هذه الرواية موجودة في سنن أبي داود ..
حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، حدثني هشام بن سعد، أن زيد بن أسلم حدّثه، عن ابن عمر قال: أتى نفرٌ من يهود فدعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى القُف فأتاهم في بيت المدارس فقالوا: يا أبا القاسم، إن رجلاً منَّا زنى بامرأة فاحكم بينهم، فوضعوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسادةً فجلس عليها ثم قال: "ائتوني بالتوراة" فأتي بها. فنزع الوسادة من تحته ووضع التوراة عليها ثم قال: "آمنت بك وبمن أنزلك". ثم قال: "ائتوني بأعلمكم" فأتي بفتى شابٍّ، ثم ذكر قصة الرجم نحو حديث مالك عن نافع.
يقول الأخ برسوم بعد تخريجه للحديث بجميع رواياته
" كل الروايات التي وردت لم ترد بها لفظة ( آمنت بك وبمن أنزلك ) الا في رواية أبي داوود عن زيد بن أسلم وزيد ابن اسلم من طبقة التابعين فيكون سند زيادة زيد ابن اسلم منقطعا ".
و هذا فيه نظر لأن زيد بن أسلم روى عن ابن عمر فلا انقطاع في السند .
إذن ما علة هذه الرواية ؟
علتها هو هشام بن سعد !
يقول الشيخ أحمد بن سالم المصري ..
و لهذا قال ابن حزم في الفصل ج1 ص237 : "و أما الخبر بأن النبي عليه السلام أخذ التوراة و قال : "آمنت بما فيك" فخبر مكذوب ، موضوع ، لم يأت قط من طرق فيها خير ، و لسنا نستحل الكلام في الباطل لو صح ، فهو من التكلف الذي نهينا عنه ، كما لا يحل توهين الحق ، و لا الاعتراض فيه ".قلت : هذا إسناد ضعيف ؛ وإليك تراجم رجاله :
** أحمد بن سعيد الهمداني : هو أحمد بن سعيد بن بشر بن عبيد الله الهمداني أبو جعفر المصري .
قال زكريا الساجي : (( ثبت )) .
وقال العجلي : (( ثقة )) .
وقال أحمد بن صالح : (( ما زلت أعرفه بالخير مذ عرفته )) .
وذكره بن حبان في "الثقات" .
قال النسائي : (( ليس بالقوي لو رجع عن حديث بكير بن الأشج في الغار لحدثت عنه )) .
قلت : والراجح أنه (( ثقة )) ، وقول النسائي هذا لخطأه في حديث واحد ، فلا يضعف بمثل هذا ، ومن الذي لا يخطئ .
وانظر ترجمته : تهذيب التهذيب (1/31-طبع الهند) .
ــــــــــــــ
** ابن وهب : هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشى الفهرى ، أبو محمد المصرى
الفقيه .
قال الحافظ في "تقريب التهذيب" (3694) : (( ثقة حافظ عابد )) .
ــــــــــــــ
هشام بن سعد : هشام بن سعد المدنى ، أبو عباد .
اختلف النقاد في حاله ، وإليك البيان :
** أقوال من ضعفه :
1- قال يحيى بن معين : (( ضعيف )) .
2- وقال أحمد بن حنبل : (( ليس بمحكم للحديث )) ، ولم يرضه .
3- وقال أبو حاتم : (( يكتب حديثه ، ولا يحتج به )) .
4- وقال النسائى : (( ضعيف الحديث )) .
5- وقال ابن عدي : (( ولهشام غير ما ذكرت ، ومع ضعفه يكتب حديثه )) .
6- وقال ابن سعد : (( كان كثير الحديث يستضعف ، و كان متشيعا )) .
7- وقال ابن أبى شيبة عن على ابن المدينى : (( صالح ، و ليس بالقوى )) .
8- وذكره يعقوب بن سفيان في "الضعفاء" .
9-وقال أبو عبد الله الحاكم -كما في "من تكلم فيه"للذهبي- : (( لينته )) .
10-وكان يحيى بن سعيد لا يروي عنه .
11-وذكره العقيلي في "الضعفاء" (4/341) .
12-وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/89) : (( كان ممن يقلب الأسانيد ، وهو لا يفهم ، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروي عن الثقات بطل الاحتجاج به وان اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير )) .
13-قال أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (1/344/156) : (( قالوا : إنه واهي الحديث )) .
** أقوال من قوى أمره :
1- وقال أبو زرعة : (( شيخ محله الصدق )) .
2- وقال الساجى : (( صدوق )) .
3- وقال أبو داود : (( هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم )) .
4- وقال العجلي : (( جائز الحديث ، حسن الحديث )) .
**الراجح : أنه ضعيف مطلقاً ، وهو قول الجمهور ، والله أعلم .
ــــــــــــــ
زيد بن أسلم : هو زيد بن أسلم القرشى ، العدوى ، أبو أسامة .
قال الحافظ (2117) : (( ثقة عالم ، وكان يرسل )) .
ــــــــــــــ
ابن عمر : هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن .
وهو الصحابي الجليل ، وهو مشهور .
ــــــــــــــ
** خلاصة البحث : هذه الزيادة ضعيفة ، والله أعلم .
هذا و بالله التوفيق .
المفضلات