بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على نبوءة عمانوئيل

"هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا" (متى 1/23) من نادى يسوع باسم عمانوئيل في العهد الجديد وهو باعتراف ملاك الرب وأمره ليوسف بأنه يدعى يسوع (متى 1/21) وليس عمانوئيل؟؟؟ وأين اسم عمانوئيل في نسب يسوع الذي صنعه متى أو لوقا ، و الأمر باختصار هاتوا لنا شخص واحد عاصر المسيح أطلق على المسيح اسم عمانوئيل ، ولو كان في الحلم حتى يمكن أن نصدق النبوءة و إلا تعتبر تلفيق من كاتب هذا الإنجيل ، لقد تفرد متى بنقل هذا النص بالحرف من العهد القديم عن الأناجيل الأخرى . إن هذا النص من أهم دعاوى علماء النصارى المفلسة الخبيثة التي تستخف بعقول النصارى مستغلة سطحية علمهم بالكتاب المقدس و خاصة العهد القديم و يحاول هؤلاء العلماء أن يبحثوا عن أي كلمة أو إشارة أو حتى حلم خيالي كي ( يتمحكوا) فيه لإثبات أي نظرية يريدون إثباتها كما فعلا متى تماما لإقناع اليهود بالنصرانية .
ولو قرأنا الإصحاح من سفر إشعياء كاملا لرأينا أن هذه الفقرة لا تتنبأ عن المسيح القادم بل هي وعد الله لأحاز بن يوثان ملك يهوذا على لسان النبي إشعيا ، بأنه سوف يعطيه علامة لزوال مُلك أعدائه ( آرام وإسرائيل ) وقد بين له النبي إشعياء علامة خراب مُلك أعدائه وهي أن امرأة شابة تحبل وتلد ابناً يسمى (عمانوئيل) ثم تصبح أرض أعداءه خراباً قبل أن يميز هذا الصبي بين الخير والشر: " لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير تخلى الأرض التي أنت خاش من ملكيها" (إشعياء 7/16) ، وهو ما تم على يد تغلث فلاسر الثالث ملك أشور الذي صعد إلى دمشق وفتحها وسبى أهلها وقتل رصين ملكها في 732 ق . م . وبعد ذلك بعشر سنوات حاصر شلمنأسر ملك أشور السامرة مدة ثلاث سنوات ، وأخيراً سقطت في يد الآشوريين في 722 . ق . م ( دائرة المعارف الكتابية للكنيسة الإنجيلية ).
وإليك النص من اشعياء إصحاح 7 العدد 14 :" 10ثُمَّ عَادَ \لرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: 11اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ \لرَّبِّ إِلَهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْقٍ". 12فَقَالَ آحَازُ: "لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ \لرَّبَّ. 13فَقَالَ: "\سْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا \لنَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ \لسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا \لْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ \بْناً وَتَدْعُو \سْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ" 15زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ \لشَّرَّ وَيَخْتَارَ \لْخَيْرَ. 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ \لصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ \لشَّرَّ وَيَخْتَارَ \لْخَيْرَ تُخْلَى \لأَرْضُ \لَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا" (أشعياء7/14). والذي يريد أن يوحى به علماء النصارى أن كلمة العذراء هنا إشارة للسيدة مريم الصديقة وابنها وقد ذكرت هنا الفقرة كاملة لكن النصارى يقوموا دائما كعادتهم باقتطاع النص اقتطاعا مذموما و يذكروا العدد 14 فقط والنص في الحقيقة يتحدث عن ميلاد ابن اشعيا نفسه كما سنرى في النص التالي وهو نفس السفر إصحاح 8 العدد 3 : " 3فَاقْتَرَبْتُ إِلَى \لنَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ \بْناً. فَقَالَ لِي \لرَّبُّ: "\دْعُ \سْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. 4لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ \لصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ \لسَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ" (أشعياء8/3). والنص في الترجمة السبعينية هو كالتالي :" 3 دنوت من امراتى النبية فحملت وولدت ابنا فقال لي الرب سمه : أسرع إلى السلب بادر إلى النهب". ويتضح من النصوص أن العذراء المذكورة في النص الأول ليست مريم العذراء أو حتى نبؤة عنها بل هي في الواقع زوجة اشعيا النبي كما ورد في النص الثاني والابن هو في الواقع ابن اشعيا الذي يقول الرب له سمه "مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ" ، ولكن ما معنى هذا الاسم الغريب سنجد معناه في الترجمة العربية المشتركة أو الترجمة السبعينية " أسرع إلى السلب بادر إلى النهب". هل هذا يا نصارى صفات أو اسم ربكم يسوع أسرع إلى السلب بادر إلى النهبالتي سمي به عمانوئيل في نبوة إشعياء ؟؟؟؟؟
بقى سؤال مهم كيف وصف زوجة اشعيا بالعذراء و العذراء بالعربية المرآة البكر التي لم تتزوج سواء شابة أم عجوز ولكن في العبرانية اللغة الأصلية للعهد القديم كلمة "علما" تعنى المرآة الشابة سواء متزوجة أو غير متزوجة وقد ورد بالحواشي في أسفل الصفحة في الترجمة السبعينية المرادف لكلمة عذراء المرآة الصبية و زوجة الملك .
و كما ترى عزيزي القارىء أن من معاني هذه الكلمة الشابة الحديثة الزواج أو المرآة الشابة وليست العذراء بالمعنى المعروف اليوم. ويكون معنى النص ها هي امرأتك الشابة ( التي تزوجتها حديثا) تحبل وتلد ابنا سمه عمانوئيل.
إذن الحديث في إشعياء عن قصة قد تمت وحدثت قبل المسيح بعدة قرون .... ولم يتخذ اليهود آن ذاك من تسمية ذلك الطفل بعمانوئيل دليلاً على ألوهيته ... والسبب أن اليهود يسمون أنبيائهم وأنفسهم بالصيغة التي تنتهي بـ ( ئيل ) وهي تعني إله إسرائيل مثل إسرائيل أي السائر إلى الله ، و صموئيل ومعناه ( اسم الله ) و يموئيل الذي معناه ( نور الله ) وقد تسمى به بكر شمعون ابن يعقوب ( تك 46 : 10 ، خر 6 : 15 ) وكذلك كلمة عمانوئيل الذي معناها ( الله معنا ) وهي رمز لمعية الله وتوفيقه ، كقول القائل : ( الله معنا ) يريد حفظ الله ورعايته، ولهذا كثير من المسيحيين تسمى بهذا الاسم ( عمانوئيل ) كالقس عمانوئيل بنيامين راعي الكنيسة الإنجيلية بالكويت ، والبطريرك مار عمانوئيل الثالث بطريرك بابل للكلدان الكاثوليك. و راعي الأبرشية المارونية , الخوري عمانوئيل صقر.
نلاحظ أن النص في اشعياء 7 : 14 يقول أن تلك العذراء التي تحبل وتلد هي نفسها التي ستطلق اسم عمانوئيل على مولودها "14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ \لسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا \لْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ \بْناً وَتَدْعُو \سْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ"(اشعياء 7/14). بينما متى لم يكن أمينا في نقل الاقتباس فغير في النص وجعل من سيطلق اسم عمانوئيل على الطفل قوم من الناس : "هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا" (متى 1/23) ، وليس أم الطفل كما جاء بالنص المقتبس منه !!
والآن لنبحث كلمة عمانوئيل هذه التي يقولون بناء على فتوى من متى الإصحاح الأول عدد 23 هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا. يتطوع متى بالتفسير والكارثة انه خطا واخذ علماء النصارى على عاتقهم بمنتهى البلاهة هذا القول وأصبح من أساسيات العقيدة أولا كيف يفسرها بصيغة الجمع أي لماذا لا تكون الله معه أو الله معي أو حتى معها ؟ أين وجد متى صيغة الجمع هذه في الكلمة ثانيا كان اليهود يسمون أنبياءهم وأنفسهم بالصيغة التي تنتهي ب ئيل وهى تعنى اله إسرائيل مثل إسماعيل أي قد سمع الله (استجاب) و إسرائيل أي السائر إلى الله وكذلك هناك أسماء ملائكة معروفة مثل جبرائيل وعزرائيل والخلاصة أن كلهم عبيد منسوبين إلى الله و كذلك اسم عمانوئيل التي تعنى مع الله وهل من نصفه انه مع الله يصير هو الله ؟؟؟؟.
حتى ولو كان تفسير عمانوئيل هو (( الله معنا )) فإنه ليس معنى الله معنا، أن الله بذاته مشخص وموجود معنا ، بل الموجود معنا هو عونه ورعايته ، كقول القائل : (( الله معنا )) إنما يقصد به معونة الله وتوفيقه ورعايته ، وعلى هذا، فإن ( عمانوئيل ) هو مبعوث من عند الله ليعين ويرعى قومه ! وأنه إذا كان اسم المولود لأشعياء ليس اسمه عمانوئيل ، فكذلك المسيح ليس اسمه ( عمانوئيل ) وإنما جاء لفظ عمانوئيل في نبوءة اشعياء صفةً لهذا المولود ، وليس اسماً له .وفى النهاية رغم كل ما ذكر عن عمانوئيل فهل هناك نص واحد أطلق فيه على المسيح في العهد الجديد عمانوئيل أو مع الله أو حتى الله معنا التي أفتى بها متى , طبعا لا يوجد واللوم ليس على متى ولكن على من يرددوا كلامه كالببغاوات .
وحتى لو فرضنا جدلاً أن نبوءة إشعياء تنطبق على المسيح ، وأن المسيح دُعي عمانوئيل فإنه لا يمكن أن نتخذ من تسمية المسيح الله دليلاً على كونه هو الله ، فإن الكتاب المقدس أطلق اسم الله على أشخاص كثيرين ولم يقل أحد أنهم آلهة بحق ، فمن ذلك على سبيل المثال :
1- أطلق الكتاب المقدس لفظ الله على ملاك الرب : " 21ولم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوحوامرأته ، حينئذ عرف منوح أنه ملاك الرب .22فقال منوح لامرأته ، نموت موتاً لأننارأيناالله " (سفر القضاة 13/21- 22) .
2- أطلق الكتاب المقدس لفظ الله على القاضي الذي ينوب عن الله في حكمه : " يقدمه سيدهإلىاللهويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيدهأذنه بالمثقب . فيخدمه إلى الأبد " (سفر الخروج21/ 5 – 6)ترجمة الفانديك . فقوله : يقدمه سيده إلى الله ، أي إلى القاضي.ويظهر هذا المعني جلياً في ترجمة الحياة لنفس النص " يأخذه سيده إلى قضاة المدينة، ثم يقيمه لصق الباب أو قائمته، ويثقب أذنه بمخرز، فيصبح خادما له مدى الحياة " (سفر الخروج21/ 5 – 6)ترجمة الحياة .
أيضاً في (الخروج 22/8) ترجمة الفانديك : " وإن لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت إلىاللهليحكم ، هل يمد يده إلى ملك صاحبه " فقوله: إلى الله ، أي : إلى القاضي نائب الله ، وهذا المعنى نجده في ترجمة الحياة لنفس النص السابق (الخروج 22/8) ترجمةالحياة : "ولكن إذا لم يقبض على اللص، يمثل صاحب البيت أمام القضاة ليقرروا إن كان هو الذي امتدت يده إلى أمتعة صاحبه".
3- أطلق الكتاب المقدس لفظ الله على النبي (سفر صموئيل الأول 9/9) " سابقا في إسرائيل هكذا كان يقول الرجلعند ذهابه ليسألالله. هلم نذهب إلى الرائي. لان النبياليوم كان يدعى سابقا الرائي " . فذهابه ليسأل الله ، أي ليسأل النبي .
الخلاصة :
فبما أن هؤلاء جميعاً يطلق عليهم اسم الله كالمسيح فإما يعتبرون جميعاً آلهة حسب المعنى الظاهر وهو محال عقلاً ، أو يئول الظاهر ويكون لفظ الله قد أطلق عليهم بالمعنى المجازي أو التشبيهي ولأجل الاحتراز بين لفظ الإله بالمعني المجازي والإله بالمعني الحقيقي أعلن المسيح عليه السلام ذلك في (يوحنا17/3) بقوله : " وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" .
ثم أن المسيح عليه السلام لم يرض أن يوصف بالصلاح طبقاً لما كتبه متى في (متى19/16-17) : " وَإِذَا واحد يَتَقَدَّمُ إِلَيْهِ وَيَسْأَلُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لأَحْصُلَ عَلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ؟» فَأَجَابَهُ المسيح : « لماذا تدعوني صالحاً ، ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله » "
ونحن نسأل:
إذا كان المسيح يقول للسائل لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله فمن هو إذن المسيح ؟؟
إذا كان المسيح لم يرض بأنيوصف بالصلاح ، فكيف يرضى بأن يوصف بالألوهية ؟!!


نسأل الله لهم الهداية
أخوكم محمد شادى