نبدأ الكلام بالحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أولا :الحديث في مسند الإمام أحمد بسند صحيح كله ثقات لا مغمز فيه وقد قال محققوه إسناده صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...41&postcount=2
ثايناً : القول في نقض المتن من حيث قول معاوية في آخر الحديث :
" وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم "
حيث قال احدهم :
أخى الفاضل روى البخارى ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى عبدالله بن أبي بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه ولم يغن عنه ذلك كله من الله شيئا
فنص الحديث هو
حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا حريز عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن معاوية قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه أو قال شفته يعني الحسن بن علي صلوات الله عليه وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمعلوم أن كلمة وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هى كلمة غير صحيحة لايمكن أن يقولها معاوية رضى الله عنه وإلا لحرم الله النار على زوجة لوط وزوجة نوح عليهما السلام
هذا هو الإشكال الأول في المتن
لو جئنا لنقاشه سنجد :
1) قول " ونفث عليه من ريقه " ليس فيها مص اللسان أو حتى التقبيل
2) قولهم زوجة لوط وزوجة نوح عليهما السلام أن الزواج يمكن أن يكون فيه مص وتقبيل ولم يغنى عنهم ذلك لكن قول معاوية خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال " وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل " رسول " نكره للشمول ولكن حدد وخصص
3) هذا من قول معاوية وليس قول الرسول يعنى ليس بتشريع ويمكن ان يكون إجتهاد شخصى من معاوية
4) إن قلنا أنه تشريع يمكن أن يقال : إن ما ذكره معاوية رضي الله عنه من عدم تعذيب من كان كذلك إنما يكون مع توافر شروط أخرى كالتوحيد مثلاً ويكون قوله مقيدا وتقيده في الآية الكريمة :
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)
النساء آية 48 فتكون الآية مقيدة للفظ في الحديث فلا يدخل مشرك النار حتى يَلِجَ الْجَمَلُ (وهو الحبل السميك) فِي سَمِّ الْخِيَاطِ كما قي آية الأعراف آية 40
ومعلوم أن النص يمكن أن يقيض نص آخر فلا حرج في ذلك
فإن وضح لنا ذلك يزول الالتباس على متن الحدث خصوصاً أن سنده صحيح ويمكن الجمع بين الحديثين
أما من جعل تفرد أحمد به قدحاً فيه فلا يقدح في الحديث تفرده به لإن هناك أحاديث تفرد بها البخاري أو مسلم لا يوجد مشكلة فيها مادامت صحيحة
بهذا يتبقى الحديث الذي هو في الطبراني وهو الحديث المطول :
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بن سَلْمَانَ الْمَازِنِيُّ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بن إِسْحَاقَ بن كَعْبِ بن عُجْرَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بن أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :
أَنَّ مَرْوَانَ بن الْحَكَمِ أَتَى أَبَا هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ...... فَأَنَا لا أُحِبُّ هَذَيْنِ وَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟.
وعله سنده إِسْحَاقَ بن أَبِي حَبِيبَةَ
من هو إِسْحَاقَ بن أَبِي حَبِيبَةَ ؟
ما ذكر في الحديث أنه إسْحَاقَ بن أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لكنه ليس مولى رسول الله بل هو مولى رباح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم" كما في سند حديث آخر في " الشريعة للآجري " برقم 1593 وهو عن ابو هريرة أيضاً وقصة بين مروان وأبو هريرة أيضا
المهم والصحيح أنه مولى رباح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس مولى رسول الله صلى الله عليه حيث ذكر د. بسام الغانم
فيه إِسْحَاقَ بن أَبِي حَبِيبَةَ ، وهو مولى رباح ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/384/1227) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/218/747) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، ونقل عن أبيه أبو حاتم أنه قال : (روى عن أبى هريرة شبيها بالمرسل) ، وذكره ابن حبان في الثقات (4/25/1678) ، فهو مجهول الحال ، وهناك شك في سماعه من أبي هريرة رضي الله عنه ، لذا يكون هذا الإسناد ضعيفا والله أعلم
.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...039#post474039
يعنى
1) إسْحَاقَ بن أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى رباح مولى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس مولى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما ذُكر في سند هذا الحديث
2) إسْحَاقَ بن أَبِي حَبِيبَةَ مجهول الحال
3) إسْحَاقَ بن أَبِي حَبِيبَةَ لم يثبت سماعه من أبو هريرة
فيكون الإسناد ضعيفاً كما ذكر د. بسام الغانم
ثالثاً : الشبهة نفسها وهو الإشكال الثاني في المتن
وردها يكفى فيه أنه :
1) كان طفل رضيع
2) أن المقصود بمص لسان الحسن التقبيل لا أكثر لإن الطفل الصغير تقبيله من فمه كأنه مص للسانه
3) هذا وصف معاوية للحدث للتوضيح على شده حب الرسول لحفيده وكثرة التقبيل وهو أمر عادى للجد أن يحب حفيده ويقبله خصوصاً إذا كان رضيعاً
ويكفى في هذا السياق رد ملتقى أهل الحديث ذكر في المشاركة الأولى
والله المستعان
«« توقيع mahmoud000000 »»
المفضلات