• 1- انتزاع الملكوت منهم وانتقاله الى أمة أخرى :-

كان حكم رب العالمين عليهم بأن ينتزع منهم دورهم فى أن يكونوا الأمة التي يصدر منها النور الى العالم
وهذا هو ما أخبرهم به المسيح عليه الصلاة والسلام
(مت 21 :33 الى 21 :44 )
لقد كان المسيح عليه الصلاة والسلام فى ذلك الحوار يذكرهم بنبوءة إشعياء عن النبي حجر الزاوية تلك النبوءة التي حاول اليهود تزيفها عن طريق تضليل الناس بمكان صهيون وأيضا نبوءات أنبياءهم عن العمل الغريب والعجيب الذى سيفعله رب العالميين ومنها نبوءة إشعياء (43 :19 الى 43 :21 )عن شعب ساكن الصحراء (البرية) وهو الشعب الذى سيختاره رب العالمين لينتقل اليه الملكوت فيكونوا هم المختارين الذى سيبعث لهم رب العالمين النور (الماء ليسقيه) و الذى سيخرج منه النور الى العالم

وأيضا نبوءة إشعياء 35 حيث نقرأ :-
35 :1 (( تفرح البرية )) و الارض اليابسة و يبتهج القفر و يزهر كالنرجس
35 :2 يزهر ازهارا و يبتهج ابتهاجا و يرنم (( يدفع اليه مجد لبنان بهاء كرمل و شارون هم يرون مجد الرب بهاء الهنا ))

أرض صحراوية جافة سوف يدفع اليها مجد لبنان وبهاء كرمل وشارون التي كانت قديما ضمن أرض بنى اسرائيل مما يعنى ان تلك الأرض الصحراوية التي سترى هذا البهاء (الجلال) ويدفع لها ذلك المجد ليست فى منطقة فلسطين ولا الشام لقد كان يخبرهم بانتقال النبوة منهم الى قوم أخريين ساكنى الصحراء

(ملحوظة :-
وكلمة صهيون من ناحية الكتابة لها معنيان ولكن يختلف فى تشكيلهما و احدى المعاني أنها الأرض الصحراوية الجافة ، أن اليهود أنفسهم فى كتابهم المقدس لم يكونوا على علم بمكانها وانهم بتحريفهم وتزيفهم أحدثوا تخبط واضح فى تحديد مكان صهيون ، هذا غير تضارب النبوءات بشأنها )
انتهى


كما أخبرهم أن شجرة التين رمز بنى اسرائيل (إرميا 24 :1) قد يبست(مت 21 :19) فلا رسول ولا ايمان صحيح يخرج من بنى اسرائيل الى العالم الى الأبد

والدليل على ذلك هو
ما أخبر به المسيح عليه الصلاة والسلام الحواريين بأن النور معهم زمانا قليلا
فهو سوف يرحل وأنهم يجب أن يسارعوا بالايمان قبل رحيله وحلول الظلام ، فتعاليمه لن تستمر ولن تبقى
(يوحنا 12 :35 ، 12 :36 )

كان من الممكن أن يذهب هو ولكن يبقى النور ولكنه أكد لهم أن النور ذاهب وأنه سيحل بعد ذلك الظلام لأن شجرة التين رمز بنى اسرائيل يبست الى الأبد فلا يخرج منهم النور أبداوهذا يعنى ان المسيح عليه الصلاة والسلام ليس هو النبي الخاتم المرسل الى العالم
وانما النور ذهب الى أمة أخرى هذا النور هو القرآن الكريمهو الشجر المثمر والمصباح الذى ينير العالم

وفى نفس الوقت طمأنهم
بمجئ النبي الذى سيعيد النور مرة أخرى الى العالم ، والذى سيذكرهم بما سينسوه من تعاليم المسيح عليه الصلاة والسلام

سينسى بنى اسرائيل التعاليم بسبب الرومان وأتباعهم من بنى اسرائيل ، سينسوه بسبب التحريف والزيف
ولكن النبي الذى سوف يأتي سوف يذكرهم ويخبرهم بالحق
(يوحنا 14 :26 ) وهو من سيبكت العالم ويهزم ملوك العالم
وهذا بالفعل ما حدث