سفر الخروج ( الإصحاح الثانى)
رد على كتاب شبهات وهمية
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 2: 14 و و4: 19 وأعمال 7: 29 أن موسى خاف من فرعون بعد أن قتل المصري، لكن العبرانيين 11: 27 تقول إن موسى ترك مصر غير خائف .
وللرد نقول بنعمة الله : لا تناقض. لقد خاف موسى من فرعون في مطلع الأمر، ولكنه عندما راجع نفسه ووضع ثقته في إلهه انتهى خوفه وملكت الشجاعة قلبه.
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
تناقض كتاب النصارى فى بيان حال موسى زمن خروجه من مصر أكأن خائفاً كما ورد فى خروج 2: 14 ((فخاف موسى و قال حقا قد عرف الامر ، فسمع فرعون هذا الامر فطلب ان يقتل موسى فهرب موسى من وجه فرعون و سكن في ارض مديان و جلس عند البئر ))
أم خرج غير خائف من فرعون كما قال بولس فى عبرانيين 11: 27 ((27 بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى.))
فزعم القس أن الخوف كان فى بادىء الأمر ثم زال الخوف بمراجعة النفس
و هذا جواب باطل لأسباب:
1) أن الخبر فى الخروج لا يذكر مسألة مراجعة موسى لنفسه و زوال الخوف منه كما يزعم القس و لو كان كذلك لكان منقباً لموسى و لما غفل الوحى عن تبيانه فى حينه و لما انتظر الاف السنين حتى يخبر به على لسان كاتب مجهول !
2) أن خوف موسى ظل مستمراً من فرعون و ملئه حتى أمره الرب أن يعود إلى مصر مطمئناً إياه أن من كانوا يطلبون موته قد هلكوا ((4: 19 و قال الرب لموسى في مديان اذهب ارجع الى مصر لانه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك)) خروج 4: 19
فلو لم يكن موسى خائفاً من فرعون لما أكمل خروجه إلى مدين و لما أحتاج الرب أن يطمئنه بإخباره أن من يريدون قتله قد ماتوا و جعل ذلك سبباً لسكينته و تشجعه للعودة
3) أن خوف موسى هو أمر جبلى فطرى من طاغية يريد قتله ولا ينافى التوكل على الله ، بل هو كالخوف من دخول أرض ما مسبعة أو مبتلاة بالطاعون، و لكن كاتب سفر العبرانيين- المجهول- أراد ان يمتدح موسى بالكذب فأثبت اللامعقول و ناقض صريح المنقول
سفر الخروج ( الإصحاح 3، 4)
الرب حال بذاته فى شجرة!
نقرأ فى سفر الخروج قول النص صراحة أن الله قد حل بذاته المجيدة فى الشجرة التى كلم موسى منها ، و أن موسى لم يستطع أن ينظر إلى الله من خوفه فغط وجهه!!
((فلما راى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة و قال موسى موسى فقال هانذا فقال لا تقترب الى ههنا اخلع حذائك من رجليك لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة ثم قال انا اله ابيك اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب فغطى موسى وجهه لانه خاف ان ينظر الى الله)) خروج 3: 4-6
ولا شك أن هذا من خرافات التوراة المحرفة التى تنتقص من الله سبحانه و تعالى ،و قد جاء القرأن بكلمة الحق فى هذا الخبر ، فأكد أن الله تعالى نادى موسى من الشجرة، أى أسمعه الصوت من جهتها لأن الله يتكلم بما شاء وقتما شاء ليسمع من يشاء كيفما شاء ، دون أن تحل ذاته العظيمة فى مخلوق ، بل قال تعالى ((فلما جاءها نودى ان بورك من فى النار ومن حولها وسبحن الله رب العالمين))
فالنداء يكون للبعيد أصلا ، و قوله بورك من فى النار و من حولها ، على الراجح فى أمهات كتب التفسير أنهم الملائكة المكرمون الموجودون فى هذه الشجرة الطيبة و حولها فى ارجاء الوادى المقدس من الله ، و كذلك بورك موسى عليه السلام
ثم أتبع تعالى قوله (بورك من فى النار و من حولها) بقوله ( و سبحان الله رب العالمين)
و ذلك لأن تسبيح الله اى تنزيهه عن كل نقيصة ، و سر وروده هنا هو دفع شبهة الحلول الالهى فى الشجرة بذاته الكاملة
قال ابن كثير [َسُبْحَان اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ " أَيْ الَّذِي يَفْعَل مَا يَشَاء وَلَا يُشْبِههُ شَيْء مِنْ مَخْلُوقَاته وَلَا يُحِيط بِهِ شَيْء مِنْ مَصْنُوعَاته وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيم الْمُبَايِن لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَات لَا يَكْتَنِفهُ الْأَرْض وَالسَّمَوَات بَلْ هُوَ الْأَحَد الصَّمَد الْمُنَزَّه عَنْ مُمَاثَلَة الْمُحْدَثَات ]