المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام

النتائج 1 إلى 10 من 27

الموضوع: المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    11:14 PM
    المشاركات
    374

    افتراضي المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام

    فى الرد على كتاب القمص مرقس عزيز خليل رعن كنيسة القديسة مريم ، والشهيدة دميانة ، والكنيسة المعلقة
    تمهيد

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على معلم البشرية الأدب والأمانة وحسن الخلق: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
    أما بعد ..
    إن الصدق فى القول والعمل هو نوع من أنواع العدل، الذى أمر الله تعالى به، وحث عليه ولو كان ذلك على أقرب الناس وأحبهم إلىّ. فقال الله تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) الأنعام 152
    وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ.) النساء 132
    وقال جل جلاله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ) النساء 58
    وقال تبارك اسمه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ ، وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ. اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى. وَاتَّقُواْ اللّهَ. إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة 8
    وقال تقدست صفاته: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) المائدة 42
    وقال جل شأنه: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل 90
    يقول موقع صناع الحياة للأستاذ عمر خالد إن العدل قيمة تشمل جميع مناحي الحياة. وإنه شهادة التاريخ على سلامة المجتمعات والكيانات والأمم. إنه الأمن حين تضطرب الموازين والمعايير. وإنه الحارس الذي يحول دون دمار النفوس، وخراب العمران. هو قوام الدنيا والدين. وسبب صلاح العباد والبلاد. يحكم الأقوال والأفعال ويصلح الأجساد والأبدان. به قامت السماوات والأرض. وتآلفت به الضمائر والقلوب. والتأمت به الأمم والشعوب. وغمر الناس بالتناصف والتعاطف. وضمهم بالتواصل والتجانس. إنه القسطاس المستقيم لكل شيء وكل فرد. لا تميل كفته. ولا يختل ميزانه. ولا يضطرب مقياسه. هو صفة الله تعالى. وميزانه في الأكوان.
    وحذَّرَ الله أن كل عدل أو ظلم ، وكل صغيرة وكبيرة سيجدها المرء فى سجل أعماله فى الآخرة ، وسوف يُحاسب عليها: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) الكهف 49
    وحرَّم الله الظلم على نفسه ، فقال في الحديث القدسي: (يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا) رواه مسلم.
    وعن جابر أن رسول الله  قال: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم.
    بل جعل الظلم لازمة من اللوازم المصاحبة للكفر، فقال: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة: 254 ، وبيَّن أن أعظم أنواع الظلم هو الكذب على الله والشرك به، فقال: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان: 13 ، فكأنما يقول إن الظلم نوع من أنواع الشرك.
    إن العدل فى القول والعمل لفضيلة يرفع الله بها العادلين في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فهو سياج الاطمئنان والاستقرار بين الأفراد والجماعات، ثم إن الأمة لا تُحترم ولا يكتب لها الخلود، ولا تحتل مكانتها اللائقة بها بين الأمم الراقية، إلا بقدر ما يتحقق فيها من العدل ، فعندما يدعو الإسلام إلى العدل ويأمر به كما جاء ذلك في قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) ، فإن ذلك يعد في الوقت نفسه دعوة إلى حرية الإنسان وكرامته، وتأكيد حقوقه الإنسانية العامة لذلك يعد الكفاح من أجل رفع الظلم عن المظلومين وتحقيق العدل بين الناس من الواجبات الإنسانية والدينية على السواء.
    فالإنسان إذن مسئول مسئولية دينية وأخلاقية عن إقامة العدل الذى هو أساس العمران في هذا الوجود وهذا يعني ضرورة التغلب على نوازع الهوى، وتغليب جانب العقل. ولا سيما إن كان هذا الإنسان الذى يُنتظر منه العدل والصدق رجلاً عرف عنه الأخلاق أو الدين.
    فمهما كان دينه ، ومهما كانت عقائده ، إن مقاومة الظلم لا تقتصر فقط على المجتمعات الإسلامية، فهي على العكس من ذلك خصيصة إنسانية تتجاوز الحدود الدينية والثقافية بين بني البشر. وفي هذا الصدد يجدر بنا أن نشير إلى أن المفهوم الإسلامي للعدل لا يتعارض مع مثيله في الحضارات السابقة في الشرق والغرب. ويأمر الرب ، ويعلم الرسل ، وتنادى الفضيلة ، وتصيح الإنسانية ، ويصرخ العدل أنه على كل إنسان فى الحياة أن يقاوم الكذب فى نفسه أولاً ثم مع الآخرين ، ويعدل مع نفسه والآخرين.
    وكان عيسى  من الصادقين فقد شهد له الناس بقولهم: (يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.) متى 22: 16
    وطالب اليهود أن يكونوا من الصادقين فى نفوسهم أولاً: (وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟) لوقا 12: 57
    وبذلك من اتبع هذا الحق عاش حراً وخرج من ربقة الشيطان: (وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.) يوحنا 8: 32 ، (فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.) يوحنا 8: 36
    يتناول هذا الكتاب الرد على القمص زكريا بطرس وأقواله بشأن المرأة ، والتى نقلها من موقعه على النت القمص مرقس عزيز خليل فى كتاب أسماه (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام). لذلك جاء الرد عليهما معاً.
    وقد اتبعتُ فيه قراءة النصوص والآراء التى أوردها لينال من الإسلام فى المقام الأول ، ومكانة المرأة المسلمة بعد ذلك ، وليصد جموع الداخلين والداخلات فى الإسلام من ناحية، ويرد المسلمات والمسلمين عن دينهم إن استطاع ، ورددت على كل فقرة أو كل حديث أورده أو آية فهمها خطأً بما يحقق له النيل من الإسلام، لينتصر لدينه. وتركت آراءه التى لا علاقة لها بالكتاب المقدس أو بالإسلام.
    فمثلاً أورد ص174 وما قبلها حكايات عن نساء جديرات بالاعتبار ، فواحدة تسترت على فضائح زوجها ، وأخرى قدمت تضحيات حتى الموت ، وغيرها زوجة إنجليزية فضلت أن تموت حرقاً مع زوجها القعيد بعد أن فشلت فى إنقاذه. فهذا تصرُّف شخصى غير نابع من الدين، وقد تكون التربية هى العامل المساعد فى هذا الشرف الذى يُلحق بهن، أو الحب، أو الظروف والملابسات التى تحيط بموضوع القضية. والتاريخ ملىء بمثل هذه وتضحياتهن. بل إنك إذا نظرت فى بيت معظم المسلمين والمسيحيين لوجدت قصص بطولة وتضحية تقوم بها الأم من أجل زوجها وأولادها. ولا أجد لهذا شرف فى المسيحية أو فى الإسلام.
    وستجدنى أتخذ الموضوعية فى ردى عليه ما استطعت، فلا ألومه إلا لتحامله أو لتفريطه فى فهم شىء واضح للعيان ، أو بتر نص عن سياقه ، أو لقلة علمه فى مسألة بديهية فى دينه ، أو موضوع البحث الذى يتناوله هو.
    اكتشف الرب أن ما عمله حسن:
    بدأ القمص مرقس كتابه كالمعتاد بالإعتراف بتجسد يسوع ليُنهى فقرته الأولى (ص 5) بأن خلْق حواء كان عملاً حسناً غيَّرَ العالم من حسن إلى أحسن ، واستشهد بقول سفر التكوين (31وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً.) تكوين 1: 31 ، ثم قال بعد استشهاده: “وهذا يعنى بعد خلقة حواء تحول هذا الشىء غير الحسن إلى حسن جداً”. هذا على الرغم من قوله ص49 “وهذا مستفاد أيضاً من قول الكتاب أن الله خلقها فى صورته ومثاله قبلما شوهتها الخطية”.
    فأى عالم غيَّره خلق حواء؟ هل غيَّر عالم الجنة من “غير الحسن إلى حسن جداً”؟ وكيف كانت الجنة وهى النعيم المقيم غير حسنة؟ ولماذا سمَّاها الرب إذاً جنة؟ ولمن خلقها بهذه الصورة غير الحسنة؟ وهل خلقها الرب بهذه الصورة غير الحسنة للمؤمنين أم للكافرين؟ ولماذا حسَّنها بعد خلق حواء إذا كان قد علم بعلمه الأزلى خيانة حواء وأكلها من الشجرة؟ وكيف علم القمص بذلك؟ وهل كان يوجد فى الجنة عالم آدم وحواء شىء غير حسن؟
    عزيزى القمص: اعذرنى أنت تتكلم كلمات إنشائية بدون علم قد تعودت عليها فى خطبك. كتاب الدين يستند دائماً إلى قال الله أو قال رسوله أو قال أحد الصحابة أو التابعين وتكون أقوالهم مطابقة لكلام الله. فأين هذا فى كلامك؟
    وهنا أخطأت أنت عزيزى القمص مرقس لأن هذا الكلام قيل فى حق المخلوقات التى خلقها الله ومنهم آدم فقط ، فلم تكن حواء قد خلقت بالمرة ، فقد جاء خلق حواء فى تكوين 2: 21-22 (21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.) ، ولو نظرت إلى باقى الإصحاح فلن تجد مثل هذا القول الذى قاله الكتاب فى حق الخلق وآدم.
    والعكس هو الصحيح ، فقد حقَّر آدم حواء عند سؤال الرب له عن أكله من الشجرة المحرمة ، فقال: («الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12 ، وبالتالى حكم إله المحبة بالعذاب الأبدى على آدم وحواء وذريتهما ، فقال: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19
    وعلى ذلك فحب المرأة لزوجها هو من عذاب الله لها، وحبلها وولادتها واشتياقها لزوجها يُذكِّر المؤمنين بقدسية هذا الكتاب بأن كل هذا من العذاب الأبدى لإله المحبة، الذى فرضه على المرأة.
    وبعد أن أكلت من الشجرة واقترفت الخطيئة حواء التى كانت رائعة الجمال كما يقول القمص ص49 ، فقدت هذا الجمال وتحوَّل إلى قبح لأن الخطية شوهتها. ومعنى هذا أن الرب شوهها وكانت عقوبتها أبدية ، مثل اشتياقها لزوجها وآلامها أثناء الحمل والولادة. فهل هذا تضيفه من باب إكرام الرب للمرأة؟ ألا تعترف بذلك أن الرب فى كتابك وفى فهمكم قد حقَّرَ المرأة وانتقم منها انتقام مازال باقياً للآن حتى بعد تجسد الإله وإعدامه؟
    وياليت الموضوع انتهى إلى هذا الحد ، بل جعل لعنته الأبدية عليهما وذريتهما ، ولم يغفر هذا الذنب حتى أرسل ابنه متجسداً دون رحمة أو شفقة ليُهان ويُقتل بسبب هذه الخطيئة ، كما قال بولس عنه. وهذا على إيمان البروتستانت والكاثوليك.
    (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
    أما الأرثوذكس ومنهم القمص مرقس ، فيروا أن الرب بنفسه تجسَّدَ ، ومات على الصليب بلاهوته وناسوته وروحه القدس الذين لا ينفصلون طرفة عين.
    (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
    (6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ.10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 6-14
    (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 18-19
    إذاً كان كل هذا بسبب خطيئة المرأة، فلم يعترف الرب أن الرجل يُخطىء، على الرغم من اعتراف آدم أنه أكل مع حواء من الشجرة. فلم تُخدع إلا حواء ، فهى صديقة الشيطان ، وأداته لإفساد البشرية ، أما الرجل فهو معصوم ، وضحية المرأة: (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
    ومن فرط كرهكم للمرأة جعلتموها سبب الخطيئة الأزلية ، وسبب شقاء البشرية، وسبب إهانة الرب، والاستهزاء به ، وسبب آلامه وإعدامه صلباً: (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فَحَصَلَت فِى التَّعَدِّى) تيموثاوس الأولى 2: 14
    وكان هذا موقف رجال الكنيسة من بعد ، الأمر الذى جعل الكنيسة تعارض حتى استخدام التخدير فى حالات الوضع عام 1847م، لأن هذا مخالف لأوامر إله المحبة، الذى أمر أن تتعب وتتوجع من الولادة ، فقال: (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) تكوين 3: 13 ، فكأن لسان حالهم يقول: كيف نرحم النساء من الألم ، طالما أن الرب لم يرحمها وقرر أن تتألم أثناء الولادة؟ فعلينا إذن أن نساعد الرب فى انتقامه من النساء وأن ننتقم منهن لأنهن سبب طردنا من الجنة!!
    لذلك قال لوثر الذى جعل النساء منبوذات قسراً فى وحشية، ومنفيات من عالم الرجال، والذى يرى فى الزواج عقاباً للمرأة: (إن هذا العقاب ينبع أيضاً من الخطيئة الأصلية ، وتتحمله المرأة مُكرَهة تماماً ، كما تتحمل الآلام والمتاعب التى وضعت على جسدها. إن السلطة تبقى فى يد الرجل ، وتُجبَر المرأة على طاعته حسب وصية الله. فالرجل هو الذى يحكم البيت والدولة ، ويشن الحرب ، ويدافع عن ممتلكاته، ويفلح الأرض، ويبنى، ويزرع .. الخ. أما المرأة فعلى العكس من ذلك، فهى مثل مسمار يدق فى الحائط . .. .. يجب أن تبقى المرأة فى المنزل ، ترعى الحاجات المنزلية، مثل انسان حُرِمَ القدرة على إدارة تلك الشئون، التى تختص بالدولة .. .. بهذه الطريقة تعاقب حواء)
    (ونص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)
    وفى عام 1567 م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.
    و(ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
    لذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
    وكان (القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 قد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، وهذا كرم من القانون إذ اشترط موافقتها على أن تصبح عبدة ذليلة بعد أن كانت امرأة حرة.
    وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931 م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805 م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)
    (وجاء فى مجلة "حضارة الإسلام" السنة الثانية صفحة 1078: حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لآخر على أقساط ، فلما امتنع المشترى عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع.)
    وحتى عفاف المرأة وتحشمها فهو عقوبة من الرب لأنها ليست صورة الله ومجده كالرجل! فقد قرر الكتاب أن تغطى المرأة شعرها لأنها ليست مجد الله مثل الرجل: (الرَّجُلَ عَلَيْهِ أَلاَّ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ، بِاعْتِبَارِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8 فَإِنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُؤْخَذْ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ أُخِذَتْ مِنَ الرَّجُلِ؛ 9وَالرَّجُلُ لَمْ يُوجَدْ لأَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ وُجِدَتْ لأَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7
    ونفس الفكرة تكررت فى سفر التكوين، وفيها نسب الأولاد لله، أما البنات فنسبهم للناس: (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.) تكوين 6: 1-2
    ولم يوجه الإسلام إلى المرأة مثل هذا العقاب بالتعب فى الحمل والولادة والإشتياق للزوج، الذى نراه فى التوراة ، فقد اعتبر أن كلاً من الاثنين قد أخطأ ، واعتبر المسئول عن هذا الخطأ هو آدم ، لذلك لمَّا أفردَ القرآن اللوم ، وجهه إلى آدم وحده: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى * فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) طه 115-122
    وقال: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة 37
    واعتبر آلام الحمل والولادة للمرأة سبباً فى أن يرفع حسن صحابة المرء لأمه 300 ضعف الرجل: عن أبى هريرة: (‏جَاءَ ‏رَجُلٌ ‏إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.) البخارى برقم 5514
    اقرأ عزيزى القمص قول الله تعالى فى القرآن: بشأن الزواج وبشأن النساء ووصاياه تجاههن. فقد رغَّب فى الزواج ، وحسن معاملة النساء ، والتمتع بهن. فقد جعل المرأة رحمةَ من الله مثل الصحة والثراء والعفو والجنة ونعيمها ، وهى هبةً يمنُّ بها على الرجل:
    قال رسول الله  عن خديجة رضى الله عنها: (إنى رزقت حبها) [مسلم برقم 114]. فقد اعتبر  حبه لخديجة رزقاً من عند الله ، وكان يحافظ عليه ووفيًّا له حتى بعد موتها. حتى غارت السيدة عائشة رضى الله عنها منها وقالت: (ما غرت على أحد من نساء النبى  ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ولكن كان النبى  يكثر ذكرها. [وفى رواية رقم 115: لكثرة ذكره إياها وثنائه عليها] وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها فى صدائق خديجة. فربما قلت له: كأنه لم يكن فى الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: إنها كانت وكانت ، وكان منها ولد). [البخارى ومسلم برقم 116]
    وقال  لعائشة عن خديجة رضى الله عنهما: (ما بدلنى الله خيرا منها) [البخارى ومسلم برقم 118]
    وعندما زارته  امرأة عجوز كانت تزور خديجة رضى الله عنها أيام حياتها سأل عن أحولها ، وعندما خرجت قالت له عائشة رضى الله عنها: (يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال! فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان.) [الحاكم برقم 119]
    فقد جعل المرأة من أسباب سكينة الرجل، وجعل بين الزوجين مودة ورحمة تستحق شكر الله على هذه النعمة. فقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم: 21
    فقارن هذا بقول الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص: (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
    وقارن هذا برفض الكنيسة عام 1847م تخدير المرأة أثناء عملية الولادة لاعتقادها أن هذا من أوامر الرب.
    وأمر القرآن بحسن معاشرتهن: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء: 19
    فقارن هذا بقول البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
    وقال القرآن: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ) ص: 41-43
    وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).
    وأمر القرآن بالاستمتاع بالزوجة من مكان إخراج الولد بأى كيفية كانت: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة: 223
    وقال رسول الله : (خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية [المطاوعة] إذا اتقين الله) رواه البيهقى برقم 178 عن أبى أُذينة.
    فأين هذا من قول الكتاب الذى تقدسه: (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً)؟ تكوين 3: 13
    وأباح استمتاع الزوجين ببعضهما البعض فى ليلة الصيام دون نهاره: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ .. ..) البقرة: 187
    فقارن هذا بما قاله القديس أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
    وقارن هذا بقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)
    وبقول نيتشه الفيلسوف المسيحى المتعصب لمسيحيته: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
    ثم اقرأ ما قاله أنس بن مالك ، قال: .. .. فرأيت النبى  يُحوِّى [أى يجعل لها حاوية تُدار حول سنام البعير للجلوس عليه] لها [أى لصفية] وراءه بعباءة ، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب. (البخارى 173)
    بأبى أنت وأمى وأهلى والناس أجمعين يا رسول الله ، يا معلم البشرية الأدب والتواضع وكيفية حب الإنسان لزوجته ، وكيفية حُسن المعاملة المرأة. إن أخلاقه هذه بحق لأخلاق الفرسان ، أخلاق ال Gentleman ، أخلاق الرسل.
    وقارن هذا بإرسال الرب ملاكه ليسب امرأة ويقول عنها إنها الشر بعينه: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
    انظر لقول الله تعالى عن كيفية معاملة المسلم لوالديه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الإسراء 23-24
    اقرأ رحمة الرسول  بالمرأة:
    عن عائشة قالت: قال رسول الله : “إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرجوع إلى أهله ، فإنه أعظم لأجره”. [رواه الحاكم برقم 156]
    وعن ابن عباس – رضى الله عنهما – قال: .. .. .. “قال رجل: يا رسول الله ، إنى أريد أن أخرج فى جيش كذا وكذا وامرأتى تريد الحج. فقال: اخرج معها”. [رواه البخارى ومسلم برقم 157]
    وحض رسول الله  الرجل للإنفاق على زوجته ، بل وتدليلها بوضع الطعام فى فمها: “.. .. وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة ، حتى اللقمة ترفعها إلى فى امرأتك”. [رواه البخارى ومسلم 153]
    وجعل خير الناس هم خيارهم لزوجاتهم ، فقال : “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى”. أى لزوجته [رواه ابن ماجه برقم 152]
    ‏اقرأ كيف رفض الرسول  أن يبايع رجلاً على الإسلام أبكى والديه المشركين: (عن ‏عبد الله بن عمرو ‏قال ‏‏جاء رجل إلى النبى‏ ‏‏ ‏فقال جئت لأبايعك وتركت أبوى يبكيان قال‏ ‏فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما وأبى أن يبايعه”. [مسند أحمد برقم 6539]
    والآن قارن هذا بما نُسبَ ليسوع أنه انتهر أمه فى عرس قانا: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
    وقارن هذا بأمره بتفضيل الرجل الذى يخصى نفسه ، هاضماً بذلك حق المرأة فى التمتع الجنسى بزوجها وراحة البال والنفس: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ) متى 19: 12 ، أليس هذا الأمر فيه مهانة للمرأة؟ أليس هذا من شأنه انتشار السحاق (الشذوذ الجنسى بين النساء)؟
    وأكتفى بهذا القدر مؤقتاً فى الرد على النقطة الأولى من ص 5 من كتابك (المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام).

    نقطة النقص الوحيدة التى عملها الرب:
    أما قولك فى نفس الصفحة (رقم 5) ("رأى الله أنه ليس حسناً أن يكون آدم وحده". وكانت هذه هى نقطة النقص الوحيدة فى الخليقة وكمل الله هذا النقص وخلق حواء).
    فهذا يعنى البداء ، أى عَلِمَ الله شيئاً كان يجهله ، أو بدا له شيئاً لم يكن ظاهراً له من قبل. وهذا كفر بيِّن ، ونفى لعلم الله الأزلى ، واعتراف بجهل الرب فى لحظات معينة. ولك عزيزى القارىء أن تتخيل أن رجل الدين القمص مرقس عزيز ينسب إلى الله العليم النقص والجهل والعشوائية فى خلقه وفى عمله!!
    وهذا ما نسبه الكتاب الذى يقدسه القمص مرقس عزيز للرب الذى يعبدونه ، فقد نسبوا إليه كل صفات النقص والعجز ، بل والصفات المشينة من السرقة والإرهاب والقتل الجماعى وغيره:
    فها هو الرب يُفاجأ بعصيان الإنسان له فيحزن ويعتصره الندم: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 6-7
    وأيضاً (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14
    وأيضاً (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
    واتهموا إله المحبة أنه زعيم عصابة ، ونسبوا له سرقة بنى إسرائيل لحلى المصريين: فهل تصدق عزيزى القمص أن الرب إله المحبة يفعل هذا؟ هل علمت فى حياتك هذا النص فى قاعات الكنيسة؟ (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22 ، (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
    ونسبوا إلى إله المحبة أمره بالتصفية الجسدية لكل مدينة يحاربها بنو إسرائيل ويتمكنوا منها: (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي») صموئيل الأول15: 3-11
    هكذا ندم الرب ذو العلم الأزلى عندما فوجىء بما حدث من شاول ، أنه عفا عن أجاج وعن الجيِّد من الغنم والبقر والحملان والخراف!!! ولم يندم مطلقاً على قتل النساء اللاتى تدافع عنهن عزيزى القمص ، وتدعى أن الرب فى الكتاب الذى تقدسه يدافع عنهن!! ولم يندم الرب على قتل الأطفال أو الرضّع!! فكيف ولماذا وصفتموه بإله المحبة؟
    وأنه لعن أليشَعَ أطفالاً ، فاستجاب الرب له ، فيسلط عليهم دُبتان تأكلهم: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24 ، هكذا قتل الرب 42 طفلاً باسم المحبة!!
    ونسبوا إليه الأمر بأن تقطع كل شجرة طيبة، وردم كل بئر مياه صالحة للشرب: (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوك الثانى3: 19
    ونسبوا إليه الأمر بقتل كل شىء حى فى المدينة بإحراقها: (8وَيَكُونُ عِنْدَ أَخْذِكُمُ الْمَدِينَةَ أَنَّكُمْ تُضْرِمُونَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. كَقَوْلِ الرَّبِّ تَفْعَلُونَ. انْظُرُوا. قَدْ أَوْصَيْتُكُمْ».) يشوع 8: 8
    ونسبوا إليه أنه قتل 50070 نفساً فقط لأنهم نظروا تابوت الرب: (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.) صموئيل الأول 6: 19
    واتهموه صراحة بالقسوة وعدم الشفقة ، ولا أعرف من أين جاءت كلمة الله محبة التى ترددونها؟ (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ) رومية 8: 31-33
    بل لعنوه: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13

    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة abubakr_3 ; 10-05-2006 الساعة 07:10 PM

    «« توقيع abubakr_3 »»

المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مكانة المرأة في اليهودية والمسيحية - د. محمد عمارة
    بواسطة the truth في المنتدى مكتبة الفرقان الصوتية والمرئية النصرانية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-11-2011, 07:31 PM
  2. الحكمة بأن دين الإسلام جاء بعد اليهودية والمسيحية
    بواسطة ali9 في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-02-2008, 09:24 PM
  3. الله فى اليهودية والمسيحية
    بواسطة ali9 في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-11-2007, 02:32 AM
  4. الإسلام كان أول الأديان قبل اليهودية والمسيحية
    بواسطة ali9 في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-09-2007, 02:38 PM
  5. الله بين اليهودية والمسيحية والإسلام
    بواسطة abubakr_3 في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 30-03-2006, 06:43 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام

المرأة فى اليهودية والمسيحية والإسلام