عدم التفريق بين الأنبياء والتفاضل بينهم في القرآن.. كيف نجمع بينهما ؟


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

عدم التفريق بين الأنبياء والتفاضل بينهم في القرآن.. كيف نجمع بينهما ؟

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عدم التفريق بين الأنبياء والتفاضل بينهم في القرآن.. كيف نجمع بينهما ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    آخر نشاط
    06-12-2012
    على الساعة
    05:00 PM
    المشاركات
    148

    افتراضي عدم التفريق بين الأنبياء والتفاضل بينهم في القرآن.. كيف نجمع بينهما ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قال الله جل وعلا في كتابه الحكيم :
    { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) } [ البقرة 136] { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ } [ البقرة 285] { قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) } [ آل عمران 84] { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } [ البقرة 253] { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) } [ الإسراء 55]


    فذكر آيات بعدم التفريق بين الأنبياء وآيات تفضل بعضهم على بعض فهل لهما المعنى نفسه أم أن لكل آية معنى تتحدث عنه ؟ عدم التفريق بين الأنبياء هو عدم تفريق في الإيمان بهم فنؤمن بهم جميعا ونصدق بهم جميعا ولا نكذب أحدا منهم فكلهم رسل من عند الله جل وعلا والتفريق بين الرسل يكون بالإيمان ببعض والكفر ببعض ومن كفر بنبي فقد كفر بسائر الأنبياء ولا يكون إيمانه ببعضهم إلا على سبيل العصبية أو الهوى وقد قال ابن كثير في تفسيره :

    { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) }

    أرشد الله تعالى عباده المؤمنين إلى الإيمان بما أنزل إليهم بواسطة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مفصلا وبما أنزل على الأنبياء المتقدمين مجملا ونص على أعيان من الرسل، وأجمل ذكر بقية الأنبياء، وأن لا يفرقوا بين أحد منهم، بل يؤمنوا بهم كلّهم، ولا يكونوا كمن قال الله فيهم: { وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا } [ النساء : 150 ، 151] .


    { قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزلَ عَلَيْنَا } يعني: القرآن { وَمَا أُنزلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } أي: من الصحف والوحي: { وَالأسْبَاطِ } وهم بطون بني إسرائيل المتشعبة من أولاد إسرائيل -هو يعقوب-الاثنى عشر. { وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى } يعني: بذلك التوراة والإنجيل { وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ } وهذا يَعُم جميعَ الأنبياء جملة { لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ } يعني: بل نؤمن بجميعهم { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } فالمؤمنون من هذه الأمة يؤمنون بكل نبي أرسل، وبكل كتاب أنزل، لا يكفرون بشيء من ذلك بل هم مُصَدِّقون بما أنزل من عند الله، وبكل نبي بعثه الله.



    { كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ } فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد، فرد صمد، لا إله غيره، ولا رب سواه. ويصدقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء، لا يفرقون بين أحد منهم، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون بارون راشدون مَهْديون هادون إلى سُبُل الخير، وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله، حتى نُسخ الجميع بشرع محمدّ صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي تقوم الساعة على شريعته، ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين.


    وأما التفاضل بين الرسل والأنبياء فهو التفاضل المعهود فالرسل مفضلون على الأنبياء والرسل منهم أولو العزم ومن أولي العزم من اتخذه الله خليلا ومنهم من كلمه الله حتى ختموا بالنبي صلى الله عليه وسلم وفي كلام ابن كثير ما يغني عن الشرح :


    { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ } ، كَمَا قَالَ: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } [ البقرة: 253 ]. وهذا لا ينافي ما [ثبت] في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تفضلوا بين الأنبياء" ؛ فإن المراد من ذلك هو التفضيل بمجرد التشهي والعصبية ، لا بمقتضى الدليل، [فإنه إذا دل الدليل] على شيء وجب اتباعه، ولا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء، وأن أولي العزم منهم أفضلهم، وهم الخمسة المذكورون نصا في آيتين من القرآن في سورة الأحزاب: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ } [ الأحزاب: 7 ] ، وفي الشورى [في قوله] : { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } [ الشورى: 13 ]. ولا خلاف أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضلهم، ثم بعده إبراهيم، ثم موسى على المشهور، وقد بسطنا هذا بدلائله في غير هذا الموضع، والله الموفق.


    { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ } يعني: موسى ومحمدا صلى الله عليه وسلم وكذلك آدم، كما ورد به الحديث المروي في صحيح ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه { وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } كما ثبت في حديث الإسراء حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء في السموات بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز وجل.

    فإن قيل: فما الجمع بين هذه الآية وبين الحديث الثابت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال اليهودي في قسم يقسمه: لا والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده فلطم بها وجه اليهودي فقال: أي خبيث وعلى محمد صلى الله عليه وسلم! فجاء اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى على المسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوني على الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشا بقائمة العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور؟ فلا تفضلوني على الأنبياء" (1) وفي رواية: "لا تفضلوا بين الأنبياء".

    فالجواب من وجوه:

    أحدها: أن هذا كان قبل أن يعلم بالتفضيل وفي هذا نظر. الثاني: أن هذا قاله من باب الهضم والتواضع. الثالث: أن هذا نهي عن التفضيل في مثل هذه الحال التي تحاكموا فيها عند التخاصم والتشاجر. الرابع: لا تفضلوا بمجرد الآراء والعصبية. الخامس: ليس مقام التفضيل إليكم وإنما هو إلى الله عز وجل وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به.



    انتهى كلام ابن كثير رحمه الله والله من وراء القصد




    «« توقيع بنت خير الأديان »»
    وما بالي بجسد في الخان قابع !!
    وقلب بـ ( يبنا ) موله والع !!
    ثم روح لا أدري ألرجل أم فتى يافع !!
    فعساني أرى الجسد والقلب والروح واحدا وأقصى الرجولة جامع !!





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الديانة
    الإسلام
    آخر نشاط
    09-06-2012
    على الساعة
    04:14 PM
    المشاركات
    76

    افتراضي

    بارك الله فيك أختنا الفاضلة

    الموضوع قيم جدا ما شاء الله

    الخامس: ليس مقام التفضيل إليكم وإنما هو إلى الله عز وجل وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به.
    وهذا أوجه اختيار ودل عليه الآيات نفسها ..

    فبالنسبة للمؤمنين الذي ينبغي عليهم كما قال تعالى { لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ }

    وقال صلى الله عليه وسلم :
    " لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " رواه البخاري

    بل لا ينبغي للأنبياء أن يتفاضلوا فيما بينهم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم :
    " لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ أَمْ بُعِثَ قَبْلِي وَلَا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " رواه البخاري

    أما الله عز وجل فقد فضل بعضهم على بعض عنده { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ }
    { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ }

    وجزاكم الله خيرا

    «« توقيع أبوحمزة السيوطي »»
    ألا ليت شعري هل أرى اليوم من فتىً ** صحيح الدعاوى بالصواب منطق
    رحيم رؤوف عاطف متعطف ** ولوعٍ بذكراه على الخلق مشفق
    بلفظٍ تراه في الحقيقة معجزاً ** لزور الذي يأتي به الخصم مزهق
    يناضل عن أصل الوجود بنفسه ** يباري رياح الجود جوداً ويتقى
    حذارا عليه أن يحوز مقامه ** سواه بتأييدٍ وغيرة مشفقِ
    لقد جهل الأقوام قولي ومقصدي ** ولم يدر ما قلناه غير محققِ

عدم التفريق بين الأنبياء والتفاضل بينهم في القرآن.. كيف نجمع بينهما ؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رسالة في التفريق بين أصل العبادة ووصفها
    بواسطة جيمزاوى في المنتدى قسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-11-2011, 12:16 AM
  2. بينهم مهندس طيران أمريكي.. 441 يعلنون إسلامهم بالسعودية خلال شهرين
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى قسم المسلمين الجدد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-02-2010, 06:04 PM
  3. أريد المعتقد الصحيح عن الروح و الجسد و العلاقة بينهما
    بواسطة الزبير في المنتدى قسم الرد علي الشُبهات والأسئلة حول الإسلام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 17-06-2007, 09:06 PM
  4. الصورتان متشابهتان ......من يجد اختلاف بينهما له جائزة
    بواسطة ابو تسنيم في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-02-2006, 06:47 PM
  5. فأغرينا بينهم العداوة و البغضاء إلى يوم القيامة
    بواسطة Dexter في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-08-2004, 11:18 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

عدم التفريق بين الأنبياء والتفاضل بينهم في القرآن.. كيف نجمع بينهما ؟

عدم التفريق بين الأنبياء والتفاضل بينهم في القرآن.. كيف نجمع بينهما ؟