-
البشير متى (دعوة للعمل)
لقد فتحت هذا الموضوع باسم (متى) ، وسأترك كل منكم للبحث على النت وفى دوائر المعارف العالمية والكتب ، ليكتب لنا ما توصل إليه فى
1- التعريف بكاتب هذا الإنجيل (؟)
2- مكان كتابته
3- أصل الكتاب
4- لغة الكتاب الأصلية والحالية
5- مصادر الكتاب
6- زمن كتابته
7- قول علماء الكتاب المقدس فيه
8- ما اختلف فيه متى عن باقى الإنجيليين
9- هل كتب متى هذا الكتاب بإلهام الروح القدس؟ وما دليلك؟
دعوة للنصارى والمسلمين
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرت أكثر من 17 ساعة ولم أجد أى كتابات ، لعل المانع هو التجهيز والإعداد. أعلم أيها الأحباب أن أحد الأخوة قد سبق ووضع موضوع عن متى ، فى الحقيقة لم أره إلا الآن ، لدرجة أننى ظننت أنه أول من استجاب وفرحت جداً ، لكن سؤال يطرح نفسه: هل هذا هو كل ما قيل وما كتب فى هذا الموضوع؟ لا
أين رأى علماء دائرة المعارف الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرهم من دوائر المعارف. نحن نريد مقالاً ، لا يحتاج معه الدارس إلى بحث آخر!!
أين رأى كل علماء الكتاب المقدس القدماء والمعاصرين؟
اقتبسوا أيضا مما كتبه أخى صاحب مقال متى وأضيفوا
وفقكم الله
-
أخى أبو بكر لا تحسبن أن عدم مشاركتى راجع إلى غدم اكتراث أو حتى هدم حماس لفكرتك الممتازة، فلو أننا اتبعنا هذا الأسلوب البحثى فى كل مسألة و تناقشنا فيها تفصيلاً حتى نختمها أقسم بالله خلال عام واحد سيتخرج جيل من المهرة المحترفين، و لكن أنا مشغول جداً لحد أخر يونيو ، و باذن الله لن أفرط فى الغرصة بعد الامتحانات للمشاركة فى مثل هذه المواضيع العلمية القائمة على البحث و النقاش ، و أرجوا من كل الأخوة أن يتنشطوا و يشاركوا ، فوالله الفائدة عظيمة باذن الله
-
السلام عليكم ورحمة الله
1- التعريف بكاتب هذا الإنجيل :
القدّيس متّى الإنجيلي، هو أحد الاثنى عشر تلميذًا، كان عشّارًا اسمه لاوي واسم أبيه حلفى. رآه السيّد المسيح جالسًا عند مكان الجباية فقال له: اتبعني، فقام وتبعه (مت9: 9؛ مر2: 14؛ لو5: 29). ترك لاوي الجباية التي كان اليهود يتطلّعون إليها ببغضة، لأنها تمثل السلطة الرومانيّة المستبدة، وعلامة إذلال الشعب لحساب المستعمر الروماني المستغلّ. وقد سجّل لنا معلّمنا لوقا البشير الوليمة الكبرى التي صنعها لاوي للسيّد في بيته، ودعا إليها أصدقاءه السابقين من عشّارين وخطاة حتى يختبروا عذوبة التبعيّة للسيّد المسيح بأنفسهم (لو5: 29)، الأمر الذي أثار معلّمي اليهود، قائلين للتلاميذ: لماذا يأكل معلّمكم مع العشّارين والخطاة؟ أمّا هو فأجاب: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مت9: 11-12).
أما كلمة "متّى" فتعني "عطيّة الله"، وبالعبرانيّة "نثنائيل"، وباليونانيّة "ثيودورس"، والتي عُرِّبت "تادرس". وكأن الله بدعوته لمتّى أشبع قلبه كعطيّة إلهيّة فانتزعت نفسه من محبّة المال وأخرجت قلبه خارج الجباية.
2- مكان كتابته :
يرى التقليد أن الإنجيل كُتب في فلسطين، الأمر الذي لم يشك فيه أحد من آباء الكنيسة الأولى، وإن كان بعض الباحثين رأوا أنه كُتب في إنطاكيّة أو فينيقيّة.
3- ما اختلف فيه متى عن باقى الإنجيليين :
الاختلاف بينه وبين الاناجيل الثلاثة
1. كُتب ميلاد السيّد المسيح في إنجيل متّى بطريقة تختلف عما جاء في إنجيل لوقا، أمّا إنجيل مرقس فلم يشر إليه قط.
2. النسب كما ورد في إنجيل متّى (1: 1-17) يختلف عما ورد في إنجيل لوقا (3: 23-38).
3. التجارب الثلاث التي واجهها السيّد ذُكرت في إنجيل متّى (4: 3-12) وفي إنجيل لوقا (4: 3-12)، مع اختلاف في الترتيب.
4. أحداث القيامة وردت في كل إنجيل بطريقة متباينة، فمعلّمنا متّى تحدّث عن ظهورات السيّد في الجليل، أمّا معلّمنا لوقا فتحدّث عن ظهوراته في اليهوديّة.
5. وردت العظة على الجبل في إنجيل متّى (5-7) ولم ترد في إنجيل مرقس.
4- لغة الكتاب الأصلية والحالية :
يقول بابياس أسقف هيرابوليس عام 118م أن متّى حوى التعاليم باللسان العبري، وكل واحد فسّرها (ترجمها) كما استطاع. هذا أيضًا ما أكّده القدّيس إيريناؤس والعلاّمة أوريجينوس والقدّيسان كيرلّس الأورشليمي وأبيفانيوس. ويروي لنا المؤرخ يوسابيوس أن القدّيس بنتينوس في زيارته إلى الهند وجد إنجيل متّى باللسان العبري لدى المؤمنين تركه لهم برثولماوس الرسول.
5- زمن كتابته :
استقرّ رأي غالبيّة الدارسين أنه كُتب بعد إنجيل معلّمنا مرقس الرسول ببضع سنوات، وقبل خراب الهيكل اليهودي حيث يتحدّث عنه كنبوّة لا كواقعة قد تمت. لهذا يقدرون كتابته بالربع الثالث من القرن الأول.
6- أصل الكتاب :
هو من الأسفار التاريخية ويعتبر أنجيل متى يهودي مسيحي، إن كان قد قدّم لنا شخصيّة السيّد المسيح، لكنّه في جوهره سفر تعليمي دفاعي يقدّم المسيّا المرفوض من قادة اليهود، بكونه مكمل الناموس ومحقّق نبوّات العهد القديم، فيه يتحقّق ملكوت الله السماوي على الأرض. مصحّحًا الفكر اليهودي عن المسيّا كملك أرضي. هكذا يظهر هذا السفر كأنه يعكس تقليد كنائس اليهود المسيحيّة القويّة في فلسطين قبل سقوط أورشليم. أمّا وقد رُمز له بوجه الإنسان، فلأنه قد ركّز على التجسّد الإلهي.
وجاءت أول آية فى انجيل متى تعلن تحقيق أمل إسرائيل فى مجئ المسيا المنتظر "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم" لقد وضع رجال الكنيسة الأوائل إنجيل متى كأول كتاب فى العهد الجديد لأنه حلقة وصل بين كتب العهد القديم والعهد الجديد ويصف إنجيل متى شخص وعمل المسيا الملك .
7- قول علماء الكتاب المقدس فيه :
يرى G. D. Kilpatrick أن هذا الإنجيل في أصوله كتب بهدف ليتورجي، لتُقرأ فصوله أثناء العبادة المسيحيّة. وقد اعتمد في ذلك على ما اتسم به الإنجيل من وضوح واختصار ومطابقات وتوازن في اللغة. لكن البعض يرى أن مثل هذه السمات لا تعني أن هذا الإنجيل كتب بهذا الهدف، إنّما هي سمات الكاتب الأدبيّة، وأنه بسبب هذه السمات استخدم الإنجيل بطريقة واسعة في الأغراض الليتورجيّة.
بعض الدارسين تطلّعوا إلى هذا الإنجيل كدراسة حاخاميّة مسيحيّة تكشف عن إعلان السيّد المسيح المخفي في العهد القديم.
-
8- سماته
استخدم هذا الإنجيل في الاقتباسات الواردة في كتابات الكنيسة الأولى أكثر من غيره. ولعلّ نشره للموعظة على الجبل بطريقة تفصيليّة كدستور للحياة المسيحيّة كان له أثره على المؤمنين. أمّا سماته فهي:
1. إذ كتب متّى الإنجيلي هذا الإنجيل لليهود أوضح بطريقة عميقة العلاقة الأكيدة بين المسيحيّة والعهد القديم، موضّحًا كيف كانت الكنيسة مُبتلعة في التفكير في نبوّات العهد القديم التي تحقّقت روحيًا في المسيح يسوع ربنا. لقد أشار إلى حوالي 60 نبوّة من العهد القديم، كما تكرّرت كلمة الملكوت حوالي 55 مرّة، وذُكر السيّد المسيح كابن لداود ثمان مرّات، معلنًا أنه الموعود به. لقد حمل هذا الإنجيل جوًا يهوديًا أكثر من غيره، فيفترض في القارئ معرفة العبريّة (5: 19)، يستعمل التعبيرات المفضّلة عند اليهود كدعوة أورشليم بالمدينة المقدّسة (4: 5؛ 27: 52-53)، والهيكل بالمكان المقدّس (24: 15). يتحدّث عن أسس الأعمال الصالحة الثلاثة عند اليهود، أي الصدقة والصلاة والصوم (6: 1-8، 16-18)، وعن واجبات الكهنة في الهيكل (12: 5) وضريبة الهيكل (17: 24-27)، والعشور (23: 23) وغسل الأيدي علامة التطهير من الدم (27: 24) الخ.
أوضح أن السيّد لم يأتِ ليحتقر العهد القديم، بل ليدخل به إلى كمال غايته، من جهة الناموس والوصيّة وتحقيق ما جاء به من وعود خاصة بالخلاص. هذا التحقيق لم يتمّ فقط خلال تعاليم السيّد المسيح، وإنما أيضًا خلال شخصه كمخلّصٍ وفادٍ.
هذا ما دفع بعض الدارسين إلى التطلّع إلى هذا الإنجيل كدراسة حاخاميّة مسيحيّة تكشف عن إعلان السيّد المسيح المخفي في العهد القديم.
2. إذ يكتب متّى الإنجيلي لليهود لم يغفل عن مصارحتهم بأخطائهم، فيقول عن قائد المائة الروماني: "لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا، وأقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السماوات، وأما بنو الملكوت فيُطرحون إلى الظلمة الخارجيّة" (8: 10، 12). وقوله: "ابن الإنسان يُسلّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت" (20: 18)، وأيضًا: "ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لأمّة تعمل أثماره" (21: 43). منتقدًا تفسيرهم الحرفي لحفظ السبت (12: 1-13)، واهتمامهم بالمظهر الخارجي للعبادة (6: 2، 5، 16)، وانحرافهم وراء بعض التقاليد المناقضة للوصيّة (15: 3-9)، مؤكدًا لالتزامهم بالوصايا الشريعيّة حتى تلك التي ينطق بها الكتبة والفرّيسيّون مع نقده الشديد لريائهم (ص23) الخ.
3. إن كان هذا الإنجيل قد حمل جوًا يهوديًا أكثر من غيره من الأناجيل لكنّه لم يغفل القارئ الأممي، فيشرح له بعض الألفاظ المعروفة لدي اليهود كقوله: "عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (1: 23)، "موضع يقال له جلجثّة، وهو المُسمّى موضع الجمجمة" (27: 33). وشرح بعض النواحي الجغرافيّة، كقوله: "وأتى وسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم" (4: 13). وشرح المعتقدات التي يعرفها اليهودي مثل: "جاء إليه صدّيقيّون، الذين يقولون ليس قيامة" (22: 23)، وأيضًا عادات يهوديّة مثل "كان الوالي معتادًا في العيد أن يطلق لهم أسيرًا واحدًا من أرادوه" (27: 15).
4. مع اهتمام الإنجيلي بالشئون اليهوديّة ليس فقط بالالتجاء إلى نبوّات العهد القديم، وإنما أيضًا بالالتزام بالوصايا الناموسيّة (5: 8)، وتعاليم الكتبة والفرّيسيّين الجالسين على كرسي موسى (23: 2)، بطريقة روحيّة عميقة وجديدة، أعلن السيّد أنه مُرسل لخراف إسرائيل الضالة (15: 24)، ويرجع نسبه إلى إبراهيم أب اليهود، وينقسم إلى ثلاثة أقسام تتكون من 14 جيلاً عن كل قسم بطريقة حاخاميّة، وأنه ابن داود المنتظر الذي يدخل المدينة المقدّسة كغالبٍ. هذه جميعها تُشير إلى تحقيقات أمنيات اليهود لكن الإنجيلي لم يقف عند هذا الحد؛ أيضًا عند الخصوصيات اليهوديّة بل انطلق بفكرهم إلى الرسالة الإنجيليّة الجامعيّة، معلنًا ظهور إسرائيل الجديد الذي لا يقف عند الحدود الضيقة. فقد ورد في نسب السيّد أمميّات غريبات الجنس، وفي طفولته هرب إلى مصر كملجأ له، معلنًا احتضان الأمم لملكوته (2: 13)، وفي لقاءاته مع بعض الأمميّين والأمميّات كان يمدحهم معلنًا قوّة إيمانهم، وفي نفس الوقت هاجم الكتبة والفرّيسيّين في ريائهم وضيق أفقهم (23)، وفي مثل الكرم تحدّث عن تسليم الكرم إلى كرّامين آخرين (21: 33)، وكأنه انطلق بهم من الفهم الضيّق المتعصّب إلى الفهم الروحي الجديد وإعلان الرسالة العظيمة الممتدة إلى جميع الأمم، حيث ختم السفر بكلمات السيّد الوداعيّة: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" (28: 19).
9- الجانب اللاهوتي
إنجيل متّى هو "إنجيل الملكوت"، مركزه "ملكوت السماوات" الذي يُعلن بوضوح في الأحاديث التعليميّة للسيّد المسيح كما في أمثاله ومعجزاته. هذا الملكوت هو ملكوت المستقبل (25: 34؛ 7: 21؛ 8: 11؛ 16: 28)، لكنّه يبدأ من الآن في حياتنا كحقيقة حاضرة (12: 28؛ 4: 17؛ 5: 3؛ 11: 3). كأن ملكوت السماوات قد بدأ فعلاً بمجيء السيّد المسيح وسكناه في قلوبنا ليُعلن بكماله في مجيئه الأخير.
أما رب الملكوت فهو "المسيّا" المخلّص الذي كشف الإنجيل عن سلطانه الملوكي، موضّحًا أنه فيه تمّ المكتوب، وتحقّقت المواعيد الإلهيّة، وتمتّعت الشعوب بمشتهى الأمم! إنه موسى الجديد على مستوى فريد وفائق، يصوم أربعين يومًا، ويجرّب على الجبل ليغلب باسم شعبه وتخدمه الملائكة، يكمّل الشريعة الموسويّة لا بتسلّم وصايا على حجر منقوش بل يتكلّم بسلطان من عنده، يُشبع الجموع التي في القفر، ويتجلّى أمام تلاميذه مستدعيًا موسى وإيليّا ومتحدّثًا معهما! إنه ابن الله، لكنّه هو أيضًا ابن الإنسان، إذ حلّ في وسطنا ليدخل بنا إلى أمجاده. لهذا يدعوه "ابن الإنسان" في مواقف المجد الفائق.
10- الجانب الكنسي
لما كان إنجيل متّى البشير هو إنجيل الملكوت لهذا فهو أيضًا إنجيل الكنيسة بكونها سرّ ملكوت الله. إنه الوحيد بين الإنجيليّين يسجّل لنا تعاليم خاصة بالكنيسة بطريقة صريحة وواضحة على لسان السيّد المسيح، الذي نُسب إليه استخدام كلمة "إككليسيّا" مرّتين في عبارتين غاية في الأهمّية: فتحدّث عن أساس الكنيسة: صخرة الإيمان، قائلاً لبطرس الرسول حين أعلن إيمانه به، "على هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت16: 18). كما تحدّث عن سلطان الكنيسة. "وإن لم يسمع منهم فقُل للكنيسة، وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشّار. الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكل ما تحلّونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (18: 17-18).
هذا يكشف لنا عن اهتمام الإنجيلي متّى بالأمور الكنسيّة. والملاحظ أنه يؤكّد سرّ الكنيسة كحضرة الله وسط شعبه، وفي قلوبهم بطريقة وبأخرى عَبْر السفر كله، فيفتحه بحديث الملاك للقدّيس يوسف عن السيّد المسيح: "ويدعون اسمه عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (1: 23). وينقل إلينا حديث السيّد مع تلاميذه مقدّمًا لنا صورة مبسّطة للكنيسة المحليّة، بقوله: "لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (18: 20). كما أوضح السيّد الكنيسة الخفيّة في قلب الشاهد للحق، خاصة خلال عمله الرسولي بقوله: "من يقبلكم يقبلني" (10: 40)، "من قبِل ولدًا واحدًا مثل هذا باسمي فقد قبلني" (18: 5). كما يظهر معيّته مع شعبه المحتاج والمتألّم بقوله في اليوم الأخير: "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي الأصاغر فبي فعلتم" (25: 40). ويرى العلاّمة ترتليان أن الإنجيلي متّى في عرضه لملاقاة السيّد مع تلاميذه داخل السفينة وسط الرياح الثائرة صورة حيّة للكنيسة التي تستمد سلامها من السيّد المسيح الساكن فيها والمتجلّي داخلها بالرغم ممّا يثيره الشيطان من اضطرابات ومضايقات. أخيرًا فإن الإنجيلي يختم السفر بكلمات السيّد لتلاميذه أن يتلمذوا جميع الأمم ويعمّدوهم ويعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصاهم به (28: 19، 20) مؤكدًا معيّته معهم كل الأيام إلى انقضاء الدهر (28: 20)، وكأن الكنيسة ممتدة من حيث المكان لتشمل الأمم ومن حيث الزمان إلى مجيئه الأخير لتعيش معه وجهًا لوجه!
11- الجانب الإسخاتولوجي (الأخروي)
إذ هو سفر الملكوت السماوي الذي ينطلق بمجيء المسيح الأول ليعد الكنيسة لملاقاته في مجيئه الأخير أكّد الإنجيلي الفكر الإسخاتولوجي (الأخروي) بصورة واضحة خاصة في الاصحاحين (24، 25). ففي الأول تحدّث عن علامات انقضاء الدهر، لا لمجرد المعرفة، وإنما بقصد الاستعداد بالسهر الدائم لمجيئه الأخير. وفي الأصحاح التالي قدّم لنا أمثلة رائعة عن الملكوت السماوي وملاقاتنا مع السيّد على السحاب.
12- الأرقام
إذ يكتب الإنجيلي متّى لليهود يهتمّ بالأرقام المحبّبة لهم خاصة أرقام 3، 5، 7. فمن جهة رقم 3 نجده يقسّم نسب السيّد المسيح إلى ثلاثة مراحل (1: 17)، والتجارب التي واجهها السيّد ثلاثة (4: 1-11)، وأركان العبادة ثلاثة (6: 1-18)، ويقدّم ثلاث تشبيهات للصلاة: السؤال والطلب والقرع (7: 7-8)، وفي التجلّي أخذ السيّد معه ثلاث تلاميذ (17: 1)، وأيضًا في بستان جثّسيماني (26: 37)، وهناك صلي ثلاث مرّات (26: 39-44) وبطرس الرسول أنكر السيّد ثلاث مرّات (26: 75). وسنحاول الحديث عن معنى الأرقام أثناء عرضنا لتفسير الإنجيل.
9. من أهم ملامح هذا السفر أنه يتكون من خمس مقالات كبرى يلحقها أو يسبقها بعض القصص، حتى رأى البعض أن السفر يمثّل خمسة كتب جاءت مقابل أسفار موسى الخمسة بكون السيّد المسيح هو موسى الجديد. أمّا المقالات الخمسة فهي:
أ. الموعظة على الجبل ص 5 - 7.
ب. العمل الرسولي ص 10.
ج. أمثال الملكوت ص 13.
د. تعاليم متنوّعة ص 18.
هـ. أحاديث إسخاتولوجيّة ص 23 - 25.
محتويات السفر
إذ يتحدّث السفر عن المسيح الملك، جاءت محتوياته هكذا:
1. نسب الملك وميلاده ص 1-2
لقد أكّد متّى البشير خلال نسب السيّد المسيح حسب الشريعة اليهوديّة، أنه ابن داود من سبط يهوذا آخِر ملك من السبط الملوكي، بمجيئه انتهت سجلاّت الأنساب، إذ تحقّق هدفها ولا يمكن حاليًا أن يعرف يهودي أنسابه حتى آدم كما كان في أيام السيّد المسيح.
2. السابق للملك ص 3
كانت العادة الشرقية أن يوجد للملك سابق يهيئ له الطريق. هكذا جاء يوحنا المعمدان الملاك الذي يهيئ الطريق للملك السماوي.
3. اختبار الملك ص 4: 1-11
دخول السيّد مع الشيطان في معركة على الجبل ليغلب، فيهب كل شعبه روح الغلبة والنصرة.
4. إعلان الملك ص 4: 12-25
أعلن ملكه السماوي مُقامًا على الأرض.
5. دستور الملك ص 5-7
"الموعظة على الجبل"، الدستور الذي يعيش على أساسه الشعب ليتهيّأوا للحياة السماويّة، ويتمتّعوا بالملكوت.
6. خدمة الملك ص 8-11: 9
إذ أعلن دستوره لشعبه مارس خدمته مع كل المحتاجين، مبتدئًا هنا بتطهيره الأبرص ولمسه ليؤكّد أنه جاء من أجل المرذولين والمنبوذين، وأن الأبرص لن ينجس السيد. ثم شفي خادم قائد المائة ليُعلن أنه جاء بالأكثر من أجل الخدم والعبيد لا يحتقّر إنسانًا لسبب أو آخر.
7. رفض الملك ص 11: 10 - ص 20
خاب أمل اليهود فيه إذ كانوا ينتظرون فيه ملكًا بمفهوم زمني يسيّطر ويملك ويُقيم دولة صهيونيّة تحكم العالم. اختلفت خدمته عمّا في أذهانهم ليفتح الباب للأمم.
8. دخول الملك ص 21-25
دخوله الرسمي إلى العاصمة ليملك على الصليب بعد كشفه عن المفهوم الإنجيلي للملكوت.
9. موت الملك وقيامته ص 26-28
ملك الرب على خشبة، وقام لكي يُقيم المؤمنين أعضاء في مملكته السماويّة.
أقسام السفر
إذ يتحدّث هذا السفر عن المسيّا كرب الملكوت السماوي، يمكننا تقسيم السفر هكذا:
1. نسب الملك وميلاده 1-2.
2. رسول الملك 3.
3. اختبار الملك 4: 1-11.
4. إعلان ملكوته 4: 12-25.
5. دستور الملك 5-7.
6. خدمة الملك 8-11: 19.
7. رفض الملك 1: 20- ص 20.
8. دخوله العاصمة 21-25.
9. موت الملك وقيامته 26-28.
-
12- هل كتب متى هذا الكتاب بإلهام الروح القدس؟ وما دليلك؟
فأنقل اليكم هذا البحث عن اخونا العميد :
ليس هناك دليل يُنهض به ليبرهن أن كاتب إنجيل متى هو القديس متى تلميذ المسيح ، ولم يذكر الإنجيل نفسه اسم الكاتب ، وجاء في الاصحاح 9 : 9 ( وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى ، فقال له قم واتبعني ، فقام وتبعه ) .
وكما نرى أن الكلام عن متى جاء بصيغة الغائب مما يبرهن أن الكاتب هو شخص غير متى
وإن قيل : ولكن هذا أسلوب يسمى الإلتفات ، وهو أن يتكلم الكاتب بصيغة الغائب ، نقول ولكن الالتفات هو مثلاً الانتقال من صيغة الغائب إلى صيغة المتكلم ، أو من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب ، والكاتب هنا لم يتكلم عن نفسه أبداً بصيغة المتكلم ولا مرة واحدة ، فعجباً لهذا الأسلوب الذي لا يتكلم الكاتب فيه ولا مرة واحدة عن نفسه بصيغة المتكلم .
وكما نلاحظ أن مرقس ولوقا ذكرا أنّ العشار الذي رآه المسيح جالساً اسمه لاوي بن حلفي ولم يذكرا أن اسمه متى .
يقول قاموس الكتاب المقدس : ( ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه ) .
وكما نرى أن القاموس يقول ( يُرجّح ) ، أي أن نسبة الانجيل لمتى ليست قطعية بل هي ظنيّة ، فربما يكون متى كتبه وربما يكون شخص آخر ، فالعقيدة لا يمكن أن تبنى على التأرجح بين الآراء بل على اليقين الثابت القطعي .
ثم بعد ذلك يسوق القاموس الأسباب التي دعت للترجيح ، وهي واهية جداً ولا يستسيغها العقل أبداً فيقول :
(1) يذكر لوقا ان لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة ((كبيرة )) في اول عهده بالتلمذة (لو 5: 29 - 32) أما هو (متى ) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً (مت 9: 10 - 13).
(2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.
(3) لا يعقل أن انجيلاً خطيراً كهذا هو في مقدمة الاناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالاحرى لأن ينسب إلى احد تلاميذ المسيح.
(4) ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي ان متى قد جمع اقوال المسيح.
(5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من اتم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة... أهـــ.
ونحن إن شاء الله نجيب عنها فنقول وبالله تعالى نتأيد :
الجواب عن الأول :
من الغريب جداً أن يعتبر ذكر الوليمة باختصار دليلاً على أن الكاتب متى ، فياليت شعري لو قال لهم قائل بل ذكر الوليمة باختصار دليل على أن الكاتب ليس متى فهل بينهم وبينه فرق ؟؟؟
فلو كانت الوليمة مذكورة في إنجيل متى بتفصيل أكثر لجعلوها دليلاً وحجة على أنّ متى هو الكاتب ، ولتحجّجوا أنّ متى أدرى وأعرف بوليمته التي قدّمها ، لذلك استطاع أن يصفها بتفصيل أكثر .
ولا أدري كيف يستدلون على عقائد خطيرة بهذه السذاجة .
الجواب عن الثاني :ما علاقة الشواهد والبينات التي تدل على أن الكاتب يهودي متنصر ؟؟؟
هل لا يوجد يهودي متنصر في هذه الدنيا إلا متى ؟؟؟
اليهود الذين تنصروا كثر جداً ، ولا معنى لحصره في متى .
الجواب عن الثالث :
وهل إذا وضع سفر في نهاية الأناجيل يعني أنه من المعقول أن ينسب إلى كاتب مجهول ؟؟؟
إذن صار إنجيل يوحنا مجهول !!!
وهل هكذا يستدل على كاتب السفر بطرح سؤال (( لا يعقل )) ؟؟
وماذا لو قلنا لهم بل يُعقل - وهو الصحيح الراجح - فماذا يكون جوابهم ؟ ، لأنه ذكر الوليمة باختصار ؟؟
الجواب عن الرابع :
شهادة بابياس مرفوضة من عدة وجوه:
أ - يقول بابياس أن متى جمع الأقوال ( والتي تنسب للمسيح ) ، ولم يقل أنه كتب إنجيلاً يحكي قصة المسيح ، فبين العبارتين فرق .
ب - لا دليل أن هذه الأقوال التي جمعها متى هي نفسها إنجيل متى ، فما المقصود بهذه الأقوال لا يمكن تحديده ، وعلى المدّعي خلاف ذلك تقديم الأدلة .
ج - بابياس يقول أن إنجيل متى وُضع بالعبرية ، فلو سلمنا بقول بابياس للزم منه أن الذي بأيدينا اليوم من النسخ اليونانية هي ترجمة إنجيل متى من العبرية ، ولا ندري من هو المترجم ، فنكون عدنا بذلك إلى نقطة الصفر ، ويبقى إنجيل متى على ذمة المترجم ، ولا نعلم من هو هذا المترجم ، وبذلك نفقد الثقة به نهائياً.
د - لم يقل بابياس أنه سمع متّى يدّعي أنه هو كاتب الإنجيل ، وليس عندنا إلا دعوى بابياس التي تفتقر إلى دليل ..
ومتى مات في القرن الأول ، و بابياس من علماء القرن الثاني ومولود في القرن الأول ولا يوجد تحديد لزمن ولادته ، ولا يوجد دليل أو أدنى ما يُشير إلى أنّ بابياس رأى متى أو سمع منه ، فلا ندري كيف عرف بابياس هذا عن متى .
هـ - كذلك شهادة بابياس نقلها عنه المؤرخ يوسيبيوس ، وطبعاً الزمن منقطع بين يوسيبيوس وبابياس ، فالأول توفي في القرن الثاني والأخير توفي في منتصف القرن الرابع .
و - كذلك بابياس شهادته مجروحة ، فلقد وصفه المؤرخ يوسيبيوس بأنّ فهمه محدود ( تاريخ الكنيسة ، جزء 3 ، فصل 39 ) .
فمن كانت عدالته مجروحة فكيف يُقبل منه شهادة كهذه ؟؟
ز - هناك دليل أن بابياس لا يعرف إنجيل متّى الذي بين أيدينا ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا
( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) متى 27 : 5 .
بينما بابياس يقول :
<div align="left">
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out. </div>
ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً .
( Fragments of Papias - chapter 3 )
الجواب عن الخامس :
الجابي عادة يحتفظ بالسجلات ، فإذن إنجيل متى كتبه متى ، هل هذا هو ما يريدوا قوله
في الحقيقة أن دليلهم الخامس لا يدل لا من قريب ولا من بعيد على كاتب السفر ، ولعمري لو أن هذا يعتبر دليلاً لما بقيت دعوى في الدنيا دون دليل .
فكما ترى عزيزي القارئ أن هذه الأدلة واهية جداً ، ولا يمكن أن يستدل على كتاب إلهي بهذه السذاجة .
فهل من المعقول أن ينسب كتاب إلى الله وكاتبه في الأصل مجهول لا يُعرف ؟؟؟
وباقى البحث على هذا الرابط :
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthre...=&threadid=400
أرجو ان اكون قد لبيت بعض طلبات الاخ ابو بكر
والله المستعان
-
عزيزى الجندى
بارك الله فيك أنت وأخى سارى ووفقكما الله
لكن أنت عزيزى الجندى نقلت الجزء الأول على ما يبدو لى من مصادر نصرانية ، ولم تحلل ما نقلت منه ، حتى لم تذكر لنا المصدر ، وهذا مهم جداً للمحاور أمام الله لإثبات أمانته ، وأمام المحاور والمستمعين ، وكذلك يسهل عملية الإقناع وإقامة الحجة على الطرف الآخر.
فكيف لك لا تنتقد على سبيل المثال كلمة ملكوت الله التى ذكرها المصدر الذى نقلت عنه دون التعليق؟ اللهم إلا إذا كنت تدخر هذا لوقت آخر. على العموم لا تترك ما نقلته عن النصارى هكذا بدون تعليق ، ولو فى وقت لاحق.
لكن ننتقل إلى الجانب الحسن فى الموضوع وهو نقلك لموضوع الأستاذ العميد وسوف أستشهد به أنا أيضاً فى ردى الذى أعده على جوانب شخصية المؤلف.
بارك الله فيك
-
إنجيل متى كما عرفته دائرة المعارف الكتابية
[سأضع مداخلتى وتحليلى بين قوسين معكوفين ، لأفرق بين ما ذكرته دائرة المعارف الكتابية وبين مداخلتى أنا الشخصية:]
أولاً : اسم الإنجيل ووحدته وصحته :
يأتى إنجيل متى أو الإنجيل بحسب رواية متى أول الأناجيل القانونية طبقاً للترتيب التقليدى ، وإن لم يكن فى جميع الحالات، وينسب هذا الإنجيل - حسب شهادة الكنيسة الأولى بالإجماع - إلى متى الرسول رغم أن عنوانه لا يدل بالضرورة على مصدره المباشر.
ولم تكن وحدة هذا الإنجيل وصحته محل تساؤل على الإطلاق فى العصور الأولى، وتثبت شهادة المخطوطات والترجمات وأقوال الآباء بالإجماع صحة الأصحاحين الأول والثاني على وجه الخصوص – أى قصة ميلاد يسوع من العذراء وطفولته- كجزء أساسى من الإنجيل منذ البداية، ولذلك فإن حذف هذا الجزء من إنجيل الإييونيين الهرطوقى ، لا أساس له ، ولا معنى.
[انظر إلى اتفاق العلماء والمخطوطات والترجمات فقط على الإصحاحين الأول والثانى! وهذا معناه أن المخطوطات والترجمات الموجودة قد اختلفت فى باقى لإصحاحات الإنجيل. وعلى الرغم من أنه بدأ قوله بأن هذا الإنجيل لم يكن محل تساؤل فى العصور الأولى ، إلا أنه عاد وقرر أن المخطوطات والترجمات لم تتفق بشأن نص موحد بين هذه النسخ الموجودة من المخطوطات أو الترجمات ، واستثنى فقط الإصحاحين الأول والثانى. وسنجد فى هذا النسب الخاص بالإصحاح الأول عدد من الأخطاء سأذكرها فى مكانها. فأين تبقى عصمة الكتاب؟ وهل اختلاف المخطوطات والترجمات تدل على أنه كتاب أوحى به الله أو تعهَّدَ بحفظه؟]
[والنقطة الثانية هى دفاعه عن الإصحاحين الأول والثانى فقط ، وتقريره أن فرقة مانى قد حذفته من إنجيل مانى. وهذا الكلام له معانى كثيرة ، منها:
1- انتشار التأليف فى هذا الوقت المبكر من تاريخ النصرانية
2- الحرية الكبيرة التى كان يتعامل بها أتباع كل طائفة مع كتابهم ، سواء بالحذف أو الزيادة أو التعديل الذى يتفق مع آراء هذه الطائفة. وهذا نراه للآن بين اعتراف كل من الكاثوليك والأرثوذكس بعدد من الكتب يعتبرونها مقدسة ومن وحى الله ، الأمر الذى اختلفت معهم فيه البروتستانتية. فعندهم ستة من الكتب يرفضون أنه من وحى الله ويحذفونها من الكتاب المقدس الخاص بهم.
ومثال لذلك أيضاً ما أضافوه لنهاية إنجيل مرقس الإصحاح 16: 9-20 ، فقد حذفته اليوم بعض الكتب المقدسة ، وأبقت عليه البعض الآخر ، على أساس أن النسخة الأصلية لإنجيل مرقس لا تحتوى على هذه الأعداد ، وأنها كتبت فى عصور تالية.
ومثال لذلك أيضاً نص التثليث: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) يوحنا الأولى 5: 7-8
والمشكلة الوحيدة هنا أن هذا النص غير موجود فى الأصول اليونانية ، ولم يظهر إلى الوجود إلا فى عصور متأخرة ، وليس قبل القرن السادس عشر ، بعد 1500 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام الآن نبدأ بملخص القصة قصة هذا النص:
فهذا النص وجد فقط فى ثمانية مخطوطات سبعة منها تعود للقرن السادس عشر وهذه هى أرقام المخطوطات 61 و88 و429 و629 و636 و318 و2318 و221.
والمخطوطة الأخيرة رقم 221 هى من القرن العاشر أى بعد ألف سنة ، وموجود بها هذا النص على الهامش بخط مختلف ولا يعرف على وجة الدقة تاريخ كتابته.
معنى ذلك لا يوجد أى دليل مؤكد على وجود هذا النص فى أى مخطوطة يونانية قبل عام 1500 حتى السبعة مخطوطات السابق ذكرها منهم أربعة النص مكتوب على الهامش. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات كانت فى مخطوطة لاتينية فى القرن الرابع على الهامش ثم ترجمت إلى اليونانية.
ويقول بعض علمائهم أن النص أضيف باللغة اللاتينية أثناء احتدام النقاش مع أريوس الموحد وأتباعه، فكان لا بد من إضافة تقوى مركزهم وتخدع السذج من أتباعهم ثم وجدت هذه الإضافة طريقا بعد ذلك حتى ظهرت لأول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل إيرازموس 1522 ميلادية بضغط على إيرازموس هذا الذى لم يضعها فى الطبعة الأولى عام 1516 ولم يضعها فى الطبعة الثانية عام 1519 من كتابه.
وقد سئل عن سبب عدم وضعه هذا النص فأجاب الإجابة المنطقية الوحيدة: إنه لم يجدها فى أى نص يونانى قديم فتم وضع المخطوطة رقم 61 باليونانى وبها هذا النص هنا فقط أضافها إيرازموس إلى الكتاب وبعد ضغط قوى من الكنيسة الكاثوليكية. والسؤال كيف يجادل أحد والنص لم يظهر قبل القرن السادس عشر فى أى مخطوطة من آلاف المخطوطات الموجودة باللغة اليونانية؟؟؟] [eeww2000]
[ومثال آخر للحرية التى كانوا يتعاملون بها مع كتابهم نص التثليث فى نهاية إنجيل متى: (فاذهبوا وتلمذوا (وعمدوا) جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.) متى 28: 19
وفيه قالت موسوعة الأديان والأخلاق:
قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. إن كان غير مشكوك، لكان بالطبع دليلاً حاسماً، ولكن كونه موثوقاً أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
ونفس الموسوعة قالت: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (بإسم المسيح(1)) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة.
-إدموند شلنك، مبدأ (عقيدة) التعميد (صـفحة 28):
صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نـُـقِـلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية.
- تفسير العهد الجديد لتيندال،( الجزء الأول، صـ 275):
إن من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والإبن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قال عيسى، ولكن … إضافة دينية لاحقة.
-المسيحية، لويلهيلم بويست و كيريوس (صـ 295):
إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحاً جداً برغم وجود صيغة متى 28: 19 لتثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.
-الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، صـ 236):
إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع{عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والإبن والروح القدس.
- قاموس الكتاب المقدس لهاستينج،(طبعة 1963، صـ 1015):
الثالوث. - … غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، … كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، … (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... هذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع في متى. وقد وضح أيضاً أن فكرة الحواريين مستمرين في تعليمهم، حتى أن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
أخيراً، صيغة إيسوبيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المحامين.(بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريون أو الفلسطينيون (أنظر ديداش 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والإبن والروح ... .
- موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية:
لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى الحواريين هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال 2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس1 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث بينما الصيغة التثليثية موجودة في متى 28: 19 فقط، وبعد هذا فقط في ديداش 7: 1، وفي جوستين و أبو1 1: 16.... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).
- كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي، قرر أن:
من المحتمل أن هذه الصيغة، ( الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
- الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، وتحت عنوان
"العماد" Baptism قالت:
ماجاء في متى 28: 19 كان تقنيناً {أو ترسيخاً} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
- جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV) حول متى 28: 19 :
يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد باسم الثالوث... .
- ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت:
في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، ( الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
- توم هاربر:
توم هاربر، الكاتب الديني في تورنتو ستار {لا أدري إن كانت مجلة أو جريدة أو ...} وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 يخبرنا بهذه الحقائق:
كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقاً. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تـُـعـَـمـِّـد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والإبن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفرداً".
وبناءاً على هذا فقد طـُـرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مـُـدِّدَت [غـُـيّـِـرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان و الموحدون أيضاً في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك {Peake}:"الكنيسة الأولى (33 م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعاً { تحريفاً} مذهبياً متأخراً".
- تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723:
قالها الدكتور بيك Peake} { واضحة:
إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعاً {تحريفاً} مذهبياً متأخراً. وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الب والإبن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بإسمي.". [ترجمة (Al_sarem76).]
3- لم يخطر ببال أحد من هؤلاء الكتبة أن ما يكتبه سيطلق عليه فى يوم من الأيام كلام الله ، لأن اليهود كانوا من المحافظين ظاهرياً على كتابهم وتقاليدهم
ومعنى هذا أن لوقا قد صدق فيما ذكره فى إصحاحه الأول من انتشار التأليف والتحريف والأناجيل: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4]
أن النظرية التى وضعها إيكون ومارش (1801) القائلة بأنه قد حدثت تنقيحات متتالية لإنجيل متى، بدءاً بإنجيل أرامى ، والنظريات الأخرى المشابهة والتى وضعتها مدرسة توبنجن (بوير وهيلجنفيلد وكوستلين…الخ) وكذلك ايوالد ، عن هذه التنقيحات المتتالية للإنجيل (ويعتقد بليك بوجود إنجيل يونانى أصلى) ، جميعها تفتقر إلى الأساس التاريخى، وقد ثبت بطلانها، إذ إن المخطوطات والترجمات القديمة لا تعرف سوى الإنجيل فى صورته الحالية. وهل يعقل أن تقبل الكنائس – بكل هدوء- التنقيح تلو التنقيح دون أن تنبس بينت شفة ، أو دون أن يبقى لهذه التنقيحات المتعددة – كما يزعمون – أى أثر؟
[أعتقد بعد ما أثبتناه من تدخل الكنيسة والطوائف المذهبية فى تغيير أو إضافة أو تعديل النصوص لأكبر دليل على أن كاتب هذه السطور أعلاه بدائرة المعارف الكتابية يفتقد إلى المصداقية والموضوعية التى يتطلبها البحث العلمى ، ونراه يقوم بنفس ما قام به سابقوه من أصحاب المذاهب المختلفة أو المدافعون عنها]
[وقد أعلن “سلوس” وكان من علماء الوثنيين المشركين: أن المسيحيين بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات أو أربع مرات ، بل أزيد من هذا تبديلا ، محا الشريعة العيسوية ، وقضى عليها بالإضمحلال.] الفارق بين المخلوق والخالق ص 31
[وأعلن فاستس وهو من أعظم علماء فرقة “مانى كيز” فى القرن الرابع قائلاً: “إن هذا الأمر محقق: وهو أن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون ، بل صنفه رجل مجهول الإسم ، ونسبه إلى الحواريين ليعتبره الناس ، وآذى المريدين لعيسى إيذاء بليغاً بأن ألف الكتب التى فيها الأغلاط والتناقضات”]
[وقال فى مرشد الطالبين فى الفصل السادس من الجزء الأول ما خلاصته: (فى القرن الثانى من الميلاد كانت الأناجيل والرسائل تحت يد كنائس بعيدة ، وقد ألحق بها زوراً ودسيسة كتب أخرى اشتهرت واستعملت جداً ، فذلك وسوست بعض الكنائس فى شأن قبول الرسالة إلى العبرانيين ، ورسالة بطرس الثانية ، ورسالتى يوحنا الثانية والثالثة، ورسالة يهوذا وأعمال الرسل) إلى أن قال فى الفصل المذكور: (إنه لا يوجد فى الأناجيل تحريف فى تعاليم التاريخ ولا فى قضاياه المهمة ، بل قد يكون ذلك سهواً). وقال فيه أيضاً: (ولا تعجبن من وجود اختلافات فى نسخ الكتب المقدسة ، لأن قبل ظهور صناعة الطبع فى القرن الخامس عشر من الميلاد ، كانت تُنسَخ بالخط ، فكان بعض النساخ جاهلاً ، وبعضهم غافلاً وساهياً)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 31
[وقال هورن فى الباب الثانى من القسم الثانى من المجلد الرابع من تفسيره المطبوع سنة 1822 ما نصه: (الحالات التى وصلت إلينا من بدء زمان تأليف الأناجيل من قدماء مؤرخى الكنيسة بتراء وغير معينة ، ولا توصلنا إلى أمر معين. والمشايخ القدماء الأولون صدقوا الروايات الواهية وكتبوها. وقبل الذين جاؤوا من بعدهم مكتوبهم تعظيماً لهم. وهذه الروايات الصادقة والكاذبة وصلت من كاتب إلى كاتب آخر ، وتعذر نقدها بعد انقضاء المدة)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 33
[وقال لاردنر فى تفسيره فى المجلد الخامس هكذا: (حكم على الأناجيل المقدسة لأجل جهالة مصنفيها بأنها ليست حسنة ، بأمر السلطان “أناسطيوس” فى الأيام التى كان حاكماً فى القسطنطينية فصححت مرة أخرى)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 33
-
ثانياً : قانونيته وكاتبه :
[وفى الحقيقة سوف أركز الكلام هنا عن قانونية الكتاب المقدس بصفة عامة ، بعد أن تكلمت فى الفصل السابق عن أراء علماء الكتاب المقدس والفرق المختلفة والمعاصرين لزمن كتابة الإنجيل على أنه محرف ، كما أثبت بعضاً من النصوص التى أدخلت عليه، وسو أرجىء الكلام عن الكاتب نفسه فى جزء منفصل]
1- قانونيته: اعترفت الكنيسة الأولى بالأصل الرسولى لإنجيل متى، ووضعته بين الأسفار القانونية بدون أى تردد أو شك ، واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول "الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع". ويمكن تتبع استخدام هذا الإنجيل عند الآباء الرسوليين، وبخاصة فى رسالة برنابا حيث يقتبس من إنجيل متى (22: 14) قائلاً: "مكتوب".
[والمقصود بالكنيسة الأولى التى اعترفت بالأصل الرسولى لإنجيل متى ، ووضعته بين الأسفار القانونية بدون أدنى تردد أو شك ، هى كنيسة مجمع نيقية 325 م ، وسيأتى الكلام بالتفصيل عن هذه المجامع.]
[أما القول: (واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول "الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع".) فلا أعلم لماذا يتجاهل الكاتب آراء رجال الدين والفكر ومؤرخى القرون التى سبقت أوريجانوس والتى ذكرت فى الصفحات التالية لهذه ، أذكر منه قول “مرشد الطالبين” فى الفصل السادس من الجزء الأول ما خلاصته: (فى القرن الثانى من الميلاد كانت الأناجيل والرسائل تحت يد كنائس بعيدة ، وقد ألحق بها زوراً ودسيسة كتب أخرى اشتهرت واستعملت جداً ، فذلك وسوست بعض الكنائس فى شأن قبول الرسالة إلى العبرانيين ، ورسالة بطرس الثانية ، ورسالتى يوحنا الثانية والثالثة، ورسالة يهوذا وأعمال الرسل) إلى أن قال فى الفصل المذكور: (إنه لا يوجد فى الأناجيل تحريف فى تعاليم التاريخ ولا فى قضاياه المهمة ، بل قد يكون ذلك سهواً). وقال فيه أيضاً: (ولا تعجبن من وجود اختلافات فى نسخ الكتب المقدسة ، لأن قبل ظهور صناعة الطبع فى القرن الخامس عشر من الميلاد ، كانت تُنسَخ بالخط ، فكان بعض النساخ جاهلاً ، وبعضهم غافلاً وساهياً)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 31]
كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم. ونجد أن الأصل الرسولى لإنجيل متى، ثابت فى كتابات يوستينوس لأنه جزء من "ذكريات الرسل" المسماة "بالأناجيل" والتى كانت تقرأ أسبوعياً فى اجتماعات المسيحيين. ومما يؤكد أنه هو إنجيل متى الذى بين أيدينا، وجوده بكل تأكيد فى الدياطسرون" لتاتيان تلميذ يوستينوس، كما أن شهادة بابياس مذكورة فيما بعد.
[تقول دائرة المعارف الكتابية: (كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم.) ولا أعرف كيف كان مصدراً رئيسياً ، وهو لم يكن معلوماً لديه ولم يذكره؟ وهل كان هو نفس الكتاب الذى كان معروفاً لدى الكنيسة الأولى ـ على حد تعبير الموسوعة؟ أم أنه حدثت تغييرات وإضافات وحذف فيما بعد؟ الأمر الذى أثبته فى بداية البحث وأشرت إليه ، وأهم التحريفات التى أدخلت عليه هى نص الخاتمة الذى يأمرهم يسوع فيه بالتعميد باسم الأب والابن والروح القدس ، التى أثبت العلماء والمحققين عدم وجودها فى نسخ المخطوطات الأصلية ، وأنه أقحمت فى النص. وكذلك اعتراف لاردنر أن الأناجيل قد تم تحريفها أيام السلطان “أناسطيوس” بأمر منه أثناء سلطنته على القسطنطينية. وعلى ذلك ليس هذا دليل على صحة الكتاب.]
[وتقول دائرة المعارف الكتابية:] ويظهر الاعتراف القاطع بالإنجيل، فى الشهادات الواردة عنه والاقتباسات المأخوذة منه فى كتابات إريناوس وترتليان وأكليمندس الاسكندرى ، ومن وجوده فى القانون الموراتورى والترجمات الطليانية والبشيطة السريانية…وغيرها.
[هذا ما قالته دائرة المعارف الكتابية. ولا أعرف كيف تناست أقوال المؤرخين الآخرين ورجال الدين المسيحى على مختلف طوائفهم ، وسأكتفى هنا بما ذكره الدكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه حقيقة الكتاب المقدس من النسخ الأصلية وليست المترجمة. لكن قبل ذلك أود أن أشير إلى أقوال بعض الكتاب النصارى فى الحرية التى كان يتصرف بها الناس لتأليف كتب أطلق عليها فيما بعد أناجيل: فقال جرجس زوين اللبنانى فيما ترجمه: “إن شير بنطوس وأبيسون وجماعتهما لما كانوا يعلمون المسيحية ، كانوا يرون أن المسيح ليس إلا إنساناً ، وأنه لم يكن قبل أمه مريم فلذلك فى سنة 96 اجتمع عموم أساقفة آسيا وغيرهم عند يوحنا والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح ، وينادى بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون وأن يكتب بنوع خصوصى لاهوت المسيح.”
هكذا! قالوا له: ألف لنا إنجيل! وحددوا مطالبهم ومحتويات هذا الإنجيل! هكذا مثل البيتزا! تقف أمام خابز البيتزا وتحدد له ماهية البيتزا ومكوناتها التى تريدها. أو مثل الحذاء: تذهب إلى الصانع وتحدد نوع الجلد والقَصَّة والإكسسوارات!
وهذا ما أقر به أيضاً يوسف الدبس الخورى فى مقدمة تفسيره (من تحفة الجيل) من قوله إن يوحنا صنف إنجيله فى آخر حياته بطلب من أساقفة آسيا ، والسبب أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح فطلبوا منه إثبات وذِكْر ما أهمله متى ومرقص ولوقا فى أناجيلهم. (المسيحية للدكتور أحمد شلبى ص 209)
ومعنى هذا أن هؤلاء القوم آمنوا أن هذه الكتب لم توضع ليطلق عليها كتب مقدسة أو كلام الله ، بل هى كتب خاصة بطائفة محددة ، هى التى وضعت هذه الكتب بنفسها ، وبمبادرة شخصية من رؤسائهم. وهذا لا ينطبق على يوحنا فقط ، بل أيضاً يشمل الأناجيل الأخرى المتوافقة ، لأنهم لو علموا أنها كتبت بوحى الله ، ما اعترضوا عليها وطالبوا أحدهم بكتابة إنجيل آخر يعارض ما جاء فيها.
ومعنى هذا أنه كانت هناك طوائف فى العصور الأولى لا تؤمن بلاهوت عيسى عليه السلام، ولكن الدعاية التى تمت بتأليف إنجيل يوحنا ، وتقريره فى مجمع نيقية كان لها الصدى الأكبر فى تقرير هذه العقيدة ، وباستخدام كل مظاهر القهر والتعسف فرضت هذه العقيدة ، والويل والموت لمن خالفها.
وهو نفس ما وقع فيه أكليمندس الإسكندرى الذى استشهدت به دائرة المعارف الكتابية: إن يوحنا كتب إنجيله بعد كتَّاب الأناجيل الأخرى ، لأنه لاحظ أن الأناجيل السابقة لم تدون عن ترجمة المسيح إلا الأمور الحسية ، فتلبية لدعوة بطانته ، وبعد إستلهام روح القدس عقد العزم على كتابة “إنجيل روحى” (المسيحية للدكتور أحمد شلبى ص 210)
ونقلاً عن كتاب (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت يقول الدكتور روبرت كيل تسلر:
يؤكد القس شورر على أهمية نقد الكتاب المقدس وطرح هذا النقد لجمهور النصارى وعدم الكذب عليه: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."
ويكتب إلينا أحد قساوسة كنيسة بلدة زيورخ قائلاً : " إن الطريق ( لتقييم يطابق حقيقة الكتاب المقدس ) قد بدأ في مطلع هذا القرن ..... وعدم استخدام اللاهوتيين هذا التقييم لجريمة تجاه البشرية تشين جباههم.
وأعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة: " إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة ، إلا أن هذا لم يك شيئاً جديداً . " ( راجع تقرير الإجتماع صفحة 46 ) .
كما أعلن اللاهوتي ماكس أولرش بالزيجر في كتابه " المسيحية الحرة " الصادر بتاريخ 1979 صفحة 231 وما بعدها قائلاً : " من البديهي أن نتكلم عن أزمة الكنيسة، لكن هل سمع أحد في الأونة الأخيرة عن أزمة فهم الكتاب المقدس؟ فمنذ زمن بعيد وتتفاقم مثل هذه الأزمة، وينتج عنها الكثير من المشاكل التي يمكن السيطرة عليها في كنيستنا التي تطلق على نفسها " كنيسة الكلمة ".
هذا وقد كان وما زال نقد الكتاب المقدس يُعد من الكبائر المحرمة ، ولم تنجح لليوم محاولة نشر الأبحاث الناتجة عن فحص الكتاب المقدس فحصاً علمياً على شعب الكنيسة لتعميق فهمه لديهم . فمن المسلم به أن المرء لم يَسْعَ جاهداً لتحقيق هذا، حيث كان هناك تشبث بالرأي يؤكد أن هذا سيؤدي فقط إلى البَلْبلَة .
وربما يرجع ذلك أيضاً إلى التحرك السريع نسبياً من جانب السلطات الكنسية وهيئاتها للهروب من المشاكل الأساسية التي تتعلق بالكتاب المقدس والتى لاتنتهى. "
ونقلاً عن مقال لإرنست فالتر شميث في كتاب "النصرانية الحرة" لعام 1977 صفحة 67، فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: " هناك فجوة كبيرة راسخة منذ عشرات السنين بين اللاهوت العلمي وخطب الكنيسة، حيث يعهد لقساوستنا في المحاضرات اللاهوتية بالنقد الحديث لنص الكتاب المقدس. مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد "يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . "
وفي النهاية يقرر شميث أيضاً أنه ينبغى على الكنائس إظهار الشجاعة والتمسك بأن الكتاب المقدس ليس هو الكتاب الذي يجب أن ننفق في سبيله بدلاً من التعتيم الدائم للحقائق الواضحة وطمسها ( صفحة 51 ) .
وليس أقل من أن يطالب الأسقف الأنجليكاني جون روبنسون الكنائس بقلب الأوراق على المنضدة [أي يطالبها باللعب على المكشوف] (صفحة 52 من كتابه "مناقشة"، ميونيخ 1964) ، مع أن الأهم منهم هو أساس الدين أولاً قبل التطرق إلى إصلاح العقيدة .
ويقول عن نص الكتاب المقدس:
نص الكتاب المقدس
1 - عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى.
2 - هذا " النص الأصلي " لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب (كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد ) ، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة ، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس .
3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير
أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !
وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا .
4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط نسخ منقولة .
5 - تم فقد العديد من " المخطوطات الأصلية " وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول .
6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39) .
إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklpädie " تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل /دوبشوش صفحة 42).
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص "يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!" ، (صفحة 577) ، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).
وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).
وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة (أيضاً شميث صفحة 39) .
7 - لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .
ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة .
وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
وينهي القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس .
وحتى أشهر آباء الكنيسة " أوجستين " قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء (التي تحتويها المخطوطات اليدوية)، حتى إذا ضمنت له ( وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة .
لذلك لم يَعرف كتاب مثل هذه الأخطاء والتغييرات والتزويرات مثل ما عرفه الكتاب المقدس .
وحتى الكتاب المقدس طبعة زيوريخ الشهير بتحفظه الشديد (إنظر صفحة 2 من هذا الكتاب) يعترف بأن ما يطلق عليه "النص الأصلي" يحتوي على الكثير من الأخطاء (انظر أيضاً ملحق I الأرقام من 6 إلى 22) .
وترجع معظم هذه الأخطاء إلى أخطاء النقل أو القراءة غير المتعمدة (وأيضاً إلى عدم الإنتباه أو الفهم الخاطيء عند الإملاء أو عدم توافر المعرفة باللغة القديمة أو طريقة كتابتها أو "التحسينات" ذات النية الحسنة ... وهكذا).
ومما لا خلاف فيه والأمر الذي سلم به العلم منذ زمن بعيد أنه يوجد فيما يطلق عليه "النص الأصلي" خاصة في العهد الجديد وعلى الأخص في الأناجيل [الأربعة] العديد من التحريفات، ولا خلاف هنا إلا في عدد هذه التحريفات .
كذلك كان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أن النصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد (إنظر هولتسمان صفحة 28) ، كما اتهم ممثلوا الطوائف المختلفة بعضهم البعض بتحريفات " النص الأصلي " .
وهذا لا يعني إلا إتفاقهم في أن النص الأصلي قد إمتدت إليه يد التحريف وكذلك إختلافهم وكذلك اختلافهم في تحديد (الشخص أو الهيئات) الذين قاموا بهذه التحريفات .
ويتفق كل جاد من علماء الكتاب المقدس الذين يمثلون كل الطوائف [المسيحية] على أن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من التحريفات خصوصاً العهد الجديد وهي تأتي نتيجة لحرص كل طائفة على تدعيم نظريتها العقائدية بمثل هذه التحريفات الأمر الذي أدى إلى إنشاء القواعد الإنجيلية لذلك .
أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة (!) لأسباب عقائدية (صفحة 229 وأيضاً 234) .
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [أجزاءً أخرى] أو غيروها تماماً .
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً: "إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" (صفحة 38).
ويقول هولتسمان: "لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ) .
كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 ) أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً" ] .
ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591). كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة .
وبهذه الطريقة وقع كثير من الإضافات والشطب ناهيك عن التغييرات. ويُتهم في ذلك جزئياً أشخاص كان يجب عليهم تصحيح أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس على ضوء رأي محدد وتخمينها وتنسيقها مع بعضها البعض .
وقد ذكر نستل ودوشوتس ( صفحة 39 وكذلك صفحة 5 ) سلسلة لهذه التحريفات في أضيق نطاق ممكن ، لذلك وصفها هارنك بأنها غير مكتملة (صفحة 235).
أما علماء العصر الأكثر حداثة فهم يترفقون في حكمهم عليه ، لذلك فهم لا يطلقون عليها تحريفات بل يسمونها "تحريفات تمت عن علم" وهم بذلك يقومون بحماية المزورين ويُنسبون إليهم (بصفة عامة) "النيّة الحسنة" وبصورة وهمية الإتجار بكلمة الله (يوليشر صفحة 52) ، كما يؤكد قائلاً: "إن هذا يُعد تحريفا رسمياً" (صفحة 54).
وبالتالى لن يجدى قول ما فى هذه الكتب بعد اعتراف علماء الكتاب المقدس بما تحتويه من أخطاء ومنقولات ومحذوفات.
أما عن قانون الكتاب المقدس:
قانون "الكتاب المقدس" هو قائمة المؤلفات والكتب الإلزامية التي تدخل ضمن صفحات "الكتاب المقدس" تبعاً لإرادة هيئة القانون ، وبذلك يطلق عليها "الكتاب المقدس" و "كلمة الله" أو وحي الله بالرغم من التباين الجذري الكبير للكتابات الأخرى الموجودة في العالم التى تصطبغ بالصبغة الدينية والدنيوية .
هذا ويعتقد معظم المؤمنين بالكتاب المقدس في سذاجة أن الكتاب المقدس كان في هذه الصورة دائماً منذ البدء كما هي الآن بين أيديهم، فهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كان يحتوي على كل هذه الأجزاء التي يحتويها الكتاب الذي بأيديهم الآن .
فهم لا يعرفون - وغالباً ولا يريدون أن يعرفوا ( حتى لا يساورهم الشك ) -
أنه لم يكن لدى النصارى الأوائل أي كتاب آخر غير العهد القديم لمدة طويلة تصل إلى ( 200 ) سنة تقريباً.
وأن قانــون العهد القـديم في زمن النصارى الأوائل لم يكن قد تم الإنتهاء منه (ف. ميلد نبرجر : "نصف الحقيقة أو الكتاب الكامل" ، 1976 صفحة 27) ،
وأن كتب العهد الجديد لم تتكون إلا ببطىء شديد، ولم يفكر إنسان لمدة طويلة أن كتب العهد الجديد هذه سوف تعتبر كتباً مقدسة ،
وإنه بمرور الوقت أصبح من المعتاد قراءة هذه الكتب أمام الأمة ، ومع ذلك لم يفكر أحد أيضاً أن يساويها بالكتب المقدسة للعهد القديم ، ولم تتولد هذه الفكرة إلا بعد تحارب الإتجاهات المختلفة للمسيحية ، وأصبحت الحاجة ماسة إلى أن يستند المرء إلى شيء ملزم ، وأنه في حوالي عام (200) بعد الميلاد بدأ إعتبار هذه الكتب بصورة بطيئة كتباً مقدسة.
وأنه بعد ذلك بفترة زمنية تقرب من (200) سنة نشأ خلاف حول إختيار الكتب من بين العديد منها الذي يمكن قراءته أمام الأمة [ النصرانية ] وإعتبارها مقدسة ويمكن ضمها لقانون الكتاب المقدس بالعهد الجديد ، حيث إختار البعض كتباً معينة وإختلف آخرون معهم،
وأنه حتى ذلك اليوم وبعد 1600 عام لم يتمكن النصارى بعد من الإتفاق بصدد هذا الموضوع بسبب الكنيسة التي كانت أنذاك قد تعلمنت وخرجت عن روح تعاليمها الأساسية تحت تأثير أحد القياصرة الكفرة الملحدين وبتأثير من بعض الأساقفة منعدمي الكرامة الذين كانت لهم الكلمة المؤثرة لخدمة غرض من أغراضهم الذي يتناسب مع إتجاههم وبسبب الإختيار الذي قاموا به بشكل تعسفي ،
كذلك لا يعرف المؤمنون بالكتاب المقدس على سبيل المثال - وبصورة أصح لايريدون معرفة - أن لوثر قد رفض بشدة رسالة يعقوب واعتبرها رسالة هشَّة كما أنه لم يود أيضاً الإعتراف برؤيا يوحنا اللاهوتي ورسالة [بولس] إلى العبرانيين في إنجيله (شورر صفحة 123 ، هولتسمان 178 ) .
ويجدر بنا أن نعرف أن قانون البروتستانت والكاثوليك والكنائس الشرقية لم يتم الإتفاق عليه وتوحيده لليوم ، فكل قانون لهذه الإتجاهات الثلاثة يحتوي على كتب ينكرها الآخرون والعكس صحيح .
ويقول الدكتور روبرت كيل تسيلر فى كتابه (الروح القدس فى محكمة التاريخ): ولسوف يُدهش ما سبق كل كاثوليكي وكل بروتستانتي ( يؤمن بقرارات تلك المجامع الأولى ، حيث يعتقد أنها تمت بالوحي المطلق للروح القدس ) إذا ما وَعى حقيقة وواقع تكوين قراءات هذه المجامع ، فهي تنبثق أساساً :
1 - من القياصرة الرومان ، أي هم الذين أوحوا بها [ وليس الروح القدس].
2 - وعلى الأخص قرارات المجمع الأول التي إتخذها قيصر لم يكن مسيحياً معمّداً بل كان بعيداً كل البعد عن الإيمان [ والعقيدة ] المسيحية .
3 - وبصفة عامة من قياصرة ( وزوجاتهم ) لا ترى في حياتهم الأخلاقية والأدبية أية إنطباع يدل على أنهم أشخاص يتمتعون بقدسية خاصة تجعلهم يقومون بتمثيل صوت الروح القدس .
ولك أن تتعجب كل العجب إذا ما علمت أن قسطنطين لم كان وقت إنعقاد مجمع نيقية قد اعتنق النصرانية بعد ، ويُشك فى اعتناقه إياها حتى 18 يوم قبل موته. وفى هذا يقول الدكتور روبرت كيل تسلر: “يُعد من الثوابت أن قسطنطين الأكبر قد تم تعميده قبل موته وبعد (15) عاماً من مجمع نيقية (على أيدي أحد أتباع آريوس) وهذا يعني أنه لم يكن قد تنصر بعد وقت إنعقاد مجمع نيقية ، كما كان لعدة سنوات متتالية طالباً للتعميد وبذلك كان محروماً من العشاء الأخير .
وما زال يُعد من أحد أسباب الجدل [ التي لم يتوصل فيها إلى حل حاسم ] ، عما إذا كان قسطنطين قد عرف أساساً العقيدة المسيحية واعتنقها ، إلا أنه من المؤكد أنه كان مرتبطاً بشدة بجانب ذلك على الأقل بعبادة الشمس وميترا .”
ومعنى أن الذى عمده هو أحد أتباع آريوس أنه اعترف بصحة معتقدات آريوس ، وآمن بها ، ومعنى هذا أيضاً أنه ألغى بإيمانه هذا (داخل نفسه) قرارات مجمع نيقية الأول ، والتى صدر بشأنها قرارات تأليه يسوع.
وبهذا تسقط الثقة بالكتاب كله ، وبقانونيته ، ويتبقى لنا فى النقطة الثانية شخصية المؤلف.]
-
اخى الكريم ابو بكر بارك الله فيك وفى مجهودك
بالنسبة لعدم ذكرى المصدر فى القسم الاول فلانه من موقع نصرانى ولم اشأ ان اضع رابطه هنا فى المنتدى .
قولك فكيف لك لا تنتقد على سبيل المثال كلمة ملكوت الله التى ذكرها المصدر الذى نقلت عنه دون التعليق؟ اللهم إلا إذا كنت تدخر هذا لوقت آخر. على العموم لا تترك ما نقلته عن النصارى هكذا بدون تعليق ، ولو فى وقت لاحق.
ان شاء الله فى المرات القادمة يكون لى تعليق فأنا لم انتبه لهذه الجزئية ، وارجو ان تتابع على توجية الارشادات فهذا النقد البناء مفيد جداً .
وهناك بحث اخر للزميل العميد عن ان كاتب انجيل متى هو شخص مجهول وليس متى .
-
السلام عليكم و رحمة الله:
بسم الله ماشاء الله ، بانتظار المزيد،
أنا سعيد جداً بكم المصادر المذكورة التى تفضح حقيقة انجيل متى و المتعلقة بنص التثليث هذا و خاصة تفسيرتيندال ، و الموسوعة الكاثوليكية و قاموس الكتاب المقدس لهاستنج
الأخ الجندى جزاك الله خيراً على ما نقلته و نحن ننتظر منك ما ستقول فى نقده كما ارشدنا الأخ أبو بكر ،
و أنا سأضع حجر الأساس فالمقال يزعم الأتى فى تعريفه بمتى: ((القدّيس متّى الإنجيلي، هو أحد الاثنى عشر تلميذًا، كان عشّارًا اسمه لاوي واسم أبيه حلفى. رآه السيّد المسيح جالسًا عند مكان الجباية فقال له: اتبعني، فقام وتبعه (مت9: 9؛ مر2: 14؛ لو5: 29). ))
و هذا من تدليس المؤلف و محاولته الخبيثة لفبركة التناقض بين الأناجيل فى إسم التلميذ الذى لقاه المسيح و دعاه
فمتى أكد أنه اسمه 9:9 إذ يقول (( و فيما يسوع مجتازاً من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى ، فقال له : اتبعنى ، فقام و تبعه ))
و ذلك يناقض قول مرقس 14:2 (( و فيما هو مجتاز رأى لاوى بن حلفى جالساً عند مكان الجباية ، فقال له: اتبعنى، فقام و تبعه ))
فهذان نصان يتحدثان عن نفس الواقعة و لكن كاتب انجيل متى قال أن الكلام وجه لشخص يدعى متى، بينما كاتب انجيل مرقس جعل الكلام لشخص يسمى لاوى !!!
و مزاعم النصارى أن متى كان يسمى لاوى مردودة باطلة إذ لا تقوم على دليل ولا على بينة ، و معرفة أسماء الناس و نسبة الألقاب إليهم لا تُقبل بالتخمين ، و إنما هى ظنون اضطروا إلى إعتقادها ليدفعوا التناقض عن الأناجيل المتضاربة، {علماً أن أى من هذه الكتابات لم تكن تسمى "إنجيلاً" أساساً بل كانت تُسمى "العظة"}
و نلاحظ أن كاتب المقال حاول الإيحاء بأن متى ليس إلا لقباً جديداً و ذلك بالنظر فى معناه فقال: ((أما كلمة "متّى" فتعني "عطيّة الله"، وبالعبرانيّة "نثنائيل"، وباليونانيّة "ثيودورس"، والتي عُرِّبت "تادرس". وكأن الله بدعوته لمتّى أشبع قلبه كعطيّة إلهيّة فانتزعت نفسه من محبّة المال وأخرجت قلبه خارج الجباية))
و نسى الأستاذ المبجل نقطتين:
1) أن معظم أسماء اليهود كانت تحمل معانى تبشيرية:
فاسم اسماعيل (سميع الله) ورعوئيل (خليل الله) و رافائيل و عمونيئيل..... هلم جرا، فاسم نثنائيل الذى هو متى ليس بدعاً من الأسماء العبرية أساساً خاصة و أنه كان معلوم قبل زمن المسيح أصلاً!!
بل إن جل الأسماء عامة تحمل معانى صالحة كاسم صالح و كريم و هادى و منير و سالم و طاهر....إلخ، فهل هذا دليل على أنها ألقاب مكتسبة؟؟؟؟
2) و نسى أيضاً أن كاتب انجيل متى أعلنها صراحة أن (متى) هو اسم الشخص الذى لاقاه المسيح لا مجرد لقب، فقال ((رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى )) زد على هذا أن ذلك دليل على أن الذى لاقاه المسيح كان اسمه متى حين لاقاه المسيح لاأنه تسمى بذلك الاسم بعد ذلك!!!
و نلاحظ أخيراً أن ذكر متى فى انجيل متى بهذه الطريقة دليل صارخ على أن كاتب هذا الإنجيل ليس متى الحوارى، فقو يقول ((و فيما يسوع مجتازاً من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى ، فقال له : اتبعنى ، فقام و تبعه )) فهذا يتكلم فى تعريف شخص غائب و يشير إليه بضمير الغائب، فكيف يقال أنه يتكلم عن نفسه
أكتفى بهذا القدر و بانتظار ما سيقوله الأخ أبو بكر بخصوص شخصية متى B)
-
ALSALAMU ALAIKUM ALL MUSLIMS
BARAK ALLAH FEEKUM DEAR BROTHERS
ABU BAKER AND BROTHER AL-JENDI
MAY ALLAH BLESS U ALL
WE ACTUALLY NEED THAT, IF WE HAVE ALL INFORMATION ABOUT EVERY POINT, I THINK THAT WILL BE A VERY GOOD TOOL GUIDE TO ALL MUSLIMS
INSHA'ALLAH WE WILL WAIT FOR MORE
I DONT THINK I CAN ADD ANYTHING BUT INDEED I'M WAITING TO LEARN FROM YOU DEAR BROTHERS
AND I PRAY FOR U AND ALL MUSLIMS ALWAYS
ALSALAMU ALAIKUM
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توقفنا المرة السابقة عند التعريف بكاتب هذا الإنجيل ، ولم نتعرف عليه بعد ، وفى هذه المرة سنتعرف على شخصية كاتب الإنجيل دون التعرض لإسمه هل هو متى الحوارى أم غيره. كل ما يهمنا هنا هو التعرف على ملامح شخصية الكاتب وأمانته فى استشهاداته
[كاتبه:]
2- كاتبه: إن الأسئلة التى تجمعت حول الإنجيل الأول، لها علاقة كبيرة بالعبارة التى ثار حولها الكثير من الجدل والمنازعات، وهى العبارة التى ذكرها يوسابيوس نقلاً عما كتبه بابياس بعنوان: "تفسير كلمات الرب" . وبابياس هو أول من ذكر متى بالاسم على أنه كاتب هذا الإنجيل، وهذه هى كلماته: "كتب متى "اللوجيا" (الأقوال)، باللغة العبرية (الأرامية) وفسرها كل واحد حسبما استطاع" . ولا يمكن أن تكون إشارة بابياس هذه إلى سفر كتبه متى واقتصر فيه على أحاديث أو أقوال الرب يسوع، دون أن يذكر فيه شيئاً - أو مع ذكر القليل – عن أعماله التى يزعم الكثيرون من النقاد أنه كانت توجد عنها وثائق هى أساس هذا الإنجيل الذى بين أيدينا، حيث أن بابياس نفسه يستخدم تعبير "اللوجيا" فى إشارة إلى القصة كلها كما يقول هو نفسه عند كلامه عن مرقس: "عن الأشياء التى قالها يسوع أو فعلها".
ثم يخبرنا يوسابيوس أيضاً أن متى بعدما كرز بين مواطنيه من اليهود، ذهب إلى أمم أخرى ، بعد أن ترك لليهود إنجيلاً مكتوباً بلغتهم كبديل لخدمته الشفهية ، ويؤكد إيريناوس وأوريجانوس شهادة بابياس بأن متى هو كاتب الإنجيل الأول، ويمكن اعتبار أن هذه الشهادة كانت هى العقيدة الراسخة فى القرن الثاني ، وأن الإنجيل كتب أصلاً بالعبرية. ومن هنا ينشأ السؤال عن العلاقة بين الإنجيل اليونانى القانونى الذى عرفه الآباء ، وبين ذلك الإنجيل الأصلى الذى كتبه متى بالعبرية.
[تقول دائرة المعارف الكتابية: (وبابياس هو أول من ذكر متى بالاسم على أنه كاتب هذا الإنجيل، وهذه هى كلماته: "كتب متى "اللوجيا" (الأقوال)، باللغة العبرية (الأرامية) وفسرها كل واحد حسبما استطاع") ، ومعنى هذا أن هذا الكتاب كان قبل بابياس غير معلوم صاحبه ، وأن بابياس هو الذى عرف ما لم يعرفه من سبقوه. ولكن هل بابياس هذا من الموثوق بكلامهم؟
يقول قاموس سير الأعلام الكنسية المفهرس على النت باللغة الألمانية: (تتضارب الأراء حول الفترة التى عاش فيها بابياس أحد علماء اللاهوت النصارى والذى كان أسقفاً لمدينة هيرابوليس ، ويتجه التخمين حول هذه الفترة فتمتد من عام 70 إلى عام 130. وقد ترك مجموعة من الأخبار عن كلام وأفعال يسوع وكذلك عن تلاميذ ورسل يسوع وتلاميذهم. أما عن الجدية التى تؤخذ بها كتاباته فهى محل جدل ، ومعظم كتاباته تدخل فى دائرة شك من قبل الباحثين وعلماء اللاهوت الجادين ، ويتجنبون معظم كتاباته ، ويهمشونها. أما عن كتاباته بشأن إنجيل متى ومرقس فهى قد نالت من النقد والجدل ما يضاعف كتاباته الأخرى خاصة بشأن تأليف وتأريخ هذه الكتب. وكذلك تراه يُذكر دائما فى موضوع تكوين قانون العهد الجديد ، حيث لا توجد الحجة المقنعة للثقة بكلامه.) http://www.bautz.de/bbkl/p/papias_v_h.shtml
إذن فكلام بابياس ليس حجة على العقيدة النصرانية، وللا يؤخذ كلامه محل الثقة التامة، خاصة فى موضوع الإستشهاد بصحة كتب العهد الجديد.
هناك ما يجعلنا نؤيد الرأى القائل: إن هذه الإناجيل اشترك أكثر من شخص فى كتابتها، أو قل كما قال علماء اللاهوت الغربيين بتناوب عدد من المصححين أضافوا وحذفوا وصححوا النصوص التى يطلق عليها النصوص الأصلية التى بحوزتنا. فهناك اختلافاً كبيراً في الأسلوب والألفاظ ليس بين كل إنجيل وآخر، وإنما بين كَل إصحاح وآخر من نفس الإنجيل!! الأمر الذى يجعلنا نجزم أن هذا الإنجيل اشترك فى وضعه أكثر من مؤلف.
بل أكثر من ذلك: إننا نجد أحياناً أكثر من أسلوب واحد في الإصحاح الواحد كما سنرى، إذ كثيراً ما تصادفنا كلمة أو جملة كاملة أو عدة جمل قد دست بين النصوص الأصلية لتبدو وكأنها منها. ولكنها في حقيقتها ليست منها، لأنها تتناقض مع نص سابق أو نص لاحق مذكور هنا أو هناك، ولما كان من غير المعقول أن يناقض الرب الذى أوحى ذلك الكتاب نفسه ، فإن هذا يؤكد أن أكثر من يد واحدة قد امتدت إلى هذه الروايات - التي سموها أناجيل فيما بعد.
وبما أن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل من ناحية تاريخ كتابته ، فيكاد ينعقد الأمر بالإجماع بين علماء اللاهوت على أن إنجيل مرقس كان ضمن المصادر التى استقى متى منها معلوماته بنسبة 95 % . وبمقارنة بسيطة بين النص الأصلى عند مرقس وما كتبه متى يتضح لك اليد الآثمة التى امتدت وأضافت أو حذفت فى هذا الإنجيل:
1- (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ. 31وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. 32وَقَالَ الْقَوْلَ عَلاَنِيَةً فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. 33فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) مرقس 8: 27-33 أى كتبها مرقس فى سبع جمل.
أما عند متى:
(13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. 21مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!» 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 13-23 ، وكتبها متى فى أحد عشرة جملة أى بزيادة أربع جمل عن مرقس.
لقد أضاف متى على قول مرقس (أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ) أنه دعا يسوع ابن الله الحى.
كما أضاف إعجاب يسوع بقول بطرس فى الأعداد 17-19: (17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) فى الوقت الذى تنقضه الجملة التى تليه ، وهى تسميته بالشيطان. فكيف سيعطى يسوع الشيطان مفاتيح ملكوت السماوات والأرض؟ وكيف يمدحه على إجابته ثم يوبخه عليها؟ والأصل فى الإجابة هو التوبيخ ونفيه عن نفسه أن يكون هو المسيا (المسيح الرئيس)؟ (33فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) مرقس 8: 33
وهو نفس القول الذى قالته الشياطين من قبل وأخرسهم بسببه ولم يدعهم يتكلمون: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ)لوقا 4: 41
إذن فقد قلب النص الشخص الذى يلقب يسوع بالمسيا (المسيح الرئيس) من الشيطان المذنب ، المجرم فى حق نبيه ، إلى قديس يحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء.
2- غير كذلك لفظ الله إلى أبى
فبينما يقول مرقس: (25اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللَّهِ».) مرقس 14: 25
يقول متى: (29وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي».) متى 26: 29
وبينما يتكلم يسوع عند مرقس عن مشيئة الله: (35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) مرقس 3: 35 ، عدلها متى إلى مشيئة أبى: (50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 50
3- يروى مرقس رواية سؤال ابنى زبدى هكذا:
(35وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا». 36فَسَأَلَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟» 37فَقَالاَ لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ».) مرقس 10: 35-37
وحكاها متى هكذا: (20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً. 21فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ».) متى 20: 20-21
إذن فقد أضاف متى شخص ثالث مع ابنى زبدى وهى الأم ، كما أضاف سجودهما ليسوع وموافقة يسوع على ذلك وعدم اعتراضه.
وعلى هذا لا نجد عند مرقس أحد سجد ليسوع إلا شياطين الجن التى أخرجها من الناس (6فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ 7وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ الْعَلِيِّ! أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!».) مرقس 5: 6 ، وشياطين الإنس التى كانت تستهزىء بالمصلوب: (19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ.) مرقس 15: 19
بينما جعلها متى عادة الناس بل وألصقها أيضاً بالتلاميذ ، والأعجب من ذلك بدلاً من أن يجعل الشيطان يسجد ليسوع كما حكاها مرقس ، جعل الشيطان يطلب من يسوع أن يسجد له:
1) أتى المجوس من المشرق للسجود له: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ»)متى2: 1-2
2) نية هيرودس أن يسجد له هو الآخر: (7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 7-8
3) سجود المجوس له فى بيت لحم: (11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً.) متى 2: 11
4) (9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.) متى 4: 9-11
5) سجود الأبرص له: (1وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ. 2وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ.) متى 8: 1-2
6) سجود أحد الرؤساء له: (18وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:«إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ لَكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا». 19فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ
وَتَلاَمِيذُهُ.) متى 9: 18-19
7) سجود بطرس ومن بداخل السفينة له: (30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!».) متى 14: 30-33
8) سجود المرأة الكنعانية له: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-26
9) سجود أم ابنى زبدى له: (20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً.) متى 20: 20
10) سجود مريم المجدلية ومريم الأخرى له: (9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.) متى 28: 9 ، بينما لم يكن هناك رد فعل غير طبيعى عند مرقس 16: 10
11) ثم أخيراً سجود التلاميذ له: (16وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. 17وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا.) متى 28: 16-17
4- مثال رابع على تحريف متى كلام مرقس هو عند موت المصلوب: فيقول مرقس بإنشقاق حجاب الهيكل إلى إثنين ، بينما يزيد متى تزلزل الصخور وتشققها وانفتاح القبور وخروج أجساد القديسين منها ودخولهم المدينة:
(37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 38وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ.) مرقس 15: 38-39
(50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ 53وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.) متى 27: 51-54
5- مثال خامس لإختلاف متى عن المصدر الأساسى الذى كان يستخدمه فى النقل منه وأعنى به إنجيل مرقس ، وهو وضع الحجر عندما أتت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة المقبور: فقد كان الحجر عند مرقس قد دُحرِجَ بالفعل وكان الملاك جالساً داخل القبر (مرقس 16: 2 و6) ، أما عند متى فقد نزل ملاك الرب أمام الزائرتين ودحرجه أمام أعينهن (متى 28: 2)
6- مثال سادس وهو أن مرقس جعل ظهور يسوع لأول مرة لمريم المجدلية فقط (مرقس 16: 9) ، بينما جعلها متى لمريم المجدلية ومريم الأخرى (متى 28: 9)
نحن إذن أمام أحد اختيارين ، أحلاهما مر:
إما أن يكون متى قد سرق ما كتبه مرقس وأضاف عليه من تلقاء نفسه ليلقى الكتاب تأييد أنصار طائفته ، وإما حرفه أناس فيما بعد ونسبوه إلى متى أحد تلاميذ عيسى عليه السلام.
إذن فمهما كان اسم كاتب هذا الإنجيل فنحن نرفض أن يكون كاتب هذا الإنجيل هو أحد تلاميذ يسوع الأمناء الأتقياء الذين تعلموا على يديه وفهموا رسالته ، ونشروها ناصعة بيضاء من بعده. فلو صح أنه لم تمتد يد بالعبث بهذا الإنجيل ، لكان كاتبه لصاً ، مخرباً لما كتبه الآخرون ، مفسداً لعقائد نبى الله ورسوله.
-
أما بشأن تخمين الكنيسة أن كاتب هذا الإنجيل هو متى بن لاوى ، فيقول موقع بشارة النصرانى على شبكة الإنترنت: (القدّيس متّى الإنجيلي، هو أحد الاثنى عشر تلميذًا، كان عشّارًا اسمه لاوي واسم أبيه حلفى. رآه السيّد المسيح جالسًا عند مكان الجباية فقال له: اتبعني، فقام وتبعه (مت9: 9؛ مر2: 14؛ لو5: 29).)
[ولنقرأ سوياً هذه الإستشهادات:
(9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.) متى 9: 9
(14وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.) مرقس 2: 14
(29وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعاً كَثِيراً مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ. 30فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» 31فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) لوقا 5: 29-32
يقول قاموس الكتاب المقدس: (ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه).
فيقوم ظن الكنيسة إذن على أن متى المذكور عند متى هو لاوى بن حَلفَى المذكور عند مرقس ، على أساس تواجد الإثنين ودعوة يسوع لهما من نفس المكان.
يهمنا هنا فى نص متى بعض النقاط:
1- أن النص عند متى يذكره بصيغة الغائب ، إذن فهو يتكلم عن شخص آخر ، وهذا يدل على أن الذى كتب هذا الكلام هو شخص آخر غير متى المنسوب له هذا الإنجيل. وهذا يضع النصارى أمام أحد الإختيارات الآتية:
إما أن يكون هناك من شارك فى كتابة هذا الإنجيل ووضع هذه الفقرة ، وقد أثبتُ من قبل قول العلماء بمشاركة العديد فى كتابة هذا الإنجيل.
أو يكون التلميذ متى الذى دعاه يسوع هو غير متى الذى ألف هذا الكتاب.
أو كتب أحد المجهولين هذا الكتاب ونسبه لمتى.
2- النقطة الثانية هو شك الكنيسة نفسها فى نسبة هذا الكتاب لهذا المؤلف، واختلاف علماء النصارى فيه.
3- أن النصارى ليس عندهم قاعدة علمية للبحث الكتابى لتأصيل ما تواتر إليهم ، الأمر الذى يجعل أى باحث لرفض نتائجهم واستنتاجاتهم.
4- من المعلوم أن إنجيل متى كتب بعد إنجيل مرقس ، ولكنه وضع فى مقدمة كتب النصارى ، لإستشهاداته العديدة من العهد القديم ، فاعتبروه امتداداً للعهد القديم. ومن أخطر ما فيه أنه غيَّر تعاليم عيسى عليه السلام بأنه ليس هو المسيا الموعود ، ولكنه الآتى بعده ، وجعلها على يسوع نفسه (متى 11: 14). فمثل هذا الكتاب لا تقوم لأقواله صحة بالمرة طالما أن هناك شك فى كاتبه ، وفى مصدره.
ويقول أستاذنا العميد:
(ثم بعد ذلك يسوق القاموس الأسباب التي دعت للترجيح، وهي واهية جداً، لا يستسيغها العقل أبداً فيقول :
(1) يذكر لوقا أن لاوى (متى) صنع للسيد المسيح وليمة (كبيرة) في أول عهده بالتلمذة (لو 5: 29-32) أما هو (متى) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً (مت 9: 10-13).
(2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.
(3) لا يعقل أن انجيلاً خطيراً كهذا هو في مقدمة الاناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالأحرى لأن ينسب إلى أحد تلاميذ المسيح.
(4) ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح.
(5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من أتم واجباته لتقديم الحسابات. وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة... أهـ.)
لك أن تتخيل أن هذا رد قاموس الكتاب المقدس ودوافع استنتاجاته ، وأدلته البينة على أن هذا الكتاب من تأليف متى! ما هى الأسباب؟ لم يقل.
فعلى النقطة الأولى أقول: وهل معنى أن لاوى أقام له مأدبة عشاء أن هذا يجعل لاوى هو نفسه متى؟ لقد أقام له أحد الفريسيين أيضاً وليمة ، كما دعته مريم المجدلية فى بيتها مع التلاميذ.
وعلى النقطة الثانية والثالثة أقول: فهل كونه يهودى تنصر يعتبر هو مؤلف الإنجيل؟ فلماذا رفضت إذن أناجيل وكتابات باقى التلاميذ؟ ألم يكونوا أيضاً من اليهود الذين تنصروا ورفضت كتاباتهم؟
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى
01- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى
21- إنجيل برنابا
31- رسالة برنابا
41- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى
51- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى
61- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى
71- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى
81- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى
91- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى
02- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى
12- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى
32- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس
42- إنجيل الإثنى عشر رسولا
52- إنجيل السبعين وينسب لتلامس
62- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس)
72- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا
82- إنجيل برتولماوس
92- إنجيل تداوس
03- إنجيل ماركيون
13- إنجيل باسيليوس
23- إنجيل العبرانيين أو الناصريين
33- إنجيل الكمال
43- إنجيل الحق
53- إنجيل الأنكرتيين
63- إنجيل أتباع إيصان
73- إنجيل عمالانيل
83- إنجيل الأبيونيين
93- إنجيل أتباع فرقة مانى
04- إنجيل أتباع مرقيون (مرسيون)
14- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
24- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
34- إنجيل تاسينس
44- إنجيل هسيشيوس
54- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
64- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
74- أعمال بولس
84- أعمال بطرس وأندراوس
94- أعمال بطرس وبولس
05- رؤيا بطرس
15- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
25- مراعى هرماس
35- إنجيل يهوذا
45- إنجيل مريم
55- أعمال بولس وتكلة
65- سفر الأعمال القانونى
75- أعمال أندراوس
85- رسالة يسوع
95- راعى هرماس
06- إنجيل متياس
16- إنجيل فليمون
26- إنجيل كيرنثوس
36- إنجيل مولد مريم
46- إنجيل متى المُزيَّف
56- إنجيل يوسف النجار
66- إنجيل إنتقال مريم
76- إنجيل يوسيفوس
86- سفر ياشر
فإذا كنتم قد رفضتم إنجيل عيسى أو إنجيل مريم أو إنجيل أحد التلاميذ ظنا منكم أنه نسب إليه وهو لم يكتبه ، فها هو نفس الحال لديكم بالنسبة لإنجيل متى ، ولو قبلتموه لأن متى يهودى وتنصر وأصبح من أتباع يسوع فأصحاب كل هذه الأناجيل من أتباع يسوع ، فما وجه الخلاف؟
هذا بالإضافة إلى بولس الذى ضل وأضل الناس بأفكاره وعقائده ، ومع ذلك قبلتم كتاباته ، بل واعتبرتموه من الرسل: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 17-32
وإذا كان وضع الإنجيل عندهم فى بداية الكتاب دليل على صحة كاتبه وأن متى هو لاوى بن حلفى ، فمعنى هذا أن الإنجيل الرابع أقل فى اليقين وفى نسبة صاحبه إليه من إنجيل متى، ومعنى هذا أيضاً أن رسالة يعقوب ورؤيا يوحنا أقل بكثير من ذلك فى صحتيهما وفى نسبتهما لمؤلفيها.
والمتتبع لرواية متى يتملكه العجب من كيفية دعوة عيسى عليه السلام لمتى أن يتبعه ، عندما رآه لأول مرة ، ثم وجود يسوع عنده فى البيت مع عشارين وخطاة آخرين: (9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ. 10وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْبَيْتِ إِذَا عَشَّارُونَ وَخُطَاةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَاتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ. 11فَلَمَّا نَظَرَ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟») متى 9: 9-11
أم كان يسوع والعشارين والخطاة ومتى عند لاوى بن حلفى فى بيته ، حيث ذكر النص
فى البيت ، ولم يحدد بيت مَن؟
فلماذا لا تكون عندكم قواعد صارمة يبنى عليها صرح العقيدة وقدسية الكتاب؟
وعلى النقطة الرابعة أقول: لقد ذكر بابياس فى القرن الثانى الميلادى أن متى جمع أقوال عيسى عليه السلام ، فليس هذا بدليل على أن متى هو لاوى بن حلفى. منا أن كلام بابياس ينفى كون هذا الكتاب موحى به من عند الله الذى لا يُخطىء ولا ينسى.
أضف إلى ذلك أن الإختلاف هنا ليس فى وجود شخص اسمه متى ، ولكن الإختلاف فى كون متى هو لاوى بن حلفى أم غيره. هذا غير ما ذكرته عن بابياس نفسه ، من أنه لا يوثق فى كتاباته بين جمهور علماء اللاهوت.
هذا بالإضافة إلى ما ذكره الأستاذ العميد عن بابياس قائلاً:
1- بابياس يقول إن إنجيل متى وُضع بالعبرية. فلو سلمنا بقول بابياس للزم منه أن الذي بأيدينا اليوم من النسخ اليونانية هي ترجمة إنجيل متى من العبرية ، ويبقى لنا ضياع الأصل العبرانى، فلا قيمة للترجمة بدون الأصل المُترجَم منه ، هذا بالإضافى إلى جهلنا بمن قام بالترجمة.
فنكون بذلك قد زدنا المشكلة مشكلة أخرى: وهى أين النسخة الأصلية العبرانية التى كتبها من يدعى متى؟ ومَن الذى ترجمها لليونانية لنطمئن إليه؟ إضافة إلى هل متى هو لاوى بن حلفى؟ الأمر الذى يجعلنا نرفض الثقة فى الكتاب نهائياً.
2- لم يقل بابياس إنه سمع متّى يدّعي أنه هو كاتب الإنجيل ، وليس عندنا إلا دعوى بابياس التي يقول فيها إن متى جمع هذه الأقوال ، وهذا القول يصدم القائلين بوحى هذا الكتاب وعصمته.
3- أضف إلى ذلك أن بابياس لا يعرف إنجيل متّى الذي بين أيدينا ، فهو سمع أن متى قد جمع أقوال وأعمال يسوع ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا
(فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه) متى 27: 5.
بينما يصف بابياس كيفية موت يهوذا فى كتاباته (الجزء الثالث) قائلاً: ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم ، فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة ، ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً.
وعلى النقطة الخامسة أقول: إذا كان كون متى جابى للضرائب ويحتفظ بسجلات عنده دليل على كون متى هو لاوى بن حلفى. فلا تعليق عندى على هذا وأرجو أن يراجع نفسه قائل أو كاتب هذا الكلام.
فهذا يذكرنى بنكتة: ذهب أحد الصحافيين لأحد كبار رجال الجيش يسأله عن كيفية اغتيال الرئيس السادات، فقال له: بينما نحن جلوس فى المنصة لنشاهد عرض الأبطال، فإذا بسيارة تقف أمام المنصة ، وينزل منها أناس أطلقوا قنابل الدخان ، وأمطروا الرئيس بالرصاص. فقال له الصحافى: أفهم من ذلك أنه مات مسموماً.
وهو نفس ما استنتجه قاموس الكتاب: بما أن متى كان جابياً للضرائب ، إذن فمتى هو لاوى بن حلفى!!!
ومع علم علماء الكتاب المقدس بكل هذه النقاط التى ذكرها قاموس الكتاب المقدس ، إلا أنهم أعلنوا شكهم فى كون مؤلفه هو لاوى بن حلفى وهذا لدليل على عدم اقتناعهم هم أنفسهم بهذه التعليلات. فقد قال قاموس الكتاب المقدس: (ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه).
فهل كتاب مثل كتاب متى نجهل كاتبه ولا نعرف مترجمه ينسب هكذا بسهولة لله؟
-
ثانياً : قانونيته وكاتبه :
[وفى الحقيقة سوف أركز الكلام هنا عن قانونية الكتاب المقدس بصفة عامة ، بعد أن تكلمت فى الفصل السابق عن أراء علماء الكتاب المقدس والفرق المختلفة والمعاصرين لزمن كتابة الإنجيل على أنه محرف ، كما أثبت بعضاً من النصوص التى أدخلت عليه، وسو أرجىء الكلام عن الكاتب نفسه فى جزء منفصل]
1- قانونيته: اعترفت الكنيسة الأولى بالأصل الرسولى لإنجيل متى، ووضعته بين الأسفار القانونية بدون أى تردد أو شك ، واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول "الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع". ويمكن تتبع استخدام هذا الإنجيل عند الآباء الرسوليين، وبخاصة فى رسالة برنابا حيث يقتبس من إنجيل متى (22: 14) قائلاً: "مكتوب".
[والمقصود بالكنيسة الأولى التى اعترفت بالأصل الرسولى لإنجيل متى ، ووضعته بين الأسفار القانونية بدون أدنى تردد أو شك ، هى كنيسة مجمع نيقية 325 م ، وسيأتى الكلام بالتفصيل عن هذه المجامع.]
[أما القول: (واستطاع أوريجانوس أن يتحدث عنه فى بداية القرن الثالث، كأول "الإناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أى نزاع".) فلا أعلم لماذا يتجاهل الكاتب آراء رجال الدين والفكر ومؤرخى القرون التى سبقت أوريجانوس والتى ذكرت فى الصفحات التالية لهذه ، أذكر منه قول “مرشد الطالبين” فى الفصل السادس من الجزء الأول ما خلاصته: (فى القرن الثانى من الميلاد كانت الأناجيل والرسائل تحت يد كنائس بعيدة ، وقد ألحق بها زوراً ودسيسة كتب أخرى اشتهرت واستعملت جداً ، فذلك وسوست بعض الكنائس فى شأن قبول الرسالة إلى العبرانيين ، ورسالة بطرس الثانية ، ورسالتى يوحنا الثانية والثالثة، ورسالة يهوذا وأعمال الرسل) إلى أن قال فى الفصل المذكور: (إنه لا يوجد فى الأناجيل تحريف فى تعاليم التاريخ ولا فى قضاياه المهمة ، بل قد يكون ذلك سهواً). وقال فيه أيضاً: (ولا تعجبن من وجود اختلافات فى نسخ الكتب المقدسة ، لأن قبل ظهور صناعة الطبع فى القرن الخامس عشر من الميلاد ، كانت تُنسَخ بالخط ، فكان بعض النساخ جاهلاً ، وبعضهم غافلاً وساهياً)] الفارق بين المخلوق والخالق ص 31]
كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم. ونجد أن الأصل الرسولى لإنجيل متى، ثابت فى كتابات يوستينوس لأنه جزء من "ذكريات الرسل" المسماة "بالأناجيل" والتى كانت تقرأ أسبوعياً فى اجتماعات المسيحيين. ومما يؤكد أنه هو إنجيل متى الذى بين أيدينا، وجوده بكل تأكيد فى الدياطسرون" لتاتيان تلميذ يوستينوس، كما أن شهادة بابياس مذكورة فيما بعد.
[تقول دائرة المعارف الكتابية: (كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم.) ولا أعرف كيف كان مصدراً رئيسياً ، وهو لم يكن معلوماً لديه ولم يذكره؟ وهل كان هو نفس الكتاب الذى كان معروفاً لدى الكنيسة الأولى ـ على حد تعبير الموسوعة؟ أم أنه حدثت تغييرات وإضافات وحذف فيما بعد؟ الأمر الذى أثبته فى بداية البحث وأشرت إليه ، وأهم التحريفات التى أدخلت عليه هى نص الخاتمة الذى يأمرهم يسوع فيه بالتعميد باسم الأب والابن والروح القدس ، التى أثبت العلماء والمحققين عدم وجودها فى نسخ المخطوطات الأصلية ، وأنه أقحمت فى النص. وكذلك اعتراف لاردنر أن الأناجيل قد تم تحريفها أيام السلطان “أناسطيوس” بأمر منه أثناء سلطنته على القسطنطينية. وعلى ذلك ليس هذا دليل على صحة الكتاب.]
[وتقول دائرة المعارف الكتابية:] ويظهر الاعتراف القاطع بالإنجيل، فى الشهادات الواردة عنه والاقتباسات المأخوذة منه فى كتابات إريناوس وترتليان وأكليمندس الاسكندرى ، ومن وجوده فى القانون الموراتورى والترجمات الطليانية والبشيطة السريانية…وغيرها.
[هذا ما قالته دائرة المعارف الكتابية. ولا أعرف كيف تناست أقوال المؤرخين الآخرين ورجال الدين المسيحى على مختلف طوائفهم ، وسأكتفى هنا بما ذكره الدكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه حقيقة الكتاب المقدس من النسخ الأصلية وليست المترجمة. لكن قبل ذلك أود أن أشير إلى أقوال بعض الكتاب النصارى فى الحرية التى كان يتصرف بها الناس لتأليف كتب أطلق عليها فيما بعد أناجيل: فقال جرجس زوين اللبنانى فيما ترجمه: “إن شير بنطوس وأبيسون وجماعتهما لما كانوا يعلمون المسيحية ، كانوا يرون أن المسيح ليس إلا إنساناً ، وأنه لم يكن قبل أمه مريم فلذلك فى سنة 96 اجتمع عموم أساقفة آسيا وغيرهم عند يوحنا والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح ، وينادى بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون وأن يكتب بنوع خصوصى لاهوت المسيح.”
هكذا! قالوا له: ألف لنا إنجيل! وحددوا مطالبهم ومحتويات هذا الإنجيل! هكذا مثل البيتزا! تقف أمام خابز البيتزا وتحدد له ماهية البيتزا ومكوناتها التى تريدها. أو مثل الحذاء: تذهب إلى الصانع وتحدد نوع الجلد والقَصَّة والإكسسوارات!
وهذا ما أقر به أيضاً يوسف الدبس الخورى فى مقدمة تفسيره (من تحفة الجيل) من قوله إن يوحنا صنف إنجيله فى آخر حياته بطلب من أساقفة آسيا ، والسبب أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح فطلبوا منه إثبات وذِكْر ما أهمله متى ومرقص ولوقا فى أناجيلهم. (المسيحية للدكتور أحمد شلبى ص 209)
ومعنى هذا أن هؤلاء القوم آمنوا أن هذه الكتب لم توضع ليطلق عليها كتب مقدسة أو كلام الله ، بل هى كتب خاصة بطائفة محددة ، هى التى وضعت هذه الكتب بنفسها ، وبمبادرة شخصية من رؤسائهم. وهذا لا ينطبق على يوحنا فقط ، بل أيضاً يشمل الأناجيل الأخرى المتوافقة ، لأنهم لو علموا أنها كتبت بوحى الله ، ما اعترضوا عليها وطالبوا أحدهم بكتابة إنجيل آخر يعارض ما جاء فيها.
ومعنى هذا أنه كانت هناك طوائف فى العصور الأولى لا تؤمن بلاهوت عيسى عليه السلام ، ولكن الدعاية التى تمت بتأليف إنجيل يوحنا ، وتقريره فى مجمع نيقية كان لها الصدى الأكبر فى تقرير هذه العقيدة ، وباستخدام كل مظاهر القهر والتعسف فرضت هذه العقيدة ، والويل والموت لمن خالفها.
وهو نفس ما وقع فيه أكليمندس الإسكندرى الذى استشهدت به دائرة المعارف الكتابية: إن يوحنا كتب إنجيله بعد كتَّاب الأناجيل الأخرى ، لأنه لاحظ أن الأناجيل السابقة لم تدون عن ترجمة المسيح إلا الأمور الحسية ، فتلبية لدعوة بطانته ، وبعد إستلهام روح القدس عقد العزم على كتابة “إنجيل روحى” (المسيحية للدكتور أحمد شلبى ص 210)
ونقلاً عن كتاب (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت يقول الدكتور روبرت كيل تسلر:
يؤكد القس شورر على أهمية نقد الكتاب المقدس وطرح هذا النقد لجمهور النصارى وعدم الكذب عليه: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."
ويكتب إلينا أحد قساوسة كنيسة بلدة زيورخ قائلاً : " إن الطريق ( لتقييم يطابق حقيقة الكتاب المقدس ) قد بدأ في مطلع هذا القرن ..... وعدم استخدام اللاهوتيين هذا التقييم لجريمة تجاه البشرية تشين جباههم.
وأعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة: " إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة ، إلا أن هذا لم يك شيئاً جديداً . " ( راجع تقرير الإجتماع صفحة 46 ) .
كما أعلن اللاهوتي ماكس أولرش بالزيجر في كتابه " المسيحية الحرة " الصادر بتاريخ 1979 صفحة 231 وما بعدها قائلاً : " من البديهي أن نتكلم عن أزمة الكنيسة، لكن هل سمع أحد في الأونة الأخيرة عن أزمة فهم الكتاب المقدس؟ فمنذ زمن بعيد وتتفاقم مثل هذه الأزمة، وينتج عنها الكثير من المشاكل التي يمكن السيطرة عليها في كنيستنا التي تطلق على نفسها " كنيسة الكلمة ".
هذا وقد كان وما زال نقد الكتاب المقدس يُعد من الكبائر المحرمة ، ولم تنجح لليوم محاولة نشر الأبحاث الناتجة عن فحص الكتاب المقدس فحصاً علمياً على شعب الكنيسة لتعميق فهمه لديهم . فمن المسلم به أن المرء لم يَسْعَ جاهداً لتحقيق هذا، حيث كان هناك تشبث بالرأي يؤكد أن هذا سيؤدي فقط إلى البَلْبلَة .
وربما يرجع ذلك أيضاً إلى التحرك السريع نسبياً من جانب السلطات الكنسية وهيئاتها للهروب من المشاكل الأساسية التي تتعلق بالكتاب المقدس والتى لاتنتهى. "
ونقلاً عن مقال لإرنست فالتر شميث في كتاب "النصرانية الحرة" لعام 1977 صفحة 67، فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: " هناك فجوة كبيرة راسخة منذ عشرات السنين بين اللاهوت العلمي وخطب الكنيسة، حيث يعهد لقساوستنا في المحاضرات اللاهوتية بالنقد الحديث لنص الكتاب المقدس. مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد "يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . "
وفي النهاية يقرر شميث أيضاً أنه ينبغى على الكنائس إظهار الشجاعة والتمسك بأن الكتاب المقدس ليس هو الكتاب الذي يجب أن ننفق في سبيله بدلاً من التعتيم الدائم للحقائق الواضحة وطمسها ( صفحة 51 ) .
وليس أقل من أن يطالب الأسقف الأنجليكاني جون روبنسون الكنائس بقلب الأوراق على المنضدة [أي يطالبها باللعب على المكشوف] (صفحة 52 من كتابه "مناقشة"، ميونيخ 1964) ، مع أن الأهم منهم هو أساس الدين أولاً قبل التطرق إلى إصلاح العقيدة .
ويقول عن نص الكتاب المقدس:
نص الكتاب المقدس
1 - عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى.
2 - هذا " النص الأصلي " لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب (كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد ) ، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة ، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس .
3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير
أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !
وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا .
4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط نسخ منقولة .
5 - تم فقد العديد من " المخطوطات الأصلية " وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول .
6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39) .
إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklpädie " تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل /دوبشوش صفحة 42).
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص "يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!" ، (صفحة 577) ، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).
وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).
وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة (أيضاً شميث صفحة 39) .
7 - لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .
ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة .
وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
وينهي القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس .
وحتى أشهر آباء الكنيسة " أوجستين " قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء (التي تحتويها المخطوطات اليدوية)، حتى إذا ضمنت له ( وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة .
لذلك لم يَعرف كتاب مثل هذه الأخطاء والتغييرات والتزويرات مثل ما عرفه الكتاب المقدس .
وحتى الكتاب المقدس طبعة زيوريخ الشهير بتحفظه الشديد (إنظر صفحة 2 من هذا الكتاب) يعترف بأن ما يطلق عليه "النص الأصلي" يحتوي على الكثير من الأخطاء (انظر أيضاً ملحق I الأرقام من 6 إلى 22) .
وترجع معظم هذه الأخطاء إلى أخطاء النقل أو القراءة غير المتعمدة (وأيضاً إلى عدم الإنتباه أو الفهم الخاطيء عند الإملاء أو عدم توافر المعرفة باللغة القديمة أو طريقة كتابتها أو "التحسينات" ذات النية الحسنة ... وهكذا).
ومما لا خلاف فيه والأمر الذي سلم به العلم منذ زمن بعيد أنه يوجد فيما يطلق عليه "النص الأصلي" خاصة في العهد الجديد وعلى الأخص في الأناجيل [الأربعة] العديد من التحريفات، ولا خلاف هنا إلا في عدد هذه التحريفات .
كذلك كان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أن النصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد (إنظر هولتسمان صفحة 28) ، كما اتهم ممثلوا الطوائف المختلفة بعضهم البعض بتحريفات " النص الأصلي " .
وهذا لا يعني إلا إتفاقهم في أن النص الأصلي قد إمتدت إليه يد التحريف وكذلك إختلافهم وكذلك اختلافهم في تحديد (الشخص أو الهيئات) الذين قاموا بهذه التحريفات .
ويتفق كل جاد من علماء الكتاب المقدس الذين يمثلون كل الطوائف [المسيحية] على أن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من التحريفات خصوصاً العهد الجديد وهي تأتي نتيجة لحرص كل طائفة على تدعيم نظريتها العقائدية بمثل هذه التحريفات الأمر الذي أدى إلى إنشاء القواعد الإنجيلية لذلك .
أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة (!) لأسباب عقائدية (صفحة 229 وأيضاً 234) .
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [أجزاءً أخرى] أو غيروها تماماً .
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً: "إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" (صفحة 38).
ويقول هولتسمان: "لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ) .
كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 ) أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً" ] .
ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591). كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة .
وبهذه الطريقة وقع كثير من الإضافات والشطب ناهيك عن التغييرات. ويُتهم في ذلك جزئياً أشخاص كان يجب عليهم تصحيح أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس على ضوء رأي محدد وتخمينها وتنسيقها مع بعضها البعض .
وقد ذكر نستل ودوشوتس ( صفحة 39 وكذلك صفحة 5 ) سلسلة لهذه التحريفات في أضيق نطاق ممكن ، لذلك وصفها هارنك بأنها غير مكتملة (صفحة 235).
أما علماء العصر الأكثر حداثة فهم يترفقون في حكمهم عليه ، لذلك فهم لا يطلقون عليها تحريفات بل يسمونها "تحريفات تمت عن علم" وهم بذلك يقومون بحماية المزورين ويُنسبون إليهم (بصفة عامة) "النيّة الحسنة" وبصورة وهمية الإتجار بكلمة الله (يوليشر صفحة 52) ، كما يؤكد قائلاً: "إن هذا يُعد تحريفا رسمياً" (صفحة 54).
وبالتالى لن يجدى قول ما فى هذه الكتب بعد اعتراف علماء الكتاب المقدس بما تحتويه من أخطاء ومنقولات ومحذوفات.
وتقول دائرة المعارف البريطانية فى جزئها الثانى ص 519-521 نقلا عن المسيح فى مصادر العقائد المسيحية ص 40 وما بعدها: (إن النسخ الأصلية (الإغريقية) لكتب العهد الجديد فنيت منذ مدة طويلة ، (وفيما عدا بعض بقايا من صعيد مصر) فإن كل النسخ التى استخدمها المسيحيون فى الفترة التى سبقت مجمع نيقية قد
غشيها نفس المصير.
ومما يجب ذكره ، أنه حتى اختراع الطباعة لم يكن قد تم الوصول إلى اتفاق كامل فى أى من نصوص العهد الجديد: الاغريقية أو اللاتينية.
إن السبب الرئيسى لهذه الحالة العجيبة يجب رده إلى التغييرات الواسعة ، التى انتشرت فى القرون الأولى. فبالنسبة لرسائل بولس ، نجد أننا لو صرفنا النظر عن حوالى ست قراءات مختلفة تماماً ، فإن النص يشبه أقدم إنتاج منها ، ولو أن به كثير من أخطاء الكتبة. إلا أن التغييرات الحادثة غير ذات قيمة ، وأغلبها قابل للشرح والتأويل من سياق الكلام ، وبإختصار يمكن القول بأن هذه التغييرات عرضية.
أما موقف الأناجيل فعلى العكس من ذلك إذ أن التغييرات الهامة قد حدثت عن قصد مثل إضافة أو ادخال فقرات بأكملها. وبالتأكيد فإن بعضاً منها قد استمد من مصدر خارجى.)
ويواصل اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب ص 41 من كتابه المذكور أعلاه نقله عن جورج كيرد: “إن أول نص مطبوع من العهد الجديد كان ذلك الذى قدمه أرازموس عام 1516 ، وقبل هذا التاريخ كان يحفظ النص فى مخطوطات نسختها أيدى مجهدة لكتبة كثيرين. ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش.
إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف إختلافاً كبيراً ، ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ. ومهما كان الناسخ حى الضمير ، فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت فى كل النسخ التى نقلت عن نسخته الأصلية.
إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدى المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة.”
ويواصل اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب ص 42 من كتابه المذكور أعلاه: “ولقد جرت محاولات كثيرة لامكانية استخراج نص واحد تتفق عليه غالبية النصوص المعروفة ، لكن النتيجة كانت سلبية ، واستمرت هذه المحاولات عقيمة حتى اليوم ، وفى هذا تقول دائرة المعارف البريطانية: “إنه أمل لا طائل من ورائه أن نتصور إمكانية الوصول إلى النص الأصلى ، وذلك عن طريق ترتيب: النص السكندرى ، والنص الغربى القديم ، والنص الشرقى القديم (البيزنطى) ، ثم قبول النص الذى يتفق عليه اثنان منهم ضد الآخر."
ويقول إدوارد لوسيه فى كتابه تكوين العهد الجديد النسخة الألمانية ص 89: “تستشهد التقاليد الكنسية القديمة بشهادة بابياس ، التى ترجع إلى منتصف القرن الثانى الميلادى ، والتى ذكرها يوساب فى الجزء الثالث ص 39 و 16 ، والتى تقول: (إن متى جمع مادته العلمية Login باللغة العبرية ، وترجمها آخر قدر استطاعته) ، ومما لا شك فيه فإن بابياس هنا يشير إلى إنجيل متى ، وليس إلى مجموعة من كلمات الرب ، وليس أيضاً إلى مصدر هذه الأقوال.
وكذلك أكد اريناوس أن متى كتب إنجيله للعبرانيين بلغتهم ، وهو أيضاً نفس قول أوريجانس ، كما أكد يوساب أن متى كتب إنجيله بلسانه هو نفسه قبل أن يتوجه إلى الشعوب الأخرى.”
ألا يدل هذا على ضياع الأصل الذى كتبه متى؟ أليس من الممكن أن يكون آخرون قد كتبوا ما يحلوا لهم ، وما تقبله طائفتهم ، ووضعوا عليه اسم متى ليعطوه نفس الشرعية والقيمة الروحية لكتاب متى الأصلى؟ أليس من الممكن أن يكون كتبة هذا الإنجيل هو الذين أبادوا كتاب متى الحقيقى؟
يواصل إدوارد لوسيه: “ونلاحظ اتفاق هؤلاء واعتمادهم بصورة استثنائية على شهادة بابياس ، إلا أن وزن هذه المعلومات وقيمتها قد تضاءل حتى قررت لجنة الكتاب المقدس البابوية المنعقدة بتاريخ 19 / 6 / 1911 أن الرسول متى كتب إنجيله أولاً بالعبرانية أو الأرامية ، وهو مطابق لإنجيل متى القانونى ، ولكن منذ التوصل إلى نظرية المصدر المزدوج نجد أن الكتاب المقدس الكاثوليكى قد تراجع عن وجهة النظر هذه.”
وفى صفحة 90 يقول نفس الكاتب: “إن استخدام المصادر التى استسقى منها متى إنجيله ونقدها ، وكذلك التكوين اللغوى لكتابه ليؤدوا إلى نهاية حتمية بشكل ملزم تفيدنا أن مؤلف إنجيل متى قد جاء من خارج دائرة التلاميذ الإثنى عشر. وقد سُمِّىَ هذا الكتاب باسمه بناءً على وجود هذا الاسم فى متى 9: 9 و 10: 3 ، حتى يمكننا إرجاع أصله إلى الرسول متى.
ويمكننا التعرف على شخصية الكاتب من الإنجيل نفسه ، فهو ينحدر من المسيحية اليهودية ، وترجع ألفاظه اللغوية وجذوره إلى التقليد اليهودى ، لذلك فهو لا يشرح العادات والتقاليد اليهودية ، لأنه يعتمد على معرفة القارىء لها مسبقاً. الأمر الذى نجده عند متى 15: 2 مقارنة بمرقس 7: 1-4 ، فالذى شرحه مرقس قد أحجم متى عن توضيحه ، وهو بصدد غسيل اليهود لأيديهم قبل الأكل ، وكذلك ذكر متى فى 23: 5 إطار الصلاة Gebetsriemen (فيعرِّضونَ عصائبهم ، ويعظمون أهداب ثيابَهم) دون أن يوضح ماهيته ، وذلك لأن المؤلف والقارىء من طبقة اليهود.
وهناك نظريات حديثة مختلفة تنادى بأن العناصر المسيحية اليهودية قد نُسِبَت إلى المؤلف ، وترفض كون المؤلف [متى] من المسيحيين اليهود، وتقرر أنه مسيحى وثنى. ويتبنى هذه النظرية كل من Triller و Strecker فبالنسبة للكاتب قد انتهت إسرائيل نهائيا بعد تدمير القدس ، كما جعل بشارة التلاميذ لرسالة يسوع غير قاصرة على بنى إسرائيل ، بل جعلها تمتد لتشمل كل الأمم (متى 28: 19).
لذلك نجده يؤكد قيامة يسوع ورفعه إلى السماء ويبرزهما ، وعلى ذلك فهو ينتمى لأحد الجماعات المسيحية اليهودية ، التى تحاول الحفاظ على ميراث إسرائيل من ناحية ، والاعتراف بكنيسة الأمميين الوثنيين من ناحية أخرى ، وهذا هو الذى جعله يوجه رسالة يسوع للعالم بأسره.”
ونفهم من كل هذا أن:
1- المؤلف غير معلوم علم اليقين ،
2- يشك فى كون المؤلف أحد تلاميذ يسوع ،
3- يُشك فى اتجاه المؤلف العقائدى: هل هو من المسيحيين اليهود ، أم من المسيحيين الوثنيين؟
4- لم يدع المؤلف أنه أوحى إليه أو كتب كتابه هذا بإلهام الروح القدس ، كما اعترف العلماء أنه استخدم إنجيل مرقس بعد وضع كلمات وحذف أخرى تحدد غرضه من الكتابة ، كما استخدم المصدر المفقود ( Q ) فى كتابة هذا الكتاب.
5- كتب الكتاب أساساً بالعبرانية ، وفقدت هذه الأصول ، وأقدم النسخ الموجودة حالياً بين أيدينا هى النسخ اليونانية.
6- غير المؤلف عقائد يسوع فجعل بشارة التلاميذ بملكوت الله غير قاصرة على اليهود فقط ، بل مدها لتشمل كل العالم.
فقد كان لب رسالة عيسى عليه السلام البشارة بملكوت الله: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43 ،
وملكوت الله هو شريعة الله على الأرض ، وقد أخبر عيسى عليه السلام بأمثال عديدة أن ملكوت الله سوف ينزع منهم ، ويُعطى لأمة تعمل أثماره: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وبالتالى فقد حاول مؤلف متى أن يحافظ على هذا الملكوت داخل إسرائيل ، الأمر الذى أوضحه الكاتب إدوارد لوسيه بقوله: “لذلك نجده يؤكد قيامة يسوع ورفعه إلى السماء ويبرزهما ، وعلى ذلك فهو ينتمى لأحد الجماعات المسيحية اليهودية ، التى تحاول الحفاظ على ميراث إسرائيل من ناحية ، والاعتراف بكنيسة الأمميين الوثنيين من ناحية أخرى ، وهذا هو الذى جعله يوجه رسالة يسوع للعالم بأسره.”
7- لذلك نرى أن مؤلف متى من اليهود الذين كفروا بتعاليم يسوع بشأن ملكوت الله، ومثله فى ذلك مثل يوحنا وبولس.
8- وإذا أضفنا ما كتبه العالم الكبير Leonhard Goppelt فى كتابه الألمانى (لاهوت العهد الجديد) الطبعة الثالثة حيث يقول فيها: “أول الكتابات التى ظهرت هى رسائل بولس ، ثم تأثرت بها باقى الأناجيل، ودليلنا على ذلك أن المصدر ( Q ) الذى استعانوا به ، لا يحتوى على كلمة واحدة لها علاقة بقصة صلب وموت ونشور يسوع ، كما لم يحكى كلمة واحدة عن آلام ابن الإنسان ، وإن دل هذا ليدل على أن هذا المصدر كتبته طائفة لم تعلم أو لم تؤمن بقصة الصلب والنشور هذه.”
9- وإذا ما أضفنا إصرار بولس على تكوين دين جديد ، يقوم على صلب يسوع ونشوره، والتخلص من الناموس ، الأمر الذى أدانه التلاميذ فيه وكفروه وأمروه بالإستتابة ، ليصنع ديناً جديداً ، هو فى الحقيقة جزء من الأديان الوثنية ، ليكون هذا هو ملكوت الله ، وليعطى لليهود الحق فى رفض نبى هذا الملكوت القادم ، الذى هو الإسلام ورسوله ، ولتستمر الكهانة والزعامة الدينية فيهم حتى خروج الدجال والقضاء عليهم ، لعلمنا اليد الخفية التى كانت وراء تحريف دين عيسى وعقائده والغرض من ذلك:
بولس ودينه الجديد: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
إبداء بولس برأيه فى كتاب يُنسب لله:
1- (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
2- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا:) كورنثوس الأولى 7: 25-26
3- (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
4- (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2 ، وهو نفس الأمر الذى أدانه فيه التلاميذ ، وكفروه بسببه.
أما عن إدانة التلاميذ له ، وتكفيره ، وأمرهم له بالإستتابة والعودة إلى دين آبائه وأجداده ودين موسى ويسوع عليهم الصلاة والسلام:
«أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». .. .. .. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 17-32
أما عن إلغائه للناموس والعمل به:
(10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
أما إلغائه للختان على الرغم من إدانة التلاميذ له:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
لذلك سلك كل طريق للنفاق لتنفيذ رغبته فى تدمير دين عيسى عليه السلام ، رغبة من اليهود فى عدم انتزاع ملكوت الله منهم ، الأمر الذى حذرهم عيسى عليه السلام منه ، وأعلمهم أن الزمان قد كمل ، فقال لهم: (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».) مرقس 1: 14
وأعلمهم أنه لا يمكن تغيير هذا أو الوقوف دون حدوثه ، الأمر الذى سبب بلبلة للمعاصرين ليسوع ، وكثرت الإستفهامات ، وتعددت التساؤلات ، وازدادت الشائعات المتوارثة ، ولم يُحسم الأمر، فتعبوا من التفكير لذلك قرروا أن يسألوه: (22وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ شِتَاءٌ. 23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ 24فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً». 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».) يوحنا 10: 22-30
وحذرهم من إغلاق باب ملكوت السماوات ، وجعله حكراً على بنى إسرائيل فقط، فقال لهم على عنادهم هذا: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
أما أدلة نفاقه لتحقيق هذا الغرض:
لقد ابتدأ ( بولس ) ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)
وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
فكيف يُؤخذ دين وعقيدة من كذَّاب ومنافق؟
أليس هذا هو النفاق بعينه؟ هل المنافق يُطلَق عليه قديس؟ هل المنافق يُؤتَمَن على كلمة الله؟ هل لم يجد الرب بشراً أخراً يصطفيه لنقل رسالته غير هذا الكذَّاب؟ كيف يكون إنسان بهذه الشخصية شريكاً فى كتابكم الموحى به من عند الرب؟
فما بالك أن يكون هذا الإنسان هو الذى أخذ منه كتبة الأناجيل عقائدهم؟
وما بالك أن يكون هذا الإنسان هو الأب الروحى الذى أوحى عقائد ما يطلق عليه بالعهد الجديد؟
وكيف يكون ردكم على أن بولس كان كافراً بتعاليم يسوع ، واستن دين جديد عارضه فيه التلاميذ ورئيسهم ، وأمروه بالإستتابة منه ، وعدم العودة إليه ، إلا أنه أصر ، وأظهر دينه على دين يسوع وتلاميذه؟
-
أما عن قانون الكتاب المقدس:
فقانون "الكتاب المقدس" هو قائمة المؤلفات والكتب الإلزامية التي تدخل ضمن صفحات "الكتاب المقدس" تبعاً لإرادة هيئة القانون ، وبذلك يطلق عليها "الكتاب المقدس" و "كلمة الله" أو وحي الله بالرغم من التباين الجذري الكبير للكتابات الأخرى الموجودة في العالم التى تصطبغ بالصبغة الدينية والدنيوية .
هذا ويعتقد معظم المؤمنين بالكتاب المقدس في سذاجة أن الكتاب المقدس كان في هذه الصورة دائماً منذ البدء كما هي الآن بين أيديهم، فهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كان يحتوي على كل هذه الأجزاء التي يحتويها الكتاب الذي بأيديهم الآن .
فهم لا يعرفون - وغالباً ولا يريدون أن يعرفوا ( حتى لا يساورهم الشك ) -
أنه لم يكن لدى النصارى الأوائل أي كتاب آخر غير العهد القديم لمدة طويلة تصل إلى ( 200 ) سنة تقريباً.
وأن قانــون العهد القـديم في زمن النصارى الأوائل لم يكن قد تم الإنتهاء منه (ف. ميلد نبرجر : "نصف الحقيقة أو الكتاب الكامل" ، 1976 صفحة 27) ،
وأن كتب العهد الجديد لم تتكون إلا ببطىء شديد، ولم يفكر إنسان لمدة طويلة أن كتب العهد الجديد هذه سوف تعتبر كتباً مقدسة ،
وإنه بمرور الوقت أصبح من المعتاد قراءة هذه الكتب أمام الأمة ، ومع ذلك لم يفكر أحد أيضاً أن يساويها بالكتب المقدسة للعهد القديم ، ولم تتولد هذه الفكرة إلا بعد تحارب الإتجاهات المختلفة للمسيحية ، وأصبحت الحاجة ماسة إلى أن يستند المرء إلى شيء ملزم ، وأنه في حوالي عام (200) بعد الميلاد بدأ إعتبار هذه الكتب بصورة بطيئة كتباً مقدسة.
وأنه بعد ذلك بفترة زمنية تقرب من (200) سنة نشأ خلاف حول إختيار الكتب من بين العديد منها الذي يمكن قراءته أمام الأمة [ النصرانية ] وإعتبارها مقدسة ويمكن ضمها لقانون الكتاب المقدس بالعهد الجديد ، حيث إختار البعض كتباً معينة وإختلف آخرون معهم،
وأنه حتى ذلك اليوم وبعد 1600 عام لم يتمكن النصارى بعد من الإتفاق بصدد هذا الموضوع بسبب الكنيسة التي كانت أنذاك قد تعلمنت وخرجت عن روح تعاليمها الأساسية تحت تأثير أحد القياصرة الكفرة الملحدين وبتأثير من بعض الأساقفة منعدمي الكرامة الذين كانت لهم الكلمة المؤثرة لخدمة غرض من أغراضهم الذي يتناسب مع إتجاههم وبسبب الإختيار الذي قاموا به بشكل تعسفي ،
كذلك لا يعرف المؤمنون بالكتاب المقدس على سبيل المثال - وبصورة أصح لايريدون معرفة - أن لوثر قد رفض بشدة رسالة يعقوب واعتبرها رسالة هشَّة كما أنه لم يود أيضاً الإعتراف برؤيا يوحنا اللاهوتي ورسالة [بولس] إلى العبرانيين في إنجيله (شورر صفحة 123 ، هولتسمان 178 ) .
ويجدر بنا أن نعرف أن قانون البروتستانت والكاثوليك والكنائس الشرقية لم يتم الإتفاق عليه وتوحيده لليوم ، فكل قانون لهذه الإتجاهات الثلاثة يحتوي على كتب ينكرها الآخرون والعكس صحيح .
ويقول الدكتور روبرت كيل تسيلر فى كتابه (الروح القدس فى محكمة التاريخ): ولسوف يُدهش ما سبق كل كاثوليكي وكل بروتستانتي ( يؤمن بقرارات تلك المجامع الأولى ، حيث يعتقد أنها تمت بالوحي المطلق للروح القدس ) إذا ما وَعى حقيقة وواقع تكوين قراءات هذه المجامع ، فهي تنبثق أساساً :
1 - من القياصرة الرومان ، أي هم الذين أوحوا بها [ وليس الروح القدس].
2 - وعلى الأخص قرارات المجمع الأول التي إتخذها قيصر لم يكن مسيحياً معمّداً بل كان بعيداً كل البعد عن الإيمان [ والعقيدة ] المسيحية .
3 - وبصفة عامة من قياصرة ( وزوجاتهم ) لا ترى في حياتهم الأخلاقية والأدبية أية إنطباع يدل على أنهم أشخاص يتمتعون بقدسية خاصة تجعلهم يقومون بتمثيل صوت الروح القدس .
ولك أن تتعجب كل العجب إذا ما علمت أن قسطنطين لم كان وقت إنعقاد مجمع نيقية قد اعتنق النصرانية بعد ، ويُشك فى اعتناقه إياها حتى 18 يوم قبل موته. وفى هذا يقول الدكتور روبرت كيل تسلر: “يُعد من الثوابت أن قسطنطين الأكبر قد تم تعميده قبل موته وبعد (15) عاماً من مجمع نيقية (على أيدي أحد أتباع آريوس) وهذا يعني أنه لم يكن قد تنصر بعد وقت إنعقاد مجمع نيقية ، كما كان لعدة سنوات متتالية طالباً للتعميد وبذلك كان محروماً من العشاء الأخير .
وما زال يُعد من أحد أسباب الجدل [ التي لم يتوصل فيها إلى حل حاسم ] ، عما إذا كان قسطنطين قد عرف أساساً العقيدة المسيحية واعتنقها ، إلا أنه من المؤكد أنه كان مرتبطاً بشدة بجانب ذلك على الأقل بعبادة الشمس وميترا .”
ومعنى أن الذى عمده هو أحد أتباع آريوس أنه اعترف بصحة معتقدات آريوس ، وآمن بها ، ومعنى هذا أيضاً أنه ألغى بإيمانه هذا (داخل نفسه على الأقل) قرارات مجمع نيقية الأول ، والتى صدر بشأنها قرارات تأليه يسوع.
ويلخص اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب ص 35 من كتابه “المسيح فى مصادر العقائد المسيحية” هذا الموضوع قائلاً: “وخلاصة القول فيما يتعلق بتحديد الزمان والمكان والكيفية التى اكتسبت بها الأناجيل الأربعة الصبغة القانونية ، ومن ثم اعتبرت كتباً مقدسة ـ فإن أحداً لا يدرى عن هذا الموضوع شيئاً. ولا يملك العلماء إلا أن يقولوا: (ليس لدينا أى معرفة محددة بالنسبة للكيفية التى تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذى تقرر فيه ذلك.
ومما يجب ملاحظته هو أن كليمنت الرومى (حوالى عام 97م) وبوليكارب (حوالى عام 112م) قد استشهد كل منهما بأقوال (للمسيح) فى صيغ مستقلة عما فى أى من الأناجيل التى صارت قانونية فيما بعد.”
ويواصل الكاتب اللواء مهندس أحمد عبد الوهاب ناقلاً عن دائرة المعارف البريطانية قوله: إنه من المحتمل أن يكون كل من الأناجيل الأربعة القانونية قد اكتسب التداول والنفوذ عن طريق تبنى احدى الكنائس الكبيرة له ، وعلى هذا الأساس يوجد سبب قوى لربط إنجيل مرقس بروما ، ومنها يحتمل أن يكون قد اكتسب التداول فى كنائس أخرى. وأما إنجيل متى ـ الذى يعتبر نسخة مراجعة ومطولة من إنجيل مرقس ـ فيبدو أنه كان يستخدم فى أنطاكية فى بداية القرن الثانى ، ويرتبط إنجيل يوحنا بأفسس.”
وبهذا تسقط الثقة بالكتاب كله ، وبقانونيته ، ويتبقى لنا فى النقطة الثانية شخصية المؤلف.]
[تقول دائرة المعارف الكتابية:]
ثالثاً : العلاقة بين الإنجيل اليونانى والإنجيل الأرامى :
والمؤكد هو أنه مهما كان هذا الإنجيل العبرى (الأرامى) ، فهو لم يكن الصورة الأصلية التى ترجم عنها الإنجيل اليونانى الذى بين أيدينا ، سواء بواسطة الرسول نفسه أو بواسطة أحد آخر كما يقول بنجل وتريش وغيرهما من العلماء.
[فعلى الرغم من قول العالمين بنجل وتريش وغيرهم من العلماء بأن أصل إنجيل متى كتب بالعبرانية (الآرامية) إلا أنك ترى بعدها تقليل دائرة المعارف الكتابية من شأن هذا الكلام ، وقللت من هذا الإعتراف بقولها:]
فإنجيل متى – فى الحقيقة – يعطى الانطباع بأنه غير مترجم بل كتب أصلاً فى اليونانية ، فهو أقل فى عبريته - فى الصياغة والفكر - من بعض الأسفار الأخرى فى العهد الجديد، كسفر الرؤيا مثلاً . فليس من الصعب – عادة - اكتشاف أن كتاباً فى اليونانية من ذلك العصر مترجم عن العبرية أو الأرامية، أو غير مترجم. وواضح أن إنجيل متى قد كتب اصلاً فى اليوناينة ، من أشياء كثيرة، منها كيفية استخدامه للعهد القديم، فهو أحياناً يستخدم الترجمة السبعينية ، وأحياناً أخرى يرجع إلى العبرية، ويظهر ذلك بوضوح فى الأجزاء 12: 18-21 ، 13: 14 و15 حيث نجد أن الترجمة السبعينية كانت تكفى لتحقيق غرض البشير ، لكنه – مع ذلك – يرجع إلى النص فى العبرية مع أنه يستخدم الترجمة السبعينية أينما يجدها وافية بالغرض.
وقد أوقع هذا الدفاع غير المبرر دائرة المعرف الكتابية فى مشكلة أخرى:
1- فمعنى اعتماد كاتب الإنجيل أحياناً على العبرانية ، وأحياناً أخرى على الترجمة السبعينية أنه كان ينتقى ما يخدم أغراض مذهبه ، وهذا ينفى عنه أنه كتب هذا الكلام بوحى من الله. وهذا تلمسه بوضوح فى قولها: “حيث نجد أن الترجمة السبعينية كانت تكفى لتحقيق غرض البشير ، لكنه – مع ذلك – يرجع إلى النص فى العبرية مع أنه يستخدم الترجمة السبعينية أينما يجدها وافية بالغرض.”
2- معنى تنقله بين النسخة العبرانية والترجمة السبعينية أن النسختين لا تتطابقان ، وإلا لما ترك أحدهما ولجأ للأخرى.
3- معنى ذلك أن كاتب هذا الإنجيل من اليهود ، الذى سمح له كبار الكهنة وعلماء اليهود بوجود هاتين النسختين تحت تصرفه ، وأن يتنقل بحرية كبيرة بينهما ، لإنتقاء ما يحلو له. وهذا يسقط الاعتراف بإنجيل متى كلية ، ويُشكك فى كاتبه ، أنه قد يكون أحد أتباع أعداء يسوع الذين حاولوا قتله ، وحاربوا تلاميذه.]
4- واستنتاجى هذا يطابق تحليل تفسير إنجيل متى لوليم باركلى ، إذ يقول فى تفسيره ص 17: إن (المادة الموجودة فى بشارة متى وبشارة لوقا مستقاة من بشارة مرقس كأساس لهما. ويمكن تقسيم بشارة مرقس إلى 105 فقرة ، ونستطيع أن نجد 93 فقرة منها فى بشارة متى ، و 81 فقرة منها فى بشارة لوقا. ومن هذه الفقرات ال 105 الواردة فى بشارة مرقس نجد أربع فقرات فقط لا وجود لها فى بشارة متى وبشارة لوقا.) أى 88.6 % من فقرات إنجيل مرقس قد نقله متى مع تغيير يؤيد وجهة نظره العقائدية وقد ذكرت منها ما يدل على ذلك.
وبحساب الجمل يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 17 نجد أن (مرقس يحتوى على 661 عدداً ، ومتى 1068 عدداً ، وفى بشارة لوقا 1149 عدداً. ويورد متى أكثر من 606 من الأعداد الواردة فى مرقس ، ويورد لوقا 320 منها.) وهناك أيضاً 55 عدداً موجودة عند مرقس ولا يذكرها متى ، ومن هؤلاء الجمل نجد 31 عدداً يوردها لوقا.
وفى ص 19 يقول باركلى: (فكلاهما [متى ولوقا] أخذ من مرقس رواية الأحداث فى حياة يسوع ، ولكنهما أخذا رواية التعاليم من مصدر آخر. وقرينة ذلك أن 200 عدداً فى متى تتشابه مع نظيرها فى لوقا ، وهذه مختصة بتعاليم يسوع. ونحن لا تعرف المصدر الذى استقيا منه هذه التعاليم ، ولكن علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن هناك كتاب يجمع تعاليم المسيح ، ويرمزون إليه ب (Q)) التى تعنى المصدر.
إذن لقد كان متى ينتقى كما أقر العلماء ، بدليل أنه ترك 55 جملة كانت عند مرقس ، وأتى من مصدر آخر بباقى إنجيله.
ويورد وليم باركلى فى تفسيره ص 18 بضعة أمثلة على تحريف متى لكلام مرقس، وقد علل ذلك أن متى أراد أن يبرز قوة المسيح عيسى عليه السلام التى أراد مرقس أن يحد منها. فهل بعد هذا يطلق على أى منها أناجيل أوحى بها الله؟
المثال الأول:
(فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة وأخرج شياطين كثيرة) مرقس 1: 34
(فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم) متى 8: 16
المثال الثانى:
(لأنه كان قد شفى كثيرين) مرقس 3: 18
(وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً) متى 12: 15
المثال الثالث:
(ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة .. وتعجب من عدم إيمانهم)مرقس 6: 5-6
(ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم) متى 13: 58
ويعلق باركلى على ذلك قائلاً: (هاتان الروايتان وصف لزيارة يسوع لوطنه الناصرة. ونرى متى يُحجم عن أن يذكر أن يسوع لم يقدر أن يصنع أية قوات ، ويغير الأسلوب، لكى لا تكون هناك شبهة بمحدودية قوة يسوع.)
إذن فقد كان هذا تصرف خالص من جهة متى ، ولم يذكر أنه أوحى إليه ، وإلا لقلنا أن الوحى عند مرقس أراد تشويه صورة إلهه!!
لذلك فقد أحجم كل من متى ولوقا عن ذكر ما ينتقص من قدر يسوع ، مثل:
(فنظر حوله إليهم بغضب حزيناً على غلاظة قلوبهم) مرقس 3: 5
(ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختل) مرقس 3: 21
(فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ) مرقس 10: 14
وبعد هذه الأمثلة مباشرة علق باركلى عليها قائلاً: (ولعل متى ولوقا لم يذكرا هذه الأجزاء ، خشية أن يكون فيها إقلال من شأن يسوع ، من حيث نسبة الإنفعالات البشرية إليه من غضب وحزن وغيظ)
كما يقول فرانس فى تفسيره لإنجيل متى ص 31 بشأن استشهادات متى بكتب العهد القديم: (ولقد أثير الكثير من الجدل بشأن مصدر صيغة الاقتباس وأثرها. ومعظم الدارسين حالياً يعتبرونها إسهاماً خاصاً من متى أكثر من كونها عناصر تقليدية فى قصة السيد المسيح.)
[وتواصل دائرة المعارف الكتابية قولها:] والأدلة الخارجية على استخدام إنجيل متى أصلاً فى العبرية أو الأرامية، فى الكنيسة الأولى ، هى أدلة غير قاطعة ، فيوسابيوس يذكر خبيراً عن أن بانيتنوس وجد – فى حوالى 170م – بين المسيحيين من اليهود – ربما فى جنوب الجزيرة العربية – إنجيلاً لمتى فى العبرية، تركه هناك برثلماوس – وعندما كان جيروم فى سوريا منحت له الفرصة لرؤية مثل ذلك الإنجيل الذى وجده عند الناصريين ، والذى ظنه فى البداية من كتابة الرسول متى ، ولكنه صرح فيما بعد بأنه لم يكن كذلك ، بل كان "إنجيل العبرانيين" الذى يسمى أيضاً إنجيل الاثنى عشر رسولاً أو إنجيل الناصريين وكان متداولاً بين الناصريين والأييونيين (انظر الأبوكريفا) ، ولهذا فأن إشارات إيريناوس وأريجانوس ويوسابيوس إلى الإنجيل العبرى لمتى، يعتبرها الكثيرون من العلماء على أنها تشير إلى الإنجيل العبرى الذى كان يستخدمه المسيحيون من اليهود والذى كانوا يظنونه من كتابة البشير. وهكذا يظل إنجيل متى العبرى الذى أشار إليه بابياس (على فرض أنه وجد حقيقة) ، لغزاً لم يحل بالوسائل المتاحة لنا الآن، وكذلك مسألة العلاقة بين النصين العبرى واليونانى. ويبقى هناك احتمال أن الرسول نفسه ، أو أحد الأشخاص تحت إرشاده (كما يقول جودت) كتب نسخة يونانية منقحة عن نسخة أرامية سابقة.
[فى الحقيقة تميل دائرة المعارف الكتابية إلى القول بأنه لا يوجد إنجيل عبرانى لمتى، وأن الأصل هو اليونانى الذى بحوزتهم الآن، ليخرجها من حرج الإجابة على السؤال الذى نلح عليه: أين أصل هذا الكتاب؟ ومن الذى ترجمه؟
إلا أنك تراها متأرجحة ما بين الاعتراف بالحقيقة أو ذكر أقوال لعلمائهم ، ثم التقليل من شأن هذا الكلام ، أو نفيه بكلام لعلماء آخرين. فعلى الرغم من أنها استهلت كلامها برؤية بانيتنوس للإنجيل العبرانى بين اليهود النصارى وأن الذى تركه هناك هو برتلماوس ، إلا أنه شكك فى كلام جيروم الذى رأى هذا الإنجيل فى سوريا ، وبالتالى أسقط كلام كل من إيريناوس وأريجانوس ويوسابيوس ، ولم يوضح لنا إذا كان هؤلاء قد ارتكنوا فى آرائهم على جيروم أم على غيره.
وهنا يطرح نفسه سؤال: ما الذى جعل جيروم يغير رأيه تبعاً لقول دائرة المعارف؟ هل سافر مرة أخرى إلى سوريا واطلع على نفس الكتاب الذى رآه أول مرة؟ أم كان فى المرة الثانية إنجيل الإثنى عشر رسولاً الذى قد يتشابه فى أول فصلين من فصوله مع إنجيل متى العبرانى؟ أم تغير الإنجيل الذى رآه أول مرة مما اضطره إلى تغيير رأيه؟
تقول دائرة المعارف الكتابية مادة أبوكريفا: (وليس ثمة دليل على أن هذا الإنجيل كان سابقاً للأناجيل الثلاثة الأولى ، وبالأولى لم يكن من المؤلفات التي سبقت إنجيل لوقا والتي أشار إليها في مقدمة إنجيله . ويرجع به هارناك - بالاعتماد على وثائق لا سند حقيقياً لها - إلى المدة من 65 - 100 م . وكان جيروم (400 م) يعلم بوجود هذا الإنجيل ويقول إنه ترجمه إلى اليونانية واللاتينية ، وتوجد اقتباسات منه في مؤلفاته وفي مؤلفات أكليمندس السكندري . وعلاقته بإنجيل متي الذي يكاد الاجماع ينعقد على أنه كتب أصلاً بالعبرية (الأرامية) أثارت جدلاً كثيراً ، والرأي السائد بين العلماء أنه لم يكن الأصل الذي ترجم عنه إنجيل متى لليونانية ، رغم أنه مؤلف قديم نوعاً . ويميل البعض مثل هارناك وسلمون إلى الاعتقاد بأن إنجيل العبرانيين الذي ذكره جيروم كان إنجيلاً خامساً كتب أصلاً للمسيحيين الفلسطينيين ، ولكن قلت أهميته عندما امتدت المسيحية إلى كل العالم.)
وهنا تناقض دائرة المعارف الكتابية نفسها: فمعنى علم جيروم بوجود هذا الإنجيل ينفى اختلاط الأمر عليه ، وعدم التفرقة بين إنجيل العبرانيين (الاثنى عشر رسولاً) وإنجيل متى ، إلا إذا أرادوا بذلك الاعتراف بأن جيروم كان مخموراً ، أو أرادوا التشكيك فى قدراته العلمية. وفى هذه الحالة يسقط الإستدلال بكلامه كله.
وتحت نفس المادة السابقة تقول دائرة المعارف: (وقد أطلق الأبيونيون اسم "إنجيل العبرانيين" على نسخة مشوهة من إنجيل متى.) ، وهذا إن دل ليدل على كثرة وجود الأناجيل وانتشار التأليف فى القرن الأول وما تلاه ، إلى أن جاء الإمبراطور الوثنى قسطنطين وأقر عقائد محددة واعترف بكتب محددة ورفضوا الباقى.
وعلى ذلك لم تكن الأناجيل الأربعة التى يتضمنها حالياً الكتاب المقدس هى الأناجيل الوحيدة التى كانت قد دُوِّنت فى القرون الأولى بعد الميلاد ، فقد كان هناك الكثير من الأناجيل. وهذا هو السبب الذى دفع لوقا أن يكتب رسالته إلى صديقه ثاوفيليس التى اعتبرتها الكنيسة فيما بعد من كلام الله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
وقد أعلن “آدم كلارك” فى المجلد السادس من تفسيره: (إن الأناجيل الكاذبة كانت رائجة فى القرون الأولى للمسيحية ، وأن فايبر بسينوس جمع أكثرَ من سبعين إنجيلاً من تلك الأناجيل وجعلها فى ثلاث مجلدات).
كما أعلن فاستوس الذى كان من أعظم علماء فرقة مانى فى القرن الرابع الميلادى: (إن تغيير الديانة النصرانية كان أمراً محقاً، وإن هذا العهد الجديد المتداول حالياً بين النصارى ما صنعه السيد المسيح ولا الحواريين تلامذته ، بل صنعه رجل مجهول الاسم ونسبه إلى الحواريين أصحاب المسيح ليعتبر الناس).
وقد كتب فى مسألة تعدد الأناجيل الكثير من مؤرخى النصرانية ، فيقول العالم الألمانى “دى يونس” فى كتابه (الإسلام): “إن روايات الصلب والفداء من مخترعات بولس ومَنْ شابهه من المنافقين خصوصاً وقد اعترف علماء النصرانية قديماً وحديثاً بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الحواريين إلى مضى 325 سنة بغير كتاب معتمد ، وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها”.
الغريب أن كنيسة روما هى التى حددت الكتب الصحيحة التى يجب أن تُداوَل وألغت الباقى واعتبرته كتب غير قانونية ، ومنها كتب ورسائل للمسيح نفسه ، وكتاب لمريم العذراء ، وإناجيل أخرى كثيرة للحواريين تلاميذه. فبأى سلطان عملت الكنيسة هذا؟ لا يستطيع أحد عنده ذرة عقل فى العالم أن يقول إن الكنيسة لا تُخطىء.
لذلك قال يوحنا فى رؤياه متوعداً المحرفين ببلايا من الله: (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22:" 18
واعترف بولس أيضاً بهذا ، فقال: (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
لكن هل بولس الذى يرفض بشارة ملاك السماء وقدم بشارته هو عليها قد أوحى الله إليه؟ أو بتعبير آخر: هل كان من الرسل؟
الإجابة: بالطبع لا. فلو آمنتم أن الذى كان على الصليب هو يسوع ، وأن آخر كلمة تفوه بها هى (قد أُكمِلَ) يوحنا 19: 30 ، فما حاجتكم إذن إلى رسائل بولس؟ ولنترك الحديث أفضل للرسائل نفسها ولتلاميذ يسوع:
1- كتابات بولس هى آراء خاصة وخطابات شخصية كتبها بولس لأشخاص ما ، فلماذا اعتبرت من وحى الله على الرغم من أنها تحتوى على بعض التشريعات؟ (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
2- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا:) كورنثوس الأولى 7: 25-26
3- (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
4- (25أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا. 26سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعاً بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 27أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هَذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ) تسالونيكى الأولى 5: 25-27
5- (12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 15فَاحْتَفِظْ مِنْهُ أَنْتَ أَيْضاً لأَنَّهُ قَاوَمَ أَقْوَالَنَا جِدّاً.) تيموثاوس الثانية 4: 12-14
6- وأكرر السؤال مرة أخرى: تُرى لماذا اتهم التلاميذ بولس بالضلال والكفر وإضلال الناس ، وأرسلوا إلى من سممتهم تعاليم بولس من يُصلح لهم هذه العقائد الفاسدة؟ لقد أمروا بولس بالتوبة ، وعدم العودة إلى مثل هذه الأقوال مرة أخرى ، فهل ما قاله بولس كان بوحى من الله له؟ لو قلتم نعم ، لحكمتم على التلاميذ بالهرطقة وعدم نزول الروح القدس إليهم ، ولو قلتم لا ، لحكمتم على بولس بالضلال.
لقد حكم عليه التلاميذ بالضلال: (20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 20-32
لكن هل التزم ولم يعد لمثل هذه التعاليم الفاسدة؟ لا.
لقد استمر على رفضه للناموس وتعاليمه:
(10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
راجع كلام بولس هذا بكلام يسوع وكلام الكتاب المقدس:
قبله. بل أنبأ مستمعيه أن يتمسّكوا به ولا يتركون منه حرفاً واحداً ، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
وقد سأله أحد أتباع الناموس الغيورون عليه: (35وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 35-40
(10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
يقول المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
ويقول مزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)
يؤخذ فى الاعتبار أن بولس من اليهود المتشددين العارفين جيداً بدينهم ، فمعنى أنه يلغى الناموس والختان عند أتباع يسوع ويغير لهم فى تعاليم يسوع أنه لم يكن صافى النية ولا صادق القصد فيما اقترفه.]
[تقول دائرة المعارف الكتابية:] والنظرية الشائعة الأن بين النقاد هى أن إنجيل متى العبرى الذى ذكره بابياس كان فى أغلبه مجموعة من أقوال المسيح (يسميها النقاد المتأخرون ( Q ) والتى استخدمها فى ترجماتها اليونانية كاتب إنجيل متى باليونانية، كما استخدمها أيضاً البشير لوقا، وهذا ما يعلل السمات المشتركة بين الإنجيلين، كما أنهم يزعمون أن هذا الاستخدام للنسخة اليونانية المنسوبة إلى متى، هو الذى أدى إلى إطلاق اسم الرسول متى على الإنجيل اليونانى ، وقد سبق أن نوهنا بأنه لا يوجد دليل قوى على الزعم بأن "اللوجيا" التى ذكرها بابياس كانت قاصرة على "الأقوال" فقط.
[إذن لقد عاودت دائرة المعارف الكتابية للإعتراف مرة أخرى بوجود إنجيل باللغة العبرانية ، والتى استخدمها فى ترجماتها اليونانية كاتب إنجيل متى باليونانية ، إلا أنه جعل هذا الإنجيل هو المصدر ( Q ) الذى جمعه متى واستخدمه لوقا فى إنجيله ، ثم قام مترجم إنجيل متى لليونانية باستخدامه. ولا أعرف ما هو دليله على هذا!
لكن يتبقى لنا معرفة شيئاً عن المصدر ( Q ) الذى استسقى متى منه معلوماته:
تقول دائرة المعارف البريطانية ص 523: "فى الحقيقة إننا لا نعرف شيئاً عن هذا المصدر ، ولا نعرف خواصه ولا محتوياته التى انفرد بها ، ولم ير فيها كل من متى ولوقا ما يناسبه لكى يضيفها إلى إنجيله.
من أجل ذلك فإننا لا نستطيع أن نخاطر بتحديد قيمته التاريخية واللاهوتية." (نقلاً عن المسيح فى مصادر العقائد المسيحية للواء مهندس أحمد عبد الوهاب ص 46)
والسبب فى ذلك هو أن المصدر الأول الذى نقل عنه النصارى الأوائل ما سطروه فى كتاباتهم ، وخاصة فى الفترة التى سبقت كتابة أولى الكتب المسيحية ـ ونقصد بها رسائل بولس ـ كانت الروايات الشفوية التى كان يتناقلها العامة والخاصة ، الأمر الذى حدا بلوقا إلى التمحيص وانتقاء ما يقبله هو وكتبه فى رسالة خاصة إلى ثاوفيليس ، والذى اعتبر فيما بعد إنجيل ونسب إلى الوحى:
(1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
وعلى ذلك فإن أقدم المصادر النصرانية سواء كانت التعاليم الشفهية، أم المصدر (Q)، أم ما كتبه متى ولوقا فهى ليست من المصادر الإلهية ، وقد دخلها التحريف بالزيادة والنقصان كما رأينا عند متى ، وكما اعترف علماء النصارى أنفسهم عنه.
-
الاخ العزيز و استاذنا الفاضل ابو بكر حفظك الله :
سعدت جدا بهذه الدراسة و استفدت منها كثيرا و اذا كان لى ان اضيف ساتحدث عن تاريخ كتابة هذا الانجيل و كذلك كاتبه .
و لن افعل شيئا اكثر من اقتباس الموجود فى التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم ر. ت. فرانس صدر عن دار الثقافة فى القاهرة 1990 مترجم الى العربية بواسطة اديبة شكرى .
و ساضع صورة للنص فى النهاية و لكن ساكتبه كاملا ربما لا تظهر الصورة و الله المستعان :
من الكتاب المذكور صفحة 19 :
تاريخ كتابته :
اجمع معظم الدارسين المعاصرين على ان انجيل متى كتب خلال العشرين سنة الاخيرة من القرن الاول و الاسباب الرئيسية التى جعلتهم يحددون التاريخ بانه ليس قبل عام 80 ميلادى تقريبا هى :
1 - انجيل مرقص لم يكتب قبل عام 65 ميلادى تقريبا كما هو مفترض بوجه عام و ان القديس متى اتخذ انجيل مرقص كاحد مراجعه فتاريخ انجيل متى لابد ان يكون بعد عام 65 .
2 – يعتقد ان خراب اورشليم سنة 70 ميلادى قد اثر على لغة بعض الفقرات مثل مت 22:7 و 23 : 38 و اجزاء مختلفة من الاصحاح 24 .
3 – النبرة غير اليهودية تناسب الحقبة القريبة من عام 85 م حين استبعد المسيحيون بالفعل من العبادة فى المعبد نتيجة تضمين العبادة لعنه على اتباع الناصرى و الهراقطة بدلا من حقبة سابقة حيث كانت مكتوبة بطريقة اقل وضوحا .
4 - و يقال ان الانجيل يعكس وضعا لاهوتيا و كنسيا متطورا للغاية بالنسبة لفترة سابقة له .
انتهى الاقتباس حرفيا صفحة 19 .
و الان نقتبس المكتوب عن كاتبه صفحة 25 من نفس المرجع : يقول المرجع بعد ان يذكر بعض الادلة الواهية كخلاصة و استنتاج :
و مع ذلك لا شىء مما سقناه يرقى الى مرتبة الدليل القاطع على حقيقة الكاتب و نستطيع القول بارتياح ان التقليد المتفق عليه للكنيسة الاولى مهما كان مصدره مشكوكا فيه يقدم لنا اسما مرشحا يبدو من ضمن اسباب اخرى انه الشخص الذى تشير اليه خصائص و سمات الانجيل و لكن هذا لا يحول دون ان يكون من بين التلاميذ الاولين من تنطبق عليه هذه الصفات .
و اذا كان اسم متى المقترن بالانجيل له ثقله و مكانته فى تقليد آباء الكنيسة الا ان هذا لا يعنى استبعاد احتمال الا تكون عملية كتابة الانجيل قد اقتصرت على مرحلة واحدة فقط . و بقدر ما يكون تاريخ الانجيل قديما يزيد احتمال الراى القائل ان مساهمة متى فى كتابة الانجيل كانت فى مرحلة سابقة لصدوره فى شكله النهائى.
و نقرر فى النهاية اننا لا نعرف ببساطة مدى الدور الذى قام به متى الرسول فى عملية كتابة الانجيل الاول غير ان تقليد الكنيسة الاولى يجملنا الى الاعتقاد بانه كان دورا له شان .........
انتهى الاقتباس ...........
الاقتباس الاول يقرر ان الانجيل كتب بعد عام 80 اى ان خراب اورشليم المذكور فيه ليس نبؤة لان الخراب وقع قبل زمن الكتابة و ليس بعدها اما عن الكاتب فلا نعرف شيئا عنه .....
و لا تعليق اكثر من ذلك و هذا مرجعهم و كتابهم و الكتاب يباع فى كل فروع مكتبة دار الثقافة فى مصر .
و لك كل الشكر و الاحترام
و الحمد لله رب العالمين
-
محاولة وضع الصورة مرة اخرى و الله المستعان
-
بارك الله فيك أستاذى ومعلمى وأخى eeww2000
ننتظر تحليلاتك المنطقية المشوقة وتراجمك المفحمة ، وياليتك تضع كل ما كتبته فى سلسلة ومازال التحريف مستمراً هنا فى المنتدى ، فقد لهثت وراءها فى العديد من المنتديات حتى جمعتها باستثناء على ما أعتقد السلسلة السادسة
وقد أعجبنى أننى بحثت عنها فى مكان البحث على الإنترنت ، وليس فى منتدى معين ، وتعجبت أن باقى الأخوة الذين يشهد لهم بحسن الكتابة والتعليق لا تظهر موضوعاتهم بهذه الطريقة ، فلو تعلمنا كيف يكون للموضوع اسم على النت كله ، لكانت الفائدة أعم لكل الباحثين ، وجاذبة لكل القراء والمعرضين من جميع الأديان لتعميق موضوعات الحوار ، وحتى تعم الفائدة فى الدنيا والآخرة ، ولفتح مجال أوسع للدعوة والبحث وللهداية
وبارك الله فيك وفى كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله
وهدى الله النصارى وبصرهم بالحق ودفعهم للطريق المستقيم
والسلام عليكم ورحمته وبركاته
-
تواصل دائرة المعارف الكتابية قولها:
رابعاً : المحتويات والغرض :
1- المحتويات وطبيعتها: يمكن تقسيم إنجيل متى من جهة المحتويات ، إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
أ- مدخل يشتمل على مولد الرب وصباه (الإصحاحان الأول والثاني).
ب- خدمة يسوع فى الجليل (الأصحاحات 3- 18).
جـ- خدمة يسوع فى اليهودية وأورشليم التى أعقبتها أحداث الآلام والموت والقيامة (الأصحاحات من 19- 28).
أما من جهة طبيعة الإنجيل، فهو مثل سائر الأناجيل ليس إلا مختارات من التعليم الشفهى الضخم عن أعمال وأقوال المسيح، والذى كان منتشراً فى العصر الرسولى ودوائر الكنيسة الأولى . وقد اختيرت لغرض خاص وضعه البشير نصب عينيه ، ولذلك فإننا نجد فى إنجيل متى مادة كبيرة مما فى إنجيل مرقس ولوقا ، وإن كانت كمية غير قليلة منها لها صبغة خاصة فى إنجيل متى، مما قد يحير من يحاول التوفيق بين البشيرين ، مثلما فى أقوال متى عن التجربة ، وعن مجنون كورة الجدريين وعن الرجل الأعمى فى أريحا (4: 1-11، 8: 28-34، 20: 29-34) . كما يوجد فيه أيضاً الكثير مما ينفرد به مثل الإصحاحين الأول والثاني والأجزاء فى (9: 27- 36، 10: 15و37- 40، 11: 28-30، 12: 11و12و 15- 21و33-38، 3: 24- 30و36-52، 14: 28-31، 16: 17-19، 17: 24-27، 18: 15-35، 19: 10-12، 20: 1-1621: 10و11و14-16و 28-32، 22: 1-14، 23: 8-22، 24: 42-45، 25: 46، 27: 3-10و62-66، 28: 11-15).
كما أن المواد غير مرتبة ترتيباً زمنياً بل بالحرى حسب ما بينها من تشابه. كما أن أحاديث وأمثال يسوع تروى متجمعة رغم أنها قيلت فى أزمنة مختلفة. المواد المتفرقة فى سائر الأناجيل – وبخاصة فى إنجيل لوقا- نجدها متجمعة فى متى، مثلما نرى فى الموعظة على الجبل (الأصحاحات 5-7) ، وخطاب إرسال التلاميذ (الأصحاح العاشر)، والأمثلة السبعة لملكوت السموات (الأصحاح الثالث عشر)، والويلات ضد الفريسيين (الأصحاح الثالث والعشرين)، والأحاديث الرائعة عن الأخرويات (الاصحاحان الرابع والعشرون والخامس والعشرون) ، بالمقابلة مع الأجزاء المماثلة فى سائر الأناجيل.
إلى هنا انتهى كلام دائرة المعارف الكتابية الخاص بالمحتويات.
ولا يفوتنا هنا أن نعيد على مسامع القارىء الجملة الآتية: (أما من جهة طبيعة الإنجيل، فهو مثل سائر الأناجيل ليس إلا مختارات من التعليم الشفهى الضخم عن أعمال وأقوال المسيح، والذى كان منتشراً فى العصر الرسولى ودوائر الكنيسة الأولى. وقد اختيرت لغرض خاص وضعه البشير نصب عينيه ،)
إذن فكل الأناجيل كتبت بدافع شخصى بحت جمعها الكتبة مما سمعوه من الناس المعاصرين وغيرهم ، والتابعين ومن سمع منهم ، ثم تم انتقاء ما ينفع متى فى غرضه من وضع هذا الكتاب ، وهذا ليس تأليفاً منى أو ادعاءً أو تأويلاً للنص ، ولكن هذا مصداقاً لقول لوقا وبولس:
(1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
(16كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.) بطرس الثانية 3: 16
كما توعد المحرفين فقط لكثرة التأليف والتحريف:
(وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18
وكذلك جاء نقد دائرة المعارف لإنجيل متى فى قولها: (كما أن المواد غير مرتبة ترتيباً زمنياً بل بالحرى حسب ما بينها من تشابه. كما أن أحاديث وأمثال يسوع تروى متجمعة رغم أنها قيلت فى أزمنة مختلفة.) ليدل إما على سوء أدبهم مع الرب الذى أوحى هذا الكتاب حتى ينتقدوه بهذه الصورة ، ويرون غير ما جاء هو به ، أو هم أنفسهم لا يؤمنون بكونه وحى من الله ، ويتعاملون معه كأى من الكتب والقصص الأدبية.
تواصل دائرة المعارف الكتابية قولها:
2- الغرض : لا يوجد فى إنجيل متى عبارة واضحة تحدد الهدف الذى وضعه الكاتب نصب عينيه، كما يذكر الإنجيل الرابع مثلاً ( يو 20: 30و 31) ، ولكننا نستطيع أن نستخلص ذلك بسهولة من المحتويات العامة للإنجيل ومن بعض أجزاء معينة فيه ، فالرأى التقليدى الذى يقول إن متى كتب أساساً لإثبات أنه فى يسوع الناصرى تتحقق وتتم النبوات المختصة بالمسيا فى العهد القديم هو رأى صحيح تماماً بلا أدنى ريب ، فهذه الحقيقة التى ينطق بها استشهاد متى حوالى أربعين مرة ، باقتباسات من العهد القديم، حتى فيما يتعلق بالتفاصيل الصغيرة عن حياة المسيح ، مثل رجوعه من مصر (2: 15) ، لدليل قوى على هذه الحقيقة ، رغم أن بعض هذه الاستشهادات لها صفة التأويل كالكثير من استشهادات العهد الجديد بأقوال العهد القديم.
أما مسألة هل كتب الإنجيل أصلاً للمسيحيين من اليهود، أو لليهود غير المسيحيين ، فأمر قليل الأهمية ، حيث أن هذا الإنجيل - مثل رسالة يعقوب – كتب فى الفترة الإنتقالية التى لم تكن فيها المجتمعات المسيحية قد انفصلت تماماً عن المجتمعات اليهودية ، بل كانوا مازالوا يعبدون معاً.
وهناك دلائل واضحة على هذا الغرض، من بداية الإنجيل إلى نهايته ، مثلما فى (مت 1: 1) حيث يقدم الدليل على أن يسوع هو ابن إبراهيم الذى فيه تتبارك جميع قبائل الأرض (تك 12: 3) ، وابن داود الذى سيثبت ملكوت الله إلى الأبد (2 صم 7). أما سلسلة نسب المسيح فى لوقا (لو 3: 23-38) فواضح من صبغتها الشاملة للبشرية ، أنها تهدف إلى إثبات أن يسوع هو فادى كل العالم ، لذلك ترجع به الى آدم أصل الجنس البشرى كله. ثم بما أن سلسلة نسب المسيح فى متى – كما هو واضح- هى سلسلة نسب يوسف باعتباره الأب الشرعى الذى تبنى يسوع ، وليست سلسلة نسب مريم – كما هى الحال فى إنجيل لوقا- فمن السهل جداً أن نستشف أن الهدف هو سد حاجة القارئ اليهودى ، فالراوية الكاملة فى إنجيل متى للموعظة على الجبل والتى لا تشتمل على البرنامج الجديد لملكوت الله – كما يقال أحياناً – هى فى الحقيقة لا تحتوى أبداً على المبادئ الجوهرية للإنجيل، ولكنها التفسير العميق الصحيح للناموس، رداً على التفسير السطحى الذى كان شائعاً عند الفريسيين، وهو ما دفع الرسول بولس إلى القول: "فلماذا الناموس" لكى يوجه أنظار سامعيه إلى إنجيل النعمة والإيمان الذى كرز به المسيح (أنظر غل 3: 24) .
كل هذا يبدو مفهوماً عندما نذكر أن هذا الإنجيل قد كتب أصلاً للقراء من اليهود. كما تتكرر كثيراً فى إنجيل متى عبارة "كما هو مكتوب " أو " كما قيل بالنبى" إتماما لنبوات العهد القديم ، وهو أمر بالغ الأهمية لليهود الذين كان العهد القديم هو لهم كل شئ ولكنه لم يكن أمراً ذا أهمية عند الأمم. نجد ذلك بالارتباط مع ولادة يسوع من العذراء وحمايته من هيرودس وعودته إلى الناصرة (1: 22و 23، 2: 5 و 6 و 15 و 17 و 18 و 23). وخدمة يوحنا المعمدان (3: 3، 11: 10)، واختيار الجليل لتكون منطقة عمل يسوع (4: 14-25) ، فكانت خدمة يسوع تتميماً للناموس والأنبياء (5: 17)، وأساليبه الهادئة المتحفظة (12: 17-21)، وتعليمه وأمثاله (13: 35) ، ودخوله إلى أورشليم (21: 4و5و16) ، وإلقاء القبض عليه (26: 54) ، وخيانة يهوذا له (27: 9) واقتسام ثيابه (27: 35) وفى كل إنجيل متى – كما يقول البروفسور كوبل – يبدو " الخلاف الجوهرى بين المسيح والفريسية" ورداً على الأفكار الخاطئة عن المسيا ، وقيم التعاليم المعاصرة عند اليهود ، يختار متى تلك الحقائق من تعاليم المسيح وأقواله ، التى تبين المسيا الحقيقى والمبادئ الصحيحة لملكوت الله ، ومن هذه الناحية يمكن اعتبار الإنجيل دفاعياً وهجومياً فى هدفه ، حسبما يتفق مع الصور الحية التى يرسمها لعداوة اليهود المتزايدة للمسيح ولتعاليمه، تلك العداوة التى تبدو فى الجزء الأخير من إنجيل متى ، على نفس العنف الذى تبدو عليه فى إنجيل يوحنا ، فلا نجد فى موضع آخر مثل هذه التوبيخات للفريسيين وأساليبهم ، تنطق بها شفتا يسوع (مثل 9: 11-13، 12: 1-8، 15: 1-9، 16: 1-4، وفى نقاط محددة 5: 20، 9: 13، 23: 23 أنظر أيضاً 8: 12، 9: 34، 12: 24، 21: 43). ومن وجهة النظر هذه التى تحدد التناقض فى الآراء الفريسية الضيقة ، نستطيع أن نفهم تأكيد الكاتب على شمولية ملكوت يسوع (أنظر 3: 1-12، 8: 10-12، 21: 33- 44، 28: 18-20) وهى أجزاء يظن البعض أنه يحدد فيها مناقضة الاتجاه السائد عند اليهود للإنجيل.
إلى هنا انتهى كلام دائرة المعارف الكتابية ، التى تؤكد على أن متى كتب إنجيله بغرض جعل عيسى عليه السلام هو المسيا:
[(فالرأى التقليدى الذى يقول إن متى كتب أساساً لإثبات أنه فى يسوع الناصرى تتحقق وتتم النبوات المختصة بالمسيا فى العهد القديم هو رأى صحيح تماماً بلا أدنى ريب ، فهذه الحقيقة التى ينطق بها استشهاد متى حوالى أربعين مرة ، باقتباسات من العهد القديم، حتى فيما يتعلق بالتفاصيل الصغيرة عن حياة المسيح)
(يختار متى تلك الحقائق من تعاليم المسيح وأقواله ، التى تبين المسيا الحقيقى والمبادئ الصحيحة لملكوت الله)
(كل هذا يبدو مفهوماً عندما نذكر أن هذا الإنجيل قد كتب أصلاً للقراء من اليهود.)
لقد حاول مؤلف متى إذن أن يحافظ على هذا الملكوت داخل بنى إسرائيل ، لذلك جعل يسوع هو المسيا المنتظر، الذى بشرت به كل الكتب السابقة وكل الأنبياء فى الماضى ، وبالتالى فإن ملكوت الله أو شريعة الله التى قد أتى يسوع ليقول لليهود إنها قد اقترب موعدها ، وأن شريعتهم التى جاء هو مؤكداً لها ومؤيداً لما جاء فيها سوف تنتهى بقدوم هذا النبى صاحب الملكوت ، لذلك قرر متى كما قرر ذلك غيره الإعتراف بيسوع كالمسيا ، حتى لا يضطروا للإعتراف بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وحتى لا يخرج ملكوت الله منهم. الأمر الذى أوضحه الكاتب إدوارد لوسيه بقوله: “لذلك نجده يؤكد قيامة يسوع ورفعه إلى السماء ويبرزهما ، وعلى ذلك فهو ينتمى لأحد الجماعات المسيحية اليهودية ، التى تحاول الحفاظ على ميراث إسرائيل من ناحية ، والاعتراف بكنيسة الأمميين الوثنيين من ناحية أخرى ، وهذا هو الذى جعله يوجه رسالة يسوع للعالم بأسره.”
وملكوت الله هو شريعة الله على الأرض ، وقد أخبر عيسى عليه السلام بأمثال عديدة أن ملكوت الله سوف ينزع منهم ، ويُعطى لأمة تعمل أثماره: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
يقول التفسير الحديث للكتاب المقدس لمؤلفه ر.ت. فرانس ص 30 و 31 بشأن اقتباسات متى من العهد القديم: “ورد فى إنجيل متى الصيغة التالية عشر مرات وهى "وهذا كله لكى يتم (أو [حينئذ تم] ما قيل بالنبى القائل .. .. " ثم يتبع ذلك باقتباس من أحد أنبياء العهد القديم (أو من المزامير كما حدث فى إحدى الحالات). انظر مت 1: 22-23 ، 2: 15 ، 2: 17-18 ، 2: 23 ، 4: 14-16 ، 8: 17 ، 12: 17-21 ، 21: 4-5 ، 27: 9-10). وهذه الصيغة قد تختلف إختلافاً طفيفاً. وثمة خمس حالات ذكر فيها اسم النبى, وفى حالة أخرى (مت 2: 5-6) أدى وضع هذا الإقتباس فى القصة إلى تغيير الصيغة بحيث أصبحت: "لأنه هكذا مكتوب بالنبى" ، بيد أن هذا النص يؤخذ عادة على أنه ضمن صيغة الاقتباس. ولا شك أن ثمة اقتباسات أخرى كثيرة من العهد القديم ، ولكن هذا المجموعة تتميز بصيغتها الثابتة. وكلها ، عدا واحدة فقط ، لم ترد إلا فى إنجيل متى. وإذا ما حذفنا الاقتباسات من كل هذه الحالات ، لا تتأثر القصة على أى نحو ، وهذا يوحى بأنها تعليقات أضيفت إلى القصة الموجودة ، ومع ذلك يبدو أن موضوع إتمام المكتوب فى المسيح هو النقطة الأساسية التى ترتكز عليها تلك الفقرة من النص التى ورد بها الاقتباس.”
ويواصل فرانتس قائلاً: “ولقد أثير الكثير من الجدل بشأن مصدر صيغة الاقتباسات وأثرها. ومعظم الدارسين حالياً يعتبرونها إسهاماً خاصاً من متى أكثر من كونها عناصر تقليدية فى قصة السيد المسيح.”
إذن فقد اعترف التفسير الحديث للكتاب المقدس عند متى أن هذا هو رأى متى الخاص فقال فرانتس: (وهذا يوحى بأنها تعليقات أضيفت إلى القصة الموجودة)
وقال أيضاً: (معظم الدارسين حالياً يعتبرونها إسهاماً خاصاً من متى أكثر من كونها عناصر تقليدية فى قصة السيد المسيح)
ويتضح هذا الرأى الخاص لمتى أكثر ، إذا ما أضفنا ما كتبه العالم الكبير Leonhard Goppelt فى كتابه الألمانى (لاهوت العهد الجديد) الطبعة الثالثة حيث يقول فيها: “أول الكتابات التى ظهرت هى رسائل بولس ، ثم تأثرت بها باقى الأناجيل، ودليلنا على ذلك أن المصدر ( Q ) الذى استعانوا به ، لا يحتوى على كلمة واحدة لها علاقة بقصة صلب وموت ونشور يسوع، كما لم يحكى كلمة واحدة عن آلام ابن الإنسان ، وإن دل هذا ليدل على أن هذا المصدر كتبته طائفة لم تعلم أو لم تؤمن بقصة الصلب والنشور هذه.”
أمّا سماته فهي كما يقول موقع بشارة النصرانى على النت:
“لقد أشار إلى حوالي 60 نبوّة من العهد القديم، كما تكرّرت كلمة الملكوت حوالي 55 مرّة، وذُكر السيّد المسيح كابن لداود ثمان مرّات، معلنًا أنه الموعود به.).”
انتهى الكلام موقع بشارة على الرغم من أن دائرة المعارف الكتابية تؤكد أن متى اقتبس 40 نبوة من العهد القديم وليس 60 كما يقول الموقع المذكور.
فقد أراد متى أن يجعل عيسى مثل موسى عليهما السلام تماماً ، لتنطبق على يسوع نبوءة سفر التثنية: (18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.) تثنية 18: 18
ولم يكن عيسى مثل موسى عليهما السلام إلا فى النبوة والمعجزات فقط: لكن
1- ولد كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام من أب وأم عن طريق التناسل الطبيعى. ولم يولد عيسى عليه السلام إلا من أم عذراء.
2- تزوج وأنجب كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام ، ولم يتزوج يسوع لأنه كان حصوراً منذوراً لله.
3- عدَّدَ كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام الزوجات ولم يتزوج يسوع.
4- مات كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام بطريقة طبيعية ودفنا فى الأرض ، بينما كانت ميتة يسوع كما تصورها الأناجيل لتدل على كفره بتحكيم نص سفر التثنية: (18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) تثنية 18: 18-22
5- كان كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام نبياً وأنتم تعتبرون يسوع هو الإله المتجسد ، أو ابن الإله من جسده.
6- كان كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام حاكماً ولم يكن يسوع حاكماً: (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 19
7- كان كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام قاضياً ، ولم يقض يسوع فى المرأة الزانية: (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. ) يوحنا 12: 2-9
ولم يقض فى الميراث بين الأخين: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».) لوقا 12: 13-15
8- كان كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام محارباً للكفر بينما أمر يسوع أن تُعطى الجزية لقيصر ، بل كان هو نفسه دافعاً الجزية لقيصر: (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 15-21
9- ضيق أهل كل من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام عليهما حتى اضطراهما للهجرة من بلديهما. ولم يخرج يسوع من بلده ، أما هجرة يسوع المزعومة إلى مصر فهى من تلفيقات متى ، والدليل على ذلك:
يقول متى: (13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».)
وكان هذا بعد الولادة مباشرة ، وبعد أن خرج المجوس من عنده ، ولم يكن قد مر ثمانية أيام ، ولم يكن يسوع قد تم تختينه بعد، إذن فتبعاً لمتى يجب أن تكون قصة لوقا فى ختان يسوع فى اليوم الثامن فى بيت لحم ، وبقاء أمه فى هذا المكان لمدة 40 يوم حتى طهرت ثم نزولها إلى أورشليم ليقدموا ذبيحة للرب (لوقا 2: 24)، قصة وهمية كاذبة أو تكون زيارة يسوع لمصر التى تمت عقب الولادة وقبل ختانه من خرافات متى التى أدخلها للكتاب المسمى باسمه ، لأن يسوع كان مازال فى بيت لحم ، ولم يكن قد ختن بعد ، ولم تكن أمه قد طهرت.
وعلى ذلك يكون تختين يسوع تبعاً لمتى قد تم فى مصر ، وتبعاً للوقا قد تم فى بيت لحم.
(16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ». 19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 13-23
لقد لفق متى هذه الرواية (لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».) ، ولم يعلم أن كذبه لا يُروَّج إلا على سخيفى العقول، لأن المراد بالنبى القائل هو هوشع عليه السلام، ونصه: (1«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.) هوشع 11: 1، ولا علاقة لعيسى عليه السلام بهذه الفقرة مطلقاً ، فهى تبين إحسان الله على بنى إسرائيل فى عهد موسى عليه السلام. مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة ابنى كانت فى طبعة 1811 (أولاده).
أما النبوءة الثانية التى لفقها متى فهى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) وهى لا توجد فى أى كتاب من كتب العهد القديم. ومثل هذه الفقرة احتج عليها اليهود احتجاجاً كبيراً ، فيتعجبون كيف يسكن يهودى فى منطقة السامرة ويدرس فى معبدهم؟ ومن المعروف أن بين اليهود والسامرة عداء شديد ، حتى إن المرأة السامرية فى إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع لم تعطه ليشرب لمجرد أنه يهودى وهى سامرية.
وعند متى فقد أخذ يوسف مريمَ وعيسى عليه السلام إلى مصر بعد ولادة عيسى مباشرة، فى الوقت الذى كانت أمه ما تزال تعانى آلام الولادة. فكيف يتسنى لإمرأة أن تسافر زمناً طويلاً ومسافة شاقة وكبيرة فى صحراء مصر الشرقية وهى فى هذا الضعف وتحمل الإله الرضيع بين أحضانها؟ بينما كانت عند لوقا فى بيت لحم إلى أن تمت أيام تطهيرها ثم انتقلت إلى أورشليم ، وكانوا يذهبون كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح إلى أن تمَّ 12 سنة. فكيف كان فى مصر وهو فى نفس الوقت فى أورشليم؟
وتواجهنا مشكلة أخرى ، وهى إن هيرودس هذا لم يمت إلا بعد موت يسوع: (6فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ ذِكْرَ الْجَلِيلِ سَأَلَ: «هَلِ الرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟» 7وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 8وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً. 9وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. 10وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ 11فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ وَأَلْبَسَهُ لِبَاساً لاَمِعاً وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ.) لوقا 23: 6-11
فكيف ظهر ليوسف ملاك من عند الرب يعلمه فيه أن هيرودس قد مات ، ويمكنه العودة إلى أورشليم بالطفل الإله؟ مع الأخذ فى الإعتبار أن:
هيرودس الكبير حكم كل فلسطين من 37 - 4 قبل الميلاد. وفى عصره ولد عيسى عليه السلام ، وقام بقتل أطفال بيت لحم والتخوم المجاورة. (قاموس الكتاب المقدس 589) وكان يطلق عليه فى الكتاب المقدس لقب (الملك).
حكم Archelaus من 4 قبل الميلاد إلى 6 ميلادية منطقة السامرة واليهودية، وأقيل عام 6 ميلادية ، وضُمَّت مناطق حكمه إلى الإمبراطورية الرومانية حتى عام 41 م.
فإن كان عيسى عليه السلام قد وُلِدَ سنة واحد ميلادية ، فهو لم يولد إذن فى عصر ملك
يُدعى هيرودس الكبير كما يقول الكتاب المقدس. وفى عام 33 ميلادية (موعد الصلب) لم يكن يحكم الجليل حاكم يدعى هيرودس.
حكم هيرودس أجريبا الأول من 37 بعد الميلاد (، أى بعد موت يسوع بأربع سنوات) إلى عام 41 بالتدريج كل فلسطين وحصل على لقب (الملك) ومات عام 44م.
ولم يحكم فلسطين من عام 4 قبل الميلاد إلى عام 36 ميلادية ملك أو حاكم يُدعَى هيرودس. هذا وقد حكم هيرودس أنتيباس الجليل و Peräa وأقيل عام 39 ميلادية.
هيرودس أجريبا الثانى وُلِدَ عام 27 ميلادية، وتولى الحكم فى عام 48 ميلادية، وحصل أيضاً على لقب (الملك)، وحكم الأجزاء الشرقية من فلسطين ، كما تولى الإشراف على أورشليم ، وكان له الحق تعيين رئيس الكهنة أو عزله، وقد وسع الإمبراطور نيرو مناطق حكمه لتشمل عدة مدن فى الجليل و Peräa بينما ظلت منطقة السامرة والجليل واليهودية إقليمان يتبعان الإمبراطورية الرومانية مباشرة.
فى الحقيقة فهو وأمه لم يبرحا بيت لحم ، وذلك نستخلصه من كذب متى فى مجىء المجوس والتى ترتب عليها قتل هيرودس لكل أطفال اليهود ، ونبوءاته الكاذبة ، التى لفقها لتنطبق على عيسى عليه السلام ، وقد عرضنا هذا فى السؤالين السابقين وكذلك مصداقا لقول لوقا: (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ … 39وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ. 40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. 41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ.) لوقا 2: 22-46
لذلك كما رحل موسى وترك مصر ، جعل عيسى يترك بلده ويذهب إلى مصر ،
10- لم يتحول ولم يشبه أى من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام بخروف بينما شبهت الأناجيل يسوع بالخروف: (هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك) رؤيا يوحنا 17: 14
وكذلك: («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل8: 32
11- لم يعلق أى من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام على خشبة ولم يصلب أى منهما فداءً لقومهما أو العالمين ، بينما صلب يسوع عندهم.
12- لم يُلعن أى من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام من أتباعهما ومحبيهما ، بل يُلعن الرب يسوع يومياً كجزء من الكتاب المقدس: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
13- لم يقم أى من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام من الأموات بينما قام يسوع عندهم.
14- لم ينزل أى من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام إلى الجحيم لتكفير خطيئة آدم التى حملتها البشرية ظلماً وعدوانا ، بينما نزل يسوع: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10
15- لم يؤلَّه أى من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام بينما ألَّه اليهود يسوع.
16- سيطر الشيطان على الرب يسوع (؟) لمدة أربعين يوماً يفعل فيه ما يشاء ، ولم يأسر الشيطان أياً من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام: (1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً». 4فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.) متى 4: 1-11
17- جاء كل من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام بشريعة ، وجاء يسوع تابعاً لشريعة موسى: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) متى 5: 17
18- يأكل أتباع يسوع دمه ولحمه فى كل قداس ، وبعد الهضم يفرغونه فيجرى مع قاذورات المجارى ، بينما لا يفعل ذلك أتباع أى من موسى أو محمد عليهما الصلاة والسلام.
19- أرسل كل من موسى ويسوع فى قومه ، وأرسل محمد للعالمين ، فقد قال عيسى عليه السلام: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43 ، ولم يخرج من فلسطين ، إذن فالمدن المقصودة هنا هى مدن فلسطين.
يؤكد أن عيسى عليه السلام لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل ، أنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحدود وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى للرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسيَّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-10
وجاء هذا مطابقاً لكلام ملاك الرب: فيسوع نفسه قال عنه ملاك الرب إنه جاء لبنى إسرائيل فقط ، جاء ليخلِّص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21
20- رفع الله عيسى وأنقذه من اليهود ولم يرى موتاً على الأرض تبعاً لاعتقادنا ، بينما لم يرفع موسى أو محمد عليهم الصلاة والسلام.
21- عذَّبَ اليهود يسوع قبل صلبه المزعوم وأهانوه، الأمر الذى لم يحدث لموسى أو محمد عليهم الصلاة والسلام: (67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ) متى 26: 67 ، (فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
22- تبعاً لإعتقادكم فإن يسوع يجلس على يمين الإله الذى هو متحد معه ـ ولا تسألنى كيف يكون متحداً معه ، وهو على يمينه ـ بينما لم يفعل ذلك أى من موسى أو محمد عليهم الصلاة والسلام.
23- تبعاً لكتابكم فإن يسوع عندكم جاء من ولد زنى ومن أناس مطرودين من رحمة الله ، ولم يكن هذا هو حال موسى أو محمد:
(يهوذا ولد فارص وزارح من ثامار) متى 1: 3 ،
وثامار هذه زوجة أبناء يهوذا التى زنى معها (تكوين 38)
(وسلمون ولد بوعز من راحاب) متى 1: 5،
(راحاب امرأة زانية) يشوع 2: 1-15،
(وبوعز ولد عوبيد من راعوث) متى 1: 5،
(وراعوث هى راعوث الموابية) راعوث 4: 5
(لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب ، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3 ،
(وداود الملك ولد سليمان من التى لأوريا) متى 1: 6 اقرأ قصة زنا داود بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11)
(وسليمان ولد رحبعام) متى 1: 7 ، اسم أم رحبعام زوجة سليمان نعمة العمونية (ملوك الأول 14: 21 ، (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب ، حتى الجيل العاشر لا
يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3
سليمان كافر عابد للأوثان: (وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءَه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب) ملوك الأول 11: 4 وعقوبة المرتد الرجم حتى الموت (تثنية 13: 6-10)
ورأوبين يزنى بسرية أبيه التى هى فى حكم أمه: (لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ ودنسته) تكوين 49: 4 وحكمهما هو: (وإذا اضطجع رجل مع امرأة أبيه فقد كشف عورة أبيه ، إنهما يقتلان كلاهما ، دمهما عليهما) لاويين 20: 11
ولم تكن هذه هى النبوءة الوحيدة التى سعى متى لتحقيقها وأتى من كل حدب وصوب بما يؤكد كلامه من العهد القديم مما أوقعه فى حرج عدة مرات ، وارجع فى ذلك إلى نبوءات خاطئة فى العهد الجديد التى أضع منها هنا الجزء الأول وسأضعه فى مقال منفصل إن شاء الله فيما بعد.
1) نبوءة متى 1: 22-23 أُخِذَت من (إشعياء 7: 14)
(22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).)
لن أعلِّق على نبوءة إشعياء ، لكن سأذكر نبوءة ملاك الرب كاملة من متى نفسه لترى مدى التخبط: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) متى 1: 18-25
لا تعليق!
فإذا جاء ملاك الرب وقال تدعون المولود يسوع ، وولِد ودعوا اسمه يسوع ، فعن أى نبوءة يتكلم متى؟ ولماذا لم يوح هذا الكلام لباقى الإنجيليين؟ هل اسم الرب شىء هيِّن لكى لا يوحى لكل كتبة الأناجيل؟ أم نقول إن زوجة الرب عصت زوجها ولم تسميه كما قال هو من قبل؟ أم نسخَ ملاك الرب النبوءة السابقة فى إشعياء ، بقوله فى متى 1: 21 ، ثم نسخه مرة أخرى فى متى 1: 23 ، ثم عاد ونسخه مرة ثالثة فى متى 1: 25؟
أما على كلمة العذراء فيعلق عليها أخى فيصل المهتدى قائلاً: يقول سفر إشعياء: (10ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ يُخَاطِبُ آحَازَ ثَانِيَةً قَائِلاً: 11«اطْلُبْ عَلاَمَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ، سَوَاءٌ فِي عُمْقِ الْهَاوِيَةِ أَوْ فِي ارْتِفَاعِ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ». 12فَأَجَابَ آحَازُ: «لَنْ أَطْلُبَ وَلَنْ أُجَرِّبَ الرَّبَّ». 13عِنْدَئِذٍ قَالَ إِشَعْيَاءُ: «اسْمَعُوا يَابَيْتَ دَاوُدَ: أَمَا كَفَاكُمْ أَنَّكُمْ أَضْجَرْتُمُ النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ 14وَلَكِنَّ السَّيِّدَ نَفْسَهُ يُعْطِيكُمْ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً، وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ. 15وَحِينَ يَعْرِفُ أَنْ يُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ يَأْكُلُ زُبْداً وَعَسَلاً، 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ كَيْفَ يَرْفُضُ الشَّرَّ وَيَخْتَارُ الْخَيْرَ، فَإِنَّ إِسْرَائِيلَ وَأَرَامَ اللَّتَيْنِ تَخْشَيَانِ مَلِكَيْهِمَا تُصْبِحَانِ مَهْجُورَتَيْنِ. 17وَسَيَجْلِبُ الرَّبُّ عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِيكَ أَيَّاماً لَمْ تَمُرَّ بِكُمْ مُنْذُ انْفِصَالِ أَفْرَايِمَ عَنْ يَهُوذَا، وَذَلِكَ عَلَى يَدِ مَلِكِ أَشُورَ. 18فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَصْفِرُ الرَّبُّ لِلْمِصْرِيِّينَ فَيَجِيئُونَ عَلَيْكُمْ مِنْ كُلِّ أَنْهَارِ مِصْرَ، وَلِلأَشُورِيِّينَ فَيَجِيئُونَ عَلَيْكُمْ كَأَسْرَابِ النَّحْلِ، 19فَتُقْبِلُ كُلُّهَا وَتَنْتَشِرُ فِي الأَوْدِيَةِ الْمُقْفِرَةِ، وَفِي شُقُوقِ الصُّخُورِ وَشُجَيْرَاتِ الشَّوْكِ الْمُتَكَاثِفَةِ، وَفِي الْمَرَاعِي قَاطِبَةً. 20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَسْتَأْجِرُ الرَّبُّ مَلِكَ أَشُورَ مِنْ عَبْرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، فَيَكُونُ الْمُوسَى الَّتِي يَحْلِقُ بِهَا الرَّبُّ شَعْرَ رُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَحَتَّى لِحَاكُمْ أَيْضاً. 21فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يُرَبِّي وَاحِدٌ عِجْلَةَ بَقَرٍ وَشَاتَيْنِ.) إشعياء 7: 10-21
Isaiah 7: 14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.
(حَدَثَ هَذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِلِسَانِ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23 «هَا إِنَّ الْعَذْرَاءَ تَحْبَلُ، وَتَلِدُ ابْناً، وَيُدْعَى عِمَّانُوئِيلَ!» أَيِ «اللهُ مَعَنَا».) متى 1 : 22-23
إذا رجعنا إلى النص العبري حسب النسخة المسورية لسفر إشعياء نرى أن الكلمة المترجمة إلى"عذراء" في النص العبري هي كلمة "الما" و التي تعني امراة شابة ، وليس عذراء كما في الترجمة العربية، فكلمة عذراء في العبري هي كلمة "بتولا". و هكذا نرى أن الترجمة العربية لم تكن أمينة في ترجمة النص من سفر إشعياء.
ثم نرى كيف قام كاتب الإنجيل المنسوب إلى متى باستعمال كلمة "عذراء" بدل كلمة " شابه" عند اقتباسه لهذه الآية من سفر إشعياء لجعلها نبوة تحققت في المسيح عليه السلام.
ثم إن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام لم يدعى "عمانوئيل " بل يسوع. و لو قمنا بقراءة الإصحاح كاملا لرأينا أن هذه الجُملة لا تتنبأ عن المسيح القادم بل هي وعد الله لأحاز بأنه سوف يعطيه آية: وهي ولادة صبي (16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ كَيْفَ يَرْفُضُ الشَّرَّ وَيَخْتَارُ الْخَيْرَ، فَإِنَّ إِسْرَائِيلَ وَأَرَامَ اللَّتَيْنِ تَخْشَيَانِ مَلِكَيْهِمَا تُصْبِحَانِ مَهْجُورَتَيْنِ) أى إن أحاز سوف ينتصر على "إِسْرَائِيلَ وَأَرَامَ"، قبل أن يميز الصبي بين الخير والشر.
وأخيرا فإن صيغة الأفعال هي في الماضي.
يُضاف إلى ذلك أن نص التوراة مُختلف تماماً عن نظيره فى الإنجيل ، فقد جاء فى متى كلمة (يسمُّونه) وجاء فى إشعياء (تدعوا اسمه) ، وكذلك جاء فى متى (أى الله معنا) وهى زائدة عنده ، فلم تأت فى نبوءة إشعياء ، مما يُبطل قولهم الذى يُنادى أن الروح القدس عصمَ كُتَّاب هذه الكتب من الخطأ.
و هكذا نرى كيف قام كاتب انجيل متى بخطأ الاستشهاد بفقرات من الأسفار اليهودية لا تتعلق بالسيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من قريب أو بعيد، بالإضافة إلى تحريفه لكلمة "شابة" و استبدالها بكلمة "عذراء" لتحقق نبوته المزعومه.
2) متى 2: 4-6 أُخِذَت من (ميخا 5: 2 ومن صموئيل الثانى 5: 1-3)
(4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».)
ونبوءة ميخا تقول: (2«أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ».)
أما نبوءة صموئيل تقول: (1وَجَاءَ جَمِيعُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. 2وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ، حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكاً عَلَيْنَا، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ». 3وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى حَبْرُونَ، فَقَطَعَ الْمَلِكُ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْداً فِي حَبْرُونَ أَمَامَ الرَّبِّ. وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ.)
وهذه نبوءة خاطئة للأسباب الآتية:
1- بالنسبة لنبوءة ميخا 5: 2 ليست موجودة فى الترجمة السبعينية الأغريقية. إضافة إلى أن هذا السفر من الأسفار غير المعترف بها عند اليهود. فكيف استشهدَ متى بها؟
2- أما بالنسبة لنبوءة صموئيل الثانى فهى تقول: إنه فى بيت لحم سيولد نبى عظيم يحكم بنى إسرائيل. وهى نبوءة خاصة بنبى الله داود ، أخذها كاتب إنجيل متى ، وألف لها قصة المجوس وقتل هيرودس لأطفال بنى إسرائيل ، فى محاولة منه لخلع هذه النبوة على عيسى عليه السلام.
3- لم يكن عيسى عليه السلام ملكا على قومه ولو ليوم واحد: فقد أرادوا أن يختطفوه ويقيموه ملكاً عليهم بالقوة فانفلت منهم: (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» 15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 14-15
كذلك رفض أن يقسم الميراث لأخوين ، بل أعلنها صراحة أنه ليس قاضياً: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» ) (لوقا 12: 13-14)
ولم يقض بشىء على المرأة الزانية التى أُمْسِكَت متلبسة: (3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!») يوحنا 8: 3-7
ولم يدع ملكاً يوماً ما ، فقد أمر أتباعه بدفع الجزية لقيصر: (17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». 22فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.) متى 22: 17-22
4- لا يقرُّون أن عيسى عليه السلام نبى بشر أرسله الله لبنى إسرائيل ، بل تقول طائفة عنه إنه إله ، وتقول أخرى إنه ابن إله.
5- عيسى عليه السلام ليس هو المسيَّا التى تحدث عنه الكتاب المقدس أو الذى وعد الله أن يخرجه مثل نبيه موسى: (18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.) تثنية 18: 18 ، لأنه لم يشبه موسى غير محمد عليه الصلاة والسلام: فهو بشر ، عبد من عباد الله ، نبى ، رسول ، عاش ومات على الأرض ، ودُفِنَ فيه ، حارب الكفار ، ودافع عن رسالته ، تزوج وأنجب ، كان قاضياً فى قومه ، وكان حكما فى قومه ملكاً عليهم.
6- وُلِدَ عيسى عليه السلام فى زمن هيرودس ، وتبعاً لمتى هرب منها إلى مصر، وعندما مات هيرودس بعد عدة سنوات عاد إلى فلسطين. إلا أنك تجد إلى وقت صلب عيسى عليه السلام لم يكن هيرودس قد مات بعد: (6فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ ذِكْرَ الْجَلِيلِ سَأَلَ: «هَلِ الرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟» 7وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 8وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً. 9وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. 10وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ 11فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ وَأَلْبَسَهُ لِبَاساً لاَمِعاً وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ.) لوقا 23: 6-11)
يقول قاموس الكتاب المقدس الألمانى (صفحة 592): إن هيروس أنتيباس الذى كان يحكم عقب وفاة أبيه (من 4 قبل الميلاد إلى 39 بعد الميلاد) هو الذى كان يسمى “هيرودس الملك” أو “رئيس الربع”. مع العلم أنه لم يأت بعده مَنْ يُسمَّى هيرودس إلا عام (93-100 بعد الميلاد) وهو “هيرودس أجريبا. فكيف رجع إلى مصر وهيرودس لم يكن قد مات بعد؟
7- لم يخرج عيسى عليه السلام وهو رضيع أو وهو طفل إلى مصر ، حيث كان عيسى عليه السلام ملازماً لأورشليم ، وكان يذهب كل سنة إلى المعبد فى إحتفال عيد الفصح حتى بلغ الثانية عشر من عمره: (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ ... 39وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ. 40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. 41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ.) لوقا 2: 22-46
8- عدم مجىء المجوس لبيت لحم التى حاك حولها هذه الأسطورة للأسباب الآتية:
نقرأ أولاً أسطورة كاتب إنجيل متى لسهولة المتابعة:
(1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 1-2
(9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.) متى 2: 9-12
أ- لا علاقة للمجوس عبدة النار بنبوءات العهد القديم أو مجىء ملك لليهود. وكيف عرفوا ذلك على الرغم من عدم معرفة اليهود أنفسهم بهذا الموعد؟ فعند الصلب وبعد 33 سنة عاشوها معه قالوا له (فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟») متى 26: 63 (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟») متى 27: 11. فلو صدقوا بذلك لكانوا من أتباع اليهودية! ولم نسمع ولم نقرأ ولم يسجل أحد المؤرخين القدماء أن المجوس سجدوا لأحد من ملوك اليهود ، فلماذا تحملوا مشقة السفر وتقديم كنوزهم والكفر بدينهم والسجود لمن يقدح فى دينهم ويسب معبودهم؟
ب- لم يسجد أى من المجوس من قبل لنبى من أنبياء العهد القديم.
ج- لو اقترب النجم ووقف حيث وُلِدَ الصبى، لكانت معجزة، ما احتاج معها أن يبشر بملكوت السموات ، أو احتاج بشر أن ينكره. ولكان سجلها المؤرخون.
د- يقع بيت لحم جنوب أورشليم ، وبذلك فهم لابد أن يكونوا قد تبعوا نجماً تحرك من الشمال إلى الجنوب ، إضافة إلى أن حركات السبع السيارة وكذا الحركة الصادقة لبعض ذوات الأذناب تكون من المغرب إلى المشرق ، أو من المشرق للمغرب ، صحيح أنه توجد بعض ذوات الأذناب تميل من الشمال إلى الجنوب ميلاً ما ، لكن هذه الحركة بطيئة جداً من حركة الأرض ، فلا يمكن أن تُحَسّ هذه الحركة إلا بعد مدة. فعلى هاتين الصورتين يظهر كذبها يقيناً.
هـ استحالة أن يشير نجم يبلغ حجمه أضعاف حجم الشمس بلايين المرات إلى موضع ولادة شخص فى حظيرة حيوانات. ألست معى فى أن النجم كتلة من النار متوهجة تضىء فى السماء؟ ألا تدرك ماذا تفعل بنا الشمس لو اقتربت إلى الأرض؟ فما بالك لو اقترب النجم نفسه؟ ألا يدل ذلك على جهل كتبة الإنجيل وعدم معرفتهم بطبيعة النجم وأنه كتلة نارية؟
و- سهولة معرفة البيت الذى ذهب إليه المجوس وقدموا هداياهم ، لأن بيت لحم قرية صغيرة جداً ، وكان هذا وفَّرَ على هيرودس قتل أطفال اليهود. فهل ترك هيرودس من استهزؤا به وقتل أطفال مدينة لحم كلها ، وهى مدينة صغيرة تقع فى دائرة حكمه ويسهل السيطرة عليها ، ويسهل عليه معرفة من الذى ولدَ فيها وإلى أى بيت جاء المجوس؟ ولماذا لم يتمكن عسكره من اللحاق بالمجوس الذين أهانوه أو التحقق من أسطورة ملك اليهود هذا؟ ولماذ تكلف قتل الأطفال فى باقى التخوم؟
ز- ولو فعل هيرودس هذا لأصبح من أعداء اليهود على كامل فرقهم ، أو لحاولوا قتله ، أو على الأقل لكتبها المؤرخون من اليهود وغيرهم ، الذين كانوا يكتبون ذمائم هيرودس ، ويتصفحون عيوبه وجرائمه.
ح- كيف يوحَى إلى المجوس ألا يرجعوا إلى هيرودس؟ من الموحِىِ؟ أليس هو الله؟ هل الكفرة عبدة النار هم من الأنبياء ليوحَى إليهم؟ وهل لم يعرف الرب أن نتيجة وحيه هذا سيموت أطفال عديدة بريئة؟ فهل فعل هذا متعمداً أم لم يحسب نتائج هذه الخطوة جيداً؟ فهل نصدق أن الله ليس عنده رحمة؟ فلماذا نعبده إذن؟ ماذا ننتظر من إله قاتل لا يعرف الرحمة؟ أم نصدق أنه إله جاهل لا يعرف المستقبل ولا نتيجة قراراته؟ فماذا نرجوا من إله هذه صفاته؟ أم نكذب متى فى رواياته؟ وستعرف بعد قليل أنه نقل روايات من العهد القديم بع أن غير فى صيغتها، وجاء بنبوءات غير موجودة بالمرة فى العهد القديم. فماذا يعنى هذا بالنسبة لك؟
وهذا ما اعترف به علماء النصارى أنفسهم: ففى كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس (إنجيل متى) صفحة 31 يقول الكتاب: (ولا شك أن ثمة اقتباسات أخرى كثيرة من العهد القديم ، لكن هذه المجموعة تتميز بصيغتها الثابتة. وكلها ، عدا واحدة فقط، لم ترد إلا فى إنجيل متى. وإذا ما حذفنا الاقتباسات من كل هذه الحالات ، لا تتأثر القصة على أى نحو ، وهذا ما يوحى بأنها تعليقات أضيفت إلى القصة الموجودة .. .. .. .. ولقد أُثير الكثير من الجدل بشأن مصدر صيغة الاقتباسات وأثرها. ومعظم الدارسين حالياً يعتبرونها إسهاماً خاصاً من متى أكثر من كونها عناصر تقليدية فى قصة السيد المسيح.)
وإن دل ذلك على شىء ، فإنما يدل على هذا الكتاب ليس من وحى الله ، فقد اعترفوا باقتباس مؤلفيها ، ولا دليل على أن الله قد أوحى لهم هذه الكتب!!
ط- اللبان والمُرُّ ليسا من الكنوز التى تُحفَظ مع الجوهرات الثمينة. وإذا كان المر من المجوهرات ، فهل يُكافأ المصلوب بأن يُقَدَّم له وهو على الصليب مجوهرات (أقصد مرّاً) أثناء صلبه؟ (23وَأَعْطَوْهُ خَمْراً مَمْزُوجَةً بِمُرٍّ لِيَشْرَبَ فَلَمْ يَقْبَلْ.) مرقس 15: 23
ى- كيف يتسنى لأمرأة ولدت اليوم ، ثم تخرج فى رحلة إلى مصر عقب الولادة مباشرة؟ وكيف يتسنى لها أن تكون فى مصر وهى فى كل عام كانت فى أورشليم؟ فهى بالطبع لم تغادر بيتها. أضف إلى ذلك قول لوقا أنها بعد أن تمت أيام نفاسها ، ذهبت إلى أورشليم لتقدم الذبيحة (أى بعد 40 يوم من الولادة (لاويين 12: 1-4) كانت ماتزال فى بيت لحم حيث تمت الولادة)
9- وهنا نلاحظ شيئاً هاماً أن نبوءة صموئيل الثانى هذه تتعلق بنبى أولى صفاته هى أنه عبد الله ، وهذا لا يقولونه عن عيسى عليه السلام. إلا أنك تجد فى النسخة العربية أن المترجم قد استبدل كلمة (عبدى) بكلمة (فتاى) ، ومع ذلك فهو لم يبعد كثيراً عن الأصل ، إذ أن كلمة فتى تعنى فى اللغة العربية أيضاً (عبدى).
10- لا علاقة ليوسف هذا بمريم العذراء! فالكتاب قد تضارب فى اسمه فمنهم من قال إنه يوسف بن يعقوب (متى 1: 16) ومنهم من قال إنه يوسف بن هالى (لوقا 3: 23). وطبعاً من المستحيل أن تكون قد خطبت لإثنين فى وقت واحد.
يقول قانون الكتاب المقدس: (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي».) خروج 13: 2
وقد كانت مريم عليها السلام أول مولودة لأمها وأبيها ، وبذلك فهى ليس لها أن تتزوج ، لأنها منذورة لله ، فكيف خُطِبَت ليوسف وهى من اللاويين منذورة لله؟ ولو كانت مخطوبة وجاء ملاك الرب ليوسف فى الحلم ، لكان يوسف من الأنبياء الذين يوحى إليهم ، وهذا لا يقول به النصارى أو اليهود. ولو جاء الملاك لمريم البتول وهى مخطوبة لظنت أنه يبشرها بإتمام الزواج وبذرية صالحة من هذا الخطيب!
11- وكما يقول أخى فيصل المهتدى: فقد قام كاتب إنجيل متى بحذف "أفراتة" حتى لا تصبح الأيه تتكلم عن عشيرة بيت لحم أفراتة بل عن مدينة بيت لحم. بالإضافة إلى أن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام لم يكن ملكا في إسرائيل. و ليس فيها إشارة تتحدث عن المسيح القادم من قريب أو بعيد.
وقامت الترجمة العربية بتحريف كلمة "عشيرة/ Clan" إلى " قرية/ Village" لجعلها نبوة تشير إلى مدينة بيت لحم التي ولد فيها المسيح عليه السلام كما يدعي كاتب إنجيل متى.
Micah 5: 2 But you, O Bethlehem Eph’rathah, who are little to be among the clans of Judah, from you shall come forth for me one who is to be ruler in Israel, whose origin is from of old, from ancient days.
أبو بكر_3
-
تقول دائرة المعارف الكتابية:
خامساً : مشكلات العلاقة الأدبية بين الأناجيل الثلاثة الأولى :
وقد درسنا هذا الموضوع بالتفصيل فى البحث المختص بالأناجيل الثلاثة الأولى (أو الأناجيل المتوافقة) وهى مشكلة تدور أساساً حول العلاقة الأدبية بين هذه الأناجيل الثلاثة ، فمحتوياتها – فى الكثير من الحالات – متشابهة حتى فى العبارات، مما يحمل على الظن بأنها أخذت عن مصادر مشتركة ، أو أنها أخذت عن بعضها البعض . ومن الناحية الأخرى فإن كل واحد من هذه الأناجيل الثلاثة ، فيه الكثير من الاختلافات عن الإنجيلين الآخرين، حتى إنه لا بد أن كلاً منها قد استخدم مراجع غير التى استخدمها غيره ، سواء كانت مراجع شفهية أو مكتوبة.
وعلى العموم يمكننا القول إن المشكلة ليس لها إلا أهمية أدبية ، وليس لها أى أهمية بالمرة على ديانة العهد الجديد ، مثلما الأسفار موسى الخمسة بالنسبة للعهد القديم. كما أنه ليس ثمة أساس تاريخى لهذه المشكلة، كما كان للأسفار الخمسة فى تاريخ إسرائيل. وليس من سبيل أمام العلماء لدراسة هذه المشكلة ، إلا بتحليل محتويات هذه الأناجيل والمقابلة بينها . وحيث أن التذوق الذاتى ، والإنطباعات الباطنية لها أثرها القوى فى تناول مثل هذه الأمور ، فمن غير المحتمل إطلاقاً – فى غياب أى دليل موضوعى – أن تحل مشكلة هذه الأناجيل ، على وجه العموم ، أو موضوع مصادر إنجيل متى على وجه الخصوص، حلاً يرضى السواد الأعظم من العلماء. والافتراض الذى يحظى الأن بأوسع قبول بين النقاد، هو نظرية "المصدر المزدوج" الذى يفترض أن إنجيل مرقس بصورته الراهنة – أو بصورة أسبق- والأصل المزعوم لإنجيل متى والذى يطلقون عليه اسم (Q ) هما أساس الإنجيل الموجود بين أيدينا .
ويقولون –لإثبات ذلك – أن كل المادة القصصية –تقريباً- الموجودة فى إنجيل مرقس، توجد أيضاً فى إنجيل متى ، كما فى إنجيل لوقا أيضاً ، بينما الأجزاء الأكبر، وبخاصة الأحاديث المشتركة بين متى ولوقا- كما سبقت الإشارة- تشير إلى مصدر من هذا النوع استخدمه كل من متى ولوقا. وتظهر الصعوبة بشدة عندما تمتد المقارنة الى التفاصيل ومحاولة تفسيرها بالاختلافات فى التعبير والترتيب، وأحياناً فى المفهوم فى كل إنجيل من الأناجيل.
ورغم المكانة التى بلغتها هذه النظرية ، فقد يكون الحل الحقيقى أيسر من ذلك ، فقد أخذ متى معظم الحقائق التى ذكرها ، من خبرته هو نفسه ومن التقليد الشفهى المتواتر، وحيث أن هذه الحقائق كانت قد أخذت صيغة ثابتة ، نتيجة لتداولها المستمر فى الكنيسة الأولى ، فأن هذا يكفى لتعليل التشابه بين إنجيل متى وإنجيل مرقس ولوقا بدون الحاجة إلى افتراض اعتماد أى إنجيل منها على الاثنين الآخرين، فالمشكلة كلها إذاً هى مشكلة ظنية وذاتية ، ولا تستدعى كل ما أثير أو كتب حول هذا الموضوع.) انتهى كلام دائرة المعارف الكتابية
وفيها اعتراف صارخ من الموسوعة بمشكلة الأناجيل وأنها غير موحى بها من الله ، ولا يعرف لها أصل ، إلا أنها لم تنسى أن تميع الكلام فى نهاية المقال لتحتفظ بمن تبقى من المصدقين لهذه الكتب أنها إلهامية ، أو قل حتى لا تصدمهم صدمة مميتة. فانظر بتركيز إلى اعترافاتها: (مما يحمل على الظن بأنها أخذت عن مصادر مشتركة ، أو أنها أخذت عن بعضها البعض . ومن الناحية الأخرى فإن كل واحد من هذه الأناجيل الثلاثة ، فيه الكثير من الاختلافات عن الإنجيلين الآخرين، حتى إنه لا بد أن كلاً منها قد استخدم مراجع غير التى استخدمها غيره ، سواء كانت مراجع شفهية أو مكتوبة.)
وقولها: (وبخاصة الأحاديث المشتركة بين متى ولوقا- كما سبقت الإشارة- تشير إلى مصدر من هذا النوع استخدمه كل من متى ولوقا. وتظهر الصعوبة بشدة عندما تمتد المقارنة الى التفاصيل ومحاولة تفسيرها بالاختلافات فى التعبير والترتيب، وأحياناً فى المفهوم فى كل إنجيل من الأناجيل.)
يعنى الأناجيل بها مشاكل فى معرفة أصولها ، وهذا خلاف قائم لليوم بين علماء النصارى ، ثم المصدر الذى أخذ منه متى ولوقا غير إنجيل مرقس ، وهو المصدر Q المفقود ، هذا بالإضافة إلى الحكايات والروايات الشفهية التى يحلو للموسوعة تسميتها (مراجع شفهية) ، إضافة إلى ذلك فإن هناك مشكلة أخرى تتعلق بفهم مقارنة اختلاف التفاصيل ومحاولة تفسيرها ، وكذلك تتطرق صعوبة الفهم أحياناً فى المفهوم فى كل إنجيل من الأناجيل.
كل هذا ويسمونه كتاباً مقدساً!! والله إنها لسُبَّة فى حق الله أن ينسب هذا الكتاب إليه!
(كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
(4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
(15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
(29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)إرمياء 23: 29-36
انظر إلى اعتراف الكتاب المقدس بالتحريف ، ثم ينسبونه لله ، والله يتبرأ منه! (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9 (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا)
(1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
(16كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.) بطرس الثانية 3: 16
(وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18
تقول دائرة المعارف الكتابية:
سادساً: تاريخ كتابة هذا الإنجيل:
هناك تقليد قديم – يكاد يكون مقبولاً من الجميع – بأن متى كتب إنجيله قبل الثلاثة الآخرين، وموضعه من أسفار العهد الجديد يدعم هذا التقليد. ويقول إيريناوس إنه كتب بينما كان بطرس وبولس يكرزان فى رومية. ويقول يوساييوس إن ذلك حدث عندما ترك متى فلسطين وذهب ليكرز للآخرين. ويذكر أكليمندس الإسكندرى أن الشيوخ الذين تعاقبوا الواحد تلو الآخر منذ البداية، ذكروا أن الأنجليين المشتملين على سلسلتى نسب المسيح (متى ولوقا) قد كتبا أولاً، وهذا ولا شك ضربة قاضية على النظرية الشائعة على أن إنجيل متى قد اعتمد على إنجيل مرقس، مما يدعو إلى رفضها. وعلى أى حال، من المؤكد أن هذا الإنجيل قد كتب قبل خراب أورشليم فى 70 م (أنظر مت 24: 15). والتاريخ المرجح لكتابة هذا الإنجيل فى اليونانية هو العقد السابع من التاريخ الميلادى ، ويرى البعض مثل زاهن إنه قد كتب فى الأرامية فى 62م.) انتهى كلام دائرة المعارف الكتابية.
فى التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم ر.ت. فرانس ترجمة أديبة شكرى ص 19 يقول فى تاريخ كتابته:
أجمع معظم الدارسين المعاصرين على أن إنجيل متى كتب خلال العشرين سنة الأخيرة من القرن الأول والأسباب الرئيسية التى جعلتهم يحددون التاريخ بأنه ليس قبل عام 80 م تقريبا هى:
1 - انجيل مرقص لم يكتب قبل عام 65 م تقريبا، كما هو مفترض بوجه عام، وأن القديس متى اتخذ إنجيل مرقس كأحد مراجعه. فتاريخ إنجيل متى لابد أن يكون بعد عام 65 م.
2 – يعتقد أن خراب أورشليم سنة 70م قد أثر على لغة بعض الفقرات مثل مت22: 7 و 23: 38 وأجزاء مختلفة من الأصحاح 24 .
3 – النبرة غير اليهودية تناسب الحقبة القريبة من عام 85 م حين استبعد المسيحيون بالفعل من العبادة فى المعبد نتيجة تضمين العبادة لعنه على أتباع الناصرى والهراقطة بدلا من حقبة سابقة حيث كانت مكتوبة بطريقة أقل وضوحا.
4 - ويقال إن الإنجيل يعكس وضعا لاهوتيا وكنسيا متطورا للغاية بالنسبة لفترة سابقة له.) انتهى الإستشهاد
وهذا يعنى أن المحاولات التى تحاول أن تجعل إنجيل متى قد كتب فى عهد قريب من رفع يسوع ، قد باءت بالفشل ، وأن التأريخ المناسب له هو فى العشرين سنة الأخيرة من القرن الأول الميلادى.
وتهون مشكلة التأريخ هذه عندما نقرأ مشكلة أكبر وأهم من عملية التأريخ ، وهى مشكلة: هل الكاتب هو فعلاً متى؟ أم كتبه آخر أو آخرون ونسبوه لمتى؟ اقرأ اعتراف أحد أقطاب علم اللاهوت بهذا الصدد!
ولاحط عند القراءة أن التقليد الكنسى هو الذى حدد اسم هذا الكتاب وهو الذى نسبه لشخص يدعى متى ، وأن هناك شكوك بين علماء الكتاب المقدس تجاه اسم المؤلف!
يقول نفس المصدر السابق ص 25: (ومع ذلك لا شىء مما سقناه يرقى إلى مرتبة الدليل القاطع على حقيقة الكاتب ونستطيع القول بارتياح إن التقليد المتفق عليه للكنيسة الأولى مهما كان مصدره مشكوكا فيه يقدم لنا إسما مرشحا يبدو من ضمن أسباب أخرى أنه الشخص الذى تشير إليه خصائص وسمات الانجيل ، ولكن هذا لا يحول دون أن يكون من بين التلاميذ الأولين من تنطبق عليه هذه الصفات.
وإذا كان اسم متى المقترن بالإنجيل له ثقله ومكانته فى تقليد آباء الكنيسة إلا أن هذا لا يعنى استبعاد احتمال ألا تكون عملية كتابة الانجيل قد اقتصرت على مرحلة واحدة فقط. وبقدر ما يكون تاريخ الإنجيل قديما يزيد احتمال الرأى القائل إن مساهمة متى فى كتابة الإنجيل كانت فى مرحلة سابقة لصدوره فى شكله النهائى.
ونقرر فى النهاية أننا لا نعرف ببساطة مدى الدور الذى قام به متى الرسول فى عملية كتابة الإنجيل الأول غير أن تقليد الكنيسة الأولى يحملنا إلى الإعتقاد بأنه كان دورا له شأنه.) انتهى اعتراف الكاتب مفسر إنجيل المسوب لمتى
يا ألله! لا يعرف عالم اللاهوت الذى يطلق على كتاب (إنجيلاً مقدساً) مدى الدور الذى قام به متى (ويسميه الرسول) فى عملية كتابة الإنجيل الأول!! ومعنى أنه يقول الإنجيل الأول أن الإنجيل تغير بعد ذلك وأصبح إنجيل آخر ، أو إنه يشير إلى عدم تطابق الإنجيل الأرامى المفقود ، والإنجيل اليونانى المترجم عن الآرامية ، أو قد يشير إلى ما ذكره لوقا من انتشار التأليف وكثرة الكتب ، فلربما يشير إلى وجود أكثر من إنجيل باسم متى.
المهم أنهم لا يعرفون مقدار إسهامات متى نفسه فى كتابة الإنجيل المنسوب إليه!
abubakr_3
-
أما بالنسبة لعالم اللاهوت Eduard Lohse فهو يحدد فى كتابه (نشأة العهد الجديد) الألمانى ص 91 أن تاريخ كتابة إنجيل متى كان عام 90 م ، وقد كُتِبَ فى سورية حيث كان يعيش اليهود والنصارى فى جوار مترابط ، وحيث كان يعيش أيضاً النصارى اليهود وكانت تنموا نصرانية الوثنيين بسرعة كبيرة.
ومن الجدير بالذكر أن متى تلميذ يسوع قد مات عام 62 م. كما يقول لنا كتاب "تاريخ الأمة القبطية" .
كما يحدد فى الصفحة التى سبقتها أن تحليل المصادر التى كانت متوفرة لمتى عند كتابته إنجيله ، وكذلك التكوين اللغوى لكتابه لتدلنا بصورة قاطعة على أن الكاتب ليس من زمرة التلاميذ الإثنى عشر ، ويبدو أن هذا الإسم أُلحِق بهذا الكتاب بناء على وجود اسم العشار به فى 9: 9 وفى 10: 3 ، وذلك حتى يمكن إرجاع نشأته إلى هذا أحد التلاميذ. إلا أنه فى الحقيقة لا يعرف أحد اسم مؤلف الإنجيل المنسوب لمتى ، ويمكننا التخمين من داخل إنجيل متى نفسه أن مؤلفه هو أحد النصارى اليهود ، وهذا ما تستقرأه بسهولة ويسر من أسلوب كتابه وتعمقه فى التقليد اليهودى ، بالإضافة إلى أنه لا يشرح العادات والتقاليد اليهودية ولا يوضحها حيث يعتمد على أن القارىء مُلم بها ويعلمها علم اليقين ، لذلك لم يوضح فى متى 15: 2 لماذا يغسل اليهود أيديهم قبل الأكل ، إذا ما قورنت بمثيلتها عند مرقس 7: 1-4.
يُضاف إلى كل ما قاله عالم اللاهوت هذا وما قاله العلماء من قبله ومن بعده بهذا الصدد: أن كاتب هذا الكتاب شخص غير معلوم الهوية ، ولكنه أحد اليهود ، الذين تنصروا (؟) ، وهذا أمر مشكوك فيه ، بل أكاد أثبت عكسه تماماً من خلال كلمات علماء النصارى ، الذين أكدوا الهدف من كتابة هذا الكتاب ، وهو رفع يسوع إلى مرتبة المسيا ، على الرغم من عدم ادعاء يسوع ذلك ، ورفضه المسيانية أمام تلاميذه وأمام المجمع اليهودى ، بل وأمام بيلاطس نفسه.
هذا ولم يأتِ عيسى عليه السلام بدين جديد بالمرة ، فقد كان يعيش وسط اليهود ، يتبع تعاليم أخيه موسى عليه السلام، ويذكر بتعاليمه ، ويُسأل عن الناموس ، ويجيب من الناموس ، ويوبخ الكتبة والفريسيين بالناموس ، ويصحح أفهامهم عن تعاليم الناموس وموسى والأنبياء ورسالاتهم، ويأمر من شفاهم من البرص بإذن الله أن يتطهروا ويقدموا الذبائح تبعاً لشريعة موسى عليه السلام ، بل كان يعلم الناموس ومراد الله فيه داخل المعبد اليهودى نفسه ، واستمر تلاميذه من بعده على ذلك ، يدرسون الشريعو داخل المعبد ، ويمكننا أن نتذكر محاكمة التلاميذ لبولس داخل المعبد اليهودى بعد عودته من رحلاته التبشيرية ، أى بعد ثلاث سنوات.
ويكفينا أنه هو نفسه وأمه ونبى الله يوحنا المعمدان وأبوه وأمه كانوا تابعين لنفس الناموس ولنفس شريعة موسى عليهم الصلاة والسلام، سواء فى التختين أو فى التعبد أو فى القرابين التى تقدم للمعبد اليهودى بمناسبة تختين الأطفال ، وطبعاً لن ننسى أن نذكر أن أمه تربت فى هذا المعبد ، وعندما أرادوا تزويجها انتقوا لها أحد الرجال اليهود.
ومن كل هذا تعلم أن كاتب الإنجيل ليس من اليهود الذين تنصروا بل من اليهود الضالين عن تعاليم عيسى عليه السلام ، أو من اليهود الذين دخلوا الدين ليضللوا أتباع يسوع ، ويُفسدوا بشارته بملكوت الله ، وليجعلوه هو المسيا بدلاً من محمد عليهما الصلاة والسلام. وهو نفس النهج الذى يتخذه اليهود لتخريب كل دين إن استطاعوا: فقد كان اليهودى مدع الإسلام (؟) عبد الله بن سبأ هو أول من نادى بتأليه على بن أبى طالب ، وأباح على دمه ، فهرب إلى جبال الدروز ، وبدأ من هناك تأسيس الدرزية والشيعة.
وكذلك كان كمال أتاتورك ابن المرأة اليهودية ، ويهود الدونمة التى ينتمى إليهم ، فقد ادعوا اعتناق الإسلام لتخريبه من داخله.
وكذلك كان عبيد الله المهدى مؤسس الدولة الفاطمية فى المغرب، فقد ادعى أنه من نسل السيدة فاطمة ، وهى بريئة منه ومن أمثاله ، وكل الخرافات التى دخلت الإسلام جاءت مع هذه الدولة غير الإسلامية ، سواء من التبرك بالأضرحة ، أو بنائها داخل المساجد وفى اتجاه القبلة ، أو لعن الصحابة الكرام ، أو رفع منزلة على لدرجة تعلو منزلة خير الأنام. وقد أثبت الدكتور جمال عبد الهادى أن أصل عبيد الله إما يهودى أو مجوسى، ويميل إلى أنه يهودى وله فى ذلك عدة أدلة لا يعارضها معارض ، ولكن ليس هذا مجاله ، ومن يريد أن يتطلع إلى هذا الموضوع فليقرأ كتابه: القضية الفلسطينية.
وكذلك كان بولس مع دين عيسى عليه السلام ، فبعد أن ادعى أنه رأى يسوع أثناء رحلته إلى دمشق وأنه اعتنق دينه ، غير دينه وضلل الناس ، وأدانه التلاميذ على ذلك وكفروا معتقداته ، وأمروه بالإستتابة: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)أعمال الرسل 21: 17-32
وهذا ما فعلته أيضاً الحكومة الإسبانية بعد ضعف المسلمين وأرادت تنصير 8 مليون مسلم بها ، فقبضوا على المفتى المسلم هناك ، ولا يُعرف مصيره حتى الآن ، وادعوا أنه أثناء سيره ظهر له يسوع وقال له ، لماذا تضطهدنى ، ودعاه إلى اتباعه فلبى الدعوة ، ولم تخل هذه اللعبة على المسلمين ، الأمر الذى اضطر الحكومة فيما بعد إلى استعمال العنف فى رد المسلمين عن دينهم رداً خبيثاً.
عودة مرة أخرى إلى أصل الإنجيل المنسوب لمتى وتاريخ كتابته: يقول الأستذ هريدى فى مقاله: (متى والإنجيل المنسوب إليه):
(يؤكد الأب "جيروم " أن متى الحقيقي كتب إنجيله سنة 41 م، ويوافقه على ذلك صاحب ذخيرة الألباب إذ يقول: "إن القديس متى كتب إنجيله سنة 41 للمسيح باللغة المتعارف عليها يومئذ في فلسطين وهي العبرانية أو الآرامية أو السيروكلدانية. وما عتم هذا الإنجيل أن ترجم إلى اليونانية، ثم تغلب استعمال الترجمة على الأصل الذي لعبت به أيدىِ النساخ. ومسخته بحيث أضحى ذلك الإنجيل خاملا بل فقيداً".
كما يوافقهما على ذلك تقريباً "جرجس زويق الفتوحي اللبناني " في كتابه المطبوع سنة 1378 م في المطبعة اليسوعية ببيروت والمترجم عن الفرنسية إلى العربية إذ يقول: "إن متى كتب بشارته في أورشليم سنة 39 للمسيح... بالعبرانية. لكن هذه النسخة قد فقدت، وبعد فقدها ظهرت لها ترجمة باليونانية ولا يعرف من الذي ترجمها".
ويجمع كثير من النقاد الغربيين في عصرنا الحاضر بأنه لا يمكن أن تكون الترجمة التي بين أيدينا اليوم والمسماة "إنجيل متى" هي ترجمة إنجيل "متى التلميذ الحقيقي للمسيح " كما مر معنا. لذا نجدهم في الترجمات الأجنبية يكونون حذرين فلا يقولون (إنجيل متى) بل يقولون (الإنجيل حسب ما دونه متى)!! أي (الذي يقال إن مؤلفه متى ونحن لا نشهد بذلك ). وحيث إن شكهم هذا ينسحب على بقية الأناجيل لذا يرددون الكلام نفسه عن الأناجيل الأخرى كما يظهر لك في الصورة التالية والنقاد يعزون ذلك إلى أسباب عديدة منها:
أولأ:
(أ) أن الذين كتبوا هذه الترجمة اليونانية سواء أكانوا فرداً أو جماعة وروجوا لها بأنها ترجمة لإنجيل متى الأصلي، لم يدر بخلدهم أنه يوماً ما سينشأ فن اسمه فن النقد، وأنه سيتناول بالنقد جميع الكتب حتى لو كانت مقدسة ليكشف زيفهم بأن هذا الإنجيل ليس أبداً إنجيل متى التلميذ، ولا حتى يرقى لأن يكون ترجمة له. لذا فالنقاد المعاصرون والقدامى ينكرون بشدة أن يكون مؤلف هذا الإنجيل هو متى الحقيقي ويقولون: "إنه لا يوجد عالم أو ناقد نزيه مستقل يقنع بصحة هذا الرأي... ولنقل صراحة إنه لم يعد مقبولاً اليوم أنه أحد حواريي المسيح ".
ويعزو موريس بوكاي سبب ذلك إلى أسلوب هذا الكاتب الرفيع وإلى اقتباساته الكثيرة من التوراة، إلى جانب خياله الواسع الذي يكشف عن شخصيته بأنه يهودي على درجة عالية من الثقافة والتعليم، ويضيف: ( إن الكاتب معروف بتبحره في الكتب المقدسة والتراث اليهودي... كما أنه أستاذ في فن التدريس... وتلك صورة بعيدة كل البعد عن صورة متى الموظف البيروقراطي بكفر ناحوم " أي باختصار، أن متى التلميذ وإنجيله شيء، وهذا الإنجيل المزعوم- الذي بين أيدينا ومؤلفه شيء اَخر.
(ب) ويوافقه على ذلك بل على أن جميع الأناجيل لم يكتبها أحد من التلاميذ الأسقف بنجامين كلداني الذي اعتنق الإسلام وخلع رداء الكهنوت وتسمى بعبد الأحد داود، والذي يقول متهكماً على زعم الكنيسة بأن التلاميذ هم الذين كتبوا هذه الأناجيل "لماذا لم يكتب هؤلاء الرسل اليهود الإنجيليون بلغتهم الخاصة بل كتبوا جميعأ باليونانية؟! وأين تعلم الصياد شمعون كيفا (سمعان بطرس) ويوحنان (يوحنا) وجيمس (يعقوب) والجابي ميثاي (متى) أين تعلم هؤلاء اللغة اليونانية من أجل كتابة سلسلة من الكتب المقدسة"!!.
(ج) "كما ينكر" ول ديورانت المؤرخ الشهير "نسبة هذه الترجمة إلى متى التلميذ الحواري ويرى أنها من تأليف غيره وقد نسبها إلى متى التلميذ لتقع من الناس موقع الاطمئنان والقبول ". ومما يؤكد ذلك أنه لا المصادر المسيحية ولا الكنيسة تعرف اسم هذا المترجم حتى يومنا هذا. ونحن نستغرب كيف يكون هذا الكتاب المترجم كتابأ مقدسأ يعتمد عليه في أصول الدين بينما مترجمه مجهول، وتاريخ تدوينه مجهول ونسخته الاْصلية باللغة التي كتب فيها مفقودة حتى اليوم. "إن ضياع أو اختفاء شخصية الكاتب وسنة التدوين يسقطان حرمة الكتاب في نظر العلم المحايد من درجة الكتب المقدسة إلى كتاب عادي فقط لا يحترمه واحد من محضري رسالة الماجستير في أي مادة علمية تحترم أصول البحث وقيمة المراجع العلمية... ".
وهنا يتساءل الباحث متى يكون لكتاب الدين حرمة ككتاب مقدس من عند الله؟؟ أإذا نزل من عند الله بطريق الوحي المعصوم يحمله نبي معروف نسبه ونقل للأجيال بطريق متواتر صحيح؟ أم الكتاب الذي يطلبه بعض من الناس فيكتب لهم من الفكر البشري العادي؟ وإذا كتبه واحد من الأتباع أو التلاميذ أو الأصحاب فهل يسمى في العرف العلمي أو التاريخي كتاباً مقدساً له حرمة الكتاب السماوي الذي جاء من عند الله!!؟ أم الأجدر به أن يسمى كتاب تراجم أو قصة حياة؟ ذلك أمر جدير بالبحث والاستقصاء عند الباحثين المنصفين. ...
ثانياً:
يزيد موريس بوكاي الطعن في تعليقه على ترجمة إنجيل متَى الحالية فيقول: "معلقوا الترجمة المسكونية يقولون عن الترجمة الحالية (المزعومة) لإنجيل متى أنها كتبت بسوريا وربما بأنطاكيا أو فينيقيا" وأن الكاتب يخاطب أناساً "وإن كانوا يتحدثون اليونانية فإنهم يعرفون العادات اليهودية واللغة الآرامية" إذ أن هذه المناطق قد وقعت تحت الحكم اليوناني وكان يعيش فيها عدد كبير من اليهود المعروفين "بيهود الشتات " والذين انفصلوا عن اليهود المسيحيين (المؤمنين بالله الواحد) في بيت المقدس وتبعوا شاؤول وكنيسته. والأسئلة التي تتبادر إلى الذهن هنا هي:
(أ) أين الإنجيل الذي كتبه متَّى التلميذ أو (لاوي بن حلفي) سنة 39- 41، بالعبرانية، للمؤمنين في بيت المقدس (كما يقول جيروم، وابيجان، وأوريجن وبابياس) من هذه الترجمة المزعومة التي كتبها مجهول باليونانية ليهود الشتات (الشاؤوليين) المقيمين فى أنطاكيا أو فينيقيا بسوريا، كما يقول بوكاي؟!!.
(ب) من هم الذين أخفوا إنجيل متَّى الحقيقي أو إنجيل (لاوي بن حلفي) وما هي مصلحتهم في إبراز هذه الترجمة المزعومة بدلاً منه والتي كتبت كما يقول النقاد بين سنة 75- 80 م في الوقت الذي مات فيه متى التلميذ الحقيقي سنة 62 م!! كما يبقى من حق جميع النصارى الذين يبحثون عن الحقيقة وعن الإيمان الصحيح أن يتوجهوا إلى كنائسهم وأساقفتهم وباباواتهم لكي يخرجوا لهم إنجيل متَى الحقيقي من سراديب الكنيسة، ذلك الإنجيل المكتوب بالعبرانية إذا كان الفاتيكان حقاً يحتفظ بالاْصل الرسولي لهذه الأناجيل كما قال في وثيقته. أو على الأقل أن يدلهم على هوية كاتب هذه النسخة المزعومة التي بين أيدينا اليوم الذي ادعوا أنه متَى الحواري بينما في الحقيقة ليس هو بمتى. ثم لماذا انتحل اسمه وإنجيله!؟. وبعدها يحق لهم بالتالي أن يسألوا كنائسهم عن مدى صدق الروايات والأحاديث التي وردت في هذا الإنجيل المزعوم (ومعه بقية الأناجيل الأخرى) وعن سبب استبدال اسم "اللّه " العظيم باسم الأب، واسم عيسى بالابن. علمأ بأن الاسم الأول دخل الأناجيل حسب "ثيودور زاهن " سنة 185- 210 كما مر معنا أي بعد فترة طويلة من الانتهاء من كتابة الأناجيل، والثاني دخل المسيحية مع شاؤول بعد أن رفع الله المسيح. ولم يكن المسيح يستعمل أيًّا منهما طيلة حياته لا هو ولا حتى أحد من تلاميذه!؟.
وكذا يكون من حقهم أن يسألوا كنائسهم عن التحريف والمبالغات والتهويل والخرافات والنبوءات الكاذبة والمستحيلات والتناقضات والوثنية كيف دخلت في هذه الأناجيِل، في الوقت الذي فيه المسيح بريء من كل ذلك إ!. وكذا بإمكانهم أن يسألوهم كيف تحول اسم عيسى ابن مريم البتول إلى ابن النجار وابن داود وابن الإنسان وملك اليهود والنبي المنتظر، وحمل اللّه، ومختار اللّه… ثم اللّه نفسه وأيهم عيسى ابن مريم الحقيقي فيهم؟.
ثالثأ:
من الثابت والمعروف لدى النقاد جميعاً أن إنجيل مرقص هو أول ما كتب من الأناجيل الأربعة وأنه في المخطوطات الأصلية حوى 661 عدداً ولكن من المعروف والثابت لديهم أيضأ أن إنجيل متَّى المزور الحالي قد حوى 631 عدداً من مجموع أعداد مرقص الأصلية أي أكثر من 95% لذلك يسمي النقاد هذا الإنجيل "بإنجيل مرقص الموسع " كما أسلفنا. ويؤكد كولمان هذا بقوله: "مهما كانت هوية الكاتب فإنه من الملاحظ أنه استخدم بشكل موسع إنجيل مرقص الذي لم يكن أحد حواريي المسيح ".
ولكن المنطق يقول إن متى التلميذ الذي لازم المسيح منذ بداية دعوته لا يعقل أن يعتمد على إنجيل مرقص الذي لم يكن تلميذاً للمسيح. أو بعبارة أخرى، كيف يمكن أن يعتمد شاهد العيان (متَّى التلميذ) على من لم يكن شاهد عيان (أي مرقص)!؟ وهدْا يؤكد للنقاد اليوم أن كاتب إنجيل متَّى الحالي لا يمكن أن يكون متَّى التلميذ، وأنه كاتب مزور وإنجيله مزور و لا علاقة له "بمتَّى الحقيقي (أو لاوي بن حلفي) " وأنه ما كتب إلا لغرض في نفس يعقوب وهذا ينقض ادعاء الفاتيكان في أن كتبة الأناجيل هم الرسل، وأن هذه الأناجيل هي كتب مقدسة.
وفي هذا الصدد يقول أحمد ديدات: "فإذا لم ينسب هذا الكتاب إلى الحواري متَّى فكيف نقبله ككلام اللّه؟! ونحن لسنا الأوائل في اكتشاف هذه الحقيقة وهي أن متى- المزعوم- لم يكتب الإنجيل كما دونه "متى الحقيقي " بل كتب بأيد مجهولة. فالسيد ج. ب فيلبس وهو أستاذ في علم اللاهوت بالكنيسة الإنجيلية يتفق معنا في اكتشافنا هذا. وليس لدى السيد فيلبس أىِ دافع للكذب فهو يمثل الرأي الرسمي للكنيسة إذ يقول: "نسب التراث القديم هذه البشارة (الإنجيل) إلى الحواري متى ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي، أي بمعنى آخر أن القديس متى لم يكتب البشارة التي تحمل اسمه. وهذا الاكتشاف لعلماء نصارى لا لعلماء هندوس أو مسلمين أو يهود حتى يتهموا بالتحيز"…
وعن السرقة بالجملة من إنجيل مرقص يقول نفس الكاتب: "ولكن ماذا عما قيل في موضوع الإلهام والوحي؟! لندع القسيس نفسه الذي تدفع له الكنيسة مرتباً شهرياً والذي لديه المراجع والمخطوطات الإغريقية الأصلية يقول لكم الحقيقة، ولاحظوا طريقته الرقيقة في فضح نفسه والكنيسة "لقد استغل متى- المزور- بشارة مرقص استغلالأ كبيرأ" وبلغة أستاذ المدرسة اليوم أنه كان يغش- أي يسرق- المعلومات بالجملة من بشارة مرقص. ولكن النصارى يسمون هذه السرقة بالجملة وحي اللّه- في الوقت الذي نهى فيه الله عن السرقة حسب الوصايا العشر- ألا تتساءلون كيف يقوم شاهد عيان مثل متى وهو أحد حواريي المسيح بسرقة معلومات من المفروض أنه شاهدها بعينه كما يدعون، من كتاب مرقص الذي كان لا يزال في العاشرة من عمره حين كان عيسى يدعو بني إسرائيل!؟ إن الحواري متَّى لم يفعل هذه الحماقات. فهذه أكاذيب ألصقها به أشخاص مجهولون مدعين أنه هو الذي كتبها.
من مجمل ما تقدم يتضح لنا بإيجاز ما يلي: (مازال الكلام للأستاذ هريدى)
ا- إن إنجيل متَى الأصلي، الذي كتبه متى التلميذ الحقيقي للمسيح كان بالعبرانية أو الَارامية أو السيروكلدانية- وكلها لغات متقاربة- في بيت المقدس- لليهود/ المسيحيين الذين آمنوا بعيسى، وبإله عيسى الواحد وذلك سنة 39- 41 وأن ذلك الإنجيل قد اختفى نهائيأ وما زال مخفياً حتى يومنا هذا باعتراف أكابر العلماء والَاباء والنقاد الغربيين.
2- بعد اختفاء إنجيل متَى الأصلي ظهرت مكانه رأساً ما سمي(بالترجمة اليونانية) له منتحلة نفس الاسم وحلت محله وهي موجهة لليهود الشاؤوليين في أنطاكية وما حولها وليس لليهود العبرانيين في بيت المقدس. وهذه النسخة ترجمت فيما بعد إلى لغات عدة، وروج لها بأنها إنجيل متى وفي الحقيقة ما هي بإنجيل متى ولا حتى ترجمة له حسب ما تقدم.
3- المترجم- سواء أكان فرداً أم جماعة. ما زال مجهولاً حتى اليوم لدى جميع الكنائس والعلماء والنقاد ولا أحد يعرف عنه شيئاً.
4- لذا فمن الطبيعي أن يشك المرء فيه وفي ترجمته بل يحق له أن يرفضهما إذ لا أحد يعرف ما إذا كان متمكناً من اللغة التي ترجم منها (العبرانية) والتي ترجم إليها (اليونانية) أم لا؟ كما أن أحداً لا يستطيع أن يجزم ما إذا كانت هذه الترجمة طبق الأصل أم لا؟ وهل ترجم إنجيل متى الأصلي كله أم حذف منه أشياء أو أضاف إليه أشياء تتفق مع معتقداته أو معتقدات طائفته أو كنيسته وذلك بسبب اختفاء الأصل. كل هذه المجهولات، بالإضافة إلى السرقات الأدبية والتحريف المتعمد الذي سنراه. في هذا الإنجيل المزعوم تترك لدينا شكوكاً قوية وثغرات كبيرة يصعب ملأها مما يجعل من المستحيل أن تنطبق على هذه الترجمة التي بين أيدينا اليوم "مواصفات كتاب مقدس " كما تدعي الكنيسة، وذلك للأسباب المذكورة اَنفاً والتي أهمها جهلنا التام بالمترجم وكل ما يتعلق به من جهة، ولغياب الأصل العبراني الذي ترجمت عنه من جهة أخرى إذ أصبحت المقارنة بين الترجمة والأصل مستحيلة!!.
وعندما توجد مثل هذه المجهولات، والحقائق الغائبة، والسرقات الأدبية والتحريف تقل قيمة أي كتاب في العالم- مهما كان موضوعه- إن لم تنعدم نهائياً. فهل يعرف الآن نصارى اليوم حقيقة ما يسمى بإنجيل متى الذي يقرأونه بالرغم مما توليه الكنائس من أهمية كبيرة لهذا الكتاب المترجم واعتباره عنوة أحد مصادر المسيحية!!؟ ألا يثير هذا سؤالاً لديهم كيف تعتبره كنائسهم مقدساً وترجع إليه في أصول دينهم وهي لا تعرف أين الأصل الصحيح لهذا الإنجيل المزعوم الذي تهمته الأولى أنه برز إلى عالم الوجود بعد اختفاء الأصل الصحيح من إنسان مجهول الاسم مجهول الهوية مجهول التاريخ وإن يكن غير مجهول الغرض. الأمر الذي يشير بأصابع الاتهام إلى الكنيسة الشاؤولية القديمة!! إن لم يكن شاؤول نفسه هو كاتب هذا الإنجيل.
فقد جاء في دائرة المعارف الفرنسية، الجزء الخامس صفحة (117): "إن كتب العهد الجديد من عمل بولس أو عمل أتباعه وليست الأسماء الموضوعة عليها إلا أسماء مستعارة!! ثم إن من يسرق 631 عدداً من أصل 661 عدد من أي كتاب حسب شهادة النقاد الغربيين وينسبها إلى نفسه بعد أن يحرف بعضها حسب أهوائه ومعتقداته- كما سنرى- لا يسمى مقتبساً، ولا مؤلفاً، ولا مترجماً ولا كاتب وحي كما تزعم الكنيسة إنما يسمى لصاً وسارق نصوص أدبية. ولو كان مؤلف هذا الإنجيل المزعوم حياً بين ظهرانينا لحكمت عليه محاكم اليوم بالسجن أو الغرامة لسرقته. أو بالاثنين معاً، ولأمرت بسحب كتابه ومنعت تداوله في الأسواق لأن اليوم يختلف عن الأمس إذ أن حقوق التأليف والطبع محفوظة. ولو كان مرقص حياً بين ظهرانينا اليوم، ورفع مثل هذه الدعوى لكسبها 100%. ) إلى هنا انتهى كلام الأستاذ هريدى.
إلى هنا نكون قد انتهينا من التعريف بمتى وكتابه وأهدافه وتاريخ كتابته ولغته، ونكون قد قمنا بالتعليق الكافى على كلام دائرة المعارف الكتابية. ويبقى كلمة أسر بها فى أذن أحبابى النصارى:
من حقك أن تشكك فى كل ما كتبت أنا ، ولكن ابحث عن الدليل لتكذيب علماء النصارى ، وكتب الكنيسة سواء الشرقية أم الغربية ، ثم تساءل: لماذا صرح قسطنطين الوثنى فى مجمع نيقية بهذه الكتب التى لا يُعلم مؤلفيها على وجه التحديد وترك كتباً أخرى تنسب لتلاميذ آخرين ، بل اعتبروا إنجيل مريم وإنجيل يوسف النجار وإنجيل الطفولة الذى يُنسب لمتى الحوارى وآداب الصلاة الذى ينسب لمتى الحوارى أيضاً وإنجيل طفولة المسيح الذى يُنسب لمرقس الحوارى وإنجيل المصريين الذى يُنسب لمرقس الحوارى والإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى وأيضاً إنجيل الإثنى عشر رسولا من الأناجيل الأبوكريفا؟
واجعل لك معياراً واحداً تلتزمه فى الحكم ، فما تطبقه على متى طبقه على الأناجيل الأخرى أيضاً ، وما تقبله فى دينك وتعتبره من وحى الله ، لا ترفضه فى الإسلام لو وجدته!
ثم لم يبقى لنا إلا تحليل وشرح كلام متى نفسه ، وسأعتمد فى الشرح على ما قام به أخى هريدى ، وإضافة ما يلزم عليه ، حتى لا يضيع مجهوده هباء ، وحتى لا نكرر ما قاله دون داع ، ولتوفير الوقت ـ إن لزم الأمر ـ لبحث آخر.
وسوف أبدأ بمقدمة أعرف فيها ما هو ملكوت الله ، وهل المسيانية تنطبق على يسوع أم على محمد عليهما الصلاة والسلام ، ثم بتوضيح بعض الألفاظ مثل الفريسيين ، طبقة الكهنة ، واللاويين ، وغيرها مما يحتاجه قارىء الإنجيل ليتعايش مع الأحداث كأنه يراها
-
مـلـكـوت الـلـه
ما هو ملكوت الله (ملكوت السماوات)؟
(ملكوت الله) أو (ملكوت السموات) تعبير ورد فى التوراة وفى الإنجيل ، للدلالة على حكم الله غى الأرض ، وتنفيذ شرع الله وشريعته. والذى أطلق لفظ (ملكوت السموات) على حكم الله فى الأرض هو النبى المعظم دانيال ، أثناء سبى بنى إسرائيل فى بابل.
يقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 92:
(فى بنى إسرائيل لقد كان الملك مسيحاً مقرباً من الرب ، ولكن ذلك لكى يكون خادماً له ، يجرى عدله وقضاءه بين الشعوب. ولم نسمع فى كل العهد القديم أن ملكاً من ملوك اليهود ادعى لنفسه الألوهية. .. .. .. ومما يزيد الأمر وضوحاً هو المركز الذى كان يتبوأه الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. فكم وقف إيليا وأليشع وإشعياء وعاموس وغيرهم فى وجه الملوك ليوبخوهم على اعوجاجهم أو تركهم للرب وعبادته وعدم إقامتهم للعدل. إنَّ نظام النبوة كان عاملاً قوياً على الحد من سلطان الملوك ، مما لم يكن له نظير فى كل شعوب الأرض. ولهذا فلم يُسمَع أبداً أن الملك قد تعدَّى على سلطان الله ، بل كان هو الآلة التى كان الرب ينفذ بها غرضه. أما المَلكُ الحقيقى صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره فكان الله نفسه. إن فكرة سلطان وحكمه على الشعب لم تخمد أبداً ، ولم ينسها الشعب ، ولم يسلمها إلى أى من البشر).
ونفهم منه أن: ملكوت الله هو سلطان الله على الشعب ، وتحكيم كتاب الله بين الشعب ، لأن الله هو الملك الحقيقى ، صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره. أى هو ملكوت أرضى ، وليس ملكوت روحى.
ويقول الأب متى المسكين فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 5 و6 ما يلى:
(ملكوت الله أى حكم الله المطلق على الإنسان .. .. .. .. كما يتضح بدون عناء من فحص دستور مملكة إسرائيل وشريعتها نوع هذه المملكة وطبيعتها ، وكيف تختلف هذه الطبيعة كل الإختلاف عن أى مملكة أخرى قامت على وجه الأرض. .. .. .. فلم يُسمَع قط فى تاريخ الدول والممالك أن هناك مملكة يقوم دستورها على القداسة والبر وتتركز شرائعها فى التطهير .. .. .. ويكون ملكها الوحيد هو الله ، ولكن إسرائيل ـ من واقع الحال ـ أخفقت أن تكون مملكة الله ، وانحطت جداً عن ما هو مفروض لها ، وذلك بسبب رداءة القضاء والملوك والرؤساء والكهنة وحتى شيوخ الشعب).
ونفهم منه أن: ملكوت الله هو ملكوت أرضى ، وليس ملكوت روحى ، يُشبه ملكوت إسرائيل ، وهو تحكيم شرع الله وكتابه بين عباد الله.
وكلمة (ملكوت) ذكرت فى متى 50 مرة ، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. وذكرت كلمة (ملكوت الله) عند متى 5 مرات، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. أما كلمة (ملكوت السماوات) فلم تُذكر إلا عند متى ، وذكرت عنده 32 مرة.
لذلك يرفض بعض علماء اللاهوت استخدام إنجيل يوحنا ، لأنه لم يعبر عن أساس رسالة يسوع وهى ملكوت الله ، والتى كانت أساس موعظته لتلاميذه وللناس ، كما يرفضون رسائل بولس التى أتت بدين جديد غير الذى كان يبشِّر به يسوع:
لوقا 4: 43 (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)
وأيضاً لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
وفى مرقس 1: 14 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
وفى متى 3: 1 جاء نبى الله يوحنا المعمدان بنفس الرسالة: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.)
كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
فقد كانت البشارة (الإنجيل) هى لُب رسالة يسوع ، والتى من أجلها ضرب الأمثال ، والتى من أجلها خاصمه اليهود وأرادوا قتله ، لأنه قالها لهم بصراحة: (قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ) فما هو ملكوت الله (ملكوت السماوات)؟
قلت أن أول ما ذكره هو نبى الله دانيال ، الذى عاش النبى دانيال بين اليهود فى بابل زمن السبى ، أى قبل يسوع بستة قرون تقريباً ، وذلك فى تفسيره لحلم الملك نبوخذ نصر فى الإصحاح الثانى من سفره ، ثم فى رؤيته هو فى الإصحاح السابع من نفس السفر.
وجاء تفسير دانيال لحلم الملك (سأكتفى بذكر تأويل النبى دانيال لأنه فيه إعادة لمفردات الحلم) كالآتى: (31[أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَالٍ عَظِيمٍ. هَذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. 32رَأْسُ هَذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. 33سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. 34كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلَأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. 36هَذَا هُوَ الْحُلْمُ. فَنُخْبِرُ بِتَعْبِيرِهِ قُدَّامَ الْمَلِكِ: 37[أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ مَلِكُ مُلُوكٍ لأَنَّ إِلَهَ السَّمَاوَاتِ أَعْطَاكَ مَمْلَكَةً وَاقْتِدَاراً وَسُلْطَاناً وَفَخْراً. 38وَحَيْثُمَا يَسْكُنُ بَنُو الْبَشَرِ وَوُحُوشُ الْبَرِّ وَطُيُورُ السَّمَاءِ دَفَعَهَا لِيَدِكَ وَسَلَّطَكَ عَلَيْهَا جَمِيعِهَا. فَأَنْتَ هَذَا الرَّأْسُ مِنْ ذَهَبٍ. 39وَبَعْدَكَ تَقُومُ مَمْلَكَةٌ أُخْرَى أَصْغَرُ مِنْكَ وَمَمْلَكَةٌ ثَالِثَةٌ أُخْرَى مِنْ نُحَاسٍ فَتَتَسَلَّطُ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. 40وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلِبَةٌ كَالْحَدِيدِ لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هَؤُلاَءِ. 41وَبِمَا رَأَيْتَ الْقَدَمَيْنِ وَالأَصَابِعَ بَعْضُهَا مِنْ خَزَفٍ وَالْبَعْضُ مِنْ حَدِيدٍ فَالْمَمْلَكَةُ تَكُونُ مُنْقَسِمَةً وَيَكُونُ فِيهَا قُوَّةُ الْحَدِيدِ مِنْ حَيْثُ إِنَّكَ رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ. 42وَأَصَابِعُ الْقَدَمَيْنِ بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ فَبَعْضُ الْمَمْلَكَةِ يَكُونُ قَوِيّاً وَالْبَعْضُ قَصِماً. 43وَبِمَا رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ فَإِنَّهُمْ يَخْتَلِطُونَ بِنَسْلِ النَّاسِ وَلَكِنْ لاَ يَتَلاَصَقُ هَذَا بِذَاكَ كَمَا أَنَّ الْحَدِيدَ لاَ يَخْتَلِطُ بِـالْخَزَفِ. 44وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].46حِينَئِذٍ خَرَّ نَبُوخَذْنَصَّرُ عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ لِدَانِيآلَ وَأَمَرَ بِأَنْ يُقَدِّمُوا لَهُ تَقْدِمَةً وَرَوَائِحَ سُرُورٍ. 47وَقَالَ الْمَلِكُ لِدَانِيآلَ: [حَقّاً إِنَّ إِلَهَكُمْ إِلَهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الْمُلُوكِ وَكَاشِفُ الأَسْرَارِ إِذِ اسْتَطَعْتَ عَلَى كَشْفِ هَذَا السِّرِّ].) دانيال 2: 38-47
ونرى الحلم هنا يتكلم عن خمسة عناصر رئيسية:
1- رأس التمثال 2- صدره وذراعيه
3- بطنه وفخذيه 4- ساقيه
5- الحجر الذى ضرب التمثال
1- إذن فالمملكة الأولى هى مملكة (الكلدانيين) بابل التى يحكمها نبوخذنصر (بختنصر) ، ورُمِزَ لها بالأسد فى رؤيا النبى دانيال.
2- والمملكة الثانية هى مملكة مادى والفرس التى تغلبت على الكلدانيين ، وهى التى كانت تُمثِّل ذراعى مملكة الكلدانيين. ورُمِزَ لها بالدب فى رؤيا النبى دانيال.
3- والمملكة الثالثة هى مملكة المقدونيين. ورُمِزَ لها بالنمر فى رؤيا النبى دانيال.
4- والمملكة الرابعة هى مملكة الرومان. ورُمِزَ لها بحيوان هائل شديد قوى جداً ، وله أسنان كبيرة من حديد ، فى رؤيا النبى دانيال.
5- وفى أيام الإمبراطورية الأخيرة (44وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].).
ويقول وليم باركلى فى تفسيره لسفر الأعمال صفحة 24:
(الملكوت هو مجتمع على الأرض ، تُنفَّذُ فيه إرادة الله تماماً كما فى السماء).
ويقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 16:
(أما الاتجاه الثانى فهو الاتجاه الناموسى وقد اعتنقه الفريسيون والكتبة ويعتقد أصحاب هذا الرأى أن ملكوت الله معناه الأساسى سيادة الشريعة وخضوع الجميع لأحكامها وكلما تحققت الشريعة فى حياة الناس ظهر ملكوت الله بقوة فى العالم).
ويقول نفس القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) عن أمثال يسوع صفحة 16:
(بعد الفحص الدقيق لهذه الأمثال ، ظهر أن يسوع كان يقصد ثلاثة أمور رئيسية عندما يتكلم عن ملكوت الله ، على أنه حكم الله وسلطانه).
ومن هذه الأمثلة يتبين حقيقة كلمة (ملكوت الله) ، وأنها سيادة الشريعة الإلهية فى المجتمع ، وأن رسالة يسوع كانت تتركز فى تبشيرهم بقرب إقامة ملكوت الله ، الذى كانوا ينتظرونه فعلا: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
ويقول السيد أ. م. هودجكن فى كتابه (المسيح فى كل الكتب) صفحة 379 : (وأما الحجر الذى قطع بغير يدين ويسحق التمثال العظيم فكناية عن مملكة "المسيا").
وهى هنا مملكة الإسلام التى سحقت الفرس المجوسية والرومان النصرانية ، وسوف تثبت إلى يوم القيامة ، وليست مملكة يسوع.
ويؤكد هذا قول دانيال وهو يفسِّر الحلم: (17هَؤُلاَءِ الْحَيَوَانَاتُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ هِيَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ عَلَى الأَرْضِ. 18أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.) دانيال 7: 17-18
ويؤكد ذلك أيضاً قول دانيال عن اللملكة الرابعة: (23فَقَالَ: [أَمَّا الْحَيَوَانُ الرَّابِعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ فَتَأْكُلُ الأَرْضَ كُلَّهَا وَتَدُوسُهَا وَتَسْحَقُهَا.) دانيال 7: 23
([كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.) دانيال 7: 13-14
وهو مقارب لقول عيسى عليه السلام فى المسيَّا الذى سيأتى بعده:
(15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)يوحنا 14: 15-17
(24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.) يوحنا 14: 24-26
(7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 7-10
(12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14
(وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. .. .. .. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
(26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».) يوحنا 15: 26-27
وصفات هذا النبى هى:
1) يأتى بعد عيسى عليه السلام (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)
2) نبى مرسل من عند الله ، أمين على الوحى (لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا
يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ)
3) مرسل للعالم كافة (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى
دَيْنُونَةٍ.)
4) صادق أمين ، عين الحق وذاتها (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ) (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ
الْقُدُسُ)
5) يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ)
6) ديانته مهيمنة، وتعاليمه شاملة (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ
الْحَقِّ)
7) يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ
بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)
8) مؤيداً لرسالة عيسى عليه السلام الحقة ومدافعاً عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي)
9) ناسخ لما قبله ولا ناسخ له (فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)
10) نبى مثل عيسى عليه السلام (مُعَزِّياً آخَرَ).
إذن فليس عيسى رسول الله ، النبى الخاتم للرسالات والنبوة ، ولكنه من أتى بعده ، المبعوث للثقلين الإنس والجن ، الرحمة المهداة للعالمين.
وهذا ما فهمه اليهود ، لذلك عندما حاول اليهود إلصاق تهمة (كونه المسيَّا)، وهو نفاها عنه بعدة طرق مختلفة:
فحاولوا معه أن يقضى بينهم فى مسألة الجزية التى يدفعونها لقيصر: (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 15-21
وحاول اثنان أن يجعلوه يقسم الميراث بينهما: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».) لوقا 12: 13-15
وحاولوا إيقاعه مرة ثالثة فقالوا له احكم بكتاب الله على هذه المرأة التى مسكناها تزنى فى نفس ذات الفعل: (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. ) يوحنا 12: 2-9
بل حاولوا تنصيبه ملكاً والاعتراف به المسيا رسمياً فرفض: (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 19
بل نفى عن نفسه أنه المسيَّا: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
ثم سألهم عن المسيَّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، قائلاً: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
أى إن الأصغر فى ملكوت الله هو الأعظم ، فقد سأله تلاميذه: فمن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر ، أى آخرهم ، أى إنه ليس هو المسيا ، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسيَّا) الذى قرب ظهوره: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى إلى اليوم ، حتى فى عصره يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم ، لكن من أراد أن يقبل الملكوت ، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
ولم يجدوا بَداً من أن يتهموه لدى الحاكم الرومانى أنه (المسيَّا) ويجب قتله ، فالمعروف أن المسيَّا سيحكم بكتاب الله وينفذ شريعته وسيقضى على الإمبراطورية الرابعة (الإمبراطورية الرومانية) ، الأمر الذى نفاه عنه الحاكم الرومانى نفسه ، وأراد إطلاق سراحه:
(11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
(17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».) متى 27: 17-19
وقد جاء عيسى عليه السلام ـ آخر أنبياء بنى إسرائيل من أبيه إسحاق ـ يُبشِّر المؤمنين أن ملكوت الله سوف يُنزع من بنى إسحاق وسيعطيه الله لبنى إسماعيل ، على الرغم أن هذا غريب على بعض غير الفقهاء فى الكتاب، وغريب على المعاندين الذين يظنون أنّ الملكوت سوف يدوم لهم ، ونسوا وعد الله لنبيه إبراهيم عليه السلام ، أنه سيقيم النبوة فى إسحاق وأيضاً فى إسماعيل (تكوين 17: 20 و تكوين 21: 17-21)، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وقد أنبأ سفر التكوين عن إزالة ملكوت الله من بنى إسرائيل: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
معنى هذا أن الحكم والسلطة الدينية ستزول يوماً ما من يهوذا (أبِى الشعب الإسرائيلى)، ستزول من بنى إسرائيل ، ولكن عندما يأتى شيلون (من يكون له الأمر) ، وهذا النبى يكون دينه لكافة الأمم ، لليهود وللنصارى ولغيرهم من الأمم (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ) ، وهو نفس الأمر الذى قاله عيسى عليه السلام لليهود: (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
يؤكد ذلك أيضاً قول عيسى عليه السلام أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل ، بل إنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحدود وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى الرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسيَّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-10
بل كان هذا مطابقاً لكلام ملاك الرب: فيسوع نفسه قال عنه ملاك الرب إنه جاء لبنى إسرائيل فقط ، جاء ليخلِّص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21
أما المسيا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد ، وأما يسوع فقد كان أساس وجوده هو البشارة ملكوت المسيَّا القادم بعده: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
وقد كان تذكيره لليهود بقرب انتهاء ملكوت الله فيهم ، وأن الأمر سيعطيه الله لمن يستحق ، أثار حافظتهم ، ونزع نقاب الكذب من على وجوههم ، الأمر الذى أثار اليهود وأرادوا قتله بسببه: (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 45-46
ولكنه لم يتنازل عن أداء رسالته ، فواصَلَ رسالته وقال لليهود: إن بيتهم سيترك لهم خراباً ، ستُنزع منه النبوة والرسالة ، ولن يكون مسئولاً بعد عن إقامة ملكوت الله ، فقد فشلوا فى إقامته ، ولن يأتى نبى آخر من بنى إسرائيل ، وإنهم لن يروه بعد الآن حتى يأتى صاحب هذا الملكوت: (37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
نعم فالحجر الذى رفضه البناؤون ، وطلبت سارة ألا يرث إسماعيل مع ابنها ، هو قد صار رأس الزاوية: (10أَمَا قَرَأْتُمْ هَذَا الْمَكْتُوبَ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ 11مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!» 12فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْجَمْعِ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.) مرقس 12: 10-12
وظل الكتبة والفريسيون يعارضونه، حتى قالها لهم صراحة وكشف القناع عن نواياهم السيئة، فقال: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
لأنه كما وعد الله نبيه إبراهيم النبوة والبركة لإسحاق ، وعده به أيضاً فى إسماعيل: (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ».11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13
بل نزل بعد ذلك ملاك الرب يؤكد ذلك بقوله: (17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ.) تكوين 21: 17-19
نعم كانوا يتمنون ألا ينتقل الملكوت منهم ، فأشاعوا الشائعات من قديم الزمن: فتارة يجعلون الذبيح ـ سبب البركة والنبوة فى إسماعيل ـ هو إسحاق ، وتارة يقولون ليس لإسماعيل الحق فى وراثة هذا الملكوت لأنه ابن الجارية ، على الرغم من وجود نص صريح يعارض أفكارهم وأقوالهم هذه: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
ورغم قولهم هذا لا يكيلون بنفس المكيال على أنفسهم: فقد كان (دان) و(نفتالى) ابنى يعقوب من بلهة جارية راحيل ، وكذلك (جاد) و(أشير) ابنى يعقوب من زلفة جارية ليئة من الأسباط الإثنى عشر ذرية يعقوب عليه السلام: (1فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ وَإِلَّا فَأَنَا أَمُوتُ». 2فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟» 3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ 5فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَاناً». 7وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي». 9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَاداً». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ».) تكوين 30: 1-13
وكذلك جاءت كل الأمثال التى ضربها يسوع لهم عن انتهاء ملكوت الله ، وعن حرية الله فى تحديد من يقيم شرعه ، لذلك عندما أنهى كل أمثاله ، أتى إلى النتيجة المستفيدة من كل هذه الأمثال ، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44 ، مرقس 12: 10-12
ومن هنا نصل إلى أن ملكوت الله هو الشريعة التى أتت بعد الملكوت الأول أو الدهر الحاضر (كما كان يسميه اليهود) ، ألا وهو الإسلام ، والتى ألغت الشريعة الأولى ، والتى جاء به المسيَّا ، آخر رسل الله وأنبيائه ، والذى سيكون دينه ناسخاً لما قبله ، ولا ناسخ له.
Abubakr_3
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران 64
-
عيسى عليه السلام ليس هو المسيح
أصل المسيا فى اللغة العبرانية: (هاماشيح) ، وفى اللغة الآرامية: (مَشيح) ، وفى اليونانية لغة الأناجيل: (كريستوس) ، وهى التى فسرها يوحنا فى إنجيله: (قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ).) يوحنا 1: 41 ، وقالت له المرأة («أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ».) يوحنا 4: 25
المسيا أو المسيح هو لقب يطلقه بنو إسرائيل على أى ملك من جنسهم ، أو من غير جنسهم ، دلالة على أنه مصطفى من الله للنبوة أو للعلم أو للملك ، وكان ممثلاً ليهوه فى الطقوس والحياة الإجتماعية والسياسية للأمة ، ويقف فى علاقة وثيقة تشبه بوجه خاص علاقة البنوة ليهوه ، أى هو بالمعنى المتعارف عليه بيننا نبى أو رسول ، يأتى أمته بشرع الله ، ويكون أمينا عليه ، ومنفذا له ، ومعلماً شعبه إياه ، قاضياً ، وقائداً لهم وقت الحروب والمحن ، تُلقى عليه مهمة تحريرهم وخلاصهم من الأعداء والمضطهدين ، فهو قد اختاره الرب وزوده بقوى عظيمة خارقة جعلته يتميز عن باقى البشر ليكون أداة للرب لتحقيق خططه على الأرض، وتخليص أبناء شعبه من الأعداء، وتنفيذ شريعته على الأرض. [نقلا بتصرف من المسيح اليهودى ومفهوم السيادة الإسرائيلية للدكتورة منى ناظم].
فقد أطلقوه على (كورش) ملك فارس باعتباره ملكاً: (1هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً) إشعياء 45: 1
كما أطلقوه على (أرسطو بولس) باعتباره عالماً. ففى سفر المكابيين الثانى يرسل يهوذا المكابى خطاباً (إلى أرسطو بولس مؤدب بطلماوس الملك ، الذى من ذرية الكهنة المسحاء) مكابيين الثانى 1: 10
ويرجع هذا اللقب إلى الشعائر التى درجت عليها الأمة اليهودية منذ أجيالها الأولى ، أى منذ أبيهم الأول يعقوب عليه السلام ، والذى سمى إسرائيل ومن أولاده الاثنى عشر تناسل الشعب الإسرائيلى أو الشعب اليهودى كما يقولون.
ومنذ عهد يعقوب عليه السلام اعتبر المسح بالزيت المقدس من أعظم الشعائر لتقديس وتكريم الناس أو الأماكن ، فكل ما يُمسَح بالزيت يصير مقدساً لله ، ولا يمسح بهذا الزيت المقدس من الناس سوى الكهنة والملوك والأنبياء ، لذلك سمى هؤلاء مسحاء الله أى المختارين والمباركين من الله: (18وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُوداً وَصَبَّ زَيْتاً عَلَى رَأْسِهِ) تكوين 28: 18
كما أطلقوه على النبى الذى وعد الله به إبراهيم: (20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.) تكوين 17: 20 ، فإن لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، فأين البركة فى نسل إسماعيل التى وعد الله بها إبراهيم؟ فقد كانت البركة فى إسحق أولاً ، وقد كانت أيضا النبوة.
وقد أسماه يعقوب شيلون: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
وقال موسى: (15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلاً: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلا أَمُوتَ 17قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) تثنية 18: 15-22
وكانت عقيدة اليهود فى المسيح الخاتم ، المختار من الله ، والمبارك من السماء ، منقذ إسرائيل ومخلصها من الإمبراطورية الرومانية (الرابعة فى نبوءة دانيال) أنه لا يمسه أحد بضر ولا يقربه أى شخص بأذى طبقاً لما أوصاهم به يهوه.
فلو انسحبت كلمة المسيح على عيسى فقط لما بقى للنصارى اليوم دين ، لأن داود أنبأ عن إنقاذ الله لمسيحه ، فقال: (22لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي وَلاَ تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي.) أخبار الأيام الأول 16: 22 ، ولو صلب يسوع على قولهم ، لنفى هذا عنه أنه كان مسيحاً نبياً.
فهذا شاول أحد مسحاء الرب ، الذى خلص شعب إسرائيل من أيدى الفلسطينيين، وعلى ذلك فهو مبارك ، لا يمسه أحد بسوء ولا يتجرأ شخص على إلحاق الأذى به ، لذلك يقول عنه داود موصيا رجاله به ، ومحذراً إياهم من إيذائه: (فَقَامَ دَاوُدُ وَقَطَعَ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ سِرّاً. 5وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ ضَرَبَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ, 6فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هَذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي بِمَسِيحِ الرَّبِّ, فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ». 7فَوَبَّخَ دَاوُدُ رِجَالَهُ بِالْكَلاَمِ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَقُومُونَ عَلَى شَاوُلَ.) صموئيل الأول 24: 4-7
وحين تمكن أحد رجال داود عليه السلام من مسيح الرب شاول وأراد قتله ، منعه داود قائلاً: (9فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ: «لاَ تُهْلِكْهُ, فَمَنِ الَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟») صموئيل الأول 26: 9
ودين النصارى مبنى على أقوال بولس بصلب عيسى عليه السلام فداءً عن البشرية: (1لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلَهِ يَعْقُوبَ. 2لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْناً مِنْ قُدْسِهِ وَمِنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ. 3لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلاَهْ. 4لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ. 5نَتَرَنَّمُ بِخَلاَصِكَ وَبِاسْمِ إِلَهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا. لِيُكَمِّلِ الرَّبُّ كُلَّ سُؤْلِكَ. 6اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ. يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ بِجَبَرُوتِ خَلاَصِ يَمِينِهِ.) مزمور 20: 1-6
بدأ يوحنا المعمدان رسالته قائلاً: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 1 ، وكذلك بدأ عيسى رسالته مبشراً قومه بقرب حلول ملكوت الله (لوقا) وملكوت السماوات (متى). (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17
وهذا الملكوت هو لُبُّ رسالة عيسى عليه السلام ، الذى من أجله بعثه الله: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43-44 ، ويعرف اليهود والنصارى أنّ ملكوت الله أو السماوات هو شريعة الله.
وقد جاء عيسى عليه السلام ـ آخر أنبياء بنى إسرائيل من أبيه إسحاق ـ يُبشِّر المؤمنين أن ملكوت الله سوف يُنزع من بنى إسحاق وسيعطيه الله لبنى إسماعيل ، على الرغم أن هذا غريب على بعض غير الفقهاء فى الكتاب، وغريب على المعاندين الذين يظنون أنّ الملكوت سوف يدوم لهم ، ونسوا وعد الله لنبيه إبراهيم عليه السلام ، أنه سيقيم النبوة فى إسحاق وأيضاً فى إسماعيل (تكوين 17: 20 و تكوين 21: 17-21)، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وقد قال يعقوب فى سفر التكوين فى إزالة ملكوت الله من بنى إسرائيل: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10 معنى هذا أن الحكم والسلطة الدينية ستزول يوماً ما من يهوذا (أبِى الشعب الإسرائيلى) ، ستزول من بنى إسرائيل ، ولكن عندما يأتى شيلون (من يكون له الأمر) ، وهذا النبى يكون دينه لكافة الأمم ، لليهود وللنصارى ولغيرهم من الأمم (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ).
وعبارة حزقيال: (25[وَأَنْتَ أَيُّهَا النَّجِسُ الشِّرِّيرُ, رَئِيسُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي قَدْ جَاءَ يَوْمُهُ فِي زَمَانِ إِثْمِ النِّهَايَةِ, 26هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: انْزِعِ الْعَمَامَةَ. ارْفَعِ التَّاجَ. هَذِهِ لاَ تِلْكَ. ارْفَعِ الْوَضِيعَ, وَضَعِ الرَّفِيعَ. 27مُنْقَلِباً مُنْقَلِباً مُنْقَلِباً أَجْعَلُهُ. هَذَا أَيْضاً لاَ يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ.) حزقيال 21: 25-27 تصرِّح بنزع العمامة أى بنزع الشريعة من بنى إسرائيل على يد نبى من غيرهم ، وهذا الغير هو المعبر عنه بشيلون أو الذى له الحكم أو المسيا.
وهو نفس الأمر الذى قاله عيسى عليه السلام لليهود: (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
وفى تفسير الكتاب المقدس يقولون فى قول موسى: (يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي.) يقولون ما نصه: (النبى الآتى) (تثنية 18: 15-22) يعلن موسى إعلاناً نبوياً مسيانياً عن النبى الذى سيأتى ، الذى سيخلفه فى وظيفته كنبى).
أكَّدَ عيسى عليه السلام أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل ، بل إنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحقوق وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى الرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسيَّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24 ، بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-10
وقد كان تذكيره لليهود بقرب انتهاء ملكوت الله فيهم ، وأن الأمر سيعطيه الله لمن يستحق، أثار حافظتهم ، ونزع نقاب الكذب من على وجوههم ، الأمر الذى أثار اليهود وأرادوا قتله بسببه: (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 45-46
ولكنه لم يتنازل عن أداء رسالته ، فواصَلَ رسالته وقال لليهود: إن بيتهم سيترك لهم خراباً بدون نبى ، فلن يأتى نبى آخر من بنى إسرائيل ، وإنهم لن يروه بعد الآن حتى يأتى صاحب هذا الملكوت: (37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
وظل الكتبة والفريسيون يعارضونه، حتى قالها لهم صراحة وكشف القناع عن نواياهم السيئة، فقال: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
نعم كانوا يتمنون ألا ينتقل الملكوت منهم ، فأشاعوا الشائعات من قديم الزمن: فتارة يجعلون الذبيح ـ سبب البركة والنبوة فى إسماعيل ـ هو إسحاق ، وتارة يقولون ليس لإسماعيل الحق فى وراثة هذا الملكوت لأنه ابن الجارية ، على الرغم من وجود نص صريح يعارض أفكارهم وأقوالهم هذه: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
ورغم قولهم هذا لا يكيلون بنفس المكيال على أنفسهم: فقد كان (دان) و(نفتالى) ابنى يعقوب من بلهة جارية راحيل ، وكذلك (جاد) و(أشير) ابنى يعقوب من زلفة جارية ليئة من الأسباط الإثنى عشر ذرية يعقوب عليه السلام: (1فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ وَإِلَّا فَأَنَا أَمُوتُ». 2فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟» 3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ 5فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَاناً». 7وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي». 9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَاداً». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ».) تكوين 30: 1-13
الأمر الذى سبب بلبلة عند بعض الناس ، وتساءلوا فى أنفسهم: هل هذا النبى العظيم ، صاحب هذه المعجزات هو المسيَّا أم أن المسيَّا أعظم منه؟ هل سيأتى المسيَّا أيضاً بمعجزات مثل يسوع عليه السلام؟ وتعجبوا لماذا لم يقتله الرؤساء إلى الآن وهم يطلبونه فى كل حين؟ ألعلهم أيقنوا أنه هو المسيّا؟ لكن هل يأتى المسيح من الجليل؟ ألن يأتى المسيّا من نسل داود؟ (31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟».) يوحنا 7: 31، أى إنهم كانوا يعرفون أن يسوع ليس هو المسيح الرئيس.
(25فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ 26وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جِهَاراً وَلاَ يَقُولُونَ لَهُ شَيْئاً! أَلَعَلَّ الرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِيناً أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ حَقّاً؟ 27وَلَكِنَّ هَذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ».
(40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». 41آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ 42أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» 43فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ.) يوحنا 7: 40-43
استفهامات كثيرة ، وتساؤلات عديدة ، وشائعات متوارثة ، ولم يُحسم الأمر، فتعبوا من التفكير لذلك قرروا أن يسألوه: (22وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ شِتَاءٌ. 23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ 24فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً». 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».) يوحنا 10: 22-30
فلم يجبه عيسى عليه السلام مباشرة ، على الرغم من أنه قد قال ذلك مراراً فى الهيكل وخارجه ، لكنه علَّق الإجابة على شرط الإيمان بالله الأعظم من الكل. واعلم أنه (لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي) ، أى ما يقرره الله ، لا يمكنك أن تغيره ، فإرادة الله بيد الله وحده ، ولا يملك أحد أن ينتزع النبوة من الله ، فهو صاحب القرار الأوحد أن يوجه رسالته لمن يشاء، وهذا الكلام الذى أقوله لك ليس كلامى أنا بل كلام الل، لأنى أبلغ رسالت، لذلك أنا والآب واحد، فكلامى إذن هو نفس كلامه، لذلك آمِن!
لقد حدَّدَ الناموس أن دين هذا النبى الخاتم المسيَّا سيبقى إلى الأبد ، لأنه مرسل إلى العالمين: (34فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟») يوحنا 12: 34 ، نعم سيأتى بعد أن يُنقذ الله عيسى ابن مريم الإنسان ابن الإنسان، من الصلب والقتل ، ويرفعه إليه ، وهذا ما حدث. لقد ظهر المسيا رسول الله إلى الثقلين الإنس والجن بعد رفع عيسى عليه السلام.
أما عيسى ابن مريم نفسه ، فقد قال عنه ملاك الرب إنه جاء لبنى إسرائيل فقط ، جاء ليخلِّص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21 ، أما المسيا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد.
وهنا يواجهنا تناقض فعند لوقا ظهر ملاك الرب لمريم البتول ، ولم تكن نائمة ، وقد ظهر ملاك الرب عند متى ليوسف النجار وكان يومئذ نائماً ، وكذلك بين قول الملاك فى متى الذى يتطابق مع أقوال عيسى عليه السلام نفسه وبين قول لوقا: (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».) لوقا 1: 31-33 ، ولابد لنا من تكذيب قول لوقا لأسباب عديدة ، منها أن عيسى عليه السلام لم يكن ملكاً أو حاكماً فى يوم من الأيام ، بل استسلم لحكم القيصر ، فقال: («أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ.) مرقس 12: 17
وكذلك قال عيسى عليه السلام نفسه: (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24 ، بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 5-7
وكان الناس فى عصره ينتظرون خروج المسيح الرئيس (المسيَّا)، الأمر الذى دعا المرأة السامرية أن تسأله صراحة ، لما توسمت فيه من النبوة والصلاح ، ومعنى ذلك أنه لم يكن شائعاً آنذاك أنَّ المسيَّا قد ظهر: (25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». 27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا. 28فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: 29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». 30فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.) يوحنا 4: 25-29
فهذا النص يكاد يكون هو النص الوحيد الذى يقول فيه إنجيل يوحنا أن عيسى أقرّ أنه هو المسيح الرئيس ، وهذا باطل ويدل على تحريف الأناجيل وأنها ليست من وحى الله ، فلو قال عيسى ذلك ، لما قالت المرأة بعد ذلك: (29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟».) فكيف تتوقع وتخمِّن أنه هو المسيح على الرغم من أنه اعترف بذلك صراحة؟ فمن الواضح أن هذا كذب وضِعَ على لسان عيسى عليه السلام. يؤكد ذلك نصوص كثيرة أخرى منها:
لقد أشاع اليهود أن المسيح الرئيس سيأتى منهم ، من نسل داود ، فنفى ذلك عيسى عليه السلام بقوله: (35ثُمَّ سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 36لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 37فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنُهُ؟» وَكَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.) مرقس 12: 35-37
ومنها أن المسيا سيأتى ملكاً ، قاضياً ، محارباً: (20فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. 21فَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ. 22أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 23فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ 24أَرُونِي دِينَاراً. لِمَنِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» فَأَجَابُوا: «لِقَيْصَرَ». 25فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». 26فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ الشَّعْبِ وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ وَسَكَتُوا.) لوقا 20: 20-26، نعم دعوا لقيصر الدنيا ، أما شريعة الله فدعوها لصاحبها ، هو الذى يحدد شرعه وأنبياءه الذين يبلغوا كلمته لمن يشاء من عباده. فأين إذاً ملكه وهو خاضع لسلطان قيصر؟
لقد عرفت الجموع أنه يسوع الناصرى ابن داود ، وكانوا يؤمنون أن المسيَّا سوف يأتى بعده ، فكانوا فى انتظاره ، وشوقهم إليه جعلهم يتساءلون عنه وعن رسالته ، فقالوا: (31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟».) يوحنا 7: 31
بل عندما تكلَّمَ عن ابن الإنسان أنه ينبغى أن يرتفع ، كانوا يظنون به أنه المسيَّا ، أو أرادوا إلباس ذلك عليه ، أو أُضيفت للنص بعد ذلك ، وأنه سيكون لدينه نهاية ، فسألوه مستنكرين قوله: (34فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟») يوحنا 12: 34
وهذه الإشكالات حول ماهية المسيح الرئيس قد أصابت بعض صحابته (تبعاً لقول الأناجيل)، فقد فهم بطرس خطأً من عند نفسه أن عيسى عليه السلام قد يكون هو المسيَّا: (40كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. 41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ). 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ).) يوحنا 1: 40
وأقرَّ بذلك أمام عيسى عليه السلام فى قوله: (68فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ 69وَنَحْنُ قَدْ آمنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 70أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» 71قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) يوحنا 6: 68-71
وفى الحقيقة تعليق الكاتب أن يسوع كان يقصد بالشيطان يهوذا الإسخريوطى ليس صحيح ، فهو كان يقصد بطرس الذى قال عنه إنه المسيَّا ، ويتضح هذا من قوله عند متى: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 27: 23
إلا أننا نجد قوله هذا الذى قاله لعيسى عليه السلام هو نفس قول الشياطين الذى لم يرتضيه عيسى عليه السلام منهم: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
وكذلك نفى عن نفسه أن يكون المسيَّا عندما سألهم ماذا يقول الناس عنه: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
وفى نص متى نقرأ أن عيسى عليه السلام يمتدح بطرس ، وهنا يناقض النص نفسه ويناقض نص مرقس الذى لم يذكر هذا المدح ، فيناقض نفسه لأنه بعد أن مدحه أوصاهما ألا يقولا هذا لأحد . ما معنى هذا؟ أيخفى شخصيته ورسالته عن المبعوث إليهم؟ فلماذا جاء إذن؟ وكيف سيؤدى رسالته؟ وبأى صفة؟ (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.) متى 16: 13-20
ثم سألهم عن المسيَّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، قائلاً: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
أى إن الأصغر فى ملكوت الله هو الأعظم ، فقد سأله تلاميذه: فمن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر ، أى آخرهم ، أى إنه ليس هو المسيا ، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسيَّا) الذى قرب ظهوره: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى إلى اليوم ، حتى فى عصره يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم ، لكن من أراد أن يقبل الملكوت ، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
وكما شاع ذلك عن عيسى عليه السلام، شاع ذلك أيضاً عن يوحنا المعمدان من قبله: (15وَإِذْ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ وَالْجَمِيعُ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ الْمَسِيحُ) لوقا 3: 15 وكما أنكر عيسى عليه السلام أنه هو المسيَّا، أنكر المعمدان عليه السلام أيضاً من قبل: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». 22فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» 23قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». 24وَكَانَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ 25فَسَأَلُوهُ: «فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ وَلاَ إِيلِيَّا وَلاَ النَّبِيَّ؟») يوحنا 1: 19-25
وعندما شاع صيت عيسى عليه السلام ، أرسل إليه المعمدان من السجن ليسأله إن كان هو المسيَّا أم لا: (2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».) متى 11: 2-6
إذن فسؤال نبى الله يوحنا المعمدان لعيسى عليه السلام («أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟») ليدل على توقعهم لهذا النبى صاحب الملكوت ، الذى بشرا هما الإثنان به ، وكان أساس دعوتهما: فقال يوحنا عليه السلام: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً:«تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ) متى 3: 1، وكذلك قال عيسى عليه السلام: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17 ، (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43-44
كما أنبأ عيسى عن قدوم نبى آخر الزمان ، فقال:
(وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. .. .. .. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
(15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)يوحنا 14: 15-17
(24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)يوحنا 14: 24-26
(26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».)يوحنا15: 26-27
(7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 7-10
(12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14
وصفات هذا النبى هى:
1) يأتى بعد عيسى عليه السلام (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)
2) نبى مرسل من عند الله ، أمين على الوحى (لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا
يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ)
3) مرسل للعالم كافة (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى
دَيْنُونَةٍ.)
4) صادق أمين ، عين الحق وذاتها (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ) (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ
الْقُدُسُ)
5) يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ)
6) ديانته مهيمنة ، وتعاليمه شاملة (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ
الْحَقِّ)
7) يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ
بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)
8) مؤيداً لرسالة عيسى عليه السلام الحقة ومدافعاً عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي)
9) ناسخ لما قبله ولا ناسخ له (فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)
10) نبى مثل عيسى عليه السلام (مُعَزِّياً آخَرَ).
إذن فليس عيسى رسول الله ، النبى الخاتم للرسالات والنبوة ، ولكنه من أتى بعده ، المبعوث للثقلين الإنس والجن ، الرحمة المهداة للعالمين.
ففى بداية كرازته بدأ اليهود يهيجون عليه الجموع ، وأرادوا أن يمنعوه من الكرازة باقتراب ملكوت الله (شريعة الله الجديدة): (45وَأَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وَابْتَدَأَ يُنَادِي كَثِيراً وَيُذِيعُ الْخَبَرَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِراً بَلْ كَانَ خَارِجاً فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.) مرقس 1: 45 ، وأنا أعترض على وصف نبى الله بالخوف من الظهور وسطهم ، لأن نبى الله لا يخشى إلا الله ، فكم من المرات سفَّه أقوالهم ، وكم من مرات عديدة وصفهم داخل المجمع نفسه بأنهم مراؤون ، كذابون ، وأنبأهم بأن لهم الويل وعذاب الآخرة ، وهذه صفات نبى لا يخشاهم ولا يخشى إلا الله: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
وكان لابد من محاولة التخلص منه ، إلا أن حفظ الله كان معه ، فقد حاولوا أن يقذفوه من أعلى الجبل ، فانفلت من وسطهم (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30،
وأرادوا مرة أخرى رجمه فاختفى من أمامهم (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 59 ، فقرروا الوقيعة بينه وبين الدولة الرومانية.
فمن المعروف أن المسيَّا النبى المحارب للكفر والكفَّار سيقضى على الإمبراطورية الرومانية ، فأرادوا أن يضربوا بذلك عصفورين بحجر واحد: يتخلصون من عيسى عليه السلام ، ويعطون لأنفسهم وشعبهم من بعدهم الحق فى عدم انتظار المسيَّا (فهو قد قتل على زعمهم).
فقبضوا عليه (تبعاً لأقوال الأناجيل ـ وتبرأ عقيدتى من هذا القول) وأسلموه للوالى بيلاطس بتهمة أنه المسيَّا، ملك اليهود: (1فَقَامَ كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ 2وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ». 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ:«أَنْتَ تَقُولُ».) لوقا 23: 1-3
وهى نفس إجابته عند متى: (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
وعند يوحنا كانت إجابته: (33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟») يوحنا 18: 33-34
أى رفض هذه التهمة مراراً وبأسلوب مختلف ، الأمر الذى جعل بيلاطس يفكر فى إطلاق سراحه: (13فَدَعَا بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ 14وَقَالَ لَهُمْ: «قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هَذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هَذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.) لوقا 23: 13-14
وهذه هى كانت شهادته الحقة أمام بيلاطس ، التى أرضت الله: (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.) تيموثاوس الأولى 6: 13-16 فما هو الإعتراف الذى أقرَّ به يسوع أمام بيلاطس؟ إنه ليس هو المسيح (المسيَّا) ملك اليهود.
حتى إن بيلاطس لم يسمه أبداً ملك اليهود أو المسيَّا ، بل أطلق عليه (الذى يُدعَى): (22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟») متى 27: 22 ، (17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً.) متى 27: 17-18
ومع ذلك أصرّ اليهود على طمس حقيقة المسيَّا، الذى سوف يأتى بعده ، وإلصاق هذه الصفة بعيسى عليه السلام ، فأخذوا يستهزؤن به أثناء محاكمته ، وكذلك وهو على الصليب (أكرر أننى أبرأ من هذه العقيدة، ولكنى أسايرهم فى عقيدتهم لإقامة الحجَّة عليهم): (35وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضاً مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ». 36وَالْجُنْدُ أَيْضاً اسْتَهْزَأُوا بِهِ وَهُمْ يَأْتُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلاًّ 37قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ». 38وَكَانَ عُنْوَانٌ مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ وَعِبْرَانِيَّةٍ: «هَذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ». 39وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً:«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!»)لوقا23: 35-39
أما قول مرقس على لسان عيسى عليه السلام إنه هو المسيح (المسيَّا) ، فهذا يبرأ منه عيسى نفسه: (60فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسَطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟» 61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» 62فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ». 63فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ 64قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟» فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.) مرقس 14: 60-65
لقد استحلفه رئيس الكهنة بالله الحى أن يقول الحقيقة ، ونفى عيسى عليه السلام أيضاً أن يكون هو المسيَّا وقال لرئيس الكهنة أن هذا كلامك أنت: (62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! ) متى 26: 62-64
(66وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ». 70فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». 71فَقَالُوا: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ».) لوقا 22: 66-71
والعجيب أن رئيس الكهنة والكتبة وعلماء اليهود يعلمون جيداً ابن من سيكون المسيَّا؟ وأين سيولد؟ بل ومتى؟ (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». 41آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ 42أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» 43فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ. 44وَكَانَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ عَلَيْهِ الأَيَادِيَ.) يوحنا 7: 40-44
لذلك (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟») متى 2: 1-4
فلو علم هيرودس الرومانى أن عيسى عليه السلام هو المسيح (المسيَّا الرئيس) لقتله ، لعلمه أن المسيَّا سيقضى على الإمبراطورية الرومانية ، الأمر الذى أخافه واضطرَّ بسببه أن يجمع الكهنة والكتبة ليسألهم عن مولده لكى يَطمَئن. وبما أنه لم يقتله ولم يحاول ذلك ، فيكون اليهود قد نفوا إذن عنه أنه المسيَّا ، ونفوا خروجه من نسل داود أو مولده فى الجليل. وهذا الدليل يُضاف إلى باقى الأدلة التى ذكرتها.
ومن هنا قرِّر الله أن يكون محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم آخر أنبياء الله ورسله، فهو المسيح الرئيس (المسيَّا)، وعلى ذلك فنحن المسيحيون أى أتباع المسيح الرئيس، وهم النصارى كما سمَّاهم القرآن.
قد يقول قائل كيف هذا وقد سماه القرآن المسيح؟ لقد سمَّاه القرآن المسيح عيسى ابن مريم، وليس المسيح فقط ، فالمسيح أطلقت على كل أنبياء العهد القديم من زمن داود ، وهى تعنى الممسوح بالزيت المقدس ، الذى اختاره الله نبياً ، وعل ذلك فإن عيسى عليه السلام مسيحاً أى نبيا ، ولكنه ليس المسيح الرئيس أو النبى الخاتم.
وهذا ما اعترف به عظيم أقباط مصر فى رده على رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام:
بعث رسول الله رسلاً إلى هرقل امبراطور الروم ، وكسرى ملك فارس ، والمقوقس عظيم القبط بمصر ، وغيرهم يدعوهم للإسلام. وكان رد المقوقس يحمل فى ثناياه التصديق بنبى منتظر مع حرص شديد على سلطانه بإبقاء الحال على ما هو عليه. فقال فى كتابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أما بعد .. فقد قرأت كتابك ، وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه ، وقد علمتُ أن نبياً قد بقى ، وكنت أظن أنه يخرج بالشام .. وقد أكرمت رسولك ، وبعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم ، وبكسوة ، ومطية لتركبها. والسلام عليك).
أبو بكر_3
-
تفسير الإصحاح الأول لإنجيل متى
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ. 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ. 17فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.
18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).
24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.
قبل أن نشرع فى تفسير الإنجيل المنسوب لمتى ، يجب علينا أن نتعرف على ما انفرد به متى عن باقى الأناجيل ، وسنعرف سبب ذلك فى حينه ، لكن لا يراودك الأمل وتبحث عن أصل هذه المعلومات:
اختلافات متى عن باقى الأناجيل:
1- زيارة المجوس للمسيح (2: 7-13)
2- نزول المسيح إلى مصر (2: 14)
3- قتل هيرودس الصبيان فى بيت لحم (2: 16)
4- العذارى العشر (25: 1-13)
5- حلم امرأة بيلاطس (27: 19)
6- قيام كثير من القديسين عند موت يسوع وظهورهم لكثيرين (28: 52 ، 54)
7- رشو رؤساء الكهنة والشيوخ الحراس الرومانيين (28: 12-13)
ابتدأ متى بنسب يسوع ليعلن أنه المسيَّا آخر الأنبياء وسيد المرسلين الذى كان اليهود ينتظرونه ، وعلى حسب فهمهم فقد آمنوا أنه سيأتى من نسل داود. على الرغم من رفض عيسى عليه السلام لهذا الفهم ، وهذا وحده كفيل لرفض هذا الكتاب المنسوب لمتى ، لأنه يخالف بكل بساطة تعاليم من يدعون أنه أوحاه له: وكذلك نفى عن نفسه أن يكون المسيَّا عندما سألهم ماذا يقول الناس عنه: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ
عَنْهُ) مرقس 8: 27-30
(35ثُمَّ سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 36لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 37فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنُهُ؟» وَكَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.) مرقس 12: 35-37
ثم سألهم عن المسيَّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، قائلاً: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
إذن فعيسى عليه السلام بهذا النسب هو ابن داود ، ولطالما أنه ابن داود فهو ليس المسيَّا. وهذا يدل على جهل الكاتب بتعاليم يسوع ، ويدل على أن كاتب هذا الكتاب ليس بالتلميذ متى الذى كان أحد حوارى عيسى عليه السلام.
أما بالنسبة للأخطاء التى فعلها متى فى النسب ، فهذا يرجع إلى ذاكرته ، وليس إلى السجلات القديمة التى كان اليهود يسجلون فيها أنسابهم ، حيث أتلف الملك هيرودس السجلات الرسمية ، حتى لا يستطيع أحد من اليهود أن يثبت أنه أنقى منه أصلاً ، كما صرح بذلك وليم باركلى فى تفسيره لمتى ص 24.
وهذا بدوره يدل على أنه غير ملهم ، ولم يوحى إليه شيئاً من هذا الكتاب.
ويدل من ناحية أخرى على غيرة اليهود على أنسابهم ، وتفاخرهم بحسبهم وأنسابهم على غيرهم ، فمن المستحيل لأن يكون نسب من يسمونه الرب بهذه الوضاعة من أناس زناة ، ومن أناس أتوا من نسل زنى ، زمن أناس كفروا بربهم ، فعلام الإفتخار بهذا النسب؟
وعلى ذلك فإن كاتب هذا الكتاب من اليهود الحاقدين على يسوع ، المحقرين له ولأسرته ، ولنسبه ، الرافضين لملكوت الله.
وإليكم الآن النسب عند متى ولوقا وفى أخبار الأيام الأول مبتدءً بإبراهيم:
متى لوقا أخبار الأيام
1- إبراهيم إبراهيم إبراهيم
2- إسحق إسحق إسحق
3- يعقوب يعقوب يعقوب
4- يهوذا يهوذا يهوذا
5- فارص فارص فارص
6- حصرون حصرون حصرون
7- أرام أرام أرام
8- عمِّيناداب عمِّيناداب عمِّيناداب
9- نَحشون نَحشون نَحشون
10- سَلْمُون سَلْمُون سَلْمُون
11- بوعز بوعز بوعز
12- عوبيد عوبيد عوبيد
13- يسِّى يسِّى يسِّى
14- داود داود داود
15- سليمان ناثان ناثان
16- رحبعام متاث رحبعام
17- أبيَّا مينان أبيا
18- آسا مليَّا آسا
19- يهوشافاط ألياقيم يهوشافاط
20- يورام يونان يورام
21- عُزِّيا يوسف أخزيا
22- يوثام يهوذا يواش
23- أحاز شمعون أمصيا
24- حزقيا لاوى عوزيا
25- منسىّ متثات يوثام
26- آمون يوريم أحاز
27- يوشيا أليعازر حزقيا
28- يكنيا يوسى منسى
29- شألتائيل عير أمون
30- زربابل المودام يوشيا
31- أبيهود قصم يهوياقيم
32- ألياقيم ادى يكنيا
33- عازور ملكى شلتائيل
34- صادوق نيرى فدايا
35- أخيم شلتائيل زربابل
36- أليود زربابل حنانيا
37- أليعازر ريسا شكنيا
38- متَّان يوحنا
39- يعقوب يهوذا
40- يوسف رجل مريم يوسف
41- شمعى
42- متاثيا
43- مآث
44- نجاى
45- حثلى
46- ناحوم
47- عاموس
48- متَّاثيا
49- يوسف
50- ينا
51- ملكى
52- لاوى
53- متثات
54- هالى
55- يوسف رجل مريم
1- الملاحظ أن سلسلتى النسب عند متى ولوقا تنتهيان بيوسف رجل مريم ، ولا علاقة ليوسف بيسوع من ناحية النسب، فالنسب المكتوب هو نسب هذا الرجل المدعو يوسف. ومعنى ذلك أن كل من متى ولوقا قد اتهما مريم البتول عليها السلام بالزنى من هذا المدعو رجلها. والأغرب من ذلك هو ما كتبه الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) ص 257 ، فقد أضاف يسوع بعد يوسف رجل مريم ، كما لو كان يوسف هذا أبوه الفعلى ، كما هو الحال بالنسبة لسليمان بن داود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- إن سلسلة النسب ليوسف النجار تخرج من صلب داود عن طريق ابنه سليمان (عند متى)، لكنها جاءت عند لوقا عن طريق ناثان بن داود ، ومعنى ذلك اتهام للإثنين بالزنى ، وقذف المولود منهما بأنه ابن غير شرعى ، واتهام للزوجة التى دخل عليها الأخان ، وعدم اهتمام من اليهود بحفظ الأنساب ، وتفريط من اليهود فى حفظ شرع الله ، فلو أقدم أحدهم على اقتراف هذه الجريمة لكانت عقوبته الموت رجماً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- ذكر متى أن رحبعام ابن سليمان ، وذُكِرَ فى أخبار الأيام الأولى الإصحاح الثالث أنه ابن ناثان، فى الوقت الذى أخطأ فيه لوقا أيضاً وذكر أن متاث هو ابن ناثان الذى جاء منه نسب يوسف النجار. ومعنى ذلك أنه متى أخطأَ فى ذكر نسب كل من جاء من نسل سليمان ، لأنهم فى الحقيقة هم أولاد ناثان.
ولا يعنى هذا إلا إما جهل متى بالأنساب ، أو تحريف الأنساب عن عمد. وفى كلا الحالتين فهذا دليل إلى الأدلة المذكورة من قبل على أن كاتب هذا الكتاب لم يوح إليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- ذكر لوقا بين ناثان وشلتائيل 19 جيلا من البشر ، بينما ذكر سفر أخبار الأيام الأول 17 جيلاً فقط. فوحى مَنْ مِنهم الذى أخطأ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5- أُوحى إلى متى أن عدد أسلاف الرب 40 سلفاً فقط ليسوع ، بينما قال وحى لوقا 55 سلفاً من إبراهيم إلى يوسف. وهذا يعنى أن متى أسقط 15 جيلاً من أجداد يوسف الذى كان يُظن أنه أبى الرب يسوع (؟) ، فلماذا أسقطهم؟ هل تاريخهم أسود مِن مَن ذكرهم؟ أم كان تاريخهم مشرف فحذفهم إمعاناً فى إذلال الرب بنسب مخزى؟ أم نسيهم هكذا بحسن نية؟ أو ربما نسيهم الوحى نفسه ، وفى هذه الحالة نبرأ متى من تهمة التلاعب فى هذا النسب؟
ونحسب الآن متوسط أعمار هذه الأجيال ، لنعلم كم من التاريخ أسقطه متى عن عمد أو عن جهل:
مات داود حسب قول دائرة المعارف الكتابية وهو ابن 70 عاماً وتزوج يوسف النجار مريم وهو ابن 90 سنة ، بينما كانت هى ابنة 12 سنة ،
http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm
فلو أخذنا متوسط أعمار هذه الأجيال هو 80 سنة تكون النتيجة تكتم متى لفترة من العمر هى 1200 سنة ، وهى ما عاشه 15 جيلاً من أجداد الرب (؟)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6- ولنتعرف الآن على يوسف هذا الذى كان يُظن أنه أبو يسوع.
أوحىَ إلى متى أنه يوسف بن يعقوب (متى 1: 18)
وأوحىَ إلى لوقا أنه يوسف بن هالى (لوقا 3: 23)
ومعنى ذلك أنه إما يوسف هذا شخصية وهمية ابتدعها كتبة الأناجيل لإثبات نسب عيسى عليه السلام من جهة داود عن طريق هذا الرجل، الذى لا إرتباط بينه وبين يسوع ، فاختلفوا فى اسم أبيه ، أو أن مريم خطبت لرجل آخر بنفس اسم رجلها الأول. لكن من المستبعد أن يكون أبو يوسف له اسمان ، لأن عملية النسب بهذا تضيع ولا يبقى لها دليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7- وما هى الحالة العائلية لمريم أم الإله؟
زوجة الإله.
أم الإله.
خطيبة يوسف بن يعقوب (متى 1: 18) ثم زوجته بعد ذلك.
خطيبة يوسف بن هالى (لوقا 3: 23) ثم زوجته بعد ذلك.
زوجة أحدهما وأنجبت (3أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأَخَا يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هَهُنَا عِنْدَنَا؟») مرقس 6: 3
وعلى هذه الزيجة يقول التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 79: (والتعبير “لم يعرفها حتى” باللغة اليونانية ربما يوحى أنه عرفها كزوجة بعد نهاية هذه الفترة ، ولذلك فيحتمل أن »أخوة يسوع (مت 12: 46 إلخ) كانوا بالتالى إخوته من يوسق ومريم بالطريق الطبيعى. أما التقليد القائل “ببتولية العذراء” الدائمة فلا توجد شهادة كتابية لإثباته.«
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8- ما الذى كان يعنيه لوقا بكلمة (على ماكان يُظن)؟
ففى نسخة الملك جيمس ، وكذلك فى نسخة KJ21 ، وكذلك فى نسخة KJV ، وكذلك فى نسخة Webster 1833 ، نراهم قد وضعوا كلام المترجم بين قوسين ، ليفهم القارىء أن هذا ليس كلام لوقا، ومعنى ذلك أن هذه الجملة أضيفت فيما بعد تبرئة للرب ، وتنزيهاً لأمه من جريمة الزنى، فهل يُعد كاتب كتاب لوقا من الموحى إليهم، وهو يسب الرب ويهمه أنه ابن زنى، ويرمى أمه الطاهرة بهذه التهمة الشنعاء ظلماً وزورا؟
والدليل على ذلك خجل الكنيسة من وجود هذه الأقواس ، فحذفتها فى الطبعات الباقية.
23 Jesus, when he began his ministry, was about thirty years of age, being the son (as was supposed) of Joseph, the son of Heli,
http://www.diebibel.de/
إلا أنهم حذفوا الأقواس فى نسخة NASB ووضعوا بدلاً منها فاصلتين، والتى لا تعنى أن هذا الكلام ليس من متن النص:
23 (31) When He began His ministry, Jesus Himself was about thirty years of age, being, as was supposed, the son of (32) Joseph, the son of Eli,
وفى أحد النسخ العربية فى نفس الموقع وضعت هذه الجملة بين فاصلتين ، تمهيداً لحذفها: (وَلَمَّا بَدَأَ يَسُوعُ (خِدْمَتَهُ)، كَانَ فِي الثَّلاَثِينَ مِنَ الْعُمْرِ تَقْرِيباً، وكَانَ مَعْرُوفاً أَنَّهُ ابْنُ يُوسُفَ بْنِ هَالِي،) ، وهى أيضاً نفس ترجمة كتاب الحياة.
وها هم قد حذفوها فى طبعة أخرى ، وهى طبعة الشرق الأوسط لعام 1989: (23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِين َسَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي)
وفى الترجمة العربية المشتركة جاءت كالآتى: (وكان يسوع فى نحو الثلاثين من العمر عندما بدأ رسالته. وكان الناس يحسبونه إبن يوسف بن عالى)
وفى ترجمة ال Einheitsübersetzung الألمانية حذفوا ما بين الأقواس التى كانت فى نسخة الملك جيمس ، وأصبحت من متن الكتاب المقدس ، وهى ليست من وحى الرب. فماذا يُفسَّر هذا إلا بالتحريف؟
Jesus war etwa dreißig Jahre alt, als er zum ersten Mal öffentlich auftrat. Man hielt ihn für den Sohn Josefs. Die Vorfahren Josefs waren: Eli,
وفى ترجمة Schlachter الألمانية وضعت أيضاً بين فاصلتين:
Und Jesus war ungefähr dreißig Jahre alt, als er anfing zu lehren; und war, wie man meinte, ein Sohn Josephs,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9- لكن هل كانت مريم مخطوبة؟ وهل تزوجت أو كانت تنوى الزواج؟
يقول الكتاب المقدس أن مريم العذراء كانت مخطوبة ليوسف بن يعقوب(متى1: 16)، ويقول لوقا إنها كانت مخطوبة ليوسف بن هالى (لوقا 3: 23). وتبعاً لعقيدتكم فإن الآب والإبن والروح القدس إله واحد فعلى ذلك تكون مريم قد تزوجت ابنها. وهذا زواج منهى عنه فى العهد القديم وعقوبته الموت. (7عَوْرَةَ أَبِيكَ وَعَوْرَةَ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا أُمُّكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. 8عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَبِيكَ.) لاويين 18: 7-8 فإن كان (الآب) ابن مريم قد دخل على أمه ، فهذه عقوبته: (11وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.) لاويين 20: 11
وكيف تقبل امرأة تتزوج بالإله العظيم مالك الملك ، قاصم الجبابرة، أرحم الراحمين، المعطى المانع، المعز المذل، الرافع الخافض، ثم تتركه لتتزوج غيره من البشر؟ فهل غدر بها الإله وتركها؟ أم طلقها ولم يعلن ذلك خوفا على سمعته؟ أم كان البشر أجدر وأظرف من الإله فتركت الإله من أجله؟ وهل خطبت لاثنين أم هذا خطأ من متى أو من لوقا؟ أم أخطأ الكاتبان ولم تتزوج لأنها أول فاتحة رحم؟ فمن المعروف أن أول مولود من أمه (= أول فاتح رحم) فيكون عمره كله منذور لله (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي».) خروج 13: 1-2 ، وكذلك لوقا 2: 22-23 ،
فمعنى ذلك أنه ليس من حقها أن تتزوج. فلماذا خُطِبَت؟ ولو كانت مخطوبة ، لاعتبرت بشارة الملاك لها بشارة سعيدة يُنبئها فيها بإتمام زواجها من يوسف ، ولفهمت أن الإنجاب سيكون منه.
وقد ورد في كتاب »بروت إفانجليوم« [أى إنجيل الخبز] ليعقوب الصغير (أصحاحات 3-5) »فرفعت حنة عينيها إلى السماء فرأت عش عصافير في شجرة غار، فتنهدت قائلة: »يا أحاح يا أحاح، من ولدني أح أح.. ومن أُشبِه؟ فلستُ مثل طيور السماء لأن طيور السماء أيضاً هي ذات ثمار أمامك يا رب« .. وإذا بملاك الرب وقف بجانبها قائلاً لها: يا حنة، إن الرب استجاب طلباتك فستحبلين وتلدين ويُذاع صيت نسلك في جميع أنحاء العالم. فقالت حنة: حيٌّ هو الرب إلهي، إذا ولدت ذكراً كان أو أنثى نذرته للرب إلهي وسيخدمه طول أيام حياته .. وتمت أشهرها وولدت حنة في الشهر التاسع.. وأرضعت الطفلة وسمَّتها مريم«.
وفي (الإصحاحات 7 و 11): أن مجلس الكهنة قالوا ليوسف: (.. .. .. .. صار لك حق بواسطة القرعة أن تتخذ عذراء الرب ، فخُذها وديعة عندك.) أى لم يعطوها له زوجة ولم يتزوجها ، بل كانت وديعة عنده.
يؤكد كلامى هذا القديس جيروم الذى قال: (لنضرب بالبلطة شجرة الزواج الجافة فإن الله إنما سمح بالزواج فى بداية العالم ، ولكن المسيح ومريم لم يتزوجا وبقيت مريم عذراء.) (حقوق المرأة ص 159)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10- ما هو الاسم الذى اختاره الرب لنفسه قبل أن يُولَد؟
(22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: (23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).) متى 1: 22-23
و(الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.) لوقا 1: 35
والغريب أن هذا الاسم الذى لم يُطلق عليه ولو لمرة واحدة من دلائل ألوهية يسوع عند النصارى ، جاهلين أن أسماء اليهود تُنسب لله ، فمثلاً نجد:
ناثان تعنى عطية الله
إسماعيل وهذا الاسم العبراني، ومعناه: "الله يسمع"،
صموائيل وهذا الاسم العبرانى يعنى: اسم الله
وغيرهم الكثيرون ، وما سمَّاهم أحد آلهة ، لأن أسماؤهم بها لفظ الجلالة (الله).
وسوف نعود لهذه النبوءة بالتفصيل فى نهاية هذا البحث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11- وما هو الاسم إذن الذى دعوه به؟
(24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) متى 1: 24-25
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12- مَنْ الذى بشره ملاك الرب بولادة العذراء لطفل؟
بشر ملاك الرب يعقوب فى المنام (متى 1: 24)
نزل ملاك الرب لمريم العذراء (لوقا 1: 28)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13- كيف كان وضع الشخص الذى نزل إليه ملاك الرب ليعلمه بقدوم الرب الطفل؟
كان يوسف عند متى نائماً (متى 1: 24)
كانت مريم عند لوقا مستيقظة حيث أقرأها السلام (لوقا 1: 28)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14- هل آباء وأجداد عيسى عليه السلام إلى جلاء بابل كانوا مشهورين؟
فقد كانوا عند متى من الملوك ، أما عند لوقا لم تكن لديهم أية شهرة ، وبالتالى لم يكونوا سلاطين ولم يكن معروف فيهم غير داود وناثان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15- كم عدد أسلاف الرب قبل إبراهيم؟
ذكر لوقا 20 اسماً ، بينما ذكر وحى أخبار الأيام الأول 19 اسماً. فقد أضاف لوقا بعد (أرفكشاد) رجلاً يُدعى (قينان) ، ولا نجد له أثراً فى سفر التكوين باعتباره ابن أرفكشاد ، ولم يُذكر لأرفكشاد ابناً غير شالح (تكوين 11: 13).
وتقول دائرة المعارف الكتابية فى قينان: (قينان بن أرفكشاد بن سام بن نوح (لو 3 :36). ولا يذكر قينان هذا في سفر التكوين العبري، ولكنه ذكر في الترجمة السبعينية في (تك 10 :24،12:11و13). كما ذكر في سفر أخبار الأيام الأول (1 :18) في النسخة الاسكندرانية من الترجمة اليونانية.)
ولو أخذنا كلام دائرة المعارف مأخذ الجد ، وصدقناه ، لكان هذا لا يعنى إلا أن هذه
الكتب غير موحى بها من الله ، حيث الإختلافات البينة فى ما يسمونه أصول الكتاب المقدس ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى تنفى عن يسوع الألوهية ، لأنه لم يتمكن من ضبط نسبه أو نسب أجداده ، أو على الأقل كتابه.
ولو رجعت إلى النسخ الحالية لما وجدت ما تدعيه هذه الموسوعة. فسفر أخبار الأيام الأول لا يذكر لأرفكشاد ابناً يُدعى قينان ، ولم يكن له ابناً غير شالح. ولكن يبدو أن اختلط على ذاكرة لوقا ، فخلط قينان هذا بقينان بن أنوش بن شيت بن آدم (تكوين 5: 9-14)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16- متى بدأ ظهور أول إنسان على الأرض؟
بالنظر إلى سلسلة نسب يسوع نجد أنه مرَّ قبل خلق يسوع 19 أو 20 جيلاً ، وحسب سفر التكوين (الإصحاحات 4 ، 5 ، 11 ، 21 ، 25) الذى يحتوى على الإحداثيات الزمنية نجد أنه قد مرَّ 19 قرناً من الزمان بين ظهور الإنسان على الأرض وميلاد إبراهيم عليه السلام، ومن الإحداثيات التى يعطيها سفر التكوين نستنتج أن الإنسان الأول ظهر قبل يسوع ب 3800 سنة ، وهذا ينافى العلم الحديث.
فمن المسلم به أن الحضارة المصرية المؤرخة والتى تبدأ بالأسرة الأولى تؤرخ بعام 3400 - 3300 قبل الميلاد. كما إنه من المسلم به قيام حرب طاحنة بين الشمال والجنوب فى مصر عام 4042 قبل الميلاد تقريباً ، انتصرَ فيها أهل الدلتا على أهل مصر العليا. هذا بالإضافة إلى الآثار التى صنعتها أيدى بشرية ترجع إلى ما قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد على أقل تقدير ، بل تصل بعض المتحجرات التى عثرت عليها بعثة جامعة القاهرة حديثاً فى منطقة الفيوم إلى عشرات الآلاف من السنين قبل الميلاد أيضاً ، بل عثر العلماء فى استراليا على بقايا إنسان يرجع إلى ملايين السنين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17- يقول متى إن (يورام ولد عوزيا) متى 1: 8 فهل عوزيا ابن يورام حقاً؟
لا. فهذا خطأ. حيث إن عوزيا ابن أخزيا ابن يواش ابن أمصياه ابن يورام. أى أن هناك ثلاثة أجيال ساقطة وهم كانوا من السلاطين المشهورين (انظر ملوك الثانى إصحاحات 8 و12 و14 ، وسفر أخبار الأيام الثانى إصحاحات 22 و24 و25).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18- بلغ الزمن من يهوذا إلى سلمون تقريباً (300) سنة ومن سلمون إلى داود حوالى (400) سنة ، وقد كتب فى الزمان الأول سبعة أجيال وفى الزمان الثانى خمسة أجيال. وهذا خطأ بداهة لأن أعمار أهل الزمان الأول كانت أطول من أعمار أهل الزمان
الثانى مع زيادة عددهم إثنين عن الزمن الثانى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
19- أخطأ متى فى كتابة (عزيا) فكتبها (عوزيا) أم هذا خطأ الوحى نفسه؟. (راجع أخبار الأيام الأول إصحاح 3 ، وسفر الملوك الثانى إصحاحات 14 و15)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20- يقول الكتاب: (11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) متى 1: 11
ويُعلَم منه أن ولادة يكنيا (يوحانيا) وإخوته من يوشيا كانت وقت الجلاء إلى بابل ، وأن يوشيا كان حياً وقت هذا الجلاء أو مات على أكثر تقدير قبل ذلك بعام. وهذا خطأ من ثلاثة أوجه:
( أ ) أن يكنيا ـ ابن يهوياقيم ابن يوشيا ـ حفيد يوشيا وليس ابنه. (15وَبَنُو يُوشِيَّا: الْبِكْرُ يُوحَانَانُ, الثَّانِي يَهُويَاقِيمُ, الثَّالِثُ صِدْقِيَّا, الرَّابِعُ شَلُّومُ. 16وَابْنَا يَهُويَاقِيمَ: يَكُنْيَا وَصِدْقِيَّا.) أخبار الأيام الأول 3: 15-16
(ب) مات يوشيا قبل هذا الجلاء بإثنى عشر عاماً ، حيث إن بعد موته جلس ياهوحاز ابنه على سرير السلطنة ثلاثة أشهر ، ثم جلس يواقيم ابنه الآخر إحدى عشر سنة ، ثم جلس يوحانيا (يكنيا) ابن يواقيم ثلاثة أشهر فأسره نبوخذنصر وأجلاه مع بنى إسرائيل الآخرين إلى بابل.
تقول دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (يوشيا): (وقد خلف يوشيا أباه أمون على عرش يهوذا، وهو ابن ثمان سنين ، وملك إحدى وثلاثين سنة فى أورشليم ، وسار فى طريق داود أبيه، لم يحد يمينا ولا شمالاً (2مل 22: 2.1، 2 أخ 34: 1)، وذلك فى نحو 640 ق.م.)
(ج) كان يكنيا وقت الجلاء ابن ثمانى عشر سنة ولم يكُ رضيعاً ؛ وفى هذا تقول دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (يكنيا): (اسم عبري معناه الرب يثبِّت أو يُمكِّن ، وهو مختصر اسم يهوياكين أو كيناهو ملك يهوذا ، الذي سباه الملك نبوخذ نصر إلى بابل)
وتقول دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (كيناهو): (اسم عبري معناه "يهوه سيثبت" (إرميا 22: 24 و28، 37: 1)، وهو اسم آخر للملك "يهوياكين" (2مل 24: 6 و8 و 12 و15، 25: 27، 2أخ 36: 8 و9، إرميا 52: 31)، ويسمى أيضاً "يكنيا" (1أخ 3: 16 و17، أس 2: 6، إرميا 24: 1، 27: 20، 28: 4، 29: 2، مت 1: 11و 12)، كما يسمى "يوياكين" (حز 1: 2). واسم أمه "نحوشتا بنت ألناثان" من أورشليم (2مل
24: 8)، ولعله "ألناثان بن عكبور" المذكور في نبوة إرميا (26: 22، 36: 12 و25).
وقد ملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام (2أخ 36: 9). وكان عمره ثماني عشرة سنة حين ملك عقب موت أبيه يهوياقيم (2مل 24: 6 و8-أما الثماني السنوات المذكورة في أخبار الأيام الثانى 36: 9 فخطأ من النساخ إذ إنه كان متزوجاً وسبيت نساؤه معه 2مل 24: 15). وقد ورث عرشاً خاضعاً لملك بابل، محاصراً بجيوش الملك نبوخذنصر، ولم يكن أمامه بد من الاستسلام أمام الظروف القاهرة.)
أما السبب الذى دعا متى إلى حذف اسم يهوياقيم ، وهو نفس السبب الذى دعا لوقا إلى حذف يوشيا ويهوياقيم ويكنيا من قائمته ، وهو نفس السبب الذى دعا دائرة المعارف الكتابية إلى عدم ذكر هذه الفقرات عند كلامها عن يهوياقيم أو يهوياكين أو ألياقيم وهو قول الرب عند إرمياء (29وَقُلْ لِيَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتَ قَدْ أَحْرَقْتَ ذَلِكَ الدَّرْجَ قَائِلاً: لِمَاذَا كَتَبْتَ فِيهِ: مَجِيئاً يَجِيءُ مَلِكُ بَابِلَ وَيُهْلِكُ هَذِهِ الأَرْضَ وَيُلاَشِي مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ؟ 30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً. 31وَأُعَاقِبُهُ وَنَسْلَهُ وَعَبِيدَهُ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَجْلِبُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَعَلَى رِجَالِ يَهُوذَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي كَلَّمْتُهُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا].) إرمياء 36: 29-31د
وبالتالى لا يحق له ولا لنسله الذى منه يسوع الجلوس على عرش داود ولا وراثته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21- ذكر متى (1: 12) أن يوسف من نسل شلتائيل ابن يكنيا ، وذكر لوقا (3: 27) أنه من نسل شلتائيل ابن نيرى. فإبن من يوسف الذى كان يُظن أنه أبو الرب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22- ذكر متى (1: 6-7) أن يوسف من نسل سليمان ابن داود ، وذكر لوقا (3: 31) أنه من نسل ناثان ابن داود. فإبن من يوسف الذى كان يُظن أنه أبو الرب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23- إن وحى كاتب إنجيل لوقا لم تكن لديه أدنى فكرة عن أبناء ناثان فى العهد القديم، فلم يصدق فيهم اسماً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24- جاء فى متى أن عيسى عليه السلام جاء من نسب ولد يهوياقيم (ألياقيم) ملك يهوذا: (13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ.) متى
1: 13
وقد جاء فى سفر إرمياء:
(30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً. 31وَأُعَاقِبُهُ وَنَسْلَهُ وَعَبِيدَهُ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَجْلِبُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَعَلَى رِجَالِ يَهُوذَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي كَلَّمْتُهُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا].) إرمياء 36: 30-31
فكيف يُقال أن عيسى عليه السلام كان ملكاً لليهود وهو من نسل ألياقيم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25- يقول لوقا: (زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ) لوقا 3: 27 فهل زربابل ابن شألتئيل؟
لا. زربابل ليس ابن شألتئيل بل ابن أخيه فدايا: (19وَابْنَا فَدَايَا: زَرُبَّابِلُ وَشَمْعِي.) أخبار الأيام الأول 3: 19
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26- يقول لوقا: (شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي) لوقا 3: 27 فهل هذا صحيح؟
لا. إن شألتئيل ابن يكنيا وليس ابن نيرى. (17وَابْنَا يَكُنْيَا: أَسِّيرُ وَشَأَلْتِئِيلُ ابْنُهُ) أخبار الأيام الأول 3: 17
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
27- هل أبيهود ابن زربابل كما قال وحى متى؟ (متى 1: 13)
لا. فإذا راجعت ذرية زربابل فى العهد القديم فلن تجد بينهم أبيهود: (وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ 20وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ.) أخبار الأيام الأول 3: 19
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28- هل ريسا ابن زربابل كما يقول لوقا؟: (رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ) لوقا 3: 27
لا. فبنو زربابل هم: (وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ 20وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ.) أخبار الأيام الأول 3: 19-20
وهذا يعنى أن كل من وحى متى ووحى لوقا قد أخطأ فى ذكر اسم ابن زربابل. ونفهم كذلك من سفر أخبار الأيام الأول أن شألتئيل مات بدون ذرية ، ولعل فدايا أخوه تزوج بامرأته وأنجب منها نسلاً لأخيه حسب الناموس ، فصار زربابل ابناً لشألتئيل دون أن يعلم الرب أو الوحى ذلك فيوضحه حتى لا تُظَنُ الظنون فى زوجة شألتئيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29- ابن من شالح؟
قال وحى لوقا: (شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ) لوقا 3: 36 فهو ابن قينان عند لوقا.
ويقول وحى العهد القديم: (18وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.) أخبار الأيام الأول 1: 18 و (13وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ بَعْدَ مَا وَلَدَ شَالَحَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.) تكوين 11: 13 فهو إذن ابن أرفكشاد وليس ابن ابنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
30- متى رحل يوسف ومريم العذراء إلى الناصرة ؟
فتبعاً لمتى نفهم أن مريم ويوسف النجار كانا يعيشان فى بيت لحم ، وهناك ولدَ الصبى، ثم سافروا إلى مصر ، وبعد عودتهم من مصر عاشا فى الناصرة. (متى 2: 23) أى بعد ولادة يسوع.
بينما نفهم من لوقا أن مريم ويوسف كانا يعيشان فى مدينة الناصرة (لوقا 1: 26)، أى قبل ولادة يسوع، وذهبا إلى مدينة بيت لحم لتعداد السكان الذى أمر به أغسطس قيصر، أثناء حملها بيسوع ، وهناك ولدت الطفل (لوقا 2: 6-7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31- أين تمت الولادة؟
لم تتفق الروايتان إلا على أن الولادة تمت فى بيت لحم .. .. وهذا أيضا خطأ من الكاتبين ومردود عليه:
يقول النصارى: (إن أهل مريم كانوا يسكنون فى الجليل فى قرية الناصرة ، وأتت مع خطيبها إلى بيت لحم للتعداد الذى أمر به أغسطس، وولدت يسوع هناك) لوقا 2: 1-7
وقد ادعى ذلك متى أيضاً لوجود نبوءة عندهم تقول إنه سيظهر نبى فى إسرائيل من بيت لحم يرعى شعب إسرائيل ؛ قيقول متى: (5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 5-6 ، وهو هنا يشير إلى النبى ميخا، وسفر ميخا من الأسفار المحذوفة عند السامريين أهل الجليل، بالإضافة إلى أن عيسى عليه السلام لم يكن ملكاً.
يتضح السبب أكثر فى دعوة عيسى عليه السلام ناصرياً من إنجيل متى ، حيث يقول: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23 ، ولا يوجد أثر فى أى كتاب من كتب الأنبياء لهذه العبارة ، اللهم إن كانت موجودة فى يوم من الأيام وأصابها التحريف وحُذِفت.
أضف إلى ذلك أن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط زبولون بن يعقوب من زوجته ليئة (تكوين 30: 20) ، وهم يهود السامرة ، والعداء مُستَحْكَم بينهم وبين يهود أورشليم والاتصال بينهم ممنوع ، والليل على ذلك قول المرأة السامرية لعيسى عليه السلام: (7فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» - 8لأَنَّ تلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً. 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.) يوحنا 4: 7-9.
فكيف سمحوا لسامرى - هذا لو كان من ناصرة الجليل - من صغره بالمقام فى هيكل سليمان؟ فهل كان يُعلِّم فى مَجمعهم؟ وكذلك جاء رفض المرأة السامرية التعامل معه لأنه غير سامرى لأكبر دليل على عدم ولادة عيسى عليه السلام فى مدينة الناصرة.
أما مكان سُكنى اليهود وهم من سبط لاوى ومنهم عيسى ابن مريم عليه اسلام ـ حيث كان من واجباتهم التدريس والوعظ فى هيكل سليمان ، بالإضافة إلى دعوة اليهود لعيسى عليه السلام بكلمة (ربونى) الذى تفسيره يا معلم ، وهى لا تُطلق إلا على اللاويين ـ فى أرض اليهود مع سبط يهوذا، وأن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط
زبولون بن يعقوب من زوجته ليئة وهم من يهود السامرة ، كما ذكرت.
ويحل القرآن هذه المشكلة فى ندائه لمريم ب (ابنة عمران) و(أخت هارون) ، والمعروف أن عمران أنجب موسى وهارون ، وبذلك يدخل عيسى عليه السلام ضمن بركة إسحاق حيث إن موسى من نسل إسحاق بن إبراهيم ، والدليل على هذا أن ملاك الرب نزل على مريم يبشرها بالحمل فقال لها: (36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا) لوقا 1: 36 ، وكانت أليصابات هذه زوجة زكريا ، و(5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.) لوقا 1: 5 و(1وَهَذِهِ فِرَقُ بَنِي هَارُونَ: بَنُو هَارُونَ: نَادَابُ وَأَبِيهُو أَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ. .. .. .. 10السَّابِعَةُ لِهُقُّوصَ. الثَّامِنَةُ لأَبِيَّا.) أخبار الأيام الأول 24: 1-10
وكان يشوع بن نون عليه السلام قد قسم أرض كنعان بعد فتحها على الأسباط وحدَّدَ لكل سبط أرضه بحدود معينة (انظر سفر يشوع الإصحاح 15) ، وقد كان نصيب بنى هارون ثلاثة عشر مدينة من وسط يهوذا (انظر يشوع 21: 4) ، لذلك: (39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا) لوقا 1: 39
أتعرف كم من الكيلومترات بين الناصرة وأرض اليهودية؟ إنها آلاف الأميال ، وهذه المسافة قد قطعتها مريم فى ثلاثة أشهر ـ كما يقول قاموس الكتاب المقدس الألمانى (صفحة 886) ـ وقد بشرها الملاك قبل رحاتها هذه أن أليصابات كانت حاملاً فى الشهر السادس (لوقا 1: 36)، وعلى ذلك لابد أن تكون أليصابات عند وصول مريم إليها قد أنجبت أو على وشك الإنجاب، فانظر بعد ذلك إلى ما قاله الوحى للوقا: (41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.) لوقا 1: 41-44 ، فهل بدأت تُحس بدبيب الطفل فى أحشائها بعد تسعة أشهر من الحمل؟
وعلى ذلك فإن مريم كانت تسكن بالقرب من قريبتها ، وخرجت مسرعة ولم تقض دقائق حتى دخلت على قريبتها ، فهم من سبط واحد ، هو سبط لاوى ، ومكان سكناهم هو مدينة يهوذا.
ويبقى سؤال واحد: ما الدليل على أن مريم وأليصابات من سبط لاوى؟
هذا قانون اليهود عند الزواج: (7فَلا يَتَحَوَّلُ نَصِيبٌ لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ بَل يُلازِمُ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ سِبْطِ آبَائِهِ. 8وَكُلُّ بِنْتٍ وَرَثَتْ نَصِيباً مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيل تَكُونُ امْرَأَةً لِوَاحِدٍ مِنْ عَشِيرَةِ سِبْطِ أَبِيهَا لِيَرِثَ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ آبَائِهِ 9فَلا يَتَحَوَّل نَصِيبٌ مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ آخَرَ بَل يُلازِمُ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ».) عدد 36: 7-9
(ولعل من أجل ذلك ساقكما الله إلىّ حتى تتزوج هذه بذى قرابتها من عشيرة سبط أبيها) طوبيا 7: 14
(ولما أن صار رجلاً اتخذ له امرأة من سبطه اسمها حنه) طوبيا 1: 9
وعلى ذلك تكون أليصابات من نسل هارون من سبط لاوى ، وتكون مريم البتول نسيبتها من نفس السبط ، أى تكون أختاً بالنسبة لهارون وابنه بالنسب لعمران ، ويكون عيسى عليه السلام أيضاً من نسل هارون.
ويؤكد كذلك نسبته إلى هارون دعوة المجدلية وأتباعه له ب (ربى أو ربونى) ، وهو لقب للكاهن الذى يعلِّم فى المعبد ، وكذلك قميصه غير المخاط الذى كان يرتديه (يوحنا 19: 23)، حيث لم يك يرتديه إلا الكاهن ، وكان سبط هارون مخصص لتدريس الناموس وتعليم الناس.
أما بالنسبة لكون وجود أخت لموسى تُدعى مريم فهو فى الكتاب غير واضح ومتناقض:
فتارة يقول الكتاب: (20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) خروج 6: 20
وتارة يقول: (59وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ. فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.) عدد 26: 59
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
32- يقول متى أيضاً: (5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 5-6
وهو هنا يشير إلى النبى ميخا (ميخا 5: 2) وهذه النبوءة مردودة لأن سفر ميخا من الأسفار المحذوفة عند السامريين ، وأن عيسى عليه السلام لم يكن ملكاً على شعب إسرائيل: («أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 21 ، («مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!») يوحنا 8: 7 ، («يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟») لوقا 12: 14 وكذلك سأله بيلاطس إذا كان هو ملك اليهود؟ فأنكر وقال له: (34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» … «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ.) يوحنا 18: 34 ، 36
فمن الذى استشهد بكتاب غير معترف به؟ فإن كان عيسى هو الإله فهل نسى أنه من اليهودية ولا يستطيع التدريس والمعيشة وسط السامريين؟ ألا يدعوا هذا للسخرية من هذا الإله؟ إله يرفضه أنبياؤه ، ويفعلون مالا يرضاه ، وما قد نهى عنه ليضلوا خلقه ، فمنهم من يزنى زنى المحارم (لوط مع ابنتيه) ، ومنهم من يزنى مع زوجة أبنائه (يهوذا مع ثامار) ، ومنهم من سرق النبوة من أخيه وكذب على أبيه وخدعه وضحك على الإله وأوحى إليه (يعقوب يسرقها من عيسو) ، ومنهم من صارع الله وغلبه (يعقوب والإله) ، ومنهم من عبد الأوثان (سليمان).
فأين القدوة التى يريد الإله أن يضربها لمخلوقاته؟ وأين علمه الأزلى فى أن هؤلاء البشر سيضلون خلقه؟ وماذا يفعل هذا الإله إذا احتج عليه أحد من خلقه يوم القيامة متهما إياه بإضلالنا عن طريق أناس فاسدة أعطاهم الحكم والنبوة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33- من الذى حبَّلَ مريم العذراء؟ أو قل ابن من يسوع؟هل كان ابن داود أم ابن الروح القدس؟ وقبل أن تشرع فى الإجابة فكر فى هذين الموضعين:
يقول متى إن يسوع هو ابن الروح القدس: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 1: 18
ويؤكد لوقا نفس هذا المعنى: (34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.) لوقا 1: 34-35
ومعنى ذلك أن الحمل تمَّ عن طريقين: (اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ) (وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ) ، فهما إذن شيئان مختلفان وليسا متحدين.
فلو كان الروح القدس هو المتسبب فى الحمل ، فلماذا ينسب لداود؟ ولماذا ينسب ليوسف النجار؟ ولماذا يُنسَب إلى الله؟ وكيف يكون الروح القدس هو المتسبب فى الحمل ، والروح القدس هو يسوع نفسه؟ ألا يُعد ذلك تشريع يبيح زنا المحارم؟ فأى أخلاق يريد الرب أن يعلمها شعب الكنيسة؟ أم اختص الرب نفسه فقط بهذا العمل؟
ويخالفهم أعمال الرسل بقوله: (فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ) أعمال الرسل 2: 30
ولو قلت إنه كان ابن داود لاتهمت أمه ويوسف النجار هذا بالزنى ، ولو قلت إنه ابن الروح القدس ، لكنت مخرفاً لأنه هو نفسه الروح القدس على معتقداتكم ، ولكان هذا اتهام لأمه بزنى المحارم مع ابنها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
34- كم من الأجيال مرَّت من داود إلى عيسى عليه السلام؟
26 جيل تبعاً لوحى متى و41 جيل تبعاً لوحى لوقا. فأيهما نصَدِّق؟
ولما كان بين داود والمسيح مدة 1000 سنة ، فعلى حساب متى يكون فى مقابلة كل جيل 40 سنة ، وعلى لوقا 25 سنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
35- يقول متى: (17فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ
إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متى 1: 17
وهذا يُخالف ما ورد فى سفر أخبار الأيام الأول ، فقد ذُكِر أن أجيال القسم الثانى (ثمانية عشر). فقد أسقط متى يواش (أخبار الأيام الأول 3: 12) وأمصيا (أخبار الأيام الأول 3: 12) وعزريا (أخبار الأيام الأول 3: 12) ويهوياقيم (أخبار الأيام الأول 3: 16) وفدايا (أخبار الأيام الأول 3: 19).
فكيف نسى الرب أن يوحى بهذه الأسماء ولماذا نسيهم؟ هل تعلم أن الرب لا ينسى؟ هل تعلم أن الرب صادق ولا يتكلم إلا بالصدق؟
(أنا الرب متكلم بالصدق) إشعياء 45: 19
(فاعلم أن الرب إلهك هو الله ، الإله الأمين ، الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه ، ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل) تثنية 7: 9
(ليس الله إنساناً فيكذب ، هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفى؟) عدد 23: 19
فمن إذن الذى كتب هذا الكتاب؟ لا بد أنه شخص دخيل لا يتقى الله ولا يخافه.
فلماذا حذف متى خمسة أجيال من ترتيبه بين داود والسبى البابلى؟ (وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) متى 1: 6-11
وهل حذفهم من نفسه أو أوحى إليه ذلك؟ ولو أوحى الرب ذلك ، فلماذا لم يُعدِّل الرب من كتابه الأول لو كان هو الذى أوحى هذا الكلام؟ وهل يعنى ذلك أن الرب نسخ كلامه فى العهد الجديد؟ ولو كان نسخه فلماذا قال إنه جاء ليؤكده وليس ليهدمه: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
36- يقول متى: (وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متى 1: 17 أى تقريباً 600 سنة تَفْصِل بين شألتئيل وولادة يسوع ، أى متوسط أعمارهم كانت 46 سنة لكل جيل ، وهذا يناقض كل المتوسطات المتعارف عليها لهذه الحقبة.
أما متوسط أعمار أجيال هذه الحقبة عند لوقا فهى 27 سنة ، وتبعاً للمؤرخ اليهودى يوسيفوس كانت 25 سنة. فمن صاحب هذا اللغط؟ وكيف نفهم أن الله يقوم بمثل هذه الأخطاء التى لا يفعلها صبى فى المرحلة الابتدائية؟ ألا يدل هذا على أن كاتب الإنجيل المُسمَّى بإنجيل متى شخص آخر غير متى العشَّار الذى يجيد الحساب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
37- يقول متى: (17فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متى 1: 17
ومعنى ذلك أن مجموعهم 42 جيلاً ، لكنهم فى الواقع 41 جيل فقط ، فمن الذى نساه وحى متى؟ وكيف يُخطىء الرب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
38- يقول متى: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً.) متى 1: 18-19
فتبعاً للقانون اليهودى كان لا بد أن يوقع إثنان على عقد الطلاق ، فكيف كان يريد تخليتها سراً؟ وهل الطلاق سراً يُعد من الطقوس اليهودية؟ وهل الرجل البار يطلق امرأته فى مثل هذه الظروف سراً؟ ألست معى أنه لو فعل ذلك لثبَّتَ الدليل عليها أن هذا الطفل غير شرعى؟ ألست معى أن نسبة مريم إلى رجل فى ظل هذه الظروف يمحى معجزة ولادة عيسى عليه السلام؟ فمن الذى له مصلحة فى ذلك إلا أحد أعداء يسوع؟
يقول متى (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 1: 18-20
ومعنى ذلك أن يوسف قد علم بحبل مريم خطيبته قبل أن يخبره ملاك الرب بذلك، فكيف اكتشف يوسف أنها حامل؟ أكيد بعد أن كبرت بطنها وظهر عليها أعراض الحمل. فلماذا لم يرسل الرب ملاكه ليخبر يوسف بهذا قبل إكتشاف هذا الحمل ، ويكون بذلك قد أنقذ أمه من الفضيحة أو العيش فى كرب وذلة حتى لا يعلم الناس بأمرها؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
39- وهل يجوز لزوجة الرب أن تتزوج أحد عبيده؟ وهل يجوز للرب أن ينتقى إمرأة عذراء مخطوبة ليولد منها؟ فلماذا لم يختر إمرأة عذراء غير مخطوبة ليولد منها؟ أم أراد أن يفضح إمائه المؤمنات؟ وحاشاه!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
40- لماذا فضَّل الرب أن يأتى من إمرأة يعتبرها نصف عمرها نجسة ولا يجوز الإقتراب منها؟
المرأة الحائض والنفساء فى التّوراة مخطئة وكالمصابة بالجذام أو الجرب إن لمستها أو جلست على مكان كانت هى قد جلست عليه تكون أنت أيضاً نجساً. وبهذا الحيض الذى يأتيها من عند الله ، (هذا تكوين وخَلق الأنثى) تكون خاطئة وعليها أن تتطهر من ذنبها هذا بعد أيام طمثها. أليس هذا ظلم للمرأة؟ لماذا تُحاسب على شىء لم تفعله ولم تكن شريكة فيه؟
(19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 25«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّاماً كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِساً فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.) لاويين 15: 19-30
ومعنى ذلك أنها عليها أن تقضى نصف عمرها واقفة ، لا تجلس ولا تنام ، لأن كل ما ستجلس عليه سيكون نجساً ، للمساء! وإن اقترح أحدكم أن يكون لها كرسياً مخصصاً أو سريراً مخصصا لهذا الوقت ، فلك أن تتخيل مدى الفضيحة التى ستكون فيها عند وجود أقرباء أو ضيوف بالبيت ، ولك أن تتخيل مدى الإحراج التى ستكون عليه بجلوسها منفردة معزولة ، الكل يفر منها ، ويبتعد عنها ، حتى لا يتنجس!
وقد كان اليهود لا يتركون زوجاتهم يخرجن للشارع لكى لا يتنجس المارة وخاصة المؤمنين منهم ، وكانوا يضعون سريرا أو خيمة للمرأة فى فناء البيت لتنام عليه قريباً من الكلب ، أثناء فترة طمسها ، وزيادة سبعة أيام عليه ، حتى تطهر، وكانت إذا لمست الكلب ، كان عليهم أن يحموه لأنه تنجس من لمسها إياه. وكانت القطط تهرب منها ، لأنها تعلم أنها لو لمستها امرأة ستستحم بالماء ، الأمر الذى تكرهه القطط!!
فلك أن تحكم على قوم حكموا بأن الكلب أنه أطهر من المرأة ، فهل هذا كلام الله؟ وهل هؤلاء أناس كرموا المرأة أم أهانوها؟
وعلى ذلك تكون عندهم فكرة المواصلات العامة فكرة فاشلة لأن الكل سيكونون أنجاس! أو على السائق أو الركاب تفتيش النساء تفتيشاً ذاتياً حتى يضمنوا عدم نجاستهم
وتقبل صلاتهم!
ولا يمكن للمرأة أن تبيع أو تشترى ، لأن النقود التى ستمسكها ستكون نجسة وستنجس من يأخذها، ولا يمكنها خدمة زوجها أو أولادها فى البيت!
ولا يصح لها أن تعمل بالطب أو التمريض أو الصيدلة ، وليس لها أن تعمل بالتدريس فأى تعقيد وإهانة أرادها هذا الكتاب للمرأة؟ أى إذلال يمكن أن يكون بعد ذلك للمرأة؟
وعلى هذا فإن هذا الدين لا يصلح لكل زمان وكل مكان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41- وهل قبل الرب أن يظل أربعين يوماً أو عدة سنوات نجساً عن طريق ملامسة أمه له وإرضاعه، وتغيير ملابسه التى تبول أو تبرز فيها إلى أن كبر واعتمد على نفسه؟
(1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا.) لاويين 12: 1-5
ولن تتوقف نجاسته على هذه الفترة فقط ، بل سيظل نجساً نصف عمره وهو صغير ، طالما ينام بجوار أمه أو ترضعه أو تنظفه ، أو تغير له ملابسه ، إلى أن يكبر ويعتمد على نفسه!!
ولك أن تتخل أن الرب ظل نجساً طوال رحلته إلى مصر وأثناء إقامته بها إلى أن اعتمد على نفسه ، بعد ما رجع إلى بلده!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
42- وهل جاء الرب من أمه المحملة بالخطيئة الأزلية ، بل صاحبة الخطيئة الأزلية، دون أن يحمل هو عن طريقها هذه الخطيئة؟
(11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدم: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 11-13
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ .. ..) رومية 5: 17
(كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
(وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
43- يقول متى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2:23 فما هو كتاب الأنبياء الذى كُتِبَت فيه هذه النبوءة؟ فهى لا توجد فى أى كتاب من كتب الأنبياء ، وبذلك يكون هذا الكتاب الذى بين يدى النصارى ليس من كلام الله وقد وقع فيه تغيير وتبديل!
أضف إلى ذلك تعليق الكتاب المقدس الألماني فى هامشه إنه لا يوجد في كتب الأنبياء أية إشارة إلى ذلك. هذا بالإضافة إلى أن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط زبولون بن يعقوب (يشوع19: 10-16) ، وأن الناصرة تقع فى قرى الجليل ، وأهلها كلهم من يهود السامرة ، والإتصال بينهم ممنوع.
ولو قَبِلَ يهود أورشليم نبياً من سكان السامرة ، فكيف سمحوا لسامرى من صغره بالمقام فى هيكل سليمان؟ وكيف سمحوا له بالتدريس فى معبدهم؟ أضف إلى ذلك أن عيسى عليه السلام من سبط يهوذا ، وأبناء هارون الذين منهم عيسى عليه السلام مكان سكناهم كان فى أرض اليهودية مع سبط يهوذا ، فمن الذى أسكنه الناصرة وأخرجه من أرض عشيرته؟ مع الأخذ فى الإعتبار أنه بين المكانين آلاف الأميال وسفر أيام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
44- لماذا لم يُشر باقى الإنجيليين إلى ميلاد عيسى عليه السلام؟ فلم يتعرَّض لهذا الموضوع غير متى ولوقا وسكت الباقون عنه. ولا يُعلَم سبب ذلك ، أكان خشية منهم من الخوض فيه خوفاً من سُخرية اليهود، أم عن عمد تكتَّموا معجزة ميلاد عيسى عليه السلام من أمه العذراء البتول، أشرف نساء العالمين، وأخفوها لإلصاق تهمة الزنى بأمه.
ففى لوقا كتب: (وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي) لوقا 3: 23. فهذا رأيه الشخصى الذى أخذه من البيئة التى كان يعيش فيها ، وهذا التعبير يثبت أن هذا الكلام ليس وحياً من عند الله ، ويُصدِّق لوقا فى قوله إنه كتب هذا الخطاب الشخصى لصديقه ليُعلمه ثاوفيليس بأمور معينة كما قال فى إفتتاحية إنجيله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
45- بالنسبة للفقرة 18 من الإصحاح الأول لمتى: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) فيقول فيها التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 75: (لم يوجد اسم يسوع فى بعض الترجمات ، ومن المرجح أن يكون هذا هو الأصل.
ومعنى هذا أنه تم تحريف هذه الفقرة بالزيادة. ومعنى هذا أيضاً أن المخطوطات التى يتشدق بها النصارى تختلف عن بعضها البعض ، وهذا يدل على أنه غير موحى بها من الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
46- وبالنسبة للفقرة 22 و23 من متى فى إصحاحه الأول: (22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).) فيقول فيها التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 75 (هذا بالإضافة إلى أن ما جاء فى مت 1: 22-23 متضمناً نبوة إشعياء ، ومن الجلى أنه كان إضافة توضيحية للقصة ، والتى كانت تتدفق بسلاسة من (مت 1: 21-24) دون هذين العددين (22 ، 23) ولم تكن وليدة إيحاء منهما).
وهذا اعتراف آخر بالزيادة فى النص المنسوب لمتى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
47- هل يُعقل أن يأتى الرب من نسل تكون فيه عائلته ما بين الزانى والكافر واللص؟ وهل إله بهذه العائلة من شأنه أن يحترمه الناس أم يحقرونه؟ وعلى الأخص فى بيئة يهودية تضع اعتبارات كبيرة جداً لعملية النسب ، اعتبارات جعلت كاتب إنجيل متى أول ما يهتم به هو النسب!!
وهل هذا النسب يضيف للإله قداسة على قداسته أم يلسب ما تبقى له من قداسة؟
اقرأ: جد الرب يعقوب ينهب ويسرق: (27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ.) (يشوع 8: 27)
اقرأ: جد الرب يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين الإصحاح 27)
اقرأ: جد الرب يعقوب يشترى النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس: (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34
اقرأ: جد الرب يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30) ؛ ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين (لاويين 18: 18)
اقرأ: شكيم يزنى بابنة جد الرب يعقوب (دينة) (تكوين 24: 20)
اقرأ: جد الرب إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: “11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. (تكوين 12: 11-16)
اقرأ: جد الرب إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (1وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. 2وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْلٍ». 4وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا. فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ أَيْضاً نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». 8فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الْغَدِ وَدَعَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ فِي مَسَامِعِهِمْ. فَخَافَ الرِّجَالُ جِدّاً. 9ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟ أَعْمَالاً لاَ تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي!». 10 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا رَأَيْتَ حَتَّى عَمِلْتَ هَذَا الشَّيْءَ؟» 11فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفُ اللهِ الْبَتَّةَ فَيَقْتُلُونَنِي لأَجْلِ امْرَأَتِي. 12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.) تكوين 20: 1-12
اقرأ: جد الرب إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
اقرأ: جد الرب لوط ابن أخى جده إبراهيم يسكر ويزنى بابنتيه وينجب منهما: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38 ، فلوط هو ابن "هارون" أخى إبراهيم الأصغر ولعلاقة النسب انظر أيضاً ( تكوين 11: 27 و 31 و 12: 5).
اقرأ: جد الرب يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة أبنائه: (تكوين الإصحاح 38).
اقرأ: جد الرب موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى): يقول سفراللاويين 18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛ إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
اقرأ: الرب يأمر جده موسى بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) (خروج 3: 22 ؛ خروج 12: 35-36)
اقرأ: جد الرب داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
اقرأ: جد الرب داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
اقرأ: رب الأرباب ينتقم من جده داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12!!!
اقرأ: جد الرب ناثان يتآمر مع أمه ويكذبان وينصبان على أبيهما داود لإختيار سليمان نبياً: (ملوك الأول 1: 11-31)
اقرأ: جد الرب هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6)
اقرأ: جد الرب داود يُسمِّى ابنه (بعليا داع أى بعل يعرف) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 14: 7 ويُسمَّى أيضاً (أليادع أى الله يعرف) أخبار الأيام الأول 3: 8
اقرأ: جد الرب يوناثان يُسمِّى ابنه (مرى بعل) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 8: 34 و 9: 40
اقرأ: جد الرب سليمان يعبد الأوثان: 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. (الملوك الأول 11: 9-10)
اقرأ: جدة الرب سليمان مقلة ابنة أبشالوم عملت تمثالاً لسارية: (ملوك الأول 15: 13 و أخبار الأيام الثانى 15: 16)
اقرأ: جد الرب آحاز يعبد الأوثان:(ملوك الثانى16: 2-4،وأيضاً أخبارالأيام الثانى28: 2-4)
اقرأ: جد الرب يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)
اقرأ: جد الرب بعشا بن يربعام يعبد الأوثان (ملوك الأول 15: 33-34)
اقرأ: جد الرب أمصيايعبد الأوثان (أخبار الأيام الثانى 25: 14)
اقرأ: نبى الله يعقوب يصارع الرب ويهزمه: (تكوين 32: 22-30)
اقرأ: نبى الله حزقيال يأمره الرب أن يمشى حافياً عارياً: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً.) حزقيال 20: 2
اقرأ: نبى الله موسى لم يختن ابنه: (خروج 4: 24-26)
اقرأ: نبى الله داود يقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .
هذا بالإضافة إلى زانيات مجدهن كاتب إنجيل متى على أنهن من عائلة الرب!! فترى لماذا؟ وماذا سوف يترتب على تكريم هؤلاء الزانيات؟ وماذا سيترتب على حلول الرب على أمه لينجب منها؟ وهل زنى المحارم الذى انتشر فى أوربا كانت هذه القصص سبباً من ضمن الأسباب التى أدت إليه؟
بالله عليكم كيف يكون أسلاف الرب زناة ، مطرودين من رحمة الله ، مستوجبين القتل أو الرجم؟
يقول الكتاب: (5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ.) متى 1: 5
ويقول يشوع عن راحاب: (فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ.) يشوع 2: 1
ويقول الرب عن (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2
فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل زنى؟
ويقول الكتاب: (وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ.) متى 1: 5
وراعوث هى راعوث الموابية (راعوث 4: 5)
ويمنع الكتاب دخول الموابيين والعمونيين فى جماعة الرب نهائياً: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل العمونيين؟
ويقول الكتاب: (7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ.) متى 1: 7
ويقول سفر ملوك الأول عن العمونيين: (وَأَمَّا رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَمَلَكَ فِي يَهُوذَا. وَكَانَ رَحُبْعَامُ ابْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الرَّبُّ لِوَضْعِ اسْمِهِ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ.) ملوك الأول 14: 21
وعلى ذلك فنسل سليمان كلهم بما فيهم يسوع محرومون من الدخول فى جماعة الرب: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
سليمان كافر عابد للأوثان: (وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءَه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب) ملوك الأول 11: 4 وعقوبة المرتد الرجم حتى الموت (تثنية 13: 6-10)
فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل العمونيين؟
هؤلاء هم أجداد الرب ، الذى فضل أن يُخلِّدهم ويجعلهم المثل الأعلى!!
هؤلاء هم أجداد الرب ، الذى فضل أن تكون عائلته زناة وأولاد سفاح أو مطرودين من رحمة الرب!
ترى لماذا فضَّل الرب الرذيلة عن الفضيلة؟ هل لإفساد البشرية؟ أم أن كاتب هذه الكلمات والأفكار إنسان يحارب الله القدوس ويمهد لعبادة الشيطان وانتشار الزنى والرذيلة فى الأرض؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
48- يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 29: (اعتقد اليهود أن الروح القدس لا يقدم حق الله للبشر فحسب ، بل إنه أيضاً يعين البشر على تمييز الحق عندما يرونه أو يسمعونه).
وعندما نسمع من النصارى أن البابا عنده الروح القدس ، وهو يهب الروح القدس للقساوسة والرهبان الجدد ، نعلم أننا نقف أمام أناس عصمهم الروح القدس هذا من الزلل ومن الأخطاء ، لدرجة أنه يملكون حق غفران خطايا باقى البشر.
إلا أن الواقع يخبرنا عن ارتكاب البابا وأساقفته وقساوسته العديد من الفضائح الجنسية واللا أخلاقية ، نذكر منها ما ذكره التاريخ:
وفى صفحة 137 يقول ديشنر: (وبسبب الانتشار الكبير للعهارة التى يمارسها رهبان المسيحية وراهباته وقساوسته ، هدَّدَ مَجمَع ترينت كل من يدخل دير النساء بدون تصريح كتابى من الأسقف بأنه سوف يُطرَد من الكنيسة ويُحرَم منها. حتى الأسقف نفسه لم يُسمَح له بالتواجد فى دير النساء إلا فى حالات
إستثنائية ، وبمصاحبة بعض رجال الدين الأكبر سناً منه.)
وفى صفحة 141 وتحت عنوان (وما الأديرة إلا مواخير للدعارة) يقول ديشنر: (لقد كان يوجد منذ عصر الملك كارل [شارل] الأكبر راهبات (محجبات (كُنَّ يتقاضين أجوراً نظير ممارسة الزنى [أى عاهرات] ، لدرجة أن القيصر حرَّمَ على الراهبات التجوال والزنى ، وأمر بمراقبتهنَّ.)
(وأمر مجمع آخر بعد ذلك بقليل أن أديرة النساء أصبحت أقرب ما تكون لبيوت الدعارة منها لأديرة ، وكان هذا التشبيه شائعاً فى القرن التاسع.)
(وقد فاقت بعض الأديرة بيوت الدعارة فى المجون ، فقد صرَّحَ منسق الشئون الخارجية للكنيسة الكاثوليكية جيرهو فون رايشرسبرج (1093 - 1169) "إن مايظهر
فى النهار ليكفى أن يوصف بالإنحطاط".)
كما ترفَّعَ أحد رجال الدين القريبين من البابا بينيدكت الثالث عشر عن وصف ما يحدث داخل أديرة الراهبات ، إلا أنه قال: "إن حيائى ليمنعنى من وصف الحالة المردية التى وصلت إليها الراهبات."
(وكان ممارسة الجنس بين الأمراء والراهبات شائعاً فى إنجلترا ـ البلد التى كان معظم بنات الطبقة العليا يَنخَرطنَ فى سلك الرهبنة.)
ويواصل رجل الدين المعاصر للبابا بينيدكت الثالث عشر قوله: (كما كان المسافرون يستمتعن بممارسة الجنس مع الراهبات فى أديرة الراهبات الرومانية ومازال يحدث هذا فى أيامنا هذه ، وهو حسن ضيافة ، تعارفت عليه بيوت الدعارة. بل أكثر من ذلك أن بيوت الراهبات قد تحولت منذ زمن بعيد إلى "أوكاراً رسمية لممارسة الرذيلة" وقد استُخدِمَت فى أحيان أخرى كـ "مواخير للدعارة" ظاهرة للعيان.)
ويُشير الأسقف فون تورناى قائلاً: (إن مثل هذه الفضائح لو نُشِرَت فى كتب لوسعتها فقط مكتبة من المكتبات العامة.)
(وتشتكى القديسة السويدية بريجيت (1303 - 1373) أن بوابة دير الراهبات مفتوح ليل نهار لرجال الدين والقساوسة الكاثوليك ، وكان يتم طرد الكثير من المؤمنات من أماكن عديدة إلى إيطاليا ، بسبب تحول ديرهم إلى بيت دعارة. الأمر الذى دعا الأسقف إيفو فون شارترز أن يقول عن دير سانت فارا St. Fara: "لا تقل عنه أماكن للراهبات المؤمنات ، ولكن قل بيت دعارة للشيطانات.)
وتقول القديسة (كاترين السينائية) كما نقله صاحب كتاب (قصة الحضارة ج 21 ص 85): (إنك أينما وليت وجهك ـ سواء نحو القساوسة أو الأساقفة، أو غيرهم من رجال الدين أو الطوائف الدينية المختلفة ، أو الأحبار من الطبقات الدنيا أو العليا ، سواء كانوا صغاراً فى السن أو كباراً ـ لم تر إلا شراً ورذيلة تزكم أنفكَ رائحة الخطايا الآدمية البشعة. إنهم كلهم ضيقوا العقل ، شرهون .. تخلوا عن رعاية الروح .. اتخذوا بطونهم لإلهاً لهم ، يأكلون ويشربون فى الولائم الصاخبة ، حيث يتمرغون فى الأقذار ويقضون حياتهم فى الفسق والفجور.) (موقف الإسلام والكنيسة من العلم ص 103)
ويصف (ماستشيو) الرهبان بأنهم (خدم الشيطان ، مُنغمسون فى الفسق واللواط والشره وبيع الوظائف الدينية ، والخروج عن الدين ، ويقر بأنه وجد رجال الجيش
أرقى خُلقاً من رجال الدين.)
ويذكر ديورانت: أن سجل الأديرة احتوت على عشرين مجلداً من المحاكمات بسبب الإتصال الجنسى بين الرهبان والراهبات.
ناهيك عن فضيحة الراهب برسوم بدير المحروق بأسيوط ، والتى نشرتها جريدة النبأ، والتى قالت عنه أنه زنى ب 5000 امرأة وفتاة فى الدير وخارجه.
يقول ديشنر صفحة 139 : (كان يعيش فى المنازل التى تبرع بها جيلبرت فون سيمبرلنجهام عام 1148 عدد 700 من الرهبان وعدد 1100 من الراهبات ، وقد تم الفصل بينهم بجدار به شبابيك متحركة ، بلغ طول الشباك أصبع اليد وبلغ عرضه الإبهام ، وذلك حتى لا يتمكن الفرد منهم أن يرى الآخر ، عند تخاطبهم سوياً ، ومع ذلك قاموا أيضاً بحراسة المكان من الداخل بإثنين من الراهبات ، ومن الخارج بأحد الرهبان ، وتم الفصل بينهم وقت إلقاء المواعظ وأثناء الطواف بالصليب بمفارش تم تعليقها للحيلولة بينهم ، كما لم يُسمَح للراهبات بالغناء فى الكنيسة حتى يتجنبوا الخطر المحتمل من هذا الجانب ، وعلى الرغم من كل هذا أصبحت تقريباً كل القديسات العذراوات من السيدات منتفخات البطن فى انتظار ولادة أطفال سفاح ، وبعد ذلك تخلصن من أجنتهم .. .. وبهذا اتضح وقت الإصلاح الكنسى سبب وجود عظام أطفال صغيرة مدفونة فى أديرتهم وأحيانا فى تلك الأماكن اللآتى اعتدن فيها قضاء حوائجهم.)
الأمر الذى دفع لوثر فى إصلاحه الذى قام به وأسفر عن إنقسام الكاثوليكية إلى بروتستانتية وكاثوليكية إلى أن يقول: قد يكون الرجل المتزوج أكثر عفة من الراهب، كما أن فرض التَّبَتُّل على الذين لم يُمنَحوا نعمة العفة ، إنما هو بمثابة الحكم عليهم بجهنم ، أو بتذوق عذاب المطهر.
فلا يحق للبابا [والكلام مازال للوثر] بعد اليوم أن يمنع ذكراً أو أنثى من التزاوج ، إلا إذا كان يحق له منع الطعام والشراب. بل إن الزواج بامرأتين قد يُسمَح به أيضاً ، كعلاج لاقتراف الإثم ، أى كبديل عن الاتصال الجنسى غير المشروع)
R. Bainton: Sex, Love and Marriage, pp. 83-85
(نقلاً عن تعدد نساء الأنبياء ص 158)
فإذا كانت القس أو الراهب أو البابا عنده هذه الروح القدس الناجية والمنجية ، فلماذا عملوا أعمال الشياطين؟
إذن فالروح القدس هو كما عرفه وليم باركلى فى تفسيره لمتى ص 28: حيث قال: (الروح القدس هو الذى يقدم الحق الإلهى للبشر ، فهو الذى يعطى الأنبياء رسائلهم ، وهو الذى يعلم رجال الله ماذا يفعلون) إذن فهو ملاك الله ، الذى يرسله للأنبياء لتبليغ رسالته إليهم. وهو الذى جاء لمريم ليخبرها برسالة الله لها ، أنها ستحبل دون أن يمسسها بشر ، وتلد ابناً يُدعى يسوع ، يرسله الله عندما يكبر لشعبه فقط وليس للعالمين: (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
49- أما بالنسبة لقول لوقا فى 3: 38 إن (آدم ابن الله) ، فقد تلاعبت فيها التراجم وجعلتها (آدم الذى من الله) لكى يكون يسوع وحده هو ابن الله ، وبدلاً من أن يصبح معنى البنوة لله التقوى والصلاح ، يصبح معناها البنوة من الحقيقية من الجسد. فانظر إلى تلاعب الكنيسة بالكتاب الذى تطلق عليه كتاباً مقدساً!!
فتقول الترجمة العربية: (38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ.)
وترجمة Luther لعام 1545 أن آدم ابن الله ولم تتغير الترجمة فى نفس الطبعة لعام 1984 وفى ترجمة Webster لعام 1833، وكذلك فى ترجمة AMP وترجمة RSV:
der war ein Sohn des Enos, der ein Sohn Seths, der war ein Sohn Adams, der war GOttes.
وترجمة ال Einheitsübersetzung الحديثة جعلتها (آدم الذى من الله) ووضعها بين قوسين: Enosch, Set, Adam; (der stammte von) Gott.
وفى ترجمة ال Gute Nachricht الحديثة رفع القوسين وأصبحت من النص:
38 Enosch, Set, Adam - und Adam stammte von Gott.
راجع هذا على الموقع الآتى: http://www.diebibel.de/
هذا على الرغم من وجود الفقرات العديدة فى الكتاب المقدس التى قصد بها أن البنوة لله هى أن تكون من الأتقياء ، الأبرار ، المؤمنين ، أهل الجنة:
1- تثنية 14: 1 (أنتم أولاد الرب إلهكم)
2- مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
3- خروج 4: 22-23 (22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ».)
4- إرمياء 31: 9 (لأنى صرتُ لإسرائيل أباً , وأفرايم هو بكرى)
5- هوشع 1: 10 (10لَكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ.)
6- متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
7- لوقا 20: 35-36 (35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.)
8- متى 5: 44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ .. .. ...)
9- لوقا 6: 35-36 (35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. 36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.)
10- يوحنا 1: 12 (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.)
(وأخيراً جاءت الحقيقة صارخة على لسان بعض النقاد المسيحيين الشرفاء أمثال "فنتون" و "كارير" كما نقل "آدم كلارك" عن "هارمرسي" قوله: "كانت أوراق النسب تحفظ في اليهود حفظأجيداً، ويعلم كل ذي علم أن متى ولوقا اختلفا في نسب الرب (السيد) اختلافاً تحير فيه المحققون من القدماء والمتأخرين وهذا ما يربك الأسا قفة".!) نقلاً عن الأستاذ هريدى من تفسيره للإصحاح الأول لمتى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
50- من الأدلة الأخرى البينة على أن هذه الأناجيل كتبتها أكثر من يد ، وغيرت ، وأحلت ، وأبدلت بما يتفق مع هواهم هو اعتراف لوقا فى بداية إنجيله أن يسوع ومريم من سبط لاوى ، ومن نسل هارون بن عمران: (5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.) لوقا 1: 5 ، ولا يمكن أن تكون اليد التى اعترفت بأنه من نسل هارون كأمه ونسيبتها ، أن تكون هى نفس اليد التى كتبت بعد ذلك أنه ابن داود!!!
وهذا ما يؤكده علم النقد الحديث اليوم.
نص الكتاب المقدس الأصلى
1 - يقول دكتور روبرت كيل تسلر: “عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه "النص الأصلي" [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى”.
2 - هذا “النص الأصلي” لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب (كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد)، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة (حوالي 1500 مخطوطة ـ هولتسمان صفحة (32))، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس.
3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !
اقرأ إن شئت اعتراف لوقا فى هذا الشأن: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4 فأين هذه الكتابات التى تُنسب لعيسى عليه السلام والتى سلمها الذين كانوا منذ البدء معاينين وخُدَّاماً للكلمة؟
أما المخطوطات التى لدينا قد كتبت (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا. .
4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس (فيؤكد الدكتور روبرت كيل تسلر قائلاً: إنه ليس لدينا مطلقاً أية كتابات أثرت عن يسوع حيث إنه لا إختلاف على أن يسوع لم يخلف لنا شيئاً مكتوباً ، وربما لا يعرف الكثيرون أن الحواريين أيضاً لم يكتبوا شيئاً مطلقا باستثناء القليل من الفقرات ، حتى بولس نفسه لم يكتب لنا شيئاً.) وما لدينا هي فقط نسخ منقولة.
5 - فُقِدَ العديد من “المخطوطات الأصلية” وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول.
6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000 إلى 100000) ، بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39).
وفي بحث لاهوتي نشرته صحيفة Tagesanzeiger لمدينة زيوريخ السويسرية بتاريخ 18/2/1972 ذكر فيه وجود ربع مليون إختلاف.
إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklopädie “تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل /دوبشوش صفحة 42).
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص “يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!” ، ( صفحة 577 ) ، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن “نص أصابه التخريب بصورة كبيرة” (صفحات 578، 579، 591) ، وعن “أخطاء فادحة“ (ص 581)، وعن “إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة“ [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).
وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابيهما “إختلافات مُربكة في النصوص“ (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).
ويعترف شميث بوجود الأخطاء فى الكتاب المقدس إلا أنه يحاول تجميل الكتاب قليلاً فيقول: “وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة” (أيضاً شميث صفحة 39). فهذا القول يجعلنا نُجزم بأنه لا يعرف معنى كلمة كتاب مقدس ، فكيف يكون كتاب الله ، ووحى الله ، وكلمة الله وهو يحتوى على كل هذه الأخطاء ، التى عددها البعض بربع مليون خطأ؟
7 - لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .
ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح (Realenzyklopädie ) ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة.
(إرجع في ذلك إلى " Synopse "لهوك ليتسمان" Huck-Lutzmann " صفحة (11) لعام 1950)
وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
وينهي القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس.
وتقول دائرة المعارف البريطانية: “إن النسخ الأصلية (الإغريقية) لكتب العهد الجديد فنيت منذ مدة طويلة، (وفيما عدا بعض بقايا من صعيد مصر) وإن كل النسخ التى استخدمها المسيحيون فى الفترة التى سبقت مجمع نيقية قد غشيها نفس المصير.”
وتواصل دائرة المعارف البريطانية: “ومما يجب ذكره ، أنه حتى اختراع الطباعة لم يكن قد تم الوصول إلى اتفاق كامل فى أى من نصوص العهد الجديد: الاغريقية أو اللاتينية.
يقول نستل (صفحة162) “يتحدث آباء الكنيسة بجانب التحريفات أيضاً عن "الإضافات" و "التدنيس" و "التشويه" و "الكشط" و"القص" و "الإزالة" و "التخريب" (وبصورة تهكمية) عن "التحسين" و "التعديل" و "الطمس". كذلك يتحدث نستل عن عدم ثقة أحد في الآخر داخل الكنيسة (صفحة 162) ، وقد أضاف هنا أيضاً ملاحظته القائلة: "إنه لمن الجدير بالملاحظة أن هذا الإتهام لا يقع وزره على المارقين فقط".”
أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة ( ! ) لأسباب عقائدية ( صفحة 229 وأيضاً 234 ).
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [ أجزاءً أخرى ] أو غيروها تماماً.
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً : "إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" ( صفحة 38 ).
ويقول هولتسمان : "لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ).
كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية (جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458) أن الكتاب المقدس يحتوي على "تصحيحات مفتعلة" تمت لأسباب عقائدية ويشير بذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً"].
ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك".
كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد من التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة.
وعلى ذلك فقد ظهر العديد من المواقع المختلفة التي قام بتصحيحها أحد المصححين في شكل مخالف تماماً لما قام به مصحح آخر، أو أعاد تصحيحها وهذا يتوقف على عقيدة المدرسة التي يمثلها.
وعلى أية حال فقد ظهرت فوضى تامة في النص وإضطراب لا يمكن معالجته نتيجة التصحيحات المختلفة وأيضاً الطبيعية مثل (تعدُّد الحذف والتصحيح والتوفيق).
لذلك يعلن كيزيمان أن كل المحاولات التي ترمي إلى قراءة وصفية لحياة يســوع من الأناجيل فهي بائنة بالفشل، حيث تنعدم الثقة في التواتر لأبعد درجة يمكن تخيلها (صفحة 233).
وعلى ذلك نجد أن تلك الفقرات كاملة أو أجزاء من الكتاب المقدس التي يعلن عنها علم "الكتاب المقدس" قد كتبت بعد ذلك ، وهذا ما أكده على سبيل المثال "الكتاب المقدس" طبعة زيورخ الشعبية في العديد من المواضع ، وهذا يعني أن مثل هذه المواضع قد أضافها كُتَّاب آخرون في سهولة ويسر [مثل مرقس 16 : 9 - 20]
والجدير بالذكر في موضوع التحريفات هذا ولتجنب تكرار هذه المقولة نذكر الآتي : يُجمع علماء اللاهوت اليوم على أن أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس لم يكتبها المؤلفون الذين يُعزى إليهم أسماء هذه الكتب.
-
51- وعلى ذلك يتبقى لنا فى هذا الإصحاح التحقق من نبوءة متى التى اقتبسها من إشعياء ، ونرى مدى تطابقها على يسوع!
نبوءة عمانوئيل
من دلائل ألوهية يسوع عند النصارى نبوءة أشعياء التى تقول: (14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ".) إشعياء 7: 14، فقد سماه عمانويل ، أي الله معنا.
ويرون تحقق هذه النبوءة في المسيح كما بشر الملاك يوسف النجار خطيب مريم (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).) متى 1: 18-23، فتسميته الله معنا دليل - عند النصارى - على ألوهيته.
ونقول: أولاً-
كان اليهود يسمون أنبياءهم وأنفسهم بالصيغة التى تنتهى ب (ئيل) ، وهى تعنى إله إسرائيل مثل إسماعيل أى قد سمع الله (استجاب) ، وإسرائيل أى السائر إلى الله ، وكذلك هناك أسماء ملائكة معروفة مثل: جبرائيل وعزرائيل. والخلاصة أن كلهم عبيد منسوبين إلى الله وكذلك اسم عمانوئيل التى تعنى مع الله. والذى يكون مع الله ، يكون فى معية الله وحفظه. فهل من نصفه أنه مع الله يصير هو الله؟ فهذا الاسم وما شابهه لا يفيد ألوهية أصحابها ، إذ كثير مثله ورد في باب التسمية غير المذكور أعلاه ، مثل:
إسماعيل وهذا الاسم العبراني، ومعناه: "الله يسمع"،
صموائيل وهذا الاسم العبرانى يعنى: اسم الله
يموئيل اسم عبري معناه " الله نور " . وهو يموئيل بكر شمعون ابن يعقوب . وكان ممن نزلوا مع يعقوب إلى مصر ( تك 46 : 10 ، خر 6 : 15 ) .
صوريئيل اسم عبري معناه "الله صخر" ، وهو ابن أبيجايل ، وكان رئيساً لبيت عشائر مراري بن لاوي ، في البرية .
يهوناداب اسم عبرى معناه "الرب كريم"،
يهوصاداق اسم عبرى معناه " الرب يبرر "
ومثله يهوياقيم الذى معناه "الله يرفع"،
ويهوشع الذى معناه "الرب خلص"،
ويهوآحاز الذي معناه " قد حازه الرب " أو "أمتلكه الرب"
صدقيا ومعناه "الرب بار أو عادل"
يبرخيا اسم عبري معناه " الرب يبارك "
يبنئيل كلمة عبرية معناها " الله يبني "
يثنئيل أسم عبرى معناة " الله يعطى"
يجال اسم عبري معناه " هو ( الله ) يفدي "
يحزئيل اسم عبري معناه " الله يُفرِّح
يحزقيئيل اسم عبرى معناه " الله يُقوِّى
صفينا ومعناه "الرب قد كنز أو خبأ أو ستر"،
يحصيئيل أو ياحصئيل اسم عبري معناه "الله يرزق"
ياحلئيل اسم عبري معناه "ينتظر الله"
يازنيا أو يزنيا اسم عبري معناه "يسمع الرب"
يهوذا اسم عبرى يعنى "حامد الله"
ياقيم اسم عبري معناه "ليت الله يقيمه ، أو يثبته"
ياكين كلمة عبرية معناها { "الرب" يثبت }
أخزيا اسم عبري معناه "من يسنده الرب أو من يمسكه الرب" وهو اسم لملكين
يادون اسم عبري معناه "يقضي" أو "يدين" ، ومن المعلوم أنه لا يدين أحد إلا الله. فهل اتخذ اليهود (يادون) إلهاً من دون الله؟
ومن المعلوم أن الديَّان هو الله وحده ، كما تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة دينونة): (أولا :اللـه هو الديَّان: فالدينونة أساساً هي من حق الله فهو "ديان كل الأرض")
ويقول الكتاب المقدس:
(25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟») تكوين 18: 25
(2ارْتَفِعْ يَا دَيَّانَ الأَرْضِ. جَازِ صَنِيعَ الْمُسْتَكْبِرِينَ) مزامير 94: 2
(23وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ،) عبرانيين 12: 23
بل إن معنى اسم (أبيا) هو "أبي يهوه" أو "يهوه أب"
بل اسم ياهو اسم عبري معناه "يهوه هو (الله)"، وقد أُلحِقَ نفسه على عدة أسماء فى العهد القديم كما تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة ياهو) مثل:
1) ياهو بن عوبيد وأبو عزريا من سبط يهوذا (أخبار الأولى 2: 38).
2) ياهو العنا ثوثي أحد الأبطال الماهرين في رمي الجارة والسهام من القسي ، باليمين واليسار ، من إخوة شاول من سبط بنيامين ، الذين تخلوا عن شاول وجاءوا إلى داود وهو في صقلغ (أخبار الأولى 12: 3) ، وذلك قبل 1000 ق.م.
3) ياهو بن حناني الرائي من سبط يهوذا ، والأرجح أنه كان ابن حناني الرائى الذى وبخ آسا الملك لاستناده على ملك أرام ، ولم يستند على الرب (أخبار الثانى 16: 7) ولابد أن ياهو قد بدأ خدمته كنبي وهو صغير ، بتوبيخ بعشا ملك إسرائيل لسيره في طريق يربعام وجعله شعب إسرائيل يخطئون ، وأنذره بأن الرب سينزع نسله كما نزع بيت يربعام بن نباط (ملوك الأول 16: 1-7) وبعد نحو ثلاثين سنة ، نراه يظهر مرة أخرى ليوبخ الملك يهوشافاط ملك يهوذا لتحالفه مع أخآب الملك الشرير (أخبار الثانى 19: 2 و 3). وقد عاش ياهو بعد موت يهوشافاط ، وكتب تاريخ حياته (أخبار الثانى 20: 43) ، في نحو 879-850 ق. م.
4) ياهو بن يوشيبا من سبط شمعون ، وأحد زعماء بني شمعون الذين ساروا إلى مدخل جدور إلى شرقي الوادي ، ليفتشوا على مرعى لماشيتهم ، فى أيام حزقيا الملك ، وضربوا خيام السكان الأصليين وحرقوهم وسكنوا مكانهم (أخبار الأولى 4: 35-41) ، وذلك فى نحو 713 ق.م.
5) ياهو بن نمشي
أ - وهو الملك الحادي عشر من ملوك إسرائيل بعد انقسام مملكة سليمان . وهو ابن يهوشافاط بن نمشي (ملوك الثانى 9: 2) . ويسمى أحيانا " أبن نمشى " نسبة إلى جده
(ملوك الثانى 9: 19)
وغيرهم كثير… ولم تقتض أسماؤهم ألوهيتَهم.
ثانياً-
إن تسمية المخلوق إلهاً أو أباً فى الكتاب المقدس لا تجعله إلهاً على الحقيقة ، وقد أطلق لفظ الله على ملاك الرب ، ونبى الرب ، والشرفاء والأقوياء ، وعلى القاضى الشرعى، وما جعله أحد أبداً من الآلهة:
1- إطلاق لفظ الله على ملاك الرب:
ورد في سفر هوشع 12: 3-4 (3«فِي الْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ وَبِقُوَّّتِهِ جَاهَدَ مَعَ اللَّهِ. 4جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا.)
ورد في سفر التكوين 17: 1-22 (1وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً 2فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأُكَثِّرَكَ كَثِيراً جِدّاً». .. .. .. .. .. .. .. .. 22فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ صَعِدَ اللهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ.)
وكما ورد في سفر القضاة 13: 21-22 (21وَلَمْ يَعُدْ مَلاَكُ الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. 22فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!»)
وكما ورد في سفر التكوين 32: 28 (28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».)
كما ورد في سفر التكوين 32: 30 (30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».)
•كما ورد في سفر التكوين 35: 9-13 (9وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ أَيْضاً حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ. 10وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ. 11وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ. وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ. 12وَالأَرْضُ الَّتِي أَعْطَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ لَكَ أُعْطِيهَا. وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أُعْطِي الأَرْضَ». 13ثُمَّ صَعِدَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ)
وكل الألفاظ " الله " التي مر ذكرها تعني المَلَك كما فسرها بذالك المفسرون اليهود والنصارى أنفسهم.
2- إطلاق لفظ "الله" على القاضي الشرعي
•ورد في سفر الخروج 21: 5-6 (5وَلَكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي. لاَ أَخْرُجُ حُرّاً 6يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ.)
فقوله (يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ) أى إلى القاضي كما أتفق عليها مفسرو النصرانية واليهودية
ورد في سفر الخروج 22: 8 (8وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ.) فقوله إلى الله يعني إلى القاضي نائب الله
كما ورد في سفر الخروج 22: 9 (9فِي كُلِّ دَعْوَى جِنَايَةٍ مِنْ جِهَةِ ثَوْرٍ أَوْ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ ثَوْبٍ أَوْ مَفْقُودٍ مَا يُقَالُ: «إِنَّ هَذَا هُوَ» تُقَدَّمُ إِلَى اللهِ دَعْوَاهُمَا. فَالَّذِي يَحْكُمُ اللهُ بِذَنْبِهِ يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ بِاثْنَيْنِ.)
كما ورد في سفر صموئيل الأولى 2: 25 (25إِذَا أَخْطَأَ إِنْسَانٌ إِلَى إِنْسَانٍ يَدِينُهُ اللَّهُ. فَإِنْ أَخْطَأَ إِنْسَانٌ إِلَى الرَّبِّ فَمَنْ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ؟» وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ أَبِيهِمْ لأَنَّ الرَّبَّ شَاءَ أَنْ يُمِيتَهُمْ.)
وكل ألفاظ " الله " هنا تعني القاضي لأنه يقضي بشريعة الله وسلطانه
3- أطلقت لفظ "الله" على الشريف أوالقوي
كما ورد في سفر التكوين 6: 1-2 (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ.)
وورد في نفس سفر التكوين أيضاً أن أبناء شيت الأقوياء (أبناء الله) تزوجن ببنات قايين (بنات الناس) 6: 4 (وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً)
كما ورد في المزامير 29: 1 (1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً.)
وجاء في سفر أيوب 1: 6 (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ.) وفسروه بالشرفاء وبعضهم فسرها بالأقوياء
4- أطلقت لفظ " الله " على النبي
فقد ورد في سفر صموئيل الأولى 9: 9 (9سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ هَكَذَا كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْأَلَ اللَّهَ: «هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي». لأَنَّ النَّبِيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقاً الرَّائِيَ.) فذهابه ليسأل الله = ليسأل النبي
5- كما أُطلِقَ لفظ "إله هذا الدهر" على الشيطان:
(4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
كما أُطلِقَ لفظ أب على الوالد أو الجد ، وكذلك على الوزير ، وعلى الرئيس الدينى (الكاهن) ، وعلى الرئيس العسكرى ، كما أُطلِقَ على الله نفسه ،فهو أب لكل بنى إسرائيل ، وأب لداود وسليمان وأب لكل الأبرار والمؤمنين العاملين بشرعه، وكذلك أبٌ لليتامى:
1) فقد أطلق لقب أب على الوالد أو الجد أو الجد الأكبر أو رئيس السبط أو النبى:
(12وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَتَثَبَّتَ مُلْكُهُ جِدّاً.) ملوك الأول 2: 12
(10فَسَكَنَّا فِي الْخِيَامِ وَسَمِعْنَا وَعَمِلْنَا حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَانَا بِهِ يُونَادَابُ أَبُونَا.) أرمياء 35: 10
(15وَقَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً قَائِلاً: ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا فَتَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ. فَلَمْ تُمِيلُوا أُذُنَكُمْ وَلاَ سَمِعْتُمْ لِي.) إرمياء 35: 15
(26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ.) لوقا 6: 26
(53أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟») يوحنا 8: 53
(56أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ) يوحنا 8: 56
وتقول دائرة المعارف الكتابية (تحت كلمة أب):
(فأبو الشعب أو القبيلة هو مؤسسها، وليس من المحتم أن يكونوا جميعاً من صلبه، وبهذا المعنى قيل عن إبراهيم إنه أبو الإسرائيليين (تكوين 17: 11-14 و 57)
وفهم ذلك نفسه المعاصرون ليسوع ، واستخدمه يسوع نفسه بهذا المعنى: (37أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لَكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لأَنَّ كلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. 38أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ». 39أَجَابُوا: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ!) يوحنا 8: 37-39
كما كان إسحق ويعقوب ورؤساء الأسباط آباء بهذا المعنى.) (36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين 19: 36-38
2) كما أطلق لقب أب على مؤسس حرفة أو مُبدِع:
وتقول دائرة المعارف الكتابية (تحت كلمة أب): (كما أن مبدع أو مؤسس حرفة يعتبر
أباً لمن يعملون في تلك الحرفة (تكوين 4: 20-22).)
(20فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ الَّذِي كَانَ أَباً لِسَاكِنِي الْخِيَامِ وَرُعَاةِ الْمَوَاشِي. 21وَاسْمُ أَخِيهِ يُوبَالُ الَّذِي كَانَ أَباً لِكُلِّ ضَارِبٍ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ.) تكوين 4: 20-21
3) وأطلق لقب أب على وزير فرعون (بمعنى مراقب فرعون):
وتقول دائرة المعارف الكتابية (تحت كلمة أب): (أما كلمة "أب لفرعون" (تك 45: 8)، فهي كلمة مصرية معناها "مراقب" أو "وزير" لفرعون ، وقد نقلها الكاتب إلى العبرية بلفظها - وحسناً فعل - لكن المترجمين إلى الإنجليزية وكذلك إلى العربية ترجموها كما لو كانت كلمة "أب" العبرية بدلاً من نقلها كما هي أو ترجمتها إلى "وزير".)
فقد قال نبى الله يوسف عليه السلام: (وهوجلعني أبا لفرعون) التكوين 45: 8
4) كما أطلق لفظ أب على الرئيس الديني والعالمي:
ففي سفر القضاة: (فقال له ميخا أقم عندي وكن لي أبا وكاهنا وأنا أعطيك عشرة شواقل فضة في السنة وحلّة ثياب وقوتك. فذهب معه اللاوي. 11 فرضي اللاوي بالإقامة مع الرجل وكان الغلام له كأحد بنيه.) القضاة 17: 10-11
5) وقد يطلق لفظ أب ويراد به الرئيس العسكرى:
فقد وردَ فى سفر ملوك الثانى أن عبيد نعمان قائد جيش ملاك آرام قد حاولوا إقناعه أن يتطهَّر من برصه: (فتقدم عبيده وكلموه .وقالوا يا أبانا لوقال لك النبي أمراَ عضيماً أما كنت تعلمه فكم بالحريّ إذا قال لك أغتسل وأطهر)ملوك الثاني 5: 13
6) ولقد أطلق على الله أنه أب لكل إسرائيلى:
أ ) فقد ورد في سفر إشعياء: (وأنت يارب أنت أبونا نحن الطين وأنت جابلنا. وكلنا عمل يديك) إشعياء 64: 8
ب) كما ورد في سفر التثنية على لسان موسى عليه السلام خطاباَ لإسرائيل
(أليس هوأبوك ومقتنيك؟ عملك وأنشأك) التثنية 32: 6
ج) كما ورد في إشعياء على لسان إشعياء: (لأني صرت لإسرائيل أبا) إشعياء 63: 16
هـ) ووردَ فى سفر ملاخى 1: 6 (الابن يكرم أباه. والعبد يكرم سيده .فإن كنت أنا أبا فأين كرمتي. وإن كنت سيداَ فأين هيبتي؟ قال لكم رب الجنود)
و) (10أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟) ملاخى 2: 10
7) وقد أطلق على الله على أنه أبا لداوود وسليمان عليهما السلام:
فقد ورد فى مزامير 89: 26 (هو يدعوني أبي. أنت أهلي وصخرة خلاصي)
وفى صموئيل الثاني 7: 12 ، 13 ، 14 (أقيم بعدك نسلك الذي يخرج .. .. .. .. .. .. .. .. أنا أكون له أبا .وهو يكون لي ابنا)
وجاء فى أخبار الأيام الأولى 17: 13 (أنا أكون له أبا. وهو يكون لي ابنا)
وفى أخبار الأيام الأولى22: 10(هو يبني بيتا لاسمي وهويكون لي ابنا وأنا له أبا)
8) أطلق على الله في العهد الجديد أنه أب للمؤمنين الأبرار:
فقد ورد في إنجيل متى 23: 9-10 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
كما ورد في لوقا 6: 36 (36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.)
وورد أيضاً في لوقا 12: 29-31 (29فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا 30فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ. 31بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.)
وكذلك ورد فى متى 5: 44-48 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أبناء أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. .. .. 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
وورد في متى 6: 1 («احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
ورد في متى 6: 4 (فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
كما ورد في متى 6: 7-9 (لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ. .. .. .. 9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.)
وورد فى متى 6: 14-15 (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
وورد فى متى 6: 18 (18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
وورد فى متى 10: 20 (20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.)
وورد فى متى 18: 14 (14هَكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ)
كما ورد في رسالة بولس إلى أفسس 4: 6 (6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.)
كما وردَ فى رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكى 3: 13 (13لِكَيْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلاَ لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ، أَمَامَ اللهِ أَبِينَا)
9) وقد أطلقت بعض الأسفار على الله أنه أب لليتامى:
كما ورد في المزامير 68: 5 (أبوا اليتامى وقاضي الأرامل....)
10) كما سوَّى يسوع بينه وبين أتباعه النصارى وقتئذ في أبوة الله له ولهم:
كما ورد في يوحنا 20: 17 (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ)
11) ورد في أسفار العهد الجديد إطلاق إبليس على أنه أب لكل شرير:
فقد ورد في يوحنا 8: 33 (أنتم من أب هوإبليس .وشهوات أبيكم تعملوا)
وفى متى 13: 38 (الزرع الجيد هو بنو الملكوت. والزوان هم بنو الشرير)
12) كذلك أطلق لفظ الله على الشرفاء أو الأقوياء:
كما ورد في سفر التكوين 6: 1-2 (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ.)
وورد في نفس سفر التكوين أيضاً أن أبناء شيت الأقوياء (أبناء الله) تزوجن ببنات قايين (بنات الناس) 6: 4 ((وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً))
كما ورد في المزامير 29: 1 (1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً.)
وجاء في سفر أيوب 1: 6 (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ.) وفسروه بالشرفاء
ويُستنتَج من كل هذا أن لفظ أب أو إله هو تعبير مجازى للدلالة على تبعية العبد لربه وخالقه والعمل بمشيئته ، أو سيادة الشخص الذى أُطلِقَ عليه إله على شعبه أو عشيرته. وهو نفس التعبير المجازى ، الذى استُخدِمَ على الكفَّار أو المنافقين:
-
13) فقد أطلقت الأسفار لفظ ابن إبليس على العبد الشرير:
ورد في متى 23: 33 على لسان المسيح (33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟)
كما ورد في في أعمال الرسل 13: 10 (10وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟)
وورد في رسالة يوحنا الأولى 3: 8-10 (8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.)
14) كما كان كل الناس ينتمون لله ، فهم كلهم عبيده وأولاده:
كما ورد في سفر إشعياء 30: 1 عن بنى إسرائيل (1وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ يَقُولُ الرَّبُّ)
وورد في سفر آرميا 10: 20 (20خَيْمَتِي خَرِبَتْ وَكُلُّ أَطْنَابِي قُطِعَتْ. بَنِيَّ خَرَجُوا عَنِّي وَلَيْسُوا. لَيْسَ مَنْ يَبْسُطُ بَعْدُ خَيْمَتِي وَيُقِيمُ شُقَقِي.)
وفي سفر إشعياء 1: 2 (2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ.)
وفي إشعياء 63: 8 (8وَقَدْ قَالَ حَقّاً: «إِنَّهُمْ شَعْبِي بَنُونَ لاَ يَخُونُونَ». فَصَارَ لَهُمْ مُخَلِّصاً.)
وسفر التثنية 32: 19 (فَرَأَى الرَّبُّ وَرَذَل مِنَ الغَيْظِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ.)
وفى سفر التثنية 32: 6 (6هَل تُكَافِئُونَ الرَّبَّ بِهَذَا يَا شَعْباً غَبِيّاً غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَليْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ هُوَ عَمِلكَ وَأَنْشَأَكَ؟)
وجاء في متى 5/44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أبناء أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)
ويقول بولس في رسالته إلى رومية 8: 14 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.)
وفي رؤية يوحنا 21: 7 (7مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلَهاً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً.)
وفي متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
والمسيح نفسه عليه السلام فسر لكل نصارى لبنوة الله بأنه من يتشبه بالله في مقابلة الإساءة بالإحسان .وتعميم رحمته للأشرار وأبرار كما ورد في متى 5: 44-48 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أبناء أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. .. .. 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ)
ثالثاً-
لم يُدع عيسى عليه السلام قط عمانويل، ولم يعرف مطلقاً بين قومه أو معاصريه بهذا الاسم ، ولم نسمع فى سير الأولين أن تلاميذ عيسى عليه السلام نادوه مرة باسم (عمانويل). بل سمَّاه ملاك الرب نفسه (يسوع): (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
وإن دل ذلك على شىء ، فإنما يدل على الحرية التى كان يتصرف بها كاتبوا الأناجيل فى دس نصوص من العهد القديم ، يأخذونه من ذاكرتهم، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
1- ذكر متى أن شلتائيل ابن يكنيا ، وذكر لوقا أن شلتائيل ابن نيرى:
أ ) هل أبيهود ابن زربابل كما قال وحى متى؟ (متى 1: 13)
لا. فإذا راجعت ذرية زربابل فى العهد القديم فلن تجد بينهم أبيهود: (وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ 20وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ.) أخبار الأيام الأول 3: 19
ب) يقول لوقا: (زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ) لوقا 3: 27 فهل زربابل ابن شألتئيل؟
لا. زربابل ليس ابن شألتئيل بل ابن أخيه فدايا: (19وَابْنَا فَدَايَا: زَرُبَّابِلُ وَشَمْعِي.) أخبار الأيام الأول 3: 19
ج) هل ريسا ابن زربابل كما يقول لوقا؟: (رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ) لوقا 3: 27
لا. فبنو زربابل هم: (وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ 20وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ.) أخبار الأيام الأول 3: 19-20
وهذا يعنى أن كل من وحى متى ووحى لوقا قد أخطأ فى ذكر اسم ابن زربابل. ونفهم كذلك من سفر أخبار الأيام الأول أن شألتئيل مات بدون ذرية ، ولعل فدايا أخوه تزوج بامرأته وأنجب منها نسلاً لأخيه حسب الناموس ، فصار زربابل ابناً لشألتئيل دون أن
يعلم الرب أو الوحى ذلك فيوضحه حتى لا تُظَنُ الظنون فى زوجة شألتئيل.
د) يقول لوقا: (شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي) لوقا 3: 27 فهل هذا صحيح؟
لا. إن شألتئيل ابن يكنيا وليس ابن نيرى. (17وَابْنَا يَكُنْيَا: أَسِّيرُ وَشَأَلْتِئِيلُ ابْنُهُ) أخبار الأيام الأول 3: 17
هـ) ابن من شالح؟
قال وحى لوقا: (شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ) لوقا 3: 36 فهو ابن قينان عنده.
ويقول وحى العهد القديم: (18وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.) أخبار الأيام الأول 1: 18 و (13وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ بَعْدَ مَا وَلَدَ شَالَحَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.) تكوين 11: 13 فهو إذن ابن أرفكشاد وليس ابن ابنه.
و) هل وعد عيسى لليهود أن يعطيهم آية مثل آية يونان؟
نعم: (39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.) متى 12: 39-40
لا : (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!») مرقس 8: 12
وعلى ذلك فإن كل معجزات يسوع الأخرى التى فعلها تكون مدسوسة عليه باعتراف الكتاب المقدس ، ويكونوا قد افتروا عليه ، وحرفوا كتبه وتعاليمه.
والتلفيق يتضح أكثر فى الفقرة التى تلت نبوءة تسميته عمانوئيل: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) متى 1: 20-25
لاحظ أن الجملة رقم (22 و23) دخيلة على سياق النص! فكيف يقول ملاك الرب (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) ، ثم يقول النبوءة (23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ») ، ثم يولد الطفل ويسمونه يسوع؟
رابعاً:
ما ورد في متى هي مجرد رؤيا منامية ليوسف النجار، لذا لا يعول عليها، فمن غير المعقول أن كل إنسان يحلم بشىء ما نصدقه ، ونأتى به. وإلا لكان الإله خروف بسبعة أرواح وسبعة أعين ، تبعا لرؤيا يوحنا اللاهوتى: (6وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خروفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.) رؤيا يوحنا 5: 6
وأيضاً: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخروفَ، وَالْخروفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا يوحنا 17: 14
خامساً:
القصة في سفر إشعياء تتحدث عن قصة قد حصلت قبل عيسى عليه السلام بعدة قرون، حين تآمر راصين ملك أدوم مع ملك مملكة إسرائيل الشمالية فقح بن رمليا على مملكة يهوذا الجنوبية وملكها آحاز، وقد جعل الله من ميلاد الطفل عمانوئيل علامة على زوال الشر عن مملكة يهوذا، وإيذاناً بخراب مملكة راصين وفقح على يد الآشوريين، وموت الملكين المتآمرين، يقول إشعياء: (10ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: .. .. .. 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». 15زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».17يَجْلِبُ الرَّبُّ مَلِكَ أَشُّورَ عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِيكَ أَيَّاماً لَمْ تَأْتِ مُنْذُ يَوْمِ اعْتِزَالِ أَفْرَايِمَ عَنْ يَهُوذَا. 18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ 19فَتَأْتِي وَتَحِلُّ جَمِيعُهَا فِي الأَوْدِيَةِ الْخَرِبَةِ وَفِي شُقُوقِ الصُّخُورِ وَفِي كُلِّ غَابِ الشَّوْكِ وَفِي كُلِّ الْمَرَاعِي. 20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً.)
(4لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ».) إشعياء 8: 4
فالنص يتعلق بأحداث حصلت قبل يسوع بعدة قرون، وذلك إبان الغزو الأشوري لفلسطين، فقبل أن يكبر الصبي ويميز بين الخير والشر يأتي ملك أشور فيسوق أعداء آحاز أسرى ، وهكذا كان.
وهذا النص الذي ذكره لوقا، وكذا النص الذي في إشعياء، قد تم تحريفهما عن الأصل ليصبحا نبوءة عن يسوع وأمه العذراء، وكانت الترجمات القديمة للتوراة مثل ترجمة أيكوئلا وترجمة تهيودوشن، وترجمة سميكس والتي تعود للقرن الثاني الميلادي، قد وضعت بدلاً من العذراء: المرأة الشابة، وهو يشمل المرأة العذراء وغيرها، وذلك أن اللفظ المستخدم بالعبرانية هو (عِلما) وليس (بتولا).
ويذكر العلامة أحمد ديدات أن النسخة المنقحة (R.S.V) والصادرة عام 1952م قد استبدلت كلمة العذراء في إشعياء بـ "الصبية"، ولكن هذا التنقيح لا يسري سوى على الترجمة الإنجليزية.
وإليك بعض من ترجمات (إشعياء 7: 14):
Darum wird euch der Herr von sich aus ein Zeichen geben: Seht, die Jungfrau wird ein Kind empfangen, sie wird einen Sohn gebären und sie wird ihm den Namen Immanuel (Gott mit uns) geben. [Einheitsübersetzung]
وفى هذه الترجمة تجد أن كلمة الله معنا (تحتها خط) وضعت بين قوسين ، أى إنها ليست من أصل النص العبرى ، وقد أضافها مؤلف إنجيل متى على أنها من النص الأصلى. وكما قلنا من قبل لا يوجد أحد سمَّى يسوع (عمانوئيل) لا الرب ولا ملاكه ولا أمه ولا أحد من معاصريه.
Darum wird der Herr selbst euch ein Zeichen geben: Siehe, die Jungfrau wird schwanger werden und einen Sohn gebären und wird seinen Namen Immanuel nennen. [Elberfelder]
Darum wird euch der HERR selbst ein Zeichen geben: (a) Siehe, eine Jungfrau ist schwanger und wird einen Sohn gebären, den wird sie nennen Immanuel* [Gute Nachricht]
Jetzt gibt euch der Herr von sich aus ein Zeichen: Eine Jungfrau wird schwanger werden und einen Sohn bekommen. Immanuel [2] wird sie ihn nennen. [Hoffnung für alle]
Therefore the Lord himself shall give you a sign; Behold, a virgin shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel. [KJV]
Therefore the Lord Himself shall give you a sign: Behold, the young woman who is unmarried and a virgin shall conceive and bear a son, and shall call his name Immanuel [God with us]. [AMP]
Therefore the Lord himself will give you a sign. Behold, a young woman shall conceive and bear a son, and shall call his name Imman'u-el. [RSV]
وهذه هى النسخة الوحيدة التى ذكرت أنها امرأة شابة ، وليست عذراء. ومن المعلوم أن المرأة الشابة سواء كانت عذراء أو متزوجة أو سبق لها الزواج من قبل ، يمكنها أن تحمل وتلد. وتقول نسخة (Zürcher Bibel) فى هامش تعليقها على هذه الكلمة إن الكلمة العبرانية تعنى (الناضجة) أى لا تعنى عذراء.
Therefore the Lord himself will give you a sign; Behold, a virgin shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel. [Webster 1833]
وكل هذا مسجل على موقع الإنترنت الآتى:
http://www.bibel-online.net
ولنعود إلى النص التوراتى فى إشعياء:
(10ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: 11"اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْقٍ". 12فَقَالَ آحَازُ: "لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ". 13فَقَالَ: "اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ". 15زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا".) إشعياء 7: 10-16
فهل ذكر النص العبرانى الذى يستشهد به متى كلمة (العذراء)؟ إن الكلمة المذكورة فى النص العبرى هى كلمة (علما) ، التى تعنى المرأة الشابة التى تزوجها إشعياء ، وشهد على عقد زواجهما أوريا الكاهن وزكريا بن يبرخيا: (1وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «خُذْ لِنَفْسِكَ لَوْحاً كَبِيراً وَاكْتُبْ عَلَيْهِ بِقَلَمِ إِنْسَانٍ: لِمَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. 2وَأَنْ أُشْهِدَ لِنَفْسِي شَاهِدَيْنِ أَمِينَيْنِ: أُورِيَّا الْكَاهِنَ وَزَكَرِيَّا بْنَ يَبْرَخْيَا». 3فَاقْتَرَبْتُ إِلَى النَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. 4لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ».) إشعياء 8: 1-4
وعلى ذلك يكون عمانوئيل هو ابن إشعياء الذى بشر به الله نبيه فى إشعياء 7: 14. ويؤخذ فى الإعتبار أن هذه النبوءة لم يتخذها أحد من علماء اليهود مطلقاً كدليل على تجسد الإله ، أو دخول الإله الأكبر ، الذى لا يحده شىء ولا مكان فى هذا الكون ولا فى غيره ، فى رحم أمه أو ولادته الإعجازية فى زريبة للبقر ، أو تحديد إقامته أربعين يوما أسيرا للشيطان فى البرية ، أو أسيراً لليهود على الصليب ، أو خبيساً فى باطن القبر ، أو يحتويه كفن من الكتاب داخل قبر!! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. فهل فهم النصارى من لغة اليهود ودينهم ما لم يفهمه موسى والأنبياء من بعده ، وكذلك ما لم يفهمه اليهود أنفسهم؟
مرة أخرى الكلمة العبرية هى (علما) وليست (باتولا) التى يتخذها بعض المترجمين ، ليشيروا بها إلى مريم العذراء ، محرفين الكلم عن موضعه. والنصوص التى ذكرتها لخير دليل على ذلك.
بقى سؤال مهم كيف توصف زوجة إشعياء بالعذراء ، والعذراء بالعربية المرأة البكر التى لم تتزوج سواء شابة أم عجوز، ولكن فى العبرانية اللغة الأصلية للعهد القديم تعنى كلمة "علما" المرأة الشابة سواء متزوجة أو غير متزوجة، وقد ورد بالحواشى فى أسفل الصفحة فى الترجمة السبعينية المرادف لكلمة عذراء المرأة الصبية وزوجة الملك. وفى الموقع التالى على الانترنت وجد المعنى التالى عن الكلمة الأصلية العبرية "علما"
http://bible.crosswalk.com/Lexicons...gi?number=05959
`almah TWOT - 1630b Phonetic Spelling Parts of Speech al-maw' Noun Feminine Definition 1. virgin, young woman a.of marriageable age b. maid or newly married .
وكما يتضح من النص أن من معانى هذه الكلمة (الشابة حديثة الزواج) أو (المرأة الشابة) وليست العذراء بالمعنى المعروف اليوم. ويكون معنى النص ها هى امرأتك الشابة (التى تزوجتها حديثا) تحبل وتلد ابنا وعليك أن تسميه عمانوئيل.
وقد قام الأخ القذافى بالرد على هذا الموضوع رداً رائعاً موجود فى الرابط التالى:
http://www.alsouna.com/vb/upload/sh...=&threadid=1286
لقد وردت كلمة "علما" سبع مرات فى العهد القديم ومعناها بالعبرية شابة، وكاتب إنجيل متى كان معه نسخة يونانية وهى النسخة السبعينية وضع المترجم فيها كلمة "بارثينوس" أى عذراء باليونانية والنصارى دائما يقولون ارجع للنص الأصلى و لا تلتفت للترجمة والنص الأصلى عبرى وليس يونانى هنا ونحن نعود للنص الأصلى.
وهذه هى الترجمة الانجليزية للنص العبرى الاصلى من هذا الموقع :
http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt1007.htm
14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.
والترجمة ببساطة هنا هى المرأة الشابة وهى مرتبطة بنبؤة حدثت فى وقتها كما يظهر من الاصحاح الذى يليه:
واليك الآن تفصيل للمرات السبع التى وردت فيها كلمة "علما " العبرية فى العهد القديم وكلها بمعنى شابة أو شابات مرتين فقط من المرجح أن المقصود أنها شابة وعذراء .
وقد وردت فى الاعداد الاتية :
وردت فى التكوين 24: 4 و الخروج 2: 8 و المزامير 68: 25 و الأمثال 30: 19 و نشيد الإنشاد 1: 3 و 6: 8 وأشعياء 7: 14 .
وإليك الآن ترجمة كلمة علما فى النسخ الآتية للمقارنة:
ASV KJV NIV فان دايك
Maiden virgin maiden الفتاة
Maiden the maid girl الفتاة
Damsels damsels maidens فتيات
Maiden a maid maiden فتاة
Virgins virgins maiden العذارى
Virgins virgins virgins عذارى
وكما ترون فإن كلمة واحدة فى الأصل لا يستطيع المترجمون أن يتفقوا على معنى واحد لها. فكما ترى من الجدول أعلاه أن كلمة واحدة لها كل هذه المعانى بل ترجمها أحدهم خادمة فى نسخة الملك جيمس فلماذا نتمسك بمعنى واحد يوافق مزاج كاتب إنجيل متى. وفى الترجمة السبعينية وهى التى ينقل منها كاتب إنجيل متى ورد بالحاشية أن الكلمة تعنى المرأة الصبية أو زوجة الملك.
يعنى الأمر لا يخرج عن ترجمة غير دقيقة استغلها كاتب إنجبل متى ووجدها فرصة ليفبرك النبؤة على المسيح عليه السلام وهذا ما فعله هذا الكاتب كثيرا يعنى هو باختصار يكتب الانجيل وامامه العهد القديم النسخة اليونانية يبحث عن أى نص يشابه ما يكتب من العهد القديم ويربطه مع ما يكتب افتضح أمره هنا بسهولة لان الترجمة غير دقيقة.
وتأكيداً لكلامنا هذا نأخذ مرة أخرى نص سفر التكوين الذى ذكرت فيه كلما (علما) ونرى كيفية ترجمتها فى طبعة الشرق الأوسط:
(42فَجِئْتُ الْيَوْمَ إِلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ إِنْ كُنْتَ تُنْجِحُ طَرِيقِي الَّذِي أَنَا سَالِكٌ فِيهِ 43فَهَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ وَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَخْرُجُ لِتَسْتَقِيَ وَأَقُولُ لَهَا: اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ 44فَتَقُولَ لِيَ: اشْرَبْ أَنْتَ وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لِابْنِ سَيِّدِي.) تكوين 24: 43-44
والنص كما ترى الذى ذكرته أنت ليس به أى عذراء وهذه هى النسخة العربية ترجمة فان دايك.
أما نفس النص فى الترجمة الحديثة لـ (كتاب الحياة):
(42فَأَقْبَلْتُ الْيَوْمَ عَلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّبُّ، إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَرْجُوكَ أَنْ تُوَفِّقَ مَسْعَايَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قُمْتُ بِهَذِهِ الرِّحْلَةِ. 43هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَأْتِي لِتَسْتَقِيَ، وَالَّتِي أَطْلُبُ مِنْهَا أَنْ تَسْقِيَنِي بَعْضَ الْمَاءِ، 44فَتَقُولُ لِي: اشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الْفَتَاةَ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لابْنِ سَيِّدِي.) تكوين 24: 43-44 (ترجمة كتاب الحياة)
فلا يوجد فيها أى عذراء. أيضا كما ترى ولاحظ الاختلاف فى النص الاول "هى المرأة" و فى الثانى "هى الفتاة". وكما ترى الأمر لا رابط له ولا يصلح لأى استنتاج تبنى عليه عقيدة لأن الأمر يعتمد على مزاج المترجم ونواياه .
وهذه للمرة الثانية الترجمة الصحيحة من العبرية :
14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.
وعلى هذا يصدق قول العلماء الذين صرحوا وأوضحوا أن متى كان يعتمد فى كتابة كتابه (الذى سمى إنجيلاً من بعد) على ذاكرته ، كما فبرك استشهادات من العهد القديم من ذاكرته لتصدق على عيسى عليه السلام ، وتؤكد مشابهته لموسى عليه السلام ، ليصبغ عليه صفة المسيَّا الرئيس ، وأنه هو المصطفى خاتم رسل الله.
ويكفى دليل على ذلك نبوءته المزعومة التى تقول: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23
فتقول الكتب المقدسة فى الحاشية تعليقاً على هذه الفقرة: (إن مثل هذه النبوءة لا وجود لها فى الكتاب المقدس كله) ، أمثال ذلك:
طبعة Zürcher Bibel, 1982
وطبعة Einheitsübersetzung, 1990
تم بفضل الله ونعمته وأشكر أخى الباحث الكبير eeww2000 على استفادتى من بحثه ومن بحث الأستاذ السلامونى (على ما أعتقد) فى تطعيم هذا البحث.
تقبله الله منهما ومنى وجعله فى ميزان حسناتنا كلنا ، وكل من أسهم فيه ولو بكلمة أو فكرة أو تشجيع أو قراءة أو محاورة مع غير المسلمين كانت عونا على هذا البحث!
-
أما قول متى فى نهاية إصحاحه الأول إن مريم ولدت ابنها البكر يسوع ، فمعنى ذلك أنها من الممكن أن تكون قد أنجبت غيره.
لذلك قامت طبعة كتاب الحياة بالتحريفات الآتية فى طبعتها التى يحلو لهم أن يسمونها الطبعة التفسيرية وهى ليس بها أية تفاسير ولكنها ترجمة لعبوا فيها لرفع الحرج عن كتابهم ، ثم يقولون هذا من عند الله: وإليكم الإختلافات من عدة طبعات:
1- لقد غيروا فى العدد 19 من نفس الإصحاح من (يوسف رجلها) فانديك ، إلى يوسف خطيبها) كتاب الحياة.
2- وغيروا فى العدد 20 من نفس الإصحاح من (مريم امرأتك) فانديك ، إلى (مريم عروسك) كتاب الحياة.
3- وكذلك غيروا فى نص متى 1: 25 ، فمن الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية من موقع بشارة يقول (25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) ترجمة فانديك (ولكنه لم يدخل بها حتى ولدت ابناً ، فسمَّاه يسوع.) كتاب الحياة ؛ (25على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع.) الكاثوليكية ؛ (25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتّى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.) الترجمة المشتركة.
فترى أنهم غيروا كلمة البكر فى ترجمة فانديك ، حتى لا تكون مريم قد أنجبت غيره، ولا يكون للرب عندهم أخوة وأخوات ، على الرغم من نصوص أخرى كثيرة تشير إلى وجود اخوة له ، ولا يمكن تأويل النصوص إلى أخوته من يوسف بن يعقوب أو يوسف بن هالى ، منها:
1- (12وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً) يوحنا 2: 12
2- (2وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ عِيدُ الْمَظَالِّ قَرِيباً 3فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ لِكَيْ يَرَى تلاَمِيذُكَ أَيْضاً أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ 4لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». 5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 2-5
3- (10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.) يوحنا 7: 10
4- هذا على الرغم من وجود نصوص أخرى قد تشير إلى كون إخوته هم تلاميذه: (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». 18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا.) يوحنا 20: 17-18
5- (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50 ، مرقس 3: 31-35
6- (19وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ. 20فَأَخْبَرُوهُ: «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». 21فَأَجَابَ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».) لوقا 8: 19-21
هذا على الرغم من وجود نصوص أخرى تدل على أنهم لم يصدقوا الميلاد العذرى الإعجازى لعيسى عليه السلام ، وهذا ما أثبتناه من قول لوقا: (وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي) التى وضعوها فى النص كتوضيح من المترجم، ثم قاموا بتثبيتها فى النص ، ومن هذه النصوص:
1- إنتهاء كل من سلسلة نسب يسوع عند متى ولوقا بيوسف النجار ، ولا علاقة ليوسف هذا بنسب يسوع ، إلا إذا كانوا يتهمون أمه فى عرضها.
2- لوقا 2: 48 (48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!») ، وهم بذلك قد ثبتَّوا على المريم الزنا ، باعترافها الذى وضعوه على لسانها.
3- لوقا 3: 23 (وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي)
4- يوحنا 8: 41 وهو قول قومه له: (41أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ».)
وعلى العموم فلم يتزوج عيسى ولا مريم عليهما السلام ، وسبب ذلك أنهما كانا تابعين لشريعة موسى، فأولاد هارون البكر كانوا منذرين لله، لتدريس الشريعة، وما كان لهم أن يتزوجوا مدة نذرهم (عدد 18: 15 ولوقا 2: 23) ، وكان عليهم ألا يحلقوا شعرهم، وألا يشربوا أو يأكلوا نجساً ، وألا يشربوا الخمر (عدد 6: 1-6)، والربانيون منهم كانوا يلبسون القميص غير المخاط الذى كان يرتديه يسوع وقت الصلب المزعوم
(يوحنا 19: 23).
وخلاصة الإصحاح الأول لمتى:
1- لا علاقة له بوحى الله ، فقد كتبه إنسان مجهول يجهل عيسى عليه السلام ، ويجهل طبيعة رسالته ، وكتبه لليهود لإرضائهم بأنه جعل يسوع هو المسيا الرئيس (خاتم رسل الله) ، وذلك سوف يفرح اليهود ، ويرضيهم ، حيث سيثبتون ملكوت الله فيهم ، على الرغم من قول يسوع لهم: (إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 43-44
2- لم يكتب هذا السفر أحد تلاميذ يسوع ، لأن ظاهره يفضح كره كاتبه لعيسى عليه السلام ، حيث نسب إليه أنه ابن زنا ، وأنه من سلالة أنبياء منهم الوانىزناة ، ومنهم اللص ، ومنهم الديوث ، ومنهم الكافر. فهل فى عائلة ممكن أن تكون أسوأ من ذلك فى الدنيا؟
3- كذب كاتب هذا السفر على الأقل لأنه نسب ليسوع نسب أبوى على الأرض، ونسب لمريم الزواج،وهى أول فاتحة رحم، وكانت منذورة لله، وما كان لها أن تتزوج.
4- ليس ليسوع نسب إلا أنه عيسى ابن مريم ابنة عمران (أى يمتد نسبها إلى عمران أبى موسى وهارون ومريم أختهم ، أى إنها من سبط لاوى).
5- عدم ذكر أى من الأناجيل لكيفية إثبات مريم لبراءتها من تهمة الزنا ، حيث لا يوجد شاهد على نزول ملاك الرب على يوسف هذا ، وهو لم يكن أساساً من الأنبياء ، حتى يرسل الله إليهم ملاكه بمثل هذه البشارة. حيث إن ابنة الكاهن التى تزنى ، وتثبت عليها هذه الجريمة ، لا بد أن تحرق حية: (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.] (لاويين 21: 9). وأعلن الرب رضاه عما فعله فينحاس حفيد هارون الكاهن عندما قتل المرأة المديانية الزانية، في حادثة بعل فغور (عدد 25: 7-15).
6- يسوع ليس إله ، لأن الله لا يولد ، ولا تجوز عليه صفات النقص ، فهو لم يكن يعيش فى رحم أمرأة ، ولا كان مختلطاً بدماء نجس ، يتسبب فى نجاسة صاحبته من 40 يوماً إلى 72 يوماً تبعا لجنس الجنين ، طفلاً رضيعاً جاهلاً ، مسلوب الإرادة ، لا يتحكم فى نفسه فيتبول ، ويتبرز على نفسه ، ويرضع من ثدى أمه ، يعلمها ببكائه أنه جوعان ، أو أنه مبتل الملابس ، وتتوقف حياته على اهتمامها به ، ورعايتها إياه ، وتحمله وتتنقل به؛ ناهيك عن كونه لو كان إلهاً ، لكان إلهاً نجساً فى فترة حيض أمه (15 يوم من كل شهر أى نصف عمر الأم ، وهو نصف عمر الإله الطفل إلى أن يمكنه الإعتماد على نفسه) أو نفاس أمه (40 يوم).
-
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».
7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.
13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».
16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».
19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».
1- نبدأ بوقت ميلاد يسوع.
هل ولد يسوع فى زمن هيرودس الملك كما يقول كاتب إنجيل متى؟
فقد وُلِدَ عند متى فى زمن هيرودس أى قبل سنة (4) قبل الميلاد (متى 2: 1)، أما عند لوقا فقد وُلِدَ وقت الإكتتاب العام فى زمن كيرينيوس والى سوريا أى ليس قبل (6 أو 7) بعد الميلاد (لوقا 2: 2) ، أى هناك 10 سنوات تقريباً فرق فى تحديد زمن ميلاد الرب. فهل مازلت تعتقد أن هذا الكلام أوحاه الرب؟ هل نسى الرب سنة ميلاده؟
يقول قاموس الكتاب المقدس الألمانى (صفحة 592): إن هيروس أنتيباس الذى كان يحكم عقب وفاة أبيه (من 4 قبل الميلاد إلى 39 بعد الميلاد) هو الذى كان يسمى “هيرودس الملك” أو “رئيس الربع”. وهو الذى أمر بقطع رقبة يوحنا المعمدان. إذن لم يكن هيرودس قد مات حتى يرجع عيسى عليه السلام وأمه من مصر!
فكيف رجع من مصر وهيرودس لم يكن قد مات بعد؟
يؤخذ فى الاعتبار أنه وُلِدَ عند لوقا فى سنة الإكتتاب ، الذى بدأ عام 27 قبل الميلاد فى جالين واستغرق 40 عاماً على الأقل ، وسرعان ما انتشر فى الأقاليم الأخرى. ومن المحتمل أن تزامن هذا الإكتتاب فى سوريا كان فى عامى (12-11) قبل الميلاد. وعلى ذلك يكون وقت الإكتتاب قد حدث قبل ولادة عيسى عليه السلام بعدة سنوات ، يقدرها البعض ب 15 سنة وليس بعد ولادته كما ذكر لوقا. مع الأخذ فى الاعتبار أنه بين السنوات (9-6) قبل الميلاد تدلنا المصادر القديمة والعملات المعدنية أنه كان هناك حاكماً يُدعَى ساتورنينوس وعقبه ﭬاروس.
فكيف نسى الرب اسم حاكم سوريا؟
كذلك كيف نسى الرب ما أوحاه فى إصحاحه الأول للوقا؟ فقد حدد أن حمل مريم جاء بعد ستة أشهر من حمل أليصابات ، وتم حملها ووضعها الإله الطفل فى زمن هيرودس ، فكيف تحمل فى زمن هيرودس وتضعه فى زمن كيرينوس والفارق بينهما 10 سنوات؟ فهل استمر الحمل 10 سنوات؟
يختلف النصارى فيما بينهم على موعد ميلاد عيسى عليه السلام ، ولو أتى كتاب الأناجيل وحىٌ من الله لكان قد حلَّ هذه المشكلة ومشاكل كثيرة أخرى! الأمر الذى يجعلنا نؤكد وبكل شدة على أن هذه الكتب ليست من وحى الله ، ولا علاقة لله بها ، غير أنه شاهدٌ على من كتبها ومن حرفها وبأى قصد. فيتفق الكاثوليك والبروتستانت على ميلاده فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر ، ويقول الأرثوذكس إن مولده كان فى السابع من يناير.
وفى الواقع فإن ميلاد عيسى عليه السلام لم يتم فى أى من هذين الشهرين لقول لوقا: (وكان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم) لوقا 2: 8 . فهذان الشهران من شهور الشتاء الباردة التى تغطى فيها الثلوج تلال فلسطين،
فماذا كان يفعل الرعاة بغنمهم ليلاً فى هذا الجو مع وجود الثلوج ، وانعدام الكلأ؟
يقول الأسقف بارنز: (غالباً لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل يوم ميلاد المسيح ، وإذا ما تدبرنا قصة لوقا التى تشير إلى ترقب الرعاة فى الحقول قريباً من بيت لحم ، فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث فى الشتاء ، حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً ، وتغطى الثلوج أرض اليهودية .. .. ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالى عام 300 م)
وتذكر دائرة المعارف البريطانية فى طبعتها الخامسة عشر من المجلد الخامس فى الصفحات (642-643) ما يلى: (لم يقتنع أحد مطلقاً بتعيين يوم أو سنة لميلاد المسيح ، ولكن حينما صمم آباء الكنيسة فى عام 340 م على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسى فى الشتاء الذى استقر فى أذهان الناس ، وكان أعظم أعيادهم أهمية ، ونظراً إلى التغييرات التى حدثت فى التقاويم تغير وقت الانقلاب الشمسى وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليلة). معنى ذلك أن الوثنية كانت مازالت متغلغلة فى قلوب وعقول آباء الكنيسة حتى القرن الرابع الميلادى ، أو على الأقل كان من اختار هذا الوقت أحد أتباع جيش بولس ، الذى تغلغل فى صفوف النصارى الأول ، وضلل الشعب ، وأخرجهم من جماعة الرب بإلغائه للختان والتفريط فى الناموس ، واختراع اسطورة الصلب والفداء ، الأمر الذى جعل رئيس التلاميذ يحكم عليه بالكفر ، ويأمره بالتوبة ، ويرسل إلى القوم الذين ضلوا بسبب بولس من يُصحح لهم عقيدتهم. (أعمال الرسل 21: 17-32)
وورد فى دائرة معارف شامبرز: (أن الناس كانوا فى كثير من البلاد يعتبرون الانقلاب الشمسى فى الشتاء يوم ميلاد الشمس ، وفى روما كان يوم 25 ديسمبر يُحْتَفَل فيه بعيد وثنى قومى ، ولم تستطع الكنيسة أن تلغى هذا العيد الشعبى ، بل باركته كعيد قومى لشمس البر).
ويقول “بيك” أحد علماء تفسير الكتاب المقدس: (لم يكن ميعاد ولادة المسيح هو شهر ديسمبر على الإطلاق ، فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيراً فى الغرب).
ويقول المؤرخ المسيحي حبيب سعيد في كتابه "لمحات في تاريخ الإنجيل" نقلاً عن هريدى: (إن الصقيع يتساقط في هذه البقعة وبكميات وافرة، وتهطل الاْمطار غزيرة في أشهر ديسمبر ويناير وفبراير... وفي فصل عيد الميلاد تكتنف بيت لحم الثلوج والأمطار، وفي هذا الفصل لا تكون قطعان الأغنام في مراعيها. وفي التلمود اليهودي تلميح إلى هذا يؤخذ منه أن القطعان تخرج إلى مراعيها في شهر مارس وتبقى إلى شهر نوفمبر. أما الأغنام والرعاة فيحتمون داخل الحظائر خلال فصل الشتاء في أرض
فلسطين كلها....".
وأخيراً نذكر أقوى الأدلة كلها عن الدكتور (ﭼون د. أفيز) فى كتابه “قاموس الكتاب المقدس” تحت كلمة (سنة): إن البلح ينضج فى الشهر اليهودى (أيلول).
وشهر أيلول هذا يطابق عندنا شهر أغسطس أو سبتمبر كما يقول “بيك” فى صفحة 117 من كتاب (تفسير الكتاب المقدس).
ويقول دكتور “بيك” فى مناقشة (ﭼون ستيوارت) لمدونة من معبد أنجورا وعبارة وردت فى مصنف صينى قديم يتحدث عن رواية وصول الإنجيل للصين سنة 25-28 ميلادية ، حيث حدد ميلاد عيسى عليه السلام فى عام 8 قبل الميلاد فى شهر سبتمبر أو
أكتوبر ، وحدد وقت الصلب فى يوم الأربعاء عام 24 ميلادية.
ويشير دكتور (ﭼون ريفنز) إلى ذلك قائلاً: (إن حقيقة إرشاد السيدة مريم العذراء إلى نبع كما ورد فى القرآن الكريم لتشرب منه إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلاً فى شهر أغسطس أو سبتمبر وليس فى ديسمبر حيث يكون الجو بارد كالثلج فى كورة اليهودية ، وحيث لا رُطَب فوق النخيل ، حتى تهز جذع النخلة فتتساقط عليها رطبا جنيَّا).
وكثرة النخيل فى منطقة بيت لحم واضحة فى الإنجيل فى الإصحاح الأول من سفر القضاة ، وبذلك يكون حمل السيدة مريم بدأ فى نوفمبر أو ديسمبر ولم يبدأ فى مارس أو إبريل كما يريد مؤرخو الكنيسة أن يلزموا الناس باعتقاده.
هذا ويحتفل العالم المسيحي بعيد الميلاد من24-25 ديسمبر من كل عام. على أن الفلكيين والمؤرخيين من رجال العلم والدين على السواء قد أجمعوا على أن 25 ديسمبر من سنة واحد بعد الميلاد ليس التاريخ الحقيقي لميلاد المسيح، لا من حيث السنة ولا من حيث اليوم. وتقع المسؤولية في هذا على الراهب "دينيسيوس أوكسيموس " الذي ارتكب أخطاء عديدة في حساباته إذ نسي سنة الصفر الواقعة بين سنة (1 ق. م) وسنة(1 ب. م) كما أغفل الأربع سنوات التي حكم فيها الإمبراطور أوغسطس باسمه القديم "أكتافيوس". (نقلاً عن هاريدى)
أما حقيقة الاحتفال بيوم25/12 فتعود إلى مجمع نيقية في القرن الرابع الذي كان يرأسه الإمبرطوار قسطنطين، حيث تنازل القساوسة الشاؤوليون الكنسيون عن أمور كثيرة من الدين المسيحي لكسب تأييد الإمبراطور، منها: (نقلاً عن هريدى)
ا- قرروا أن يوم العطلة المسيحي (الشاؤولي الكنسي) هو يوم الأحد ، إذ كانت الإمبراطورية الرومانية تعتبر يوم الشمس هو يوم الراحة ، لأنها كانت تقدس الشمس قبل اعتناق قسطنطين النصرانية ، فعندما دخلت الإمبراطورية المسيحية ، وساوى قسطنطين بين المسيحية والوثنية ، جعل يوم الشمس هو يوم راحة النصارى ، وما زال هذا اليوم اسمه ـ بالإنكليزية ـ Sunday ، واسمه ـ بالألمانية ـ Sonntag ، ليشهد على خيانة قساوسة المجامع القدامى ، وبيعهم يسوع ودينه ، الذي كان محافظاً ومؤيداً ليوم السبت.
2- "اتبعوا التاريخ التقليدي لمولد إله الشمس- الذي كان يحتفل به قسطنطين والشعب الروماني الوثني. وهو الخامس والعشرون من ديسمبر واعتمدوه ليكون عيد ميلاد يسوع.
وهذا يثبت أن جميع الطوائف التي تدعى المسيحية اليوم تحتفل بعيد ميلاد كاذب ليسوع (وما هو في حقيقته إلا العيد الوثني لمولد الشمس وليس لمولد يسوع) ابتدعته لها كنائسها الشاؤولية اليهودية الوثنية، وهي لا تملك دليلاَ واحداً على صحته، كما يثبت صحة القرآن الذي نزل قبل 1400سنة، ويؤكد أن ما تقوم عليه مسيحية اليوم ليس إلا "تقاليد موروثة" كما قال النقاد المسيحيون أنفسهم.
3- استعاروا شعار إله الشمس- الوثني- وهو صليب النور ليصبح شعاراً للمسيحية (الشاؤولية الكنسية).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- يقول متى أيضاً: (5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 5-6
وهو هنا يشير إلى النبى ميخا (ميخا 5: 2) وهذه النبوءة مردودة لأن سفر ميخا من الأسفار المحذوفة عند السامريين ، وأن عيسى عليه السلام لم يكن ملكاً على شعب إسرائيل: («أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 21 ، («مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!») يوحنا 8: 7 ، («يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟») لوقا 12: 14 وكذلك سأله بيلاطس إذا كان هو ملك اليهود؟ فأنكر وقال له: (34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» …«مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ.) يوحنا 18: 34 ، 36
فمن الذى استشهد بكتاب غير معترف به؟ ولماذا؟
فإن كان عيسى هو الإله فهل نسى أنه من اليهودية ولا يستطيع التدريس والمعيشة وسط السامريين؟ ألا يدعوا هذا للسخرية من هذا الإله؟ وألا يقدح هذا فى قداسة هذا الرب وألوهيته؟
أإله يرفضه أنبياؤه ، ويفعلون مالا يرضاه ، وما قد نهى عنه ليضلوا خلقه ، فمنهم من يزنى زنى المحارم (لوط مع ابنتيه) ، ومنهم من يزنى مع زوجة أبنائه (يهوذا مع ثامار)، ومنهم من سرق النبوة من أخيه وكذب على أبيه وخدعه وضحك على الإله وأوحى إليه (يعقوب يسرقها من عيسو)، ومنهم من صارع الله وغلبه (يعقوب والإله)، ومنهم من عبد الأوثان (سليمان)؟
فأين القدوة التى يريد الإله أن يضربها لمخلوقاته؟ وأين علمه الأزلى فى أن هؤلاء البشر سيضلون خلقه؟ وماذا يفعل هذا الإله إذا احتج عليه أحد من خلقه يوم القيامة
متهما إياه بإضلالنا عن طريق أناس فاسدة أعطاهم الحكم والنبوة؟
ويقول إدوارد شفايتزر فى تفسيره لإنجيل متى: وبالنسبة لإستشهاده بميخا ، فهى تشير فى اليهودية إلى المسيا ، ولكن أقحمت فى التراجد إلى ال{امية ، وأيضاً لا توجد كلمة (أرض يهوذا) لا فى النص العبرانى ولا فى النص اليونانى ، ويمكن أن يكون مصدرها هو متى نفسه. أليس هذا اعتراف بتحريف الكتاب المنسوب لمتى؟
ويؤكد الناقد "جيرالد بري" فيقول: إن المسيح ولد في بلدة الناصرة بفلسطين، أما كنيسة المهد في بيت لحم التي يزعمون أن المسيح ولد فيها فيعود تاريخها إلى القرن الخامس. أي بعد ضمان موت جميع الذين يعرفون أنه ولد في الناصرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- لكن هل كان يسوع سامرياً أم يهودياً؟
تبعاً لمتى كان سامرياً ، وجعلها نبوءة ويجب أن تتم: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23
وتبعاً ليوحنا فقد كان يهودياً وليس من ناصرة الجليل: (9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.) يوحنا 4: 9 فكيف يتم التوفيق بين الإثنين؟ ألا يدل هذا على التحريف المتعمد أو كثرة تناوب الأيدى والأقلام بالتصحيح والتعديل فيما تسمَّى بأصول هذا الكتاب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- يقول متى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23 ، فما هو كتاب الأنبياء الذى كُتِبَت فيه هذه النبوءة؟ فهى لا توجد فى أى كتاب من كتب الأنبياء ، وبذلك يكون هذا الكتاب الذى بين يدى النصارى ليس من كلام الله وقد وقع فيه تغيير وتبديل!
أضف إلى ذلك تعليق الكتاب المقدس الألماني فى هامشه إنه لا يوجد في كتب الأنبياء أية إشارة إلى ذلك. هذا بالإضافة إلى أن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط زبولون بن يعقوب (يشوع19: 10-16) ، وأن الناصرة تقع فى قرى الجليل ، وأهلها كلهم من
يهود السامرة ، والإتصال بينهم ممنوع.
ولو قَبِلَ يهود أورشليم نبياً من سكان السامرة ، فكيف سمحوا لسامرى من صغره بالمقام فى هيكل سليمان؟ وكيف سمحوا له بالتدريس فى معبدهم؟ أضف إلى ذلك أن عيسى عليه السلام من سبط يهوذا ، وأبناء هارون الذين منهم عيسى عليه السلام مكان سكناهم كان فى أرض اليهودية مع سبط يهوذا ، فمن الذى أسكنه الناصرة وأخرجه من أرض عشيرته؟ مع الأخذ فى الإعتبار أنه بين المكانين آلاف الأميال وسفر أيام.
وعن هذه النبوءة يقول باركلى فى تفسيره لمتى ص 37: (وهذه النبوة تواجه المفسرين بصعوبة كبيرة ، ذلك لأنه لا توجد آية فى العهد القديم بهذا المعنى ـ وحتى مدينة الناصرة نفسها غير مذكورة على الإطلاق فى العهد القديم. ولم يوجد حل كاف لهذه المشكلة.)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5- أين تمت ولادة يسوع؟
اتفقت الروايتان على أن الولادة تمت فى بيت لحم، وهذا خطأ ومردود عليه:
لقد ادعى لوقا أن سبب ذهاب السيدة مريم ويوسف إلى بيت لحم هو تعداد السكان: (إن أهل مريم كانوا يسكنون فى الجليل فى قرية الناصرة ، وأتت مع خطيبها إلى بيت لحم للتعداد الذى أمر به أغسطس، وولدت يسوع هناك) لوقا 2: 1-7
بينما ادعى متى أيضاً أن السبب هو وجود نبوءة عندهم تقول إنه سيظهر نبى فى إسرائيل من بيت لحم يرعى شعب إسرائيل ؛ قيقول متى: (5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 5-6 ، وهو هنا يشير إلى النبى ميخا ، وسفر ميخا من الأسفار المحذوفة عند السامريين أهل الجليل ، بالإضافة إلى أن عيسى عليه السلام لم يكن ملكاً.
وهنا يتضح السبب عند متى ولوقا فى دعوة يسوع الناصرى ليجعلوا منه المسيَّا: (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». 41آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ 42أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» 43فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ.) يوحنا 7: 40-43
أو يجعلوه مكروها بين اليهود، لأن أهل الناصرة السامريين كانوا أعداءً لليهود، وهذا يتضح من رفض المرأة السامرية أن تعطى يسوع ماءً ليشرب: (46فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ».) يوحنا 1: 46
يتضح السبب أكثر فى دعوة عيسى عليه السلام ناصرياً من إنجيل متى ، حيث يقول: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23 ، ولا يوجد أثر فى أى كتاب من كتب الأنبياء لهذه العبارة ، اللهم إن كانت موجودة فى يوم من الأيام وأصابها التحريف وحُذِفت.
أضف إلى ذلك أن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط زبولون بن يعقوب من زوجته ليئة (تكوين 30: 20) ، وهم يهود السامرة ، والعداء مُستَحْكَم بينهم وبين يهود أورشليم والاتصال بينهم ممنوع ، والليل على ذلك قول المرأة السامرية لعيسى عليه السلام: (7فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» - 8لأَنَّ تلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً. 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.) يوحنا 4: 7-9.
فكيف سمحوا لسامرى - هذا لو كان من ناصرة الجليل - من صغره بالمقام فى هيكل سليمان؟ فهل كان يُعلِّم فى مَجمعهم؟ وكذلك جاء رفض المرأة السامرية التعامل معه لأنه غير سامرى لأكبر دليل على عدم ولادة عيسى عليه السلام فى مدينة الناصرة ، لأنه لو ولد فى الناصرة لأصبح سامرى ، ولما سَمَّته يهودياً: (كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ).
أما مكان سُكنى اليهود وهم من سبط لاوى ومنهم عيسى ابن مريم عليه اسلام ـ حيث كان من واجباتهم التدريس والوعظ فى هيكل سليمان ، بالإضافة إلى دعوة اليهود لعيسى عليه السلام بكلمة (ربونى) الذى تفسيره يا معلم ، وهى لا تُطلق إلا على اللاويين ـ فى أرض اليهود مع سبط يهوذا ، وأن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط زبولون بن يعقوب من زوجته ليئة وهم من يهود السامرة ، كما ذكرت.
ويحل القرآن هذه المشكلة فى ندائه لمريم ب (ابنة عمران) و (أخت هارون) ، والمعروف أن عمران أنجب موسى وهارون ، وبذلك يدخل عيسى عليه السلام ضمن بركة إسحاق حيث إن موسى من نسل إسحاق بن إبراهيم ، والدليل على هذا أن ملاك الرب نزل على مريم يبشرها بالحمل فقال لها: (36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا) لوقا 1: 36 ، وكانت أليصابات هذه زوجة زكريا ، و(5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.) لوقا 1: 5 و(1وَهَذِهِ فِرَقُ بَنِي هَارُونَ: بَنُو هَارُونَ: نَادَابُ وَأَبِيهُو أَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ. .. .. .. 10السَّابِعَةُ لِهُقُّوصَ. الثَّامِنَةُ لأَبِيَّا.) أخبار الأيام الأول 24: 1-10
وكان يشوع بن نون عليه السلام قد قسم أرض كنعان بعد فتحها على الأسباط وحدَّدَ لكل سبط أرضه بحدود معينة (انظر سفر يشوع الإصحاح 15) ، وقد كان نصيب بنى هارون ثلاثة عشر مدينة من وسط يهوذا (انظر يشوع 21: 4) ، لذلك: (39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا) لوقا 1: 39
أتعرف كم من الكيلومترات بين الناصرة وأرض اليهودية؟ إنها آلاف الأميال ، وهذه المسافة قد قطعتها مريم فى ثلاثة أشهر ـ كما يقول قاموس الكتاب المقدس الألمانى (صفحة 886) ـ وقد بشرها الملاك قبل رحلتها هذه أن أليصابات كانت حاملاً فى الشهر السادس (لوقا 1: 36)، وعلى ذلك لابد أن تكون أليصابات عند وصول مريم
إليها قد أنجبت أو على وشك الإنجاب!
فانظر بعد ذلك إلى ما قاله الوحى للوقا: (41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.) لوقا 1: 41-44 ، فهل بدأت تُحس بدبيب الطفل فى أحشائها بعد تسعة أشهر من الحمل؟
وعلى ذلك فإن مريم كانت تسكن بالقرب من قريبتها ، وخرجت مسرعة ولم تقض دقائق حتى دخلت على قريبتها ، وإلا كيف ستسافر امرأة بمفردها مسيرة ثلاثة أشهر؟ فهم إذن من سبط واحد ، هو سبط لاوى ، ومكان سكناهم هو مدينة يهوذا.
ويبقى سؤال واحد: ما الدليل على أن مريم وأليصابات من سبط لاوى؟
هذا قانون اليهود عند الزواج: (7فَلا يَتَحَوَّلُ نَصِيبٌ لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ بَل يُلازِمُ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ سِبْطِ آبَائِهِ. 8وَكُلُّ بِنْتٍ وَرَثَتْ نَصِيباً مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيل تَكُونُ امْرَأَةً لِوَاحِدٍ مِنْ عَشِيرَةِ سِبْطِ أَبِيهَا لِيَرِثَ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ آبَائِهِ 9فَلا يَتَحَوَّل نَصِيبٌ مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ آخَرَ بَل يُلازِمُ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ».) عدد 36: 7-9
(ولعل من أجل ذلك ساقكما الله إلىّ حتى تتزوج هذه بذى قرابتها من عشيرة سبط أبيها) طوبيا 7: 14
(ولما أن صار رجلاً اتخذ له امرأة من سبطه اسمها حنه) طوبيا 1: 9
وعلى ذلك تكون أليصابات من نسل هارون من سبط لاوى ، وتكون مريم البتول نسيبتها من نفس السبط ، أى تكون أختاً بالنسبة لهارون وابنة بالنسب لعمران ، ويكون
عيسى عليه السلام أيضاً من نسل هارون.
ويؤكد كذلك نسبته إلى هارون دعوة المجدلية وأتباعه له ب (ربى أو ربونى) ، وهو لقب للكاهن الذى يعلِّم فى المعبد ، وكذلك قميصه غير المخاط الذى كان يرتديه (يوحنا 19: 23)، حيث لم يك يرتديه إلا الكاهن ، وكان سبط هارون مخصص لتدريس الناموس وتعليم الناس.
أما بالنسبة لكون وجود أخت لموسى تُدعى مريم فهو فى الكتاب غير واضح ومتناقض:
فتارة يقول الكتاب: (20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) خروج 6: 20
وتارة يقول: (59وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ.
فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.) عدد 26: 59
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6- يقول الكتاب: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 1-2 (9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا) متى 2: 9-11
وهل كان النجم فى السماء أم اقترب من الأرض؟
فلو كان فى السماء فكيف أمكن للنجم الضخم تحديد المكان الصغير الذى ولد فيه يسوع من مكان يبعد عن الأرض بلايين السنوات الضوئية؟ فالمعتاد أن أشير بأصبعى لأحدد سيارة ما. أى أشير بالصغير لأحدد الكبير ، لكن أن أشير بالسيارة لأحدد أحد أصابع شخص ، فهذا غير منطقى. وكيف لم يراه باقى البشر أو على الأقل وحى باقى الإنجيليين؟
وهل كانت سرعة المجوس على الأرض تساوى سرعة النجم فى السماء؟ بالطبع لا. فسرعة الإنسان على الأرض تكون أسرع كثيراً من حركة النجوم.
وهنا يعلق الأستاذ هريدى بقوله: (انظر إلى أي نجم عالٍ فوق رأسك وبعدها تحرك في دائرة قطرها 50 ميلاً أو أكثر وانظر إلى النجم مرة أخرى ستجده ما زال فوق رأسك بسبب ارتفاعه العظيم. أما أن يكون قد وقف بالذات فوق المكان الذي ولد فيه الصبي، وليس فوق البيت المجاور أو الذي بعده أو الذي قبله فهذا منتهى الكذب والتخريف.)
إضافة إلى أن حركات السبع السيارة وكذا الحركة الصادقة لبعض ذوات الأذناب تكون من المغرب إلى المشرق ، والحركة لبعض ذوات الأذناب من المشرق للمغرب ، فعلى هاتين الصورتين يظهر كذبها يقيناً ؛ لأن بيت لحم من أورشليم إلى جانب الجنوب. والقصة تقول إن المجوس جاؤوا إلى أورشليم ثم أرسلهم الملك إلى بيت لحم الواقعة جنوب أورشليم. وبذلك فهم لابد أن يكونوا قد تبعوا نجماً تحرك من الشمال إلى الجنوب. الأمر غير المتوفر فى الأذناب السبع السيارة. صحيح أنه توجد بعض ذوات الأذناب تميل من الشمال إلى الجنوب ميلاً ما ، لكن هذه الحركة بطيئة جداً من حركة الأرض ، فلا يمكن أن تُحَسّ هذه الحركة إلا بعد مدة.
أما لو اقترب النجم ووقف حيث وُلِدَ الصبى، لكانت معجزة، ما احتاج معها أن يبشر بملكوت السموات ، أو احتاج بشر أن ينكره. ولكان سجلها المؤرخون.
ألست معى فى أن النجم كتلة من النار متوهجة تضىء فى السماء؟
ألست معى أن النجم أكبر من الشمس بلايين المرات؟
ألا تدرك ماذا تفعل بنا الشمس لو اقتربت إلى الأرض؟
فما بالك لو اقترب النجم نفسه؟
ألا يدل ذلك على جهل كتبة الإنجيل وعدم معرفتهم بطبيعة النجم وأنه كتلة نارية؟
ألا يدل ذلك على تحريف الكتاب؟
يقول الأستاذ هريدى عن توقف النجم فوق مكان تواجد الصبى: (إننا اليوم نعرف أن جاذبية النجوم والكواكب تعتمد على حجمها وكتلتها وسرعة دورانها وارتباطها بالنجوم والمجرات الأخرى وارتباط الأخرى بنجوم وكواكب ومجرات أخرى .. .. وهلم جراً. فإذا توقفت الكواكب عن الدوران معنى ذلك أنه انعدمت جاذبيتها وهوت إلى ما لا نهاية ضاربة بعضها بعضاً ، متفتتة إلى ذرات متطايرة في الجو .. .. أي باختصار تنهار العمارة الكونية كلها ومعها الأرض التي نقف عليها ومعها هذا الكاتب ونحن وأنتم والعالم أجمع ، مما يظهر كذب الكاتب العبقري وجهله ويؤكد أن ذلك النجم لم يظهر إلا في أفق خياله.)
ثم ما علاقة عبدة النار من المجوس باليهودية وبمجىء ملك اليهود؟ وكيف عرفوا ذلك على الرغم من عدم معرفة اليهود أنفسهم بهذا الموعد؟ فعند الصلب وبعد 33 سنة عاشوها معه سأله رئيس الكهنة: («أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟») متى 26: 63 (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟») متى 27: 11
فلو صدقوا بذلك لكانوا من أتباع اليهودية! ولم نسمع ولم نقرأ ولم يسجل أحد المؤرخين القدماء أن المجوس سجدوا لأحد من ملوك اليهود ، فلماذا تحملوا مشقة السفر وتقديم
كنوزهم والكفر بدينهم والسجود لمن يقدح فى دينهم ويسب معبوداتهم؟
وهل ترك هيرودس من استهزؤا به وقتل أطفال قرية بيت لحم كلها، وهى قرية صغيرة تقع فى دائرة حكمه ويسهل السيطرة عليها ، ويسهل عليه معرفة من الذى ولدَ فيها وإلى أى بيت جاء المجوس؟ ولماذا لم يتمكن عسكره من اللحاق بالمجوس الذين أهانوه أو التحقق من أسطورة ملك اليهود هذا؟ ولماذا تكلف قتل الأطفال فى باقى التخوم؟ ولو فعل هيرودس هذا لأصبح من أعداء اليهود على كامل فرقهم ، ولكتبها المؤرخون من اليهود وغيرهم، الذين كانوا يكتبون ذمائم هيرودس، ويتصفحون عيوبه وجرائمه. وهل تقبل اليهود إبادة أطفالهم دون أدنى اعتراض أو مظاهرة أو محاولة للإنتقام منه؟
وهل كان المجوس أعلم من اليهود بدينهم ، لدرجة أنهم سبقوهم فى معرفة يوم ومكان ميلاد ملكهم ومخلصهم الذى طالما باتوا يحلمون بقدومه؟
وكيف لم يؤمن اليهود بعيسى عليه السلام ولم يهتموا حتى بمولده ، ولا بأمه ، بل اتهموها بالزنى ، على الرغم من كل هذه الظواهر الطبيعية الخارقة من قدوم النجم وإشارته إلى مكان مولده ، ومعرفة المجوس بيوم ومكان مولده ، ومعرفة هيرودس واضطرابه الشديد ، بل سعوا فى التخلص منه عدة مرات؟
ولو افترضنا أنهم عرفوا ذلك عن طريق التنجيم ، لكان الإنجيل يدعوا إلى اتباع المنجمين وتصديقهم ، وهو عندهم رجس ومحرم تحريماً تاماً: (31لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الْجَانِّ وَلاَ تَطْلُبُوا التَّوَابِعَ فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.) لاويين 19: 31 ؛ (6وَالنَّفْسُ الَّتِي تَلْتَفِتُ إِلَى الْجَانِّ وَإِلَى التَّوَابِعِ لِتَزْنِيَ وَرَاءَهُمْ أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ تِلْكَ النَّفْسِ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا) لاويين 20: 6 ؛ (10لا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ وَلا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ 11وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً وَلا مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً وَلا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى. 12لأَنَّ كُل مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هَذِهِ الأَرْجَاسِ الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. 13تَكُونُ كَامِلاً لدَى الرَّبِّ إِلهِكَ.) تثنية 18: 10-13
وهنا يقول باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 32 ، فيقول:
(لكن هيرودس [الكبير الذى تولى الحكم عام 47 ق.م.] كان يفتقر إلى الإتزان فى شخصيته ، فقد كان كثير الهواجس والشكوك. وكانت هذه هى نقطة الضعف فيه التى أخذت تتزايد إلى حد بشع لا يُحتَمَل ، كلما تقدم به العمر ، وكان إذا داخله شك فى أى فرد ينافسه فى سلطانه ، أواله من أمامه ، أو قتله بلا تردد. وقد قتل لهذا السبب زوجته مريام ، وأمها ألكسندرا ، كما قتل ابنه الأكبر أنتيباتر ، وابنين آخرين هما إلكسندر وأرستبولس.)
وفكِّر معى بالله عليك! هل إنسان بهذه الشخصية يصارحه المجوس أنهم أتوا ليسجدوا لملك اليهود ، ويثق فيهم دون أن يعرفهم ، ويتركهم دون أن يرسل نفراً من حراسه لتتبعهم ، أو يرسل أحد أتباعه الموثوق بهم ليأتى بهذا الغلام؟
ثم فكر معى مرة أخرى! كان هيرودس هذا نصفه يهودى ونصفه أدومى ، وقد أسدى لليهود خدمات عظيمة جداً استحق عليها لقب ملك عام 40 ق.م. ويستحيل معها أن يقتل أبناء شعبه هو نفسه: فقد كان الحاكم الوحيد فى فلسطين الذى استطاع أن يحفظ الأمن والسلام فى تلك البلاد المضطربة. وكان صاحب مشروعات عمرانية كبيرة ، فقد بنى الهيكل فى أورشليم ، كما خفف الضرائب عن الشعب فى أوقات الأزمات ، وفى وقت المجاعة عام 25 ق.م. حول طبقه الذهبى إلى سبيكة ، باعها ليشترى قمحاً ، لينقذ الشعب من الموت جوعاً.
فهل يفعل من كان يهودياً يحب شعبه ، ويخدمهم ، ويعمر أماكن عبادتهم ، بل ويبيع ممتلكاته الشخصية ليطعمهم هذه الجرائم بأطفالهم؟
ثم مات هيرودس وهو ابن 70 عاماً ، وعند ولادة يسوع كان عمره فوق ال 65 ، هذا إذا لم يكن ولد فى زمن كيرينوس والى سوريا أى 6 أو 7 ميلادية ، فهل تتخيل رجل يعرف من متوسط أعمار الناس حوله أن أجله قد قرب، فيقتل أطفال شعبه الذى يحبهم؟
وهل بلغ بهيرودس اليهودى أن يفكر فى قتل الطفل الإله؟ أم ملك اليهود عندهم كان من الأنبياء العظماء وليس أكثر؟ فبصفته يهودى لا يؤمن اليهود بتجسد الإله ، ولا بإمكانية قتله ، وعلى ذلك فلو عيسى هو المسيا ملك اليهود ، فستكون عقيدة النصارى كلها ضالة لأنها مبنية على فكرة تجسد الإله ، وقتله فداءً عن البشرية.
ألا تفند هذه القصة إدعاء النصارى بقصة الفداء والصلب وبقصة ألوهية عيسى عليه السلام ـ هذا بفرض أنه المسيا؟ لأن المسيا هو نبى سينقذ بنى إسرائيل والعالم كله ، ويخلصهم من خطاياهم عن طريق دعوتهم للتوبة ، وإرشادهم للطريق السليم؟ فما حاجة الإله إذن لأن ينزل ويغامر بنفسه؟ هل بسبب خطيئة آدم وحواء؟ فلماذا لم ينزل إذن وقت آدم نفسه ، ولتنتشر المحبة بين الناس أكثر ، ولما مات نبى أو تقى أو إنسان بار محملاً بخطيئة غيره؟
أو ربما انتظر حتى قرب موعد الساعة ونزل ليصلب ليفدى أكبر عدد ممكن من البشرية؟
أليس هو القائل: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
أليس هو القائل: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ
أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
أليس هو القائل: (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ
وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
أليس هو القائل: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
أليس هو القائل: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
إذن لا أساس لقصة الصلب والفداء التى اخترعها بولس ، الذى كفره التلاميذ ، وأرسلوا من يصحح عقيدة من أضلهم بولس: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 17-32
وهل بلغ باليهود هذا الحد من الجحود أو اللا مبالاة أن يتركوا هيرودس يقتل كل أطفالهم بمن فيهم ملكهم الذى كانوا ينتظرون قدومه من وقت موسى إلى هذا العصر؟ ألم يقاتل اليهود لإقامة دولة لهم ليسهل على ملكهم أن يحكمهم فى وجود دولة؟ ألم يتظاهروا ويتآمروا لذلك؟ فهل بهذه السهولة فرطوا في ملكهم؟ أم كانوا على ثقة من أن ليس هذا هو الوقت الذى سيخرج فيه المسيا ، وليس هذا هو مكانه ، وليس هذا هو نسبه فاطمأنوا لذلك؟
والغريب فى قصة متى هذه أيضاً أن المجوس ناموا ربما لليوم التالى ، لأن النجوم تظهر ليلاً ، وقد أوحى إليهم فى منامهم: (12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.) متى 2: 12 ، وكل هذا ولم يقلق هيرودس ولم يحرك ساكنا على الرغم من اضطرابه واضطراب كل أورشليم معه وعقده لإجتماع استدعى فيه رؤساء الكهنة والكتبة خوفاً من هذا الوليد: (3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟») متى 2: 3-4
فهل هذا كلام يقبله عاقل فى الدنيا؟
وكم من الوقت استغرقه المجوس ليأتوا ليسجدوا لهذا الصبى؟ فهل يُعقل أن يصلوا من بلاد فارس فى نفس اليوم الذى رأوا فيه نجمه؟ أم ظل النجم واقفاً فى انتظار قدومهم؟ مع العلم أن هذا النجم ظهر يوم مولده ، وفى هذا اليوم كانوا هم أيضاً قد وصلوا إلى بيت لحم ليسجدوا للصبى.
ويتساءل الأستاذ هريدى قائلاً: (أليس غريباً أن يرى هؤلاء المجوس من بلاد فارس نجم ملك اليهود فيعلمون بميلاده ويحضرون بهذه السرعة المذهلة بينما لا يعلم به أهل بيت لحم "التي ولد فيها" أو أهل القدس والناصرة، والجليل، ولا حتى يروا نجمه، في الوقت الذي هم أولى من المجوس بميلاد ملكهم؟!.)
ويتساءل أيضاً قائلاً: لو صح أن أتى المجوس وهم الحكماء كما يحلوا لمفسرى الأناجيل أن يكتبوا ، أقول لو صح هذا الخبر وأتوا ليسجدوا لعيسى عليه السلام ، فلماذا لم يؤمن أهل المجوس بعيسى عليه السلام ، وبقيت بلاد فارس وثنية تعبد النار إلى أكثر من 500 سنة بعد ميلاد عيسى عليه السلام ، حتى فتحها المسلمون؟
والأغرب من ذلك ، كما يقول الأستاذ هريدى: أن الفرس والروم فى هذا الوقت كانا فى حالة حرب. كيف استقبل هيرودس ثلاثة من حكماء الفرس أعدائه؟ وكيف لم يفكر هيرودس أن هذه خدعة من الفرس أعدائه لبث الرعب فى قلبه؟ والأغرب من ذلك أنه وثق فيهم وصدق كلامهم وتركهم يتحركون فى بيت لحم بحرية يبحثون فيها عن المكان الذى ولد فيه الطفل الإله ولم يرسل أحداً يراقبهم أو يتحسس صدق أخبارهم! ومن المحال أن يكون هيرودس انتظر المجوس أربعين يوماً ثم يقوم بقتل الأطفال ، لأنه تبعاً للوقا كانت مريم فى بيت لحم إلى أن طهرت من النفاس ، وذهبت إلى أورشليم لتقديم الأضحية: (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ) لوقا 2: 22
فى الحقيقة إنى أشتم رائحة محاولة متى أن يوهم قارئه أن بمولد يسوع فقد أصبح ملكاً حتى على بلاد الفرس ، لتتحقق فيه نبوءة دانيال والممالك الأربعة. الأمر المستحيل على أصحاب العقول أن يقبلوا هذه الفكرة.
عجباً لديانة بنيت فيها هذه القصص أو العقائد على أحلام وأوهام الأوثان:
1- الميلاد العذرى ، حلم يوسف النجار (متى 1: 20)
2- معرفة ولادته وحقيقته ، المجوس ورؤيتهم نجمه (متى 2: 1-2)
3- صرف متى كذلك المجوس بحلم (متى 2: 12)
4- السفر إلى مصر حلم يوسف النجار (متى 2: 13)
5- الرجوع إلى مصر حلم يوسف النجار (متى 2: 19-20)
6- ذهابه إلى مدينة الناصرة بناء على حلم يوسف النجار (متى 2: 22)
7- رؤية بولس ليسوع ودعوة يسوع إياه (أعمال الرسل 9: 3-7 ؛ 22: 6-11 ؛ 26: 16-18)
8- بل جاء كتاب كامل هو حلم رآه يوحنا اللاهوتى رفضوه علماء النصارى أن يعتبروه ضمن الكتب الموحى بها أربع مرات ، وقبل فى المرة الخامسة على أنه من وحى الله: فقد رفض أعوام 325 فى مجمع نيقية ، و 333 فى مجمع صور ، و364 فى مجمع روديسيا ، وفى عام 381 فى مجمع القسطنطينية ، وقبلوه فقط فى مجمع روما 382.
وبناءً على هذا الكتاب قَبِلَ النصارى أن يكون ألههم خروف: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا يوحنا 17: 14
ثم لو صح أن تؤخذ العقيدة وتُبنَى على الأحلام ، لكان الإله خروف بناءً على رؤيا يوحنا! ولكن يبدو أن كاتب كتاب متى أنه كان دائماً يلجأ لفبركة قصته إلى الحلم!
وفى هذه النقطة يقول أخى الأستاذ هريدى بموقعه على شبكة النت: (إذ في المقابل نرى محمداً نبي الإسلام عندما دفن ابنه إبراهيم تشاء الظروف أن يتوسط القمر بين الأرض والشمس فتخسف الشمس ساعة الدفن. فاندهش أصحابه وقالوا على الفور: "إن الشمس خسفت لموت إبراهيم"!
وألو كان محمد نبياً كاذباً كما يحلو لبعض كتاب الغرب الحاقدين أن يصفوه لوافق أصحابه على ذلك. ولم يكن ليكلفه ذلك سوى قليلاً من الصمت فينتشر الخبر بين العرب كانتشار النار في الهشيم. لكنه وهو الملقب "بالصادق الأمين" منذ الصغر لم يفعل ذلك. ولا ينبغي له أن يفعل، إذ كيف يفعل ذلك وهو رسول الله وحامل رسالته لجميع الأمم بشيراً ونذيراً؟! لذا التفت إلى أصحابه وقال: "لا! إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله … لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته" فهل هناك مثل أروع من ذلك لاحترام العقل وتحرير الناس من خرافاتهم واعتقاداتهم الخاطئة!؟.)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
7- يُعلم من كلام متى أن أبوى يسوع كانا يقيمان فى بيت لحم بعد ولادته أيضاً ، وجاء المجوس إلى هناك ، ثم ذهبا إلى مصر وأقاما فى مصر مدة حياة هيرودس ، ورجعا بعد موته وأقاما فى الناصرة.
ويُعلَم من لوقا أن أبوى يسوع ذهبا إلى أورشليم بعد ما تمت مدة النفاس ، وبعد تقديم الذبيحة رجعا إلى الناصرة وأقاما فيها ، وكانا يذهبان منها إلى أورشليم فى أيام العيد من كل سنة ، وأقام يسوع فى أورشليم وهو فى سن الثانية عشر من عمره بلا إطلاع الأبوين فى أورشليم.
وعلى كلامه فلا سبيل لمجىء المجوس إلى بيت لحم ـ حيث تقع بيت لحم فى جنوب القدس وتقع الناصرة فى شمال فلسطين ، والبعد بينهما 115 كيلومتر ـ بل لو فُرِضَ مجيئهم يكون إلى الناصرة ، لأن مجيئهم فى أثناء الطريق أيضاً بعيد ، وبالتالى فلا سبيل لذهاب أبويه إلى مصر وإقامتهما فيها.
ويُعلم من كلام متى كذلك أن أهل أورشليم وهيرودوس ما كانوا عالمين بولادة يسوع قبل إخبار المجوس ، وكانوا معاندين له.
ويُعلم من كلام لوقا أن أبوى يسوع لما ذهبا إلى أورشليم بعد مدة النفاس لتقديم الذبائح ، أخذ سمعان (الشيخ) الذى كان رجلاً صالحاً ممتلئاً بالروح القدس ، وكان قد أُحِىَ إليه أنه لا يرى الموت قبل رؤية المسيح ، أخذ عيسى عليه السلام بين ذراعيه فى الهيكل ؛ وكذلك فعلت النبية حنة ، فقد وقفت تسبح الرب فى تلك الساعة ، وأخبرت جميع المنتظرين فى أورشليم.
فلو كان هيرودوس وأهل أورشليم معاندين للمسيح ، لما أخبر الرجل الممتلىء بروح القدس فى الهيكل ، الذى كان مجمع الناس فى كل حين ، ولما أخبرت النبية حنة بهذا الخبر فى أورشليم ، التى كانت دار السلطنة لهيرودوس.
أضف إلى ذلك قول دائرة المعارف الكاثوليكية على شبكة النت:
http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm
كان فارق العمر بين يوسف النجار والسيدة مريم تقريباً 79 سنة ، فقد كان يوسف ابن 90 سنة حينما خطب مريم، ودخل بها بعد ذلك بسنتين (على احدى الروايات) ذكرتها دائرة المعارف الكاثوليكية. ومعنى أنه دخل بها بعد سنتين أو حتى بعد سنة من الولادة، أنه لا بد أن يكون قد تزوجها ودخل بها فى مصر (تبعاً لمتى الذى قال برحلتها بعد الولادة مباشرة)، وهذا ما لا تقول به المصادر والوثائق، لأنه معنى ذلك أنهم سافروا مدة (ثلاثة أشهر إلى مصر بعد الولادة مباشرة) واستقروا فى مصر عدة أشهر دون
زواج، ثم تزوجا.
ومعنى ذلك أنهم لم يذهبوا إلى أورشليم ، ولم يُقدما الذبيحة ، ولم يرجعا إلى الناصرة أو أقاموا فيها ، كما يُفهم من إنجيل لوقا ، كما كانا يذهبان منها إلى أورشليم فى أيام العيد من كل سنة. فكيف كان يداوم على الحضور والصلاة فى الهيكل وهو فى مصر؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8- لماذا لم يعرف وحى لوقا ولا وحى باقى الإنجيليين شيئاً عن مجىء المجوس وسجودهم للطفل وأمه؟ فلم يُشر إلى ذلك غير متى.
ويُشكك فى حدوثها بالمرة المفسر إدوارد شفاتزر ، فيقول: وبما أن المؤرخ اليهودى يوسيفوس لم يحكى شيئاً عن جريمة قتل الأطفال هذه ، فهى لم تحدث ويُشك فيها من الناحية التاريخية ، على الرغم من أن يوسيفوس كان يحلو له أن يجمع مثل هذه القصص.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9- هل اللبان والمُرُّ من الكنوز التى تُحفَظ مع الجوهرات الثمينة؟ (فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً.) متى 2: 11
وإذا كان المر من المجوهرات الثمينة ، وهل يُقَدَّم للمصلوب مجوهرات (أقصد مرّاً) أثناء صلبه؟ (23وَأَعْطَوْهُ خَمْراً مَمْزُوجَةً بِمُرٍّ لِيَشْرَبَ فَلَمْ يَقْبَلْ.) مرقس 15: 23
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10- هل زار عيسى عليه السلام مصر مع أمه ويوسف النجار؟
يقول متى: (13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».
16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ». 19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 13-23
لقد لفق متى هذه الرواية (لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».) ، ولم يعلم أن كذبه لا يُروَّج إلا على سخيفى العقول، لأن المراد بالنبى القائل هو هوشع عليه السلام، ونصه: (1«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.) هوشع 11: 1، ولا علاقة لعيسى عليه السلام بهذه الفقرة مطلقاً ، (كما يقرر ذلك باركلى فى تفسيره لمتى ص 36) فهى تبين إحسان الله على بنى إسرائيل وإنقاذه لهم من العبودية فى أرض مصر فى عهد موسى عليه السلام. مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة ابنى كانت فى طبعة 1811 (أولاده).
أما النبوءة الثانية التى لفقها متى فهى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) وهى لا توجد فى أى كتاب من كتب العهد القديم. ومثل هذه الفقرة احتج عليها اليهود احتجاجاً كبيراً ، فيتعجبون كيف يسكن يهودى فى منطقة السامرة ويدرس فى معبدهم؟ ومن المعروف أن بين اليهود والسامرة عداء شديد ، حتى إن المرأة السامرية فى إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع لم تعطه ليشرب لمجرد أنه يهودى وهى سامرية.
وعند متى فقد أخذ يوسف مريمَ وعيسى عليه السلام إلى مصر بعد ولادة عيسى مباشرة، فى الوقت الذى كانت أمه ما تزال تعانى آلام الولادة. فكيف يتسنى لإمرأة أن تسافر زمناً طويلاً ومسافة شاقة وكبيرة فى صحراء مصر الشرقية وهى فى هذا الضعف؟ بينما كانت عند لوقا فى بيت لحم إلى أن تمت أيام تطهيرها ثم انتقلت إلى أورشليم ، وكانوا يذهبون كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح إلى أن تمَّ 12 سنة. فكيف كان فى مصر وهو فى نفس الوقت فى أورشليم؟
ويُشكِّك إدوارد شفايتزر فى تفسيره لإنجيل متى (الطبعة الألمانية) فى هذه الرواية ، ويرى أنه من المحتمل أن يكون متى قد نقل هذه القصتين أولاً شفاهة أو مكتوبة عن الكتبة ، الذين أرادوا أن يدللوا أن يسوع هو المسيا وهو مشابه فى لذلك لموسى فى خروجه من مصر ، وفى قتل الأطفال على يد هيرودس كما قتل فرعون أطفال المصريين، وفى حلم يوسف ، الذى زاره ملاك الرب كما زار من قبل أبى موسى. ويقول الكاتب المذكور أعلاه إنه ربما بعد ما سمع متى هاتين الروايتين ، ربطهما برواية من عنده ، وهى رواية المجوس ومجيئهم من المشرق.
وبذلك يشير أحد علماء الكتاب المقدس إلى التحريف الذى أدخله متى من عنده على الكتاب. ويؤكد بذلك أن متى غير موحى إليه.
مع الأخذ فى الإعتبار أن:
هيرودس الكبير حكم كل فلسطين من 37 - 4 قبل الميلاد. وفى عصره ولد عيسى عليه السلام ، وقام بقتل أطفال بيت لحم والتخوم المجاورة. (قاموس الكتاب المقدس 589) وكان يطلق عليه فى الكتاب المقدس لقب (الملك) ، على الرغم من تحديد إدوارد شفايتزر لعدد الأطفال القتلى بثلاثة أطفال ، ويقدرهم ر.ت. فرانس ص 86 من تفسيره الحديث لمتى ب 20 طفل تقريباً ، ويؤكد أن ثلاثة منهم كانوا من أبناء المؤرخ اليهودى يوسيفوس ، على الرغم من عدم معرفة يوسيفوس بهذه الواقعة بالمرة ، كما قرر إدوارد شفايتزر فى تفسيره لمتى ص 21.
حكم Archelaus من 4 قبل الميلاد إلى 6 ميلادية منطقة السامرة واليهودية، وأقيل عام 6 ميلادية ، وضُمَّت مناطق حكمه إلى الإمبراطورية الرومانية حتى عام 41 م.
حكم هيرودس أجريبا الأول من 37 بعد الميلاد (، أى بعد موت يسوع بأربع سنوات) إلى عام 41 بالتدريج كل فلسطين وحصل على لقب (الملك) ومات عام 44م.
ولم يحكم فلسطين من عام 4 قبل الميلاد إلى عام 36 ميلادية ملك أو حاكم يُدعَى هيرودس.ولكن كان يحكم هيرودس أنتيباس الجليل و Peräa عقب وفاة أبيه (من 4 قبل الميلاد إلى 39 بعد الميلاد) هو الذى كان يسمى “هيرودس الملك” أو “رئيس الربع”، وأقيل عام 39 ميلادية.
فلو ولد يسوع عام واحد ميلادية أو قبلها (أى فى عهد هيرودس الكبير) ، لكان وحى لوقا كاذب ، حيث حدد وحى لوقا الميلاد بزمن كيرينيوس والى سوريا أى ليس قبل (6 أو 7) بعد الميلاد (لوقا 2: 2)!
ولو ولد فى زمن هيرودس أنتيباس ، لكان متى كاذب ، لأنه لعودة يسوع من مصر كان لا بد أن يموت هيرودس أولاً ، وبذلك تكون عودة يسوع ليس قبل عام 39 قبل الميلاد ، أى بعد صلبه (؟) بستة أعوام ، ويكون لوقا أيضاً كاذب ، لأن عنده رد بيلاطس يسوع إلى هيرودس ليحقق معه.
وتواجهنا مشكلة أخرى ، وهى أن هيرودس هذا الذى تولى عام 4 ق.م. لم يمت إلا بعد موت يسوع: (6فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ ذِكْرَ الْجَلِيلِ سَأَلَ: «هَلِ الرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟» 7وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 8وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً. 9وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. 10وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ 11فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ وَأَلْبَسَهُ لِبَاساً لاَمِعاً وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ)لوقا23: 6-11
وهيرودس أجريبا الثانى وُلِدَ عام 27 ميلادية، وتولى الحكم فى عام 48 ميلادية، وحصل أيضاً على لقب (الملك)، وحكم الأجزاء الشرقية من فلسطين ، كما تولى الإشراف على أورشليم ، وكان له الحق فى تعيين رئيس الكهنة أو عزله، وقد وسع الإمبراطور نيرو مناطق حكمه لتشمل عدة مدن فى الجليل و Peräa بينما ظلت منطقة السامرة والجليل واليهودية إقليمان يتبعان الإمبراطورية الرومانية مباشرة.
فى الحقيقة فهو وأمه لم يبرحا بيت لحم ، وذلك نستخلصه من كذب متى فى مجىء المجوس والتى ترتب عليها قتل هيرودس لكل أطفال اليهود ، ونبوءاته الكاذبة ، التى لفقها لتنطبق على عيسى عليه السلام ، وقد عرضنا هذا فى السؤالين السابقين وكذلك مصداقا لقول لوقا: (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ ... 39وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ. 40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. 41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ.) لوقا 2: 22-46
وفى الحقيقة فإن لوقا أيضاً كاذب من عدة وجوه (نقلا نى هاريدى بتصرف):
ا- أن لوقا انفرد بذكرها ولم يذكرها الثلاثة. فدل على أنها من مختلقاته.
2- جعل كل المسكونة عبارة عن سوريا، أو يكون قيصر حاكم جميع المسكونة في ذلك العصر. وهذا خلاف الواقع.
3- يؤخذ فى الاعتبار أنه وُلِدَ عند لوقا فى سنة الإكتتاب ، الذى بدأ عام 27 قبل الميلاد فى جالين واستغرق 40 عاماً على الأقل ، وسرعان ما انتشر فى الأقاليم الأخرى. ومن المحتمل أن تزامن هذا الإكتتاب فى سوريا كان فى عامى (12-11) قبل الميلاد. وعلى ذلك يكون وقت الإكتتاب قد حدث قبل ولادة عيسى عليه السلام بعدة سنوات ، يقدرها البعض ب 15 سنة وليس بعد ولادته كما ذكر لوقا. مع الأخذ فى الاعتبار أنه بين السنوات (9-6) قبل الميلاد تدلنا المصادر القديمة والعملات المعدنية أنه كان هناك حاكماً يُدعَى ساتورنينوس وعقبه ﭬاروس.
4- أن كيرينيوس كان والي سوريا بعد ولادة المسيح عليه السلام بعدة سنوات فكيف كان الاكتتاب وقت ولادته؟
5- أن لوقا أقر في إنجيله في الإصحاح الأول أن حمل اليصابات كان في عهد هيرودس وحملت مريم البتول عليها السلام بعيسى بعد حملها بستة أشهر. ومعنى ذلك أن حمل السيدة مريم استمر 10 سنوات!! ولما عجز البعض من علمائهم عن جواب هذه المتناقضات. حكموا بأن الفقرة الثانية- إذ كان كيرينوس والي سوريا- إلحاقية ولم يكتبها لوقا. بل هي من الأكاذيب عليه".
وعلى هذا فإن لوقا إما كذب فى ادعائه بتتبع كل شىء بالتدقيق: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4 ، وإما كتب هذا التضارب أناس آخرون.
وأياً منهما اخترت ، فقد دخل الكتاب التحريف الذى يفند إدعائهم بأن الله قد أوحاه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11- يقول متى: (17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».) متى 2: 17-18
يقول وليم باركلى فى تفسيره لهذا الجزء ص 36: (ويختتم متى هذا الجزء أيضاً بالإشارة إلى أحد نصوص العهد القديم من إرميا 31: 15) ، ثم يعلق على هذا قائلاً: (والصورة التى يرسمها إرمياء هنا هى صورة الشعب اليهودى وهو فى طريقه إلى السبى ... وفى طريقهم يمرون بالرامة ، وهى المكان الذى دفنت فيه راحيل قرب بيت لحم (صموائيل الأول 10: 2) ، ويصور إرميا راحيل فى قبرها تبكى الشعب اليهودى المنهزم والمسبى إلى أرض غريبة. ولكن متى يستخدم أيضاً هذه النصوص ليجعلها تناسب الصورة الجديدة فى قصة ميلاد المسيح وحياته.)
إذن كان هذا إقتباس بشر ، وليس وحى ، فقد استعار متى صورة من إرمياء ليعبر بها عن أن مولد المسيا وإنقاذ الله له ، هو بمثابة المخلص لليهود بعد ما حدث لأطفالهم ، مشبها مقتل أطفالهم ، بالسبى الذى عانوا منه وبكوه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12- أين تمَّ تختين الرب يسوع الطفل؟
يقول لوقا: (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ) لوقا 2: 22
ويُفهم من كلام متى: أنَّه بعد الولادة مباشرة جاء المجوس وسجدوا للطفل وقدموا له الهدايا والكنوز ، وفى الليل رأى الربُ يوسفَ فى منامه وأمره أن يذهب إلى مصر هرباً من هيرودس: (11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ. 13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».) متى 2: 11-15
وعلى ذلك يكون عيسى عليه السلام تبعاً للوقا قد تم تختينه فى أورشليم ، وتبعا لمتى فى مصر أو لم يختنوه بالمرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13- كيفَ يوحى الرب إلى المجوس الكفرة؟ هل كان يُعدُّهم الرب من الأنبياء؟ وما الذى نتعلمه من وحى الرب إلى المجوس الكفرة؟ هل يأمرنا بذلك بالكفر واتباع عقيدة المجوس الأبرار الذين قرَّبهم الرب إليه وأوحى إليهم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14- هل يُعدُّ وحى الرب إلى المجوس بالهرب أن عبدة النار هؤلاء من القديسين؟ وهل ما ترتب عليه من قتل كل الأطفال كان من رحمة الرب بعباده، أم انتقاماً منهم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15- من المعلوم أنه لا يوحى الرب إلا إلى أنبيائه ، فهل أوحى الرب إلى الكفّار؟ وهل هو بذلك أنزلَ الكفار منزلة الأنبياء؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16- وكيف أوحى إلى المجوس وهو طفل رضيع حديث الولادة لا يعرف الكلام بعد (مع الأخذ فى الإعتبار أن الآب والابن والروح القدس لا ينفصلون طرفة عين)؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17- ألم يعرف الرب يسوع الذى أوحى إلى المجوس أن هروب المجوس سيترتب عليه قتل كل الأطفال الأبرياء؟ وهل نعلم من هذه الحكاية أن الرب ضحى بكل أطفال بلدته لينجو هو بنفسه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18- هل بلغت أنانية الرب الرضيع أن يقضى بقتل كل الأطفال الرُّضَّع ليبقى هو ، وتُعذَّب أمه وزوجها ويُشرَّدا بترك بلادهم والهجرة إلى مصر؟ فأين كانت محبته؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
19- وهل كفرت مريم ووافقت على سجود المجوس لطفل رضيع ضعيف مخلوق مثلهم لا يملك من أمره شيئاً وترك عبادة الله الواحد القهَّار؟ وما الذى نتعلمه من سجود المجوس والوحى إليهم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20- ومن الذى أوحى إلى المجوس أو إلى مريم ويوسف؟ هل هو الإله الطفل الرضيع؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21- لماذا لم يرحم الرب الطفل الرضيع أمه وزوجها وينقلهما إلى مصر فى لحظة دون تحمُّل مشقة السفر خاصة وهم يحملونه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22- أليس لو بَقِىَ الإله فى مدينته ولم يُغادرها ، أليس هذا إعلان أكثر لألوهيته وتحديه ألا يمسه شر وهو الإله على زعمكم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23- ولماذا أخفى الرب ألوهيته عن معاصريه؟ لماذا لم يُعلن لهيرودس وكل الرومان عن ألوهيته وأنقذهم من النار يوم القيامة وكسبهم مؤمنين؟ لماذا انتظر حتى يموت ويُعلن بولس أو يوحنا ألوهيته؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24- وما دور اليهود الموحدين هنا عندما يأتى المجوس الكُفَّار ويُعلنون عن مولد الإله، وتجسُّده، وهدم عقيدة اليهود فى عُقر دارهم ، ويهتم هيرودس بهذه الأسطورة اهتماماً جعله ينتقم من المجوس بقتل أولا اليهود؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25- أين معجزة تكلُّم عيسى فى المهد التى ذكرها إنجيل الطفولة ونسبها لوقا ليوحنا المعمدان؟
لو لم يتكلم عيسى عليه السلام فى المهد ويُبرِّأ أمه ، لحكم اليهود على أمه بالحرق تبعاً لشريعتهم: (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9، وبما أن اليهود لم يحرقوها ولم يمسوها بأذى ، فلابد أن تكون قد أتت بالدليل.
يحكى لنا لوقا فى كتابه (57وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ فَوَلَدَتِ ابْناً. 58وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا فَفَرِحُوا مَعَهَا. 59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». 61فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهَذَا الاِسْمِ». 62ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. 63فَطَلَبَ لَوْحاً وَكَتَبَ: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ. 64وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ. 65فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهَذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ 66فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هَذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ.) لوقا 1: 57-66
من الذى انفتح فمه وتكلَّمَ؟ فلو انفتح فم زكريا عليه السلام وتكلم ، فلا عجب فى ذلك ، فهو كان صائماً عن الكلام بمحض إرادته مع مقدرته على الكلام ، وإلا لما سميناه صائماً ، بل قلنا إنه كان أخرص. فلماذا تعجب الناس إذن ووقع خوف على جيرانهم؟ هل لأن الرجل النبى الذى كان يتكلم معهم ويعلمهم تكلم الآن أيضاً؟ لا ، بل لأن المتكلم كان الطفل الذى فى المهد ، وهو لم يكن يوحنا المعمدان ، بل كان عيسى عليه السلام نفسه ، وقد نسبوا هذه القصة ليوحنا حتى يبرأوا أنفسهم من دم المسيح عيسى ابن مريم (على زعمهم) ، والدليل على ذلك قول النص بعدها تعقيباً على كلام الصبى: («أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هَذَا الصَّبِيُّ؟»)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26- كيف يمكن التوفيق بين مضمون إنجيل متى القائل أن والدي عيسى قد سكنا بيت لحم وبعد رجوعهما من مصر قد اتخذوا من الناصرة مقراً لسكنهم ، بينما اتخذا منذ البدء عند لوقا مدينة الناصرة سكناً لهم؟ ( قارن براون صفحة 284 وما بعدها وشميث صفحة 69 )
(1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ) متى 2: 1
(19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 19-23
(26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ) لوقا 1: 26-27
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
27- فى أى مدينة نزل ملاك الرب؟
نزل ملاك الرب على مريم فى الناصرة: (26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.) لوقا 1: 26-27
نزل ملاك الرب على يوسف فى بيت لحم:لأنهما لم يدخلا مدينة الجليل إلا بعد موت هيرودس ورجوعهما من مصر. وكانا يسكنان بيت لحم مكان سُكنى بيت داود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28- يتعجب اللاهوتى براون (صفحة 285) من كتابه
Braun Herbert, Gesammelte Studien zum Neuen Testament und seiner
Umwelt. Tübingen1962
بين قصة إخبار الملاك لمريم أن يســوع سيكون المسيّا [المسيح الرئيسي أو النبي المنتظر الذي بشرت بقدومه كل الكتب] وأنه سيولد من الروح القدس وبين موقفها المعادي بعد ذلك لعيسى (48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا.) لوقا 2: 48-50 تناقض لا يمكن إيجاد حل له.
فكيف لم يفهما ، إذا كان ملاك الرب بنفسه قد نزل وأخبر مريم أو يوسف أو الإثنين بأن رسالة الصبى هى أنه سيكون المسيَّا وأنه سينقذ شعبه من خطاياهم؟ فلو كان هذا حدث ، ولو كان الذى كلَّمَ أمه وزوجها هو عيسى عليه السلام الذى هو الإله نفسه ، لكانت كارثة! ففى هذه الحالة يكون فشلَ الإله فى إفهام أمه ، ويكون ملاكه قد فشل أيضاً فى رسالته إلى مريم ويوسف! هل الإله الخالق يفشل؟ لماذا يُصرَّ الكتاب على إظهار الشخصيات المقدسة بمظهر الغباء وعدم الفهم واللامبالاة؟ هل هذا سيزيد الكتاب قدسية؟ أم ما هو الغرض التعليمى والتربوى من هذا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29- يقول لوقا أن مريم عندما أبصرت عيسى عليه السلام قالت له: (48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ) لوقا2: 48
فكيف تعترف بجريمة لم ترتكبها؟ كيف تشهد أم الإله على نفسها بهذه الجريمة الشنعاء؟ وكيف لم يردها الإله الصغير مُنكراً عليها هذا القول؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
30- هل بيت لحم بلدة أم قرية؟
يذكر الكتاب المقدس طبعة زيورخ في هذا الشأن أن بيت لحم لم تكن بلدة، كما قال (متى 2: 6) ولكنها كانت ولازالت قرية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31- يقول الكتاب المقدس إن رب الأرباب وملك الملوك لما بلغ عمره ثمانية أيام ختنوه: (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
فهل كان يحتوى الإله على جزء ضار غير نافع فى جسمه؟ وهل ترى احتفظوا بهذا الجزء أم تخلصوا منه فى القمامة؟ وهل يُعد الإله بعد ذلك إلهاً ناقصاً؟ وهل تحمل الغلفة التى تخلصوا منها صفات الألوهية؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
32- يقول لوقا: (40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. 41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. 47وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. 48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا. 51ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعاً لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. 52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.) لوقا 2: 40-52
ولنا وقفة طويلة هنا:
1- فالفقرة الأولى (40) تدل على أن كاتب هذا الكتاب كان يعتبر يسوع بشراً ، وليس إلهاً. إذ من المحال أن يمتلىء بالروح ، لأنه لكى يمتلىء لا بد أن يكون فارغاً ، وهى صفة من صفات النقص لا تليق بالله. وتنفى الألوهية عن يسوع.
2- ومعنى أنه كان يتقدم فى العلم والحكمة أنه كان جاهلاً (52)، ويزداد علماً بالجلوس فى المعبد مع علماء اليهود. وهى صفة من صفات النقص لا تليق بالله. وتنفى الألوهية عن يسوع.
3- وكلمة أبواه فى (41) وكلمة (هُوَذَا أَبُوكَ) رمى من الكاتب لنبيه بالزنى ، واعتراف من أم الإله بالزنا ، ويستحيل أن يكون الرب قد أوحى هذا الكلام، وإلا لاتهم الرب نفسه بسب أمه بالزنا. وهذا لا يليق بالرجل البار ، ناهيك عن كونه رب العاليمن عندهم.
4- أما أن يذهب الصبى لمدة ثلاثة أيام (46) دون أن يعلم أهله عنه شيئاً ، فهذا بخلاف الأدب ، ومن عقوق الوالدين ، وعدم البر والرحمة بها ، ويستحيل على عيسى عليه السلام النبى البار بأمه أن يفعل مثل هذا.
5- أما قوله: (49فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا.) ، فليس له معنى إلا أن يكون المتكلم بشر ، لأنه يصعب على العقل أن يتخيل إلهاً يتكلم كلاماً غير مفهوم ، ويصعب على الإنسان المؤدب البار أن يصدق أن هناك إنساناً باراً خاطب أمه ولم تفهم ، ولم يعد الشرح والتوضيح ، ولو لم تفهم أمه ما كان يعنيه ، فيجب أن تكون قد نسيت ، فلك أن تتخيل أم الإله نسيت السبب الذى جاء من أجله الرب!
6- أما بحث الأم ويوسف عنه لمدة ثلاثة أيام فلا تدل إلا على أن مريم لم تكن تعرف أنها حملت بالإله ، وأرضعته ، وهدهدته، وأزالت قاذوراته ، ونظفته ، وإلا لما كانت تقلق عليه. فهل يقلق المخلوق على الخالق؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33- أما ولادة يسوع عند لوقا جاءت فى مذود للبقر أى زريبة للبقر: (6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.) لوقا 2: 6-7
فانظر أى منزلة وضع فيها متى من تقولون إنه إلهه؟ أيولد كلب الباشا فى سرايا ، ويولد الرب فى زريبة للبقر؟ ما لكم كيف تحكمون؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلاصة الإصحاح الثانى:
لقد جاء على لسان "نورتن " الملقب بحامي الأناجيل والمدافع عنها. إذ جاء على لسانه "أن الإصحاحين الأول والثاني في إنجيل متى ليسا من تصنيفه إنما إلحاقيان". أي الحقا بإنجيله بعد موته. (نقلاً عن هريدى)
وكنا قد أثبتنا من قبل كذب متى ولوقا فى عدة نقاط ، كما أثبتنا الهدف من كتابتهم هذه الكتب ، وأنهما اتبعا نفس الطريق الذى انتهجه بولس فى الدعوة إلى دينه الجديد: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
فغيروا وأبدلوا فى النصوص العيسوية ، وأتوا بنصوص غير معلومة المصدر ، لكى يرفعوا يسوع إلى كونه المسيَّا ، ثم عملوا منه إله ، متبعين فى ذلك ديانة الآلهة الوثنية القديمة بعل ومثرا وأدونيس وإيزيس وأوزوريس وحوريس وكرشنا: وأمثلة ذلك نقلاً عن مشابهة المسيحية للديانات الوثنية:
مايقوله الهنود عن الههم مايقوله النصارى عن المسيح
ولد كرشنة من العذراء ديفاكي التي اختاراها الله والدة لابنه كذا بسب طهارتها.
كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى، للعلامة دوان 278 ولد يسوع من العذراء مريم التي اختارها الله والدة لابنه بسبب طهارتها وعفتها.
(انجيل مريم الاصحاح السابع)
قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنة بن الله وقالوا : يحق للكون ان يفاخر بابن هذه الطاهرة.
كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329 فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيها المنعم عليها الرب معك.
(لوقا 3: 28 و29.)
عرف الناس ولادة كرشنة من نجمه الذي ظهر في السماء .
(تاريخ الهند , المجلد الثاني, ص317 و236) لما ولد يسوع ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمة عرف الناس محل ولادته.
(متى 2: 3)
لما ولد كرشنة سبحت الأرض وأنارها القمر بنوره وترنمت الأرواح وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا ورتل السحاب بأنغام مطربة.
كتاب فشنوا بوراناص502 (وهو كتاب الهنود الوثنيين) المقدس) لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسوروا وظهر من السحاب أنغام مطربة.
(لوقا 2: 13)
كان كرشنة من سلالة ملوكانية ولكنه ولد في غار بحال الذل والفقر.
(كتاب دوان السابق ص379) كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانية ويدعونه ملك اليهود ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار.
(كتاب دوان ص279)
وعرفت البقرة أن كرشنة إله وسجدت له .
(دوان ص 279) وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له.
(لوقا 2: 8-10)
وآمن الناس بكرشنة واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من صندل وطيب.
(الديانات الشرقية ص500, وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص353) وآمن الناس بيسوع المسيح وقالوا بلاهوته وأعطوه هدايا من طيب ومر.
(متى 2: 2)
وسمع نبي الهنود نارد بمولد الطفل الإلهي كرشنة فذهب وزراه في كوكول وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنه مولود إلهي يعبد.
(تاريخ الهند , المجلد الثاني, ص317) ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذ المجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود.
(متى 2: 1 و 2)
لما ولد كرشنة كان ناندا خطيب أمه ديفاكي غائبا عن البيت حيث أتى إلى المدينة كي يدفع ما عليه من الخراج للملك.
(كتاب فشنو بورانا, الفصل الثاني,من الكتاب الخامس) ولما ولد يسوع كان خطيب أمه غائبا عن البيت وأتى كي يدفع ما عليه من الخراج للملك.
(لوقا 2: 1-17)
ولد كرشنة بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية.
(التنقيبات الآسيوية , المجلد الأول ص 259, وكتاب تاريخ الهند , المجلد الثاني , ص310) ولد يسوع بحالة الذل والفقر من أنه من سلالة ملوكانية.
(انظر تعداد نسبه في إنجيل متى ولوقا وبأي حال ولد)
وسمع ناندا خطيب ديفاكي والدة كرشنه نداء من السماء يقول له قم وخذ الصبي وأمه فهربهما إلى كاكول واقطع نهر جمنة لأن الملك طالب إهلاكه.
(كتاب فشنو بورانا, الفصل الثالث) وأنذر يوسف النجار خطيب مريم يسوع بحلم كي يأخذ الصبي وأمه ويفر بهما إلى مصر لأن الملك طالب إهلاكه.
(متى 2: 13)
وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنة الطفل الإلهي وطلب قتل الولد وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنة.
(دوان ص280) وسمع حاكم البلاد بولادة يسوع الطفل الإلهي وطلب قتله وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح.
(متى الاصحاح الثاني)
واسم المدينة التي ولد فيها كرشنة , مطرا, وفيها عمل الآيات العجيبة.
(تاريخ الهند, المجلد الثاني, ص318, والتنقيبات الآسيوية , المجلد الاول ص 259) واسم المدينة التي هاجر إليها يسوع المسيح في مصر لما ترك اليهودية هي , المطرية, ويقال أنه عمل فيها آيات وقوات عديدة.
(المقدمة على انجيل الطفولية , تأليف هيجين, وكذلك الرحلات المصرية لسفاري, ص136)
أقوال الهنود الوثنيين في بوذا ابن الله (نقلاً عن هريدى)
أقوال الهنود في بوذا أقوال النصارى فى يسوع
كان تجسيد يسوع المسيح بواسطة حلول روح القدس على العذراء "مريم ". كان تجسيد "بوذا" بواسطة حلول روح القدس على العذراء "مايا"
وقد دل على ولادة يسوع نجم ظهر في المشرق يدعونه نجم ملك اليهود. وقد دل على ولادة بوذا نجم ظهر في أفق السماء يدعونه نجم بوذا.
ولد يسوع من العذراء "مريم " التي حل فيها روح القدس يوم عيد الميلاد أي 25 ديسمبر. ولد بوذا من العذراء "مايا" التي حل فيها روح القدس يوم عيد الميلاد أي 25 ديسمبر.
لما ولد يسوع فرحت ملائكة السماء، ورتلوا الأناشيد حمدأ للواحد المبارك قائلين المجد للّه في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. لما ولد بوذا فرحت جنود السماء ورتلت الملائكة أناشيد المجد للمولود المبارك قائلين ولد اليوم بوذا على الأرض كي يعطي الناس المسرات والسلام ويرسل النور إلى المجالات المظلمة ويهب بصراً للعمي.
ولقد زار الحكماء المجوس يسوع وأدركوا أسرار لاهوته ولم يمض يوم على ولادته حتى دعوه إله الآلهة(ملك اليهود). وعرف الحكماء بوذا وأدركوا أسرار لاهوته ولم يمض يوم على ولادته حتى جاء الناس ودعوه إله الآلهة.
وأهدوا يسوع وهو طفل هدايا من ذهب ولبان ومر. واهدوا بوذا وهو طفل هدايا من مجوهرات وغيرها من الأشياء الثمينة.
كان عيسى خطراً على الملك هيرودس لذا أراد هيرودس قتله. كان مولد بوذا خطر على الملك والسلطان فهدده ملك "بنباسارا" وأراد قتله حتى لا يكون سبباً في القضاء على سلطانه.
ولما كانت لعيسى اثنتا عشر سنة وجداه في الهياكل جالساَ في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته. ولما صار عمر بوذا اثني عشر سنة دخل الهياكل، وصار يسأل أهل العلم مسائل عويصة ثم يوضحها لهم حتى فاق كل مناظريه.
abubakr_3
-
-
هذا متابعة لما كتبته مؤخراً عن كاتب إنجيل متّى ، أقدمه لأخي الحبيب أبي بكر جزاه الله خيراً وكل من شارك في هذا الموضوع المفيد .
أقول :
حاول القس منيس عبد النور في شبهات وهمية أن يثبت السند المتصل لكاتب إنجيل متّى ، فجاءت محاولته هزيلة بائسة ، وسوف أقوم بالرد عليها حتى لا يغتر بها من لا علم له في هذا الشأن .
الرد على القس منيس عبد النور حول السند المتصل لإنجيل متّى .
أنقل أولاً كلام القس منيس عبد النور في شبهات وهمية :
((( <span style='color:Red'>قال المعترض الغير مؤمن: لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى .
وللرد نقول بنعمة الله : أشار برنابا (الذي كان رفيقاً لبولس) إلى إنجيل متى في رسالته سبع مرات، واستشهد به أغناطيوس سنة 107م في رسائله سبع مرات، فذكر حبل مريم العجيب، وظهور النجم الذي أعلن تجسُّد المسيح. وكان إغناطيوس معاصراً للرسل، وعاش بعد يوحنا الرسول نحو سبع سنين، فشهادته من أقوى البيانات على صحّة إنجيل متى. واستشهد بوليكاربوس (تلميذ يوحنا الرسول) بهذا الإنجيل في رسالته خمس مرات، وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول. كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف.
وفي القرن الثاني ألّف تتيانوس كتاب اتفاق الأناجيل الأربعة وتكلم عليه هيجسيبوس، وهو من العلماء الذين نبغوا في سنة 173م، وكتب تاريخاً عن الكنيسة ذكر فيه ما فعله هيرودس حسب ما ورد في إنجيل متى، وكثيراً ما استشهد به جستن الشهيد الذي نبغ في سنة 140م، وذكر في مؤلفاته الآيات التي استشهد بها متى من نبوات إشعياء وميخا وإرميا. وقِسْ على ذلك مؤلفات إيريناوس وأثيناغورس وثاوفيلس الأنطاكي وأكليمندس الإسكندري الذي نبغ في سنة 164م وغيرهم.
وفي القرن الثالث تكلم عليه ترتليان وأمونيوس مؤلف اتفاق البشيرين ويوليوس وأوريجانوس واستشهدوا بأقواله وغيرهم.
وفي القرن الرابع اشتبه فستوس في نسبة هذا الإنجيل بسبب القول: وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً عند مكان الجباية اسمه متى، فقال له: اتبعني. فقام وتبعه (متى 9: 9). فقال فستوس: كان يجب أن يكون الكلام بصيغة المتكلم، ونسي أن هذه الطريقة كانت جارية عند القدماء. فموسى كان يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، وكذا المسيح ورسله، وزينوفون وقيصر ويوسيفوس في مؤلفاتهم، ولم يشكّ أحدٌ في أن هذه الكتب هي كتبهم. وفي القرن الرابع زاد هذا الانجيل انتشاراً في أنحاء الدنيا ))) أنتهى .</span>
في البداية أود أن أنبّه إلى أن القس منيس عبد النور يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، ويزج ويحشر كل ما تصل إليه يده حتى يُوهم الناس بأن ردّه متين .
وأصبح كتاب شبهات وهمية مصدراً وعوناً للمسيحيين البسطاء الذين لا يعلمون مدى سذاجة حجج القس منيس الواهية ، فتراهم أول ما يروا اعتراضا على الكتاب المقدس يهرعوا إلى كتابه لطلب النجدة ، وينقلوا منه ( قال اغناطيوس وقال اريناوس وقال فلان .... ) ، وأغلبهم لا يعرف من هو هذا ولا من هو ذاك ولا سمعوا عنهم في حياتهم .
الرد
يبدأ القس منيس بقول المعترض ( لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى ) ، ثم يحاول القس أن يوهم أن لإنجيل متى سند متصل ، والمصيبة كما قلنا أن القس منيس يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، فهو يعرف أنّ الأغلبية الساحقة من القرّاء وخصوصاً المسيحيين لا يعرفون ما هو "السند المتصل" ، فيستغل القس هذا الجهل ويبدأ بزجّ الأقوال وتجميعها من هنا وهناك فيظن القارئ أن منيس قد أجاب وأثبت السند المتصل ..
لذلك نرى أنه لزاماً علينا تعريف السند المتصل ، ولن أعرفه بصيغة إسلامية ، بل سنعرفه بشكل مبسّط يفهمه الجميع ، فأقول :
السند المتصل لإنجيل متى هو مثلاً أن يخبر تلاميذ متى - أو من لقي متى ورآه أو سمع منه - أنهم شاهدوا متى يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ متّى ) أن القديس متّى هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .
فهل ما قدّمه القس منيس يتوافق مع ما قلناه ؟؟؟
فهل أتى لنا القس بشخص واحد على الأقل يقول أنه رأى متّى يكتب إنجيله ؟؟؟؟
هل أتى بشخص واحد يقول أنّ متّى الرسول أخبره أنه كتب إنجيلاً ؟؟؟
لا لم يأت بشيء من هذا القبيل ، فكل ما فعله القس هو أن قال أن برنابا وإغناطيوس استشهدوا بإنجيل متى ....
وعلينا أن نوضح نقطة مهمة هنا ، وهي أنّ القارئ قد يغترّ بقول القس فيظنّ أنّ إغناطيوس يأتي إلى إنجيل متى ويقتبس منه ثمّ يقول ( هذا ما قاله إنجيل متى ) ، أو ( هذا ما قاله معلمنا متى في إنجيله ) ، وهذا لا وجود له أبداً لا في رسالة برنابا ولا في رسائل إغناطيوس ، فهما لم يذكرا إنجيل متى بالاسم قط ، بل لا وجود لاسم متى من الأصل في كل من رسالة برنابا ورسائل إغناطيوس ، وجلّ ما في الأمر هنا هو ورود عبارات في رسائلهم شبيهة لنصوص في إنجيل متى دون أن يقول أحدهما أنّ هذا مما اقتبسه من إنجيل متى .
فكلام القس منيس أن إغناطيوس و برنابا استشهدا بإنجيل متى يُوهم أنهما ذكرا إنجيل متى بالاسم ، وهذا تضليل واضح من القس ، ولا يُستبعد أبداً أنّه تعمّد ذلك ليوهم القرّاء .
فالآن ، أين السند المتصل كما شرحناه آنفاً ؟؟؟؟
هل نقل لنا القس قولاً عن أحد الذي لقوا متى بأن رأوا متى يكتب إنجيله أو أن متى أخبرهم أنه كتب هذاالإنجيل؟؟؟
فإغناطيوس لم يذكر لا متى ولا حتى إنجيله ، فكيف يحشر رسائله كدليل على السند المتصل ؟؟
ثم إنّ إغناطيوس لا يُعرف عنه أنه لقي متى أو عرفه ، فلذلك الاستشهاد به باطل من كل الجوانب .
أما بالنسبة لوجود عبارات في هذه الرسائل مشابهة لنصوص في إنجيل متى مثل ما جاء في رسالة برنابا ، الفصل الرابع :( كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون ) .
وكما جاء في الفصل السادس ( سأجعل الآخرين أولين )
فهذا يُشبه ما ورد في متى [ 20 : 16 ] ، (هكذا يكون الآخرون اولين والاولون آخرين .لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون ) .
وكما جاء في الفصل الخامس من رسالة إغناطيوس إلى أهل افسس ( فإذا كان لأجل صلاة الواحد أو الاثنين ممن يملكون القوة ، يقوم المسيح بينهم ، فكم أكثر بكثير تكون صلاة أسقف الكنيسة المباركة ) ، وهذا يُشبه ما ورد في متى [ 18 : 19 ] ، (19 وأقول لكم أيضا إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات ، لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ) .
وللرد على هذا التشابه أقول وبالله تعالى التوفيق :
إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين بشكل تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل متّى لا تعني أن متّى هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قول صريح منهم أنهم رأوا متّى يكتبه أو أن يقولوا أن متّى أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروا من أخبرهم بذلك ، كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل متّى ، فيُحتمل أنّهم جميعاً ( الآباء وكاتب إنجيل متّى ) اقتبسوا من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان ..
فالجزم بأن هذا التشابه دليل على أنهم اقتبسوا من إنجيل متى ليس في محله ، إذ لا يمنع أن يكون المصدر غير متى ، وخصوصاً أنّ هناك العديد من كتبوا عن المسيح كما يعترف بذلك كاتب لوقا في بداية إنجيله .
بهذا نكون نحن قد جارينا القس منيس كثيراً ، ولنا بعد ذلك أن نسأل من هو كاتب رسالة برنابا ؟؟؟؟
رسالة برنابا لا يُعرف لها كاتب ، تقول دائرة المعارف الكاثوليكية أنّ الرسالة لا تحتوي على أيّ دليل حول كاتبها ...
فرسالة برنابا لا يُعرف كاتبها ، وهو مجهول ، ولكن القس يُوهم القرّاء أنه معروف وأنه برنابا الذي رافق بولس ..
فالكاتب مجهول ، فكيف يُستدل على كاتب مجهول بكاتب هو الآخر مجهول ؟؟؟؟
أما الكلام عن بوليكاربوس فهو نفسه عن إغناطيوس ، فبوليكاربوس لم يذكر إنجيل متى بالاسم قط ، ولم يذكر متى على الإطلاق ، بل وإن القس يحاول التدليس على القرّاء قدر المستطاع ، فكل ما ورد في رسالة بوليكاربوس من عبارات شبيهة بنصوص من إنجيل متى لها شبيه أيضاً من إنجيل لوقا ومرقس ، وسأضرب بعض الأمثلة على ذلك :
ورد في رسالة بوليكاربوس الفصل السابع (كما قال السيد : الروح نشيط والجسد ضعيف ) .
فهذه يراها علماء المسيحية تشبه ما ورد في إنجيل متى ( 26 : 41 ):
((اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة .اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف )) .
ولكن هذه تشبه أيضاً ما ورد في إنجيل مرقس ( 14 : 38 ) :
(( اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف )) .
وهكذا حال الباقي ، كلّ له شبيه إما في إنجيل لوقا أو في أو إنجيل مرقس ، فإذا عرفنا هذا ، فلا يمكن الجزم أنّ بولكاربوس استشهد من إنجيل متى ، بل هناك احتمال أنه اقتبسها من إنجيلي لوقا ومرقس وليس من متى ، أو يُحتمل أنه لم يقتبسها لا من هذا ولا من ذاك بل من أقوال منتشرة معروفة يتناقلها الناس ، ومع كل هذه الإحتمالات يسقط الاستدلال .
أما بابياس فلقد تكلمنا عليه بما فيه الكفاية في الموضوع الرئيسي .
أما قول القس : ( كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف ) .
قلت : هذا تدليس كبير ، لا يليق برجل دين أن يصدر منه ذلك ، فلا يوجد أحد من القرن الأول من شهد لإنجيل متى ، لا بل لا يوجد أيّ دليل أنهم عرفوا هذا الإنجيل أو سمعوا به ، ولم يرد قط أي قول عن أحد من القرن القرن يذكر فيه إنجيل متى ، وأقصى ما يمكن أن يستدل به القس منيس هو هذه العبارات في رسائل آباء القرن الأول التي تتشابه مع بعض نصوص إنجيل متّى ، ولقد رددنا عليه بما فيه الكفاية ، فكيف يدّعي أن علماء الدين المسيحي في القرن الأول شهدوا أنّ هذا الإنجيل هو إنجيل متى ؟؟؟؟؟
بصراحة القس يستغل جهل الكثيرين في هذا الجانب ، وعلى رجل الدين أن يكون أميناً فيما يقدّمه من معلومات ...
أما باقي كلام القس عن علماء القرن الثاني وما بعده ، فكلّه لا ينفع إن لم يكن له سند من القرن الأول ، فإذا لم يخبرنا أهل القرن الأول عن هذا الإنجيل أيأتي بعدها أناس ولدوا بعد موت متّى بعشرات السنين ليخبرونا بكلام مرسل أنّ متى كتب إنجيلاً ، فهذا مردود وباطل .
وهنا طرفة لطيفة ، وهو أنّ القس منيس عبد النور يقول في معرض كلامه عن لغة إنجيل متى الأصلية :
(( والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة ما اقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس سنة 116م قال: كتب متى إنجيله باللغة العبرية . <span style='color:Red'>غير أن بابياس لم يقل إنه رأى بعينيه هذا الإنجيل باللغة العبرية )) .</span>
يشترط القس هنا شرطاً حتى يكون كلام القديس بابياس صحيحاً ، وهو أن يكون رآى الإنجيل بعينه !!!!!!!
بينما عند الكلام على هوية الكاتب يستدل باغناطيوس وبوليكاربوس ورسالة برنابا ، ولكن الغريب أنه لم يشترط أن يكون أغناطيوس وبوليكاربوس رأوه بأعينهم يكتبه ؟؟؟
هل لاحظتم الإزدواجية في المعايير ؟؟؟؟
لمعرفة كاتب إنجيل متّى يتعلق بما هو أبعد من البعيد ، ويكفي أن يكون فلان لمّح تلميحاً بعبارة شبيهة بنص في إنجيل متى ليجعلها دليلا على هوية الكاتب ، ولا يحتاج أن يكون فلان رأى بعينه أم لم يرى .
بينما القول أن لغة الكتاب هي العبرية شيء لا يعجب القس فيحاول دفعه بالرغم من القول الصريح لبابياس ، وحجته أنه لم يره بعينه ..... هل تتعجب أيضاً عزيزي القارئ مثلي من صنيع القس ، وهل تظن أنه يفعل ذلك بغير قصد وبحسن نيّة ؟؟؟؟
أترك هذا الجواب لك .
عزيزي القارئ ، كما ترى أن كاتب إنجيل متّى مجهول ، فكيف يمكن للإنسان أن يؤمن بهذا الإنجيل كلام الله وهو في الأصل لا يعلم كاتبه ؟؟؟؟
أخوكم bilal_41
-
بارك الله فيك أخى بلال ، لقد وضعت منه نسخة على الجهاز وسوف أقرأها حالاً ، ننتظر جميعاً منك الكثير ، وياليتك تضع لنا مجموعة مقالاتك عن يوحنا والردود عليها التى قدمتها فى منتدى النصارى
أرأيتم جمال التعاون؟ أنا أتناول متى من مراجع معينة وفكر معين متوفر لدى ، ثم يتحفنا الأخ القيم بمداخلة جميلة مثل التى قام بها عن بولس ، ثم يأتى آخر وله تعليق جميل ، هذه هى مدرسة ديدات للدعوة ، يتبقى لنا أن نقوم بتدارس هذا الكلام ، يخرج علينا الأستاذ بلال مثلا ويلقى محاضرة فى الموضوع الفلانى ، وينهال عليه الأخوة بالأسئلة حتى يهضم الموضوع ، ويكون فى غرفة خاصة لا تضم إلا أفراد المدرسة فقط ، ولا تنسوا فيها حضور وغياب واستدعاء ولى أمر ، وإلا ستحرم من دخول الإمتحان.
متوقع الأخ الجندى المحرك الدينمو فى هذه المدرسة ، بل ناظرها، أن يبدأ فى إعداد سلسة أسماء للمحاضرات مع الدكتور هشام ويختار كل منا اسم موضوع أو أكثر للمحاضرة فيه ، ويتفق على الموعد ونبدأ إن شاء الله
منتظر ردكم!
-
بارك الله فيك اخونا بلال على هذا المقال .
استاذنا الفاضل ابو بكر ، وملهمنا بالافكار الجميلة ، ان شاء الله سنقوم بطرح فكرة مقاربة لفكرتك قريباً .
وللعلم مدرسة احمد ديدات لم تخمل او تنام بالعكس نحن نعمل فيها الان ، وان كنا نواجه بعض العقبات الان لكن مع دعائكم ان شاء الله الامر يتم ، فلا تنسونا من الدعاء اخوانى الكرام .
وجزاكم الله خيراً
-
اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. 3فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». 4وَيُوحَنَّا هَذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً. 5حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ 6وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ.
7فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ. 10وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. 12الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ».
13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. 16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
انتقل متى من الإصحاحين الماضيين ، بعد أن تكلم عن نسب يوسف النجار ، ونسبه ليسوع ، وبعد أن أتى بمعجزات هربه إلى مصر ، مثلما هرب موسى ، وأتى بقصة قتل هيرودس للأطفال ، كما فعل فرعون أيضاً مع الأولاد الذكور للمصريين، بناءً على حلم لرئيس الكهنة فى مصر، أن نبى عظيم ، سيوحد قومه، وسيتزعزع عرش فرعون، ثم انتقل مرة واحدة تاركاً وراءه مدة من الزمن عاشها هذا الإله على الأرض ، ولا يعلم عنها أحد شىء ، وربما نسى الرب نفسه ما دار فيها ، ولم يوحى به.
إلا أن قول متى (وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ) يوهمنا أن هذه الأيام سلسلة للأحداث التى سبقتها ، فهل كان بالإنجيل إصحاحات أخرى وأحداث أخرى حذفتها الكنيسة أو المترجم؟ إذ لا يمكن أن يغفل متى 28 سنة تقريباً من عمر من يؤلهه ، ولا يمكن أن تكون (وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ) أيام الطفولة ، لأنه يقصده وهو ابن ثلاثين سنة.
لذلك وصف التفسير الحديث للكتاب المقدس هذا التعبير ص 89 بقوله: (وهذا تعبير
غامض (بالمقارنة مع تأريخ لوقا الدقيق لو3: 1) ، وهو يخفى حقبة من الزمن تصل إلى ثلاثين عاماً منذ الأحداث الواردة فى الإصحاح الثانى. وكاتب السير الحديث لا يمكنه أن يسقط حقبة طويلة كهذه من أحداث الموضوع الذى يتناوله ، لكن متى تعمد الإسراع إلى تناول موضوعه الحقيقى ، خدمة يسوع الجهارية ، موته وقيامته)
هكذا: متى هو الذى يحدد ماذا يقول، وكيف يبدأ، وما هو المهم ، وما هو الأهم ، الأمر الذى حدا بهم اليوم أن يسمونه الإنجيل تبعا لمتى، أى الذى يقال عنه إن متى كتبه.
يستهل متى إنجيله بقوله: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 1-2
فما المقصود بكلمة ملكوت السماوات؟ وهل ملكوت السماوات هو نفسه ملكوت الله؟ ولماذا لم يذكرها متى (ملكوت الله)؟
(ملكوت الله) أو (ملكوت السموات) تعبير ورد فى التوراة وفى الإنجيل ، للدلالة على حكم الله غى الأرض ، وتنفيذ شرع الله وشريعته. والذى أطلق لفظ (ملكوت الله) على حكم الله فى الأرض هو النبى المعظم دانيال ، أثناء سبى بنى إسرائيل فى بابل.
يقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 92:
(فى بنى إسرائيل لقد كان الملك مسيحاً مقرباً من الرب ، ولكن ذلك لكى يكون خادماً له ، يجرى عدله وقضاءه بين الشعوب. ولم نسمع فى كل العهد القديم أن ملكاً من ملوك اليهود ادعى لنفسه الألوهية. .. .. .. ومما يزيد الأمر وضوحاً هو المركز الذى كان يتبوأه الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. فكم وقف إيليا وأليشع وإشعياء وعاموس وغيرهم فى وجه الملوك ليوبخوهم على اعوجاجهم أو تركهم للرب وعبادته وعدم إقامتهم للعدل. إنَّ نظام النبوة كان عاملاً قوياً على الحد من سلطان الملوك ، مما لم يكن له نظير فى كل شعوب الأرض. ولهذا فلم يُسمَع أبداً أن الملك قد تعدَّى على سلطان الله ، بل كان هو الآلة التى كان الرب ينفذ بها غرضه. أما المَلكُ الحقيقى صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره فكان الله نفسه. إن فكرة سلطان وحكمه على الشعب لم تخمد أبداً ، ولم ينسها الشعب ، ولم يسلمها إلى أى من البشر).
ونفهم منه أن: ملكوت الله هو سلطان الله على الشعب ، وتحكيم كتاب الله بين الشعب ، لأن الله هو الملك الحقيقى ، صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره. أى هو ملكوت أرضى ، وليس ملكوت روحى.
ويقول الأب متى المسكين فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 5 و6 ما يلى:
(ملكوت الله أى حكم الله المطلق على الإنسان .. .. .. .. كما يتضح بدون عناء من فحص دستور مملكة إسرائيل وشريعتها نوع هذه المملكة وطبيعتها ، وكيف تختلف هذه الطبيعة كل الإختلاف عن أى مملكة أخرى قامت على وجه الأرض. .. .. .. فلم يُسمَع قط فى تاريخ الدول والممالك أن هناك مملكة يقوم دستورها على القداسة والبر وتتركز شرائعها فى التطهير .. .. .. ويكون ملكها الوحيد هو الله ، ولكن إسرائيل ـ من واقع الحال ـ أخفقت أن تكون مملكة الله ، وانحطت جداً عن ما هو مفروض لها ، وذلك بسبب رداءة القضاء والملوك والرؤساء والكهنة وحتى شيوخ الشعب).
ونفهم منه أن: ملكوت الله هو ملكوت أرضى ، وليس ملكوت روحى ، يُشبه ملكوت إسرائيل ، وهو تحكيم شرع الله وكتابه بين عباد الله.
ولطالما أنه يشبه ملكوت بنى إسرائيل ، فهو ليس ملكوت بنى إسرائيل ، ولا قائم فى نسل إسحاق ، الذى جاء منه كل أنبياء العهد القديم إلى عيسى عليه السلام. بل هو قائم فى نسل إسماعيل ، الذى رفضه بنى إسرائيل وقالوا عنه ابن الخادمة لا يرث مع ابن الحرة: (8فَكَبِرَ الْوَلَدُ وَفُطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ. 9وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ 10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ».) تكوين 21: 8-9
وهذا من تحريف اليهود أو من أمنياتهم إذ قانون الله واضح بهذا الشأن: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
وقد طُبِّقَ هذا القانون على (دان) و (نفتالى) أولاد يعقوب من بلهة جارية راحيل ، كما طُبِّقَ على (جاد) و (أشير) ابنى يعقوب أيضاً من زلفة جارية ليئة ، وهؤلاء الأربعة أولاد الجاريتين معدودون من الأسباط الإثنى عشر ذرية يعقوب عليه السلام.
لذلك قال لهم عيسى عليه السلام: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا
يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 42-46
وقال لهم عن نبى هذا الملكوت: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14
وكلمة (ملكوت) ذكرت فى متى 50 مرة ، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. وذكرت كلمة (ملكوت الله) عند متى 5 مرات، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. أما كلمة (ملكوت السماوات) فلم تُذكر إلا عند متى ، وذكرت عنده 32 مرة.
لذلك يرفض بعض علماء اللاهوت استخدام إنجيل يوحنا ، لأنه لم يعبر عن أساس رسالة يسوع وهى ملكوت الله ، والتى كانت أساس موعظته لتلاميذه وللناس ، كما يرفضون رسائل بولس التى أتت بدين جديد غير الذى كان يبشِّر به يسوع ويطوف مدن بنى إسرائيل ليبشرهم بقرب مقدم ملكوت الله ورسوله:
(43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43
(1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.) لوقا 8: 1
(14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ») مرقس 1: 14
وفى متى 3: 1 جاء نبى الله يوحنا المعمدان بنفس الرسالة: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.)
كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
فقد كانت البشارة (الإنجيل) هى لُب رسالة يسوع ، والتى من أجلها ضرب الأمثال ، والتى من أجلها خاصمه اليهود وأرادوا قتله، لأنه قالها لهم بصراحة: (قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ
وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ)
إن كلمة ملكوت الله هى نفسها ملكوت السماوات. لكن لم يعرف إنجيل مرقس الذى ارتكن إليه متى فى المقام الرئيسى شيئاً عن ملكوت السماوات ، ولم يذكرها إلى بلفظة ملكوت الله ، التى جاءت عنده 15 مرة فى إنجيله ، وكذلك لم يعرفها لوقا ولم يعرفها يوحنا إلا بلفظة ملكوت الله ، التى تكررت عند لوقا 33 مرة ، وعند يوحنا مرتان فقط.
فلماذا ألغى متى لفظ الله ووضع بدلاً منه كلمة السماوات؟ ولماذا اختلفت الأناجيل فى عدد ذكر هذه الكلمة؟
فهذا ليس أمر هين ، فهذا هو لب رسالة يسوع! فهل لب رسالة يسوع التى أخذ يدعوا إليها وذكرها قرابة 50 مرة فى إنجيل متى لا يعرفها يوحنا إلا مرتين ، ولا يذكر مثالاً لأمثال ملكوت الله التى استولت من إنجيل متى على ثلاث إصحاحات كاملة؟
ثم قارن عدم معرفة بولس بلب رسالة يسوع ، وعدم ذكره لمثل واحد من الأمثال التى كان يشبه بها ملكوت الله! حينئذ سوف تفهم معنى قوله إنه أتى ببشارة لم يعلمها ولم يتعلمها من إنسان ، ولا حتى من تلاميذ يسوع: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
فهل تختين الرب لأهم من رسالته؟
وهل مجىء المجوس إلى بيت لحم أهم من رسالة الرب؟
فهل هروب الرب وأمه ويوسف أهم من رسالة الرب؟
وهل تدليك رأس الرب أو رجله بالطيب أهم من لب رسالته؟
وهل ذكر شجرة التين التى أتلفها الرب أهم من لب رسالته؟
وهل البصق على الرب وإهانته أهم من رسالته إلى أتباعه؟
وهل هروب التلميذ الذى يحبه عرياناً أهم من فحوى رسالة يسوع؟
وهل اتكاء التلميذ الذى يحبه عرياناً على صدر يسوع أهم من جوهر رسالته؟
وهل ذكر حلم زوجة بيلاطس أهم من رسالة الرب؟
وهل ذكر اسم اللص الذى كان على الصليب من المعلقين عليه أهم من رسالة الرب؟
ألا يدلك هذا أيها النصرانى على بعد الله عن كتابة هذه الأناجيل؟
أما قول نبى الله المعمدان لشعبه (توبوا) ، فلا يدل ذلك إلا على أن التوبة هو الرجوع إلى الله ، والتمسك بكتابه ، والعمل بأوامره ، والإنتهاء بنواهيه ، والندم على ما فعل النادم ، والعزم على ألا يعود لهذا العمل مرة أخرى.
يقول باركلى فى تفسيره لمتى ص41: (وكأنما يوحنا يقول للفريسيين والصدوقيين إن
مجيئهم إلى معموديته ليس ناتجاً عن توبة حقيقية، ولكن خوفاً من الغضب الآتى .. وإنهم إذا كانوا يريدون التوبة فعلاً، فليصنعوا أثماراً تليق بالتوبة.)
ومعنى ذلك أن التوبة تحتاج إلى قناعة داخلية بالإثم المقترف والندم عليه والعمل الصالح. ولا تحتاج التوبة أو الغفران إذن إلى القبض على الإله وضربه والبصق فى وجهه ثم صلبه ، بل يحتاجان إلى الندم على ما مضى وعمل الصالح.
ويواصل فى نفس الصفحة قوله: (فقد كان اليهود يعتقدون أن بر إبراهيم محسوب لهم، وأنه كاف لكل نسله ـ وأن اليهودى له رجاء فى الحياة الأخرى بسبب بر إبراهيم لا ببره الشخصى، وقد كونوا مجموعة كبيرة من التعاليم على هذا الأساس.) وهذا اعتراف صريح من باركلى أن اليهود حرفوا تعاليم موسى ، وخرفوا فى فهم تعاليم دينهم؛ واعتراف منه ومن اليهود أيضاً أن إبراهيم كان من الأبرار ، لدرجة أن اليهود كانوا يعتقدون أن موسى حصل على الشريعة بسبب بر إبراهيم، وهذا لا يدل إلا على التحريفات التى دخلت العقيدة النصرانية ، وجعلت كل مولود محملاً بالخطيئة الأزلية، خطيئة آدم وحواء ، وأنه لا يمكن أن يغفر الله للبشر إلا بعد أن ينزل ويُضرَب ويُبصَق فى وجهه ثم يُصلَب ، ثم ينزل إلى الجحيم ليخلص الأبرار والأشرار.
ومعنى ذلك أن ما دخل دين النصارى فيما بعد من الخطيئة والفداء ، وأنه لا يغفر الله لإنسان إلا بسفك الدماء ، فكل هذه الخرافات من الوثنيات التى ألحقها بولس بهذه العقيدة.
يقول ابن ميمون وهو أحد علماء اليهود فى القرون الوسطى معرفاً التوبة (نقلا عن باركلى ص 44: (أن يترك الخاطىء خطيته ، وينزع أفكاره ، ويقرر بعزم صادق أنه لن يعود إليها ، كما هو مكتوب: ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره ، وليتب إلى الرب فيرحمه). هكذا الرحمة بدون ذبيحة.
وفى ص 46 يقول باركلى: (فقد كانت التوبة دائماً قريبة المنال، فهى على حد تعبيرهم كالبحر يمكن لأى إنسان أن يستحم فيه فى أى وقت. وهناك أوقات تغلق فيها أبواب الصلاة، لكن باب التوبة مفتوح على الدوام ، ولا يمكن لإنسان أن يغلقه. .. .. .. فالعالم لا يستطيع أن يستمر دون رحمة الله ، وباب هذه الرحمة هو التوبة ، ولو أن الله أجرى عدله ، لما بقى إنسان فى الوجود ، لذلك فالتوبة ضرورية، لتجعل الله يتنازل عن مطالبيه .. .. والتوبة تستمر مدى الحياة، فما دام فى الإنسان نفس وحياة يمكنه أن يتوب، فيد الله ممتدة تحت أجنحة المركبة السماوية لتختطف التائب من قبضة العدالة)
وفى ص 46 يقول باركلى: (وكان من تعاليم الربيين أن الناموس خلق قبل الخليقة المادية بألفى عام ، ولكن التوبة كانت من الأشياء الستة التى خُلِقَت قبل الناموس ، وهى التوبة ، الفردوس ، الجحيم ، عرش الله المجيد ، الهيكل السماوى ، واسم المسيا ـ وقالوا: إن الإنسان قد يطلق سهماً فيصل إلى مسافة عدة أمتار ، ولكن التوبة تصل عرش الله.)
ومعنى ذلك أنه لا يوجد وسيط بين الله والإنسان ، وأن ما يقوم به رجال الكنيسة من بيع صكوك الغفران ، والتوسط بين الله والناس ، ما هو إلا دجل ونصب على الناس لأكل أموالهم بالباطل.
النقطة الأكثر أهمية وهى قول يوحنا: (58قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».) يوحنا 8: 58 ، فهى قالها عن المسيَّا ، ووضعها كتَّاب الأناجيل على لسانه ، هذا هو اسم محمد المكتوب على عرش الرحمن: (لا إله إلا الله ، محمد رسول الله).
ونذكر كم من مرة حاول اليهود جرِّه لفخ المسيَّا هذا ، وهو بفطرته وحفظ الله له نجَّاه من هذه المحاولات. فمن المعلوم أن هذا المسيَّا صاحب شريعة تلغى ما قبلها ويكون اليهود وكل العالم تابعاً لها ، ويكون حاكماً ، وملكاً وقاضياً:
فحاولوا معه أن يقضى بينهم فى مسألة الجزية التى يدفعونها لقيصر: (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 15-21
وحاول اثنان أن يجعلوه يقسم الميراث بينهما: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».) لوقا 12: 13-15
وحاولوا إيقاعه مرة ثالثة فقالوا له احكم بكتاب الله على هذه المرأة التى مسكناها تزنى فى نفس ذات الفعل: (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. ) يوحنا 12: 2-9
بل حاولوا تنصيبه ملكاً والاعتراف به المسيا رسمياً فرفض: (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 19
بل نفى عن نفسه أنه المسيَّا: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
ثم سألهم عن المسيَّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، قائلاً: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
ولم يتهم عيسى عليه السلام بأنه المسيَّا إلى الشياطين: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41 وكذلك اتهمه بطرس أو قيلت على لسانه، عند متى وقد وصفه عيسى عليه السلام بأنه شيطان وقال له: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 27: 23
ومنه أيضاً يتضح اليد الخفية التى أضافت للنص عند متى مدع يسوع لقوله هذا: (16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.) متى 16: 13-20
فهل بعد كل هذا المدح يوصيهم ألا يقولوا هذا لأحد؟ فإذا كان هذا هو لب رسالته فمتى يعلنها للناس؟ وكيف سيعمدهم فى الخفاء بالروح القدس والنار؟ ثم إذا أعطى بطرس ملكوت السماوات والأرض ، ومفاتيح الجنة والنار ويحلل ما يشاء ويحرم ما يريد فماذا سيفعل هو؟ وماذا سيكون دوره كإله؟ أم يقصدون من هذا أنه جعله إلهاً يمشى على الأرض؟ ولماذا لم يغلق أبواب الجحيم فى وجه إلهه ويمنعه من التواجد فيها ثلاثة أيام وثلاث ليال؟
لقد أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
أى إن الأصغر فى ملكوت الله هو الأعظم ، فقد سأله تلاميذه: فمن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر ، أى آخرهم ، أى إنه ليس هو المسيا ، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسيَّا) الذى قرب ظهوره: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى إلى اليوم ، حتى فى عصره يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم ، لكن من أراد أن يقبل الملكوت ، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
ولم يجدوا بَداً من أن يتهموه لدى الحاكم الرومانى أنه (المسيَّا) ويجب قتله ، فالمعروف
أن المسيَّا سيحكم بكتاب الله وينفذ شريعته وسيقضى على الإمبراطورية الرابعة (الإمبراطورية الرومانية) ، الأمر الذى نفاه عنه الحاكم الرومانى نفسه ، وأراد إطلاق سراحه:
(11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
(17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».) متى 27: 17-19
وقد جاء عيسى عليه السلام ـ آخر أنبياء بنى إسرائيل من أبيه إسحاق ـ يُبشِّر المؤمنين أن ملكوت الله سوف يُنزع من بنى إسحاق وسيعطيه الله لبنى إسماعيل ، على الرغم أن هذا غريب على بعض غير الفقهاء فى الكتاب، وغريب على المعاندين الذين يظنون أنّ الملكوت سوف يدوم لهم ، ونسوا وعد الله لنبيه إبراهيم عليه السلام ، أنه سيقيم النبوة فى إسحاق وأيضاً فى إسماعيل (تكوين 17: 20 و تكوين 21: 17-21)، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وقد أنبأ سفر التكوين عن إزالة ملكوت الله من بنى إسرائيل: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
معنى هذا أن الحكم والسلطة الدينية ستزول يوماً ما من يهوذا (أبِى الشعب الإسرائيلى)، ستزول من بنى إسرائيل ، ولكن عندما يأتى شيلون (من يكون له الأمر) ، وهذا النبى يكون دينه لكافة الأمم ، لليهود وللنصارى ولغيرهم من الأمم (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ) ، وهو نفس الأمر الذى قاله عيسى عليه السلام لليهود: (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
يؤكد ذلك أيضاً قول عيسى عليه السلام أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل ، بل إنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحدود وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى الرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسيَّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-10
بل كان هذا مطابقاً لكلام ملاك الرب: فيسوع نفسه قال عنه ملاك الرب إنه جاء لبنى إسرائيل فقط ، جاء ليخلِّص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21
أما المسيا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد ، وأما يسوع فقد كان أساس وجوده هو البشارة ملكوت المسيَّا القادم بعده: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
وظل الكتبة والفريسيون يعارضونه، حتى قالها لهم صراحة وكشف القناع عن نواياهم السيئة، فقال: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
فهل بعد كل محاولات تصيده وجره لعمل واجبات المسيا ، بعد أن فشلوا فى انتزاع اعتراف منه ، تقولون إنه أثنى على بطرس أنه سمَّاه مسيح الله؟
ولم يكن لعيسى عليه السلام شريعة غير تبعيته لناموس موسى عليهما الصلاة والسلام، ويعلم النصارى ذلك جيداً ، وإلا لما قبلوا رسائل بولس التى أدخل بها بولس الكثير من العقائد والنظم الكنسية مبتدعاً إياها ، ولم يعلم عيسى عليه السلام عنها شيئاً. ويلخص الدكتور وديع بعد أن هداه الله للإسلام العقائد التى أدخلها بولس لدينه الجديد ، فيقول:
1- إخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة (أعمال 11: 26) والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح .
2- اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ) (أعمال 20: 28)
3- اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ) (أعمال 14: 23)، (أعمال 15: 6)
4- طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا (رسالة كورنثوس الأولى 10: 16)
5- يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي) في (كورنثوس الأولى 7: 1-8) عكس كلامه في رسالة (تيموثاوس الأولى 4) حيث يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها (فلماذا تزوج إذاً)
6- يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين (كورنثوس الأولى 7: 12)
7- يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق) ويحلل زواج الرجل المنفصل (المطلق) وتعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما (كورنثوس الأولى 7: 27-40)
8- كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح) (كورنثوس الأولى 10: 16)
9- المرأة تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة ؟؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (كورنثوس الأولى 11: 15 )
10- في عشاء الرب (الخبز والخمر في الكنيسة) واحد يجوع والآخر يسكر؟ ( كورنثوس الأولى 11: 10)
11- ترتيب الكنيسة: الرسل (التلاميذ) ثم الأنبياء؟ ثم معلمين ثم قوات؟؟ ثم مواهب شفاء ثم أعوان وتدابير وأنواع ألسنة؟؟ ( كورنثوس الأولى 12: 28)
12- العماء لأجل الأموات (الذين ماتوا بدون تنصير) ؟ (كورنثوس الأولى 15: 29)
13- اخترع رسم الصليب داخل الكنيسة (رسالة غلاطية 3: 1)
14- اخترع عبادة الصليب (غلاطية 6: 14) ، (فيليبى 3: 18)
15- اخترع نظام الشمامسة (رسالة فيليبى 1: 1)
16- ألغى الصوم والأعياد (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة) (رسالة كولوس 2: 6- 20)
17- الأسقف: (رئيس الكهنة) يكون زوج امرأة واحدة (دليل انتشار وشرعية تعدد الزوجات في ذلك الوقت) غير مدمن الخمر (أي يشرب قليلا) صاحيا – له أولاد. (الآن: كلهم رهبان)
18- الشماس (مساعد الكاهن) يكون ذو وقار – غير مولع بالخمر الكثير (يشرب ولا يسكر) زوج امرأة واحدة (دليل شرعية التعدد) ويدبر بيته وأولاده حسنا (الآن: كلهم أطفال ) ( تيموثاؤس الأولى 3: 8 ) غير مدمن الخمر ( أي يشرب قليلا ) صاحيا ( رسالة تيموثاؤس الأولى 3: 1 ).
19- يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين (تيموثاؤس الأولى 4: 1)
20- اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة (رسالة تيموثاؤس الأولى 4: 14)
21- الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟؟ (تيموثاؤس الأولى 5: 23) ومع كذبه هذا – فالمسيحيون يؤمنون أن هذا الكلام هو وحي من ربهم؟
22- الشيخ ( وكيل الله ) أي البطرك – يكون بلا لوم ، زوج امرأة واحدة وله منها أولاد مؤمنين ، وليس عليه شكوى في الخلاعة وغير مدمن الخمر ( رسالة تيطس ) ، لاحظ أنه دائما لا ينكر شرب الخمر بل يشترط عدم الإدمان فقط .
كما أبدى رأيه وظنونه فى الشريعة مكملاً إياها ، وهذا يدفهنا إلى سؤال: ألم تكفهم أقوال وأفعال يسوع؟ من هو بولس هذا لكى يعطى رأيه فى هذا الدين؟
1- (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
2- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا:) كورنثوس الأولى 7: 25-26
3- (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
4- (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2 ، وهو نفس الأمر الذى أدانه فيه التلاميذ ، وكفروه بسببه.
إضافى إلى جوابات شخصية تماماً ، فأنى لكم ألا تعوا ذلك؟ فكروا بالله عليكم: هل أوحى الرب لبولس أن يكتب لكم عن المكان الذى سيشتى فيه؟ وما جدوى هذا للمؤنين؟ ما هى التعاليم التى سوف تُستَنبط من مكان مشتاه هذا؟ إضافة إلى السلامات والتحيات والقبلات ، ناهيك عن جاكتته التى نساها فأرسل خطاياً يطلب استردادها:
(12حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ.) تيطس 3: 12
(1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ.) رومية 16: 1-10.
(11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
يتبع
-
والآن يجب علينا أن نعرف إلى أى نصوص ارتكن هؤلاء فى تعريفاتهم هذه ، مع الأخذ فى الاعتبار كون عيسى عليه السلام من بنى إسرائيل ، عاملاً بشريعة موسى، وقوله: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.)
وقد أوضح فى الفقرة 20 أن دخول ملكوت السموات يتوقف على البر، أى العمل الصالح ورضى الله. فى الوقت الذى يقرر فيه بولس أنه لا رحمة لله ولا مغفرة إلا بالقتل وسفك الدماء ، وأنه بخطيئة آدم وحواء أخطأ الجميع:
(22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
رومية 5: 8-21 (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ.
10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ.
12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا
اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي.
15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ.
17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.
19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً.
21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
وفى الحقيقة فهو يرى - أن الأعمال الحسنة التى يقوم بها الإنسان وسلوكه الطيب لا يشفعان له للمصالحة مع الله ، ذلك لأن الخلاص ليس إلا عطية، ولا يمكننا أن نفعل حيال ذلك أى شئ: رومية 3: 24 ؛ 3: 28 [ "إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" ]؛ 9: 11؛ 9: 16، كورنثوس الأولى 1: 29، غلاطية 2: 16 وأيضا أفسس 2: 8-9 ويقول فيها : "8لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفتَخِرَ أَحَدٌ. ".
ولا يمكن أن يزول غضب الله (الذى يشمل أيضا كل مولود) إلا بموت عيس عليه السلام ودمه، ولم يغفر الله الخطيئة الأولى - تبعا لقول بولس - إلا بموت عيسىعليه السلام وسفك دمه (21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ،) انظر كولوسى 1: 22
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
ولكى يتمكن الله من غفران هذا الذنب (تبعا لخطة أزلية) جعل ابنه من صلبه انساناً ثم نبذه لكى يستغفر للبشرية كلها عن الخطيئة الأزلية بموته ودمه : "21لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (كورنثوس الثانية 5 :21) وأيضا : (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) (غلاطية 3: 13).
وقد تمكن الإنسان بهذه الطريقة فقط من محو خطيئة إنسان آخر (أدم). وأشهر الفقرات التى تكلمت فى ذلك - نذكر منها : رومية 3 :24-25، [وهو يقول فيها: "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار برَّه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله " ].
(4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً)رومية4: 4-5
(6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 6-14
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 18-19
(30وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً.) كورنثوس الأولى 1: 30 ؛
(16لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. 17وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! 18إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا!) كورنثوس الأولى 15: 16-18
(4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، 5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.) غلاطية 4 :4-5
(7الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،) أفسس 1: 7
(16وَيُصَالِحَ الِاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ)أفسس2: 16
(20وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.) كولوسى 1: 20
(14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،) كولوسى 2: 14
(10وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي.) تسالونيكى الأولى 1: 10
(9لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 10الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعاً مَعَهُ) تسالونيكى الأولى 5: 9-10
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14
(27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.) عبرانيين 7: 27
(10فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً.) عبرانيين 10: 10 ، (14لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.) عبرانيين 10: 14
(19فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ)عبرانيين10: 19
(12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ.) عبرانيين 13: 12
وبعد ما وصف هذا العمل الهمجى بالتضحية ، سبَّ الله واتهمه بعدم الرحمة وعدم الإشفاق على ابنه: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟)رومية8: 31-32
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
ويظن البعض بناءً على قول بولس: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12 ، أنّ الناس كلها قبل عيسى عليه السلام مُخطئة ومتضامنون فى هذه الخطية ، وهذا يعنى بدوره أنه لم يوجد بار واحدٌ من ذرية آدم حتى حادثة الصلب ، وأن الجميع هالكون لا محالة لولا صُلِبَ (؟) عيسى عليه السلام ، وهذا يتصادم مع حقائق الكتاب المقدس وأقوال عيسى والأنبياء من قبله عليهم الصلاة والسلام ، على الرغم من أن هذه الفكرة كانت معروفة لدى المارقين عن الإيمان الصحيح ، الأمر الذى حذَّرَ منه الأنبياء والكتب السابقة ونفَّروا منه أتباعهم. وهذا مردود بنصوص كثيرة منها:
1- (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
2- قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22
3- (23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟») (التكوين 18 : 23-25)
فهل كان إبراهيم وموسى وهارون أرحم على عباد الله من خالقهم؟
هل تتخيل أن المخلوق أرحم بعبيد الله منه؟ فنبى الله أبو الأنبياء يستنكر على الإله الخالق الذى أرسله أن يُهلِك مدينة قد يكون فيها عدد قليل من الأبرار حتى ولو خمسون باراً!!
لك أن تتخيل رحمة نبى أكبر وأشمل من قسوة وبطش إلاهه!! إله أضمر الشر والرغبة فى الإنتقام ألوفاً من السنوات .. .. وفى النهاية قرر الإنتقام من نفسه أقصد من ابنه!! نبى يشفع فى خمسين باراً ، وإله ينتقم من خلقه أجمعين حتى رسله الأبرار ، حتى من الذين عبدوه حق عبادته ، وأطاعوه وشهد لهم بأنهم أرضوه ، أدخلهم جحيمه فور موتهم حتى يحين وقت موته هو لينزل إلى الجحيم ليخلصهم!!
لماذا أراد الله أن ينتقم منهم؟ ألم يعلم أنه سينزل فى صورة بشر وأنه سيغفر لهم عن طريق صلبه وقيامته؟ وهل كان يعرف نبيه هذه الرسالة؟ أم ما هى طبيعة كل رسل الله قبل عيسى عليه السلام؟ ولماذا يختلف كتابكم المقدس عن كل أديان التوحيد السابقة واللاحقة؟ فهل غش الله الأنبياء وأرسلهم برسالة مخالفة لرسالة الأنبياء السابقين وللرسالة التى جاء هو بها؟ هل غش خلقه وأوهمهم بالتوحيد ووحدانية الله دون ناسوت ولاهوت وروح قدس ، ثم خالف كل هذه التعاليم؟ هل أوهمهم أنه لا يقتل الآباء عن الأبناء ولا الأبناء عن الآباء ، ثم فاجأهم أنهم لا يحملون وزر أبيهم بل وزر أول رجل وامرأة خلقا؟
4- (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
5- (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) (إشعياء 55: 7)
6- (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
7- (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) (حزقيال 18: 19-23)
8- (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.)حزقيال33 :11-16
فالله يطلب منهم إذن التوبة من ذنوبهم ، لكى يُدخلهم جنات الخلد ، فالطريق إلى البر والخلود فى جنات النعيم هو إذن الإستقامة وليست الإيمان بالمصلوب من أجل ذنب آدم وحواء.
9- (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 8-10
10- ألم يقل عيسى عليه السلام:(طوبى لصانعى السلام. لأنهم أبناء الله يُدْعَوْن) متى5: 9 فلماذا طالبنا بصنع السلام إذا كان طريق الخلاص هو الصلب والفداء؟
11- (من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية) يوحنا 5 : 24
12- (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
فكيف حكم عليهم بالبر والتقوى والصلاح قبل أن يُصلَب؟ ولماذا لم يُعلِّق صلاحهم وبرهم على موته وقيامته؟ وكيف كانوا نور العالم وهو لم يكن قد صُلِبَ بعد؟
13- (أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده) (أعمال الرسل 10 : 34 - 35) فلم يتقيد قبولكم عند الله بالصلب والفداء بل بالإيمان بالله وتقواه. بالإيمان بالله وحده والعمل الصالح.
14- كما حكم على الأطفال بالبراءة وأكد خلوهم من فرية الخطيئة الأزلية: (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16
15- شهد كذلك قبل أن يموت على الصليب ويفدى البشرية من خطيئة أدم أن تلاميذه من الأطهار باسثناء واحد منهم: (9قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي». 10قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ».) يوحنا 13: 9-10
16- يقول أيضاً: (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ) متى 6: 14 ومعنى هذا أن غفران الله لنا يتوقف على مغفرتنا لاخواننا والتحاب بيننا ، وليس على الصلب والفداء
17- وقال أيضاً: (وحينئذ يحاسب كل إنسان على قدر أعماله) متى 16: 27
18- (من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبَهُ فإنه يُسرُّ بالرأفة. يعود يرحمنا، يدوس آثامنا وتُطرَحُ فى أعماقِ البحر جميعُ خطاياهم) ميخا 7: 18-19.
19- إنه (الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثيرُ الرحمةِ. الربُّ صالح للكلِّ ومَرَاحِمُهُ على كل أعماله) مزمور 145 : 8-9
20- (29فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.) يوحنا 5: 29
21- (الرب الرحيم كثير الرحمة ، الإله الرؤوف) يعقوب 5: 11
22- (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 9-15
23- (36وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَاباً يَوْمَ الدِّينِ. 37لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ».) متى 12: 36-37
24- (30فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟»31فَأَجَابَ يَسُوعُ:«لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 32لَمْ
آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) لوقا 5: 32
25- أنكر معاصروه فرية الخطيئة الأزلية التى تقوم على الصلب والقيامة من الأموات التى كان يدعوا بولس إليها ضمن تعاليم أخرى تخالف تعاليم عيسى والكتاب المقدس (32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!».) أعمال الرسل 17: 32.
26- (17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟) يعقوب 2: 17-20
والدليل على ذلك أيضاً هو كون الأنبياء من الأبرار الصالحين قبل نزول الرب وموته:
1- (وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) تكوين 24: 1
2- (فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ملوك الثانى 2: 11
3- (24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.) تكوين 5: 24 إنه من الأبرار قبل أن تحدث حادثة الصلب المزعومة.
4- (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 5: 11
5- (41رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! 42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 41-42 ، فلا وجود إذن للخطيئة الأزلية.
6- (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.) متى 11: 11 ، إذن كان يوحنا من الأبرار ، بل ومن أعظم من ولدتهم النساء ، إذن فقد كان هناك عظماء أبرار آخرين ، ومع ذلك فإنَّ يوحنا أفضلهم ، ويفضل الكل النبى الخاتم ، أصغرهم. فلا وجود إذن للخطيئة الأزلية.
7- (27فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذاً يَا أَبَتِ أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي 28لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هَذَا. 29قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ. لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30فَقَالَ: لاَ يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ. بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. 31فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».) لوقا 16: 19-31
وفى الحقيقة فإن هذه القصة وإن كانت تنقض فكرة الخطيئة المتوارثة من أساسها ، إلا أن لها دلالة أكبر وأعظم وهى: أن العقيدة الصحيحة التى تنجّى صاحبها من العذاب الأبدى ، هى الإيمان بالله الواحد ، إله إبراهيم وموسى وكل الأنبياء ، والإيمان بهذه الرسل كأنبياء أرسلهم الله لهداية عباده وإصلاح ما فسدَ من شرعه ، ثم العمل الصالح. والتوبة من السيئات قبل يوم الحساب ، فلا وجود إذن للخطيئة الأزلية.
إذن فدعوة يوحنا المعمدان بنى إسرائيل بالتوبة تفضح أقوال بولس ، وتبين مدى زيف عقائده ، وتشين نواياه السيئة فى هدم دين يسوع ، وإخراج أتباع البولسية من عهد الله مع أنبيائه.
أما النقطة الثانية عن سبب دعوة المعمدان بنى إسرائيل للتوبة هو اقتراب ملكوت الله ، وهى نفس دعوة عيسى عليه السلام لبنى إسرائيل ، بل هى لب رسالته:
لوقا 4: 43 (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)
وأيضاً لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
وفى مرقس 1: 14 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
وقد قدمت فى بداية التفسير معنى ملكوت الله واتفاق علماء النصرانية والمسلمين على أن ملكوت الله هو تطبيق شريعة الله على الأرض ، وهو ملكوت آخر يلغى ملكوت بنى إسرائيل ، وهو ملكوت للعالم أجمع: ((42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12) متى 21: 42-44
لكن لماذا أمرهم المعمدان بالتوبة لدخول ملكوت الله على الرغم من هذا الملكوت للعالم كله أى للوثنيين أيضاً؟
لأن اليهود كانوا يعلمون أن صاحب الملكوت سيأتى من نسل إسماعيل ، وهو الحجر الذى رفضه البنائون ، ولكنهم كفروا وكابروا وحرفوا لكى تبقى النبوة فيهم ، ونسوا أنه لا يمكن أن يخطف أحد النبوة من يد الله أو يجبره على شىء: (22وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ شِتَاءٌ. 23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ 24فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً». 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».) يوحنا 10: 22-30
وقول المعمدان: (أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً) وكلمة الرب لا تُشير لا من قريب ولا من بعيد إلى يسوع ، ولا إلى كون يسوع هو الرب ، بل هو نفس المعنى الذى قصده من قبل: توبوا واصنعوا أثماراً تليق بالتوبة، ومهدوا لمجىء شريعة الله، وكونوا عباداً الله، واتبعوا صراطه المستقيم! أو قد تعنى مهدوا أنفسكم بالتوبة لستقبال سيد الأنبياء والمرسلين، المسيا خاتم رسل الله، لأن كلمة (رب) أو (ربى) أو (ربونى) تعنى المعلم أو النبى شارح الشريعو معلم الدين: (يوحنا 20: 16)، وعندما يُضاف إليها (ال) تكون معناها التحديد، وهو النبى الذى كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.
وفى الحقيقة إن استشهاد متى قد اختلف عن النص الذى جاء فى مرقس والذى يعد الأساس الذى ارتكن إليه متى فى كتابه كما أوضحنا وقرر علماؤهم من قبل. ففى مرقس 1: 2-3 تقول النبوءة: (2كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».) وكذلك اختلف عن الأصل المُستشهد منه ، وهو هنا أدخل نصين مختلفين لكتابين مختلفين سوياً ليفصل منها نبوءته: ملاخى 3: 1 وإشعياء 40: 3
يقول إشعياء: (3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا.) إشعياء 40: 3
ويقول ملاخى: (1هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.) ملاخى 3: 1
ويقول مرقس: (2كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».) مرقس 1: 2-3
ويقول متى: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. 3فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».) متى 3: 1-3
ويلاحظ القارىء الواعى هنا أن مرقس قد فصَّلَ من الإثنين نبوءة تتلاءم مع يسوع وبيئته ، فأخذ الجملة الأولى من ملاخى ، وترك بقية النص ، وأخذ الجملة الأخرى من إشعياء ، وحذف كلمة (القفر) التى تعنى الصحراء.
أما متى فقد جعل الملاك الذى سيهىء طريق المسيَّا (سيد الأنبياء والمرسلين) هو المعمدان ، محرِّفاً بذلك نبوءة ملاخى ، وكلام مرقس ، ليكون الملكوت هو ملكوت يسوع ، وسار على دربه فيما قام به من تحريف فى كلمة القفر ، فقد حذفها أيضاً.
ويعلق على هذه النقطة الأستاذ هريدى قائلاً: (ولو عدنا إلى النص الوارد في ملاخي نجد نص مرقص الذي مر معنا محرفاً عمداً وناقصاً، وأنه كزميله متَّى أخذ ما يحقق غرضه وترك الباقي لأنه يفضحه ويكشف تدليسه. فنص ملاخي يقول: "هأنذا أرسل ملاكي فيهيىء الطريق أمامي ويأتي بغتة إلى هيكلة السيد الذي تطلبون وملاك العهد الذي تسرون به هو ذا يأتي قال رب الجنود".
حتى إن هذا النص يعتبر محرفاً بالنسبة لما جاء في التوراة العبرية التي بيد اليهود، والتي تقول: "هأنذا سوف أرسل رسولي، فيعزل طريقاً بحضوري وحينئذ يأتي بغتة إلى هيكلة الولي الذي أنتم ملتمسون، ورسول الختان الذي أنتم راغبون. أيضاً هو آت قال رب الجنود" فالرسول في التوراة العبرية ترجموه إلى "ملاك" في "العهد الجديد" من أجل التعمية على العامة وهنا ينشأ عندنا سؤالان:
الأول: من هو الذي سيعزل الطريق، أو يهىء الطريق بحضور الله أمام النبي القادم؟
الثاني: لماذا ترك مرقص بقية النص الذي يقول: "وحينئذ يأتي بغتة إلى هيكله الولي الذي أنتم ملتمسون" (أو السيد الذي تطلبون) "ورسول الختان الذي أنتم راغبون".
وللجواب على السؤال الأول نقول: إن الشاؤوليين الكنسيين يزعمون أن يوحنا هو الذي جاء ليهىء الطريق أمام عيسى النبي القائد المنتصر!! وإذا كان هذا حقاً، أي أن مهمة المعمدان كانت إعداد الطريق وتهيئتها أمام عيسى باعتباره القائد الفاتح المنتصر القادم فجأة إلى هيكله ليقيم دين السلام ويجعل مجد الهيكل أعظم من مجده الأول (حجي 2/8)، فلماذا لم يوقف التعميد ويتبعه، ثم إن زعمهم هذا لا ينطبق مع الفشل المطلق في مهمة عيسى بأسرها. لأن عيسى لم يثبت أنه القائد الفاتح المنتصر، حتى يهيىء المعمدان الطريق أمامه، بل بالعكس هو الذي بكى على القدس وأهلها متحسراً على فشل مهمته. "يا أورشليم... يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن أجمع أبناءك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" متى:23/37 ،.)
كذلك تعترف الأناجيل أن يسوع جاء لخاصته ولم تؤمن به: (6كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. 7هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. 8لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. 9كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ. 10كَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. 11إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ.) يوحنا 1: 6-11
ويواصل الأستاذ هريدى قائلاً: (وللإجابة على السؤال الثاني، أي لماذا ترك مرقص بقية النص؟ فالجواب بكل بساطة هو أنه لو ذكره لانفضح أمره ولعرف الجميع أن أصل النص لا ينطبق على عيسى.
لأن الرسول الذي يأتي بغتة إلى هيكله منتصراً، ويجعل مجد الهيكل أعظم من مجده الأول حسب نبوءة حجي السابقة هو محمد نبي الإسلام. وأما دين السلام، الذي بشر به يعقوب، فهو دين الإسلام. أي دين المملكة التي أقامها محمد. ولا زال الشاؤوليون الكنسيون يقولون في صلاتهم حتى اليوم: "وليأت ملكوتك" ولا ندري كم من الزمن سيستمرون في هذه الصلاة، لأن كنائسهم لا تستطيع أن تقول لهم الحقيقة، وهي أن ملكوت الله قد أتى قبل 1400 سنة على يد محمد آخر الأنبياء.
وقد تحقق مجيىء محمد إلى الهيكل ليلة الإسراء والمعراج. إذ أسرى الله بنبيه بغتة من مكة إلى بيت المقدس، حيث كان جميع الأنبياء الذين سبقوه، ومن بينهم إبراهيم وموسى وعيسى بن مريم في انتظاره فصلى بهم إماماً ثم رفع إلى السماء وأراه الله من آياته الكبرى!! وسنبحث ذلك مفصلاً في حينه:
هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يتكلم النص الذي تغاضى عنه مرقص عن "رسول الختان"، ومحمد هو المعروف لدى الجميع بأنه رسول الختان الذي تتحدث عنه النبوءة. فهو نفسه ولد مختوناً، وهو الذي أعاد فرض الختان على المسلمين بعد أن كان شاؤول قد ألغاه عندما وجد صعوبة من الأمميين في تقبله وأحل لهم كل ما هو محرم.)
إلى هنا انتهى استشهادى بما كتبه الأستاذ هريدى.
وهنا يحضرنى سؤال: إذا كان نبى الله ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام ولد مختوناً، ألم يكن أجدر بإلهكم أن يولد هو الآخر مختوناً؟ بدلاً من يُعرَّى وتقطع غلفته الفاسدة، ويكون الإله بذلك قد نقص جزء من جسده الذى لم يكن طاهراً بوجود هذه الغلفة، ثم يتألم عدة أيام باكياً على آلامه وحاله من عباده!!
فقد ألغاه بولس بنصوص عديدة ، على الغم من أن يسوع والمعمدان وكل الأنبياء قد ختنوا ، وهذا هو العهد الأبدى بين الله وشعبه ، الذى عقده مع إبراهيم: (9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
بل قرَّرَ الله أن يقتل موسى لأنه نسِىَ أن يختن ابنه: (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ». 27وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «اذْهَبْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لاِسْتِقْبَالِ مُوسَى». فَذَهَبَ وَالْتَقَاهُ فِي جَبَلِ اللهِ وَقَبَّلَهُ. 28فَأَخْبَرَ مُوسَى هَارُونَ بِجَمِيعِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي أَرْسَلَهُ وَبِكُلِّ الآيَاتِ الَّتِي أَوْصَاهُ بِهَا.) خروج 4: 21-28
أما بولس فله رأى آخر (فى الحقيقة دين آخر) فى موضوع الختان:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
وأدانه التلاميذ لأنه علم الناس الإرتداد عن تعاليم موسى وعيسى عليهما السلام ، وترك الختان ، وأمروه بالإستتابة وعدم العودة لمثل هذه التعاليم ، بل أرسلوا إلى الضالين الذين أضلهم بولس من يصلح لهم عقيدتهم: (21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ.) أعمال الرسل 21: 21 (افرأ أيضا من 17-32 من نفس الإصحاح)
أما طعامه الذى كان جراداً وعسلاً بريَّاً، فهذا يناقض ما أتى به متى فى 11: 18، حيث قال: (18لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ.)، وقد غضَّ باركلى النظر فى تفسيره عن هذه الفقرة ، تماماً كما فعل Eduard Schweizer فى تفسيره. أما ر.ت. فرانس فى تفسيره الحديث للكتاب المقدس، فقد تكلم فقط عن أكل يوحنا للعسل البرى والجراد، ولم يشر فى تفسيره إلى قول متى11: 18، وعندما ترجع إلى هذا الموضع فى تفسيره تجده لم يزد بخصوص عدم أكله على قوله ص 215: (وكان يوحنا ويسوع غير تقليديين بدرجة ملحوظة فى أساليبهما المختلفة. ولذلك نسبوا تقشف يوحنا الصارم وكرازته بالدينونة إلى مس شيطانى).
يتبع
-
أما قول متى: (5حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ.) متى 3: 5 ، فقد أخذه من مرقس بعد أن عدَّلَ فى الجملة ، فقال: (5وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ.) مرقس 1: 5 ، وبالتالى فقد أضاف متى كلمة (الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ) ، وهو بهذه الإضافة قد أوقع نفسه فى مأزق كبير يدل على أنه لم يكن معاصراٍ ليسوع ، وأنه لا يعرف جغرافيا فلسطين جيداً ، فقد نسى أنه لا توجد كور محيطة بنهر الأردن ، لأن تلك المنطقة كانت برية خالية من الكور والسكان ، ومليئة بالوحوش ، كما ذكر مرقس: (13وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.) مرقس 1: 13 (اقتباساً من هريدى).
هذا على الرغم من أن تفسير متى على شبكة النت يرى أن البرية كان بها بعض المدن: (ولم تكن برّيّة قاحلة، إنّما كانت تضم ست مدن مع ضياعها (يش 15: 61-62)، لكنها منطقة غير مزدحمة ولا مُحاطة بالحقول والكروم كبقيّة البلاد.)
وتقول دائرة المعارف الكتابية عن البرية: (البرية هي الصحراء أو أي أرض مقفرة غير معمورة وأن كان بها ما يصلح لرعي الماشية، وأشهر البراري في الكتاب المقدس هي برية سيناء (خر 19: 1) وبرية سين (خر 16: 1) وبريع فاران (ا صم 25: 1) وبريه معون (اصم 23: 24، 25) (انظر بادية في هذا المجلد).)
ويواصل الأستاذ هريدى تعليقه على هذه النقطة قائلاً: (هذا في الوقت الذي أخطأ فيه الاثنان أو مترجماهما، إذ كان المفروض أن يقولا "خرجت" إليه أورشليم، وخرجت إليه جميع الكورة، أي بتاء التأنِث وليس خرج. لكن [لأن] مرقص أو مترجمه أخطأ وقال خرج أورشليم فتكرر نفس الخطأ عند متّى المزيف ليفضحه الله في سرقته عن مرقص. أما لوقا فبعد أن أخذ زبدة الاثنين عكس الموضوع كلياً و قال: "إن المعمدان هو الذي جاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن بدل أن تأتي إليه جميع الكورة" فوقع في نفس خطأ متّى لأنه لم تكن هناك أي كور إذ أن المنطقة كانت برية كما أسلفنا خالية إلا من الطيور والوحوش.)
ومعنى ذلك أن القضية لا بد أن تُرفَض من أساسها: فمتى ومرقس اتفقا على أن أهل أورشليم والكور المحيطة بنهر الأردن هم الذين أتوا ليوحنا المعمدان ، ورواية لوقا تقول إنه هو الذى ذهب إليهم. فهل يُعَد هؤلاء الكتبة شهوداً على هذه الأحداث التى كتبوها؟ وهل يُطلق على كتب مثل هؤلاء موحى بها من الله؟
يُضاف إلى ذلك أن يوحنا حكاها فى إنجيله بصورة مختلفة تماماً ، فقد ادعى أن اليهود هم الذين أرسلوا له كهنة ولاويين ليسألوه عن ماهيته فأقر بأنه ليس المسيح ولا إيليا ولا النبى: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْ(15وَإِذْ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ وَالْجَمِيعُ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ الْمَسِيحُ) لوقا 3: 15 وكما أنكر عيسى عليه السلام أنه هو المسيَّا، أنكر المعمدان عليه السلام أيضاً من قبل: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». 22فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» 23قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». 24وَكَانَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ 25فَسَأَلُوهُ: «فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ وَلاَ إِيلِيَّا
وَلاَ النَّبِيَّ؟») يوحنا 1: 19-25
وسبق أن قلنا أن هذه الجملة قالها برنابا على لسان عيسى عن سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليهما وسلم ، وهنا لا بد أن يدرك اللبيب صدق برنابا وكذب يوحنا: إذ لا يمكن أن يكون يوحنا قد استهل كتابه بتأليه يسوع ، وجعله هو الإله الراسل الخالق ، ثم ما يلبث أن يجعله هو النبى المرسل المخلوق. فلو لم يكتب يوحنا هذه الجملة وهذا أكبر الظن ، لاتضح لك مدى الحرية التى كانت تتمتع بها الكنائس فى التغيير والتبديل ، فلك طائفة تحاول إثبات أن مذهبها هو الأصح.
ونقلاً عن هريدى ، يقول: (ويعلق الأسقف السابق البروفسور عبد الأحد داود على ذلك مخاطباً جميع رجالات الكنيسة من البابا حتى الشماس الذين كانوا يوماً زملاءه يقوله: "وإني أتجرأ وأسأل الكنائس المسيحية التي تؤمن أن ملهم جميع هذه الأقوال المتضاربة (أي الأناجيل الأربعة) هو الروح القدس، في من كان يعني أولئك الأحبار اليهود واللاويين بقولهم "ال نبي أنت ". فإذا كنتم تدعون عدم معرفتكم مقصد رجال الدين العبرانيين، فهل يعرف باباواتكم، وبطارقتكم من هو ذلك النبي؟! وإذا كانوا لا يعرفون، فما هي الفائدة الدنيوية من هذه الأناجيل المشكوك في صحتها والمحرفة؟. وإذا كان الأمر على العكس وكنتم تعرفون ذلك النبي فلماذا تبقون صامتين ".
وطبعاً الجواب معروف لماذا يبقون صامتين. وهو أنهم لا يملكون الجرأة بالتصريح عن هوية "ذلك ال نبي")، الذي يدعو إلى توحيد الخالق وتنزيهه عن الشرك، في الوقت الذي هم يدعون طيلة عشرين قرناَ إلى الشرك بالله وعبادة إله مثلث. إذ لو اعترفوا بحقيقة ذلك "ال نبي" فسينكشفون أمام العالم بأنهم قد غشوا الأمة المسيحية قاطبة طيلة العشرين قرناَ الماضية وجروها إلى الشاؤولية الكنسية الوثنية (الثالوث). ولربما تقوم عليهم طوائفهم وتمزقهم إرباً، لأنهم بتضليلهم لهم طيلة تلك المدة يكونوا قد أرسلوا آباءهم وأجدادهم إلى الجحيم بسبب تجديفهم على الله الواحد حسب قول المسيح "وأما التجديف على الله فلن يغفر للناس لا في هذا العالم ولا في الآتي" متى:12/31،.
ولأن دين الله واحد ومصدره واحد فقد جاء تأكيد ذلك في القرآن كما ذكرنا (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم. إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة، ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) سورة المائدة:الآية 72 . وقال كذلك (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً) سورة النساء: الآية 112.
والتثليث هو أكبر كلمة كفر تقال على الله الواحد عند كل عاقل، لذا لا تجد له نظيراً في الديانات السماوية السابقة أو اللاحقة، إنما لها مثيل في الفرعونية والإغريقية والبابلية والهندية ... وكلها ديانات وثنية، فهؤلاء القوم حسب تأكيد الله ثم المسيح، لن يغفر لهم لا في هذا العالم ولا في الآتي. [وتراهم اليوم يقولون بالتوحيد ، والجديد أنك تسمع قولهم: ليس عيسى هو الله ، ولكن الله هو عيسى. بمعن أنك لست ابنى ولكننى أبوك.]
لهذا فهم يبرمجون طوائفهم منذ الصغر على عدم الإيمان بمحمد أو برسالته (القرآن) لأنه لو اطلعت طوائفهم على دين محمد لنبذوا دين شاؤول واتبعوا محمداً في الحال.
ومن أجل هذا تلوذ الكنيسة بالصمت عن هوية "ذلك ال نبي" الذي سأل الكهنة واللاويون يوحنا عنه، والذىِ كان الكل في انتظاره. والكنيسة اليوم لا تستطيع أن تزعم لطوائفها أن ذلك النبي هو عيسى لأنها سبق أن زعمت لهم أن عيسى إله، والإله لا يكون نبياَ، كما أن النبي لا يكون إلهاً!. لذا يبقى السؤال قائماً، ومن حق كل مسيحي يحب المسيح ويريد أن يعرف الحقيقة حسب قول المسيح "ابحثوا عن الحق والحق يحرركم " يوحنا 8: 32 ، أن يتوجه بالسؤال التالي إلى قساوسته وكنيسته .. من هو "ذلك ال نبي" الذي تحدث عنه الكهنة واللاويون؟!! وهل أتى أم لا!؟ انتهى الإقتباس.
وكما شاع ذلك عن يوحنا المعمدان ، شاع ذلك أيضاً عن عيسى عليه السلام ، فعندما شاع صيت عيسى عليه السلام ، أرسل إليه المعمدان من السجن ليسأله إن كان هو المسيَّا أم لا: (2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».) متى 11: 2-6
إذن فسؤال نبى الله يوحنا المعمدان لعيسى عليه السلام («أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟») ليدل على توقعهم لهذا النبى صاحب الملكوت ، الذى بشرا هما الإثنان به ، وكان أساس دعوتهما:
فقال يوحنا عليه السلام: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً:«تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ) متى 3: 1،
وكذلك قال عيسى عليه السلام: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17 ،
(43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43-44
كما أنبأ عيسى عن قدوم نبى آخر الزمان ، فقال:
(وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. .. .. .. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
(15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)يوحنا 14: 15-17
(24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)يوحنا 14: 24-26
(26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».) يوحنا 15: 26-27
(7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 7-10
(12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14
وصفات هذا النبى هى:
1) يأتى بعد عيسى عليه السلام (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)
2) نبى مرسل من عند الله ، أمين على الوحى (لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا
يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ)
3) مرسل للعالم كافة (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى
دَيْنُونَةٍ.)
4) صادق أمين ، عين الحق وذاتها (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ) (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ
الْقُدُسُ)
5) يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ)
6) ديانته مهيمنة ، وتعاليمه شاملة (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ
الْحَقِّ)
7) يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ
بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)
8) مؤيداً لرسالة عيسى عليه السلام الحقة ومدافعاً عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي)
9) ناسخ لما قبله ولا ناسخ له (فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)
10) نبى مثل عيسى عليه السلام (مُعَزِّياً آخَرَ).
إذن فليس عيسى رسول الله ، النبى الخاتم للرسالات والنبوة ، ولكنه من أتى بعده ، المبعوث للثقلين الإنس والجن ، الرحمة المهداة للعالمين.
ولم يأخذ لعيسى عليه السلام وأمه الطاهرة البتول حقهما إلا الإسلام الذى أتى به محمد صلى الله عليه وسلم.
فلم يطهر أمه من جريمة الزنى التى رماها بها اليهود وكتبها النصارى (على ما كان يُظن) ، وكتبوا نسل يوسف النجار على أنه نسل يسوع ، ونسبوا لأمه الزوج درءاً لشبهة ولادته بإعجاز الله ، على الرغم من أنها كانت منذورة لله ، فلم يُطهر أمه إلا محمد عليه الصلاة والسلام.
ولم ينزه عيسى عن كونه ابن زنى وابن غير شرعى إلا محمد عليهما الصلاة والسلام.
ولم ينزهه عن الإهانة والتسفيه والتحقير إلا محمد عليه الصلاة والسلام.
ولم ينزهه عن الكفر وادعاء الألوهية إلا محمد عليه الصلاة والسلام ،
ولم ينزهه عن ادعاء أنه ابن الله إلا محمد عليه الصلاة والسلام.
فمن الذى نزهه عن البصق فى وجهه؟ - إنه محمد عليه الصلاة والسلام.
ومن الذى نزهه عن الإستهزاء به؟ - إنه محمد عليه الصلاة والسلام.
ومن الذى نزهه عن صفعه على وجهه؟ - إنه محمد عليه الصلاة والسلام.
ومن الذى نزهه عن الإستهزاء به بإكليل الشوك؟ - إنه محمد عليه الصلاة والسلام.
ومن الذى نزهه عن الصلب؟ - إنه محمد عليه الصلاة والسلام.
فصلوا عليه وسلموا تسليما. عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما عن اسمه (المعزى) أو (البيركليت) فيقول الدكتور منقذ سقَّارفى كتابه المسيح يبشر بالبارقليط ، إن: لفظة "المعزي" لفظة حديثة استبدلتها التراجم الجديدة للعهد الجديد، فيما كانت التراجم العربية القديمة (1820م، 1831م، 1844م) تضع الكلمة اليونانية (البارقليط) كما هي، وهو ما تصنعه كثير من التراجم العالمية.
وفي تفسير كلمة " بارقليط " اليوناني نقول: إن هذا اللفظ اليوناني الأصل، لا يخلو من أحد حالين:
الأول: أنه "باراكلي توس". فيكون بمعنى: المعزي والمعين والوكيل.
والثانى: أنه " بيروكلوتوس "، فيكون قريباً من معنى: محمد وأحمد.
ويقول أسقف بني سويف الأنبا أثناسيوس في تفسيره لإنجيل يوحنا "إن لفظ بارقليط إذا حُرِّفَ نطقه قليلاً يصير "بيركليت" ، ومعناه: الحمد أو الشكر، وهو قريب من لفظ أحمد".
ويسأل عبد الوهاب النجار الدكتور كارلو نيلنو – الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود اليونانية القديمة- عن معنى كلمة "بيركلوتس" فيقول: "الذي له حمد كثير".
ومما يؤكد خطأ الترجمة أن اللفظة اليونانية (بيركلوتس) اسم لا صفة، فقد كان من عادة اليونان زيادة السين في آخر الأسماء، وهو ما لا يصنعونه في الصفات.
ويرى عبد الأحد داود أن تفسير الكنيسة للبارقليط بأنه "شخص يدعى للمساعدة أو شفيع أو محام أو وسيط " غير صحيح، فإن كلمة بارقليط اليونانية لا تفيد أياً من هذه المعاني، فالمعزي في اليونانية يدعى (باركالوف أو باريجوريس)، والمحامي تعريب للفظة (سانجرس)، وأما الوسيط أو الشفيع فتستعمل له لفظة "ميديتيا"، وعليه فعزوف الكنيسة عن معنى الحمد إلى أي من هذه المعاني إنما هو نوع من التحريف. يقول الدكتور سميسون كما في كتاب "الروح القدس أو قوة في الأعالي": "الاسم المعزي ليس ترجمة دقيقة جداً".
ومما سبق يتضح أن ثمة خلافاً بين المسلمين والنصارى في الأصل اليوناني لكلمة "بارقليط" حيث يعتقد المسلمون أن أصلها "بيركلوتوس" وأن ثمة تحريفاً قام به النصارى لإخفاء دلالة الكلمة على اسم النبي صلى الله عليه وسلم أحمد: الذي له حمد كثير.
ومثل هذا التحريف لا يستغرب وقوعه في كتب القوم، ففيها من الأخطاء مما يجعل تحريف كلمة " البيرقليط " من السهل الهين. ويكفى عدم حسن النية فى تغيير فهم وتفسير هذه الكلمة من اسم إلى صفة ، ومن كلمة لا معنى لها فى نسخة البشيتا السريانية إلى المعز فى الترجمة الكاثوليكية المعتمدة (الفولجاتا) ، ويواصل الدكتور عبد الأحد داود قائلا: (وإذا لم أكن مُخطِئاً فإن الصيغة الآرامية لابد أنها كانت “محَامْدا” أو “حمَيدا” ، وذلك لتتناسب مع كلمة “محمد” العربية أو “أحمد” والبرقليط اليونانية.)
ويرى آخرون بعيداً عن المعنى اللغوى أن المعزى هى صفة للشخص النبيل الذى سيرسله الله بعد عيسى عليه السلام بملكوت الله (بشريعة الله) ، وسيكون دينه ناسخاً لكل الأديان من قبله ، وعلى هذا فهو معزى لبنى إسرائيل على فقدهم النبوة والشريعة من نسلهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 42-46
وعودة مرة أخرى لمتى:
يقول متى إن يوحنا المعمدان قال: (11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.) متى 3: 11
ويقول مرقس إن يوحنا المعمدان قال: (7وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. 8أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ».) مرقس 1: 7-8
ويقول لوقا إن يوحنا المعمدان قال: (16قَالَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.) لوقا 3: 16
ويقول يوحنا إن يوحنا المعمدان قال: (26أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا: «أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ وَلَكِنْ فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 27هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ».) يوحنا 1: 26-27
اتفق كل من متى ولوقا على أن الذى سيأتى بعد المهمدان هو الذى سيعمد بالروح القدس والنار. وخالفهم مرقس فى أن التعميد سيكون بالروح القدس فقط. ومعنى ذلك أن كل من متى ولوقا قد أضافا من عند أنفسهما كلمة النار.
كذلك أضاف متى على قول مرقس قول المعمدان: (أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ) ، ولم يعرف لوقا شيئاً عن هذه الجملة.
وكلمة مرقس (الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ) وافقه عليها لوقا بعد أن حذف كلمة (أَنْحَنِيَ) ، وغير متى أيضاً فى نص مرقس وجعل (حمل الحذاء) بدلاً من الإنحناء وحل سيوره.
أما يوحنا فقد بلغ به الشطط أوجه: فقد غير نص مرقس كليةً: فقد جعله (فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ) و(الَّذِي صَارَ قُدَّامِي)
وإذا ما دققنا النظر فسيتبين لنا أن الذى كتب هذا النص هو شخص آخر غير الذى كتب افتتاحية يوحنا ، الذى جعل فيها يسوع هو الكلمة وهو الله. فكيف يصبح الله الراسل ، هو العبد المرسل؟ وكيف يكون هو يسوع؟ فهل تجسد الإله فى صورة يسوع لينبئنا عن قدوم نفسه بعد أن أتى؟
ويوضح لنا هذا النص الأب غريغوريوس الكبير فى تفسيره لمتى على شبكة النت قائلاً: ([من لا يعرف أن الحذاء يُصنع من جلد الحيوانات الميّتة؟! إذ صار الرب متجسّدًا، يظهر بين الناس كمن هو محتذي، إذ لبس لاهوته غطاءً قابلاً للموت لذلك يقول النبي: "على أدوم أطرح نعلي" (مز 60: 8). لقد أُشير للأمم بأدوم… خلال الجسد صار معروفًا لدى الأمم، كما لو أن اللاهوت قد جاء إلينا بقدم محتذي. لكن لا يمكن للعين البشريّة أن تخترق سرّ التجسّد. فإنه ليس من طريق به يتحقّق إدراك كيف صار الكلمة متجسّدًا، وكيف انتعش الروح العلوي واهب الحياة داخل أحشاء أم، وكيف حُبل بذاك الذي بلا بداية وصار إلى الوجود. إذن فسيور الحذاء إنّما هي أختام السرّ. لم يكن يوحنا مستحقًا أن يحلّ حذاءه إذ كان عاجزًا عن البحث في سرّ تجسّده... إني أعرف أنه وُلد بعدي، لكنّني أعجز عن فهم سرّ هذا المولود. انظر! فإن يوحنا الممتلئ بالروح - روح النبوّة - والمستنير بالمعرفة يُعلن أنه لا يعرف شيئًا بخصوص هذا السر.])
حسبنا الله ونعم الوكيل! والحمد لله على نعمة الإسلام ، وكفى بها نعمة!!
شبه إلهه بالنعل، بالحذاء (إذ صار الرب متجسّدًا، يظهر بين الناس كمن هو محتذي)!
وآخر شبهه بالخروف: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ»)رؤيا يوحنا17: 14
وآخر لعنه: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
ويعلق الأستاذ هريدى على هذا النص قائلاً: (هذا وفي الوقت الذي ذكرت الأناجيل الأربعة على لسان يوحنا المعمدان أنه ليس أهلاً لأن يحل سيور حذاء هذا النبي القوي العظيم الذي كان الكل في انتظاره نجد برنابا يقول: إن عيسى بن مريم هو الذي يقول بل يتمنى ذلك. إذ يقول: إن الكهنة واللاويين سألوا عيسى "فاعترف يسوع وقال الحق أني لست مسيا (أي ال مسيح ال منتظرأو ال نبي ال منتظر) فقالوا له أأنت ايلياء أو أحد القدماء فأجاب يسوع كلا. حينئذ قالوا من أنت قل لنشهد للذين أرسلونا. فقال حينئذ يسوع أنا صوت صارخ في البرية اعدوا طريق رسول الرب كما هو مكتوب في اشعيا. قالوا إذا لم تكن المسيا ولا ايلياء أو نبياً فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم من مسيا؟ أجاب يسوع إن الايات التي يصنعها الله على يدي تظهر أنى أتكلم بما يريد الله ولست أحسب نفسي نظير الذي تقولون لأني لست أهلاَ أن أحل سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خلق قبلي وسيأتي بعدي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية" برنابا 42: 5 ، أي يمكث دينه إلى الأبد.
كما يقول في 44: 27-31 "ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه (محمد) إلى العالم. صدقوني أني رأيته وقدمت له الاحترام كما رآه كل نبي لأن الله يعطيهم روح نبوة ولما رأيته امتلأت عزاء قائلأ يا محمد ليكن الله معك ولتجعلني أهلاً لأن أحل سيور حذائك".
لماذا يقول عيسى ذلك؟! يقول عيسى: "إن الله أول ما خلق في الوجود خلق روح محمد، وإن آدم وهو خارج من الجنة وجد فيه عزاءه وراحة نفسه. إذ في لحظة خروجه منها وجد مكتوباً فوق الباب (لا اله إلا الله محمد رسول الله) فبكى اَدم عندئذ وقال "أيها الابن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعاً وتخلصنا من هذا الشقاء ثم خرج من الجنة".
يأتي بعدي من هو أقوى مني: سواء كان الكلام المروي على لسان المعمدان في الأناجيل الأربعة، أو على لسان عيسى في إنجيل برنابا هو الصحيح، فدعونا نستمع إلى قول الأسقف السابق عبد الأحد داود إذ يقول: "إن جملة أقوى مني ولست أهلاً لأن أحل سيور حذائه" المرويهَ على لسان الجميع إنما تدل على أكبر قدر من الاحترام والتقدير للشخصية القوية ذات الكرامة الرفيعة التي يتمتع بها ال نبي ال قادم. وأن هذا ال نبي الذي تمت البشارة بقدومه معروف لدى كافة الأنبياء بأنه سيدهم وسلطانهم وكبيرهم، وإلا لما اعترف غيره من الأنبياء بهذا الاعتراف" ثم يحلل أقوال يوحنا المعمدان كما يلي:
(أ) يأتي بعدي: إن نفس كلمة "بعدي لما تستبعد عيسى بكل وضوح من أن يكون هو المبشر به لأن عيسى ويوحنا ولدا في سنة واحدة وعاصر أحدهما الآخر... وكلمة "بعدي" هذه تدل على مستقبل غير معلوم. وبلغة النبوءة تعبر عن دورة أو أكثر من دورات الزمن... وأن في كل دورة زمنية تقدر بنحو خمسة قرون أو ستة تظهر شخصية لامعة.. والمعروف أن نبي الإسلام ولد بعد أكثر من 500 سنة بقليل من ميلاد المسيح.
ويؤكد الأسقف السابق عبد الأحد داود "لم يكن عيسى المقصود عند يوحنا لأنه لو كان الأمر كذلك لاتبع- يوحنا- عيسى وخضع له كتلميذ وكتابع. ولكن لم يكن الأمر كذلك إذ على العكس نجده يعظ ويعمد ويستقبل التلاميذ ويلقنهم ويوبخ هيرودس ويقرع الطبقات الحاكمة اليهودية ويتنبأ بمجىء نبي آخر أقوى منه دون أن يعير أدنى التفات لوجود ابن خالته- عيسى- في يهوذا أو الجليل. فهو قدم لهم عيسى وعمده كما يعمد أي يهودي آخر غير أنه أخبر بوضوح أن ثمة نبيا آخر قادم وهو أي يوحنا لا يستحق شرف الانحناء لحل سيور حذائه.
(ب) أقوى مني: ويستمر الأسقف السابق فيقول "وعندما أتأمل في عملية القبض على المعمدان البائس واعتقاله من قبل هيرودس أنتيباس ثم قطع رأسه بصورة وحشية. أو عندما أسرد الروايات المضطربة المأساوية لجلد عيسى على يد بيلاطس، وتتويجه بتاج من الشوك على يد هيرودس... ثم أتوجه بنظري إلى دخول السيد العظيم الظافر سلطان الأنبياء (محمد) إلى مكة وتدميره الكامل لجميع الأصنام القديمة وتطهيره الكعبة المقدسة. والمنظر الخلاب للأعداء المدحورين بقيادة أبي سفيان على قدمي الشيلوها، أي رسول الله العظيم المنتصر، يطلبون منه العفو والرحمة ويعلنون إيمانهم بالدين الجديد. وعندما أتأمل العبادة والتبتل المجيد وخطبة الوداع التي خطبها خاتم الأنبياء وهذه الكلمات الإلهية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) سورة المائدة: الآية 3، عندئذ أفهم فهماً كاملأ معنى اعتراف المعمدان وقيمة كلماته "أنه أقوى مني".
وعليه يتبين لك أخي العزيز على لسان أسقف سابق وصل إلى أعلى المراتب الكنيسة أن ال نبي ال قادم والمبشر به هو قطعاً ليس عيسى. لأن عيسى ويوحنا عاشا في نفس الفترة وكلاهما- حسب الأناجيل- كان ضعيفاً فالأول سجن وقطعت رأسه مقابل ثمن بخس، والثاني (حسب الأناجيل أيضاً) ألقي القبض عليه بسبب تهم مزعومة وصلب أمام الجميع. (ولو أن المسلمين لا يؤمنون بذلك) لكن محمد هو النبي القوي الذي أتى بعدهما ودخل مكة قوياً منتصراً بعد تدميره الكامل لجميع الأصنام ومظاهر الشرك، وتحطيم جيوش الأعداء الذين تجمعوا لمقاتلته وجثوا على ركبهم صاغرين أمام القائد العظيم ينتظرون الموت على يد سيفه البتار فقرأ ذلك في وجوههم الخائفة فقال لهم وهم جاثون أمامه قولته المشهورة: "ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ " فقالوا له ذليلين: "أخ كريم وابن أخ كريم". وكقائد عظيم أثبت قوته في الحرب فقد أثبت قوته في السلم أيضاً فقال قولته المشهورة ورقابهم جميعاً تحت يديه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" تحطمت الالهة الوثنية على يديه بحد السيف كما حطمها جده إبراهيم، وبحد السيف حافظ على كلمة "لا إله إلا الله" لأن تكون هي العليا فانهارت امبراطوريات الروم وفارس وحملت كنوز كسرى وهرقل ونثرت تحت قدميه وبقيت كلمة "الله أكبر لا إله إلا الله " هي العليا ينادى بها من على مآذن المساجد في الشرق والغرب خمس مرات في اليوم حتى يومنا هذا ليسهل على الجميع الدخول إلى ملكوت الله الحقيقي. وقول المؤذن "الله أكبر" تعني أن الله أكبر من كل الآلهة التي يزعمونها الأب والابن وروح القدس أو غيرها من الآلهة المصطنعة، وأكبر من كل من يعتقد أنه جبار من البشر بل اْكبر من كل خلقه ولا إله إلا هو.
(وهنا تحضرني فكرة!! إذا كان نبي الله يقول لأعدائه "اذهبوا فأنتم الطلقاء"؟! فهل كان من الضروري للكنائس الشاؤولية الثالوثية أن تزعم لطوائفها أن الله جل جلاله اتخذ رحلة الكفر المخيفة فنزل عن عرشه وحشر نفسه في رحم مريم بين الفرث والدم والبول ليخرج إلهاً طفلاً ثم يشب ويكبر ثم يصلب نفسه فداء عن البشر الذين يحملون خطيئة اَدم المزعومة وبعدها يغفر لهم!؟ ألا يستطيع أن يقول لهم من عليائه اذهبوا فقد غفرت لكم بدون مشوار الكفر الرهيب هذا الذي لا يصدقه عقل سليم!؟ إذا كان هذا بمقدور محمد الإنسان، أفلا يكون بمقدور الله خالق محمد! حتماً إن هؤلاء القوم يعبدون رباً وهمياً وليس رب محمد، الذي هو رب عيسى وموسى وإسحاق ويعقوب وإبراهيم.) انتهى الإقتباس
يواصل متى قوله: (7فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ. 10وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. 12الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ».) متى 3: 7-12
يرى موقع الكلمة على شبكة النت فى تفسير الفقرة (12) أنها تشير إلى مجىء المسيَّا كحاكم و: (كديّان: "الذي رَفْشه في يده، وسينقّي بيْدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تُطفأ" [12].
هكذا يقدّم لهم القدّيس يوحنا المعمدان السيّد المسيح كديّان، فإن كان بلطفه يترك الحنطة مع التبن إنّما إلى حين، وسيأتي الوقت حتمًا ليذَرّي الحصاد، ويفصل القمح إلى المخزن، والتبن إلى النار. الآن يعيش الأبرار مع الأشرار، والمؤمنون مع غير المؤمنين، حتى يأتي يوم الرب العظيم الذي يقوم بنفسه بالتذرية. يمسك رفشه في يده ولا يسلّمه لآخر، فإنه وحده العارف القلوب والقادر أن يفصل الحنطة من التبن بحكمة دون أن يخطئ.
يطمئننا القدّيس أغسطينوس أنه وإن وُجدت الحنطة مختلطة بالتبن هنا، لكن هذا لن يؤذي الحنطة ولا يفقدها إكليلها، فسيأتي الوقت لعزلها عن التبن حيث يحرق التبن في النار: [هذا التبن لا يُهلك من هم حنطة الرب، والذين هم قليلون إن قورنوا بالآخرين، لكنهم هم جمع عظيم. لا يهلك مختارو الله الذين يُجمعون من أقاصي العالم، .. ..)
وعيسى عليه السلام لم يجمع مختاريه ، ولا حتى أتباعه ، بل جمعه اليهود وضربوه
وبصقوا فى وجهه وصلبوه (كما تدعون) ، وهرب عنه مختاروه ، وتركوه. وما كان عيسى عليه السلام يوماً من الأيام حاكماً أو قاضياً.
ويقول الأستاذ هريدى قى تفسير هذه الفقرة: (ويستمر الأسقف عبد الأحد داود فيقول "لقد أنذرهم (يوحنا) بكارثة وشيكة الوقوع (وهو غضب الله الذي ينتظرهم إذا ما استمروا في معاصيهم ولم يبادروا بالتوبة) وهو دمار القدس ونزع الملك والنبوة منهم وتسليمها لقوم غيرهم يصنعون ثمارها في أوقاتها كما سبق وتنبأ يعقوب "لا ينزع صولجان من يهوذا حتى يأتي شايلوه" تكوين:49/10 ، ( أي رسول الله). وقد تحقق ذلك بعد ستة قرون عندما سوى محمد آخر معاقلهم بالأرض.
لقد نصحهم يوحنا المعمدان من أجل عمل ثمار طيبة وحصاد جيد يليق بالتوبة والإيمان برسول الله القادم آخر الرسل والأنبياء، الذي عالج الكفر والشيطان والأصنام معالجة حاسمة وأبدية، وأقام دين الإسلام كمملكة الله على الأرض وعندما نادى المنادي في البرية مهدوا الطريق للسيد واجعلوا ممراته مستقيمة كان يبشر بدين السيد على صورة مملكة يقترب موعدها أشعيا:40/1-4، كل وطاء يرتفع وكل جبل وأكمة ينخفض، ويصير المعوج مستقيماً والعراقيب سهلاً. فيعلن مجد الرب ويراه كل البشر جميعاً لأن فم الرب تكلم فانهارت الأمبراطوريات الوثنية الزائفة، واختفت الأوثان أمام سيفه البتار وأصبح أبناء مملكة الله متساوين لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وتكونت منهم الجماعة المؤمنة ،لا كهنوت ولا طقوس، والمؤمنون سواسية كأسنان المشط- فارتفع كل وطاء حسب النبوءة المذكورة وانخفض كل جبل- وشملهم الإسلام الدين الوحيد الذي لا يعترف بأي كان مهما عظم كوسيط مطلق بين الله والناس.
ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبا لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم "أي اعتمادكم في الخلاص على كونكم أولاد إبراهيم لن يفيدكم إن لم تكونوا صالحين مثله. فالله قادر على أن يخلق أبناء لإبراهيم من هذه الحجارة.
ونحن نسوق قول يوحنا هذا للذين يقولون: إن عيسى ابن الله الطبيعي. فالله الذي يستطيع أن يخلق من الحجارة أولاداً لإبراهيم، بالكلمة، أو المشيئة أفلا يستطيع أيضا أن يخلق عيسى في رحم مريم بالكلمة أو المشيئة، أو حتى يخلق مليون عيسى لو شاء من الحجارة وليس في رحم مريم؟ حقأ لقد تحققت في هؤلاء القوم نبوءة أشعيا "تسمعون سمعاَ ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون ".) انتهى الإقتباس.
والفأس هنا إشارة إلى أن أمة المسيَّا ستكون أمة مجاهدة ، حيث كانت الفأس أداة للحرب ، وقد تشير إلى ما فعله أبيمالك بن جدعون مع سكان برج شكيم: (وقد صعد أبيمالك بن جدعون إلى جبل صلمون، هو وكل الشعب الذي كان معه وقطعوا بالفؤوس أغصان أشجار ووضعوها على أكتافهم، ثم حملوها إلى صرح بيت إيل بريث ووضعوها عليه، وأحرقوها بالنار، فمات جميع أهل برج شكيم الذين كانوا مجتمعين في الصرح، نحو ألف رجل وامرأة (قض 9:46-49).)
فسيأتى المسيَّا أيضاً ويبيد عبادة الأصنام ، ويجعل بيت الله لعبادة الله وحده ، ويطهره من النجس والأوثان.
أما قول المعمدان: (9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ.) لهو أكبر دليل على أن التوبة تأتى بالندم على فعل الشر ، والإقلاع عنه ، والعمل الصالح. فلن ينفع النسب ، ولن تنفع الوساطة ، ولو كانت هذه الوساطة هى نبى عظيم مثل إبراهيم. إذن فمن عمل صالحاً فلنفسه ، ومن أساء فعليها ، وما ربك بظلام للعبيد.
ففكر أيها النصرانى: من أين أتت عقيدة أنه لا غفران إلا بقتل الإله؟ وكيف لا يغفر الله بدون سفك دم؟ وكيف لا تكون التوبة إلا بهتك الأسرار على يد القسيس؟ إنها عقيدة بولس.
انظر لقول علمائكم فى بولس:
يُنادى العلماء اليوم قائلين (نقلاً من الخديعة الكبرى للدكتور روبرت كيل تسلر):
وأذكر من بين غير رجال اللاهوت المتخصصين بعض الأسماء القليلة منها : اللورد بولنجبروك (1678 - 1751)، غاندي، المحامي والفيلسوف كارل هياتي (1833 - 1909)، وباحث الطبيعة البروفسور أرنولد هايم ( 1882 - 1961 )، وهو قد وجد أن بولس قد ابتعد بعقيدة الذنب المتوارث هذه تماماً عن تعاليم عيسى ]عليه السلام[ ( إرجع إلى: "صورة العالم تحت مجهر باحث في الطبيعة "Das Weltbild eines Naturforschers" إصدار عام 1944 صفحة 146)، وكذلك أيضاً الفيلسوف فرانتس نيتشه، وباحث الطبيعة زيهر إيمانويل شفيدنبرج، وبرنارد شو وعالم اللغة فريدريش توديكوم، وأيضاً شيلنج، وجوته، و شيلر، وفولتير. وهناك الكثير غيرهم.
ولانبالغ إن قلنا إن أكبر قادة الفكر منذ عصر الإصلاح الديني قد توصلوا لمثل هذه النتائج . أما بالنسة لرجال الدين فهناك العديد من الأسماء التي تملأ الأفق، وهم يؤكدون وجود هذه التناقضات التي بين عيسى ]عليه السلام[ وبولس ويثبتونها ومع ذلك فهم أشهر من كتب ذلك وبسببه تعرضوا للنقد أو الخطر ونذكر منهم هذه الأسماء تبعاً للترتيب الأبجدي :
يتبع