-
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم</div>
العزيز sary ... أشكرك ، وبارك الله لك وعليك :)
ولنعود مرة أخرى ...
العزيز متعلم...
<div align="center">فصل</div>
<div align="center">فى الترحم على عبد الكريم</div>
مادة [رح م] - المعُجَمُ الوَجِيزُ صادر عن : مَجمَع اللغَة العَربَية - 1998 م /1419 هـ
(رَحَّمَ) عليه : دعا له بالرَّحمة
(تَرَحَّمَ) عليه : دعا له بالرَّحمة
<div align="center">---</div>
بماذا يُستدل من الترحَّم على الغير؟
1- إيضاح حقيقة موت هذا الشخص للآخرين ، إن لم يكونوا على علم بهذا الأمر..
فمثلاً بدلا من قولك الكاتب فلان الفلانى المتوفى ...
جرت العاده بقول فلان الفلانى - رحمة الله -
أو المرحوم فلان الفلانى .. فكلاهما تفيد نفس المعنى
فبهذة الطريقه التعبيريه قد أوصلت الفكرة المنشوده لعقول مستمعيك ألا وهى موت الشخص ... هذه واحده
الأمر الثانى .. هو هل يجوز لى الترحم على من اختلف معى فى رأى ما ؟
بمعنى أختلفت انا و - س - من الناس ، فلا أترحم عليه حين يموت بمعنى آخر لا أطلب له الرحمة من الله تعالى إذا مات ...
ولننتقل لمستوى آخر!!
إذا كان هذا الشخص الذى أختلفت معه فى الرأى ،ثَبُت أنه على خطأ فيما ذهب إليه .. وقتها يحق لى الا أطلب له الرحمه والمغفره من الله تعالى ؟!!
ولننتقل لمستوى أعلى !!
هذا الشخص يتناقش فى أشياء مقدسة ليست محل جدلٍ أو نقاش .. هذا الشخص يعبر كل الخطوط الحمراء .. إذن فلا تجوز له الرحمه ؟!!
ومستوى آخر أعلى !!
هذا الشخص كافر ؟؟؟؟
إذن فالمسألة قطعية بالنسبة لهذا الشخص ... فلا رحمة له ولا دعاء له بالرحمه
<div align="center">-----</div>
عزيزى متعلم نحن لا نفكر هكذا ، فقد علمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ألا نسب بعضنا البعض أبداً مهما أختلافنا فى الرأى ، ومهما أخطأ الطرف الآخر فالسباب واللعان ليس من صفات المسلم .. حتى الخطائين والفاسقين والكافريين ندعو لهم بالهدايه طوال حياتهم حتى يهديهم الله للحق والرشاد ..وإذ ماتوا وهم على خطأهم أو كفرهم فندعو الله تعالى طالبين لهم الرحمه من عذاب اليوم الآخر ... فالمسلم لا يفرح أبداً لضلال إنسان أخر أخٍ له فى الإنسانيه .. ولا يسعد أبداً لعذاب كافر أو مخطا يوم القيامة ، فالمسلم يتمنى ألا يعذب أحداً قط يوم الدين ... لكن أنها رحمة الله وعدله اللذان وسعا كل شئ ، فكل نفساً بما كسبت رهينه والله يحاسب القوم بما عاشوا عليه ولما عاشوا له .. ولكنه الرحيم الغفور سمح لعباده المخلصين بالدعاء للخطائين والكفره والمشركين كى يرحمهم الله من العذاب .. والله وحده هو الغفور الرحيم ..
أخى الفاضل متعلم ... حينما ترحمت على عبد الكريم . ترحمت بنية صادقه لله تعالى وحده .. دون علم بكل نوايه وأهدافه ...
لقد قرأت لعبد الكريم ثلاثة كتب فقط هما مجتمع يثرب ، فترة التكوين والنص المؤسس .. وقد كان اول ما قرأت له هو فترة التكوين ... وأرتعت اول ما قرات هذا الكتاب وأصابنى حزن عميق لأن فى أمتنا من يفكر بهذا الشكل ، ويحلل الأمور بتلك السطحيه المجرده من كل القيم .. ويعلم الله أنى قد أُرهقت جداً فى البحث خلف مصادر الكتاب محاولاً دحض ما فيه من أفتراءات ودام الأمر معى لشهور ...
فقد أصابنى عبد الكريم - من وجهة نظرى - بصدمه كبيره لم أصب مثلها من قبل بعد قرأتى لكتابه هذا .. فالرجل والحق يقال قد أحزننى جداً .
ولكن أعود وأكرر أنى أتمنى له الرحمة من الله تعالى من كل قلبى .. فالله رحيم غفور ، وإذا كان الرجل قد أخطأ ففى الأمه والحمد الله من يرده إلى صوابه فإن لم يستطيعوا فأمره مفوضٌ إلى الله تعالى .. ولا يسعنا إلا أن نطلب له الهدايه فى حياته والرحمه بعد مماته ... هذا والله أعلم
-
<div align="center">فصل</div>
<div align="center">فى سنة حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام</div>
العزيز متعلم .... أنت والحمد الله الذى لا يحمد على شئ سواه افضل منا علماً ومعرفة والله هو مصدر كل علم .. فقط احببت ان اشاركك ما قرات فى سنة رسولنا الحبيب علية الصلاة والسلام
[1]
صحيح البخاري
الكتـــــاب : 78 - كتاب الأدب
المـــــوطن : 6044 + 44 - ما ينهى من السباب واللعن
-------------------------------------------------------------------------------
6044- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ
كُفْرٌ » . تَابَعَهُ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ . طرفاه 48 ، 7076 - تحفة 9299
[2]
صحيح البخاري
الكتـــــاب : 78 - كتاب الأدب
المـــــوطن : 6045 + 44 - ما ينهى من السباب واللعن
-------------------------------------------------------------------------------
6045- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ حَدَّثَنِى
يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدِّيلِىَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِى ذَرٍّ - رضى الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « لاَ يَرْمِى رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفُسُوقِ ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ ، إِلاَّ ارْتَدَّتْ
عَلَيْهِ ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ » . طرفه 3508 - تحفة 11929
[3]
صحيح البخاري
الكتـــــاب : 78 - كتاب الأدب
المـــــوطن : 6046 + 44 - ما ينهى من السباب واللعن
-------------------------------------------------------------------------------
6046- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ عَلِىٍّ عَنْ أَنَسٍ
قَالَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاحِشاً وَلاَ لَعَّاناً وَلاَ سَبَّاباً ، كَانَ يَقُولُ
عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ « مَا لَهُ ، تَرِبَ جَبِينُهُ » . طرفه 6031 - تحفة 1646
[4]
صحيح البخاري
الكتـــــاب : 78 - كتاب الأدب
المـــــوطن : 6103 + 73 - باب من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال
-------------------------------------------------------------------------------
6103- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالاَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ الْمُبَارَكِ
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا »
. تحفة 15407
[5]
صحيح البخاري
الكتـــــاب : 80 - كتاب الدعوات
المـــــوطن : 6397 + 59 - باب الدعاء للمشركين
-------------------------------------------------------------------------------
6397- حَدَّثَنَا عَلِىٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى
الله عنه - قَدِمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنَّ دَوْساً قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا . فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ
« اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً وَأْتِ بِهِمْ » . طرفاه 2937 ، 4392 - تحفة 13695
[6]
صحيح البخاري
الكتـــــاب : 23 - كتاب الجنائز
المـــــوطن : 1312 + 49 - باب من قام لجنازة يهودى
-------------------------------------------------------------------------------
1312- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى
لَيْلَى قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ
فَقَامَا . فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، أَىْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَقَالاَ إِنَّ النَّبِىَّ صلى الله
عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِىٍّ . فَقَالَ « أَلَيْسَتْ نَفْساً »
. تحفة 4662 ، 11092 - 108/2
[7]
صحيح مسلم
الكتـــــاب : 45- كتاب البر والصلة
المـــــوطن : 6847 + 39 - باب النهى عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى
-------------------------------------------------------------------------------
6847- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِىُّ
عَنْ جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ « أَنَّ رَجُلاً قَالَ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِى يَتَأَلَّى عَلَىَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ فَإِنِّى قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ
وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ ». أَوْ كَمَا قَالَ . تحفة 3263 - 2621/137
تلك الأحاديث من الهدى النبوى الشريف ترشدنا إلى أن المسلم ليس بلعان ولا سباب .. ويتمنى الهدى والخير لكل البشريه ويتمنى الرحمة لكافة البشر ، والله وحده هو الغفور الرحيم
-
<div align="center">فصل</div>
<div align="center">فى بقية كلامى عن عبد الكريم</div>
أخى متعلم ... لقد اشرت فى كلامى عن الفقرة الأولى من فرشة عبد الكريم ، وأغلب الظن انك قرأتها .. أنى قد سطرت هذا التعليق فى حدود ذخيرتى المعرفيه وعلمى المتواضع .. وأنه من الجائز بل من الطبيعى جدا ان تتواجد أخطاء ومواضع نقص .. وبالتالى فقد طلبت من كافة الأخوه – وأحسبك قد قرأت هذا – أن يردونى إلى الصواب حينما يلمسوا خطأى ... وإلا ما فائدة تلك الدعوه المفتوحه للحوار .. نحن هنا لنتناقش حول مادة الكتاب ومن ثم كل فرد يسطر تعليقه على مادة الكتاب مستنداً فى ذلك إلى مرجعيته المعرفيه التى يستقى منها معلوماته وعلى هذا تصبح الفائده ذات عدة اوجهه .. فالرد على الكتاب سيكتمل بإذن الله تعالى هنا فى المنتدى هذه واحده .. وأيضاً سنصحح لبعضننا البعض ما قد نخطأ فيه أو نسهو عنه .. وسيأتى الرد على الكتاب بإذن الله تعالى شاملاً لكل وجهات النظر من الأخوه وبالتالى يصيب إلى أقصى درجه ممكنه .. وهذا ما أشرت أليه فى المقدمه ..فقد أردت ان يشارك كل فرد ولو بمشاركه يسيره فقد تفيد... أو حتى تعليق ما على فقره أو جمله أو حتى كلمه فقد تجد طريقها إلى فكر وعقل الآخر .. وهنا تكمن فائدة الحوار البناء الموضوعى الهادف الذى كفله لنا إسلامنا القويم وشرعه لنا ربنا فى محكم تنزيله ... أرجو أن أكون قد وفقت فى إيضاح وجهة نظرى
-
<div align="center">فصل</div>
<div align="center">فى [اللهم إلا مسلماً لم يقرأ ما كتبه هذا الرجل ]</div>
كما وضحت مسبقاً أنا بالفعل لم اقرأ إلا ثلاث كتب لعبد الكريم ، ولم ادعى قط أنى على علم تام بأفكار وآراء الكاتب .. وإنما تعليقى جئت به مستنداً إلى معلوماتى اليسيره ، وما قرأته من كتب الكاتب وقليل من المقالات هنا وهناك تناقش فكر الكاتب وآرائه ... وقد اكون أخطأت أو اصبت .. المهم المحاوله .فإن كنت قد أصبت فالحمد الله على هذا .. وإن أخطأت فبإذن الله نتناقش حول هذا الخطا ومن ثم يُقنعنى الأخوه بحطأى بما لهم من العلم وعلى هذا ... وبهذا يكون الحوار الموضوعى قد أدى غرضه .. والله الموفق
<div align="center">فصل</div>
<div align="center">فى النهايه</div>
العزيز الفاضل متعلم :D .. نحن فى أشد الشوق واللهفه لمشاركتك معنا الحوار حول فكر ومادة الكاتب .. فهذا هو المطلوب كما أوضحت مسبقاً .. الحوار البناء الهادف ...
وبالطبع الخطوط العريضه لفكر عبد الكريم ... ستسهل من مهمة الحوار ، وستضع النقاط فوق الحروف كما يقولون ... لذا أسرع بالله عليك وجزاك الله خيراً عن مشاركتك الهادفه وأعذرنى إن كنت قد أخطأت فى أمر ما ولكن ألست معى الآن أنه لا حرج فى طلب الرحمه لعبد الكريم ومن هم مثله .. ألست معى أنه لابد من طلب الهدايه لكل من هم مثل عبد الكريم وغيرهم .. الهدايه لكل من حاد عن منهج الله ودينه القويم .. الهدايه والرحمه
والله هو لهادى وهو الغفور الرحيم ...
<div align="center">وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته</div>
-
أولاً ..
لا يجوز طلب الرحمة للكفار بعد موتهم ، فلا يجوز أن نقول : " البابا كيرلس " رحمه الله .. وإن أردنا التعبير عن موتهم فلنقل : " البابا كيرلس " لعنه الله .
" إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ، من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب .. أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "
" إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
ثانياً ..
لا نشهد على أحد بعينه بالدخول فى النار ، لأنه قد يكون قد تاب قبل موته ولم نعلم .. لكن لنا أن نشهد على أى أحد من خلال ما تفوه به بالكفر والإلحاد والردة ، ما دام عندنا من الله فيه بينة .
-
أخى الكريم .. eknowledger ..
أعتذر لك إن بدت الغلظة من أسلوبى .
ليست الغلظة موجهة إليك ، وإنما إلى هذا الزنديق اللئيم .. فأنا أتقرب إلى الله ببغضه ، هو والقمنى ونصر أبو زيد وكل ملاحدة العرب .. أتقرب إلى المولى ببغض ومعاداة من أرادوا اغتيال المسلمين عن دينهم وإبعادهم عن جنة ربهم .. وأغضب إن خدع مسلم فيهم .. من هنا كان منشأ غضبى .. وليس غضباً شخصياً منك .
جزاك الله خيراً على حسن نيتك ، وسدد الله قولنا وقولك إلى ما فيه الحق .
-
<div align="center">أصل الحكاية </div>
أصل حكايتنا ثقافة مادية ماركسية قبيحة ، قوامها : لا إله ، والحياة مادة ، والأنبياء لصوص كذابون !
وتتشدق هذه الثقافة الجاهلة بالعلمية والموضوعية والعقلانية والتنوير ، وتطنطن بنقد الموروث وإنكار الماورائى ، وتدعو الناس إلى أن يكونوا تقدميين وفى الطليعة وضمن الثورة النهضوية المتحتمة ، وتعدهم بجنة فى الأرض لا فى السماء ، جنة الشيوعية الأولى ، حيث يكون الطعام والنساء ـ والرجال ! ـ وكل شىء مشاعاً للجميع ، بلا قيد من دين أو أخلاق أو عادات أو تقاليد .
ثم حاولت هذه الثقافة أن تقيم لها دولة فى فترة من فترات التاريخ ، لكن هذه الدولة انهارت قبل أن تبلغ سن الفطام ! .. وكان سبب الانهيار هو الثقافة السوداء ذاتها !!
ثم إن هذه الثقافة إبان ذيوعها ، قد فتنت كثيراً من شبابنا العربى آنذاك ، ممن عدم حصانة علمية من دينه ، فسهل عليه شرب كل ما هو غير معقول ولا علمى ، فنقلت إليه جرثومتها قبل موتها .
ورغم ظهور فشل هذه الثقافة المتهافتة نظرياً وتطبيقياً ، ورغم تراجع الكثيرين من شبابنا عنها ، إلا أنه بقيت شرذمة ضحلة الفكر على ولائها لهذه الثقافة المتهافتة ، تترضى عن أصحابها آناء الليل وأطراف النهار ، وتحمل على عاتقها مهمة نشرها والترويج لها ، وتجتهد فى إخراج أجيال لها ، تحمل نفس الجرثومة ، لعلها تنتقل إلى من بعدهم .
فى هذا السياق ، تطالعنا أسماء مثل : خليل عبد الكريم .. سيد القمنى .. إلى آخر هؤلاء الملاحدة .
ما يقوله هذا تجده مكرراً عند ذاك ، وما يجمله هذا يفصله أخوه ، وهذا يحيلك إلى كتاب زميله ، وذاك يعتبر كتاب رفيقه من أهم مصادره العلمية .
الطريف أن كل واحد من هؤلاء " الأبطال " يؤكد لك على ريادته بصريح اللفظ كلما سنحت الفرصة أو لم تسنح ، وعلى أن كتاباته لم يسبقه أحد إليه من قبل !
والأكثر طرافة ، أن كل ما يتهوك به هؤلاء الملاحدة ، لا ينقلونه عن بعضهم البعض فحسب ، بل هو فى الأصل منقول عن مستشرقى الغرب وملاحدته !
-
علا كعب ملاحدة أوربا على أهل النصرانية هناك ، منذ خروجهم من كهوف القرون الوسطى كما يسمونها ، وتناولوا بالنقد والنقض كتاب النصرانية المقدس ، وخرجوا منه متهكمين ساخرين من كل عبارة وكلمة ، وآثروا الإلحاد على النصرانية ، ولم يملك كهنة النصرانية على اختلاف طوائفها ، إلا تعريض القفا ، وتنكيس الرأس ، غير قادرين على رد الطعونات الإلحادية الكثيرة على كتابهم المحرف ودينهم الوثنى .
وما زال كهنة النصرانية على ذلك السلوك إلى الآن ، وهذا يفسر لك سر احترامهم ـ العميق ! ـ للملاحدة ، وأدبهم الجم عند التحدث معهم أو عنهم ! .. بل صارت مؤلفات الملاحدة من أوثق المصادر العلمية عند كهنة النصرانية ، لا يرضون عنها بديلاً ! .. رغم أنه فى القديم ، أيام سطوة النصرانية وسلطانها ، لم يكن جزاء من يصدر عنه دعوى " شبه " إلحادية واحدة ، إلا العقاب الفورى الذى قد يصل إلى الحرق حياً !
ما علاقة ذلك بموضوعنا ؟
صبى يشاهد فيلماً سينمائياً ، فيرى " بطل " الفيلم ، يركل هذا بقدمه ، ويضرب ذاك بقبضته ، ويطوح ثالثاً فى الهواء ، ولا ينتهى المشهد إلا عن ثلة من البشر ، ملقاة عند قدمى البطل المغوار .
فينبهر الصبى ببطله ، ويتمثله فى نفسه ، لتأخذه الحمية ، وتملأ قلبه الشجاعة ، فيهرع إلى أقرانه ، يحاول تقليد ما فعله البطل فى الفيلم ، على أنه يصطدم باختلاف ما يواجه عما رأى ، وبأن الأمر ليس بالسهولة التى تصورها .
وما علاقة ذلك أيضاً بموضوعنا ؟!
العلاقة واضحة قارئى الكريم ! .. فإن ملاحدة العرب يقرأون ما حدث فى الغرب منذ قرون ، فتأخذهم الحمية ، وتملأ قلوبهم الشجاعة ، فيعمدون إلى " دينهم " يحاولون نقضه وهدمه ، ظانين أن الدين كالدين ، جاهلين بالفرق الشاسع بين دين إلهى منزل من عند الله يحفظه ، وبين دين مبدل محرف تخلى عنه أكثر أتباعه ، واستخزى الآخرون ونكسوا رؤوسهم منه !
فإذا تأملت حال ملاحدة العرب فى العصر الحديث ، وجدت كل منهم يعتبر نفسه " فولتير " قومه ، و " روسو " عصره ، و " ماركس " زمانه .. وكل منهم يحاول الدخول فى " جدليات " فكرية مع كتابات هؤلاء ، مؤكداً لك أنه أتى بما لم يأتوا به ، وابتدع ما لم يقولوه .. وكأنك تقر له أصلاً بصحة عقول " أبطاله " وعلمية كتاباتهم .
-
إن ملاحدتنا ( العظام طبعاً ! ) حاولوا تكرار لعبة أسلافهم الغربيين مع دين قومهم .. الأولون فعلوها مع النصرانية الوثنية ونجحوا ، والأخيرون أرادوا لعبها مع دين الله المتين .. ففوجئوا بأن الدين ليس كالدين ، وأن القوم ليسوا كالقوم .
أما أن الدين ليس كالدين .. فلإن دين الله المنزل المتين " الإسلام "، ليس كالدين المبدل المحرف " النصرانية " .
مثال ذلك : أن الملاحدة لم يستطيعوا اتهام الإسلام بمناهضته للعلم وإعمال العقل ، لوجود الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحث على ذلك .
وأما أن القوم ليسوا كالقوم .. فلإن خير أمة أخرجت للناس " أمة الإسلام " ـ مهما انحطت ! ـ ليست كالأمم السابقة .. لأن الإسلام يعطى لأبنائه حصانة ـ تلقائية ـ ضد كثير من الضلالات ، ولا تستطيع النصرانية المحرفة ذلك .. ولأن الخير فى أمة محمد عليه الصلاة والسلام إلى يوم القيامة .. وما تزال طائفة منهم ظاهرين على الحق إلى يوم الدين ، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم .
فوجد الملاحدة " علماء المسلمين " وطلبتهم ، يفندون ضلالاتهم ، ويظهرون غثائهم ، ويفضحون عوار آرائهم .
إذن .. الدين ليس كالدين .. والقوم ليسوا كالقوم !
لا بد إذن من تعديل فى " المنهج " ! .. لن يقبل المسلمون الدعوة إلى ترك كتابهم وسنة نبيهم بسهولة ولا بصعوبة ! .. فلندخل إليهم إذن من باب آخر ، ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ! .. لن ندعوهم إلى ترك الإسلام .. لكن لنقل لهم : إن الإسلام يوافق ما جاء عن ماركس ولينين ـ دون ذكر أسماء طبعاً ! ، وكل ما فى الأمر ـ أيها المسلمون ـ أنكم فهمتم الإسلام خطأ ، وآن لكم أن تفهموا قرآنكم على وجهه الصحيح !
على مثل هذه الشاكلة فكر الملاحدة ، وبمثل هذا الأسلوب عملوا .. فالمسلم لا يرفض أبداً أن يفهم دينه صواباً ، ولا أن يفقه قرآنه حق الفقه .. وبذلك يستطيع الملاحدة أن يتحدثوا كيفما شاءوا ، ومن اتهمهم بالإلحاد جابهوه بأنهم مسلمون ـ أكثر منه ! ـ لكنه لا يفقه حقائق دينه الكريم !
وهذا التستر منهم مجرد " مرحلة " ، حتى إذا انتهت ، استطاعوا مجابهة المسلمين ـ ضيقى الأفق ! ـ بإلحادهم مكشوفاً عارياً عن كل الأستار !
-
لكن هذا التستر منهم لا يخفى عليك قارئى الكريم ، فلسوف ترى إلحادهم من وراء ألفاظهم ، ولتشاهدن كفرهم بين طيات كلامهم ، ولتعرفنهم فى لحن أقوالهم .
ويزيد من هتك أستارهم الغيظ والكمد الذى ملأ قلوبهم على هذا الدين وأهله ، لأنهم حرموا من تحقيق بطولاتهم بسبب طبيعة هذا الدين وما أكسبه لأهله من حصانة .
كان الأحرى بهم أن يكتشفوا الحقيقة التى يعرضون عنها ، بل كان من الممكن أن يتهموا أنفسهم بأنهم ليسوا كأسلافهم الغربيين .. لكنهم لم يروا هذا ولا ذاك ، وآثروا اتهام مخالفيهم بكل الاتهامات ، فالعيب ليس فى المفكرين العظماء الأفذاذ ، وإنما فى أقوامهم البليدة الغبية ، التى لا تقدر الدرر التى تتساقط من أفواه عباقرتها المفوهين !
وليكن كل مخالف ـ للعظماء ـ جاهلاً بليداً غبياً " فلحاساً " منغلقاً متزمتاً رجعياً .. إلخ .. لا فرق عندهم بين العلماء ومن دونهم ، وبين المتخصصين فى الفن عن غيرهم .. يغدقون أوصافهم تلك على جميع المخالفين بلا استثناء !
أقصد أن أقول : إن فى قلوب ملاحدتنا العظام غيظاً شديداً على هذا الدين وأهله ، تراه فى كل لفظ لهم ينضح بمرارة الكمد .. غيظ وكمد يملأ صدورهم عندما يسمعون اسم " محمد " عليه الصلاة والسلام ، يتردد بين جنبات المعمورة ، على ألسنة المسلمين من كل جنس ولون .. ليؤكد لهؤلاء الملاحدة فشلهم الذريع فى لعبتهم الحقيرة !