آخـــر الـــمـــشـــاركــــات
-
فليأتوا بسورة من مثله إن كانوا صادقين
- وجوه إعجاز القرآن:
- كل هناك كتاب يذكر صاحبه أنه هو الذي كتبه ويضع عليه اسمه وتوقيعه… . فهل تعلم كتابا واحدا غير القرآن الكريم على وجه الأرض فيه "تنزيل من رب العالمين" "تنزيل من الرحمن الرحيم" وإنه لتنزيل رب العالمين" وسائر الآيات التي يثبت فيها الله عز وجل أنه هو الذي أنزله لا أحد غيره…ولم يدع أحد غير الرب عز وجل أنه ألفه؟؟؟
- أتى كتاب من قِبَل ملك المدينة مع رسول ليحذر الشعب فيه من عدو قادم، ويرشد فيه أهل المدينة كيفية النجاة من هذا العدو..فانقسم الناس إلى ثلاثة أقسام، قسم أخذ الكتاب بقوة وعمل بكل ما فيه، وقسم صدَّق ولكن انشغل بأمور حياته، وقسم أخذ يتشكك ويطعن في الكتاب، ثم جاء العدو.. فنجا من نجا وهلك من انشغل ومن كان يُكَذِّب…فمن أين قسم أنت؟؟؟ وما موقفك من كتاب رب العالمين الذي يحذر فيه من الشيطان ويرشد كيفية النجاة من مكائده؟
- هل تعلم كتابا واحدا على وجه الأرض حفظه كم هائل من البشر كالقرآن الكريم، منذ ألف وأربعمائة سنة، بطريقة التواتر[أي جمع عن جمع يحيل العقل اتفاقهم على الكذب أو الخطأ]، مع اختلاف العصور واختلاف البلدان والأقاليم على أكثر أنحاء الأرض؟
- هل تعلم كتابا واحدا مثل القرآن الكريم عمل عليه دراسات وأُلِّفَ عليه وعلى علومه هذا الكم الهائل من كتب التفاسير والفقه والأحكام والقراءات والبلاغة واللغة والإعجاز وغيره؟؟…بحيث يقول أي إنسان، إذا كان هذا الاهتمام بعلوم القرآن وآياته بل وحروفه، فكيف الاهتمام بالكتاب نفسه؟ ويوقن كل إنسان أنه من المحال تحريف ولو حرف واحد فيه، للدقة الشديدة في دراسته...
- هل تعلم كتابا واحدا يتلوه هذا الكم من البشر في مشارق الأرض ومغاربها في آن واحد، وفي الإذاعات المختلفة، غير القرآن الكريم؟؟؟[تدبر هذا الأمر في صلاة التراويح في رمضان في جميع أنحاء العالم، بل كل يوم في صلاة العشاء].
- هل تعلم كتابا واحدا لو أخطأ رجل وراءه مليون شخص في تلاوة حرف واحد كالواو بدل الفاء، يرده ويصححه الكثير، هذا من أندونيسيا وهذا من أمريكا وهذا من مصر وهذا من الصين وهذا من الهند..كما لو أخطأ إمام الحرم مثلا في التلاوة؟؟
- هل تعلم كتابا واحدا ليس فيه اختلاف بين مخطوطاته في حرف واحد، غير القرآن، منذ ألف وأربعمائة سنة؟؟؟
- سؤال للأدباء فقط: قد درست جميع الأساليب العربية القديمة والحديثة.. فهل تعلم كتابا له أسلوب مثل أسلوب القرآن الكريم، لا هو شعر ولا هو نثر، ويحتوي على أكثر من ستة آلاف آية؟؟
- هل تعلم كتابا واحدا على وجه الأرض،غير القرآن الكريم، إذا قرأت حرفا واحدا منه أخذت به حسنة، وارتقت روحك وكأنك في مجالس الملائكة الكرام ؟؟
- هل تعلم كتابا واحدا على وجه الأرض تتنزل الملائكة بالسكينة على قارئه؟؟
- هل تعلم كتابا واحدا مثل القرآن الكريم على وجه الأرض إذا جلست وقرأته، قمت وقد انشرح صدرك وخفت من عليك ذنوبك، وقمت خفيفا من الذنوب مقبلا على الطاعات مدبرا عن المعاصي وقد تحسنت أخلاقك في معاملاتك؟؟؟
- هل تعلم كتابا واحدا على وجه الأرض غير القرآن الكريم، إذا أراد أعداؤه الطعن فيه أتوا بمتخصصين في علم اللغة وعلم الاجتماع وعلم التاريخ وعلم الجغرافيا وعلم الفلك وعلم النفس وعلوم أخرى شتى.. مما يثبت أن هذا الكتاب من المحال أن يقوم بتأليفه بشر وأمي لا يقرأ ولا يكتب ويعيش في قبائل أمية لا تقرأ ولا تكتب؟؟؟
- هل تعلم كتابا أكثر من القرآن الكريم قد تلقى الطعن من أعدائه منذ ألف وأربعمائة سنة وإلى الآن، ولا يزال هو الكتاب الأول في العالم انتشارا وحفظا وتلاوة ودراسة؟؟؟
- هل هناك كتاب غير القرآن لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله.؟؟؟.
- هل هناك كلام غير الوحي إذا نزل صعقت منه الملائكة فإذا أفاقوا قالوا ماذا قال ربكم فرد جبريل قال الحق وهو العلي الكبير???… تفسير قوله تعالى في سورة سبأ: حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا الحق…
- هل هناك كتاب عندما نزل إلى السماء الدنيا تملأ السماء حرسا شديدا وشهبا.؟؟؟. وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا…وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا…
- هل هناك كتاب فيه شفاء لما في الصدور، وشفاء لأمراض الأبدان غير القرآن؟؟
- هل هناك كتاب يساوي كتابا أنزله الله بعلمه؟؟ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون..
- هل هناك كتاب يرفع الله به أقواما ويضع به آخرين غير القرآن؟؟؟
- هل هناك كتاب فيه إخبار بأخبار الأمم السابقة وإخبار بالغيبيات وما سوف يأتي في آخر الزمان، ثم إذا قامت الساعة وفي الجنة والنار وما سوف يكون فيهما وفي الحشر وغير ذلك من الغيبيات؟؟؟
- هل علمت الآن لماذا قال الله عز وجل: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}؟؟؟
«« توقيع ahmednou »»
-
- إثبات صحة القرآن:
- شهادة الله: لكن الله يشهد بما أنزل إليك… وكفى بالله شهيدا.. في سورة النساء
- شهادة الملائكة: والملائكة يشهدون.. في سورة النساء
- شهادة أهل الكتاب: وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله… في سورة الأحقاف
- شهادة أهل الكتاب في العصر الحديث: انظر كتاب القرآن والإنجيل والتوراة..:للدكتور موريس بوكاي-دار الفتح للإعلام العربي- القاهرة
- شهادة الصادق الأمين: محمد صلى الله عليه وسلم…
- شهادة العرب: الفصحاء من العرب وجميع العرب إيمانهم بكون القرآن من عند الله حجة علينا وعلى كل من لم يتقن العربية أو لا يعرفها…كما أن الجميع في الهندسة يفوضون دكتور الهندسة في الحكم على صلاحية بناء معين، أو في بناء معين، فكذلك غير العربي يفوض الفصحاء من العرب في الحكم على القرآن…
- أسلوب القرآن: لا نثر ولا شعر، أسلوب متفرد منذ أن خط الإنسان بالقلم وحتى عصرنا هذا..
- جهة الخطاب: ليس من النبي صلى الله عليه وسلم: لأنه لو كان من النبي صلى الله عليه وسلم لما قال فيه: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى…}…. ولما قال:{ ولا تكن للخائنين خصيما}…في قصة اليهودي..راجع التفسير…... ولما قال:{وإذ تقول للذي أنعم الله وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه}… ولما قال:{عفا الله عنك لم أذنت لهم}… ولما قال:{قل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين.}…. ولما قال:{يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك}….ولو كان افتراه على الله لما قال:{لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج} بل قال: {تزوج كما تزوج سليمان بتسع وتسعين}، أو: {تزوج كما تشاء كما يتزوج أقل ملوك العرب في ذلك العصر..…}
- مستوى الخطاب: خلق السماوات والأرض والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون….مستوى فوق مستوى البشر فضلا أن يكون من رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب..
- مقاصد الخطاب: التعريف بالله عز وجل وأسمائه وصفاته، والدعوة إلا عبادته ونبذ عبادة ما سواه، وتوحيده والإخلاص له والتوكل عليه ومحبته وخشيته..فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ألفه، فلماذا يدعو فيه إلى عبادة الله وتوحيد الله دون أحد آخر، ونهى عن تعظيم الصحابة له كتعظيمهم لله… لماذا يفرض النبي صلى الله عليه وسلم عبادات كلها من أجل تعظيم الله وتسبيحه والسجود له والحج له، وكله يأمرهم فيه بالإخلاص لله وحده.. وتوحيد الله وتسبيحه وتعظيمه.. إن الأرض لله …ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها…سبح لله ما في السماوات والأرض… ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون
- نسبة الكتاب: تنزيل من الرحمن الرحيم..إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون…الله لا إله إلا هو الحي القيوم. نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان..إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام….
- شخصية أي بشر غير موجودة في القرآن: فأي كتاب يجب أن تنعكس فيه شخصية الكاتب فتؤثر على كتاباته كما هو معروف عن الكتاب والأدباء والدراسات العليا في الجامعات….فلو افترضنا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ألفه أو الراهب أو ورقة بن نوفل لا نجد مؤثرات من أي شخصية من تلك الشخصيات بل أي شخصية بشرية على أسلوب القرآن…فشخصية النبي صلى الله عليه وسلم غير موجودة: بل العكس ففيها تعديل لبعض أفعاله..ولكن القرآن أنزل وكله ثناء على الله عز وجل وتعريف بصفات الله عز وجل وأسمائه الحسنى وقدرته وقوته وبطشه وانتقامه ممن عصاه من الأمم السابقة، أما النبي صلى الله عليه وسلم ففي القرآن تعديل لبعض أفعاله…..….
- إخبار القرآن بالغيب في عصر النبوة وبعدها:{لتدخلن المسجد الحرام}، {من كان يظن أن لن ينصره الله فليمدد بسبب إلى السماء}….{وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب}… {ليظهره على الدين كله}… {غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون}……{حتى إذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا}…
- إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب، وشهادة الصحابة على تحققه… وكذلك إخبار بأحداث تكون في عصور متأخرة وقد تحقق بعضها…فتح الشام ومصر وفارس وكنوز كسرى وقيصر..وفتح القسطنطينية…وإخبار بغيبيات كثيرة حصلت في عصرنا هذا…
- معجزات للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته..انظر كتاب "حجة الله على العالمين" للنبهاني..
- مداواة الصحابة وكثير من علماء السلف بالقرآن..
- الإشارات الكونية والفلكية في القرآن والسنة..
- الإشارات الطبية والعلمية والهندسية والتربوية والجغرافية والتاريخية….الإعجاز العلمي في القرآن..
- لماذا يضع النبي صلى الله عليه وسلم ترتيبات للمجتمع اجتماعية وسياسية واقتصادية، ويلغي ترتيبات أخرى ومنها ربا العباس ربا آل النبي صلى الله عليه وسلم…?? وهل بإمكانية رجل أمي أن يضع تشريعات اجتماعية وسياسية واقتصادية وتعليمية….؟؟
- الكتاب الوحيد في العالم الذي روي بالتواتر الشفهي أي جمع عن جمع يحيل العقل اتفاقهم على الكذب أو الخطأ، بالكم الهائل من البشر في أنحاء شتى من العالم بهذه الدقة، منذ أن نزل على الأرض وحتى عصرنا هذا هو القرآن الكريم….
- لماذا يفترى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن: لو كان ذلك لقال عظموني كما كانت تعظم النصارى عيسى بن مريم، ولكنه قال: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم… ولكنز الأموال وجمعها وعاش عيشة الملوك، ولكنه توفي ودرعه مرهونة عند رجل يهودي…وكان يعيش عيشة الفقراء، لا يشتعل في بيته نار شهرين متتابعين، وينام على الحصير…ويكره أن يركب أفخر الدواب…وينهى عن لبس الحرير والديباج والجلوس عليها…وكان زاهدا مثل زهد عيسى بن مريم عليه السلام..
- لقد نقل القرآن الكريم بأقوى طرق النقل البشري وأدقها بالمقارنة لغيره من الكتب والكلام سماوي أو بشري، ولو شككنا فيه، لشككنا في جميع ما نقل إلينا وجميع الكتب على وجه الأرض منذ أقدم مخطوطة، بل وفي جميع ما ينقل من كلام ويكتب من كتب في عصرنا الحاضر….ومن المحال عقلا ألا نصدق جميع الكتب التي كتبت منذ أقدم مخطوطة وإلى الآن…
- لقد تحدى القرآن العرب أن يأتوا بسورة من مثله.. ولكن العرب لم يفعلوا.. فهم حجة على غيرهم..وأما غير العرب أو من جاء في العصور الحديثة لا يفهم اللغة العربية مثلما كان يفهما العرب، فهو خارج التحدي، فلا يكون ما يأتي به ويزعم أنه مثل القرآن حجة له، لأنه لا يتقن العربية مثلما كان يتقنها الأولون…وإيمان العرب من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى العصور التي كانت اللغة العربية فيها قوية أكبر حجة على عدم استطاعة أحد من العرب أن يأتي بسورة مثل القرآن…فعصر الصحابة هو عصر أهل اللغة الفصحى، وكذلك التابعين وتابعي التابعين… وكذلك مدوني النحو مثل سيبويه والخليل بن أحمد وغيرهما. فإيمان هؤلاء بالقرآن واعترافهم بعدم الاستطاعة الإتيان بمثله حجة علينا، فنحن أولى ألا نستطيع أن نأتي بمثله..ونحن في عصر ضعف اللغة الفصحى…..ومن زعم أحد الآن أنه يستطيع ذلك لكذبناه لأن جهابذة اللغة ومن وضعوا قواعد النحو لم يستطيعوا، وإيمانهم بالقرآن دليل على اعترافهم أنهم لم يستطيعوا فبالأحرى لا يستطيع من هو أضعف منهم في اللغة ومن لم يفهم اللغة مثلما فهموها هم…
- صاحب إحدى المعلقات العشر لما قيل له لماذا تركت الشعر، قال: أبدلني الله به البقرة وآل عمران…وكان أبو بكر من أفصح العرب….ففي الإصابة، الإصدار 1.06 - لابن حجر…ولما كتب عمر إلى عامله بالكوفة سل لبيدا والاغلب العجلي ما احدثا من الشعر في الإسلام فقال لبيد ابدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران فزاد عمر في عطائه قال ويقال أنه ما قال في الإسلام الا بيتا واحدا (من موقع المحدث)
«« توقيع ahmednou »»
-
- شهادة العرب: الفصحاء من العرب وجميع العرب إيمانهم بكون القرآن من عند الله حجة علينا وعلى كل من لم يتقن العربية أو لا يعرفها…كما أن الجميع في الهندسة يفوضون دكتور الهندسة في الحكم على صلاحية بناء معين، أو في بناء معين، فكذلك غير العربي يفوض الفصحاء من العرب في الحكم على القرآن…
«« توقيع ahmednou »»
-
تفصيلات أكثر
«« توقيع ahmednou »»
-
تابع
تابع شخصية النبي صلى الله عليه وسلم لا تنعكس على القرآن: القرآن أنزل للتعريف بالرب سبحانه وتعالى -كما ذكر من قبل- وأسمائه الحسنى وصفاته العليا ومخلوقاته العظيمة وأفعاله وانتقامه وبطشه من الأمم العاصية ورحمته وفضله على من أطاعه ونعمه وآلائه على الفريقين العصاة والطائعين وعلى جميع البشر والمخلوقات…
ولو افترضنا جدلا بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ألفه، فإنه سوف يتغير كل هذا الكلام، فنجد نسب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول مثلا إنه من قريش ومن مضر ومن كنانة ويصل بنسبه إلى الجد إبراهيم أو إسماعيل عليهما السلام… كما هو موجود في بعض أناجيل الكتاب المقدس، وكما هو موجود عندنا نحن المسلمين في كتب السيرة النبوية…وبدلا من أفعال الله عز وجل سوف نجد أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته التي هي موجودة في كتب السيرة وكذلك التي هو موجودة فيما يسمى بإنجيل متى ولوقا ويوحنا وغيرها حتى إنجيل برنابا أيضا… فكل هذه ليست الإنجيل الذي أنزله الله من السماء إلى الأرض وإنا هي سيرة عيسى عليه السلام والحواريين، وهي تساوي عندنا السيرة النبوية المشرفة لابن كثير مثلا أو ابن إسحاق أو ابن سيد الناس أو غيرها…فهناك فرق عندنا بين السيرة النبوية والقرآن الكريم، بل هناك فرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي…كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:أنه إذا قال جبريل بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها من القرآن…والمفهوم أن جبريل إذا لم يقل بسم الله الرحمن الرحيم، فهو تعليم الوحي:إن هو إلا وحي يوحى…أو الحديث القدسي…
وإن افترضنا جدلا كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ألفه ، فلسوف تختلف مقاصد الخطاب ونسبة الخطاب وأهداف الخطاب وجهة الخطاب ومستوى الخطاب…فبدلا من أن يذكر القرآن خلق السماوات والأرض وخلق آدم والشمس والقمر والليل والنهار والنجوم…فسوف نجد وصفا لمكة وقبيلة قريش بدقة كما هو في السيرة النبوية، ونجد أن القرآن يذكر أن محمد صلى الله عليه وسلم قد ماتت أمه وأبوه ورباه عمه ثم جده وأرضعته حليمة السعدية وحروب قريش التي شهدها في الجاهلية وغير ذلك من الأحداث والأفعال التي هي مستوى البشر….ولكن القرآن نجده لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالأمر أو النهي: افعل ولا تفعل يا أيها النبي يا أيها الرسول: لا يحزنك، قل للمؤمنين…وكذلك يذكر النبي صلى الله عليه وسلم لإثبات نبوته وإشهار ذلك بين الناس حتى يتيقن الناس أن محمد صلى الله عليه هو النبي والرسول –ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين_ وكذلك يذكر النبي صلى الله عليه وسلم لبيان للناس كيف ينصره الله ويعزه ويذل من عصاه..ولا يذكر تفاصيل ما جاء في كتب السيرة النبوية التي هو من صنع البشر، فهذا هو الفرق بين مستوى االخطاب في القرآن كلام الرب، ومستوى الخطاب في كتب السيرة النبوية المشرفة أو ما صح من سيرة النبي عيسى عليه السلام فيما يسمى بالكتاب المقدس…
فالكتب التي تسمى بالأناجيل الأربعة ما هي إلا قصة عيسى عليه السلام وسيرته وكلها : ياسوع ذهب، ياسوع جاء، قال لفلان ،قال لفلانة، وكلها هكذا، أي مستوى الخطاب البشري وليس مستوى الخطاب الإلهي، وتنعكس عليها شخصية الكاتب إذا كان حواريا أو جاء في عصر متأخر كما يفعل دارسو الكتاب المقدس من الناحية النصية…. فهي تمثل سيرة عيسى عليه السلام وأفعاله وأقواله التي تشمل بعض آيات الإنجيل الصحيح مع بعض كلامه الخاص الذي يوازي عندنا الحديث الشريف أو الحديث القدسي، ولكنه ليس الإنجيل الذي أنزله الله من السماء إلى الأرض لتعريف الناس بربهم وأسمائه وأفعاله وصفاته ورحمته وانتقامه وعدله وبطشه وقوته وقدرته وهيمنته على خلقه…ولم ينزل الله عز وجل كتابا ليقص فيه سيرة نبي أو رسول وأفعاله وصفاته ونسبه فقط…
«« توقيع ahmednou »»
-
الحفظ الإلهي لكتابه العزيز
لقد نقل القرآن بأدق نقل عرفه التاريخ البشري….ومن عنده معرفة قليلة بعلم القراءات، أيقن أن القرآن لم يحرف منه حرف واحد منذ أن نزل…والسبب في هذا اليقين هو اهتمام القراء بكل حرف في القرآن بكيفية نطقه، وعدد حركات مده، وهل هو ممال أم لا وهل هو مفتوح أو مكسور…وكل ذلك مسطور في كتب القراءات وأراجيز القراء المشهورين أمثال الشاطبي رحمه الله تعالى في الشاطبية مثلا… فإذا كان الحرف مثلا يمد حركتان اثنتان فمده قارئ ثلاثة حركات عد القراء ذلك تحريف، وإذا كانت الألف ممالة في قراءة ولم يملها قارئ في تلك القراءة عد ذلك تحريف عند القراء القدماء وعند القراء المعاصرين…وإذا فخم حرف وهو مرقق لم يقبل ذلك القراء ولم يعطوا لصاحب هذا النطق إجازة… وإذا سكن حرف متحرك أو العكس كذلك، وإذا خرج حرف من مخرج ليس من مخرجه من المخارج السبعة عشر كانت هذه مصيبة وكارثة عند المقرئين وزلة لا تغفر لصاحبها….وكذلك أي خطأ في صفة الحرف…
والأعجب من ذلك أن هو تأليف الكتب والأراجيز على حروف القرآن، فالنون مثلا هل هي مشددة أم لا هل هي مدغمة أم لا ومتى تدغم في الميم ومتى لا تخفى، وكل نون في القرآن قد عمل عليها تلك الدراسات، وألف عليها الكتب القديمة والحديثة، وكذلك الميم وكذلك اللام الشمسية والقمرية…وأيضا ألف على بعض كلمات القرآن كتبا وعمل عليها دراسات، ومن أمثلة ذلك في العصر الحديث: كتاب: "لو" و"لولا" في القرآن الكريم… فهذه الدراسات وحده كفيلة بحفظ القرآن دون أن ننظر إلى دقة نقل القراء عبر العصور المختلفة
فإذا كانت هذه الدقة في صفة كل حرف، وألف على ذلك الكتب وقرئ القرآن منذ أن نزل وإلى عصرنا هذا…ولم يختلف اثنان على حرف واحد من القرآن طوال هذه القرون الأربعة عشر في قراءة واحدة… وكذلك في عصرنا لم يقرأ أحد مثلا في الهند بقراءة حفص الواو بدلا من الفاء في قوله تعالى مثلا: فاتقوا الله لعلكم تشكرون….وقرأ ذلك في المغرب بالفاء بدلا من الواو، بل إن الجميع قرأوها بالفاء…ومن فعل غير ذلك عد ذلك تحريفا وصححها له بقية القراء وكانت فضيحة له إن كان إماما يصلى بالناس فقرأها هكذا….فهل يمكن أن يكون قد حرف حرف واحد في القرآن دون علم بقية القراء في أي عصر من العصور….والآن بعد هذا العرض البسيط السريع، هاتوا لي كتابا واحدا على وجه الأرض سماوي أو غير سماوي في أي عصر من أي مكتبة قديمة أو حديثة فيها هذه الدقة، لا أقول الدقة في نقل القرآن أو جملة من القرآن أو حرفا من القرآن بل في صفة الحرف وكيفية مخرجه…فإذا كان الأمر كذلك يتبين لنا أن القرآن قد نقل بأدق ما عرفه النقل البشري في التاريخ البشري كله…ومن شك بعد ذلك فأحرى أن يشك في جميع ما كتب في جميع العصور وجميع البلدان….وإن فعل وشك فلا شك في القرآن أيضا…
الإجازة الشفهية:
ليس هناك أي اختلاف بين نسخ القرآن منذ عهد عثمان رضي الله عنه وإلى عصرنا هذا، ومع ذلك فهناك دليل أقوى منذ ذلك وهي الإجازة الشفهية وليست المكتوبة: …فمن عنده معرفة بقراء القراءات والمقرئين، تعجب من تلك الدقة، فالقرآن مثلا بقراءة حفص، معروف كل قارئ في سلسلة القراء التي تنتهي بالنبي صلى الله عليه وسلم، معروف اسمه وتاريخ حياته ومتى أخذ الإجازة ومتى أعطاها ولمن أعطاها ومن هم شيوخه ومن هم تلاميذه وحياته الشخصية.. وتصل الإجازة إلى عصرنا هذا لأناس معروفين بأسمائهم…فمثلا من أخذ إجازة من الشيخ عبد الرزاق البكري رحمه الله المهندس فلان والطبيب فلان والمحاسب فلان والصيدلي فلان..ومن أخذ إجازة من الشيخ عامر رحمه الله كذلك فلان وفلان وفلان ، وهم معروفون على مستوى تلاميذ ذلك الشيخ، ومشهورون في المساجد، ويشهد لهم بقية تلاميذ الشيخ…
فالحفظ المكتوب يسير جنبا إلى جنب مع الحفظ الشفهي بحيث يكون من المحال عقلا أن يكون هناك تحريف ولو في حرف واحد في القرآن الكريم…والحفظ الشفهي مقدم على الحفظ المكتوب، وإن كان الآخر يقويه ويدعمه ويدل على صحته ويزيد في حفظه…فإذا حصل أي خطأ في طباعة المصحف كخطأ مطبعي ولو في حرف واحد إلى عصرنا هذا يعترض علماء القراء على هذه الطبعة ويتم سحبها مباشرة ولا يؤذن للمطبعة توزيع الكتاب.. وحادثة الخطأ المطبعي في الكويت قريبا معروفة عندما طبعت صفحة معكوسة واعترض عليها في المجلس النيابي وتم وقف توزيع المصحف من المطبعة، مع العلم بأن هذا الخطأ مشهور عند من له علم بالطباعة الحديثة ويحصل كثيرا في أي كتاب…
والحكمة الإلهية في حفظ القرآن الشفهي في عصر الصحابة وإلى عصرنا هذا -بجوار الحفظ المكتوب-، هي أنه كانت الكتب السماوية القديمة تكتب من ناس لا يعرف هل هم أصحاب الرسول أم تلاميذهم أم جاءوا متأخرين كما هو فيما يسمى بالكتاب المقدس عند النصارى… ومن السهل جدا أن يكتب أحد كتابا ويضع فيه ما يشاء ثم يقول إنه منسوب لأحد أصحاب الرسول أو النبي، كما حصل في بعض الكتب التي تسمى بالأناجيل التي في الكتاب المقدس، وكما فعل اليهود مع النصارى في نسبة بعض الكتب إلى الحواريين ولذلك فإن بعض الأناجيل تتهم الأناجيل الأخرى وأصحابها بأنها من وضع اليهود وأنهم دسوها كما هو مشهور في الخلاف بين بعض الأناجيل الأربعة ورسالات تنسب إلى الحواريين، فيحصل بذلك اختلاف لا في حرف ولا في جملة ولا في آية من الإنجيل وإنما في أصل العقيدة وفي أهم شئ نزلت الكتب السماوية من أجله، ألا وهو طبيعة الرب وهل له ابن أم لا، وهل طبيعة الابن بشرية أم إلهية، وغير ذلك من الاختلافات في صلب العقيدة وأصل مقاصد الكتب السماوية أي تعريف الناس بربهم وخالقهم…وهناك سر آخر في حكمة حفظ الله عز وجل للقرآن بالنقل الشفهي إلى عصرنا هذا، وهو أن حفظ القرآن والخوض في علومه وفهمه واكتشاف أسراره وكنوزه لا تحصل إلا لطائفة معينة، وهي التي ذكرها الله عز وجل في قوله: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى}، فلا يصل إلى هذه الدرجة إلا الذين آمنوا بربهم وأحبوا الرب عز وجل وأحبوا كلامه وشغلوا أوقاتهم بكلام حبيبهم، فيحفظونه عن ظهر قلب، ويكون الجزاء من جنس العمل، أن يفتح الله لهم كنوز القرآن ويفهم معانيه ويفيض عليهم من أسراره وتأويله، ولا يستطيع أي أحد من أعداء الله وأعداء كلامه أن ينتسب إلى هذه الطائفة، فلا يستطيع أحد تحريف القرآن، لأنه ليس من هذه الطائفة التي تسمى بأهل القرآن..لأن القرآن يصعب على لسانه وعلى قلوبهم فلا يستطيعون فهمه ولا تلاوته وذكره والتلذذ به ولا قيام الليل به ولا تعلمه ولا تعليمه…فينتفي من نقلة القرآن كل من يبغض كلام الرحمن…بينما النقل الخطي يمكن -في حالة فقدان النقل الشفهي- أن يكتب أي أحد كلاما ثم ينسبه إلى الرب كما حصل في اتهام كتاب الأناجيل بعضهم لبعض..انظر كتاب:(القرآن الكريم والتوراة والإنجيل لموريس بوكاي) في الكلام على الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل…
وهناك ملحوظة مهمة جدا: أنه إذا كان هناك مهندس في علم الهندسة، له خبرة ثلاثون عاما، وآخر طبيب ماهر ولكنه لم يتعلم الهندسة قط في حياته، وآخر فشل في كلية الهندسة فانتقل إلى كلية أخرى فهو يسب ويلعن في الهندسة ليل نهار وفي المهندسين وفي أساتذة الكلية وعميد الكلية…فعندما تكون هناك عمارة آيلة للسقوط، فإننا لا نأتي بالطبيب ولا بالذي فشل في الهندسة ليعالج الخلل في العمارة، ولكننا نأتي بالمهندس…فإذا جاء الطبيب للإصلاح الخلل، فإن أول كلمة تقال له قبل أن يفتح فمه: من أنت؟ وما هي خبرتك بالهندسة..؟؟؟وكذلك في الطالب الذي فشل في الهندسة: فإن أول كلمة تقال له إن كنت تكره الهندسة فلماذا تتكلم فيها….؟؟؟
فعندما نريد أن نعرف هل حصل تحريف في المصحف أم لا.. لا نذهب إلى كلية القديس بطرس أو الفاتيكان أو إلى من يكرهون الإسلام ويكرهون القرآن، وإلا نكون قد فعلنا كمن يأتي بالطالب الفاشل في الهندسة للإصلاح الخلل في العمارة…ولا نأتي كذلك برئيس وزراء أو عميد كلية الطب، وإنما نذهب إلى من لهم خبرة ثلاثين سنة أو أكثر في القراءات وهم كثير والحمد لله رب العالمين…
«« توقيع ahmednou »»
-
الإعجاز التأريخي للقرآن الكريم
الإعجاز التأريخي للقرآن الكريم:
" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"
معنى الإعجاز التأريخي هو عجز جميع المؤرخين أن يأتوا بمثل ما في القرآن من تاريخ وقصص، في جميع العصور على اختلاف مللهم وأوطانهم. وذلك من عدة وجوه على سبيل المثال لا على سبيل الحصر:
- تاريخ ما قبل خلق آدم، من خلق السماوات والأرض، وكذلك قبل أن ينفخ الروح في آدم، عندما أمر الله عز وجل للملائكة بالسجود، ثم عصيان إبليس بعد نفخ الروح، وما كان من حوار بين الله عز وجل وبين الشيطان، أو حوار مع الملائكة.
والطبع لا يستطيع مؤرخ أن يحكي هذه القصة، عن طريق شاهد لذلك العصر، لأن ذلك كان قبل أن ينزل آدم عليه السلام على الأرض… فهذا ينفرد به القرآن الكريم… وهذا من أدلة صحة القرآن، إذ إنه لا يستطيع أحد مهما كان أن يتكلم عن ذلك الوقت إلا أن يكون الله عز وجل وحده في كتبه السماوية.
- اختيار القصة وما فيها من اعتبار وعظة:
{نحن نقص عليك أحسن القصص}
لا يستطيع مؤرخ أن ينتقي أهم القصص والتواريخ والأحداث ويختارها مثل اختيار القرآن للقصة وبعض أحداثها دون بعض…. لأن ذلك يتطلب من المؤرخ أن يكون عالما بجميع العصور أ و يكون شاهدا على جميع العصور بجميع تفاصيلاتها…… وهذا ينفرد به القرآن أيضا إذ لا يعلم كل ما يحدث من صغير أو كبير في كل بيت وقصر وحرب وسلم في جميع العصور إلا الله عز وجل. الذي يعلم كل شئ في كل وقت حتى ما في نفس الشخصية التاريخية، وما تسر به للآخرين." وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين".
- الشهادة على العصر: وهذا ما يفتقده كثير من المؤرخين عند كتابة بحثهم، وهو وجود مؤرخ معاصر للأحداث لا يرويها عن طريق رواية آخر. وإن وجد فلن يكون موجودا أثناء جميع الأحداث بل يشاهد بعضها ويحكي ما يسمع أحيانا من غيره. والمؤرخ الناجح هو الذي يبحث عن مؤرخ معاصر للحادثة التي يرويها… .. ولكن القرآن الكريم ينفرد بهذا أيضا، إذ أن الله عز وجل يعلم ما في جميع العصور بتفاصيلاتها.
- أي مؤرخ يحكي من القصة والحادثة ما هو ظاهر أمامه، ولكن قد لا يظهر أمامه نية الشخصية التاريخية وحديثها النفسي ولماذا فعلت هذا أو لم تفعل هذا… مثال بسيط، أمر السلطان العثماني بالهجوم على بلجراد: فهذه حادثة، ولكن لماذا فعل هذا هل هو لنشر الدين والتوحيد؟ أم لحب الغزو والقتل والنهب؟ الله عز وجل فقط هو الذي يعلم السر وأخفى. فيظل يبحث المؤرخ عن قرائن ليفهم هل فعل هذا من أجل هذا المقصد أم من أجل هذا المقصد.
مثال آخر: ادعى نابليون بونابرت في مصر الإسلام، وكذلك مينو. ولم يصرح نابليون عن سبب ادعائه الإسلام إلا في منفاه في جزيرة سانت هيلانه. وطوال هذه الفترة لم يكن أحد يعلم ما في نفس نابليون هل كان قد أسلم فعلا أم لا؟. ومن لم يقع على تصريحاته وهو في منفاه لا يستطيع أن يعلم لماذا نطق بالشهادتين وتبعه مينو في ذلك.
فالنوايا والمقاصد والأسرار الداخلية للنفس البشرية، لا يعلمها بالجزم إلا الله.
ولا يستطيع أحد من المؤرخين أن يقول"وأسرها يوسف في نفسه فلم يبدها لهم" ولا أن يقول" إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين". وكذلك الحالة النفسية للشخصية التاريخية:"فأوجس في نفسه خيفة موسى".
أو يقول"وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه" أو يقول" يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا"
"يقولون بأفواهم ما ليس في قلوبهم"، والله أعلم بما يكتمون".
وكذلك لا أحد يعلم نوايا المستشرقين في تأييدهم لمحمد علي أو الثورة العربية وغيرها.. فكل هذا لا يستطيع أحد التكلم فيه إلا إذا علم منهج القرآن في التأريخ، والقواعد التي يصنف عليها البشر، والمقاصد التي يتحرك على أساسها البشر.
ولذلك كان السلف من المؤرخين دائما يستشهدون بالقرآن في أحداث التاريخ المختلفة. وقد نص القلقشندي في صبح الأعشى على أهمية حفظ القرآن للكاتب ونقل عن البعض كلاما ما نصه:" النوع السادس: حفظ كتاب الله العزيز، وفيه مقصدان: المقصد الأول: في بيان احتياج الكاتب إلى ذلك في كتابته… قال في "حسن التوسل": ولا بد للكاتب من حفظ كتاب الله تعالى، وإدامة قراءته، وملازمة درسه، وتدبر معانيه، حتى لا يزال مصورا في فكره، دائرا على لسانه، ممثلا في قلبه ليكون ذاكرا له في كلامه وكل ما يرد عليه من الوقائع التي يحتاج إلى الاستشهاد به فيها، ويفتقر إلى قيام قواطع الأدلة عليها{فلله الحجة البالغة} وكفى بذلك معينا له على قصده، ومغنيا له عن غيره. قال تعالى{ما فرطنا في الكتاب من شئ} وقال عز وجل{تبيانا لكل شئ}. قال في "المثل السائر" كان بعضهم يقول: لو ضاع لي عقال لوجدته في القرآن الكريم.قال في" حسن التوسل" وقد أخرج من الكتاب العزيز شواهد لكل ما يدور بين الناس في محاوراتهم، ومخاطباتهم، مع قصور كل لفظ ومعنى عنه، وعجز الإنس والجن عن الإتيان بسورة من مثله. كما حكي أن سائلا سأل بعض العلماء أين تجد في كتاب الله معنى قولهم" الجار قبل الدار". قال في قوله تعالى{ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لى عندك بيتا في الجنة} فطلبت الجار قبل الدار، ونظائر ذلك كثيرة" انتهى كلام القلقشندي. صبح الأعشى في صناعة الإنشا ج1ص189-الهيئة المصرية العامة للكتاب تحقيق د.محمد عبد القادر حاتم.
والمقصد أن لله قد ضرب في القرآن من كل مثل يمكن الرجوع إليه للحكم على المسألة التاريخية{ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل}.
درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز، الطبعة رقم 1، الخطيب الإسكافي (غلاف فني)
دار الكتب العلمية سعر السوق: 6$ سعرنا: 4.5$ التوفير: 1.5$ (25%)
«« توقيع ahmednou »»
-
تابع الإعجاز التأريخي للقرآن الكريم
ذكر القصة بطرق وأساليب مختلفة، ليس لها نظير في كتب البشر….وذكر القصة الواحدة عدة مرات في سور متعددة وفي كل مرة تظهر معاني لم تكن موجودة في غيرها على حسب أهداف السورة الكريمة. فالسورة التي تريد إظهار عاقبة الظالمين تحكى فيها القصة بطريقة تختلف عن السورة التي يكون لها مقاصد أخرى. وكذلك كل حادثة أو كل قصة تحتاج إلى رؤية من عدة أوجه وكل رؤية تمثل جانب من جوانب القصة أو الحادثة، فرؤية فرعون غير رؤية موسى عليه السلام غير نظرة السحرة غير نظرة بني إسرائيل غير نظرة مؤمن آل فرعون وهكذا. وهذا من أسرار تفسير القرآن وهو موجود في كتب التفسير لمن أراد أن يفهمها، وسوف يرى من العجائب والأسرار ما تغنيه في علم التاريخ… ومن ذلك كتاب: درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز، للخطيب الإسكافي، وتفسير الزمخشري، وأبو السعود والبيضاوي، أسرار التكرار في القرآن للكرماني. وغيرهما من كتب التفاسير….. ومن الأبحاث الحديثة : بدائع الإضمار القصصي في القرآن الكريم لكاظم الظاهري(دار الصابوني ودار الهداية)، النظم الفني في القرآن لعبد المتعال الصعيدي، القصص القرآني في منطوقه ومفهومه لعبد الكريم الخطيب، التصوير الفني في القرآن لسيد قطب، وهذا مجال ليحتاج إلى كثيرة من الجهود والبحوث حتى يستطاع فهم بعض أسرار القرآن، ولن يستطيع الناس أن يغفروا كل كنوز البحر المحيط مهما فعلوا، ولا أن يصطادوا كل الدرر البهية من البحار والمحيطات. وهكذا كنوز القرآن لا تفنى، ولا تنفد عجائبه، ولا تنتهي أسراره…..
ففي مقدمة كتاب: بدائع الإضمار:" لم يزل القرآن الكريم جديدا وقديما، يطلع علينا كل يوم ببكر من وجوه إعجازه، وما زال أرباب العلوم في كل باب، يجدون فيه من الأدلة ما يقنع أرباب صناعتهم أن هذا الكتاب لا ينبغي له أن يكون من عند بشر…. ثم يسرد فيه المؤلف بدائع الإضمار في فصول قسمها تقسيما أدبيا على حسب المفاهيم الأدبية المعاصرة . وأسماء الفصول: القفز بالحدث عبر الزمان والمكان معا…. وحدة المكان والقفز بالحدث عبر الزمان…. فنون من الحذف لتحقيق الحضور في العرض …الطي في الحوار والحدث، التفصيل والإجمال… التكرار…انتقاء الأحداث في القصة… تناسب القصص القرآني وغايات التنزيل ……أثر إضمار القول والقائل والمقول في مشاهد القرآن ومحاوراته: الوصف الناطق المعبر…. التكثيف والإسقاط والحضور….إحياء مشاهد الغيب وتجسيدها… بناء المشهد القصصي بين مراتب حذف لفظ القول وتكراره… قيمة الحذف وعمل الإضمار في البناء الفني للقصة….
ومن أمثلة القفز عبر الزمان والمكان معا… كما في سورة طه:
اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي {42} اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {43} فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {44} قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا
أَوْ أَن يَطْغَى {45} قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى
{46} فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ
الْهُدَى {47} إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ
وَتَوَلَّى {48} قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى {49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى
كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى {50} قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى {51}
قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى {52}
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى {53} كُلُوا
وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى {54}
فكان الحوار أولا بين رب العزة وموسى عليه السلام في سيناء، ثم انتقل ليكون بين موسى وهارون من جهة ورب العزة من جهة أخرى، ثم انتقل مرة أخرى ليكون بين موسى وهارون وبين فرعون.
فهذه القصة تحوي على ثلاثة مشاهد: بينما أهملت بقية المشاهد التي لا تفيد في غرض القصة وأهداف السورة، وهي رحلة موسى إلى مصر، ولقائه بأخيه بعد غياب طويل، وطلبهم من الحراس لقاء فرعون وانتظارهم مدة طويلة..وهذا الأسلوب في عرض المشاهد هو أحدث أسلوب توصل إليها الروائيون في العصر الحديث، وإن كان القرآن قد سبقهم إليها من أربعة عشرة قرنا….كما قارن المؤلف بين أحدث أساليب وطرق القصة في العصر الحديث وبين أساليب القصة في القرآن.
ومن أمثلة: وحدة المكان والقفز بالحدث عبر الزمان: كما في سورة النمل:
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا
عَرْشٌ عَظِيمٌ {23} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن
دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ {24} أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ {25} اللَّهُ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {26}
فهنا الحديث بين الهدهد وسليمان عليه السلام، ولكن وجدنا أن الخطاب في تخفون وتعلنون للهدهد ليعترض على ما رآه من قبل، وكأنه يخاطب من سبأ عندما رآهم يسجدوا لغير الله في زمان آخر…..
وفي مقدمة الفصل الثاني: انتقاء الأحداث في القصة، يقول:"وتفضي بنا خصيصة التناسب هذه إلى خصيصة أخرى تبرز بجلاء في القصص القرآني، حيث غلبت على هذه القصص صفة الانتقاء في الأحداث والإضراب عن بعضها جملة وتفصيلا أو بإحالته إلى موضع آخر من السورة أو سور أخرى، والعلة الكبرى الكامنة وراء هذه الخصيصة هي علة التناسب السالفة لأن القرآن الكريم ليس كتاب قصص وتسلية، وليس كتاب تاريخ حتى يأتي بالقصة بحذافيرها كهدف من أهدافه وإنما للقصة وظيفة في الكتاب الكريم نرجو أن تكون قد بينت بجلاء في الصفحات السابقة، وهذه الوظيفة تقتضي أمرين:
أولهما: عدم بتر السياق والاستغراق في القصة بما يزيد عن الحاجة ويفسد الموضوع ويصرف السامع عن الغرض الذي جيء بها من أجله.
وثانيهما: أن يركز من أحداث القصة على ما جيء بها شاهدا عليه ولأجله." "انتهى كلام المؤلف
-
- حفظ الوثيقة التاريخية: من أكبر مشكلات التاريخ والصعاب التي يواجهها المؤرخ، هو الحصول على الوثيقة التاريخية بدون خطأ أو تحريف…. فهو يذهب إلى دار للكتب فإذا وجد الوثيقة سليمة ووجد منها عدة مخطوطات لا بد من مقابلة تلك المخطوطات بعضها ببعض، ولا بد أن يجد اختلافات بين المخطوطة "أ"،و "ب"، و "ج"….. ولكن القرآن الكريم ينفرد بأنه المخطوطة الوحيدة على وجه الأرض التي لم يتغير منها حرف واحد منذ أن نزل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى عصرنا هذا أي بعد أربعة عشر قرنا. ونحن في ذلك على يقين من هذا لسبب واحد وهو أنه الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي روي بالتواتر… ومعنى التواتر هو رواية جمع عن جمع يحيل العقل اتفاقهم على الكذب أو الخطأ… فهو الكتاب الوحيد الذي يحظى بكثرة حفاظه من العهد النبوي وإلى عصرنا هذا…. وقبل عصر الاستعمار كانت هناك الكتاتيب التي تخرج آلاف من الحفظة كل عام….. ولا زالت هناك معاهد القراءات والمدارس التي تحفظ القرآن في شتى أنحاء العالم….. وعلى الرغم من تطور الطباعة في العصر الحديث، ومن كون القرآن أكثر الكتب طباعة وانتشارا واهتماما وحفظا، إلا إنه لا يزال الحفظ الشفهي موجود في جميع أنحاء العالم، وهو المرجع الأول، ولذلك فإن الحاصل هو مراجعة كل طبعة للمصحف على علماء القراءات المشهورين في جميع أنحاء العالم ثم اعتمادها بالإمضاء من العلماء….
ولو افترضنا الاعتماد على المكتوب فقط من القرآن لكان يمكن أن يحصل كما حصل للكتب المقدسة من قبل من الاختلافات…. وليس هناك كتاب سماوي ولا غير سماوي حفظ في قلوب البشر مثل القرآن الكريم…. منذ أن نزل وحتى عصرنا هذا. وتأمل عدد المساجد التي تقرأ القرآن كاملا في التراويح، ولو أخطأ الإمام في حرف واحد فقال:واو بدلا من الفاء، لرده الكثير ولاعترض عليه الكثير لخطأه. فبمقارنة بسيطة بين الاهتمام بالقرآن قراءة وحفظا وتفسيرا وتعليما وبين جميع الكتب الأخرى، تعرف كيف حفظ الله عز وجل كتابه حتى في عصور انحطاط المسلمين واستضعافهم من جميع الأعداء…..فليس هناك وثيقة تاريخية أثبت من القرآن الكريم بعد مرور أربعة عشر قرنا من الزمان…..
«« توقيع ahmednou »»
-
الإعجاز اللغوى للقرآن الكريم
عرض سريع لبعض كتب علوم القرآن: كتاب البرهان في توجيه متشابه القرآن، تأليف تاج القراء محمود بن حمزة بن نصر الكرماني، المتوفى حوالي 505هـ، تحقيق عبد القادر عطا..دار الكتب العلمية ببيروت لبنان….
وفي هذا الكتاب يذكر المؤلف لماذا ذكر الله عز وجل ألفاظ في موضع من إحدى السور، ثم ذكر ألفاظ أخرى في سور أخرى والحكمة من تكرار هذا الذكر والفرق بين هذا وذاك، والحكمة من تكرار بعض الكلمات والجمل والآيات…فتتبع المؤلف جميع متشابهات القرآن والقصص القرآني من سورة الفاتحة إلى سورة الناس… فمثلا في سورة البقرة قال تعالى: وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا… وفي الأعراف ذكر ألفاظا أخرى… فيقول المؤلف في هذا: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا} بالفاء[في البقرة]، وفي الأعراف بالواو لأن الدخول سريع الانقضاء فيتبعه الأكل… وفي الأعراف {وإذ قيل لهم اسكنوا} المعنى: أقيموا فيها، وذلك ممتد فذكر الواو، أي اجمعوا بين الأكل والسكون، وزاد في البقرة{رغدا} لأنه سبحانه أسنده إلى ذاته بلفظ التعظيم وهو قوله:{وإذ قلنا} خلاف ما في الأعراف، فإن فيه{وإذ قيل}…وقدم {وادخلوا الباب سجدا} على قوله:{وقولوا حطة} في هذه السورة، وأخرها في الأعراف، لأن السابق في هذه السورة{ادخلوا} فبين كيفية الدخول…. وفي هذه السورة(أي البقرة) {وسنزيد{، وفي الأعراف{سنزيد} بغير واو، لأن اتصالها في هذه السورة أشد، لاتفاق اللفظين، واختلفا في الإعراب لأن اللائق{سنزيد} محذوف الواو ليكون استئنافا لكلام…
ومثال آخر: لماذا قال تعالى في البقرة:{إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين}، وفي الحج{والصابئين والنصارى}، وفي المائدة{والصابئون والنصارى}،قال الكرماني رحمه الله:{لأن النصارى مقدمون على الصابئين في الرتبة، لأنهم أهل كتاب، فقدمهم في البقرة، والصابئون مقدمون على النصارى في الزمان، لأنهم كانوا قبلهم، فقدمهم في الحج، وراعي في المائدة بين المعتين، وقدمهم في اللفظ، وأخرهم في التقدير، لأن تقديره والصابئون كذلك…قال الشاعر: فإن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيار بها لغريب
أراد الشاعر إني لغريب وقيار كذلك…فتأمل فيها وفي أمثالها يظهر لك إعجاز القرآن…انتهى كلام الكرماني…
يقول المحقق في الهامش ص31:وترتيب الطوائف في المائدة جامع للترتيب بالكتب وبالزمان، فتقديم الصابئين فيها على النصارى يدل على ترتيب الزمان. ورفعه بين المنصوبات يدل على نية تأخيرهم، والترتيب بالكتب السماوية. وترتيبهم في البقرة بالكتب، فأخر المجوس لأنهم لا كتاب لهم. وترتيبهم في الحج بالأزمنة، فقدمهم لأنهم قبل النصارى، ولم يقصد الترتيب بالكتب، لأن أكثر المذكورين ممن لا كتب لهم. وأخر الذين أشركوا وإن تقدمت لهم أزمنة لأنهم كانوا أكثر من ابتلي بهم الرسول صلى الله عليه وسلم ويحادهم، فكانوا أهل زمانه أيضا….
ويسير الكتاب بنفس الطريقة في جميع سور وآيات القرآن حتى سورة الناس:
ويقول في سورة الفلق:وكرر {من شر} أربع مرات، لأن شر كل واحد منها غير الآخر….
وقوله تعالى:{أعوذ برب الناس} ثم كرر الناس خمس مرات…قيل: كرر تبجيلا لهم على ما سبق. وقيل: كرر لانفصال كل آية من الأخرى..
فمن تعلم علوم القرآن من أهلها، أيقن بأن من يتكلم في القرآن بغير علم، فهو كالطالب الفاشل في كلية الهندسة الذي أخذ يعترض على نظريات أكبر الأساتذة وكلامهم…
«« توقيع ahmednou »»
-
لم يقل الله تعالى:"اكتبوا أي كلام فارغ ثم قولوا جئنا بقرآن مثل القرآن الذي أنزله الله"…ولكن قال:"فائتوا بسورة من مثله" فيشترط أن يكون "من مثله"…وما يؤلفه بعض المشككين في القرآن في هذا العصر لا ينطبق عليه هذا الشرط أي قوله:"من مثله"….
وهذه آراء المفسرين وكلامهم في قوله:" مثله"..
جامع البيان عن تأويل آي القرآن. الإصدار 1.12 - للإمام الطبري
13921 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريح: {أن يقولون افتراه} قد قالوه ؛ {قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا شهداءكم} قال: يشهدون أنها مثله هكذا قال القاسم في حديثه
تفسير الجلالين. الإصدار 1,13 - للإمام جلال الدين المحلِّي وجلال الدين السيوطي
23 - (وإن كنتم في ريب) شك (مما نزَّلنا على عبدنا) محمد من القرآن أنه من عند الله (فأتوا بسورة من مثله) أي المنزل ومن للبيان أي هي مثله في البلاغة وحسن النظم والإخبار عن الغيب . - والسورة قطعة لها أول وآخر أقلها ثلاث آيات - (وادعوا شهداءكم) آلهتكم التي تعبدونها (من دون الله) أي غيره لتعينكم (إن كنتم صادقين) في أن محمدا قاله من عند نفسه فافعلوا ذلك فإنكم عربيون فصحاءَ مثله….
مختصر تفسير ابن كثير. الإصدار 1.26 - اختصار الصابوني
23 - وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين
24 - فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين
ثم شرع تعالى في تقرير النبوة بعد أن قرر أنه لا إله إلا هو فقال مخاطباً للكافرين: {وإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا} يعني محمداً صلى اللّه عليه وسلم، فأتوا بسورة من مِثْل ما جاء به؛ إن زعمتم أنه من عند غير اللّه، فعارضوه بمثْل ما جاء به، واستعينوا على ذلك بمن شئتم من دون اللّه فإنكم لا تستطيعون ذلك.
قال ابن عباس {شهداءكم}: أعوانكم، أي استعينوا بآلهتكم في ذلك يمدونكم وينصرونكم، وقد تحدّاهم اللّه تعالى بهذا في غير موضع من القرآن فقال في سورة القَصَص: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين} وقال في سورة سبحان: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً} وقال في سورة هود: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سورة مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} وقال في سورة يونس: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين}، وكل هذه الآيات مكية. ثم تحداهم بذلك أيضاً في المدينة فقال في هذه الآية: {وإن كنتم في ريب} أي شك {مما نزلنا على عبدنا} يعني محمداً صلى اللّه عليه وسلم {فأتوا بسورة من مثله} يعني من مثل القرآن قاله مجاهد وقتادة (واختاره ابن جرير الطبري والزمخشري والرازي وأكثر المحققين) ورجح ذلك بوجوه من أحسنها: أنه تحداهم كلهم متفرقين ومجتمعين سواء في ذلك أميُّهم وكتابيُّهم، وذلك أكمل في التحدي وأشمل من أن يتحدى آحادهم الأميين ممن لا يكتب ولا يعاني شيئاً من العلوم وبدليل قوله تعالى: {فأتوا بعشر سور مثل} وقوله: {لا يأتون بمثله} وقال بعضهم: من مثل محمد يعني من رجل أُمّيّ مثله، والصحيحُ الأول لأن التحدي عام لهم كلهم مع أنهم أفصح الأمم، وقد تحداهم بهذا في مكّة والمدينة مرات عديدة مع شدة عداوتهم له وبغضهم لدينه، ومع هذا عجزوا عن ذلك ولهذا قال تعالى: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} و (لن) لنفي التأبيد في المستقبل، أي ولن تفعلوا ذلك أبداً وهذه أيضاً معجزة أُخرى، وهو أنه أخبر خبراً جازما قاطعاً غير خائف ولا مشفق أنَّ هذا القرآن لا يعارض بمثل أبد الآبدين ودهر الداهرين، وكذلك وقع الأمر لم يعارض من لدنه إلى زماننا هذا، ولا يمكن، وأنَّى يتأتى ذلك لأحد والقرآن كلام اللّه خالق كل شيء؟ وكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين؟
ومن تدبر القرآن وجد فيه من وجوه الإعجاز فنوناً ظاهرة وخفيه، من حيث اللفظ ومن جهة المعنى قال تعالى: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} فأحكمت ألفاظه، وفصلت معانيه، أو بالعكس على الخلاف، فكلَّ من لفظه ومعناه فصيح لا يُحاذي ولا يُداني. فقد أخبر عن مغيبات ماضية كانت ووقعت طبق ما أخبر سواء بسواء، وأمر بكل خير ونهى عن كل شر كما قال تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} أي صدقا في الأخبار، وعدلا في الأحكام، فكلُّه حق وصدق، وعدل وهدى، ليس فيه مجازفة ولا كذب ولا افتراء، كما يوجد في اشعار العرب وغيرهم من الأكاذيب والمجازفات التي لا يحسن شعرهم إلا بها، كما قيل في الشعر (إن أعذبه أكذبه) وتجد في القصيدة الطويلة المديدة قد استعمل غالبها في وصف النساء أو الخيل أو الخمر، أو في مدح شخص معين أو فرس أو ناقة أو حرب، أو شيء من المشاهدات المتعينة التي لا تفيد شيئاَ، إلا قدرة المتكلم المعين على الشيء الخفي أو الدقيق أو إبرازه إلى الشيء الواضح، ثم تجد له فيه بيتاً أو بيتين أو أكثر هي بيوت القصيد، وسائرها هذر لا طائل تحته.
وأما القرآن فجميعه فصيح في غاية نهايات البلاغة عند من يعرف ذلك تفصيلاً وأجمالاً، ممن فهم كلام العرب وتصاريف التعبير، فإنه إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة سواء كانت مبسوطة أو وجيزة، وسواء تكررت أم لا، وكلما تكرَّر حلا وعلا، لا يخلُق عن كثرة الرد، ولا يملُّ منه العلماء وإن أخذ في الوعيد والتهديد جاء منه ما تقشعر منه الجبال الصم الراسيات، فما ظنك بالقلوب الفاهمات؟ وإن وعد أتى بما يفتح القلوب والآذان، وشوّق إلى دار السلام ومجاورة عرش الرحمن كما قال في الترغيب: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}، وقال: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون}، وقال في الترهيب: {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر}، {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير}، وقال في الزجر: {فلا أخذنا بذنبه}، وقال في الوعظ: {أفرأيت إن متّعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يُمتَّعون} إلى غير ذلك من أنواع الفصاحة والبلاغة والحلاوة.
وإن جاءت الآيات في الأحكام والأوامر والنواهي اشتملت على الأمر بكل معروف حسن نافع طيب محبوب، والنهي عن كل قبيح رذيل دنيء؛ كما قال ابن مسعود وغيره من السلف: إذا سمعت اللّه تعالى يقول في القرآن: يا أيها الذين آمنوا فأرْعها سمعك فإنها خيرٌ يأمر به أو شر ينهى عنه، ولهذا قال تعالى: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} الآية، وإن جاءت الآيات في وصف المعاد وما فيه من الأهوال وفي وصف الجنة والنار وما أعد اللّه فيهما لأوليائه وأعدائه من النعيم والجحيم، والملاذ والعذاب الأليم، بشرت به وحذرت وأنذرت؛ ودعت إلى فعل الخيرات واجتناب المنكرات، وزهَّدت في الدنيا ورغَّبت في الأُخرى، وثبتت على الطريقة المثلى، وهدت إلى صراط اللّه المستقيم، وشرعه القويم، ونفت عن القلوب رجس الشيطان الرجيم. ولهذا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أُعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه اللّه إليّ فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة (رواه الشيخان عن أبي هريرة واللفظ لمسلم) "، وقوله صلى اللّه عليه وسلم : "وإنما كان الذي أوتيتُه وحياً" أي الذي اختصصت به من بينهم هذا القرآن المعجز للبشر أن يعارضوه، بخلاف غيره من الكتب الإلهية فإنها ليست معجزة عند كثير من العلماء واللّه أعلم، وله عليه الصلاة والسلام من الآيات الدالة على نبوته وصدقه فيما جاء به ما لا يدخل تحت حصر، وللّه الحمد والمنة.]انتهى كلام ابن كثير..
أقول:
فجملة:"من مثله" قد تعني عند البشر في عصر التنزيل -أي العصر النبوي-معان متعددة، فيمكن أن تكون: أي منزل من السماء وفيه هذه الفصاحة والبلاغة والإتقان اللغوي والنصي..كما قال تعالى:"قل فائتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين"…
ويمكن أن تكون: أي منسوب إلى الله عز وجل، ومثله في الفصاحة والبلاغة والإخبار بالغيب، ومثله في مستوى الخطاب ومقاصد الخطاب وأسلوب الخطاب ونسبة الخطاب وجهة الخطاب من رب العبيد إلى رسول كريم أو إلى العبيد مباشرة… أي هاتوا بسورة واحدة -مثل أي سورة في القرآن-ذكرها واحد من البشر قبل نزول هذا القرآن ونسبها إلى الله عز وجل وفيها الصفات التي يتميز بها القرآن عن غيره…. كما أخبر بعض المفسرين بأن كلمة "مثله" في آية البقرة تعني "محمدا صلى الله عليه وسلم"…فيكون المعنى: هاتوا أي كتاب أو أي قطعة نصية ألفها رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب مثل محمد صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، أي في العصور السابقة لنزول القرآن، وينسب هذا النص للرب عز وجل، ويقول إنه قد أوحي إليه هذا الكلام من السماء…فإن لم تجدوا هذا النص وهذا الرجل في التاريخ السابق لنزول القرآن في الأمم السابقة قبل البعثة، فاعلموا أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من السماء وليس من كلام البشر…..فيكون هذا هو التحدي، ألا يعثروا على هذا النص…
وإن كان يفهمها العرب قديما كما ذهب إليه كثير من المفسرين بأنها تحدي أن يأتي أحد بمثل ما في القرآن من البلاغة والفصاحة والإخبار بالغيب، وهو الأرجح، فإن ذلك لم يحصل من أهل اللغة العربية في العصر النبوي، فبالأحرى ألا يستطيع فعله غيرهم ممن جاء بعدهم أو ممن لا يتكلم بلسانهم…وأي نص يأتي به غيرهم فهو لن يطابق جملة:"من مثله" بأي حال من الأحوال، وإن ظن أحد غير هذا…
أقول: ولو كان الناس في عصر التنزيل يفهمون الآيات هذا الفهم الساذج الذي يفهمه البعض الآن: أي أن يأتي بأي كلام ثم يقول:هذا مثل القرآن…لما دخل واحد في الإسلام من قريش والعرب، ولكانت أكبر فرصة لقريش بأن يقوم كل واحد منهم بتأليف بعض الكلمات ويقول:هذا مثل القرآن، فيشهد الشهداء على أن هذا مثل القرآن….وهم أهل البلاغة والفصاحة وعندهم من اللغة الفصحى ما ليس عندنا وما ليس عند من جاء بعدهم في أي عصر آخر….ولكان أيسر لهم من تعذيب المسلمين ومحاولاتهم لقتل النبي صلى الله عليه وسلم…ولوصل إلينا أكثر من سبعين قرآنا، كعدد الأناجيل التي أحرقتها الكنيسة في القرن الخامس الميلادي ولم تعترف إلا بأربعة منها فقط….
«« توقيع ahmednou »»
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة عمرو إبن العاص في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
مشاركات: 79
آخر مشاركة: 29-01-2015, 04:15 PM
-
بواسطة زهراء في المنتدى قسم المواضيع العامة والأخبار المتنوعة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 11-06-2011, 01:04 AM
-
بواسطة بن الإسلام في المنتدى قسم الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 01-06-2010, 07:06 PM
-
بواسطة annosh في المنتدى قسم الأسرة والمجتمع
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 21-09-2009, 03:00 AM
-
بواسطة رحيم في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 30-03-2006, 02:24 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات