-
موانع دخول الجنّة ووسائل دخولها
أولاً:مصادر البحث
أ- موانع دخول الجنّة
جـاء في »صحيح مسلم« الجزء الأول صفحة 172، 211 ما يلي:]قال الرسول لا يدخل الجنّة من كان في قلبه ذرة من الكبر، ومن كان عبد يسترعيه مولاه رعيًة يموت وهو غاش لرعيته إلاَّ حرَّم الله عليه الجنّة[.
جاء في كتاب »إحياء علوم الدين« للإمام الغزالي، الجزء الثالث ص 127، 253، 342:]قال رسول الله لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبَّة خردل من الكبر. ولا يدخل الجنّة بخيل، ولا جبان، ولا سيء الملكة ". وفى رواية أخرى ولا منَّان[.
جاء في »صحيح البخاري« الجزء الرابع صفحة 19 ما يلي ]عن أبى هريرة، قال رسول الله من قتل نفسه بتهوّر من جبل أو بسمٍّ أو بحديدة، فهو في نار جهنم خالدُ مخلَّدُ فيها[.
جاء في »القرآن«:)من يقتل مؤمناً متعمِّداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها((سورة النساء 4 : 93)
ب- وسائل دخول الجنّة .
جاء في »صحيح مسلم«، الجزء الأول صفحة 110 ما يلي:]قال رسول الله"لا يُخلَّد في النار من مات على التوحيد، ولو عمل من المعاصي ما عمل[.
جاء أيضاً في »صحيح مسلم« الجزء الأول، صفحة 110]روى عن أبى ذر أنَّهُ قال:أتيتُ النبي، وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم انتبه، ثم استيقظ فقال:"ما من عبد قال لا إله إلاَّ الله ثم مات إلاَّ ودخل الجنة" قلت:"وإن زنا وإن سرق"، قال:"وإن زنا وإن سرق"، قلت:"وإن زنا وإن سرق"، قال:"وإن زنا وإن سرق"، قلتُ:"زنا وإن سرق"، قال:"وإن زنا وإن سرق رغم أنف أبى زر [.
جاء في كتاب »إحياء علوم الدين« للإمام الغزالي، الجزاء الثالث، صفحة 182:]قال رسول الله:"ثلاث من جاء بهنَّ عن إيمان دخل من أبواب الجنّة حيث شاء، وزُوِّج من الحور العين حيث شاء. من أدَّى ديناً خفياً، وقراء في دبر كل صلاة »قل هو الله أحد« عشر مرات، وعفا عن قاتله". قال أبو بكر:"أو إحداهنَّ يا رسول الله". قال: "أو إحداهن"[.
جاء في »صحيح البخاري«، الجزء الأول، صفحة 162 ما يلي:]قال الرسول ما من مسلم يتوفَّى الله له ثلاثاً لم يبلغوا الحلم إلاَّ أدخلهُ الله الجنة بفضل رحمتهُ إًياهم". وأيضاً قال في وعظه للنساء "أيُّما امرأة مات لها ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم، كانوا لها حجاباً من النار". قالت امرأة:"واثنان يا رسول الله"، قال:"واثنان"[.
جاء أيضاً في »صحيح البخاري« الجزء الأول، ص 231 الآتي:]روى أبو هريرة قال:قال الرسول "العمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنّة” [.
يقول »القرآن« في سورة »البقرة 2 :158« الآية الآتية:]إنّ الصفا والمروة من شعائر الله. فمن حجَّ البيت واعتمر فلا جناح عليه[.
جاء في »صحيح البخاري« الجزء الرابع، ص 41 ما يلي:]عن أبى هريرة قال:"إن رجلاً سأل النبي "أخبرني يا رسول الله بعمل يدخلني الجنة". قال:"له تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة، وتصل الرحم"[.
جاء في كتاب »الأنوار المحمَّديَّة« صفحة 316 ما يلي:]عن أنس بن مالك قال:«قال رسول الله "يوقف عبدان بين يدي الله تعالى فيؤمر بهما إلى الجنة. فيقولان:"ربنا بم استأهلتنا الجنة ولم نعمل عملاً تجازينا به الجنة". فيقول الله تعالى:"ادخلا الجنة فإني آليت على نفسي ألاَّ يدخل النار من اسمهُ أحمد ولا محمد"«. ورُوِىَ عن نعيم بن شريط قال:"قال الرسول:" قال الله تعالى:"وعزَّتي وجلالي لا أعذِّب أحداً تسمَّى باسمك في النار[.
ثانياً:التعليق على ما سبق
1- تضارُب الأقوال بشأن الموضوع
من أغرب ما سُمِع وكُتِب هو الخلاف والتضاد بين هذين القولين، بحيث يصُعب التسليم بكوبهما كلام شخص واحد عاقل،.
ألم ترَ أنَّهُ بموجب الأقوال الأولى، لا يدخل إنسان قط الجنّة -سوى عيسى-؛ لأنَّهُ لا إنسان خالٍ من بعض تلك الموانع، وعلى موجب الأقوال الأخرى لا يُحرَم مسلم من الجنّة. فهل من تناقض يحاكى هذا التناقض؟! وهل يجتمع النقيضان؟
التعليق الأول
لا جنَّة لأحد
انظر كيف الأقوال الأولى حرَّمت الجنّة على كل إنسان، من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر، وعلى كل بخيل، وجبان، وخائن، ومنَّان، وفاحش، وسيء الملكة، ومنتحر، وقاتل مؤمناً عمداً، وغاشٍ لرعيته؛ مغلقة بذلك أبواب الجنّة بوجه كل إنسان بالغ الحلم؛ لأن لا إنسان خالٍ من كل هذه الشوائب ولا سيما الكبر الذي كثيراً ما يدبُّ إلى قلوب الأفاضل، فكم بالأحرى غير المؤمنين، فمن إذاً يدخل الجنّة؟ الإجابة:لا أحد.
التعليق الثاني
فشل جميع محاولات التوفيق بين النقيضين .
وما القول لا يدخل الجنة مَنْ كان كذا وكذا، وحرَّم الله الجنة على مَن كان كذا وكذا، إلاَّ بيان خلود أمثال هؤلأ في جهنم؛ لأن لا يدخل عمر الجنة أو حُرِّم عليه أن يدخلها، تفيد منعه من دخولها أبدياً. وما عدم وجود عمر أو زيد في الجنة إلاَّ وجوده في جهنم؛ لأنه لم يُذكر في الإسلام سوى مكانين للثواب والعقاب وهما الجنة وجهنم. والخلاصة أن أمثال المُشار إليهم خالدون في جهنم بمقتضى ذلك البيان. وعليه نقول:إذا كان كل الناس هكذا خطاؤن مجرمون إلى الله، فهم تحت حكم دينونته العادلة، أو حسب الأقوال السابقة هم أولاد جهنم. فأين المفرّ يا صاحبي من هذا الحكم؟ أرني إيَّاهُ إنْ استطعت!! ولكن انظر إلى الأقوال التالية لها وتعَّجب! كيف هي ألقت الأقوال الأولى في خبر كان، كأن قائل هذه غير قائل تلك، وكأنهما ضدَّان ندَّان، أو عدوّان ألدَّان.
عزيزي القارئ، قل لي كيف لا يدخل الجنّة من فيه خصلة من تلك الخصال، أو أتى معصية من تلك المعاصي، وكيف لا يُخلَّد في النار من مات على التوحيد ولو عمل من المعاصي ما عمل!!. ومن مات على قول أثره لا إله إلاَّ الله دخل الجنة، وإن كان زانياً وسارقاً. ومن أتى الثلاث المذكورة عن إيمان دخل الجنة من أي باب شاء، وزُوِّج من حورها حيث شاء، ومن له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم، ومن حجَّ حجّاً مبروراً، ومن كان اسمه أحمد أو محمد؟! هل تستطيع يا عزيزي القارئ أن تجمع بين هذين النقيضين وتؤلِّف بين هذين الضدَّين؟!. يا تُرى ما دعى محمَّد إلى نقض قوله نقضاً مشيناً وقادحاً في دعواه النبوَّة والرسالة من عند الله؟! هل رأى بقوله الأول "لا يدخل الجنة من كان ... الخ" قد خلع قلوب أصحابه وألقاهم في وهدة اليأس والقنوط من رحمة الله؛ لأن كلاً منهم رأى نفسهُ غير خالٍ من بعض تلك الخصال والذنوب. وقد أخذوا يقولون في قلوبهم وبعضهم إلى بعض :"إذا كان الإسلام هكذا يُلقينا في اليأس من رحمة الله، ويعدمنا الرجاء بالجنة والسعادة في الآخرة، فما لنا وإيَّاهُ، وما نفع الوضوء و الصلاة والحج و الزكاة إذا كانت ذرة من الكبر في قلب المسلم مانعة له من دخول الجنة!! أليست الجاهلية إذاً خير من الإسلام؟ وأين قول هذا الرجل -محمد- لنا مراراً كما على لسان الله، إن الله أعدَّ للمؤمنين به وبرسوله جنَّاتٍ تجرى من تحتها الأنهار فيها من كل الفاكهة، زوجات وأزواج، وها أنه يصرِّح لنا بأنهُ لا يدخلها من كان في قلبه أثر لكبر، ومن كان كذا، وكذا … الخ " ومن منا خالٍ من هذه المذكورات؟ فما هذه الحالة التي صرنا إليها بتصديق هذا الرجل؟ أهو يلعب بنا أم لا يدري ماذا يقول؟ أم يلتقط هذه الأفكار من مصادر مختلفة ويقرأها علينا؟". فتدارك محمد الأمر ورجع عما قال، فاتحاً بأقواله الجديدة أبواب الجنة لكل مسلم موحِّد بالله، بلسانه ولو عمل من المعاصي ما عمل، مهما تكن خصاله وأعماله وجرائمه، غير مبالٍ بما أوقع نفسهُ من التناقض المشين، ولا حاسب لأولى الانتقاء حساباً، كأن همَّهُ الوحيد مداواة الجرح الذي جرحهُ وترقيع الثوب الذي خرقهُ ليس إلاَّ. والغريب في هذا الأمر أنهُ لم يُذكر أن أحداً من أصحابه عارضهُ، أو سألهُ عن كيفية التوفيق بين النقيضين، والوئام بين القولين، على الرغم ما كان بينهم من الرجال من هم على جانب عظيم من الذكاء كأبي بكر، وعمر.
التعليق الثالث
لزوم التفرقة بين الفضيلة والواجب
وقوله ]ثلاث من جاء بهن عن إيمان دخل أبواب الجنّة حيث شاء، وزُوِّج من الحور العين حيث شاء، أ-من أدَّى دنياً خفياً، ب-قرأ )قل هو الله أحد( عشر مرات في دبر كل صلاة، جـ-عفى عن قاتله، أو جاء بإحداهن"[ ،(جواب تساهل لأبي بكر كما رأيت فيما سلف).
أ- عزيزي القارئ، هل وفاء دين الدائن فضيلة أم حق وواجب؟! فإن كان حقاً واجباً، ظاهراً كان أم خفياً، فلا أجر عليه للوافي؛ لأنه ليس هو إحساناً أو صدقة حتى يُؤجر عليه، بل هو حق عليه للغير أدَّاه لأربابه، وكلٌّ منا يعلم أن تأدية الحقوق لذويها ليست من الفضل في شيء، وإن عدم تأديتها جور وظلم. فلماذا يُثاب المرء، ولاسيما ثواب عظيم كهذا، على ما لا فضل له به؛ حتى أنه ليغضي بسبب ذلك عن كل ما اقترفهُ من الذنوب وأتاهُ من المعاصي. أفليس أن زعماً كهذا منافٍ لقداسة الله وعدله، وخاصة حديث أبى زر على إتيان المعاصي؟!
جنَّة بأرخص الأسعار
أما قراءة :)قل هو الله أحد( عشر مرات في دبر كل صلاة. فهو أسهل على الإنسان من وفاء دين عليه. ولو إن ذلك في إمكانه، إذ لا يكلَّفهُ سوى تمتمة تستغرق بضع ثوان. فأشرّ الناس يستطيع القيام به، ويذهب هكذا ناعم البال قرير العينين برجاء دخول الجنة، والتزوّج بمن شاء من حورها الحسان بناء على نطق نبيه المبين؛ وبناء عليه لا حاجة به أن يكون عفيفاً، قنوعاً، متواضعاً، خيِّراً ولا بريء الذمة من دين الدائن، بل كل ما عليه ليدخل الجنّة وينعم بغانيتها وأطعمتها الفاخرة، وقصورها الأنيقة أن يقول في دبر كل صلاة :)قل هو الله أحد( عشر مرات؛ لأن القائل هذا القول قد علَّق مثل هذا الثواب على إتيان الثلاث المذكورات أو إحداهن، وهذه إحداهن. فأين هذا من قول السيد المسيح :»كذلك أنتم أيضاً متى فعلتم كل ما أٌمرتم به فقولوا إننا عبيد بطَّالون .لأننا إنما عملنا ما يجب علينا« ((لو 10:17))
تناقض الأحاديث مع القرآن
شيء عظيم الزاني والسارق والقاتل والظالم والغاشم يستطيع بسهوله أن يأتي هذا الأمر، فيدخل الجنة غير مسئول عما ارتكب وفعل فأين إذاً العدل؟! وأين ذلك من القول:)وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون(، والقول:)يوم ليجزى الله كلّ نفس ما كسبت، إن الله سريع الحساب(. فقل لي عزيزي المسلم،هل هذه الأقوال حقة أم باطلة؟! فإن كانت حقة، فتلك الأحاديث لا شك باطلة، وقائلها أيَّاً كان مبطل، وإن كانت هذه الآيات السابقة باطلة فليس في الإسلام شيء حق.
عقيدة تفسح المجال لارتكاب المعاصي
عزيزي القارئ، ألا ترى أن مثل هذه الأقوال المنسوبة إلى محمد هي من أكبر المفسحات لارتكاب المنكرات والسقوط في وهاد المعاصي؟!.وما أدراك أن معظم أشرار المسلمين والإرهابيين متسلِّحون بمثل هذه الأحاديث وما شاكلها، فأمسوا لا يفعل فيهم وعظ ولا إنذار، ولا يفرقون بين الحلال والحرام. وهم لا يبالون إلاّ بنيل مطالبهم ومآربهم وقضاء شهواتهم. أما القول:]وعفا عن قاتله[. كأنه يريد بالمقتول أن يعفي عن قاتله قبل موته، وفي طالة يده الانتقام منه، فلا شك أن مثل هذا العفو هو من أكبر الفضائل، ومع ذلك لا يدخل صاحبه الجنة إن كان عاصياً أو أثيماً غير تائب إلى ربّه؛ لأن التوبة الحقيقية بالاتكال على الله حسب القرآن؛ وهي من الشروط التي لا بدّ منها للقبول من الله والفوز برضاه.
التعليق الرابع
براءة الله مما يُنسَب إليه.
قول محمد إن الله تعالى قال:]إني آليت على نفسي أن لا يدخل النار من اسمه أحمد أو محمد، وقال وعزتي و جلالي لا أُعذِّب أحداً تسمَّى باسمك في النار[.، من لا يتعجب وتأخذه الحيرة من جسارة الإنسان على قول مثل هذا عن فم الله العادل القدوس، وعامة المسلمين يقولون إن الأحاديث السالف ذكرها هي قول محمد نفسه كنبي من أنبياء الله، أما هذا القول هو حديث من فم الله رأساً. فهل يا ترى من مسلم عاقل يعتبر مثل هذا الحديث بل لا يقشعر بدنه عند سماعه أو قراءته؛ إني لا أرى لهذا الحديث شيئاً من الاعتبار والتصديق عند أذكياء وعقلاء المسلمين وإلاَّ لكان اسم الواحد منهم أحمد أو محمد.
التسمّي باسم أحمد أو محمَّد ينجّي من عذاب جهنّم!!
وهنا أقول إن كان التسمي بأحمد ومحمد ينجى من عذاب النار ومن عقاب الله عزّ وجلّ، ويدخل ذلك المسمَّى الجنة، مهما كانت سيرته وسريرته حسب مآل الحديث، فلماذا إذاً بسمِّي المسلمون عمر، وزيد، وخالد وعباس، وبكر، وعثمان، وعليّ ..الخ دعوا عنكم هذه الأسماء التي لا تضمن للنفس الجنة، وسموا أنفسكم وكافة بينكم أحمد ومحمد فتضمون لكم ولأنفسكم ولأولادكم الجنة، ولا تكونون بعد مفتقرين إلى إتعاب زواتكم وإنهاك أجسادكم بالفرائض والمراسيم الدينية، كالصلاة والصوم والحج والزكاة، ولا إلى كثرة الاستغفار، ولا إلى قول :)قل هو الله أحد( عشر مرات دبر كل صلاة، ولا إلى كل ما سبق ولا إلى شفاعة الشافعين، ألم يقسم الله تعالى حسب الحديث بعزته وجلاله، فإن صدَّقتم هذا الحديث فأنتم إذاً في غنى عن إتعاب أنفسكم بتلك الأمور، وكل ما يلزمك يا مسلم لدخول الجنة هو أن يكون اسمك أحمد أو محمد
الجنةَّ ليست مكان للقداسة!!
-آه- هل يجدر بالعاقل أن يعتبر مثل هذه الأمور المدرجة في هذا الباب وعلى الخصوص هذه المسألة الممهدة سبيل المعاصي لمصدّقيها، شيئاً من التصديق والاعتبار؟! كلا! الاسم لا يجعل القبيح حسناً، والرديء جيداً إني أعرف رجالاً يدعون أحمد ومحمد وهم من أشرِّ الناس ظلماً وفحشاً، فهل ذلك منهم لأنهم على عِلْم بمثل هذا الحديث ومعتبروه حقاً لا جدال فيه، فإن كان يا عزيزي أمثال هؤلاء وهم يموتون بمعاصيهم وآثامهم يدخلون الجنة، بداعي أن أسمائهم أحمد ومحمد؛ فالجنة إذاً مكان للأشرار، فلا يليق بالأبرار الصالحين المؤمنين أن يكونوا فيها، ولا يوافقهم أن يكونوا فيها.
انتهي كلامه وارجو من الاخوه المشاركه والرد
-
أخي العزيز ..
عندي تعليق البسيط ..و رجاء في نفس الوقت :
عندما قرأت الموضوع انتابني التباس في شخصك فاسمك أحمد كما هو واضح ثم تجد توقيعك في النهاية : رضيت بالاسلام ديناً .... إلخ .. فكيف تقوم بإثارة الشبهات ؟
يا أخي الكريم عندما تريد أن تنقل من أحد فاذكر في بداية المقال نقلاً عن فلان إو من الموقع الفلاني حتى لا يساء فهمك .. و لا يكفي أن يكون ذلك في العنوان فقط .
و السلام عليكم و رحمة الله
-
اخي Dexter
لقد فعل ذلك في بداية السلسلة
فهذا رابع موضوع على ما اظن
فهو ينقل لنا ما ورد في الكتاب حتى يعلق عليه الاخوة
-
الفاضل ديكستر
لقد اجابك الاخ جهاد
ولكني اعتذر لسوء عرضي للموضوع
ولكني ذكرت قصه هذا الكتاب في مشاركتي
يا مرحب بالشبهات-الجزء الاول
وهذه هي المشاركه الرابعه تقريبا والاخوه الافاضل يردو مشكورين عليها
فالمدعو اسامه عبد الفادي المصري الذي ذكرت اسمه في عنوان الموضوع هو صاحب الكتاب الذي به الشبهات وانا ليس في وسعي الان الا احضار الشبهات واطلب منكم الرد ولهذا في اخر سطر من هذه المشاركه تجد"انتهي كلامه ووارجو من الاخوه المشاركه والرد"
اعتذر مره اخري ويلا ورينا همتك في الرد علي هذا الاسامه :hp: :hp:
-
-
السلام عليكم
بارك الله فيكم جميعا وشكرا اخي الكريم أحمد عباس على مجهودك ومشاركاتك القيمة.
للرد على هذه الشبهة نقول وبالله التوفيق.
ان كاتبها ظن ظنا سيئا بانه كلما اطال واعاد وكرر ولف ودار في شبهته فان ذلك يدلل على انها شبهة حقيقية شأنه في ذلك شأن كتاب المسلسلات المصرية المملة :image5:
فبغض النظر عن كل هذا المط فنلخص قصته الطويلة بانه هناك ايات قرآنية كريمةو أحاديث نبوية شريفة تتوعد بالنار من يرتكب ذنوبا مثل الكبر... الخ وكذلك وجود ايات واحاديث تتحدث عن دخول الجنة بسبب اعمال يراها المشبوه أي صاحب الشبهة انها قليلة وغير ذات أهمية :unsure: ويرى ان هناك تعارض وتناقض واستحالة دخول الجنة وكذلك سهولة دخولها!
أولا: هناك احاديث ذكرها من كتب غير الصحاح لذا اتركها جانبا لعدم علمي بانها صحيحة ام لا ( هذا مجال لا اخوض فيه بل يحتاج لعالم في علم الحديث) ومبدأي هو ان قالها المصطفى :salla_y: فقد صدق لأنه كما قال الله تعالى عنه :salla_y: " وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى" صدق الله العظيم.
ثانيا: من المعلوم عند جميع المسلمين العلماء والعوام امثالي انه من تاب الي الله قبل الله توبته وغفر له ذنوبه جميعا بل وتبديل هذه الذنوب الي حسنات لأنه تعالى الودود الغفور العزيز الحكيم ( وقد فصلنا ذلك في رد سابق بحمد الله )
ومن المعلوم ان الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله الكريم :salla_y: قد بين لنا الحلال والحرام وبشر من يعمل الصالحات بالجنة وحذر وتوعد من يفعل السيئات بالنار اذا لم يتب منها قبل الموت :D وهذا هو بيت القصيد او مربط الخروف ابو سبعة رؤوس وسبعة أعين :blink:
اذا من الايات والاحاديث التي تحذر فاعلها وتتوعده نفهم منها الزجر والنهي عن تلك الافعال لانها تؤدي الي سؤ العاقبة مثل عبادة الخرفان والبقر سواء بسبعة رؤوس او برأس واحدة ( ماتفرقش معانا الحيوانات :P )
والايات والاحاديث الاخرى توضح وتشجع على التوبة من الذنوب وان عظمت فالله يغفر الذنوب جميعا مادام الانسان لم يغرغر.
و عليه فلا تناقض ولا استحاله للجمع بينهم.
وكذلك اخبرنا الله تعالى و الرسول الكريم :salla_y: ان الحسنة بعشر امثالها الى 700 ضعف ويضاعف الله لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم ولا نهاية لكرمه ورحمته ونعمته وفضله وعطفه. والذنب يعد بواحدة الا ان يتجاوز الله عنها او يعفو او يتوب المذنب
وبعد كل هذا يوم القيامة يدخل الله الجنة من يشاء ولو بعمل قد يراه عباد الخروف قليلا ولكنه عند الله عظيما مثل الرجل الذي سقى كلب فشكر له فغفر الله له وهكذا..
ورغم ذلك سيكون بعض الموحدين لهم ذنوب اكبر من اعمالهم الصالحة فيدخلون النار لفترة ثو يخرجهم الله برحمته التي وسعت كل شئ والتي كتبها للمؤمنين على ما منهم من العمل ولا رحمة ولا شفاعة لمن كفر بالله او اشرك معه في العبادة احدا.
أمثلة من القران الكريم على ما قلته اعلاه.
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ " محمد ايه 34
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " ال عمران ايه 135
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً " النساء ايه 48
قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ " الانفال ايه 38
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " الزمر ايه 53
"وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " الفرقان ايه 61 - 70
أظن الان هذه الايات الكريمات اوضحت المسألة واجابت على المشبوه.
ما لا يعرفه المشبوه ان الاستحالة في دخول الملكوت موجود في كتب اليهود والنصارى!
فلنعطي امثلة ونرجو من المشبوه مراجعة كتبه قبل ان يتقول على كتاب الله ورسوله :salla_y: .
1- في متى 19.9-13 دعوة يسوع للخصينة :D
"9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي)). 10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: ((إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!)) 11فَقَالَ لَهُمْ: ((لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ)).
وفي سفر التثنية 23 عدد 1-3 يقول
"لا يدخل مخصي بالرض او مجبوب في جماعة الرب 2 لايدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الرب" !!!
اذا استحالة ان يدخل المخصي في جماعة الرب وفي نفس الوقت هناك من خصوا انفسهم لأجل ملكوت السماوات!! :D
2- رومية 3 عدد 20
"20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. "
وكذلك غلاطية 3.13
"اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ((مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ))
وهذا ضد الاتي
في سفر الامثال 29 عدد 18 يقول " اما حافظ الشريعة(الناموس) فطوباه"
وسفر الامثال 28 عدد 9 " من يحول اذنه عن سماع الشريعة فصلاته مكرهه"
المزامير 119 عدد 166-167
" رجوت خلاصك يا رب ووصاياك عملت, وحفظت نفسي شهاداتك واحبها جدا"
استحالة الجمع بين ان الشريعة لعنة وفي نفس الوقت حافظها سعيد وطوباه والتغني بحب الشريعة يعني انها جيدة وحسنة وفي نفس الوقت لعنة ! يا مثبت العقل والدين :blink:
3-في سفر التكوين 17 عدد 7,10-11
ان ختان كل ذكر " عهديا ابديا" وعدد 14 عقاب لمن لا يختتن!
والمسيح قد اختتن وهو عمره 8 أيام كما في لوقا 2 عدد 21
" 21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا ، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى ، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ "
ضد ذلك في غلاطية 5 عدد 2 واصحاح 6 عدد 15
"2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!
"لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ."
وهنا استحالة (وحرام علشان دمغنا) ان يكون الختان عهدا ابديا وما معنى ابديا هنا؟
ثم يختن الصبي يسوع الذي كان الها متجسدا وتألم من أجل الختان ثم بعد كل هذا الختان لاينفع شيئا وان تم الختان فلا ينفع المسيح!!!
سؤالنا هنا هو نختن ولا مانختنش؟ :D نترك الرد للنصارى.
3- في يوحنا 14 عدد 12 يقول يسوع
"12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. "
ماهذا ياهذا؟ النصارى يعبدون المسيح بسبب المعجزات ويسوع يقول من يؤمن به يعمل مثله وافضل!!!!!!! فهل من يؤمن به يكون أفضل منه؟ وهل يستحق العبادة ايضا؟
ثم سؤالي للمشبوه وامثاله هل تؤمنون بالمسيح حقا؟ حسنا اذا قلتم نعم فاين معجزاتكم التي تفوق معجزات من تعبدونه من دون الله؟ وارجو عدم التهرب يسوع لم يقل القديسون او المؤمنون قوي لا بل مجرد ان تؤمن به يمكنك عمل معجزات أفضل منه!!
وهنا نقول انه ولا واحد قد امن بيسوع حقا والا فليدلنا النصارى على واحد فقط يعمل افضل من يسوع! واذا لم يعمل احد ذلك فان يسوع لم يقل الحق واستحالة حدوث ذلك تعني استحالة ان يدخل النصارى الملكوت لانهم لم يؤمنوا بيسوع! :D
4- هنا اختبار اخر من يسوع لمن يؤمن به في متى 21.21-22
فيفَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ : ((اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ، فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ ، بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ. 22وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ)).
هذه بسيطة جدا ما على النصراني الا ان يضع امامه تمثال ليسوع ويقول له انتقل ثم يرى وبعد ذلك يصلى ويطلب طائرة ويحصل عليها!
هذه استحالة ان يفعلها نصراني اذا نحن امام اختيار اخر وهو ان النصارى ليس عندهم ايمان او ان ما قاله يسوع كذب وعلى النصارى الاختيار.
5- اختبار اخر من يسوع في مرقس 16 عدد 17-18
"17وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ)).
ما على النصراني الا ان يشرب كوبا مثلجا من سم الفيران وبعد ذلك ان كان هناك بعد فيعرف انه مؤمن اما غير ذلك فهو غير مؤمن ولن يدخل الملكوت بل المستشفى على احسن تقدير او القبر ليلاقي حسابه على ما فرط في جنب الله وعدم الايمان بالله وتصديق الخرافات وعبادة المخلوق دون الخالق عز وجل.
وان كان عند النصارى شك ما عليهم الا ان يجربوا ليتأكدوا انهم مؤمنون بيسوع واذا فشلوا في تطبيق ما قاله يسوع على من يؤمن به فما عليهم الا التوبة والرجوع الي الله رب العالمين وهو يقبل التوبة ويغفر الذنب انه الودود الغفور.
والسلام عليكم
-
بسم الله الرحمن الرحيم
سنقوم بالرد على الشبهة المطروحة بشرح الأحاديث و تبيان المقصود منها :
1- أما قوله صلى الله عليه وسلم :
( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر )
فقد اختلف في تأويله . فذكر الخطابي فيه وجهين أحدهما : أن المراد التكبر عن الإيمان فصاحبه لا يدخل الجنة أصلا إذا مات عليه . والثاني أنه لا يكون في قلبه كبر حال دخوله الجنة , كما قال الله تعالى : { ونزعنا ما في صدورهم من غل } وهذان التأويلان فيهما بعد فإن هذا الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر المعروف وهو الارتفاع على الناس , واحتقارهم , ودفع الحق , فلا ينبغي أن يحمل على هذين التأويلين المخرجين له عن المطلوب . بل الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين أنه لا يدخل الجنة دون مجازاة إن جازاه . وقيل : هذا جزاؤه لو جازاه , وقد يتكرم بأنه لا يجازيه , بل لا بد أن يدخل كل الموحدين الجنة إما أولا , وإما ثانيا بعد تعذيب بعض أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرين عليها . وقيل : لا يدخل مع المتقين أول وهلة .
(صحيح مسلم بشرح النووي)
2- قوله صلى الله عليه وسلم :
( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )
هذا الحديث سبق شرحهما في كتاب الإيمان , وحاصله : أنه يحتمل وجهين أحدهما : أن يكون مستحلا لغشهم فتحرم عليه الجنة , ويخلد في النار . والثاني : أنه لا يستحله فيمتنع من دخولها أول وهلة مع الفائزين , وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية : ( لم يدخل معهم الجنة ) , أي : وقت دخولهم , بل يؤخر عنهم عقوبة له إما في النار وإما في الحساب , وإما في غير ذلك . وفي هذه الأحاديث : وجوب النصيحة على الوالي لرعيته , والاجتهاد في مصالحهم , والنصيحة لهم في دينهم ودنياهم , وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( يموت يوم يموت وهو غاش ) دليل على أن التوبة قبل حالة الموت نافعة .
(صحيح مسلم بشرح النووي)
3- حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا صدقة بن موسى صاحب الدقيق عن فرقد عن مرة بن شراحيل عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن ولا سيئ الملكة وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله عز وجل وفيما بينهم وبين مواليهم .
هذا هو نص الحديث الشريف عن مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند أبي بكر الصديق :radia: .
و يظهر واضحاً من نص الحديث أن المقصود عدم دخول الجنة هو مع الداخلين أول وهلة ، بدليل قوله : أول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم و بين الله عز و جل و فيما بينهم و بين مواليهم ..
فلا باب للمقارنة بين الخلد في النار مع أول من يقرع باب الجنة ، إلا إذا كان المقصود هو عدم الدخول مع الداخلين وليس الخلد في النار .
(من عندي :D )
4- حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت ذكوان يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا .
هذا هو الحديث بصحيح البخاري
وهو يطابق ما جاء في صحيح النسائي :
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد قال حدثنا شعبة عن سليمان سمعت ذكوان يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة (ثم انقطع علي شيء خالد يقول ) كانت حديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا.
و في شرح سنن النسائي للسندي :
(خالدا مخلدا)
ظاهره يوافق قوله تعالى { ومن قتل مؤمنا متعمدا } الآية لعموم المؤمن نفس القاتل أيضا لكن قال الترمذي قد جاءت الرواية بلا ذكر خالدا مخلدا أبدا وهي أصح لما ثبت من خروج أهل التوحيد من النار قلت إن صح فهو محمول على من يستحل ذلك أو على أنه يستحق ذلك الجزاء وقيل هو محمول على الامتداد وطول المكث كما ذكروا في الآية والله تعالى أعلم .
و للحديث تتمة إن أحيانا الله
-
الاخوه الافاضل
جزاكم الله خيرا
الاخ ديكستر:
منتظر باقي ردك الجميل علي الشبهه حتي تكون الشبهه قد انتهت تماما
حتي اقوم بنقل الشبهه التي تليها
وحتي ياتي الرد من الاخوه لي سؤال:
الايه"ومن يقتل مؤمنا متعمدا...."
استخدمها مصطفي محمود في كلامه عن الشفاعه الذي تعرفونه
فما تفسيرها وهل اذا قام مسلم بقتل مسلم متعمدا هل يخلد في جهنم
وارجو من الاخ 1+1+1+=1
الا يسيئ الظن بي من سؤالي :angry: :angry:
-
أخي العزيز أحمد ..
شكراً على تعليقك الذي ما يزيد الانسان إلا حماسا ً.. و إني أعتذر أشد الاعتذار عن تأخري في الرد ، لأن مثل هذه الأمور تحتاج إلى بحث يستغرق الساعات حتى نأتي بالرد الشافي . وحيث أنني أعاني من كثرة العمل هذه الأيام (في السعودية) فإنني أعتذر مرة أخرى إذا تأخرت في الرد قليلاً .. إلا أنني سأعمل جاهداّ للتوفيق بين البحث في الرد المناسب و بين عملي .. شاكراً تشجيعك إياي .. و لك مني محبة في الاسلام و التحية القلبية ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
-
أخي أحمد ..
الحق ليس علي و لا أعرف من ألوم ...
لما انتهيت من كتابة رد طويل و أردت أن أبعث الرد فوجئت بعدم استجابة الموقع و ذهب كا ما كتبت سدىً .. لذا أمهلني الوقت القليل لأعيد كتابة الرد ..
و السلام على من حفظ كتاباته خارجاً قبل أرسال المشاركة أو الرد :P
-
بسم الله الرحمن الرحيم
نكمل ما تيسر لنا من الرد على الشبهة المطروحة :
6- قال تعالى : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) (النساء) .
و نذكر من تفسير الطبري :
حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن عُيَيْنَة , عَنْ أَبِي الزِّنَاد , قَالَ : سَمِعْت رَجُلًا يُحَدِّث خَارِجَة بْن زَيْد , قَالَ : سَمِعْت أَبَاك فِي هَذَا الْمَكَان بِمِنًى يَقُول : نَزَلَتْ الشَّدِيدَة بَعْد الْهَيِّنَة , قَالَ : أَرَاهُ بِسِتَّةِ أَشْهُر , يَعْنِي : { وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا } بَعْد : { إِنَّ اللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرَك بِهِ } 4 48 8074 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ سَلَمَة بْن نُبَيْط , عَنْ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم , قَالَ : مَا نَسَخَهَا شَيْء مُنْذُ نَزَلَتْ , وَلَيْسَ لَهُ تَوْبَة . قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَأَوْلَى الْقَوْل فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ : مَعْنَاهُ : وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ إِنْ جَزَاهُ جَهَنَّم خَالِدًا فِيهَا , وَلَكِنَّهُ يَعْفُو أَوْ يَتَفَضَّل عَلَى أَهْل الْإِيمَان بِهِ وَبِرَسُولِهِ , فَلَا يُجَازِيهِمْ بِالْخُلُودِ فِيهَا , وَلَكِنَّهُ عَزَّ ذِكْره إِمَّا أَنْ يَعْفُو بِفَضْلِهِ فَلَا يُدْخِلهُ النَّار , وَإِمَّا أَنْ يُدْخِلهُ إِيَّاهَا ثُمَّ يُخْرِجهُ مِنْهَا بِفَضْلِ رَحْمَته لِمَا سَلَفَ مِنْ وَعْده عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ : { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة اللَّه إِنَّ اللَّه يَغْفِر الذُّنُوب جَمِيعًا } . 39 53
فَإِنْ ظَنَّ ظَانّ أَنَّ الْقَاتِل إِنْ وَجَبَ أَنْ يَكُون دَاخِلًا فِي هَذِهِ الْآيَة , فَقَدْ يَجِب أَنْ يَكُون الْمُشْرِك دَاخِلًا فِيهِ , لِأَنَّ الشِّرْك مِنْ الذُّنُوب , فَإِنَّ اللَّه عَزَّ ذِكْره قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ غَيْر غَافِر الشِّرْك لِأَحَدٍ بِقَوْلِهِ : { إِنَّ اللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرَك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء } 4 48 وَالْقَتْل دُون الشِّرْك .
و جاء في تفسير ابن كثير :
أَمَّا عَلَى قَوْل اِبْن عَبَّاس وَمَنْ وَافَقَهُ أَنَّهُ لَا تَوْبَة لَهُ (قاتل العمد) أَوْ عَلَى قَوْل الْجُمْهُور حَيْثُ لَا عَمَل لَهُ صَالِحًا يَنْجُو بِهِ فَلَيْسَ بِمُخَلَّدٍ فِيهَا أَبَدًا بَلْ الْخُلُود هُوَ الْمُكْث الطَّوِيل وَقَدْ تَوَاتَرَتْ الْأَحَادِيث عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ يَخْرُج مِنْ النَّار مَنْ كَانَ فِي قَلْبه أَدْنَى مِثْقَال ذَرَّة مِنْ إِيمَان " وَأَمَّا حَدِيث مُعَاوِيَة " كُلّ ذَنْب عَسَى اللَّه أَنْ يَغْفِرهُ إِلَّا الرَّجُل يَمُوت كَافِرًا أَوْ الرَّجُل يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا " فَعَسَى لِلتَّرَجِّي فَإِذَا اِنْتَفَى التَّرَجِّي فِي هَاتَيْنِ الصُّورَتَيْنِ لَانْتَفَى وُقُوع ذَلِكَ فِي أَحَدهمَا وَهُوَ الْقَتْل لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ الْأَدِلَّة وَأَمَّا مَنْ مَاتَ كَافِرًا فَالنَّصّ أَنَّ اللَّه لَا يَغْفِر لَهُ الْبَتَّة.
وَأَمَّا مُطَالَبَة الْمَقْتُول الْقَاتِل يَوْم الْقِيَامَة فَإِنَّهُ حَقّ مِنْ حُقُوق الْآدَمِيِّينَ وَهِيَ لَا تَسْقُط بِالتَّوْبَةِ وَلَكِنْ لَا بُدّ مِنْ رَدّهَا إِلَيْهِمْ وَلَا فَرْق بَيْن الْمَقْتُول وَالْمَسْرُوق مِنْهُ وَالْمَغْضُوب مِنْهُ وَالْمَقْذُوف وَسَائِر حُقُوق الْآدَمِيِّينَ فَإِنَّ الْإِجْمَاع مُنْعَقِد عَلَى أَنَّهَا لَا تَسْقُط بِالتَّوْبَةِ وَلَكِنَّهُ لَا بُدّ مِنْ رَدّهَا إِلَيْهِمْ فِي صِحَّة التَّوْبَة فَإِنْ تَعَذَّرَ ذَلِكَ فَلَا بُدّ مِنْ الْمُطَالَبَة يَوْم الْقِيَامَة .
لَكِنْ لَا يَلْزَم مِنْ وُقُوع الْمُطَالَبَة وُقُوع الْمُجَازَاة إِذْ قَدْ يَكُون لِلْقَاتِلِ أَعْمَال صَالِحَة تُصْرَف إِلَى الْمَقْتُول أَوْ بَعْضهَا ثُمَّ يَفْضُل لَهُ أَجْر يَدْخُل بِهِ الْجَنَّة أَوْ يُعَوِّض اللَّه الْمَقْتُول بِمَا يَشَاء مِنْ فَضْله مِنْ قُصُور الْجَنَّة وَنَعِيمهَا وَرَفْع دَرَجَته فِيهَا وَنَحْو ذَلِكَ وَاَللَّه أَعْلَم .
يذكر ابن كثير في تفسيره لنفس الاية :
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ خَبَر الْإِسْرَائِيلِيّ الَّذِي قَتَلَ مِائَة نَفْس ثُمَّ سَأَلَ عَالِمًا هَلْ لِي مِنْ تَوْبَة فَقَالَ : وَمَنْ يَحُول بَيْنك وَبَيْن التَّوْبَة ثُمَّ أَرْشَدَهُ إِلَى بَلَد يَعْبُد اللَّه فِيهِ فَهَاجَرَ إِلَيْهِ فَمَاتَ فِي الطَّرِيق فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَة الرَّحْمَة كَمَا ذَكَرْنَاهُ غَيْر مَرَّة وَإِذَا كَانَ هَذَا فِي بَنِي إِسْرَائِيل فَلَأَنْ يَكُون فِي هَذِهِ الْأُمَّة التَّوْبَة مَقْبُولَة بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَى لِأَنَّ اللَّه وَضَعَ عَنَّا الْآصَار وَالْأَغْلَال الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ وَبَعَثَ نَبِيّنَا بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَة .
و يذكر أيضاً :
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا النَّضْر حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الْمُغِيرَة حَدَّثَنَا حُمَيْد قَالَ : أَتَانِي أَبُو الْعَالِيَة أَنَا وَصَاحِب لِي فَقَالَ لَنَا : هَلُمَّا فَأَنْتُمَا أَشَبّ سِنًّا مِنِّي , وَأَوْعَى لِلْحَدِيثِ مِنِّي فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى بِشْر بْن عَاصِم فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَالِيَة حَدِّثْ هَؤُلَاءِ حَدِيثك فَقَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَة بْن مَالِك اللَّيْثِيّ قَالَ : بَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّة فَأَغَارَتْ عَلَى قَوْم فَشَدَّ مَعَ الْقَوْم رَجُل فَاتَّبَعَهُ رَجُل مِنْ السَّرِيَّة شَاهِرًا سَيْفه فَقَالَ الشَّادّ مِنْ الْقَوْم إِنِّي مُسْلِم فَلَمْ يَنْظُر فِيمَا قَالَ قَالَ : فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ فَنَمَى الْحَدِيث إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا فَبَلَغَ الْقَاتِل فَبَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ يَخْطُب إِذْ قَالَ الْقَاتِل : " وَاَللَّه مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْ الْقَتْل " . قَالَ : فَأَعْرَضَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ عَنْهُ وَعَمَّنْ قَبْله مِنْ النَّاس وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ ثُمَّ قَالَ أَيْضًا : " يَا رَسُول اللَّه مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْ الْقَتْل " فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَعَمَّنْ قَبْله مِنْ النَّاس وَأَخَذَ فِي خُطْبَته ثُمَّ لَمْ يَصْبِر حَتَّى قَالَ الثَّالِثَة : "وَاَللَّه يَا رَسُول اللَّه مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْ الْقَتْل " فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُعْرَف الْمَسَاءَة فِي وَجْهه فَقَالَ " إِنَّ اللَّه أَبَى عَلَى مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا ثَلَاثًا " .
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث سُلَيْمَان بْن الْمُغِيرَة وَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور مِنْ سَلَف الْأُمَّة وَخَلَفهَا أَنَّ الْقَاتِل لَهُ تَوْبَة فِيمَا بَيْنه وَبَيْن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ تَابَ وَأَنَابَ وَخَشَعَ وَخَضَعَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا بَدَّلَ اللَّه سَيِّئَاته حَسَنَات وَعَوَّضَ الْمَقْتُول مِنْ ظُلَامَته وَأَرْضَاهُ عَنْ طِلَابَته قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَاَلَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّه إِلَهًا آخَر - إِلَى قَوْله - إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا " . وَهَذَا خَبَر لَا يَجُوز نَسْخه وَحَمْله عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَحَمْل هَذِهِ الْآيَة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ خِلَاف الظَّاهِر وَيَحْتَاج حَمْله إِلَى دَلِيل وَاَللَّه أَعْلَم .
وَقَالَ تَعَالَى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة اللَّه " . وَهَذَا عَامّ فِي جَمِيع الذُّنُوب مِنْ كُفْر وَشِرْك وَشَكّ وَنِفَاق وَقَتْل وَفِسْق وَغَيْر ذَلِكَ كُلّ مَنْ تَابَ أَيْ مِنْ ذَلِكَ تَابَ اللَّه عَلَيْهِ قَالَ اللَّه تَعَالَى " إِنَّ اللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرَك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء " فَهَذِهِ الْآيَة عَامَّة فِي جَمِيع الذُّنُوب مَا عَدَا الشِّرْك وَهِيَ مَذْكُورَة فِي هَذِهِ السُّورَة الْكَرِيمَة بَعْد هَذِهِ الْآيَة وَقَبْلهَا لِتَقْوِيَةِ الرَّجَاء وَاَللَّه أَعْلَم .
7- أما بالنسبة للحديث المذكور عن صحيح مسلم فإني ما وجدت له مثيل لا في صحيح مسلم ولا في غيره من كتب الحديث . و لكن أذكر الأحاديث التي تذكر أنه من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً و التي و ردت في صحيح مسلم ، و من بينها الحديث الذي روي عن أبي ذر الغفاري ، ثم أقوم بشرح الأخير لما يحمله من معنى الحديث المذكرو في الشبهة .
ورد في صحيح مسلم :
****حدثني أبي عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يدخل الله أهل الجنة الجنة يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النار النار ثم يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون منها حمما قد امتحشوا فيلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية .
و حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب و حدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد كلاهما عن عمرو بن يحيى بهذا الإسناد وقالا فيلقون في نهر يقال له الحياة ولم يشكا وفي حديث خالد كما تنبت الغثاءة في جانب السيل وفي حديث وهيب كما تنبت الحبة في حمئة أو حميلة السيل .(أخرجه مسلم)
****و حدثني نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر يعني ابن المفضل عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل .فقال رجل من القوم كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية .
و حدثناه محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة قال سمعت أبا نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلى قوله في حميل السيل ولم يذكر ما بعده .
(أخرجه مسلم)
**** حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ووكيع عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال وكيع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال ابن نمير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات يشرك بالله شيئا دخل النار وقلت أنا ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة
(اخرحه مسلم)
و قد ورد في شرح هذا الحديث للإمام النووي في كتابه (صحيح مسلم بشرح النووي) :
- وأما حكمه صلى الله عليه وسلم على من مات يشرك بدخول النار ومن مات غير مشرك بدخوله الجنة فقد أجمع عليه المسلمون . فأما دخول المشرك النار فهو على عمومه فيدخلها ويخلد فيها ولا فرق فيه بين الكتابي اليهودي والنصراني وبين عبدة الأوثان وسائر الكفرة . ولا فرق عند أهل الحق بين الكافر عنادا وغيره , ولا بين من خالف ملة الإسلام وبين من انتسب إليها . ثم حكم بكفره بجحده ما يكفر بجحده وغير ذلك .
وأما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها دخل الجنة أولا , وإن كان صاحب كبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة , فإن عفي عنه دخل أولا وإلا عذب , ثم أخرج من النار , وخلد في الجنة . والله أعلم
و غيرها من الأحاديث التي تحمل نفس المعنى المراد .. و الآن ننتقل إلى الحديث المروي عن أبي ذر الغفاري :
حدثني زهير بن حرب وأحمد بن خراش قالا حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي قال حدثني حسين المعلم عن ابن بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه قال :
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم عليه ثوب أبيض ثم أتيته فإذا هو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال : ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة . قلت : "وإن زنى وإن سرق ؟" قال: وإن زنى وإن سرق . قلت : "وإن زنى وإن سرق ؟ " قال: وإن زنى وإن سرق (ثلاثا) ثم قال في الرابعة : على رغم أنف أبي ذر. قال فخرج أبو ذر وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر
وفي شرح الإمام النووي لصحيح مسلم :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن زنى وإن سرق )
فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار , وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها وختم لهم بالخلود في الجنة . وقد تقدم هذا كله مبسوطا . والله أعلم .
قوله : ( وإن رغم أنف أبي ذر )
هو بفتح الغين وكسرها . ذكر هذا كله الجوهري , وغيره . وهو مأخوذ من ( الرغام ) بفتح الراء وهو التراب . فمعنى ( أرغم الله أنفه ) أي ألصقه بالرغام , وأذله فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( على رغم أنف أبي ذر ) أي على ذل منه لوقوعه مخالفا لما يريد . وقيل : معناه على كراهة منه , وإنما قاله له صلى الله عليه وسلم ذلك لاستبعاده العفو عن الزاني السارق المنتهك للحرمة , واستعظامه ذلك , وتصور أبي ذر بصورة الكاره الممانع . وإن لم يكن ممانعا وكان ذلك من أبي ذر لشدة نفرته من معصية الله تعالى وأهلها . والله أعلم .
أما عن الحديث الوارد في كتاب إحياء علوم الدين فإني لم أجد له نصاً مماثلاً في كتب الحديث . فإن كان هناك نص له فأرجو أن تأتينا به و ذكر راويه و من أخرجه حتى يتسنى لنا البحث عنه و شرحه .
ولك مني نصيحة أرجو أن تأخذ بها : إن كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي يحمل في طياته الكثير من العلم النافع ، إلا أنني قرأت الكثير عن هذا الكتاب و رأي أهل العلم فيه : فمنهم من قال أنه يذكر أحاديث ما وردت في صحيح الأحاديث ، و منهم من منع قراءة هذا الكتاب . و نحن بإذن الله نطلب من الأخوة عدم الرجوع إلا كتب غير كتب السنة و أهل الجماعة بعيدين كتب الملل الأخرى من الصوفيين و غيرهم . و أقر أنني لم أقرأ هذا الكتاب ، إلا أنني أنصح بالابتعاد عما اختلف فيه العلماء لقلة علمنا . هذا و الله أعلم .
أما عن فضل سورة الإخلاص فهناك الكثير من الأحاديث التي وردت في صحيح مسلم و غيره ، ولا مجال لذكرها كلها . لذا أرجو التأكد من نص الحديث .
8- حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم . (من صحيح البخاري)
وورد في فتح الباري في شرح صحيح البخاري :
- قوله : ( ما من الناس من مسلم )
قيده به ليخرج الكافر
- قوله : ( لم يبلغوا الحنث )
ابن قرقول عن الداودي أنه ضبطه بفتح المعجمة والموحدة وفسره بأن المراد لم يبلغوا أن يعملوا المعاصي , قال ولم يذكره كذلك غيره , والمحفوظ الأول , والمعنى لم يبلغوا الحلم فتكتب عليهم الآثام . قال الخليل : بلغ الغلام الحنث إذا جرى عليه القلم , والحنث الذنب
- قوله ( إلا أدخله الله الجنة )
في حديث عتبة بن عبد الله السلمي عند ابن ماجه بإسناد حسن نحو حديث الباب لكن فيه " إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل " وهذا زائد على مطلق دخول الجنة , ويشهد له ما رواه النسائي بإسناد صحيح من حديث معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعا في أثناء حديث " ما يسرك أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك "
- قوله ( بفضل رحمته إياهم )
أي بفضل رحمة الله للأولاد . وقال ابن التين : قيل إن الضمير في رحمته للأب لكونه كان يرحمهم في الدنيا فيجازى بالرحمة في الآخرة والأول أولى , ويؤيده أن في رواية ابن ماجه من هذا الوجه " بفضل رحمة الله إياهم " وللنسائي من حديث أبي ذر " إلا غفر الله لهما بفضل رحمته " وللطبراني وابن حبان من حديث الحارث بن أقيش وهو بقاف ومعجمة مصغر مرفوعا " ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته " وفي حديث أبي ثعلبة الأشجعي المقدم ذكره " أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم " قاله بعد قوله " من مات له ولدان " فوضح بذلك أن الضمير في قوله " إياهم " للأولاد لا للآباء والله أعلم .
8- حدثنا مسلم حدثنا شعبة حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني عن ذكوان عن أبي سعيد رضي الله عنه :
أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم :" اجعل لنا يوما " . فوعظهن وقال : أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا حجابا من النار . قالت امرأة : " واثنان ؟ " قال : واثنان .
وقال شريك عن ابن الأصبهاني حدثني أبو صالح عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة : لم يبلغوا الحنث .
(صحيح البخاري).
ورد في فتح الباري بشرح صحيح البخاري :
- قوله ( أيما امرأة )
إنما خص المرأة بالذكر لأن الخطاب حينئذ كان للنساء وليس له مفهوم لما في بقية الطرق .
- قوله : ( من الولد )
بفتحتين وهو يشمل الذكر والأنثى والمفرد والجمع .
- قوله : ( واثنان )
قال ابن التين تبعا لعياض : (هذا يدل على أن مفهوم العدد ليس بحجة لأن الصحابية من أهل اللسان ولم تعتبره إذ لو اعتبرته لانتفى الحكم عندها عما عدا الثلاثة لكنها جوزت ذلك فسألته )
والظاهر أنها اعتبرت مفهوم العدد إذ لو لم تعتبره لم تسأل , والتحقيق أن دلالة مفهوم العدد ليست يقينية إنما هي محتملة ومن ثم وقع السؤال عن ذلك .
قال القرطبي : ( وإنما خصت الثلاثة بالذكر لأنها أول مراتب الكثرة فبعظم المصيبة يكثر الأجر , فأما إذا زاد عليها فقد يخف أمر المصيبة لأنها تصير كالعادة كما قيل : روعت بالبين حتى ما أراع له )
وهذا مصير منه إلى انحصار الأجر المذكور في الثلاثة ثم في الاثنين بخلاف الأربعة والخمسة , وهو جمود شديد , فإن من مات له أربعة فقد مات له ثلاثة ضرورة لأنهم إن ماتوا دفعة واحدة فقد مات له ثلاثة وزيادة , ولا خفاء بأن المصيبة بذلك أشد , وإن ماتوا واحدا بعد واحد فإن الأجر يحصل له عند موت الثالث بمقتضى وعد الصادق , فيلزم على قول القرطبي أنه إن مات له الرابع أن يرتفع عنه ذلك الأجر مع تجدد المصيبة وكفى بهذا فسادا , والحق أن تناول الخبر الأربعة فما فوقها من باب أولى وأحرى , ويؤيد ذلك أنهم لم يسألوا عن الأربعة ولا ما فوقها لأنه كالمعلوم عندهم إذ المصيبة إذا كثرت كان الأجر أعظم والله أعلم .
وقال القرطبي أيضا : ( يحتمل أن يفترق الحال في ذلك بافتراق حال المصاب من زيادة رقة القلب وشدة الحب ونحو ذلك ) وقد قدمنا الجواب عن ذلك .
( تنبيه ) :
قوله " واثنان " أي وإذا مات اثنان ما الحكم ؟ فقال " واثنان " أي وإذا مات اثنان فالحكم كذلك .
ووقع في رواية مسلم من هذا الوجه " واثنين بالنصب " أي وما حكم اثنين , وفي رواية سهل المتقدم ذكرها أو اثنان , وهو ظاهر في التسوية بين حكم الثلاثة والاثنين , وقد تقدم النقل عن ابن بطال أنه محمول على أنه أوحي إليه بذلك في الحال , ولا بعد أن ينزل عليه الوحي في أسرع من طرفة عين , ويحتمل أن يكون كان العلم عنده بذلك حاصلا لكنه أشفق عليهم أن يتكلوا لأن موت الاثنين غالبا أكثر من موت الثلاثة ما وقع في حديث معاذ وغيره في الشهادة بالتوحيد , ثم لما سئل عن ذلك لم يكن بد من الجواب والله أعلم .
و للحديث تتمة بإدن الله ...
-
السلام عليكم
بركاتك أخي أحمد ما شاء الله لقد استنفرت الهمم :D
بارك الله فيك أخي الحبيب Dexter على هذه الردود الجميلة القوية ونحن نتعلم منك كثيرا وندعو الله بالتوفيق وجزاك الله خيرا.
والسلام عليكم
-
نتابع الرد بإذن الله تعالى :
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة
(أخرجه البخاري)
ورد في فتح الباري في شرح صحيح البخاري ما يلي :
قوله : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما )
أشار ابن عبد البر إلى أن المراد تكفير الصغائر دون الكبائر قال : وذهب بعض العلماء من عصرنا إلى تعميم ذلك , ثم بالغ في الإنكار عليه , وقد تقدم التنبيه على الصواب في ذلك أوائل مواقيت الصلاة . واستشكل بعضهم كون العمرة كفارة مع أن اجتناب الكبائر يكفر فماذا تكفر العمرة ؟ والجواب أن تكفير العمرة مقيد بزمنها , وتكفير الاجتناب عام لجميع عمر العبد , فتغايرا من هذه الحيثية .
وأما مناسبة الحديث لأحد شقي الترجمة وهو وجوب العمرة فمشكل , بخلاف الشق الآخر وهو فضلها فإنه واضح , وكأن المصنف والله أعلم أشار إلى ما ورد في بعض طرق الحديث المذكور وهو ما أخرجه الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود مرفوعا " تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب والفقر كما ينفي الكير خبث الحديد . وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة " فإن ظاهره التسوية بين أصل الحج والعمرة فيوافق قول ابن عباس " إنها لقرينتها في كتاب الله " وأما إذا اتصف الحج بكونه مبرورا فذلك قدر زائد , وقد تقدم الكلام على المراد به في أوائل الحج .
ووقع عند أحمد وغيره من حديث جابر مرفوعا " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بر الحج ؟ قال إطعام الطعام وإفشاء السلام " ففي هذا تفسير المراد بالبر في الحج , ويستفاد من حديث ابن مسعود المذكور المراد بالتكفير المبهم في حديث أبي هريرة .
قال الله تعالى : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) (سورة البقرة)
ورد في تفسير الطبري :
عَنَى اللَّه تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : { إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَة } فِي هَذَا الْمَوْضِع : الْجَبَلَيْنِ الْمُسَمَّيَيْنِ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ اللَّذَيْنِ فِي حَرَمه دُون سَائِر الصَّفَا وَالْمَرْو ; وَلِذَلِكَ أَدْخَلَ فِيهِمَا الْأَلِف وَاللَّام , لِيَعْلَم عِبَاده أَنَّهُ عَنَى بِذَلِكَ الْجَبَلَيْنِ الْمَعْرُوفَيْنِ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ دُون سَائِر الصَّفَا وَالْمَرْو . وَأَمَّا قَوْله : { مِنْ شَعَائِر اللَّه } فَإِنَّهُ يَعْنِي مِنْ مَعَالِم اللَّه الَّتِي جَعَلَهَا تَعَالَى ذِكْره لِعِبَادِهِ مَعْلَمًا وَمَشْعَرًا يَعْبُدُونَهُ عِنْدهَا , إمَّا بِالدُّعَاءِ وَإِمَّا بِالذِّكْرِ وَإِمَّا بِأَدَاءِ مَا فَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْعَمَل عِنْدهَا .
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره : { فَمَنْ حَجّ الْبَيْت } فَمَنْ أَتَاهُ عَائِدًا إلَيْهِ بَعْد بَدْء .وَكَذَلِكَ كُلّ مَنْ أَكْثَر الِاخْتِلَاف إلَى شَيْء فَهُوَ حَاجّ إلَيْهِ .
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : { أَوْ اعْتَمَرَ } أَوْ اعْتَمَرَ الْبَيْت , وَيَعْنِي بِالِاعْتِمَارِ الزِّيَارَة , فَكُلّ قَاصِد لِشَيْءِ فَهُوَ لَهُ مُعْتَمِر.
و من بعض ما ذكر أيضاً :
عَنْ السُّدِّيّ قَالَ : زَعَمَ أَبُو مَالِك عَنْ ابْن عَبَّاس أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة شَيَاطِين تَعْزِف اللَّيْل أَجْمَع بَيْن الصَّفَا وَالْمَرْوَة , وَكَانَتْ بَيْنهمَا آلِهَة , فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام وَظَهَرَ قَالَ الْمُسْلِمُونَ : يَا رَسُول اللَّه لَا نَطُوف بَيْن الصَّفَا وَالْمَرْوَة , فَإِنَّهُ شِرْك كُنَّا نَفْعَلهُ فِي الْجَاهِلِيَّة ! فَأَنْزَلَ اللَّه : { فَلَا جُنَاح عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّف بِهِمَا }
و ورد أيضاً :
(وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ )
وَمَعْنَى ذَلِكَ : وَمَنْ تَطَوَّعَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَة بَعْد قَضَاء حَجَّته الْوَاجِبَة عَلَيْهِ , فَإِنَّ اللَّه شَاكِر لَهُ عَلَى تَطَوُّعه لَهُ بِمَا تَطَوَّعَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ ابْتِغَاء وَجْهه فَمُجَازِيه بِهِ , عَلِيم بِمَا قَصَدَ وَأَرَادَ بِتَطَوُّعِي بِمَا تَطَوَّعَ بِهِ وَإِنَّمَا قُلْنَا إنَّ الصَّوَاب فِي مَعْنَى قَوْله : { فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا } هُوَ مَا وَصَفْنَا دُون قَوْل مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَعْنِيّ بِهِ : فَمَنْ تَطَوَّعَ بِالسَّعْيِ وَالطَّوَاف بَيْن الصَّفَا وَالْمَرْوَة ; لِأَنَّ السَّاعِي بَيْنهمَا لَا يَكُون مُتَطَوِّعًا بِالسَّعْيِ بَيْنهمَا إلَّا فِي حَجّ تَطَوُّع أَوْ عُمْرَة تَطَوُّع لِمَا وَصَفْنَا قَبْل ; وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَ مَعْلُومًا أَنَّهُ إنَّمَا عَنَى بِالتَّطَوُّعِ بِذَلِكَ التَّطَوُّع بِمَا يَعْمَل ذَلِكَ فِيهِ مِنْ حَجّ أَوْ عُمْرَة .
وهذا شرح الآية المذكورة من باب التبيان ..
- أود أن أذكر أن الحديث المروي في صحيح البخاري عن أبي هريرة :radia: و الذي يقول بأن أعرابياً دخل إلى رسول الله :salla_icon: .. إلخ ، فهذا هو نصه :
حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب عن يحيى بن سعيد بن حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة " قال : تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان . قال : " والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا " فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا .(البخاري)
أما الحديث المذكور في الشبة فليس لأبي هريرة :radia: و هذا نصه :
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب رضي الله عنه
أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : " أخبرني بعمل يدخلني الجنة " قال : ما له ما له؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرب ما له . تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم .
وقال بهز حدثنا شعبة حدثنا محمد بن عثمان وأبوه عثمان بن عبد الله أنهما سمعا موسى بن طلحة عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا قال أبو عبد الله أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو .
(أخرجه البخاري).
ورد في فتح الباري بشرح صحيح البخاري :
قوله : ( قال ما له ما له , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرب ما له )
قال ابن الجوزي : المعنى له حاجة مهمة مفيدة جاءت به لأنه قد علم بالسؤال أن له حاجة . وروي بكسر الراء وفتح الموحدة بلفظ الفعل الماضي , وظاهره الدعاء والمعنى التعجب من السائل
قوله : ( وتصل الرحم )
أي تواسي ذوي القرابة في الخيرات . وقال النووي : معناه أن تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما تيسر على حسب حالك وحالهم من إنفاق أو سلام أو زيارة أو طاعة أو غير ذلك . وخص هذه الخصلة من بين خلال الخير نظرا إلى حال السائل , كأنه كان لا يصل رحمه فأمره به لأنه المهم بالنسبة إليه . ويؤخذ منه تخصيص بعض الأعمال بالحض عليها بحسب حال المخاطب وافتقاره للتنبيه عليها أكثر مما سواها إما لمشقتها عليه وإما لتسهيله في أمرها .
أما الأحاديث المذكورة عن التسمّي بأحمد أو محمد فإني و الله ظللت أبحث في كتب الأحاديث الصحيحة طوال الأيام الماضية علي أجد ما هو قريب لها ، و لكن ما وجدت شيئاً .. فإن كان هذا الحديث من الصحيح فليأتي بسنده و مخرجه و نتحقق من الأمر ثم نجيب على شبهته تلك .. أما أن يأتينا من أحاديث خارج كتب أهل السنة و الجماعة فلن نأخذها بعين الاعتبار ، أو أن يأتي بأحاديث ضعيفة فله نفس المعاملة .
و ما ورد في التسمّي باسم الرسول :salla_icon: نذكر :
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم قال عثمان حدثنا و قال إسحق أخبرنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال : ولد لرجل منا غلام فسماه محمدا فقال له قومه لا ندعك تسمي باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بابنه حامله على ظهره فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ولد لي غلام فسميته محمدا فقال لي قومي لا ندعك تسمي باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم أقسم بينكم .
(أخرجه مسلم)
أما عن أسماء الرسول فليست محصورة في أحمد أو محمد ، فهي كذلك تشتمل على : مصطفى ، طه ، و غيرها .. و هذا يدل على ضعف الحديث المذكور والله أعلم . أو فليأتينا بالسند الصحيح للحديث و من أخرجه .
و بذلك نكون قد أتممنا الرد على الشبهة المذكورة عن طرق شرح الأحاديث و الآيات و تبيان ما تشابه منها ..هذا و الله أعلم ..
و أريد أن أوضح نقطة قد ذكرت في القرآن الكريم في سورة مريم .. هذه الآية ترد على كل الشبهة التي ذكرها و تجيب على كل أسئلته و تبين له أن دخول النار لا يعني أبداً البقاء الأبدي فيها . و إنما هي للتطهير من الذنوب . و و الآية التالية توضح ذلك :
وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) (مريم).
و آخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين..
-
الاخ ديكستر :clamp: :clamp: :clamp:
-
الإخوة الكرام الذين أجابوا على تلك الشبهة أحسنتم وأجدتم .
أعتقد أن الموضوع بسيط جدًا إن شاء الله تعالى فقوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر لا يتعارض ابدًا مع قوله تعالى فى الحديث القدسى أدخلو الجنة من قال لا إله إلا الله وفى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ولا أدرى فى الحقيقة ما وجه التعارض فالجنة دار الأبرار وإنما خلقت النار لإذابة القلوب القاسية التى لم تطهرها التوبة والمصائب الممحصة والحسنات الماحية وهل يظن أن يجاور الله تعالى من كان فى قلبة مثقال ذرة من كبر إن دخول الجنة هنا هو تعبير عن حالة من يدخلها يوم القيامة وليس عن حاله فى الدنيا وشتان بين الأمرين .
وقد خلط صاحب الشبهة بين هذا الأمر وبين الخلاف حول خلود بعض أصحاب الكبائر فى النار كالقاتل والقاتل نفسه وأقول له هناك فرق بن آيات الوعد وآيات الوعيد فالكريم إذا وعد وفى وإذا أوعد قد يصفح
قال الشاعر فى هذا المعنى:
وإني وإن أوعدته أو وعدته.
لمخلف ايعادي ومنجز وعدي
وإنما خالف فى هذا المعنى الوعيدية وهم الخوارج والمعتزلة وأما بقية الفرق الإسلامية فترجو للقاتل عفوا وإن من الله تعالى بعد أن ينال حظه من العقاب والجزاء وحتى لو أخذنا بقول الخوارج والمعتزلة أو أخذ علينا فيمكن استثناء ذلك من القاعدة ونقول هو من قبيل العام الذى خصصته تلك الأدلة الواردة فى خلود بعض أصحاب الكبائر فى النار .
وأود هنا الإشارة إلى قضية مهمة وهى أن تطبيق القواعد المنطقية على النص النبوى غير جائز دائما فقد جاء النص النبوى موافقًا للغة العرب وفيها الكثير من المسامحات التى تقرها اللغة مراعاة لمقتضى الحال وليس ذلك ممكن فى القضية الكلية المنطقية وربما أتيحت لى الفرصة لعرض تلك المسألة التى هى مدخل لكثير من الشبهات ومن أراد المزيد فعليه قراءة المناظرة التى دارت بين القطب الرازى المنطقى وتقى الدين السبكى من علماء الشريعة حول حمل قوله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة على القواعد المنطقية ( السيوطى صون المنطق 1/53)