نصوص الأناجيل تشهد بأن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى بنى اسرائيل فقط

الفصل السادس - 6 :- نصوص الأناجيل تشهد بأن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى بنى اسرائيل فقط

المقدمة :-

فى فترة من تاريخ بنى اسرائيل انقسموا الى مملكتين هما مملكة اسرائيل الشمالية ومملكة يهوذا ، وكان فى فترات فساد أي مملكة من الاثنان يرسل الله عز وجل لهم الأنبياء
فكان بعض من هؤلاء الأنبياء مرسل الى مملكة واحدة فقط أي لمجموعة معينة من الأسباط وليس كل بنى اسرائيل
حتى كانت الفترة الهلينستية التي قام فيها اليونانيين بنشر ثقافتهم الوثنية بين الأمم وكان منهم بنى اسرائيل سواء كانوا فى الشتات أو فى فلسطين ، وكان الموجودون من بنى اسرائيل فى فلسطين فى ذلك الزمان هم جزء من اليهود
واليهود هم سكان مملكة يهوذا قبل السبي البابلي أي سبط يهوذا وسبط بنيامين وجزء من اللاويين
وبعد فساد بنى اسرائيل أرسل الله عز وجل لهم سيدنا زكريا وسيدنا يحيى ثم المسيح عليهم صلوات الله وسلامه

فكان المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى جميع بنى اسرائيل سواء كانوا يهود أو متشبهين باليونانيين ، سواء كانوا مشتتيين فى العالم أو يسكنون فلسطين ، سواء كانوا من ذرية الأسباط العشرة الذين كونوا فى السابق مملكة اسرائيل الشمالية قبل الشتات أو كانوا من ذرية الأسباط سكان مملكة يهوذا الجنوبية قبل الشتات ولم يكن أبدا مرسل الى جميع أمم الأرض
هذا هو ما تشهد به جميع الأناجيل قبل التحريف بوضع تلك الجمل المزيفة فى نهايات الأناجيل على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام والتي ناقضها سفر أعمال الرسل
للمزيد راجع هذا الرابط :-

المسيح لم يقل جملة (اذهبوا الى العالم اجمع و اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها)

و يحتوى هذا الموضوع على :-
المبحث الأول (1-6-6) :-النبوءات عن المسيح عليه الصلاة والسلام أنه ملك اليهود وليس ملك الأمم ولا العالم

المبحث الثاني (2-6-6) اعتقاد كتبة الأناجيل أنه ستظل رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام بين بنى اسرائيل حتى المجئ الثاني

المبحث الثالث (3-6-6) :- التلاميذ سيدينون بنى اسرائيل وليس الأمم

المبحث الرابع (4-6-6) :- المسيح عليه الصلاة والسلام حدد رسالته فلن تكون الا بين بنى اسرائيل فقط

المبحث الخامس (5-6-6) :- من انجيل لوقا فان شعب المسيح عليه الصلاة والسلام سيكون من بنى اسرائيل

المبحث الأول (1-6-6) :-النبوءات عن المسيح عليه الصلاة والسلام أنه ملك اليهود وليس ملك الأمم ولا العالم

النبوءات التي قيلت عند ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام تقول أنه مرسل الى بنى اسرائيل فقط

• 1- مدبر يرعى شعبي اسرائيل وهو ملك اليهود

فنقرأ من انجيل متى :-
مت 1 :21 فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع (( لانه يخلص شعبه من خطاياهم ))

وأيضا :-
مت 2 :2 قائلين اين هو المولود (( ملك اليهود )) فاننا راينا نجمه في المشرق و اتينا لنسجد له
ثم نقرأ :-
مت 2 :6 و انت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك (( يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل ))

النبوءات عن ملك اليهود ومدبر يرعى شعب بنى اسرائيل
ولو كان مرسل الى العالمين كان يجب أن يقال ملك العالم ومدبر يرعى الأمم

فالمسيحيين يزعمون أن نبوءات (إشعياء 42 ) و ( التثنية 18: 18) عن النبي المرسل الى العالم المقصود بها المسيح عليه الصلاة والسلام

فالسؤال هو :-
لماذا لم تخبرنا البشارة فى انجيل متى بأنه مرسل الى العالم لو كان هو المقصود بالبشارات فى (إشعياء 42 ) و ( التثنية 18: 18) ؟؟؟!!!!

كيف تتحدث النبوءات الأسبق من انجيل متى عن نبى ((مرسل للعالم)) ثم يخبرنا انجيل متى أن البشارة بالمسيح عند ميلاده بأنه مدبر يرعى شعب اسرائيل ثم يأتي أحدهم ويقول لنا أن البشارة فى انجيل متى تتكلم عن نفس النبى الذى بشرت به كل النبوءات القديمة ؟؟؟!!!!!!!!!!!

استحالة ولو كانت كلمة اسرائيل اشارة لشخص من الأمم فلماذا فى نبوءة إشعياء 42 لم يستخدمها واستخدم بدلا منها كلمة (الأمم) وخاصة أن كلمة اسرائيل لم تأتى أبدا فى العهدين القديم والجديد كدلالة على شخص أممي
و حتى عندما جاءت بمعناها المجازي وهو صحة الايمان فكان المقصود منها التمييز بين بنى اسرائيل بعضهم البعض و لم يكن هناك أى اشارة الى أممى (للمزيد راجع معنى كلمة اسرائيل فى المبحث التاسع - الفصل الأول - الباب السابع )

فلم يخبرنا انجيل متى بذلك لأن كاتبه الأصلي كان يعلم أن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى بنى اسرائيل فقط

والأمر الغريب أن المجوس الذين زعمت النصوص أنهم سجدوا للمسيح عليه الصلاة والسلام لم يفكروا أن يأتوا اليه مرة أخرى بعد أن يكبر ليؤمنوا برسالته ولا هم حتى اعتنقوا ديانة بنى اسرائيل قبل أن يكبر

وكل هذا يعنى أن قصة مجيئهم وسجودهم قصة مختلقة غير كاملة الأركان

• 2- يملك على بيت يعقوب ويأخذ كرسي داود الذى كان على بيت يعقوب وليس العالم

نقرأ من انجيل لوقا :-

1 :32 هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى (( و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه ))
1 :33 (( و يملك على بيت يعقوب )) الى الابد و لا يكون لملكه نهاية

كرسي داود كان على بنى اسرائيل فقط ولم يكن على العالم
أي أنه كان لبنى اسرائيل فقط وليس العالم
لأنه مرسل الى بنى اسرائيل فقط ولا يوجد هنا معنى مجازي

• 3- المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل لخلاص بنى اسرائيل من أعدائهم ولم يرسل للعالم

من انجيل لوقا نقرأ :-

1 :67 و امتلا زكريا ابوه من الروح القدس و تنبا قائلا
1 :68 مبارك الرب اله اسرائيل لانه افتقد (( و صنع فداء لشعبه ))
1 :69 و اقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه1 :70 كما تكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر
1 :71 خلاص من اعدائنا و من ايدي جميع مبغضينا1 :72 ليصنع رحمة مع ابائنا و يذكر عهده المقدس
1 :73 القسم الذي حلف لابراهيم ابينا
1 :74 ان يعطينا اننا بلا خوف (( منقذين من ايدي اعدائنا نعبده))

البشارة والحديث عن المسيح عليه الصلاة والسلام أنه من أجل بنى اسرائيل وليس العالم
فلم يقل فداء للعالم ولكن فداء لشعبه والمقصود بنى اسرائيل

• 4- تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام يعرفون أنه ملك اسرائيل

من انجيل يوحنا :-
1 :49 اجاب نثنائيل و قال له يا معلم انت ابن الله (( انت ملك اسرائيل ))

ملك اسرائيل وليس ملك العالم
و ابن الله هو لقب كان يطلقه اليهود على أي نبي أرسله الله عز وجل الى بنى اسرائيل وهى تعنى انسان بار

نقرأ من سفر الخروج :-
4 :22 فتقول لفرعون هكذا يقول الرب (( اسرائيل ابني البكر ))

ومن سفر ارميا :-
31 :9 بالبكاء ياتون و بالتضرعات اقودهم اسيرهم الى انهار ماء في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها (( لاني صرت لاسرائيل ابا و افرايم هو بكري ))

ومن انجيل لوقا :-
3 :38 بن انوش بن شيت بن (( ادم ابن الله ))

ومن انجيل متى :-
مت 5 :9 طوبى لصانعي السلام (( لانهم ابناء الله يدعون ))

أي أن ابن الله هو الانسان البار التقى
وابن الله الوحيد أي الانسان البار التقى فى وسط مجموعة من الكافرين

• 5- المسيح عليه الصلاة والسلام مخلص لبنى اسرائيل وليس للعالم

نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
5 :31 هذا رفعه الله بيمينه رئيسا (( و مخلصا ليعطي اسرائيل التوبة و غفران الخطايا))

انه يخلص بنى اسرائيل وليس العالم وذلك بالتوبة وليس بالصلب والفداء

وأيضا من سفر أعمال الرسل على لسان بولس نقرأ :-

13 :23 من نسل هذا حسب الوعد (( اقام الله لاسرائيل مخلصا يسوع ))
13 :24 اذ سبق يوحنا فكرز قبل مجيئه بمعمودية التوبة لجميع شعب اسرائيل

المبحث الثاني (2-6-6) اعتقاد كتبة الأناجيل أنه ستظل رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام بين بنى اسرائيل حتى المجئ الثاني

نص واضح وصريح يوصى المسيح عليه الصلاة والسلام أتباعه ألا يكرزوا الى الأمميين و أن يظلوا يكرزوا بين بنى اسرائيل حتى المجئ الثاني له وهذه الوصية فى انجيل متى تبدأ من العدد (10: 5) وتنتهى فى العدد (10: 23)

فنقرأ من انجيل متى :-

مت 10 :5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع (( و اوصاهم قائلا الى طريق امم لا تمضوا و الى مدينة للسامريين لا تدخلوا ))
مت 10 :6 (( بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة ))
مت 10 :7 و فيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السماوات
مت 10 :8 اشفوا مرضى طهروا برصا اقيموا موتى اخرجوا شياطين مجانا اخذتم مجانا اعطوا
مت 10 :9 لا تقتنوا ذهبا و لا فضة و لا نحاسا في مناطقكم
مت 10 :10 و لا مزودا للطريق و لا ثوبين و لا احذية و لا عصا لان الفاعل مستحق طعامه
مت 10 :11 و اية مدينة او قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق و اقيموا هناك حتى تخرجوا
مت 10 :12 و حين تدخلون البيت سلموا عليه
مت 10 :13 فان كان البيت مستحقا فليات سلامكم عليه و لكن ان لم يكن مستحقا فليرجع سلامكم اليكم
مت 10 :14 و من لا يقبلكم و لا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت او من تلك المدينة و انفضوا غبار ارجلكم
مت 10 :15 الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم و عمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة
مت 10 :16 ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام
مت 10 :17 و لكن احذروا من الناس لانهم سيسلمونكم الى مجالس و في مجامعهم يجلدونكم
مت 10 :18 و تساقون امام ولاة و ملوك من اجلي شهادة لهم و للامم
مت 10 :19 فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون لانكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به
مت 10 :20 لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم
مت 10 :21 و سيسلم الاخ اخاه الى الموت و الاب ولده و يقوم الاولاد على والديهم و يقتلونهم
مت 10 :22 و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص
مت 10 :23 و متى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الاخرى فاني الحق اقول لكم (( لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان ))

• 1- الوصية تبدأ بقوله ألا يكرزوا الى الأمم وأن يكرزوا فقط بين بنى اسرائيل

وصية المسيح عليه الصلاة والسلام الى تلاميذه تبدأ بألا يكرزوا الى أمميين وأن يذهبوا فقط الى بنى اسرائيل العدد (مت 10: 5 ، 10: 6)
ثم يخبرهم ماذا يفعلوا فى مدن وتجمعات بنى اسرائيل وماذا يقولون لهم

• 2- ثم فى نهاية الوصية يقول لهم أنهم لن يفرغوا من مدن بنى اسرائيل حتى مجيئه مرة أخرى

يخبر المسيح عليه الصلاة والسلام أن الكرازة الى بنى اسرائيل أي استمرارية عمل ما أوصاهم به حتى يأتي ابن الانسان (أي المجئ الثاني له ) (مت 10: 23)
وما أوصاهم به قبل ذلك كان ألا يكرزوا بين الأمميين وهو لا يغير فى وصيته وكلامه شئ

وهذا يعنى أنه لن يكون هناك كرازة فى رسالته بين الأمم الا بعد مجيئه الثاني

• 3- وما يؤيد هذا التفسير هو ما ورد على لسان بطرس فى سفر أعمال الرسل

حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
10 :42 (( و اوصانا ان نكرز للشعب )) و نشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء و الاموات

اذا المسيح عليه الصلاة والسلام حتى ارتفاعه لم يغير فى وصيته شئ حيث تظل رسالته بين بنى اسرائيل ولا تكون بين أمميين

وكانت النصوص التي تم وضعها فى أخر الأناجيل مجرد نصوص زائفة لا يعرف كتاب الأناجيل عنها شئ

بدليل أن من سفر أعمال الرسل نرى بطرس لا يعرف شئ عن معامل الأمميين والاختلاط بهم وأنه بحاجة الى رؤيا يفهمه أن يكرز بينهم ولا يشير أبدا الى أن المسيح عليه الصلاة والسلام غير فى وصيته وجعل الكرازة لأمميين حتى أن باقي التلاميذ غضبوا من تعامل بطرس مع أممي

وهذا يؤكد على أن المسيح عليه الصلاة والسلام لم يغير أبدا فى وصيته (أعمال 10: 9 الى 11: 3)

وهذا دليل أنه كان من المعروف فى القرون الميلادية الأولى أن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت خاصة ببنى اسرائيل

ولكن أتى أشخاص بعد ذلك أرادوا ايهام الناس بعالمية الرسالة فبعضهم وضع نص الرؤيا التي تعلم بطرس بالكرازة بين الأمميين وأخر يأتي ويضع نصوص زائفة فى نهاية الأناجيل بدون أن ينتبه لما ورد فى سفر أعمال الرسل

• 4- المسيح عليه الصلاة والسلام يقول أنه سيرسل التلاميذ الى بنى اسرائيل وسيضطهدوهم ولم يقل أنه سيرسلهم الى العالم

نقرأ من انجيل متى :-
مت 23 :29 (( ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون )) المراؤون لانكم تبنون قبور الانبياء و تزينون مدافن الصديقين
ثم نقرأ :-

مت 23 :34 (( لذلك ها انا ارسل اليكم انبياء و حكماء و كتبة )) فمنهم تقتلون و تصلبون و منهم تجلدون في مجامعكم و تطردون من مدينة الى مدينة
مت 23 :35 لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح

يخاطب اليهود ويخبرهم أنه سيرسل اليهم حكماء وكتبة ولكنهم سيضطهدوهم ولم يقل أنه سيرسل هؤلاء الى العالم

المبحث الثالث (3-6-6) :- التلاميذ سيدينون بنى اسرائيل وليس الأمم

• 1- المسيح عليه الصلاة والسلام كان يقصد دائما اليهود

فى كل ترحال للمسيح عليه الصلاة والسلام كان يقصد اليهود ويدخل مجامعهم كان يكرز فى المجامع ولم يذهب للوثنيين فكان يقصد اليهود فقط

من انجيل مرقس :-
14 :49 (( كل يوم كنت معكم في الهيكل )) اعلم و لم تمسكوني و لكن لكي تكمل الكتب

كان دائما يقصد اليهود لأنه يعلم فى الهيكل

ومن انجيل يوحنا :-
18 :20 اجابه يسوع انا كلمت العالم علانية (( انا علمت كل حين في المجمع و في الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما )) و في الخفاء لم اتكلم بشيء

وأيضا من انجيل لوقا :-

4 :14 و رجع يسوع بقوة الروح الى الجليل و خرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة
4 :15 و كان (( يعلم في مجامعهم )) ممجدا من الجميع
4 :16 و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى (( و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت )) و قام ليقرا

وأيضا :-
4 :31 و انحدر الى كفرناحوم مدينة من الجليل و كان يعلمهم في السبوت

• 2- كان يعيش اسرائيليين فى المدن العشر وهؤلاء من كان يبشر بينهم المسيح عليه الصلاة والسلام

العشر مدن وتسمى حلف الديكابولس وهو تحالف أنشأه الامبراطور الروماني بومبي فى عام 64 ق.م بين عشر مدن فى بلاد الشام لمواجهة نفوذ الأنباط فى الجنوب
وقد سكن تلك المدن اليونانيين ولكن كان يسكنها أيضا بعض من بنى اسرائيل المتشبهين باليونانيين وهؤلاء من كان يبشر بينهم المسيح عليه الصلاة والسلام
بدليل :-

• أ- كانت تلك المدن تقع تحت حكم المكابيين وبالتحديد فى عهد هيركانوس

وذلك قبل أن يأتي بومبي ويفصلهم عن المدن اليهودية يعطيهم حكم ذاتي فى عام 63 ق.م

فنقرأ من الموسوعة اليهودية :-

Scythopolis was attacked by the Maccabeans (II Macc. xii. 29), but most of the cities of the Decapolis were not subjugated until the reign of Hyrcanus. Pompey again separated them from the Jewish territory in 63 B.C.

http://www.jewishencyclopedia.com/articles/5035-decapolis-the

وهذا يعنى أنه لا بد وكان بها اسرائيليين أقاموا فيها فى فترة حكم المكابيين واستمروا بعد ذلك

• ب- المسيح عليه الصلاة والسلام أوصى التلاميذ ألا يكرزا لأمميين فكيف يفعل العكس ولا نرى أي تساؤل من التلاميذ

رأينا فى انجيل متى أن المسيح عليه الصلاة والسلام أوصى التلاميذ ألا يكرزوا لأمميين ولكن بين بنى اسرائيل فقط (مت 10 :5 ، 10 :6) ، فكيف يفعل عكس ما أوصى التلاميذ به وفى نفس الوقت لا نرى أي تساؤل من التلاميذ على ما يفعله عكس ما أوصاهم به

وهذا يعنى أنه كان يبشر بين بنى اسرائيل فى تلك المدن لذلك لم يسأل التلاميذ عن ذلك

• ج- الموسوعة اليهودية أيضا تقول أنه عاش يهود بتلك المدن

Jesus had several persons from the Decapolis among his followers (Matt. iv. 25; Mark v. 20), showing that many Jews were living there

http://www.jewishencyclopedia.com/articles/5035-decapolis-the

• 3- التلاميذ سيدينون أسباط بنى اسرائيل وليس الأمم لأن رسالة المسيح عليه الصلاة كانت الى بنى اسرائيل

نقرأ من انجيل متى :-

مت 19 :27 فاجاب بطرس حينئذ و قال له ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك فماذا يكون لنا
مت 19 :28 فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد (( متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر ))

و من انجيل لوقا :-
22 :30 لتاكلوا و تشربوا على مائدتي في ملكوتي و تجلسوا على كراسي (( تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر))

اذا كرسي مجد المسيح عليه الصلاة والسلام سيكون ادانة الأسباط الاثني عشر وليس العالم

المبحث الرابع (4-6-6) :- المسيح عليه الصلاة والسلام حدد رسالته فلن تكون الا بين بنى اسرائيل فقط

هناك نص واضح جدا من انجيل متى يخبر فيه المسيح عليه الصلاة والسلام التلاميذ بأنه لم يرسل الا لبنى اسرائيل
وهذا النص يعنى أن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام لن تكون الى أمميين فى أي وقت

فنقرأ من انجيل متى :-

مت 15 :22 و اذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا
مت 15 :23 فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه و طلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا
مت 15 :24 فاجاب (( و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة ))
مت 15 :25 فاتت و سجدت له قائلة يا سيد اعني
مت 15 :26 فاجاب و قال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب
مت 15 :27 فقالت نعم يا سيد و الكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها
مت 15 :28 حينئذ اجاب يسوع و قال لها يا امراة عظيم ايمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة

• 1- المسيح عليه الصلاة والسلام لم يرسل الا لخراف بيت اسرائيل الضالة

جملة (لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة ) تعنى أن هذه هي حدود رسالته التي أوضحها لتلاميذه وهى أن رسالته ستظل دائما الى بنى اسرائيل ولن يتغير الوضع

والسؤال هو :-
هل كان المسيح عليه الصلاة والسلام يكذب على تلامذته عندما قال لهم (لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة ) ؟؟؟؟!!!!!!!!!
بالتأكيد لا

ولكن الكاذب هو من حرف النصوص لايهام الناس بعالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام حتى يبرر لأتباعه عقيدة وهمية ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان اسمها عقيدة تأليه المسيح والصلب والفداء

فاذا كان الأمر اختبار للمرأة كما يزعم علماء المسيحية ما كان المسيح عليه الصلاة والسلام قال لتلامذته تلك المعلومة ولكن كان قال (إنتظروا قليلا) أو حتى صمت ولكنه لم يفعل ذلك لأنها بالفعل كان رسالته ومهمته الى بنى اسرائيل فقط

• 2- المسيح عليه الصلاة والسلام حدد رسالته الى بنى اسرائيل وسبب خروجه

فنقرأ من انجيل مرقس :-

1 :38 فقال لهم (( لنذهب الى القرى المجاورة لاكرز هناك ايضا لاني لهذا خرجت ))
1 :39 (( فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل )) و يخرج الشياطين

ومن انجيل لوقا :-

4 :42 و لما صار النهار خرج و ذهب الى موضع خلاء و كان الجموع يفتشون عليه فجاءوا اليه و امسكوه لئلا يذهب عنهم
4 :43 فقال لهم انه ينبغي لي ان ابشر المدن الاخر ايضا بملكوت الله (( لاني لهذا قد ارسلت ))
4 :44 (( فكان يكرز في مجامع الجليل ))

• 3- توسل تلك المرأة الى المسيح عليه الصلاة والسلام أكثر من مرة حتى يساعدها دليل أنه لم يكن مرسل الى وثنيين أبدا

بالرغم من وجود علامات استفهام حول قصة المرأة الكنعانية ومدى صحتها بالشكل الذى نقرأه حاليا الا أننا لو فرضنا بصحتها فهي ليست دليل على أن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام للعالم ولكنها دليل على أن رسالته كانت لبنى اسرائيل فقط وكان من كتبوا الأناجيل يعرفون هذا الأمر جيدا

وهى توضح لنا نظرة الاسرائيليين الذين كتبوا تلك القصة لغيرهم من الأمم وأنهم لا يستحقون الخبز وانما الفتات فقط فصاغوا تلك القصة بهذا الشكل فتخبرنا نصوص الأناجيل المختلفة بمسارعة المسيح عليه الصلاة والسلام بمساعدة أي شخص من بنى اسرائيل ولكن مع المرأة الأممية فانها تتذلل أكثر من مرة حتى يساعدها
فكيف يكون مرسل لقومها ويتركها بدون مساعدة حتى تظل تتوسل وتلح بهذا الشكل ؟؟؟!!!!!!!!!!!
وهذا يعنى استحالة أن يكون المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى قومها

• أ- المسيح عليه الصلاة والسلام يسارع الى مساعدة أي اسرائيلي بل انه كان يناديهم من نفسه ليساعدهم :-

نقرأ من انجيل لوقا :-

13 :10 (( و كان يعلم في احد المجامع في السبت ))
13 :11 و اذا امراة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة و كانت منحنية و لم تقدر ان تنتصب البتة
13 :12 (( فلما راها يسوع دعاها )) و قال لها يا امراة انك محلولة من ضعفك
13 :13 و وضع عليها يديه ففي الحال استقامت و مجدت الله
13 :14 فاجاب رئيس المجمع و هو مغتاظ لان يسوع ابرا في السبت و قال للجمع هي ستة ايام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا و استشفوا و ليس في يوم السبت
13 :15 فاجابه الرب و قال يا مرائي الا يحل كل واحد في السبت ثوره او حماره من المذود و يمضي به و يسقيه
13 :16 (( و هذه و هي ابنة ابراهيم )) قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة اما كان ينبغي ان تحل من هذا الرباط في يوم السبت

انه يهتم أن يشفى امرأة من ذرية سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام حتى أنه دعاها من نفسه حتى يشفيها وهو عكس ما فعله مع المرأة الأممية

و من انجيل متى :-

مت 8 :2 و اذا ابرص قد جاء و سجد له قائلا يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني
مت 8 :3 فمد يسوع يده و لمسه قائلا اريد فاطهر و للوقت طهر برصه

وأيضا :-
مت 12 :22 حينئذ احضر اليه مجنون اعمى و اخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم و ابصر

ومن انجيل مرقس :-

1 :40 فاتى اليه ابرص يطلب اليه جاثيا و قائلا له ان اردت تقدر ان تطهرني
1 :41 فتحنن يسوع و مد يده و لمسه و قال له اريد فاطهر
1 :42 فللوقت و هو يتكلم ذهب عنه البرص و طهر

• ب- لا يساعد المرأة الأممية الا بعد توسلها أكثر من مرة وطلبها أن تأخذ الفتات :-

نرى من النصوص أن المرأة الأممية نادت المسيح عليه الصلاة والسلام وطلبت منه أن يرحمها ويساعد ابنتها ولكنه لم يستمع اليها
ثم تظل تصيح وراءه و التلاميذ ولكنه أيضا لا يستجيب
ثم تسجد له ولكنه أيضا لا يستجيب بل ويرد عليها بأن خبز البنين لا يطرح للكلاب أي أن الأمميين ليسوا على قدم المساواة مع بنى اسرائيل (وهذا يؤكد أن واضع تلك القصة كان يعلم أن المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل الى بنى اسرائيل فقط )

ولكن مع اصرار المرأة وقولها أن الكلاب تأخذ الفتات (مت 15 :27) أي لا ضير من اعطاء الفتات لأممية وليس الخبز نفسه
وبناء عليه ساعدها وأعطى لأممية الفتات

و لو كان المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل للوثنين ما كان انتظر لحظة واحدة حتى تتوسل اليه بهذه الطريقة وفى النهاية تطلب منه اعطاءها الفتات فى الوقت الذى يسارع فيه بمساعدة أي اسرائيلي

فالأنبياء يدعون الى عبادة الله فى الأقوام المرسلين اليهم بدون توسل من أحد لأنها أصلا رسالتهم وعملهم الموكلين بتنفيذه حتى أنهم كانوا يتعرضوا لمحاولات قتل ولكنهم لم يخافوا أو يترددوا فى اظهار دعوتهم الى الناس

لذلك كان يرسل المسيح عليه الصلاة والسلام تلاميذه الى مدن وتجمعات بنى اسرائيل للكرازة بينهم بدون أن يطلب سكان تلك المدن ذلك

• ج مساعدة المسيح لها بعد ذلك بسبب اصرارها على أخذ الفتات (أي بناء على طلبها) وليس لأنه عمله الموكل به :-

أي شخص اذا رأى اصرار من أحد حتى يساعده بهذه الطريقة فلابد له فى النهاية أن يساعد هذاالشخص بعينه

يعنى هل يعقل أن يأتي شخص لنبي ويقول له أريد أن أؤمن فأفهمني ويتوسل اليه فيرفضه ويتركه ؟؟!!!
بالتأكيد لا
فهو فى النهاية سيساعده ((( بناء على طلبه ))) ، وليس لأنه عمله الموكل اليه

والا لماذا لم نراه يدخل صور وصيدا ويفعل المعجزات بين قومها ويساعد أخرين غيرها ؟؟!!!!
لأن رسالته لم تكن أبدا لهم
فكان مساعدته لواحدة منهم كان أمر خاص وليس عام

• د- وما يؤكد ذلك هو ما ورد فى انجيل مرقس حيث كان يصر على ألا يعلم الأمميين :-

نقرأ من انجيل مرقس نفس القصة ولكنه بدأها باخبارنا بأن المسيح عليه الصلاة والسلام كان يتخفى حتى لا يعلم أحد
فنقرأ :-

7 :24 ثم قام من هناك و مضى الى تخوم صور و صيدا و دخل بيتا (( و هو يريد ان لا يعلم احد )) فلم يقدر ان يختفي
7 :25 لان امراة كان بابنتها روح نجس سمعت به فاتت و خرت عند قدميه

من الواضح أنه كان هناك اصرار من المسيح عليه الصلاة والسلام ألا يعلم الأمميين
والدليل على ذلك أنه لم يساعد أو يعلم أحد من الأمميين بعد ذلك الا تلك المرأة
وهذا يؤكد على أنه بالفعل كما قال (لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة)

• 4- المسيح عليه الصلاة والسلام لن تكون رسالته فى صور وصيدا أبدا

من الأدلة على أن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام لن تكون أبدا لصور وصيدا الوثنيتين ولا العالم وأن مساعدة المرأة الكنعانية (ان صحت القصة) كان فقط أمر خاص بها بناء على طلبها وليس عام لكل الوثنيين
هو ما نقرأه من ما ورد فى انجيل متى وانجيل لوقا على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام عن صور وصيدا فى يوم الدينونة

فنقرأ من انجيل متى :-
مت 11 :21 ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا لانه لو صنعت في صور و صيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح و الرماد

مت 11 :22 و لكن اقول لكم (( ان صور و صيدا تكون لهما حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لكما ))

ونفس الكلام فى (لوقا 10: 13 ، 10: 14)
ومن تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي نقرأ :-
(مرة أخرى يؤكّد السيّد أن الغرباء وإن طردوا من الملكوت، لكن مرارتهم تكون أقل من مرارة أبناء الملكوت المطرودين منه، إذ يقول: "ولكن أقول لكم أن صور وصيدا تكون لهما حالة أكثر احتمالًا يوم الدين ممّا لك" [22]. فإن الذي يعرف كثيرًا ويخطئ يُضرب أكثر!)
انتهى

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/01-Engeel-Matta/Tafseer-Engil-Mata__01-Chapter-11.html#3._رفض_اليهود_له

صور وصيدا مدينتين وثنيتين لم يحدث بهما المعجزات التي رآها بنى اسرائيل وبالرغم من وثنيتهم وادانتهم الا أن عذابهم فى يوم الدينونة سيكون أقل ممن شاهد تلك المعجزات ورفض الايمان وهم بنى اسرائيل

فلأن رسالة المسيح واعماله (المعجزات التي جعلها الله عز وجل على يديه) لم تكن بين الوثنيين فهم أكثر احتمالا فى يوم الدينونة
فعدم العلم بالشئ أو علم أقل يخفف العقوبة

وهذا يعنى أن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام لم ولن تكون أبدا فى صور وصيدا اللتين كان أجيالهم المعاصرين لتلك الأحداث وثنيين لم يشاهدوا تلك المعجزات

وهذا يعنى أن رسالته ليست للعالم فاذا كانت رسالة المسيح ستكون للوثنيين فى صور وصيدا سواء على يديه أو على أيدي التلاميذ فلماذا يقول عنهما انها سيكونا فى الدين أكثر احتمالا لعدم وجود رسالته بينهم ؟؟!!!

فهو يتكلم عن حالهما فى يوم القيامة
أي أن الأمر تم حسمه ولن تكون رسالته أبدا لهما فى أي وقت
هذه نصوص واضحة وصريحة أنه لم يصنع معجزات فى صور وصيدا ولم ينشر دعوته هناك ولم يكن مرسل أيضا اليهم
و لو كانت صور وصيدا والأمم الوثنية هدف رسالة المسيح منذ البداية ما كان تكلم كل هذا الكلام عنهم وما كان أعطى توصياته لتلامذته ان لا يذهبوا الى أمم وثنية (فلم تكن رسالة المسيح الى العالم )

• 5- كيف لامرأة كنعانية (أممية) أن تعرف شكل المسيح عليه الصلاة والسلام ؟؟!!!

سبق وأن أشرت أن قصة المرأة الأممية التي بابنتها روح نجسة عليها علامات استفهام
فنقرأ من انجيل متى :-

مت 15 :21 ثم خرج يسوع من هناك و انصرف الى نواحي صور و صيدا
مت 15 :22 و اذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا

ومن انجيل مرقس :-

7 :24 ثم قام من هناك و مضى الى تخوم صور و صيدا و دخل بيتا و هو يريد ان لا يعلم احد فلم يقدر ان يختفي
7 :25 لان امراة كان بابنتها روح نجس سمعت به فاتت و خرت عند قدميه

والسؤال هو :-
كيف لامرأة أممية تسكن نواحي صور وصيدا أن تعرف شكل المسيح ؟؟!!!

شخص يسافر فى تلك المنطقة ولا يعلم أحد فيها (مرقس 7: 24)
فحتى لو فرضنا أنها سمعت عن المعجزات التي يفعلها ولكن كيف عرفت المرأة شكله فى الأصل حتى تناديه بابن داود ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

المبحث الخامس (5-6-6) :- من انجيل لوقا فان شعب المسيح عليه الصلاة والسلام سيكون من بنى اسرائيل

كاتب انجيل لوقا يعتقد أن يوحنا المعمدان هيأ للمسيح شعب
ويوحنا المعمدان كان مرسل الى بنى اسرائيل ، اذا فشعب المسيح عليه الصلاة والسلام من بنى اسرائيل فقط

فاذا كان فهم المسيحيين لنبوءة ملاخي صحيح فهم بذلك يقرون بأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت فقط لبنى اسرائيل وليس للعالم

لأنهم ببساطة شديدة يعتقدون أن يوحنا المعمدان هو الملاك الذى يأتي قبل مجئ المسيح عليه الصلاة والسلام ليهيئ له الشعب

وبالطبع فهمهم للنبوءة بهذه الطريقة كان بناء على ما ورد فى انجيل لوقا بدون أن يسألوا أنفسهم وهم يقرأون نبوءة ملاخي هل ما ورد فى انجيل لوقا صحيح أم خطأ

نقرأ من انجيل لوقا :-

1 :13 فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت و امراتك اليصابات ستلد لك ابنا و تسميه يوحنا
1 :14 و يكون لك فرح و ابتهاج و كثيرون سيفرحون بولادته
1 :15 لانه يكون عظيما امام الرب و خمرا و مسكرا لا يشرب و من بطن امه يمتلئ من الروح القدس
1 :16 (( و يرد كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم ))
1 :17 و يتقدم امامه بروح ايليا و قوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء و العصاة الى فكر الابرار (( لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا ))

ثم نقرأ :-

1 :76 و انت ايها الصبي نبي العلي تدعى (( لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه))
1 :77 لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم

• 1- النص يتحدث عن البشارة بـــ يوحنا المعمدان الذى سيعد شعب المسيح فهو يأتي بروح ايليا

و يرد كثير من بنى اسرائيل الى الرب الههم وأنه سيتقدم وجه الرب (الذى يقصده الكاتب انه المسيح عليه الصلاة والسلام) ليعد طرقه ويهيئ له شعب مستعد فيرد قلب الآباء الى الأبناء والعصاة الى فكر الأبرار

• 2- البشارة السابقة هي محاولة من الكاتب لتفسير نبوءة ملاخي على المسيح عليه الصلاة والسلام

الكاتب هنا يشير الى نبوءة فى العهد القديم وهى نبوءة ملاخي فى محاولة منه لايهام القارئ بأن هذه النبوءة تنطبق على يوحنا المعمدان(سيدنا يحيى) والمسيح عليهما الصلاة والسلام
بحيث يصبح يوحنا المعمدان هو مهيئ الطريق للرب والمسيح هو السيد (الرب) الذى يأتي بعد ذلك
فنقرأ من سفر ملاخي :-
3 :1 هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي و ياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه و ملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود
وأيضا :-

4 :5 هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف
4 :6 فيرد قلب الاباء على الابناء و قلب الابناء على ابائهم لئلا اتي و اضرب الارض بلعن

• 3- ولكن هذا الفهم للنبوءة هو اقرار من المسيحيين بأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت لبنى اسرائيل فقط

بالطبع سار المسيحيين الحاليين وراء هذا الفهم بدون تفكير بل انهم زادوا على هذا الفهم وجعلوها بدلا من أنها نبوءة واحدة أصبحت نبوءتان
احدهما قبل المجئ الأول والثانية قبل المجئ الثاني للمسيح عليه الصلاة والسلام

ولكن بدون أن يدركوا فان هذا الفهم يسبب اشكالية كبيرة بالنسبة لهم فهو دليل على أن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت لبنى اسرائيل فقط

لأن يوحنا المعمدان مرسل الى بنى اسرائيل وليس الى العالم وكان يرد بنى اسرائيل الى الصلاح
فاذا كان شعب المسيح هو الشعب الذى هيأه يوحنا المعمدان فهذا يعنى أن شعب المسيح من بنى اسرائيل وليس العالم

ولو كان شعب المسيح عليه الصلاة والسلام من العالم كله فكان يجب أن يهيئ يوحنا المعمدان شعبه من العالم كله
أي يرسل الى العالم وهذا لم يحدث

• 4- هذا الفهم لنبوءة ملاخي لم تسبب اشكالية لكاتب هذا النص فى انجيل لوقا ولا المسيحيين فى القرون الميلادية الأولى

لأنهم كانوا يدركون أن رسالة المسيح خاصة ببنى اسرائيل فقط
لهذا لفق هذا الفهم الغريب للنبوءة

ولكنه يحدث اشكالية للمسيحيين الحاليين الذين يعتقدون أن رسالته عالمية
فاذا صدقوا ما ورد فى انجيل لوقا فعليهم الاعتراف بأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت لبنى اسرائيل فقط
وهذا دليلا على أن المسيحيين فى القرون الميلادية الأولى لم يسمعوا بشئ اسمه عالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام

• 5- لم تكن لنبوءة ملاخي علاقة بـــ يوحنا المعمدان (سيدنا يحيى) ولا المسيح عليهما الصلاة والسلام

نبوءة ملاخي كانت تتحدث عن النبي الخاتم أخر المرسلين ولهذا أشار الى أنه يأتي قبل يوم الرب اليوم العظيم والمخيف (ملاخي 4: 5) والمقصود هو يوم القيامة الذى تنحل فيه السماوات والأرض (بطرس الثانية 3: 10 الى 3: 12) ، وليس مجئ المسيح عليه الصلاة والسلام الأول ولا الثاني

وذلك ليفهم القارئ أنه لن يأتي بعد هذا النبى الخاتم نبي ، فلا نبي بينه وبين يوم القيامة (يوم الحساب)
وأن هذا النبي الخاتم سينجح فى رسالته وسيرد الناس الى الدين الحق والخير
فهو النبي الذى أنشأ أمة عظيمة من مختلف الأعراق ولكنها تجتمع على عبادة الله وحده لا شريك له سادت العالم لأكثر من ألف عام
فهو فى الحقيقة من هيأ لرب العالمين شعب يعبده عبادة صحيحة
هذا انطبق على شخص واحد فقط قال أنه رسول الله ولم يخزيه الله أبدا بل نصره على جميع أعدائه
انه النبي الأمي محمد بن عبدالله عليه وعلى جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه

• 6- بطرس فى سفر أعمال الرسل لايزال ينتظر تحقيق نبوءة ملاخي و مجئ النبي الذى سيرد كل شئ مما يعنى أن لوقا الكاتب الأصلي للانجيل لم يكتب فى انجيله هذا النص عن يوحنا المعمدان

سفر أعمال الرسل يسجل أعمال التلاميذ بعد ارتفاع المسيح عليه الصلاة والسلام
أي أن أحداثه بعد أحداث انجيل لوقا وكاتبه هو أيضا لوقا
ولكننا نقرأ من سفر أعمال الرسل :-

3 :20 و يرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل
3 :21 الذي ينبغي ان السماء تقبله (( الى ازمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر ))

بطرس لا يزال ينتظر زمان رد كل شئ الذى تحدث عنه جميع الأنبياء
وهذا يعنى أن تلك النبوءات لم تتحقق فى رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام المكتوبة فى الأناجيل وأنها لم تتحقق بعقيدة الصلب والفداء المزعومة ولم تتحقق بــ يوحنا المعمدان

ولكن المحرفون يصرون على نسب كل شئ للمسيح عليه الصلاة والسلام بالرغم من عدم انطباق النبوءات عليه فزعموا أنه سيحقق تلك النبوءات فى المجئ الثاني له وتناسوا أن نبوءة ملاخي تقول أن من سيرد كل شئ ليس المسيح عليه الصلاة والسلام ولكنه ايليا

اليهود يكذبون والمسيحيين يكذبون على كذب اليهود وكلاهما لم ينتبه الى (إشعياء 42 ) الذى يخبرنا بأن النبي المرسل الى العالم ستكون بداية دعوته من أرض قيدار وهم أبناء اسماعيل أي لن يكون من نسل بنى اسرائيل
وأن ( إشعياء 35 ) يخبرنا بانتقال بهاء وجلال كرمل وشارون الى أرض صحراوية جافة أي انتقال النبوة من أرض سكن بنى اسرائيل الى أرض أخرى لقوم أخريين