السابعة صباحا
ما هذا الهراء صرت تخرف : عائلتي القمر ..الجبل ... الشجرة ،
ما ناقص تقول إلا إني حبيت الصخور وتزوجت وحدة منها ، وخلفت حصى ... !!
وشهد الزواج ابن عمنا الصحراء .. وغنى في الحفل شيخ الحارة الشمس .. ههههههه ) ،
هذا حديث المهموم الذي أوصلته همومه حد الجنون والتخيلات ،
أو حديث الإنسان العاطفي الذي غلبت عليه عاطفته ورهافة حسه حتى أنشأ عوالمه الحزينة .
كلنا يحمل همه في قلبه ، وهذه هي الحياة : حزن وسعادة ، أفراح وأتراح ،
فما بالك تحتفي بالهم وتضخمه حتى يغدو فقاعة كبيرة تعيش بداخلها فلا ترى إلا بها ،
ولا تحس بشيء إلا ممزوجا بمائها . مزّقْ هذه الغلالة عن عينيك ...
هذا تباكي، واستجلاب للأحزان لا يتسق و طبع الإنسان السوي ...
الحياة أجمل من ذلك بكثير .. ، لماذا نضيع أجمل أيام حياتنا صامتين هادئين ..؟
نتأمل ماذا .. ؟ ونبكي على ماذا .. ؟
نستدر الدموع ، و نهيم في القفار ونختلي بالليالي ، نناشد القمر ،
ونبكي عند الجبل .. ثم ماذا ..؟! ما النتيجة ..؟ وهل هذه حياة .. ؟ .
تعال أخبرك عن حياتي يا صديقي ، إنها حياة الفرح والأنس ...
أنا لا أقول مثلك ( أنا سعيد ) بل إني أعيش سعيدا حقا ،
السعادة بالنسبة لي سلوك أمارسه و أحيا به ،
في كل عمل شاق أشغل به نفسي أقطف في نهايته ابتسامة رضا تملأ قلبي وجوانحي ،
مع كل صديق أجالسه وأسامره أجني حبورا يشع في محياي ،
مع كل إشراقة شمس أحس بالأمل والطموح ينتشر في عروقي .
إني أكره ليل المتباكين وزوايا المهمومين الضعفاء
الذين ارتضوا الحزن سميرا فاقعدهم عن متع الحياة ومباهجها .
كيف نعمر الأرض ونشيد الحضارات بجيل يتباكى ، ويبحث عما يحزنه ويقيده ؟؟
.. وهل يستحق أي شيء في الدنيا مهما عظم ( غير الدين ) أن نبكي عليه ؟ ..
انظر إلى من حرموا نعما عظيمة كنعمة البصر أوالنطق أو الحركة كيف تعايشوا مع أوضاعهم
وتغلبوا على عجزهم وأصبحوا من الأسوياء ، بل أفضل منهم في حالات عديدة .
وتعال أخبرك عن عائلتي عائلة الجد والفرح والسعادة ،
أولا أفرادها الشمس المحرقة التي تحرق همومي وتحولها قطرات من العرق على جبيني ،
وتجفف دموعي داخل المآقي وتحولها إلى طاقة في داخلي ،
تناديني للعمل في كل صباح ، تذيب في داخلي كل يأس وتنشر الضوء في مجاهيل أوردتي .
والبحر فرد آخر من العائلة ، إنني إذا وقفت أمامه أشاهد هذا المخلوق العجيب العظيم ،
كيف يعمل ليل نهار لا يستكين ولا يمل ، دائم الحركة ،
يحوي الكنوز والغنائم ولا يطمئن لذلك بل هو مستمر في عمله يجاهد ويغالب ،
ويملأ الدنيا ضجيجا وحركة ، إنك تحس بالحياة وعظمتها وتدبير الله الكريم في هذا الكون ،
وأن قدرنا وسعادتنا في أداء أدوارنا بدون الالتفات إلى همومنا ومشاكلنا .
والفأس الرابضة في حقلي فرد من أفراد عائلتي أداة صغيرة جامدة ،
فإذا اتصلت بي أمدتني بقوة عجيبة ، تسري صلابة نصلها في ذراعي فأحسها جزء مني أو أنا جزء منها ،
في استقامة قناتها أرى الإصرار والعزيمة ، وفي لمعان نصلها أرى فرحة وابتسامة الرضا
م
م
ن
ق
و
ل
المفضلات