بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي جميع المرسلين وعلي نبينا الامي الامين وعلي ازواجه وذريته واصحابه الطيبين وعلي من تبعه باحسان الي يوم الدين , امين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
________
الرد علي ايات الجهاد (والتي يسميها اعداء الله الجاهلين ايات القتال )
وقد قال رسول الله-مبينًا الغرض الأساسي من بعثته النبوية السامية-: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[1]، ومكارم الأخلاق هذه هي الأساس في حفظ حقوق الآخرين، وعدم الاعتداء، وسلامة المجتمع، ومن ثم التقليل من الخسائر بما يضمن للآخرين التعايش بالصورة الإنسانية الصحيحة.
وفي الحرب ضرب الرسولُ الكريمأروعَ المثل على الرحمة والعدل والتفضل ومراعاة أعلى آدابها الإنسانية؛ ففي قتاله لا يَغدر ولا يفسد ولا يَقتل امرأة أو شيخًا أو طفلا، ولا يَتبع مُدبرا، ولا يُجهز على جريح، ولا يُمثِل بقتيل، ولا يسيء إلى أسير، ولا يلطم وجها، ولا يتعرض لمسالم.
فمن وصايا النبيلأمراء السرايا والجيوش:
فعن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول اللهإذا أمّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله عز وجل وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: (اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغُلّوا[10] ولا تغدروا)[11].
ويقول: (إن الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال: هذه غَدْرة فلان بن فلان)[12].
وقال: (لكل غادرٍ لواء يوم القيامة يُعرف به)[13].
وقد رأى الرسولفي إحدى الغزوات (غزوة حنين) امرأة مقتولة فغضب وقال: (ما كانت هذه تُقاتِل)[16].
ولا شك في أن النهي عن قتل الضعفاء، أو الذين لم يشاركوا في القتال، كالرهبان، والنساء، والشيوخ، والأطفال، أو الذين أجبروا على القتال، كالفلاحين، والأجراء (العمال) شيء تفرد به الإسلام في تاريخ الحروب في العالم، فما عهد قبل الإسلام ولا بعده حتى اليوم مثل هذا التشريع الفريد المليء بالرحمة والإنسانية، فلقد كان من المعهود والمسلّم به عند جميع الشعوب أن الحروب تبيح للأمة المحاربة قتل جميع فئات الشعب من أعدائها المحاربين بلا استثناء[17].
فحياة الإنسان لدى النبي الكريممصونة لا يجوز التعرض لها بالترويع أو الضرب أو السجن أو الجلد[18] أو المثلة والتشويه.
فعلى أساس احترام النفس الإنسانية كان الرسوليربي أصحابه[19].
والرسوليوفي بالعهود والوعود التي يقطعها على نفسه، ويشدد على نفسه إلى أقصى مدى حقنا للدماء.
وما أروعَ قولَ الرسوليوم الحديبية: "والله لا تدْعوني قريشٌ إلى خُطَّة توصل بها الأرحام، وتعظم فيها الحُرُمات إلا أعطيتهم إياها"[20].
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] رواه أحمد في مسنده (9187).
[10] لا تغلوا: أي؛ لا تخونوا في الغنيمة.
[11] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (1731).
[12] البخاري (4/72) ومسلم (3/1360).
[13] انظر: سنن البيهقي (9/231).
[14] ويعني بالعسيف الأجير من العمال، كعمال الطرق والفلاحين والعمال المدنيين والعاملين في المستشفيات والمرافق العامة ما داموا بعيدين عن ميادين القتال.
[15] مسند أحمد (1/300).
[16] رواه أحمد (5959).
[17] انظر: مصطفى السباعي: السيرة النبوية، دروس وعبر، ط1، دار السلام، 1998، ص 86.
[18] عبد العزيز الخياط: حقوق الإنسان والتمييز العنصري، دار السلام، ط1، 1989 / 1410 هـ ص 22.
[19] محمد شديد: الجهاد في الإسلام، مؤسسة المطبوعات الحديثة، القاهرة، بدون، ص 122.
[20] أخرجه البخاري في الشروط، باب الشرط في الجهاد (1/187- 192).
__________________________________________________ ___________________
ومن وصايا أبى بكر الصديق ? لقائد جيشه: “لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له” وفى هذه الوصايا نهى صريح عن التمثيل بجثة أو تخريب للبيئة أو تدمير كل ما هو نافع للحياة.
ولما فتح عمرو بن العاص بيت المقدس وأصر أسقفها أن يحضر الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح المدينة بعد أن فرَّ جيش الرومان هارباً .. ذهب عمر استجابة لرغبة هذا الأسقف (سيفرنيوص) وذهب الى كنيسة القيامة – ولم يقتله ولم يبقر بطنه ولم يراهن على دلق أحشاءه بضربة سيف واحدة ولم يأكل لحوم أجسادهم كما فعل الصليبيون فى الممالك السورية وكما فعل الصرب فى مسلمى البوسنة والهرسك ، ولم يحرم المدينة ويقتل كل من فيها من إنسان أو حيوان كما يدعى الكتاب المقدس - .. .. وعندما حان وقت صلاة الظهر .. خرج عمر من الكنيسة وصلى خارجها حتى لا يتوهم المسلمون فيما بعد بصلاته فى الكنيسة حقاً يؤدى إلى طرد النصارى منها.
وكانت العهده العمريه كلاتي :-
أما الأسرى فكان رسول اللهيقوم بشئونهم بنفسه، ويتعهدهم ويرفق بهم، فكانت رحمته أسبق من غضبه، وحلمه وعفوه ورفقه أسبق من انتقامه؛ ذكر ابن كثير أنّ رسول الله
(أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأسرى، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء)[22]،
وقد نهى رسول اللهعن إلحاق الأذى بهم وحث على الرفق بالأسرى فقال: (استوصوا بالأسارى خيرًا)[23].
هذه الوصايا في (آداب الحرب) أسمى وأكمل وأبر وأرحم من كل ما يحتوي عليه تشريع البشر، ولا يدانيها ما وصلت إليه قواعد القانون الدولي الحديث عامة والقانون الدولي الإنساني خاصة[24]، هذه هي مناهج إمام الأخلاق الأول، وكلها جاءت محمدًاتسعى فكان أكمل الناس خُلُقا، وأزكاهم عملا، وأطهرهم نفسا، وأعطرهم سيرة.
______________
[22] تفسير ابن كثير (4/454).
[23] رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن كما في مجمع الزوائد (10007)، وذكر ابن هشام هذه الوصيّة في سيرته (سيرة ابن هشام 2/251).
[24] انظر: السيد مصطفي أحمد أبو الخير، نظرية الحرب بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي المعاصر، بحث مقدم للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في الكتاب والسنة، 1427هـ.
يتبع باذن الله تعالي
المفضلات