ويقول الاب بولس فغالي في الاعاقة التي حدثت في تسالونيكي: حنين الرسول إلى أهل تسالونيكي (2: 17- 20)
يحدّثنا بولس عن محاولاته التي باءت بالفشل، فلم يستطع أن يرى التسالونيكيين من جديد. فبعد أن هاجم اليهودَ، عاد إلى الوضع الذي ولّدته معارضتهم له ولأهل تسالونيكي. طُرد من المدينة فوجد نفسه كالأم وكالأب اللذين حُرما من أولادهما.
تبدأ آ 17 مع "أما" (دي). هناك معارضة بين عداء اليهود الذي تحمّل التسالونيكيون نتائجه، وتصرّف بولس في هذه المضايق. نقرأ "ابوفرانيزو" صار يتيماً. لفظة فريدة في العهد الجديد وتعني أيضاً الوالدين اللذين فقدا ولدهما. ونقرأ "بروس كايروس هوراس": لوقت لحظة. هي دمج بين اثنين: "بروس كايروس" لوقت محدّد (1 كور 7: 5؛ لو 8: 13). ثم "بروس هوران" للحظة (2 كور 7: 8؛ غل 2: 5؛ فلم 5). بهذه العبارة شدّد بولس على الوقت القصير الذي فيه دام الانفصال.
"أنا بولس" (آ 15). لا ينفصل بولس عن سلوانس وتيموتاوس. ولكنه يعارض التفاسير السيّئة التي أعطيت لسفره المفاجىء من تسالونيكي.
وإذ أراد بولس أن يثبت واقع مجهوده (الذي لم ينجح)، ليلتقي مجدّداً بالتسالونيكيين، سألهم إن كان من المعقول أن يتخلّى بإرادته عن كنيسة يجب أن يتعلّق بها. ففي مجيء ربنا في مجده، أهل تسالونيكي هم رجاؤه وفرحه وإكليل فخره..
في عبارة "ستافانوس كاوخيسيوس"، إكليل تمجيدنا. "كاوخيسيس" هي فعل الافتخار. لهذا نقول الليل الذي به نفتخر. إن فكرة الليل (التاج) الملكي التي صارت "شعبيّة" (كل انسان هو ملك. له تاج. له اكليل) انتقلت على المستوى الاسكاتولوجيّ واستعملت في مجموعة من الصور: الأبرار ينالون الاكليل في الدهر الآتي ويجلسون على العروش متوَّجين في المجد. وصورة الليل المرتبطة بمجيء الربّ، قد أعطت "باروسيا" (مجيء) معنى الدخول الفرِح للملك إلى المدينة. ففي تلك المناسبة يقدّمون للزائر العظيم إكليلاً من ذهب، ويزيّنون أبواب المدينة بقليل، ويُجعل على بعض المواطنين أكاليل. غير أن مفهوم "كاوخيسيس" (التمجيد، الافتخار) هو مفهوم بولسي مميّز، وهو يتأصّل في العهد القديم (السبعينية، أم 16: 31؛ حز 16: 12؛ 23: 42). ويلعب الليل دوراً مهماً في التقليد الجلياني (رؤ 2: 10؛ 3: 11؛ 4: 4...). وهكذا يكون بولس مرتبطاً بالعهد القديم والعالم اليهودي أكثر منه بالعالم الهلينيّ.
المفضلات