السلام عليكم ورحمة الله وبكاته
هذه اجزاء من قصيدة للشاعر حافظ ابراهيم في مدح الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سميت بالعمرية
حَسبُ القوافي وَحَسبي حينَ أُلقيها **** أنّـــي إلى ســاحَةِ الفــاروق أُهـديهـــا
لاهـُمَّ هَـب لي بَياناً أســتَعينُ بــهِ **** عَلــى قضــاءِ حُقــوقٍ نامَ قاضــيهــــا
قـــد نازَعَتنِي نَفســي أن أوَفيهــا **** وَليسَ في طَــوق مِثلي أن يُوَقيها فيهـا
فمــُر ســَرِيَّ المَعــاني أن يُواتِـينَي **** فــإنِّي ضَــعيفُ الحــالِ واهــيهــــــا
(إسلام عمر)
رأيت في الـــدين آراءً مُوَفّقـــــة **** فـــأنــزل الله قــــرآنا يــزكـــيهـــــا
وكــنت أول مـن قــرت بصحبــته **** عـــين الحنيفة واجــتازت أمـــانيهــا
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمــة الله حصــنا مـــن أعــاديهـــا
خرجــت تبغي أذاهـا في محمدهـا **** وللحــنيفة جــــبار يــــوالـــيهــــــا
فلم تكــد تســمع الآيات بالـغــــة **** حـــتى انكفأت تناوي مــن يناويهـــا
سـمعـــت ســورة طه مـن مرتلهــا **** فــزلزلـــت نية قــد كــنت تنويهــــا
وقلــت فيها مقــالاً لا يطـــاولـــه **** قــول المحب الذي قد بات يطريهـــا
ويوم أسـلمت عـز الحق وارتفعـت **** عــن كاهــل الدين أثقـــال يعـانيهـــا
وصــاح فيه بلال صيحة خضعـت **** لــهــا القلــوب ولــبت أمــــر باريهـا
فـأنت في زمــن المختار منجـــدها **** وأنت في زمـــن الصـــديق مــنجيهـــا
كم اســتراك رســول الله مغترطــاً **** بحكمــة لك عــند الــرأي يلفيهــــــا
(عمر و رسول كسرى)
وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً **** بين الــرعــية عطــلاً وهـــو راعيهــا
وعهــده بملــوك الفــرس أن لهــا **** ســوراً من الجند والأحــراس يحميهـا
رآه مسـتغرقاً في نومـــه فـــرأى **** فيه الـجـــلالة في أســمى معانيهـــــا
فوق الثر تحت ظل الدوح مشـتملاً **** بـبـردة كــاد طـــول العهـد يبليهـــــا
فهـان في عــينه مـــا كان يكــبره **** مــن الأكاســر والـــدنيا بأيــديـهـــــا
وقـــال قولة حق أصبحــت مــثلاً **** وأصـــبح الــجيل بعد الـجيل يرويهـا
أمـــنت لما أقمــت العـــدل بينهم **** فنمــت نوم قــرير العـــين هـــانيهــا
(عمر و الشورى)
يا رافعــاً راية الشورى و حارسها **** جـــزاك ربك خــيراً عـــن محبيهــــا
لم يلهـك النزع عن تأييد دولتهــا **** وللمــنـيـة آلام تـــعــــــانـيـهـــــــــا
لم أنــس أمــرك للمقداد يحملــه **** إلى الجمــــاعة إنــــذاراً وتـنـبـيهـــا
إن ظــل بعد ثلاث رأيهــا شـعباً **** فجــرد السـيف واضـرب في هــواديها
فاعجـب لقـوة نفس ليس يصرفها **** طعــم المنية مــراً عــــن مــرامـيـهـــا
درى عميد بني الشورى بموضعها **** إن الحكــومة تغــري مســتبديهــــــا
ومــا اســتبد برأي في حكومــته **** فعـــاش ما عـــاش يبنيهــا ويعليهــا
رأي الجمــاعة لا تشقى البلاد به **** رغم الــخلاف ورأي الفـرد يشـقيهــا
(مثال من زهده)
يا من صـدفت عن الدنيا وزينتهــا **** فلم يغــرك مــن دنياك مغـريـهــــــا
ماذا رأيت بباب الشــام حين رأوا **** أن يلبســـوك من الأثواب زاهيهـــــــا
ويركــبوك على البرذون تقــدمـــه **** خــيل مطهمة تحلـــو مـــــرائيهـــــا
مـــشى فهملج مـخـــتالا بركـــبه **** وفي الـــبراذين مـــا تزهى بعـــاليهـــا
فصحت يا قــوم كاد الزهو يقتلني **** وداخلـــتني حـــال لســـت أدريهـــا
وكاد يصــبو إلى دنياكــم عـمـــــر **** ويرتضــي بيع باقــــية بفـــانيهــــــا
ردوا ركــاب فـــلا أبغي بــه بدلا **** ردوا ثـــيابي فحســبي اليوم باليهــــا
(الخاتمة)
هــذي مـــناقبة في عهــــد دولـته **** للشـــــــاهدين وللأعقــــاب أحكيهــا
فـــي كل واحــدة منهـــن نابلــة **** من الطــبائع تغــذو نفــس واعيهـــــا
لعــل في أمــة الإســـلام نابـتــــة **** تـجـــلو لحاضـــرها مـــرآة مـاضيهــا
حتى ترى بعض ما شادت أوائلها **** من الصـــروح ومــا عــاناه بانيهــــــا
وحسبها أن ترى ما كان من عمــر **** حــتى ينبه منهــــا عـــين غافيهــــا
المفضلات