بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة ومن والاه
ظهر في بعض المنتديات النصرانية جهلة يتنصلون من الإسم الذي
تسمى به آباءهم الأقدمين (نصارى) ، وأقره آباءهم المحدثين ، وتراهم يتفننون
في إختلاق الأعذار والتبريرات لرفضه ..
فتارة يزعمون أنهم مسيحيين وليسوا نصارى
وتارة يزعمون أنهم ناصريين وليسوا نصارى
وتارة يزعمون أنهم مسيحيين وليسوا ناصريين وليسوا نصارى
أما أسباب رفضهم للإسم ، فهي تتلخص في الآتي :
- لأن اليهود هم من سموهم به تحاشياً لإعترافهم بالمسيح
- لأنه خاطئ لغوياً (بحسب زعمهم)
- لأن النصرانية طائفة ظهرت وانقرضت
وفي الحقيقة أن رفضهم له بالدرجة الأولى هو لأن الله خاطبهم به في كتابه
الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ..
لذلك أحببت أن أكتب هذا الموضوع المتواضع للرد على اعتراضاتهم بالدليل
والمنطق .. وخصوصاً حول الجانب اللغوي للتسمية ..
النقطة الأولى :
- هل عرف العرب تلك المدينة التي نشأ وترعرع فيها المسيح عليه السلام ومن
ثم نسب إليها ؟!
- وبأي اسم عرفوها ؟!
- وبأي اسم اشتقوا منها المفرد والجمع ؟!
- وكيف كان اشتقاقهم منها ؟!
هذا ماسنعرفه بإذن الله بعد عرض المعاجم العربية :
1- العين – الخليل بن أحمد الفراهيدي ( 100- 175هـ) :
طبعة أخرى لعملاق المعاجم العربية :
2- تهذيب اللغة – أبو منصور الأزهريّ ( 282-370هـ) :
3- المحيط – الصاحب بن عبّاد ( 324-385هـ) :
4- تاج اللغة وصحاح العربية – أبو نصر الجوهري (332 - 400هـ ):
5-المحكم – ابن سيده ( 398-458هـ ):
6- مختار الصحاح – محمد بن أبي بكر الرازيّ ( - 666 هـ) :
7- لسان العرب – ابن منظور ( 630-711 هـ ) :
8- المصباح المنير – أحمد بن محمد المُقْري الفيّوميّ (- 770 هـ) :
9- القاموس المحيط - الفيروزآبادي (729-817 هـ) :
10- تاج العروس - الزبيدي ( 1145- 1205هـ ) :
المفاجأة (1) :
11- محيط المحيط – بطرس البستانيّ :
والمعلم بطرس البستاني من أسرة مارونية مشهورة ، وكنيسته (البستاني)
أنجبت رجالاً كانوا يجيدون اللغة العربية ، وكان المعلم بطرس يتقن اللغات
التالية : السريانية والايطالية واللاتينية والعبرية واليونانية والانكليزية ،
بالإضافة لتعلمه الفلسفة واللاهوت والشرع الكنسي .. وقد اشترك مع فانديك في
ترجمة التوراة إلى العربية ..
درس الأب لويس معلوف في الكلية اليسوعية ببيروت، ودرس الفلسفة في
إنجلترا واللاهوت في باريس، وأتقن عدة لغات ، وهو صاحب المعجم الشهير
(المنجد) والذي توالت طبعاته لأكثر من 41 طبعة ، ويعد الأب لويس من علماء
اللغة العربية وأعلامها ..
إذاً هذه المدينة كانت معروفة لدى العرب ، وكانوا قد عرفوها بأكثر من صيغة ، وأهمها :
1- نصرونة
2- نصوريّة "بتشديد الياء أو بفتحها"
3- نصران
4- نـَصَرَى
5- نـَصْرَى
6- نـَصْرَة
7- نـَصْرانة
8- ناصرة
والجدير بالذكر أن صيغة (ناصرة) لم ترد في أقدم معاجم اللغة العربية وأقربها
لعهد الجاهلية ، كالعين (100- 175 هـ) ، والتهذيب (282-370 هـ) ، والمحيط (324-385 هـ) ، والصحاح (332 - 400 هـ) ، وإنما وردت بصيغ أخرى عند إشارتها لهذه المدينة.
وكذلك لم يعزوا أقدم علماء اللغة العربية الإشتقاق إلى صيغة (ناصرة) ، وإنما
إلى صيغ أخرى :
- قال الليث (94 – 175 هــ) : زعموا أنهم نسبوا إلى قرية في الشام يقال لها
(نصرونه)
- وقال ابن دريد : النصارى منسوبون إلى (نـَصْرانه) وهي موضع ، هذا قول الأصمعي ..
والأصمعي (121 – 216 هــ) هو راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر
والبلدان ، أما ابن دريد (223-321 هـ) هو صاحب معجم الجمهرة .
- وقال الجوهري ( - 393 هـ) : (نـَصْران) قرية بالشام ينسب إليها النصارى.
- وقال الواحدي ( - 468 هـ ) : هو نسبة إلى قرية اسمها (نـَصْرة)
أما ابن سيده ( 398-458هـ ) فذكرها مع غيرها من الإشتقاقات :
- قال ابن سيده : ونـَصَرَى ونـَصْرَى وناصِرَة ونـَصُورِيَة ، قرية بالشام ، والنَّصارَى منسُوبُون إِليها ..
ايضاً نقله ابن منظور عن ابن سيده في لسان العرب ..
فدل كل ذلك على أن صيغة (ناصرة) بألف بعد النون وبكسر الصاد ليست هي الصيغة الأصلية بل هي صيغة متأخرة ذات صبغة عربية تحوّلَت فيها إلى وزن (فاعلة).
النقطة الثانية :
كيف اشتق العرب المفرد والجمع من اسم هذه المدينة ؟!
- قال سيبويه نقلاً عن الخليل :
أما النصارى فذهب الخليل إلى أنه جمع (نـَصْرِيّ) و (نـَصْران) ، كما قالوا
(ندْمان) و (نـَدَامَى) ، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين كما حذفوا من أثفية ، وأبدلوا
مكانها إلفا ، كما قالوا (صحارى) ،
ثم قال سيبويه :
وأما الذي نوجهه نحن عليه ، فإنه جاء على (نـَصْران) لأنه قد تكلم به ، فكأنك جمعت نـَصْراناً كما جمعت مسمعاً والأشعث ، وقلت نصارى كما قلت ندامى ، فهذا أقيس ، والأول مذهب ، وإنما كان أقيس لأنا لم نسمعهم قالوا نـَصْرِيّ
- وقال غيرهم : ويجوز أَن يكون واحد النصارى(نـَصْرِيّاً) مثل: بعير (مَهْرِيّ) وإِبـِل (مَهارَى)
إذاً نسبة المفرد إلى مدينة الناصرة على صيغتين :
1- نـَصْريّ : أثبتها أصحاب المعاجم ، ولم يشِـع استخدام العرب لهذه الصيغة مع المفرد، وهذا الإشتقاق من المدينة كان من إحدى الصيغ : (نـَصَرى) أو (نـَصْرى) أو (نصرة)
= كيف صاغ العرب الجمع (نصارى) من صيغة المفرد السابقة ؟
صاغوها على مثال (مَهْرَة) وهي مدينة باليمن، ونسبة المفرد إليها (مَهْريّ) والجمع (مَهَارَى) ،
وأيضاً على المثال الذي أوردته المعاجم ، وهو (مهارى) وتطلق على الإبل ، والمفرد منها -البعير- فيقال عنه (مَهْرِيّ) ،
وكذلك (نـَصَارَى) بالمثل.
2- نـَصْرانيّ : أيضاً أثبتها أصحاب المعاجم ، وهي الصيغة الشائعة لدى العرب مع المفرد . وهذا الإشتقاق من المدينة كان من إحدى الصيغ (نصران) -على وزن نجران - ، أو (نصرانة) ، أو ربما على غير قياس من (نصرونه) ، أو (نصورية) ..
= كيف صاغ العرب الجمع (نصارى) من صيغة المفرد السابقة ؟
صاغوها على وزن (ندمان) والجمع (ندامى) ، أو (حيران) والجمع (حيارى) ، أو (كسلان) والجمع (كسالى) أو (سكران) والجمع (سكارى) ومثلها الكثير من الأمثلة ..
قد يقول قائل أن المفرد هو (نصراني) وليس (نصران) فكيف جمعت على وزن الأمثلة السابقة ، وهذا السؤال يجيب عليه ابن بري في تعليقه على قول الشاعر الجاهلي أبو الأخزر الحماني:
قال ابن بري (499 – 582 هــ) : قوله إن النصارى جمع نصران ونصرانة ، إنما يريد بذلك الاصل دون الإستعمال ، وإِنما المستعمل في الكلام (نـَصْرانيّ) و(نـَصْرانِيّـة) بياءي النسب
أي أن الأصل عند الإشتقاق هو نصران ، ولكن العرب في غالب كلامها لم تستعمل هذا الأصل إلا بياء النسب ، فقالوا نصراني ، ونصرانية.
إذاً اشتقاق المفرد "نصراني" واشتقاق الجمع "نصارى" صحيحة لغوياً (بل هي الأصح) ولا غبار عليها ..
ولكن بسبب جهل معظم النصارى باللغة العربية ظهرت أعتراضاتهم وتحليلاتهم
سطحية بل ساذجة ويحيطها الجهل المدقع ، ومن ذلك قول أحدهم :
نمشى خطوة خطوة
البلد اسمها ايه
الناصرة
اشتقلى من خلال اللغة فقط نسب شخص لهذا البلد
ناصرى (هل يوجد اشتقاق اخر لكى ننسب شخص لبلد الناصرة غير كلمة ناصرى؟)
النقطة التانية
اجمع كلمة ناصرى وقولى جمعها ايه فى اللغة؟؟؟
جمعها من خلال اللغة ناصريين
قولى بانى قاعدة جمعت كلمة ناصرى لكى يصبح جمعها نصارى؟؟؟
عموماً نحن نعذر جهله ، إذ أن هذا الشخص وأمثاله -على غالب الظن- لم يفتح
أحدهم معجم عربي في حياته ، لهذا ظن أن المدينة لم تعرف إلا باسم ناصرة ،
أو أن هذا الإسم فقط هو ماعرفها به العرب.
النقطة الثالثة:
هل كلمة (نصارى) كلمة عربية أم أعجمية ؟!
وبهذا الشأن سأل أحد المعترضين سؤال إستنكاري فقال :
أولاً : أجمعت معاجم اللغة العربية أن الكلمة أعجمية (نسبة إلى الناصرة)
ثانياً : مراجع أكثر تخصصية تؤكد أعجمية الكلمة :
1- معجم ما استعجم :
2- معجم البلدان :
فالكلمة ليست عربية ولكن العرب عربتها ، لذا عند الإستشهاد بالكلمة في اللغة العربية ، يجب أن تستخدم الكلمة العربية كما عربت ، وكما عرفها أصحاب اللغة العربية ..
ثالثاً : لايصح القول باشتقاق الكلمة من قول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بتشوقتنا وتمشي يا متعلم1
على العموم منتظرين ، الموضوع شيق بجد
«« توقيع abcdef_475 »»
وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ
זכור אותו האיש לטוב וחנניה בן חזקיה שמו שאלמלא הוא נגנז ספר יחזקאל שהיו דבריו סותרין דברי תורה מה עשה העלו לו ג' מאות גרבי שמן וישב בעלייה ודרשן
תלמוד בבלי : דף יג,ב גמרא
تذكر اسم حنانيا بن حزقيا بالبركات ، فقد كان سفر حزقيال لا يصلح ان يكون موحى به ويناقض التوراة ، فاخذ ثلاثمة برميل من الزيت واعتكف في غرفته حتى وفق بينهم .
التلمود البابلي : كتاب الاعياد : مسخيت شابات : الصحيفة الثالثة عشر : العمود الثاني
النقطة الرابعة :
كيف دخل اسم مدينة الناصرة إلى اللغة العربية ؟!
قبل أن نجيب على هذا السؤال ، نستعرض شيئاً من أقوال العلماء حول أصل
التسمية لهذه المدينة ..
جاء في قاموس الكتاب المقدس تحت كلمة (ناصرة) :
اسم عبري ربما كان معناه "القضيب" او "الحارسة" او "المحروسة" او "المحبوسة".
وجاء في قاموس استون للكتاب المقدس :
Easton's Bible Dictionary:
separated, generally supposed to be the Greek form of the Hebrew netser, a "shoot" or "sprout." Some, however, think that the name of the city must be connected with the name of the hill behind it, from which one of the finest prospects in Palestine is obtained, and accordingly they derive it from the Hebrew notserah
كذلك موقع خاص بالمدينة :
Origins of the Name
In Roman times Nazareth was a Jewish village and its name is thought to come from the Hebrew word “Netzer”, which can mean a twig or a branch.
ومن ويكيبيديا :
Origin of name
One theory holds that "Nazareth" is derived from the Hebrew noun ne·tser, נֵ֫צֶר, meaning branch. Ne·tser is not the common Hebrew word for "branch," but one understood as a messianic title based on a passage in the Book of Isaiah
فكما تشير هذه المصادر - وغيرها الكثير - بأن الغالب في أصل تسمية الناصرة كان باللغة العبرية ، وذلك لأنها كانت قرية يهودية في العصر الروماني ، وهذا هو غالب الظن عند معظم العلماء والمؤرخين ، ولكن بالطبع لا أحد يستطيع الجزم يقيناً بذلك ، إذ أنه ربما تكون العبرية قد أخذت هذه التسمية من الآرامية في الزمن القديم ، وخصوصاً أن الأخيرة كانت لغة شائعة في الشام قبل الميلاد بعصور طويلة ..
يقول الدكتور " فيليب حتى" في كتاب "تاريخ سورية ولبنان وفلسطين
1/182" : (وفي 500 ق م أصبحت الآرامية التي كانت اللغة التجارية لإحدى الجماعات السورية ليس فقط اللغة العامة للتجارة والحضارة والحكومة في بلاد الهلال الخصيب كلها ، بل اللغة التي يستعملها سكان تلك البلاد في كلامهم)
= أما بخصوص دخول اسم المدينة إلى العربية ، فإنه وبالتأكيد قد تم قديماً من إحدى اللغتين الساميتين (الآرامية أو العبرية) ، ويشهد بذلك تطابق الجذر العربي للكلمة مع نظيريه فيهما ..
(1) أقدم إشارة إلى هذه المدينة وردت في الأناجيل باليونانية، ويظهر اسمها هكذا: Ναζαρέτ (نـَزَريت) (مت 2: 23). وهو بالطبع منقول عن الاسم الآرامي الأصلي لها:
(2) وأما اسمها الآرامي الأصلي فيظهر في الفشيطتا السريانية هكذا:
ܢܳܨܪܰܬ (نـَصْرِة).
(3) واسمها في العبرية أيضاً هو: נָצְרַת (نـَصْرَة).
إذن يتضح لنا أن اسم هذه المدينة في لغتها الأصلية هو (نـَصْرة) بسكون الصاد. والنِسبة المفرد إليها هو נצרי (نـَصْري) بالعبرية و ܢܳܨܪܳܝܳܐ (نـَصْرايا) بالسريانية وهي مطابقة للنسبة الجمع أيضاً ܢܳܨܪܳܝܳܐ (نـَصْرايا)، والجمع بالعبرية נצרים (نـصْريم). فهلاّ عاد المعترضون إلى اللغتين السريانية والعبرية ليعرفوا الاسم الأصليّ للمدينة بدلاً من الاعتراض الفارغ!
ومما يؤكد ماذهب إليه الأخ القبطان مايلي :
- أن الترجمة العربية الحرفية للجذرين الارامي والعبري (نصرة) قد ذكرت في معجم المصباح المنير نقلاً عن الواحدي في إشارة منه إلى اسم المدينة الأصلي !! ،
وهذه الصورة مرة أخرى للتأكيد :
ܢܳ ܨ ܪܰ ܬ ( ن َصْ رِ ة ) الآرامي
נָ צְ רַ ת (نـَ صْ رَ ة) العبري
- أن كلمة (نصرى) والتي هي قريبة جداً من الجذرين قد ذكرت في أقدم معجم عربي (العين) ..
- أن كلمة (نصرى) أيضاً وردت أكثر من مرة بضبط تشكيلي مختلف ، مثل نـَصَرَى و نـَصْرَى
وهذا التطابق مع الجذر السامي (نصرة) أو الحوم حوله من بعض الصيغ ، يؤكد لنا القول بأنها هي ماعرف بها قدماء العرب تلك المدينة ..
وعليه صحة النسب (نصراني ، نصارى) لغوياً إليها كما بينا سابقاً ..
أما بخصوص اللفظ اليوناني فهو مستبعد تماماً من تعريب الإسم مباشرة من خلاله ، ويكفي دليلاً أن الصيغ اليونانية الثلاث لاتشتمل حتى على حرف الصاد ( ς أو σ) !!
وهو حرف أساسي في جميع الصيغ العربية !!!
وهذا يعني أن الكلمة لو ترجمت من اليوناني لكانت : نازرة ، أو نزرة ، أو نزرى ، .... (كما يظهر في الترجمة الأنجليزية عن اليونانية Nazaret)
وهذا بالطبع مع تغاضينا عن بقية الحروف ..
وفي ختام المبحث اللغوي ، أحب أن أوضح أمر مهم ،
وهو أننا لانقول بأن صيغة (ناصري - ناصريين) خاطئة كما قال الجهلة عن صيغة (نصراني - نصارى) ، ولكن الأولى ظهرت متأخرة جداً ، بدليل عدم وجود أي ذكر لها على الإطلاق في عصر العرب الجاهليين .. وتم بناءها الصرفي على الصيغة الأحدث (ناصرة) ..
بينما الثانية هي الصيغة العربية المعتمدة للإشارة إلى أتباع المسيح ، وقد تم بناءها الصرفي على الصيغة الأصلية لإسم المدينة (نصرة) ، لذلك استخدمها الإسلام لأنها الأصوب والأدق في لسان العرب .. ولم يجد علماء اللغة العربية من النصارى إشكالاً في اطلاقها على أنفسهم ..
ولهذا لا يحق لأي نصراني جاهل جهول أن يرفض استخدامنا لها ، فضلاً بأن يتبجح بجهله ويزعم بأنها خاطئة لغوياً !!
النقطة الخامسة :
هل النصارى هم المسيحيين ؟! أم هم طائفة مهرطقة ظهرت وانقرضت ؟!
الجواب قطعاً هم المسيحيين ، والدليل على ذلك من 3 أوجه :
= الجانب اللغوي : أجمع علماء اللغة أن لفظة (نصارى) عند العرب ، يقصد بها اتباع المسيح عليه السلام ، وذلك نسبة إلى الناصرة - البلد التي نشأ وترعرع فيها المسيح – وكذلك يؤمن المسيحيين بأن المسيح نشأ وترعرع في الناصرة ..
= الجانب التاريخي :
لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نستعرض شيئاً من تاريخ معرفة العرب للمسيحية ودخولها إلى بلدانهم :
- يقول المؤرخ المسيحي "الأب جرجس داؤود" :
- ويذكر لنا المؤرخ المسيحي "لويس شيخو" 6 أسباب لإنتشار المسيحية مبكراً في بلاد العرب في كتابه "النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية" ولكثرة الشواهد وطولها ، ولأهمية الكتاب في إثبات المسيحية عند العرب أنصح بتحميله وقراءته ( من هنا )
ويقول الدكتور "سميح دغيم" :
وتلخص لنا الباحثة "نهى زعرب قعوار" - حاصلة على اللقب الاول في علوم اللاهوت والفلسفة وعلم النفس - ذلك في كتابها (تاريخ الناصرة، مسيرة عبرالعصور) بالقول :
(إن أول من آمن بالمسيحية وأول من اعتنقها في تاريخ الشعوب هم العرب في الجزيرة العربية ...)
وكثيراً ما نسمع النصارى يزعمون بأن أهل تلك النصرانية في البلاد العربية كان نسطوريين ويعقوبيين و... ، وهؤلاء هراطقة - في زعمهم -
وهذا صحيح ، ولكن متى تشوهت المسيحية بتلك الهرطقات في البلاد العربية ؟!
يجيبنا على ذلك "الأب لويس شيخو" :
ومن خلال استعراض كلام المؤرخين يتضح لنا أن العرب قد عرفت المسيحية في وقت مبكر جداً جداً - باتصالهم المباشر مع المسيح نفسه ، وبتبشير بولس وغيره - ومن ذلك الوقت وحتى منتصف القرن الخامس الميلادي (انتشار الهرطقات) كانت المسيحية موجودة ومعروفة لدى العرب ، وبالتالي لابد أن العرب عرفت هذا الدين ومن يعتنقه باسم ما - في لسانهم العربي – خلال تلك المدة ، ولا أظن عاقل يشك في هذا ..
والمفاجأة أن التاريخ - كما اللغة - يؤكد لنا حقيقة لا جدال فيها وهي :
أن العرب لم تعرف اتباع المسيح قبل انتشار الهرطقات المزعومة أو بعدها إلا باسم – نصارى –
أن العرب لم تعرف اتباع المسيح قبل انتشار الهرطقات المزعومة أو بعدها إلا باسم – نصارى –
يقول الدكتور "جواد العلي" في المفصل :
"وقد عرف النصارى ب Christians نسبة إلى Christos اليونانية التي تعني "المسيح" Messiah، أي المنتظر المخلص الذي على يديه يتم خلاص الشعب المختار. ويسوع هو المسيح، أي المنتظر المخلص الذي جاء للخلاص كما جاء في عقيدة أتباعه، ولذلك قيل لهم اتباع المسيح. فأطلقت عليهم اللفظة اليونانية، وعرفوا بها، تمييزاً لهم عن اليهود. وقد وردت الكلمة في أعمال الرسل وفي رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنتوس.
أما في القرآن الكريم وفي الأخبار، فلم ترد هذه اللفظة اليونانية الأصل. ولهذا نجد ان العربية اقتصرت على إطلاق "نصارى" و "نصراني" و "نصرانية " على النصارى تمييزاً لهم عن أهل الأديان الأخرى. أما مصطلح "عيسوي" و"مسيحي"، فلم يعرفا في المؤلفات العربية القديمة وفي الشعر الجاهلي ، فهما من المصطلحات المتأخرة التي أطلقت على النصارى."
ويقول الباحث "حسين العودات" :
وعلى من يزعم أنهم عرفوا عند العرب باسم مسيحيين أن يقدم لنا نصوص– شعر أو نحوه – من العصر الجاهلي أو من العصر النبوي أو حتى من العصر الأموي أو من العصر العباسي .. ذكر فيها لفظ (مسيحي – مسيحيين ) في إشارة لهم وهذا حتى نسلم له بأنهم عرفوا – مسيحيين – بينما عرف أهل الهرطقات باسم نصارى ، وإن لم يجد فليثبت لنا أن ديانتهم والمنتمين لها كانوا بلا اسم عند العرب خلال تلك القرون !!!!
فهل يستطيع أي متشدق بقول "مسيحيين ولسنا نصارى" أن يثبت لنا أي من ذلك؟
= الجانب العقائدي (الديني) :
عندما أشار الله لعقائد النصارى في كتابه الكريم ، فإنه ذكر المفاهيم الرئيسية والخطوط العريضة للعقيدة المسيحية ، والتي هي في الغالب تنطبق على معظم طوائفهم الحاليين أو المهرطقين ..
وما يهمنا الآن هو الطوائف الحالية والتي ينفي أصحابها أنهم مقصودين في القرآن :
والنصارى الحاليين بجميع طوائفهم يألهون المسيح ويؤمنون بأنه الله ..
يقول "الأنبا بيشوي" في كتاب "سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان" :
"سألتنى إحدى البنات الصغيرات في مدارس الأحد هل المسيح هو الله أم ابن الله؟ فأجبتها إن أى ملك هو ابن ملك فعندما نقول عنه أن هذا هو الملك يكون الكلام صحيحاً، وعندما نقول إنه ابن الملك يكون الكلام صحيحاً أيضاً لأنه من الجنس الملوكى: فهو ملك ابن ملك. فالسيد المسيح هو الله بسبب جوهره الإلهى أنه واحد مع الآب في الجوهر، وهو ابن الله بسبب أنه كلمة الله المولود من الآب قبل كل الدهور" اهــ
وجاء في موقع الإنجيل العربي وتحت عنوان "هل المسيحُ هو الله ؟" يقول قاسِم ابراهيم :
" فمن هذا إذا ؟ إنه المسيح الذي تحدث عنه الرسول بولس في رسالته الأولى لتلميذه تيموثاوس 3: 16 "الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح ، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رفع في المجد". إنه حتما الله نفسه. الله هو المسيح، والمسيح هو الله."
في كتابه الفادي بين اللاهوت والناسوت بقلم هاني يوسف, وراجعه نُخْبَة من اللاهوتيين :
" فشهد بها المسيح عن نفسه عن نفسه فالمسيح هو الله واللهُ هو المسيح"
وبهذا يثبت خطاب الله للمسيحيين في الآية ..
-- قال تعالى عن الثالوث : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
ومن العجيب أنك تجد نصارى يزعمون أن القرآن ذكر ثلاث آلهه !!
بينما اللفظ القرآني هو (ثالث ثلاثة) وليس (ثلاث آلهة) !!
وكلمة (ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) تدل على أنه واحد من ثلاثة لكنه غير معين . فكل ثلاثة يجتمعون معاً ، يقال لكل واحد منهم إنه (ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) وهذا بغض النظر عن تفسيرنا لعلاقتها ببعضها البعض ،
فالأقانيم في المسيحية ثلاثة : الأب ، والإبن ، والروح القدس ، ونظرتهم لها (إله واحد ..) وطبيعة اتحادها بحسب الأرثوذوكسية (اتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة)
ورغم ذلك يصح قولنا (ثالث ثلاثة) على أي واحد من هذه الأقانيم ، حتى ولو أخذناها بحسب المفاهيم الأرثوكسية السابقة !!
والمسألة كما لو قلت (ثلاثة أقانيم) ، فلن يتهمني مسيحي بأني أقول ثلاثة آلهه لمجرد ذكر (ثلاثة) ،
وكذلك عندما أقول عن أحد الأقانيم (ثالث ثلاثة) فإنه ينطبق على أحد عناصر التثليث ، ولا يوجد خطأ في قولي البتة ..
وهذا من إعجاز القرآن والذي خاطب الله فيه النصارى في أصول وأساسيات عقائدهم المشتركة مهما كانت طوائفهم المثلثة ..
لذلك تقّوّل النصارى على النص المحكم بما ليس فيه مرفوض ، والله سبحانه بين لنا كفر كل من جعله "ثالث ثلاثة" مهما كانت الفلسفة حول هذه الثلاثة ، ومهما كانت مسمياتها وماهيّاتها ، ومهما كانت مفاهيم أهلها حول علاقتها ببعضها البعض ..
يدعي بعض النصارى أن القرآن أخطأ هنا في فهم عقيدة المسيحيين أو أنه تحدث عن ثالوث مهرطقين ، ومن ذلك قول أحدهم :
اتسأل هنا هل الة القرأن يتحدث عن العقيدة المسيحية ام عن عقيدة اخرى هل هذا ايماننا؟
هل كان الة القرأن يجهل العقيدة المسيحية؟!
- أولاً : القرآن هنا لا يتحدث عن ثالوث ، ومن زعم فعليه بالدليل من الكتاب أو السنة ..
- ثانياً : نعم المسيحيين يؤلهون العذراء ، فالكاثوليك – أكبر طائفة مسيحية- تألهها :
يقول "الأنبا غريغوريس" في كتابه كتاب "العذراء مريم ، حياتها ، رموزها والقابها ، فضائلها ، تكريمها" صفحة 129 :
وتؤكد موسوعة الخادم القبطي تأليهها في الكاثوليكية :
(الكنيسة الكاثوليكية تؤله العذراء مريم وتقول أنها صعدت حية إلى السماء وتصنع لها التماثيل في كنيستهم كما يصلون للعذراء مريم ويعتقدون في الثالوث المريمي والحبل بلا دنس مثل المسيح له المجد)
= الجانب التاريخي :
لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نستعرض شيئاً من تاريخ معرفة العرب للمسيحية ودخولها إلى بلدانهم :
- يقول المؤرخ المسيحي "الأب جرجس داؤود" :
- ويذكر لنا المؤرخ المسيحي "لويس شيخو" 6 أسباب لإنتشار المسيحية مبكراً في بلاد العرب في كتابه "النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية" ولكثرة الشواهد وطولها ، ولأهمية الكتاب في إثبات المسيحية عند العرب أنصح بتحميله وقراءته ( من هنا )
ويقول الدكتور "سميح دغيم" :
وتلخص لنا الباحثة "نهى زعرب قعوار" - حاصلة على اللقب الاول في علوم اللاهوت والفلسفة وعلم النفس - ذلك في كتابها (تاريخ الناصرة، مسيرة عبرالعصور) بالقول :
(إن أول من آمن بالمسيحية وأول من اعتنقها في تاريخ الشعوب هم العرب في الجزيرة العربية ...)
وكثيراً ما نسمع النصارى يزعمون بأن أهل تلك النصرانية في البلاد العربية كان نسطوريين ويعقوبيين و... ، وهؤلاء هراطقة - في زعمهم -
وهذا صحيح ، ولكن متى تشوهت المسيحية بتلك الهرطقات في البلاد العربية ؟!
يجيبنا على ذلك "الأب لويس شيخو" :
ومن خلال استعراض كلام المؤرخين يتضح لنا أن العرب قد عرفت المسيحية في وقت مبكر جداً جداً - باتصالهم المباشر مع المسيح نفسه ، وبتبشير بولس وغيره - ومن ذلك الوقت وحتى منتصف القرن الخامس الميلادي (انتشار الهرطقات) كانت المسيحية موجودة ومعروفة لدى العرب ، وبالتالي لابد أن العرب عرفت هذا الدين ومن يعتنقه باسم ما - في لسانهم العربي – خلال تلك المدة ، ولا أظن عاقل يشك في هذا ..
وعلى من يزعم أنهم عرفوا عند العرب باسم مسيحيين أن يقدم لنا نصوص– شعر أو نحوه – من العصر الجاهلي أو من العصر النبوي أو حتى من العصر الأموي أو من العصر العباسي .. ذكر فيها لفظ (مسيحي – مسيحيين ) في إشارة لهم وهذا حتى نسلم له بأنهم عرفوا – مسيحيين – بينما عرف أهل الهرطقات باسم نصارى ، وإن لم يجد فليثبت لنا أن ديانتهم والمنتمين لها كانوا بلا اسم عند العرب خلال تلك القرون !!!!
فهل يستطيع أي متشدق بقول "مسيحيين ولسنا نصارى" أن يثبت لنا أي من ذلك؟
المفضلات