جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
يقول عصام الدين حفني واصف " وصفوة القول أن كُتَّاب التوراه لم يدونوا هذه القصص اعتباطا , بل إنهم ابتدعوها ورتبوها ليصلوا بها إلى غاية لهم وضعوها نصب أعينهم , هي أن الله خلق الكون من أجل الأرض , وخلق الأرض من أجل بني آدم , وأنه أباد بني آدم ما عدا نوح وبني نوح , واستبقى هؤلاء ليختار من بينهم سام ثم يختار من حفدته إسرائيل وبني إسرائيل "
ويظهر أن الفكر اليهودي يحسب النبوة ميراثا دنيويا يمكن الاستيلاء عليه بالشطارة و المهارة وليست هبة عليا يمنحها رب العالمين من يصطفيهم من أهل الطهارة والنضارة
وكان اليهود يخصون الابن الأكبر بالتركة كلها مادية كانت أو أدبية وعلى هذا كان "عيسو" الابن الأكبر لاسحاق هو الذى سيرث اللقب والمال مثلما كان يحكم القانون الانجليزي ـ ولكن أم يعقوب تفاهمت مع ولدها على غير هذا , وانتهزت أن "عيسو" خرج ليحضر الطعام إلى أبيه المكفوف ثم نفذت خطتها وهناك التفاصيل كما حكاها سفر التكوين .........تفاصيل سرقة النبوة !
"..........فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيدا ليأتي به , وأما رفقة فكلمت يعقوب ابنها قائلة إني قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلا : ائتني بصيد و اصنع لي أطعمة لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتي فالآن يا إبني اسمع لقولي ...............وأخذت رفقه ثياب عيسو إبنها الأكبر وألبست يديه وملامسة عنقه جلود جدي الماعز ......فدخل إلى أبيه وقال ياأبي فقال هاأنذا من أنت يابني فقال يعقوب لأبيه أنا عيسو .........فباركه..........."وهكذا تمت سرقة رسالة سماوية
.........أنا أفهم أن تخطف الطائرات في الجو وان تغتصب المناصب في الأرض وأما أن يفرض شخص نفسه على الله ويعتبر نفسه نبيا ويحول رسالة سماوية اليه بطريق التدليس والنصب فهذا هو عجب العجاب ولكنه منطق مؤلفي العهد القديم .
إن جمهرة الفلاسفة والعلماء المؤمنين بالله يرفضون كل الرفض أن يوصف بالانحصار والجهالة والتسرع كما يرفضون كل الرفض أن يسئ إختياره لسفرائه إلى خلقه فلا يقع الا على السكارى والمنحرفين .بل إن عرب الجاهلية المشركين كانت نظرتهم الى خالق الكون أرقى وأرحب .
أما وصف الله أو الحديث عنه بالعبارات المدونة في العهد القديم فهو خبال في الفكر يتنزه المولى الجليل عنه .
بيد أن النصارى قبلوا هذه الأسفار على علاتها وجعلوها شطر الكتاب المقدس .
لماذا ؟ لأنها تخدم قضيتين تقوم عليهما النصرانية الشائعة .
*الأولى : قضية تجسد الاله وإمكان أن يتحول رب العالمين إلى شخص يأكل ويصارع ويجهل ويندم .........
*التانية : قضية أن البشر جميعا أرباب خطايا وأصحاب مفاسد وانهم محتاجون لمن "ينتحر" من أجلهم كي تغفر خطاياهم ..............
كتب بعض الناس كلاما يريد عقد لقاء بين عقيدة التوحيد الاسلامية و عقيدة التثليث المسيحية فنفى أن يكون الله ثالث ثلاثة وقال أن الله الواحد هو جملة الأقانيم الثلاثة ولما كان كل أقنوم على حده يسمى إلاه فان الكاتب أراد أن يوضح هذا الغموض ولا أقول يكشف هذا التناقض فقال" ماذا تعرف عن الشمس , الشمس الواحدة , أعرف أنها قرص و حرارة وأشعة ... وأي شئ في هذه الثلاثة هو الشمس هل القرص أم الحرارة أم الأشعة ثلاثتهم يكونون الشمس ,إذن الشمس واحدة وهكذا الله سبحانه وتعالى واحد مع فارق التشبيه العظيم من حيث المكانة .
ونقف قليلا لنذكر رأينا في هذا الكلام , إن الكائن الواحد قد تكون له عدة صفات قد يكون طويل القامة أسمر اللون ذكي العقل ويمكن أن تنسب اليه صفات أخرى فهل قلة الصفات أو كثرتها تعني تعددا في الذات وهل يتصور أن تنفصل إحدى الصفات المذكورة ليطلق عليها الرصاص أو تتدلى من حبل المشنقة .
إن الشمس واحدة ولكن إستدارتها وحرارتها وإضاءتها ....صفات لها والصفة لا تسمى إبنا ولا خالا ولا عما ونحن نثبت للاله الواحد عشرات الأوصاف الجليلة , بيد أن اثبات الأوصاف شئ بعيد كل البعد عن القول بأن الأب هو الابن هو الصديق وأن خالق الكون هو هو الذي صلب على خشبة في أرضه .
إن التمثيل بالشمس وأوصافها الكثيرة لا يخدم قضية التثليث ولا التربيع في ذات الله والأمر لايعدو لونا من اللعب بالألفاظ إن الضابط قد يرتدي في الجيش ملابسه العسكرية و قد يرتدي في عطلته الملابس المدنية و قد يرتدي في بيته ملابس النوم ولم يقل مجنون ولا عاقل أن هؤلاء ثلاثة و أنهم واحد و لا يتصور أحد أن الضابط بزيه العسكري يصدر حكما بالاعدام على الضابط نفسه بزيه المدني وأن هذا المدني يقول للعسكري : لماذا قتلتني أو لماذا تركتني
إن المسيحيين يقولون ان الله "الابن "صلب ولكنهم يقولون أيضا أن الأب هو الابن هما والروح القدس جميعا شئ واحد .
ان كان الأمر كذلك فالقاتل هو القتيل وذاك سر ما قاله أحد الفرنجه المفكرين "خلاصة المسيحية أن الله قتل الله لارضاء الله"
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات