رد على كتاب شبهات وهمية


قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 1: 18-20 أن القابلتين المصريتين كذبتا على فرعون مع أن خروج 20: 16 يمنع شهادة الزور .

وللرد نقول بنعمة الله : لا يوجد ما يدل على أن القابلتين كانتا كاذبتين. وقد قبل فرعون شرحهما للموقف. وفي حالة كذبهما تكونان قد اختارتا الكذب بديلًا عن القتل، فاختارتا أهون الشرّين .

بعد الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله:

وجدنا فى النص محل الإشكال أن إمرأتين يفترض فيهما الصلاح قد كذبتا بل و بارك الرب فعلتهما و جزاهما عنها بأن صنع لهما بيوتا (خروج1: 21) و لا ريب أن هذا يخالف التعاليم التى يتغنى بها النصارى من أن الكذب محرم مذموم أياً كانت مبرراته
فزعم جناب القس ليخرج من مأزقه أن لادليل على أن القابلتين كاذبتان وقد كذب ، لأن النص صريح فى أن القابلتين كانتا تحضران ميلاد الأطفال الذكور و امتنعتا من عن قتل الأطفال مع القدرة عليه بسبب خشية الله و أنهما إستحيتا الأطفال بمحض إرادتهما، و ليس بسبب عدم إدراكهما لميلاد الأطفال الذكور كما زعمتا و هاك النص :

((و كلم ملك مصر قابلتي العبرانيات اللتين اسم احداهما شفرة و اسم الاخرى فوعة و قال حينما تولدان العبرانيات و تنظرانهن على الكراسي ان كان ابنا فاقتلاه و ان كان بنتا فتحيا و لكن القابلتين خافتا الله و لم تفعلا كما كلمهما ملك مصر بل استحيتا الاولاد فدعا ملك مصر القابلتين و قال لهما لماذا فعلتما هذا الامر و استحييتما الاولاد فقالت القابلتان لفرعون ان النساء العبرانيات لسن كالمصريات فانهن قويات يلدن قبل ان تاتيهن القابلة )) خروج1: 15-19

و عليه فإن الكذب واقع لا محالة فى هذا المقام، فإذا بالقس المبجل يبرر هذه الحقيقة بحجةإختيار أهون الشرين،
و هذا صحيح و هو من فقه المؤمن بموجب المنظور الإسلامى جواز الكذب فى حال الأضطهاد فى الدين لدفع الضرر الأكبر
لكن الذى يسقط القس المبجل فى الإشكال هو عدم وجود هذا المبدأ الحكيم الذى لا يكلف النفس إلا وسعها فى المسيحية البتة ،بل يتهكمون من المسلمين و يشببون بهم بسببه فى كل موضع بدعوى أن الإسلام يجيز الكذب !1
و إليك النصوص التى تؤصل القاعدة دونما الإستثناء الذى أورده القس:

((لا تقبل خبرا كاذبا و لا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم)) خروج23: 1
((ابتعد عن كلام الكذب)) خروج23: 7
((كراهة الرب شفتا كذب اما العاملون بالصدق فرضاه)) أمثال 12: 22
((وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني)) رؤيا21: 8

بل و نجد المسيح يتنبأ لتلاميذه - باستنكار و تحسر-عن شكهم فيه و أن بطرس سينكره ثلاثة مرات وبطرس يدافع عن نفسه و يقسم له أنه لن يفعل ، بيد أن إنكار بطرس كان ليدفع عن نفسه خطر الموت أى نفس عذر القابلتين و مع هذا لم يكن عذره مقبولاً عند المسيح الذى وبخه لهذا قبل ان يفعله و حين فعله و تذكر توبيخ معلمه بكى من الخيبة!!

((حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية .ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل .فاجاب بطرس وقال له وان شك فيك الجميع فانا لا اشك ابدا .قال له يسوع الحق اقول لك انك في هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات .قال له بطرس ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك .هكذا قال ايضا جميع التلاميذ)) متى 26: 31-35

و لكن للأسف وقع المكتوب و كفر التلاميذ أستاذهم و أخلفوه ما وعدوه ، و أنكره بطرس بل و لعنه لعنا!!