سفر الخروج ( الإصحاح 3، 4)
الرب حال بذاته فى شجرة!
نقرأ فى سفر الخروج قول النص صراحة أن الله قد حل بذاته المجيدة فى الشجرة التى كلم موسى منها ، و أن موسى لم يستطع أن ينظر إلى الله من خوفه فغط وجهه!!
((فلما راى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة و قال موسى موسى فقال هانذا فقال لا تقترب الى ههنا اخلع حذائك من رجليك لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة ثم قال انا اله ابيك اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب فغطى موسى وجهه لانه خاف ان ينظر الى الله)) خروج 3: 4-6
ولا شك أن هذا من خرافات التوراة المحرفة التى تنتقص من الله سبحانه و تعالى ،و قد جاء القرأن بكلمة الحق فى هذا الخبر ، فأكد أن الله تعالى نادى موسى من الشجرة، أى أسمعه الصوت من جهتها لأن الله يتكلم بما شاء وقتما شاء ليسمع من يشاء كيفما شاء ، دون أن تحل ذاته العظيمة فى مخلوق ، بل قال تعالى ((فلما جاءها نودى ان بورك من فى النار ومن حولها وسبحن الله رب العالمين))
فالنداء يكون للبعيد أصلا ، و قوله بورك من فى النار و من حولها ، على الراجح فى أمهات كتب التفسير أنهم الملائكة المكرمون الموجودون فى هذه الشجرة الطيبة و حولها فى ارجاء الوادى المقدس من الله ، و كذلك بورك موسى عليه السلام
ثم أتبع تعالى قوله (بورك من فى النار و من حولها) بقوله ( و سبحان الله رب العالمين)
و ذلك لأن تسبيح الله اى تنزيهه عن كل نقيصة ، و سر وروده هنا هو دفع شبهة الحلول الالهى فى الشجرة بذاته الكاملة
قال ابن كثير [َسُبْحَان اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ " أَيْ الَّذِي يَفْعَل مَا يَشَاء وَلَا يُشْبِههُ شَيْء مِنْ مَخْلُوقَاته وَلَا يُحِيط بِهِ شَيْء مِنْ مَصْنُوعَاته وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيم الْمُبَايِن لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَات لَا يَكْتَنِفهُ الْأَرْض وَالسَّمَوَات بَلْ هُوَ الْأَحَد الصَّمَد الْمُنَزَّه عَنْ مُمَاثَلَة الْمُحْدَثَات ]
«« توقيع أبـــ(تراب)ـــو »»
المفضلات