....
لا شك أن الفاضل/ عضو حر قد قلَّبَ الأناجيلَ وصفَحَاتِها، وفتَّش في السطورِ وما بينها، وسَبـَرَ أقوالَ المسيح قولاً قولاً، وحرفاً حرفاً ليعثرَ على قولٍ واحدٍ للمسيح يقول فيه إني إله، أو إني أنا الله ..
فلم يجد...
ولو أنه وجد قولاً واحداً... ما أظنه كان يبخل به علينا... لسببيْن:
أولاهما: أنه يبدو لنا من أسلوبه أنه رجل كريم، ذو خلق، وليس من صفات الكريم البخل بالدليل.
ثانياَ: لأن الحوار عن (ألوهية المسيح من أقواله)... وهو استدل علينا بقول ليوحنا... ويوحنا عندنا نحن المسلمين مثل لوقا، وبولس، ومتى، و(شنودة!)
ولولا دماثة خلق الأستاذ/ eeww وأدبه الجم، ورغبته في أن يهتدي طالبو الهداية لكان أعرض عما كتبه الحر، ولطالبه بالالتزام بما اتفقا عليه، لكنه لم يشأ أن يصده من أول رد، وأراد أن يعلمه... ويمد له الحوار مداً... حتى لا تكون له حجة بعد ذلك... ويكون قد أبرأ ذمته منه يوم القيامة... جزاه الله خيراً.
أقوى دليل عند صاحبنا "عضو حر" هو قول يوحنا (لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد...)
ويعترف عضو حر أن المسيح لم يقل أنه الله!! كما في مشاركته (رقم 6)
ماذا تبقى من الحوار إذن!!
الحوار هو إثبات ألوهية المسيح من أقواله... والعضو الحر يقول لا يوجد في أقوال المسيح أنه قال إني إله!! ففيما يحاور إذن صاحبنا، وفيما قوله أنه سيثبت لنا ألوهية المسيح من أقواله.
إنه حوار انتهى من بدايته... وما يكتبه الأستاذ/ eeww إنما هي صدقة يتصدق بها عليه وعلينا....
فجزاه الله خيراً...
ولنتابع...
عندما يقول "الحر" أن كلمة يوحنا أقوى دليل عنده... نعرف من ذلك أن ما سوف يأتي به من أدلة هي أضعف من دليله الأول... حتى لو كان فيها شيء من أقوال المسيح، أو أفعاله.
ثم اشتكى أن أخانا "متعلم" لما كتب أدلته لم يسمح له إلا بأولها (الذي هو أقواها عنده)، وقال أنه كان بحاجة إلى الأدلة الأخرى مع الدليل الأول لتعضده!
ما معنى هذا الكلام؟
معناه أن الدليل الأول الذي هو أقوى دليل ... ليس دليلاً قوياً بنفسه!
فلو كان دليلاً قوياً بنفسه، ظاهر القوة، بـيّن الحجة... ما احتاج "الحر" إلى طلب الإفراج عن باقي الأدلة.
لا يكون بذلك الدليل الأول دليلاً... لأنه احتاج إلى غيره ليكون دليلاً... والدليل لا يحتاج إلى دليل.
الدليل الأول عند "عضو حر" أقوى دليل، لكنه ليس بكاف وحده ... وإنما يحتاج إلى غيره ممن هو أضعف منه ليكتملا سوياً ويكونا دليلاً واحداً... فهو وإن كان الأقوى بالنسبة إلى غيره، لكنه في نفسه ضعيف.
إذن هو ضعيف ضم إليه ضعيف مثله فأصبحا دليلاً عند صاحبنا "الحر".
ماذا يسمى ذلك في الأصول؟
إذا كان دليل المسألة ضعيفاً، وانضم إليه دليل ضعيف مثله، أو أكثر ضعفاً... فهل يصلحان لإثبات حكمٍ فقهيٍّ فضلاً عن إثبات عقيدة!
بل فضلاً عن إثبات ألوهية؟!!
خاصة إذا خالف ما لا ينتهي من أدلة قوية صحيحة ...قطعية في ثبوتها ودلالتها!!
هذه الأدلة الضعيفة بإقرارك أنت يا صاحبي (الحر) ... لا تصلح لتثبت بها شيئاً فضلاً أن تثبت بها أمراً عقائدياً... بل لتجادل بها أعظم حقيقة في الكون وهو أن الله إله واحد لا شريك له.
ثم ... بعدما ترك لك الأخ/ متعلم أن تسرد أدلتك لتعضد بها الدليل الأول.. اتضح لنا أن شيئاً منها لا يعضده... فما علاقة رب السبت، بالدليل الأول!! وما علاقة الآيات والمعجزات وشفاء الأعمى بالدليل الأقوى!!
ليس لها علاقة... وإنما هي أدلة أخرى... إذن بقي الدليل الأول عارياً مما يعضده، وعاجزاً لإثبات شيء..
ويصدق فيه قول أخينا / "متعلم" (وقد فهمنا منها أن عبارة (يوحنا 16/3) لا تكفى وحدها لإثبات ألوهية المسيح. لكن نفس العبارة مع الأمور الأربعة الأخرى، هذا المجموع يكفى لإثبات ألوهية المسيح)
ثم... يقول صاحبنا بالمنتدى عن قول يوحنا ..
(خصه بالبنوه بكلمة وحده ) ذلك لأن ابناء الله كثر بمعنى الأيمان اما هنا الأبن الوحيد)
من مشاركته رقم 8
ها عدنا مرة أخرى إلى البداية!
أيها الفاضل/
هذا الذي تقوله واعتبرته دليلاً هو مدار الحوار الآن بينك وبين أخينا الكبير/ eeww
عليك أن تثبت لنا أن المسيح هو ابن الله بالطبيعة... وأن سائر الناس أبناؤه بالتبني أو الإيمان.
وأن بنوته لله بنوة جوهر، وأنه يساويه في جوهره!
هذا ما يدور حوله الحوار والذي عليك أن تثبته من أقوال المسيح عليه السلام، فكيف جعلت المسألة هي نفسها الدليل... واستدللت بما عليك إثباته...
مع تحيات من يحب لك الخير.
....
«« توقيع slave of Allah »»
المفضلات