و نود أن نوضح أن كثيرا من المفسرين لم يذكروا أسماء الرسل الذين أرسلهم المسيح عليه السلام إلى انطاكيه لعدم وجود نص صادر من النبي صلى الله عليه و سلم يحدد أسماء هؤلاء الرسل و من بين هؤلاء المفسرين – الشيخ سيد قطب في كتابه ( في ظلال القران )
و يقول قائل أن كتاب أعمال الرسل يشهد بان المسيح أرسل بولس و لكن بعد رفع المسيح إذ تراءى له المسيح على هيئه نور – بعد أن كان بولس من اشد الناس عداوة لاتباع المسيح و ظل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب ( أعمال الرسل 9 : 1 ) و لكنه تحول فجاه من عدو ماكر إلى رسول للمسيح .
و قصه إيمانه بالمسيح و إرساله يتطرق إليها الشكوك للأسباب الاتيه :
· القصة فيها تناقض . فسفر الأعمال ( 9 : 3 ) يؤكد أن الرجال الذين كانوا مع بولس سمعوا الصوت و لم يرد أحد في حين ذكر في نفس السفر ( 22 : 9 ) انهم راو النور و لم يسمعوا صوتا . و جاء في سفر الأعمال ( 9 : 8 ) انهم اقتادوا شاول ( بولس ) إلي دمشق مباشرة بينما صرح بولس في رسالته إلى اغلاطيه ( 1 : 17 ) انه ذهب مباشرة إلى البلاد العربية ثم بعدها ذهب إلى دمشق .
· ذكر في سفر الأعمال (9 : 3 ) انه رأى نورا من السماء . و ذكر بولس نفسه أن الرسل الكذبة يتشبهون برسل المسيح لان الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك من نور ( الرسالة الثالثة إلى أهل كورنثوس 11 : 13 – 14 ) فما الدليل على أن النور الذي شهده هو نور المسيح و ليس نور الشيطان . لقد حسم بولس هذا الأمر حينما قال ( انه أعطى شوكه في الجسد ملاك الشيطان ليلطمه لئلا يرتفع ) . الرسالة الثالثة إلى كورنثوس 12 : 7 فإذا كان الشيطان يحول نفسه إلى ملاك من نور ثم أحس به هو نفسه في جسده ليلطمه . فلا بد أن يكون الذي رآه نورا في السماء يكلمه هو الشيطان بعينه .
· لقد ظهر بولس بعد المسيح ، و كان يتعين عليه أن يأخذ تعاليمه من تلاميذ المسيح الذين عاصروه و سمعوا أقواله ، و لكنه أعلن انه لم يستشر أحدا من المعتبرين عند الناس ( اغلاطيه 1 : 11 – 12 ، 16 ، 17 ) بل انه قاوم بطرس أحد كبار التلاميذ و عارضه ( اغلاطيه 2 : 11 ) و خاصمه خاصة فيما يتعلق بالختان و اتهمه هو و بر نابا بالرياء ( اغلاطيه 2 : 13 ) . و لم يعترف بأحد من الحوارين كما جاء في اغلاطيه ( 1 : 16 ) و قد قال انه قابل بطرس بعد ثلاث سنوات من أيمانه و مع ذلك عارضه و قابل بر نابا بعد أربعة عشر عاما من أيمانه ( اغلاطيه 1 : 19 ) حدثت بينهما مشاجرة و فارق كل منهما الأخر ( سفر الأعمال 15 : 39 – 40 )
· نصت رسالة بطرس الثانية على الآتي ( لانه لم تأت نبؤه قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ) 1 : 21 ، فهل كان بولس مسوقا من الروح القدس . يقول بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس 7 : 40 ( انه يظن أن لديه روح القدس ) ( مجرد ظن ) . و يقول في رسالته الأولى إلى كورنثوس 7 : 25 انه ليس عنده أمر من الرب و إنما يقضى أمر نفسه هو ، و يقول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 17 ( فالذي أتكلم به لست أتكلم به حسب الرب بل كأنه غباوة في جسارة الانتحار )
· ألم يقل المسيح عليه السلام ( ولا تظنوا أني جئت لانقض الناموس أو الأنبياء بل لاكمل ) متى 5 : 17 و حذر من نقض الوصايا التي في الناموس و قال عن من ينقض أي من الوصايا الصغرى انه الأصغر في الملكوت ( متى 5 : 19 ) ، فماذا كان موقف بولس من الناموس : في البدء أبدى احترامه للناموس (سفر الأعمال 24 : 14 و رسالته إلى رويته 3 : 31 ) ثم أعلن أن الناموس لا فائدة فيه ( اغلاطيه 3 : 24 – 26 ) ثم قال أن الناموس ضعيف و غير صالح و غير كامل ( العبرانية 7 : 18 ، 19 ، 28 ) ثم اتخذ خطوات عمليه لإلغاء الناموس ( التكوين 17 : 10 – 14 ) و بموجبه اختن المسيح نفسه ( لوقا 2 : 21 ) ثم أعلن نفسه حاميا لإنجيل العزلة ( أي عدم الختان ) (اغلاطيه 2 : 7 ) ثم أعلن إلغاء الختان كما جاء في رسالته الأولى إلى كورنثوس ( 7 : 18 ، 19 ) . و كان بولس عضوا في مؤتمر أورشليم قصر المحرمات على أربع الدم و المختون و المذبوح للأوثان و الزنا ( أعمال الرسل 15 : 25 – 30 ) فأباح للنصارى أكل الخنزير الذي كان محرما في التوراة ( التثنية 14 : 8 ، الاوين 11 : 7 ) فاباح لاتباعه أن يأكلوا كل شئ ( رسالته إلى قيطى 1 : 15 ) و كل الأشياء أصبحت حلالا حسب رسالته الأولى إلى كورنثوس 6 : 12 – 13 ، 10 – 23 – 25 لذلك أصبحت ثلاثة من المحرمات ( الدم و المختون و المذبوح للأوثان ) حلالا بالنص الأخير و بقى الزنا المحرم في رسالته إلى أهل ( افسس 5 : 3 ) و قد اصبح عمليا غير محرم لإلغاء العقوبة الواردة في سفر اللاوين ( 2 : 10 – 20 ) و العقوبة هي قتل الزاني و أصبحت لاغيه . بذلك كان بولس هو الذي ألغى ناموس موسى بينما قال المسيح الذي ينقض شيئا من الوصايا فهو الأصغر في الملكوت . و للعلم فان اسم ( بولس ) الذي سمى به نفسه بعد أن كان اسمه ( شاول ) معناه الأصغر أو الاحقر و لعله اخذ هذا الاسم على سبيل التواضع فوافق قول المسيح فيه .
· بولس من الأنبياء الكذبة طبقاً لكلامه هو، وكلام المسيح عليه السلام وما جاء في الكتاب المقدس
كل ما سبق يلقى بالشكوك الكثيفة حول مصداقية بولس و رسالته فضلا عن إيمانه بما أمن به الحواريون . و لكن تعالوا بنا نخرج من دائرة اليقين حينما تستقر من قاله المسيح عليه السلام عن الأنبياء الكذبة حسب روايه متى ( 7 : 15 – 23 ) :
* يقول ( احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان و لكنهم من داخل ذئاب خاطفة )
- و ها هو ذا بولس – يذكر عنه مؤلف سفر أعمال الرسل ( و لما علم بولس أن قسما منهم صدوقيون و الأخر فريسيون صرخ في المجمع أيها الرجال الاخوة أنا فريسى ابن فريسى ) أعمال 23 : 6 .
- و لما مدوه للسياط قال لهم انه روماني حتى ينجو من الضرب ( أعمال الرسل 22 : 25- 28 )
- و كان بين اليهود كأنه يهودي و مع الذين تحت الناموس كأنه منهم و بين الذين بلا ناموس كأنه منهم ( انظر رسالته إلى أهل كورنثوس 9 : 19 23
· و يقول المسيح عليه السلام عن الأنبياء الكذبة في نفس النبؤه ( من ثمارهم تعرفونهم ) – و ثمار بولس معروفه و هي تغيير عقيدة التوحيد التي جاء بها المسيح إلى عقيدة التثليث و إبطال وصايا التوراة و شريعتها و أباحه المحرمات التي كانت فيها .
· و ذكر المسيح أيضا أن الأنبياء الكذبة يتنبئون باسم المسيح و يصنعون المعجزات باسمه( و هكذا فعل بولس ) ثم يقول لهم المسيح أني لم أعرفكم قط . اذهبوا عنى يافا على الإثم . و المسيح لم بعرف بولس طيلة حياته – كما أن بولس اعترف انه فاعل الآثم كما جاء على لسانه و بخط يده في رسالته إلى أهل روميه ( 7 : 14 – 24 ) و نشير منها إلى قوله ( فأني اعلم انه ليس ساكن في – أي في جسدي – شئ صالح ، لان الاراده حاضرة عندي ، و أما أن افعل الحسنى فلست أجد ، لأني لست افعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه افعل ) . ألا يكفى ذلك أن ينطبق على بولس قول المسيح عليه السلام اذهبوا عنى يافا على الإثم * لقد اعتنق بولس عقيدة اليسين ( أعمال 23 : 6 ) و لقد لعنهم المسيح ( لوقا 11 : 43 – 44 ، متى 23 : 13 ) و حذر من عقيدتهم و قال انهم منافقون ( لوقا 12 : 1 ، متى 16 : 6 – 12 ) و لو كان بولس مرسلا من قبل المسيح لتنبا المسيح عليه السلام بإرساله حينما كان بين الناس يدعوا إلى عباده الله .
· ومحمد صلى الله عليه وسلم أيضاً يحذر من بولس
· أما محمد عليه السلام فلقد قال : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صوره الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن من جهنم يسمى ( بولس ) تعلوهم نار الافيار و يسقون من عصارة أهل النار طينه الخبال ) و الحديث رواه البخاري في كتاب الأدب عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سل . و يكفى أن يسمى سجن المتكبرون في جهنم باسم ( بولس ) .
· والآن.. هل تريدون دلائل أكثر من هذه على أن بولس هو مفسد المسيحية وأخطر الأنبياء الكذبة في التاريخ؟
· كتبه : د. علي النحاس
«« توقيع shreefabdelhameed »»
المفضلات