اكملت طريقي
كنت اراها كل يوم تزداد تيها
و يزداد ظلالها
و غرورها بذاتها
لم تعد تلك الفتاه الخجوله التي اعرفها
يالله .. سبحان مغير الاحوال
استدعتني في احد الايام مدرسة التربيه الاسلاميه
وهي مدرسه فاضله و داعيه عظيمه
و قالتلي : لاحظت ان لك علاقه مع فلانه ( تقصد صديقتي )
قلت لها : نعم هي صديقتي ايام الطفوله
قالت : والان ؟
قلت : افترقنا فكل منا له فكره الخاص
قالت : هل تعرفين عن افعالها
قلت : نعم ، وهل يخفى على احد ؟
قالت : لماذا لا تحاولي التقرب منها لربما تركت افعالها
ابتسمت ابتسامه ساخره
قلت : لم ادخر جهدا ً ، و لم ارى اي تغير بل زادت
اخبرتني انها ستحضر داعيه اسلاميه عظيمه نعرفها جميعا في بلدنا
لتلقي درس ديني في مسجد المدرسه
و تكون هي بين الطلاب المدعويين
بعد اسبوع واحد أقيم الدرس في المسجد
و كانت صديقتي بين الحضور
تستمع بكل انتباه
كنت اراقبها بشكل كبير اكثر من اهتمامي بالدرس
كانت منتبهه لما تقوله الداعيه
ومشدوده اليه
فرح قلبي بهذا فلربما تغيرت قليلا
لكن لا شيء
كان الصمت رفيقها
ولم تسأل الداعيه عن شيء
وهي المجلوبه لها خصيصا ً
لا زالت صديقتي تحمل شعار الصليب
وتقول انه حرف الـ T
ولم يكن امام مدرسة التربيه الاسلاميه خيار
سوى استدعاء والدتها
وفعلا تم ذلك
لقاء بين المدرسه و والدة صديقتي
و يا له من لقاء
لم يثمر منه شيء
تقول الام ان صديقتي فيها خصلة العناد
و ان ارادت الشيء فيجب ان يحدث او تقوم الدنيا
فكانت امها تسمح لها بشراء المجلات
بل و تشتري لها بنفسها
و غرفتها مليئه بصور المغنيين
حتى انك لا تكاد ترى لون حائطها من كثرة الصور
و تحادث الامريكان عبر التلفون
و تصادقهم
بل و تقابلهم
حتى استطاعوا تثبيت عقيدتهم في عقلها
و التشكيك في الاسلام
وهذا ما قالته لي صديقتي بنفسها
التي كانت تغضب كل الغضب ان مس احد الحضاره الغربيه بكلمة سوء
او تحدث عن النصارى بكلمة سوء
سمعتها تتخبط بكلامها يمينا ً و شمالا ً
احيانا أرى في اسألتها دهاء ً كبيرا
و احيانا ارى فيها سذاجه كبيره
أصبحت تجاهر في دينها الجديد
الذي أكاد أجزم انها لا تعرف عنه شيئا
تجاهر فيه بل و تدعو اليه
ولكن ما ان يكلمها شخص ذو سلطه
حتى تغير اقوالها تماما ً
و ان كلمناها نحن زميلاتها
اعلنت انها ترى في المسيحيه ما لا تراه في غيره
كانت جهود كل من حولها عظيمه لعودتها الى دينها
مدرساتها - نحن زميلاتها - والدتها المسكينه التي لا سلطه لها عليها
لكن لا فائده
انتهى العام الدراسي
عام مضى على عذاب قلب نقاسيه ونحن نرى تلك الطفله تضيع من بين ايدينا
و يا له من عام
بقيت ايام قليله على امتحانات نهاية العام
انشغلنا جميعا بالدراسه
وكدت انسى امرها الذي خرج عن سيطرتنا
بل كنت اشعر بالاشمئزاز كلما تذكرت صليبها المرسوم على بطاقتها تعلقه على صدرها بكل فخر
فاتناساه و ارجع لدراستي
ستكون لي عوده اخرى
المفضلات