-
تقول دائرة المعارف الكتابية:
خامساً : مشكلات العلاقة الأدبية بين الأناجيل الثلاثة الأولى :
وقد درسنا هذا الموضوع بالتفصيل فى البحث المختص بالأناجيل الثلاثة الأولى (أو الأناجيل المتوافقة) وهى مشكلة تدور أساساً حول العلاقة الأدبية بين هذه الأناجيل الثلاثة ، فمحتوياتها – فى الكثير من الحالات – متشابهة حتى فى العبارات، مما يحمل على الظن بأنها أخذت عن مصادر مشتركة ، أو أنها أخذت عن بعضها البعض . ومن الناحية الأخرى فإن كل واحد من هذه الأناجيل الثلاثة ، فيه الكثير من الاختلافات عن الإنجيلين الآخرين، حتى إنه لا بد أن كلاً منها قد استخدم مراجع غير التى استخدمها غيره ، سواء كانت مراجع شفهية أو مكتوبة.
وعلى العموم يمكننا القول إن المشكلة ليس لها إلا أهمية أدبية ، وليس لها أى أهمية بالمرة على ديانة العهد الجديد ، مثلما الأسفار موسى الخمسة بالنسبة للعهد القديم. كما أنه ليس ثمة أساس تاريخى لهذه المشكلة، كما كان للأسفار الخمسة فى تاريخ إسرائيل. وليس من سبيل أمام العلماء لدراسة هذه المشكلة ، إلا بتحليل محتويات هذه الأناجيل والمقابلة بينها . وحيث أن التذوق الذاتى ، والإنطباعات الباطنية لها أثرها القوى فى تناول مثل هذه الأمور ، فمن غير المحتمل إطلاقاً – فى غياب أى دليل موضوعى – أن تحل مشكلة هذه الأناجيل ، على وجه العموم ، أو موضوع مصادر إنجيل متى على وجه الخصوص، حلاً يرضى السواد الأعظم من العلماء. والافتراض الذى يحظى الأن بأوسع قبول بين النقاد، هو نظرية "المصدر المزدوج" الذى يفترض أن إنجيل مرقس بصورته الراهنة – أو بصورة أسبق- والأصل المزعوم لإنجيل متى والذى يطلقون عليه اسم (Q ) هما أساس الإنجيل الموجود بين أيدينا .
ويقولون –لإثبات ذلك – أن كل المادة القصصية –تقريباً- الموجودة فى إنجيل مرقس، توجد أيضاً فى إنجيل متى ، كما فى إنجيل لوقا أيضاً ، بينما الأجزاء الأكبر، وبخاصة الأحاديث المشتركة بين متى ولوقا- كما سبقت الإشارة- تشير إلى مصدر من هذا النوع استخدمه كل من متى ولوقا. وتظهر الصعوبة بشدة عندما تمتد المقارنة الى التفاصيل ومحاولة تفسيرها بالاختلافات فى التعبير والترتيب، وأحياناً فى المفهوم فى كل إنجيل من الأناجيل.
ورغم المكانة التى بلغتها هذه النظرية ، فقد يكون الحل الحقيقى أيسر من ذلك ، فقد أخذ متى معظم الحقائق التى ذكرها ، من خبرته هو نفسه ومن التقليد الشفهى المتواتر، وحيث أن هذه الحقائق كانت قد أخذت صيغة ثابتة ، نتيجة لتداولها المستمر فى الكنيسة الأولى ، فأن هذا يكفى لتعليل التشابه بين إنجيل متى وإنجيل مرقس ولوقا بدون الحاجة إلى افتراض اعتماد أى إنجيل منها على الاثنين الآخرين، فالمشكلة كلها إذاً هى مشكلة ظنية وذاتية ، ولا تستدعى كل ما أثير أو كتب حول هذا الموضوع.) انتهى كلام دائرة المعارف الكتابية
وفيها اعتراف صارخ من الموسوعة بمشكلة الأناجيل وأنها غير موحى بها من الله ، ولا يعرف لها أصل ، إلا أنها لم تنسى أن تميع الكلام فى نهاية المقال لتحتفظ بمن تبقى من المصدقين لهذه الكتب أنها إلهامية ، أو قل حتى لا تصدمهم صدمة مميتة. فانظر بتركيز إلى اعترافاتها: (مما يحمل على الظن بأنها أخذت عن مصادر مشتركة ، أو أنها أخذت عن بعضها البعض . ومن الناحية الأخرى فإن كل واحد من هذه الأناجيل الثلاثة ، فيه الكثير من الاختلافات عن الإنجيلين الآخرين، حتى إنه لا بد أن كلاً منها قد استخدم مراجع غير التى استخدمها غيره ، سواء كانت مراجع شفهية أو مكتوبة.)
وقولها: (وبخاصة الأحاديث المشتركة بين متى ولوقا- كما سبقت الإشارة- تشير إلى مصدر من هذا النوع استخدمه كل من متى ولوقا. وتظهر الصعوبة بشدة عندما تمتد المقارنة الى التفاصيل ومحاولة تفسيرها بالاختلافات فى التعبير والترتيب، وأحياناً فى المفهوم فى كل إنجيل من الأناجيل.)
يعنى الأناجيل بها مشاكل فى معرفة أصولها ، وهذا خلاف قائم لليوم بين علماء النصارى ، ثم المصدر الذى أخذ منه متى ولوقا غير إنجيل مرقس ، وهو المصدر Q المفقود ، هذا بالإضافة إلى الحكايات والروايات الشفهية التى يحلو للموسوعة تسميتها (مراجع شفهية) ، إضافة إلى ذلك فإن هناك مشكلة أخرى تتعلق بفهم مقارنة اختلاف التفاصيل ومحاولة تفسيرها ، وكذلك تتطرق صعوبة الفهم أحياناً فى المفهوم فى كل إنجيل من الأناجيل.
كل هذا ويسمونه كتاباً مقدساً!! والله إنها لسُبَّة فى حق الله أن ينسب هذا الكتاب إليه!
(كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
(4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
(15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
(29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)إرمياء 23: 29-36
انظر إلى اعتراف الكتاب المقدس بالتحريف ، ثم ينسبونه لله ، والله يتبرأ منه! (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9 (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا)
(1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
(16كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.) بطرس الثانية 3: 16
(وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18
تقول دائرة المعارف الكتابية:
سادساً: تاريخ كتابة هذا الإنجيل:
هناك تقليد قديم – يكاد يكون مقبولاً من الجميع – بأن متى كتب إنجيله قبل الثلاثة الآخرين، وموضعه من أسفار العهد الجديد يدعم هذا التقليد. ويقول إيريناوس إنه كتب بينما كان بطرس وبولس يكرزان فى رومية. ويقول يوساييوس إن ذلك حدث عندما ترك متى فلسطين وذهب ليكرز للآخرين. ويذكر أكليمندس الإسكندرى أن الشيوخ الذين تعاقبوا الواحد تلو الآخر منذ البداية، ذكروا أن الأنجليين المشتملين على سلسلتى نسب المسيح (متى ولوقا) قد كتبا أولاً، وهذا ولا شك ضربة قاضية على النظرية الشائعة على أن إنجيل متى قد اعتمد على إنجيل مرقس، مما يدعو إلى رفضها. وعلى أى حال، من المؤكد أن هذا الإنجيل قد كتب قبل خراب أورشليم فى 70 م (أنظر مت 24: 15). والتاريخ المرجح لكتابة هذا الإنجيل فى اليونانية هو العقد السابع من التاريخ الميلادى ، ويرى البعض مثل زاهن إنه قد كتب فى الأرامية فى 62م.) انتهى كلام دائرة المعارف الكتابية.
فى التفسير الحديث للكتاب المقدس بقلم ر.ت. فرانس ترجمة أديبة شكرى ص 19 يقول فى تاريخ كتابته:
أجمع معظم الدارسين المعاصرين على أن إنجيل متى كتب خلال العشرين سنة الأخيرة من القرن الأول والأسباب الرئيسية التى جعلتهم يحددون التاريخ بأنه ليس قبل عام 80 م تقريبا هى:
1 - انجيل مرقص لم يكتب قبل عام 65 م تقريبا، كما هو مفترض بوجه عام، وأن القديس متى اتخذ إنجيل مرقس كأحد مراجعه. فتاريخ إنجيل متى لابد أن يكون بعد عام 65 م.
2 – يعتقد أن خراب أورشليم سنة 70م قد أثر على لغة بعض الفقرات مثل مت22: 7 و 23: 38 وأجزاء مختلفة من الأصحاح 24 .
3 – النبرة غير اليهودية تناسب الحقبة القريبة من عام 85 م حين استبعد المسيحيون بالفعل من العبادة فى المعبد نتيجة تضمين العبادة لعنه على أتباع الناصرى والهراقطة بدلا من حقبة سابقة حيث كانت مكتوبة بطريقة أقل وضوحا.
4 - ويقال إن الإنجيل يعكس وضعا لاهوتيا وكنسيا متطورا للغاية بالنسبة لفترة سابقة له.) انتهى الإستشهاد
وهذا يعنى أن المحاولات التى تحاول أن تجعل إنجيل متى قد كتب فى عهد قريب من رفع يسوع ، قد باءت بالفشل ، وأن التأريخ المناسب له هو فى العشرين سنة الأخيرة من القرن الأول الميلادى.
وتهون مشكلة التأريخ هذه عندما نقرأ مشكلة أكبر وأهم من عملية التأريخ ، وهى مشكلة: هل الكاتب هو فعلاً متى؟ أم كتبه آخر أو آخرون ونسبوه لمتى؟ اقرأ اعتراف أحد أقطاب علم اللاهوت بهذا الصدد!
ولاحط عند القراءة أن التقليد الكنسى هو الذى حدد اسم هذا الكتاب وهو الذى نسبه لشخص يدعى متى ، وأن هناك شكوك بين علماء الكتاب المقدس تجاه اسم المؤلف!
يقول نفس المصدر السابق ص 25: (ومع ذلك لا شىء مما سقناه يرقى إلى مرتبة الدليل القاطع على حقيقة الكاتب ونستطيع القول بارتياح إن التقليد المتفق عليه للكنيسة الأولى مهما كان مصدره مشكوكا فيه يقدم لنا إسما مرشحا يبدو من ضمن أسباب أخرى أنه الشخص الذى تشير إليه خصائص وسمات الانجيل ، ولكن هذا لا يحول دون أن يكون من بين التلاميذ الأولين من تنطبق عليه هذه الصفات.
وإذا كان اسم متى المقترن بالإنجيل له ثقله ومكانته فى تقليد آباء الكنيسة إلا أن هذا لا يعنى استبعاد احتمال ألا تكون عملية كتابة الانجيل قد اقتصرت على مرحلة واحدة فقط. وبقدر ما يكون تاريخ الإنجيل قديما يزيد احتمال الرأى القائل إن مساهمة متى فى كتابة الإنجيل كانت فى مرحلة سابقة لصدوره فى شكله النهائى.
ونقرر فى النهاية أننا لا نعرف ببساطة مدى الدور الذى قام به متى الرسول فى عملية كتابة الإنجيل الأول غير أن تقليد الكنيسة الأولى يحملنا إلى الإعتقاد بأنه كان دورا له شأنه.) انتهى اعتراف الكاتب مفسر إنجيل المسوب لمتى
يا ألله! لا يعرف عالم اللاهوت الذى يطلق على كتاب (إنجيلاً مقدساً) مدى الدور الذى قام به متى (ويسميه الرسول) فى عملية كتابة الإنجيل الأول!! ومعنى أنه يقول الإنجيل الأول أن الإنجيل تغير بعد ذلك وأصبح إنجيل آخر ، أو إنه يشير إلى عدم تطابق الإنجيل الأرامى المفقود ، والإنجيل اليونانى المترجم عن الآرامية ، أو قد يشير إلى ما ذكره لوقا من انتشار التأليف وكثرة الكتب ، فلربما يشير إلى وجود أكثر من إنجيل باسم متى.
المهم أنهم لا يعرفون مقدار إسهامات متى نفسه فى كتابة الإنجيل المنسوب إليه!
abubakr_3
-
أما بالنسبة لعالم اللاهوت Eduard Lohse فهو يحدد فى كتابه (نشأة العهد الجديد) الألمانى ص 91 أن تاريخ كتابة إنجيل متى كان عام 90 م ، وقد كُتِبَ فى سورية حيث كان يعيش اليهود والنصارى فى جوار مترابط ، وحيث كان يعيش أيضاً النصارى اليهود وكانت تنموا نصرانية الوثنيين بسرعة كبيرة.
ومن الجدير بالذكر أن متى تلميذ يسوع قد مات عام 62 م. كما يقول لنا كتاب "تاريخ الأمة القبطية" .
كما يحدد فى الصفحة التى سبقتها أن تحليل المصادر التى كانت متوفرة لمتى عند كتابته إنجيله ، وكذلك التكوين اللغوى لكتابه لتدلنا بصورة قاطعة على أن الكاتب ليس من زمرة التلاميذ الإثنى عشر ، ويبدو أن هذا الإسم أُلحِق بهذا الكتاب بناء على وجود اسم العشار به فى 9: 9 وفى 10: 3 ، وذلك حتى يمكن إرجاع نشأته إلى هذا أحد التلاميذ. إلا أنه فى الحقيقة لا يعرف أحد اسم مؤلف الإنجيل المنسوب لمتى ، ويمكننا التخمين من داخل إنجيل متى نفسه أن مؤلفه هو أحد النصارى اليهود ، وهذا ما تستقرأه بسهولة ويسر من أسلوب كتابه وتعمقه فى التقليد اليهودى ، بالإضافة إلى أنه لا يشرح العادات والتقاليد اليهودية ولا يوضحها حيث يعتمد على أن القارىء مُلم بها ويعلمها علم اليقين ، لذلك لم يوضح فى متى 15: 2 لماذا يغسل اليهود أيديهم قبل الأكل ، إذا ما قورنت بمثيلتها عند مرقس 7: 1-4.
يُضاف إلى كل ما قاله عالم اللاهوت هذا وما قاله العلماء من قبله ومن بعده بهذا الصدد: أن كاتب هذا الكتاب شخص غير معلوم الهوية ، ولكنه أحد اليهود ، الذين تنصروا (؟) ، وهذا أمر مشكوك فيه ، بل أكاد أثبت عكسه تماماً من خلال كلمات علماء النصارى ، الذين أكدوا الهدف من كتابة هذا الكتاب ، وهو رفع يسوع إلى مرتبة المسيا ، على الرغم من عدم ادعاء يسوع ذلك ، ورفضه المسيانية أمام تلاميذه وأمام المجمع اليهودى ، بل وأمام بيلاطس نفسه.
هذا ولم يأتِ عيسى عليه السلام بدين جديد بالمرة ، فقد كان يعيش وسط اليهود ، يتبع تعاليم أخيه موسى عليه السلام، ويذكر بتعاليمه ، ويُسأل عن الناموس ، ويجيب من الناموس ، ويوبخ الكتبة والفريسيين بالناموس ، ويصحح أفهامهم عن تعاليم الناموس وموسى والأنبياء ورسالاتهم، ويأمر من شفاهم من البرص بإذن الله أن يتطهروا ويقدموا الذبائح تبعاً لشريعة موسى عليه السلام ، بل كان يعلم الناموس ومراد الله فيه داخل المعبد اليهودى نفسه ، واستمر تلاميذه من بعده على ذلك ، يدرسون الشريعو داخل المعبد ، ويمكننا أن نتذكر محاكمة التلاميذ لبولس داخل المعبد اليهودى بعد عودته من رحلاته التبشيرية ، أى بعد ثلاث سنوات.
ويكفينا أنه هو نفسه وأمه ونبى الله يوحنا المعمدان وأبوه وأمه كانوا تابعين لنفس الناموس ولنفس شريعة موسى عليهم الصلاة والسلام، سواء فى التختين أو فى التعبد أو فى القرابين التى تقدم للمعبد اليهودى بمناسبة تختين الأطفال ، وطبعاً لن ننسى أن نذكر أن أمه تربت فى هذا المعبد ، وعندما أرادوا تزويجها انتقوا لها أحد الرجال اليهود.
ومن كل هذا تعلم أن كاتب الإنجيل ليس من اليهود الذين تنصروا بل من اليهود الضالين عن تعاليم عيسى عليه السلام ، أو من اليهود الذين دخلوا الدين ليضللوا أتباع يسوع ، ويُفسدوا بشارته بملكوت الله ، وليجعلوه هو المسيا بدلاً من محمد عليهما الصلاة والسلام. وهو نفس النهج الذى يتخذه اليهود لتخريب كل دين إن استطاعوا: فقد كان اليهودى مدع الإسلام (؟) عبد الله بن سبأ هو أول من نادى بتأليه على بن أبى طالب ، وأباح على دمه ، فهرب إلى جبال الدروز ، وبدأ من هناك تأسيس الدرزية والشيعة.
وكذلك كان كمال أتاتورك ابن المرأة اليهودية ، ويهود الدونمة التى ينتمى إليهم ، فقد ادعوا اعتناق الإسلام لتخريبه من داخله.
وكذلك كان عبيد الله المهدى مؤسس الدولة الفاطمية فى المغرب، فقد ادعى أنه من نسل السيدة فاطمة ، وهى بريئة منه ومن أمثاله ، وكل الخرافات التى دخلت الإسلام جاءت مع هذه الدولة غير الإسلامية ، سواء من التبرك بالأضرحة ، أو بنائها داخل المساجد وفى اتجاه القبلة ، أو لعن الصحابة الكرام ، أو رفع منزلة على لدرجة تعلو منزلة خير الأنام. وقد أثبت الدكتور جمال عبد الهادى أن أصل عبيد الله إما يهودى أو مجوسى، ويميل إلى أنه يهودى وله فى ذلك عدة أدلة لا يعارضها معارض ، ولكن ليس هذا مجاله ، ومن يريد أن يتطلع إلى هذا الموضوع فليقرأ كتابه: القضية الفلسطينية.
وكذلك كان بولس مع دين عيسى عليه السلام ، فبعد أن ادعى أنه رأى يسوع أثناء رحلته إلى دمشق وأنه اعتنق دينه ، غير دينه وضلل الناس ، وأدانه التلاميذ على ذلك وكفروا معتقداته ، وأمروه بالإستتابة: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)أعمال الرسل 21: 17-32
وهذا ما فعلته أيضاً الحكومة الإسبانية بعد ضعف المسلمين وأرادت تنصير 8 مليون مسلم بها ، فقبضوا على المفتى المسلم هناك ، ولا يُعرف مصيره حتى الآن ، وادعوا أنه أثناء سيره ظهر له يسوع وقال له ، لماذا تضطهدنى ، ودعاه إلى اتباعه فلبى الدعوة ، ولم تخل هذه اللعبة على المسلمين ، الأمر الذى اضطر الحكومة فيما بعد إلى استعمال العنف فى رد المسلمين عن دينهم رداً خبيثاً.
عودة مرة أخرى إلى أصل الإنجيل المنسوب لمتى وتاريخ كتابته: يقول الأستذ هريدى فى مقاله: (متى والإنجيل المنسوب إليه):
(يؤكد الأب "جيروم " أن متى الحقيقي كتب إنجيله سنة 41 م، ويوافقه على ذلك صاحب ذخيرة الألباب إذ يقول: "إن القديس متى كتب إنجيله سنة 41 للمسيح باللغة المتعارف عليها يومئذ في فلسطين وهي العبرانية أو الآرامية أو السيروكلدانية. وما عتم هذا الإنجيل أن ترجم إلى اليونانية، ثم تغلب استعمال الترجمة على الأصل الذي لعبت به أيدىِ النساخ. ومسخته بحيث أضحى ذلك الإنجيل خاملا بل فقيداً".
كما يوافقهما على ذلك تقريباً "جرجس زويق الفتوحي اللبناني " في كتابه المطبوع سنة 1378 م في المطبعة اليسوعية ببيروت والمترجم عن الفرنسية إلى العربية إذ يقول: "إن متى كتب بشارته في أورشليم سنة 39 للمسيح... بالعبرانية. لكن هذه النسخة قد فقدت، وبعد فقدها ظهرت لها ترجمة باليونانية ولا يعرف من الذي ترجمها".
ويجمع كثير من النقاد الغربيين في عصرنا الحاضر بأنه لا يمكن أن تكون الترجمة التي بين أيدينا اليوم والمسماة "إنجيل متى" هي ترجمة إنجيل "متى التلميذ الحقيقي للمسيح " كما مر معنا. لذا نجدهم في الترجمات الأجنبية يكونون حذرين فلا يقولون (إنجيل متى) بل يقولون (الإنجيل حسب ما دونه متى)!! أي (الذي يقال إن مؤلفه متى ونحن لا نشهد بذلك ). وحيث إن شكهم هذا ينسحب على بقية الأناجيل لذا يرددون الكلام نفسه عن الأناجيل الأخرى كما يظهر لك في الصورة التالية والنقاد يعزون ذلك إلى أسباب عديدة منها:
أولأ:
(أ) أن الذين كتبوا هذه الترجمة اليونانية سواء أكانوا فرداً أو جماعة وروجوا لها بأنها ترجمة لإنجيل متى الأصلي، لم يدر بخلدهم أنه يوماً ما سينشأ فن اسمه فن النقد، وأنه سيتناول بالنقد جميع الكتب حتى لو كانت مقدسة ليكشف زيفهم بأن هذا الإنجيل ليس أبداً إنجيل متى التلميذ، ولا حتى يرقى لأن يكون ترجمة له. لذا فالنقاد المعاصرون والقدامى ينكرون بشدة أن يكون مؤلف هذا الإنجيل هو متى الحقيقي ويقولون: "إنه لا يوجد عالم أو ناقد نزيه مستقل يقنع بصحة هذا الرأي... ولنقل صراحة إنه لم يعد مقبولاً اليوم أنه أحد حواريي المسيح ".
ويعزو موريس بوكاي سبب ذلك إلى أسلوب هذا الكاتب الرفيع وإلى اقتباساته الكثيرة من التوراة، إلى جانب خياله الواسع الذي يكشف عن شخصيته بأنه يهودي على درجة عالية من الثقافة والتعليم، ويضيف: ( إن الكاتب معروف بتبحره في الكتب المقدسة والتراث اليهودي... كما أنه أستاذ في فن التدريس... وتلك صورة بعيدة كل البعد عن صورة متى الموظف البيروقراطي بكفر ناحوم " أي باختصار، أن متى التلميذ وإنجيله شيء، وهذا الإنجيل المزعوم- الذي بين أيدينا ومؤلفه شيء اَخر.
(ب) ويوافقه على ذلك بل على أن جميع الأناجيل لم يكتبها أحد من التلاميذ الأسقف بنجامين كلداني الذي اعتنق الإسلام وخلع رداء الكهنوت وتسمى بعبد الأحد داود، والذي يقول متهكماً على زعم الكنيسة بأن التلاميذ هم الذين كتبوا هذه الأناجيل "لماذا لم يكتب هؤلاء الرسل اليهود الإنجيليون بلغتهم الخاصة بل كتبوا جميعأ باليونانية؟! وأين تعلم الصياد شمعون كيفا (سمعان بطرس) ويوحنان (يوحنا) وجيمس (يعقوب) والجابي ميثاي (متى) أين تعلم هؤلاء اللغة اليونانية من أجل كتابة سلسلة من الكتب المقدسة"!!.
(ج) "كما ينكر" ول ديورانت المؤرخ الشهير "نسبة هذه الترجمة إلى متى التلميذ الحواري ويرى أنها من تأليف غيره وقد نسبها إلى متى التلميذ لتقع من الناس موقع الاطمئنان والقبول ". ومما يؤكد ذلك أنه لا المصادر المسيحية ولا الكنيسة تعرف اسم هذا المترجم حتى يومنا هذا. ونحن نستغرب كيف يكون هذا الكتاب المترجم كتابأ مقدسأ يعتمد عليه في أصول الدين بينما مترجمه مجهول، وتاريخ تدوينه مجهول ونسخته الاْصلية باللغة التي كتب فيها مفقودة حتى اليوم. "إن ضياع أو اختفاء شخصية الكاتب وسنة التدوين يسقطان حرمة الكتاب في نظر العلم المحايد من درجة الكتب المقدسة إلى كتاب عادي فقط لا يحترمه واحد من محضري رسالة الماجستير في أي مادة علمية تحترم أصول البحث وقيمة المراجع العلمية... ".
وهنا يتساءل الباحث متى يكون لكتاب الدين حرمة ككتاب مقدس من عند الله؟؟ أإذا نزل من عند الله بطريق الوحي المعصوم يحمله نبي معروف نسبه ونقل للأجيال بطريق متواتر صحيح؟ أم الكتاب الذي يطلبه بعض من الناس فيكتب لهم من الفكر البشري العادي؟ وإذا كتبه واحد من الأتباع أو التلاميذ أو الأصحاب فهل يسمى في العرف العلمي أو التاريخي كتاباً مقدساً له حرمة الكتاب السماوي الذي جاء من عند الله!!؟ أم الأجدر به أن يسمى كتاب تراجم أو قصة حياة؟ ذلك أمر جدير بالبحث والاستقصاء عند الباحثين المنصفين. ...
ثانياً:
يزيد موريس بوكاي الطعن في تعليقه على ترجمة إنجيل متَى الحالية فيقول: "معلقوا الترجمة المسكونية يقولون عن الترجمة الحالية (المزعومة) لإنجيل متى أنها كتبت بسوريا وربما بأنطاكيا أو فينيقيا" وأن الكاتب يخاطب أناساً "وإن كانوا يتحدثون اليونانية فإنهم يعرفون العادات اليهودية واللغة الآرامية" إذ أن هذه المناطق قد وقعت تحت الحكم اليوناني وكان يعيش فيها عدد كبير من اليهود المعروفين "بيهود الشتات " والذين انفصلوا عن اليهود المسيحيين (المؤمنين بالله الواحد) في بيت المقدس وتبعوا شاؤول وكنيسته. والأسئلة التي تتبادر إلى الذهن هنا هي:
(أ) أين الإنجيل الذي كتبه متَّى التلميذ أو (لاوي بن حلفي) سنة 39- 41، بالعبرانية، للمؤمنين في بيت المقدس (كما يقول جيروم، وابيجان، وأوريجن وبابياس) من هذه الترجمة المزعومة التي كتبها مجهول باليونانية ليهود الشتات (الشاؤوليين) المقيمين فى أنطاكيا أو فينيقيا بسوريا، كما يقول بوكاي؟!!.
(ب) من هم الذين أخفوا إنجيل متَّى الحقيقي أو إنجيل (لاوي بن حلفي) وما هي مصلحتهم في إبراز هذه الترجمة المزعومة بدلاً منه والتي كتبت كما يقول النقاد بين سنة 75- 80 م في الوقت الذي مات فيه متى التلميذ الحقيقي سنة 62 م!! كما يبقى من حق جميع النصارى الذين يبحثون عن الحقيقة وعن الإيمان الصحيح أن يتوجهوا إلى كنائسهم وأساقفتهم وباباواتهم لكي يخرجوا لهم إنجيل متَى الحقيقي من سراديب الكنيسة، ذلك الإنجيل المكتوب بالعبرانية إذا كان الفاتيكان حقاً يحتفظ بالاْصل الرسولي لهذه الأناجيل كما قال في وثيقته. أو على الأقل أن يدلهم على هوية كاتب هذه النسخة المزعومة التي بين أيدينا اليوم الذي ادعوا أنه متَى الحواري بينما في الحقيقة ليس هو بمتى. ثم لماذا انتحل اسمه وإنجيله!؟. وبعدها يحق لهم بالتالي أن يسألوا كنائسهم عن مدى صدق الروايات والأحاديث التي وردت في هذا الإنجيل المزعوم (ومعه بقية الأناجيل الأخرى) وعن سبب استبدال اسم "اللّه " العظيم باسم الأب، واسم عيسى بالابن. علمأ بأن الاسم الأول دخل الأناجيل حسب "ثيودور زاهن " سنة 185- 210 كما مر معنا أي بعد فترة طويلة من الانتهاء من كتابة الأناجيل، والثاني دخل المسيحية مع شاؤول بعد أن رفع الله المسيح. ولم يكن المسيح يستعمل أيًّا منهما طيلة حياته لا هو ولا حتى أحد من تلاميذه!؟.
وكذا يكون من حقهم أن يسألوا كنائسهم عن التحريف والمبالغات والتهويل والخرافات والنبوءات الكاذبة والمستحيلات والتناقضات والوثنية كيف دخلت في هذه الأناجيِل، في الوقت الذي فيه المسيح بريء من كل ذلك إ!. وكذا بإمكانهم أن يسألوهم كيف تحول اسم عيسى ابن مريم البتول إلى ابن النجار وابن داود وابن الإنسان وملك اليهود والنبي المنتظر، وحمل اللّه، ومختار اللّه… ثم اللّه نفسه وأيهم عيسى ابن مريم الحقيقي فيهم؟.
ثالثأ:
من الثابت والمعروف لدى النقاد جميعاً أن إنجيل مرقص هو أول ما كتب من الأناجيل الأربعة وأنه في المخطوطات الأصلية حوى 661 عدداً ولكن من المعروف والثابت لديهم أيضأ أن إنجيل متَّى المزور الحالي قد حوى 631 عدداً من مجموع أعداد مرقص الأصلية أي أكثر من 95% لذلك يسمي النقاد هذا الإنجيل "بإنجيل مرقص الموسع " كما أسلفنا. ويؤكد كولمان هذا بقوله: "مهما كانت هوية الكاتب فإنه من الملاحظ أنه استخدم بشكل موسع إنجيل مرقص الذي لم يكن أحد حواريي المسيح ".
ولكن المنطق يقول إن متى التلميذ الذي لازم المسيح منذ بداية دعوته لا يعقل أن يعتمد على إنجيل مرقص الذي لم يكن تلميذاً للمسيح. أو بعبارة أخرى، كيف يمكن أن يعتمد شاهد العيان (متَّى التلميذ) على من لم يكن شاهد عيان (أي مرقص)!؟ وهدْا يؤكد للنقاد اليوم أن كاتب إنجيل متَّى الحالي لا يمكن أن يكون متَّى التلميذ، وأنه كاتب مزور وإنجيله مزور و لا علاقة له "بمتَّى الحقيقي (أو لاوي بن حلفي) " وأنه ما كتب إلا لغرض في نفس يعقوب وهذا ينقض ادعاء الفاتيكان في أن كتبة الأناجيل هم الرسل، وأن هذه الأناجيل هي كتب مقدسة.
وفي هذا الصدد يقول أحمد ديدات: "فإذا لم ينسب هذا الكتاب إلى الحواري متَّى فكيف نقبله ككلام اللّه؟! ونحن لسنا الأوائل في اكتشاف هذه الحقيقة وهي أن متى- المزعوم- لم يكتب الإنجيل كما دونه "متى الحقيقي " بل كتب بأيد مجهولة. فالسيد ج. ب فيلبس وهو أستاذ في علم اللاهوت بالكنيسة الإنجيلية يتفق معنا في اكتشافنا هذا. وليس لدى السيد فيلبس أىِ دافع للكذب فهو يمثل الرأي الرسمي للكنيسة إذ يقول: "نسب التراث القديم هذه البشارة (الإنجيل) إلى الحواري متى ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي، أي بمعنى آخر أن القديس متى لم يكتب البشارة التي تحمل اسمه. وهذا الاكتشاف لعلماء نصارى لا لعلماء هندوس أو مسلمين أو يهود حتى يتهموا بالتحيز"…
وعن السرقة بالجملة من إنجيل مرقص يقول نفس الكاتب: "ولكن ماذا عما قيل في موضوع الإلهام والوحي؟! لندع القسيس نفسه الذي تدفع له الكنيسة مرتباً شهرياً والذي لديه المراجع والمخطوطات الإغريقية الأصلية يقول لكم الحقيقة، ولاحظوا طريقته الرقيقة في فضح نفسه والكنيسة "لقد استغل متى- المزور- بشارة مرقص استغلالأ كبيرأ" وبلغة أستاذ المدرسة اليوم أنه كان يغش- أي يسرق- المعلومات بالجملة من بشارة مرقص. ولكن النصارى يسمون هذه السرقة بالجملة وحي اللّه- في الوقت الذي نهى فيه الله عن السرقة حسب الوصايا العشر- ألا تتساءلون كيف يقوم شاهد عيان مثل متى وهو أحد حواريي المسيح بسرقة معلومات من المفروض أنه شاهدها بعينه كما يدعون، من كتاب مرقص الذي كان لا يزال في العاشرة من عمره حين كان عيسى يدعو بني إسرائيل!؟ إن الحواري متَّى لم يفعل هذه الحماقات. فهذه أكاذيب ألصقها به أشخاص مجهولون مدعين أنه هو الذي كتبها.
من مجمل ما تقدم يتضح لنا بإيجاز ما يلي: (مازال الكلام للأستاذ هريدى)
ا- إن إنجيل متَى الأصلي، الذي كتبه متى التلميذ الحقيقي للمسيح كان بالعبرانية أو الَارامية أو السيروكلدانية- وكلها لغات متقاربة- في بيت المقدس- لليهود/ المسيحيين الذين آمنوا بعيسى، وبإله عيسى الواحد وذلك سنة 39- 41 وأن ذلك الإنجيل قد اختفى نهائيأ وما زال مخفياً حتى يومنا هذا باعتراف أكابر العلماء والَاباء والنقاد الغربيين.
2- بعد اختفاء إنجيل متَى الأصلي ظهرت مكانه رأساً ما سمي(بالترجمة اليونانية) له منتحلة نفس الاسم وحلت محله وهي موجهة لليهود الشاؤوليين في أنطاكية وما حولها وليس لليهود العبرانيين في بيت المقدس. وهذه النسخة ترجمت فيما بعد إلى لغات عدة، وروج لها بأنها إنجيل متى وفي الحقيقة ما هي بإنجيل متى ولا حتى ترجمة له حسب ما تقدم.
3- المترجم- سواء أكان فرداً أم جماعة. ما زال مجهولاً حتى اليوم لدى جميع الكنائس والعلماء والنقاد ولا أحد يعرف عنه شيئاً.
4- لذا فمن الطبيعي أن يشك المرء فيه وفي ترجمته بل يحق له أن يرفضهما إذ لا أحد يعرف ما إذا كان متمكناً من اللغة التي ترجم منها (العبرانية) والتي ترجم إليها (اليونانية) أم لا؟ كما أن أحداً لا يستطيع أن يجزم ما إذا كانت هذه الترجمة طبق الأصل أم لا؟ وهل ترجم إنجيل متى الأصلي كله أم حذف منه أشياء أو أضاف إليه أشياء تتفق مع معتقداته أو معتقدات طائفته أو كنيسته وذلك بسبب اختفاء الأصل. كل هذه المجهولات، بالإضافة إلى السرقات الأدبية والتحريف المتعمد الذي سنراه. في هذا الإنجيل المزعوم تترك لدينا شكوكاً قوية وثغرات كبيرة يصعب ملأها مما يجعل من المستحيل أن تنطبق على هذه الترجمة التي بين أيدينا اليوم "مواصفات كتاب مقدس " كما تدعي الكنيسة، وذلك للأسباب المذكورة اَنفاً والتي أهمها جهلنا التام بالمترجم وكل ما يتعلق به من جهة، ولغياب الأصل العبراني الذي ترجمت عنه من جهة أخرى إذ أصبحت المقارنة بين الترجمة والأصل مستحيلة!!.
وعندما توجد مثل هذه المجهولات، والحقائق الغائبة، والسرقات الأدبية والتحريف تقل قيمة أي كتاب في العالم- مهما كان موضوعه- إن لم تنعدم نهائياً. فهل يعرف الآن نصارى اليوم حقيقة ما يسمى بإنجيل متى الذي يقرأونه بالرغم مما توليه الكنائس من أهمية كبيرة لهذا الكتاب المترجم واعتباره عنوة أحد مصادر المسيحية!!؟ ألا يثير هذا سؤالاً لديهم كيف تعتبره كنائسهم مقدساً وترجع إليه في أصول دينهم وهي لا تعرف أين الأصل الصحيح لهذا الإنجيل المزعوم الذي تهمته الأولى أنه برز إلى عالم الوجود بعد اختفاء الأصل الصحيح من إنسان مجهول الاسم مجهول الهوية مجهول التاريخ وإن يكن غير مجهول الغرض. الأمر الذي يشير بأصابع الاتهام إلى الكنيسة الشاؤولية القديمة!! إن لم يكن شاؤول نفسه هو كاتب هذا الإنجيل.
فقد جاء في دائرة المعارف الفرنسية، الجزء الخامس صفحة (117): "إن كتب العهد الجديد من عمل بولس أو عمل أتباعه وليست الأسماء الموضوعة عليها إلا أسماء مستعارة!! ثم إن من يسرق 631 عدداً من أصل 661 عدد من أي كتاب حسب شهادة النقاد الغربيين وينسبها إلى نفسه بعد أن يحرف بعضها حسب أهوائه ومعتقداته- كما سنرى- لا يسمى مقتبساً، ولا مؤلفاً، ولا مترجماً ولا كاتب وحي كما تزعم الكنيسة إنما يسمى لصاً وسارق نصوص أدبية. ولو كان مؤلف هذا الإنجيل المزعوم حياً بين ظهرانينا لحكمت عليه محاكم اليوم بالسجن أو الغرامة لسرقته. أو بالاثنين معاً، ولأمرت بسحب كتابه ومنعت تداوله في الأسواق لأن اليوم يختلف عن الأمس إذ أن حقوق التأليف والطبع محفوظة. ولو كان مرقص حياً بين ظهرانينا اليوم، ورفع مثل هذه الدعوى لكسبها 100%. ) إلى هنا انتهى كلام الأستاذ هريدى.
إلى هنا نكون قد انتهينا من التعريف بمتى وكتابه وأهدافه وتاريخ كتابته ولغته، ونكون قد قمنا بالتعليق الكافى على كلام دائرة المعارف الكتابية. ويبقى كلمة أسر بها فى أذن أحبابى النصارى:
من حقك أن تشكك فى كل ما كتبت أنا ، ولكن ابحث عن الدليل لتكذيب علماء النصارى ، وكتب الكنيسة سواء الشرقية أم الغربية ، ثم تساءل: لماذا صرح قسطنطين الوثنى فى مجمع نيقية بهذه الكتب التى لا يُعلم مؤلفيها على وجه التحديد وترك كتباً أخرى تنسب لتلاميذ آخرين ، بل اعتبروا إنجيل مريم وإنجيل يوسف النجار وإنجيل الطفولة الذى يُنسب لمتى الحوارى وآداب الصلاة الذى ينسب لمتى الحوارى أيضاً وإنجيل طفولة المسيح الذى يُنسب لمرقس الحوارى وإنجيل المصريين الذى يُنسب لمرقس الحوارى والإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى وأيضاً إنجيل الإثنى عشر رسولا من الأناجيل الأبوكريفا؟
واجعل لك معياراً واحداً تلتزمه فى الحكم ، فما تطبقه على متى طبقه على الأناجيل الأخرى أيضاً ، وما تقبله فى دينك وتعتبره من وحى الله ، لا ترفضه فى الإسلام لو وجدته!
ثم لم يبقى لنا إلا تحليل وشرح كلام متى نفسه ، وسأعتمد فى الشرح على ما قام به أخى هريدى ، وإضافة ما يلزم عليه ، حتى لا يضيع مجهوده هباء ، وحتى لا نكرر ما قاله دون داع ، ولتوفير الوقت ـ إن لزم الأمر ـ لبحث آخر.
وسوف أبدأ بمقدمة أعرف فيها ما هو ملكوت الله ، وهل المسيانية تنطبق على يسوع أم على محمد عليهما الصلاة والسلام ، ثم بتوضيح بعض الألفاظ مثل الفريسيين ، طبقة الكهنة ، واللاويين ، وغيرها مما يحتاجه قارىء الإنجيل ليتعايش مع الأحداث كأنه يراها
-
مـلـكـوت الـلـه
ما هو ملكوت الله (ملكوت السماوات)؟
(ملكوت الله) أو (ملكوت السموات) تعبير ورد فى التوراة وفى الإنجيل ، للدلالة على حكم الله غى الأرض ، وتنفيذ شرع الله وشريعته. والذى أطلق لفظ (ملكوت السموات) على حكم الله فى الأرض هو النبى المعظم دانيال ، أثناء سبى بنى إسرائيل فى بابل.
يقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 92:
(فى بنى إسرائيل لقد كان الملك مسيحاً مقرباً من الرب ، ولكن ذلك لكى يكون خادماً له ، يجرى عدله وقضاءه بين الشعوب. ولم نسمع فى كل العهد القديم أن ملكاً من ملوك اليهود ادعى لنفسه الألوهية. .. .. .. ومما يزيد الأمر وضوحاً هو المركز الذى كان يتبوأه الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. فكم وقف إيليا وأليشع وإشعياء وعاموس وغيرهم فى وجه الملوك ليوبخوهم على اعوجاجهم أو تركهم للرب وعبادته وعدم إقامتهم للعدل. إنَّ نظام النبوة كان عاملاً قوياً على الحد من سلطان الملوك ، مما لم يكن له نظير فى كل شعوب الأرض. ولهذا فلم يُسمَع أبداً أن الملك قد تعدَّى على سلطان الله ، بل كان هو الآلة التى كان الرب ينفذ بها غرضه. أما المَلكُ الحقيقى صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره فكان الله نفسه. إن فكرة سلطان وحكمه على الشعب لم تخمد أبداً ، ولم ينسها الشعب ، ولم يسلمها إلى أى من البشر).
ونفهم منه أن: ملكوت الله هو سلطان الله على الشعب ، وتحكيم كتاب الله بين الشعب ، لأن الله هو الملك الحقيقى ، صاحب الإرادة العليا فى حياة الشعب ومصيره. أى هو ملكوت أرضى ، وليس ملكوت روحى.
ويقول الأب متى المسكين فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 5 و6 ما يلى:
(ملكوت الله أى حكم الله المطلق على الإنسان .. .. .. .. كما يتضح بدون عناء من فحص دستور مملكة إسرائيل وشريعتها نوع هذه المملكة وطبيعتها ، وكيف تختلف هذه الطبيعة كل الإختلاف عن أى مملكة أخرى قامت على وجه الأرض. .. .. .. فلم يُسمَع قط فى تاريخ الدول والممالك أن هناك مملكة يقوم دستورها على القداسة والبر وتتركز شرائعها فى التطهير .. .. .. ويكون ملكها الوحيد هو الله ، ولكن إسرائيل ـ من واقع الحال ـ أخفقت أن تكون مملكة الله ، وانحطت جداً عن ما هو مفروض لها ، وذلك بسبب رداءة القضاء والملوك والرؤساء والكهنة وحتى شيوخ الشعب).
ونفهم منه أن: ملكوت الله هو ملكوت أرضى ، وليس ملكوت روحى ، يُشبه ملكوت إسرائيل ، وهو تحكيم شرع الله وكتابه بين عباد الله.
وكلمة (ملكوت) ذكرت فى متى 50 مرة ، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. وذكرت كلمة (ملكوت الله) عند متى 5 مرات، وفى مرقس 15 مرة ، وفى لوقا 38 مرة وفى يوحنا مرتين. أما كلمة (ملكوت السماوات) فلم تُذكر إلا عند متى ، وذكرت عنده 32 مرة.
لذلك يرفض بعض علماء اللاهوت استخدام إنجيل يوحنا ، لأنه لم يعبر عن أساس رسالة يسوع وهى ملكوت الله ، والتى كانت أساس موعظته لتلاميذه وللناس ، كما يرفضون رسائل بولس التى أتت بدين جديد غير الذى كان يبشِّر به يسوع:
لوقا 4: 43 (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.)
وأيضاً لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
وفى مرقس 1: 14 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
وفى متى 3: 1 جاء نبى الله يوحنا المعمدان بنفس الرسالة: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.)
كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
فقد كانت البشارة (الإنجيل) هى لُب رسالة يسوع ، والتى من أجلها ضرب الأمثال ، والتى من أجلها خاصمه اليهود وأرادوا قتله ، لأنه قالها لهم بصراحة: (قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ) فما هو ملكوت الله (ملكوت السماوات)؟
قلت أن أول ما ذكره هو نبى الله دانيال ، الذى عاش النبى دانيال بين اليهود فى بابل زمن السبى ، أى قبل يسوع بستة قرون تقريباً ، وذلك فى تفسيره لحلم الملك نبوخذ نصر فى الإصحاح الثانى من سفره ، ثم فى رؤيته هو فى الإصحاح السابع من نفس السفر.
وجاء تفسير دانيال لحلم الملك (سأكتفى بذكر تأويل النبى دانيال لأنه فيه إعادة لمفردات الحلم) كالآتى: (31[أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَالٍ عَظِيمٍ. هَذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. 32رَأْسُ هَذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. 33سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. 34كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلَأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. 36هَذَا هُوَ الْحُلْمُ. فَنُخْبِرُ بِتَعْبِيرِهِ قُدَّامَ الْمَلِكِ: 37[أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ مَلِكُ مُلُوكٍ لأَنَّ إِلَهَ السَّمَاوَاتِ أَعْطَاكَ مَمْلَكَةً وَاقْتِدَاراً وَسُلْطَاناً وَفَخْراً. 38وَحَيْثُمَا يَسْكُنُ بَنُو الْبَشَرِ وَوُحُوشُ الْبَرِّ وَطُيُورُ السَّمَاءِ دَفَعَهَا لِيَدِكَ وَسَلَّطَكَ عَلَيْهَا جَمِيعِهَا. فَأَنْتَ هَذَا الرَّأْسُ مِنْ ذَهَبٍ. 39وَبَعْدَكَ تَقُومُ مَمْلَكَةٌ أُخْرَى أَصْغَرُ مِنْكَ وَمَمْلَكَةٌ ثَالِثَةٌ أُخْرَى مِنْ نُحَاسٍ فَتَتَسَلَّطُ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. 40وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلِبَةٌ كَالْحَدِيدِ لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هَؤُلاَءِ. 41وَبِمَا رَأَيْتَ الْقَدَمَيْنِ وَالأَصَابِعَ بَعْضُهَا مِنْ خَزَفٍ وَالْبَعْضُ مِنْ حَدِيدٍ فَالْمَمْلَكَةُ تَكُونُ مُنْقَسِمَةً وَيَكُونُ فِيهَا قُوَّةُ الْحَدِيدِ مِنْ حَيْثُ إِنَّكَ رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ. 42وَأَصَابِعُ الْقَدَمَيْنِ بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ فَبَعْضُ الْمَمْلَكَةِ يَكُونُ قَوِيّاً وَالْبَعْضُ قَصِماً. 43وَبِمَا رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ فَإِنَّهُمْ يَخْتَلِطُونَ بِنَسْلِ النَّاسِ وَلَكِنْ لاَ يَتَلاَصَقُ هَذَا بِذَاكَ كَمَا أَنَّ الْحَدِيدَ لاَ يَخْتَلِطُ بِـالْخَزَفِ. 44وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].46حِينَئِذٍ خَرَّ نَبُوخَذْنَصَّرُ عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ لِدَانِيآلَ وَأَمَرَ بِأَنْ يُقَدِّمُوا لَهُ تَقْدِمَةً وَرَوَائِحَ سُرُورٍ. 47وَقَالَ الْمَلِكُ لِدَانِيآلَ: [حَقّاً إِنَّ إِلَهَكُمْ إِلَهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الْمُلُوكِ وَكَاشِفُ الأَسْرَارِ إِذِ اسْتَطَعْتَ عَلَى كَشْفِ هَذَا السِّرِّ].) دانيال 2: 38-47
ونرى الحلم هنا يتكلم عن خمسة عناصر رئيسية:
1- رأس التمثال 2- صدره وذراعيه
3- بطنه وفخذيه 4- ساقيه
5- الحجر الذى ضرب التمثال
1- إذن فالمملكة الأولى هى مملكة (الكلدانيين) بابل التى يحكمها نبوخذنصر (بختنصر) ، ورُمِزَ لها بالأسد فى رؤيا النبى دانيال.
2- والمملكة الثانية هى مملكة مادى والفرس التى تغلبت على الكلدانيين ، وهى التى كانت تُمثِّل ذراعى مملكة الكلدانيين. ورُمِزَ لها بالدب فى رؤيا النبى دانيال.
3- والمملكة الثالثة هى مملكة المقدونيين. ورُمِزَ لها بالنمر فى رؤيا النبى دانيال.
4- والمملكة الرابعة هى مملكة الرومان. ورُمِزَ لها بحيوان هائل شديد قوى جداً ، وله أسنان كبيرة من حديد ، فى رؤيا النبى دانيال.
5- وفى أيام الإمبراطورية الأخيرة (44وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].).
ويقول وليم باركلى فى تفسيره لسفر الأعمال صفحة 24:
(الملكوت هو مجتمع على الأرض ، تُنفَّذُ فيه إرادة الله تماماً كما فى السماء).
ويقول القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) صفحة 16:
(أما الاتجاه الثانى فهو الاتجاه الناموسى وقد اعتنقه الفريسيون والكتبة ويعتقد أصحاب هذا الرأى أن ملكوت الله معناه الأساسى سيادة الشريعة وخضوع الجميع لأحكامها وكلما تحققت الشريعة فى حياة الناس ظهر ملكوت الله بقوة فى العالم).
ويقول نفس القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) عن أمثال يسوع صفحة 16:
(بعد الفحص الدقيق لهذه الأمثال ، ظهر أن يسوع كان يقصد ثلاثة أمور رئيسية عندما يتكلم عن ملكوت الله ، على أنه حكم الله وسلطانه).
ومن هذه الأمثلة يتبين حقيقة كلمة (ملكوت الله) ، وأنها سيادة الشريعة الإلهية فى المجتمع ، وأن رسالة يسوع كانت تتركز فى تبشيرهم بقرب إقامة ملكوت الله ، الذى كانوا ينتظرونه فعلا: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
ويقول السيد أ. م. هودجكن فى كتابه (المسيح فى كل الكتب) صفحة 379 : (وأما الحجر الذى قطع بغير يدين ويسحق التمثال العظيم فكناية عن مملكة "المسيا").
وهى هنا مملكة الإسلام التى سحقت الفرس المجوسية والرومان النصرانية ، وسوف تثبت إلى يوم القيامة ، وليست مملكة يسوع.
ويؤكد هذا قول دانيال وهو يفسِّر الحلم: (17هَؤُلاَءِ الْحَيَوَانَاتُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ هِيَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ عَلَى الأَرْضِ. 18أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.) دانيال 7: 17-18
ويؤكد ذلك أيضاً قول دانيال عن اللملكة الرابعة: (23فَقَالَ: [أَمَّا الْحَيَوَانُ الرَّابِعُ فَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ عَلَى الأَرْضِ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ الْمَمَالِكِ فَتَأْكُلُ الأَرْضَ كُلَّهَا وَتَدُوسُهَا وَتَسْحَقُهَا.) دانيال 7: 23
([كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.) دانيال 7: 13-14
وهو مقارب لقول عيسى عليه السلام فى المسيَّا الذى سيأتى بعده:
(15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)يوحنا 14: 15-17
(24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.) يوحنا 14: 24-26
(7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 7-10
(12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14
(وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. .. .. .. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
(26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».) يوحنا 15: 26-27
وصفات هذا النبى هى:
1) يأتى بعد عيسى عليه السلام (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)
2) نبى مرسل من عند الله ، أمين على الوحى (لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا
يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ)
3) مرسل للعالم كافة (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى
دَيْنُونَةٍ.)
4) صادق أمين ، عين الحق وذاتها (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ) (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ
الْقُدُسُ)
5) يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ)
6) ديانته مهيمنة، وتعاليمه شاملة (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ
الْحَقِّ)
7) يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ
بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)
8) مؤيداً لرسالة عيسى عليه السلام الحقة ومدافعاً عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي)
9) ناسخ لما قبله ولا ناسخ له (فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)
10) نبى مثل عيسى عليه السلام (مُعَزِّياً آخَرَ).
إذن فليس عيسى رسول الله ، النبى الخاتم للرسالات والنبوة ، ولكنه من أتى بعده ، المبعوث للثقلين الإنس والجن ، الرحمة المهداة للعالمين.
وهذا ما فهمه اليهود ، لذلك عندما حاول اليهود إلصاق تهمة (كونه المسيَّا)، وهو نفاها عنه بعدة طرق مختلفة:
فحاولوا معه أن يقضى بينهم فى مسألة الجزية التى يدفعونها لقيصر: (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 15-21
وحاول اثنان أن يجعلوه يقسم الميراث بينهما: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».) لوقا 12: 13-15
وحاولوا إيقاعه مرة ثالثة فقالوا له احكم بكتاب الله على هذه المرأة التى مسكناها تزنى فى نفس ذات الفعل: (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. ) يوحنا 12: 2-9
بل حاولوا تنصيبه ملكاً والاعتراف به المسيا رسمياً فرفض: (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 19
بل نفى عن نفسه أنه المسيَّا: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
ثم سألهم عن المسيَّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، قائلاً: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
أى إن الأصغر فى ملكوت الله هو الأعظم ، فقد سأله تلاميذه: فمن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر ، أى آخرهم ، أى إنه ليس هو المسيا ، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسيَّا) الذى قرب ظهوره: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى إلى اليوم ، حتى فى عصره يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم ، لكن من أراد أن يقبل الملكوت ، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
ولم يجدوا بَداً من أن يتهموه لدى الحاكم الرومانى أنه (المسيَّا) ويجب قتله ، فالمعروف أن المسيَّا سيحكم بكتاب الله وينفذ شريعته وسيقضى على الإمبراطورية الرابعة (الإمبراطورية الرومانية) ، الأمر الذى نفاه عنه الحاكم الرومانى نفسه ، وأراد إطلاق سراحه:
(11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
(17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».) متى 27: 17-19
وقد جاء عيسى عليه السلام ـ آخر أنبياء بنى إسرائيل من أبيه إسحاق ـ يُبشِّر المؤمنين أن ملكوت الله سوف يُنزع من بنى إسحاق وسيعطيه الله لبنى إسماعيل ، على الرغم أن هذا غريب على بعض غير الفقهاء فى الكتاب، وغريب على المعاندين الذين يظنون أنّ الملكوت سوف يدوم لهم ، ونسوا وعد الله لنبيه إبراهيم عليه السلام ، أنه سيقيم النبوة فى إسحاق وأيضاً فى إسماعيل (تكوين 17: 20 و تكوين 21: 17-21)، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وقد أنبأ سفر التكوين عن إزالة ملكوت الله من بنى إسرائيل: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
معنى هذا أن الحكم والسلطة الدينية ستزول يوماً ما من يهوذا (أبِى الشعب الإسرائيلى)، ستزول من بنى إسرائيل ، ولكن عندما يأتى شيلون (من يكون له الأمر) ، وهذا النبى يكون دينه لكافة الأمم ، لليهود وللنصارى ولغيرهم من الأمم (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ) ، وهو نفس الأمر الذى قاله عيسى عليه السلام لليهود: (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
يؤكد ذلك أيضاً قول عيسى عليه السلام أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل ، بل إنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحدود وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى الرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسيَّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-10
بل كان هذا مطابقاً لكلام ملاك الرب: فيسوع نفسه قال عنه ملاك الرب إنه جاء لبنى إسرائيل فقط ، جاء ليخلِّص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21
أما المسيا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد ، وأما يسوع فقد كان أساس وجوده هو البشارة ملكوت المسيَّا القادم بعده: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
وقد كان تذكيره لليهود بقرب انتهاء ملكوت الله فيهم ، وأن الأمر سيعطيه الله لمن يستحق ، أثار حافظتهم ، ونزع نقاب الكذب من على وجوههم ، الأمر الذى أثار اليهود وأرادوا قتله بسببه: (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 45-46
ولكنه لم يتنازل عن أداء رسالته ، فواصَلَ رسالته وقال لليهود: إن بيتهم سيترك لهم خراباً ، ستُنزع منه النبوة والرسالة ، ولن يكون مسئولاً بعد عن إقامة ملكوت الله ، فقد فشلوا فى إقامته ، ولن يأتى نبى آخر من بنى إسرائيل ، وإنهم لن يروه بعد الآن حتى يأتى صاحب هذا الملكوت: (37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
نعم فالحجر الذى رفضه البناؤون ، وطلبت سارة ألا يرث إسماعيل مع ابنها ، هو قد صار رأس الزاوية: (10أَمَا قَرَأْتُمْ هَذَا الْمَكْتُوبَ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ 11مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!» 12فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْجَمْعِ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.) مرقس 12: 10-12
وظل الكتبة والفريسيون يعارضونه، حتى قالها لهم صراحة وكشف القناع عن نواياهم السيئة، فقال: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
لأنه كما وعد الله نبيه إبراهيم النبوة والبركة لإسحاق ، وعده به أيضاً فى إسماعيل: (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ».11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13
بل نزل بعد ذلك ملاك الرب يؤكد ذلك بقوله: (17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ.) تكوين 21: 17-19
نعم كانوا يتمنون ألا ينتقل الملكوت منهم ، فأشاعوا الشائعات من قديم الزمن: فتارة يجعلون الذبيح ـ سبب البركة والنبوة فى إسماعيل ـ هو إسحاق ، وتارة يقولون ليس لإسماعيل الحق فى وراثة هذا الملكوت لأنه ابن الجارية ، على الرغم من وجود نص صريح يعارض أفكارهم وأقوالهم هذه: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
ورغم قولهم هذا لا يكيلون بنفس المكيال على أنفسهم: فقد كان (دان) و(نفتالى) ابنى يعقوب من بلهة جارية راحيل ، وكذلك (جاد) و(أشير) ابنى يعقوب من زلفة جارية ليئة من الأسباط الإثنى عشر ذرية يعقوب عليه السلام: (1فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ وَإِلَّا فَأَنَا أَمُوتُ». 2فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟» 3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ 5فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَاناً». 7وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي». 9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَاداً». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ».) تكوين 30: 1-13
وكذلك جاءت كل الأمثال التى ضربها يسوع لهم عن انتهاء ملكوت الله ، وعن حرية الله فى تحديد من يقيم شرعه ، لذلك عندما أنهى كل أمثاله ، أتى إلى النتيجة المستفيدة من كل هذه الأمثال ، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44 ، مرقس 12: 10-12
ومن هنا نصل إلى أن ملكوت الله هو الشريعة التى أتت بعد الملكوت الأول أو الدهر الحاضر (كما كان يسميه اليهود) ، ألا وهو الإسلام ، والتى ألغت الشريعة الأولى ، والتى جاء به المسيَّا ، آخر رسل الله وأنبيائه ، والذى سيكون دينه ناسخاً لما قبله ، ولا ناسخ له.
Abubakr_3
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران 64
-
عيسى عليه السلام ليس هو المسيح
أصل المسيا فى اللغة العبرانية: (هاماشيح) ، وفى اللغة الآرامية: (مَشيح) ، وفى اليونانية لغة الأناجيل: (كريستوس) ، وهى التى فسرها يوحنا فى إنجيله: (قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ).) يوحنا 1: 41 ، وقالت له المرأة («أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ».) يوحنا 4: 25
المسيا أو المسيح هو لقب يطلقه بنو إسرائيل على أى ملك من جنسهم ، أو من غير جنسهم ، دلالة على أنه مصطفى من الله للنبوة أو للعلم أو للملك ، وكان ممثلاً ليهوه فى الطقوس والحياة الإجتماعية والسياسية للأمة ، ويقف فى علاقة وثيقة تشبه بوجه خاص علاقة البنوة ليهوه ، أى هو بالمعنى المتعارف عليه بيننا نبى أو رسول ، يأتى أمته بشرع الله ، ويكون أمينا عليه ، ومنفذا له ، ومعلماً شعبه إياه ، قاضياً ، وقائداً لهم وقت الحروب والمحن ، تُلقى عليه مهمة تحريرهم وخلاصهم من الأعداء والمضطهدين ، فهو قد اختاره الرب وزوده بقوى عظيمة خارقة جعلته يتميز عن باقى البشر ليكون أداة للرب لتحقيق خططه على الأرض، وتخليص أبناء شعبه من الأعداء، وتنفيذ شريعته على الأرض. [نقلا بتصرف من المسيح اليهودى ومفهوم السيادة الإسرائيلية للدكتورة منى ناظم].
فقد أطلقوه على (كورش) ملك فارس باعتباره ملكاً: (1هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً) إشعياء 45: 1
كما أطلقوه على (أرسطو بولس) باعتباره عالماً. ففى سفر المكابيين الثانى يرسل يهوذا المكابى خطاباً (إلى أرسطو بولس مؤدب بطلماوس الملك ، الذى من ذرية الكهنة المسحاء) مكابيين الثانى 1: 10
ويرجع هذا اللقب إلى الشعائر التى درجت عليها الأمة اليهودية منذ أجيالها الأولى ، أى منذ أبيهم الأول يعقوب عليه السلام ، والذى سمى إسرائيل ومن أولاده الاثنى عشر تناسل الشعب الإسرائيلى أو الشعب اليهودى كما يقولون.
ومنذ عهد يعقوب عليه السلام اعتبر المسح بالزيت المقدس من أعظم الشعائر لتقديس وتكريم الناس أو الأماكن ، فكل ما يُمسَح بالزيت يصير مقدساً لله ، ولا يمسح بهذا الزيت المقدس من الناس سوى الكهنة والملوك والأنبياء ، لذلك سمى هؤلاء مسحاء الله أى المختارين والمباركين من الله: (18وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُوداً وَصَبَّ زَيْتاً عَلَى رَأْسِهِ) تكوين 28: 18
كما أطلقوه على النبى الذى وعد الله به إبراهيم: (20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.) تكوين 17: 20 ، فإن لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، فأين البركة فى نسل إسماعيل التى وعد الله بها إبراهيم؟ فقد كانت البركة فى إسحق أولاً ، وقد كانت أيضا النبوة.
وقد أسماه يعقوب شيلون: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
وقال موسى: (15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلاً: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلا أَمُوتَ 17قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) تثنية 18: 15-22
وكانت عقيدة اليهود فى المسيح الخاتم ، المختار من الله ، والمبارك من السماء ، منقذ إسرائيل ومخلصها من الإمبراطورية الرومانية (الرابعة فى نبوءة دانيال) أنه لا يمسه أحد بضر ولا يقربه أى شخص بأذى طبقاً لما أوصاهم به يهوه.
فلو انسحبت كلمة المسيح على عيسى فقط لما بقى للنصارى اليوم دين ، لأن داود أنبأ عن إنقاذ الله لمسيحه ، فقال: (22لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي وَلاَ تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي.) أخبار الأيام الأول 16: 22 ، ولو صلب يسوع على قولهم ، لنفى هذا عنه أنه كان مسيحاً نبياً.
فهذا شاول أحد مسحاء الرب ، الذى خلص شعب إسرائيل من أيدى الفلسطينيين، وعلى ذلك فهو مبارك ، لا يمسه أحد بسوء ولا يتجرأ شخص على إلحاق الأذى به ، لذلك يقول عنه داود موصيا رجاله به ، ومحذراً إياهم من إيذائه: (فَقَامَ دَاوُدُ وَقَطَعَ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ سِرّاً. 5وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ ضَرَبَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ, 6فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هَذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي بِمَسِيحِ الرَّبِّ, فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ». 7فَوَبَّخَ دَاوُدُ رِجَالَهُ بِالْكَلاَمِ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَقُومُونَ عَلَى شَاوُلَ.) صموئيل الأول 24: 4-7
وحين تمكن أحد رجال داود عليه السلام من مسيح الرب شاول وأراد قتله ، منعه داود قائلاً: (9فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ: «لاَ تُهْلِكْهُ, فَمَنِ الَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟») صموئيل الأول 26: 9
ودين النصارى مبنى على أقوال بولس بصلب عيسى عليه السلام فداءً عن البشرية: (1لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلَهِ يَعْقُوبَ. 2لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْناً مِنْ قُدْسِهِ وَمِنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ. 3لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلاَهْ. 4لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ. 5نَتَرَنَّمُ بِخَلاَصِكَ وَبِاسْمِ إِلَهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا. لِيُكَمِّلِ الرَّبُّ كُلَّ سُؤْلِكَ. 6اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ. يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ بِجَبَرُوتِ خَلاَصِ يَمِينِهِ.) مزمور 20: 1-6
بدأ يوحنا المعمدان رسالته قائلاً: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 1 ، وكذلك بدأ عيسى رسالته مبشراً قومه بقرب حلول ملكوت الله (لوقا) وملكوت السماوات (متى). (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17
وهذا الملكوت هو لُبُّ رسالة عيسى عليه السلام ، الذى من أجله بعثه الله: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43-44 ، ويعرف اليهود والنصارى أنّ ملكوت الله أو السماوات هو شريعة الله.
وقد جاء عيسى عليه السلام ـ آخر أنبياء بنى إسرائيل من أبيه إسحاق ـ يُبشِّر المؤمنين أن ملكوت الله سوف يُنزع من بنى إسحاق وسيعطيه الله لبنى إسماعيل ، على الرغم أن هذا غريب على بعض غير الفقهاء فى الكتاب، وغريب على المعاندين الذين يظنون أنّ الملكوت سوف يدوم لهم ، ونسوا وعد الله لنبيه إبراهيم عليه السلام ، أنه سيقيم النبوة فى إسحاق وأيضاً فى إسماعيل (تكوين 17: 20 و تكوين 21: 17-21)، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وقد قال يعقوب فى سفر التكوين فى إزالة ملكوت الله من بنى إسرائيل: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10 معنى هذا أن الحكم والسلطة الدينية ستزول يوماً ما من يهوذا (أبِى الشعب الإسرائيلى) ، ستزول من بنى إسرائيل ، ولكن عندما يأتى شيلون (من يكون له الأمر) ، وهذا النبى يكون دينه لكافة الأمم ، لليهود وللنصارى ولغيرهم من الأمم (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ).
وعبارة حزقيال: (25[وَأَنْتَ أَيُّهَا النَّجِسُ الشِّرِّيرُ, رَئِيسُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي قَدْ جَاءَ يَوْمُهُ فِي زَمَانِ إِثْمِ النِّهَايَةِ, 26هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: انْزِعِ الْعَمَامَةَ. ارْفَعِ التَّاجَ. هَذِهِ لاَ تِلْكَ. ارْفَعِ الْوَضِيعَ, وَضَعِ الرَّفِيعَ. 27مُنْقَلِباً مُنْقَلِباً مُنْقَلِباً أَجْعَلُهُ. هَذَا أَيْضاً لاَ يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ.) حزقيال 21: 25-27 تصرِّح بنزع العمامة أى بنزع الشريعة من بنى إسرائيل على يد نبى من غيرهم ، وهذا الغير هو المعبر عنه بشيلون أو الذى له الحكم أو المسيا.
وهو نفس الأمر الذى قاله عيسى عليه السلام لليهود: (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
وفى تفسير الكتاب المقدس يقولون فى قول موسى: (يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي.) يقولون ما نصه: (النبى الآتى) (تثنية 18: 15-22) يعلن موسى إعلاناً نبوياً مسيانياً عن النبى الذى سيأتى ، الذى سيخلفه فى وظيفته كنبى).
أكَّدَ عيسى عليه السلام أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل ، بل إنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحقوق وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى الرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسيَّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24 ، بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-10
وقد كان تذكيره لليهود بقرب انتهاء ملكوت الله فيهم ، وأن الأمر سيعطيه الله لمن يستحق، أثار حافظتهم ، ونزع نقاب الكذب من على وجوههم ، الأمر الذى أثار اليهود وأرادوا قتله بسببه: (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 45-46
ولكنه لم يتنازل عن أداء رسالته ، فواصَلَ رسالته وقال لليهود: إن بيتهم سيترك لهم خراباً بدون نبى ، فلن يأتى نبى آخر من بنى إسرائيل ، وإنهم لن يروه بعد الآن حتى يأتى صاحب هذا الملكوت: (37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
وظل الكتبة والفريسيون يعارضونه، حتى قالها لهم صراحة وكشف القناع عن نواياهم السيئة، فقال: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
نعم كانوا يتمنون ألا ينتقل الملكوت منهم ، فأشاعوا الشائعات من قديم الزمن: فتارة يجعلون الذبيح ـ سبب البركة والنبوة فى إسماعيل ـ هو إسحاق ، وتارة يقولون ليس لإسماعيل الحق فى وراثة هذا الملكوت لأنه ابن الجارية ، على الرغم من وجود نص صريح يعارض أفكارهم وأقوالهم هذه: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
ورغم قولهم هذا لا يكيلون بنفس المكيال على أنفسهم: فقد كان (دان) و(نفتالى) ابنى يعقوب من بلهة جارية راحيل ، وكذلك (جاد) و(أشير) ابنى يعقوب من زلفة جارية ليئة من الأسباط الإثنى عشر ذرية يعقوب عليه السلام: (1فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ وَإِلَّا فَأَنَا أَمُوتُ». 2فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟» 3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ 5فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَاناً». 7وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي». 9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَاداً». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ».) تكوين 30: 1-13
الأمر الذى سبب بلبلة عند بعض الناس ، وتساءلوا فى أنفسهم: هل هذا النبى العظيم ، صاحب هذه المعجزات هو المسيَّا أم أن المسيَّا أعظم منه؟ هل سيأتى المسيَّا أيضاً بمعجزات مثل يسوع عليه السلام؟ وتعجبوا لماذا لم يقتله الرؤساء إلى الآن وهم يطلبونه فى كل حين؟ ألعلهم أيقنوا أنه هو المسيّا؟ لكن هل يأتى المسيح من الجليل؟ ألن يأتى المسيّا من نسل داود؟ (31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟».) يوحنا 7: 31، أى إنهم كانوا يعرفون أن يسوع ليس هو المسيح الرئيس.
(25فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ 26وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جِهَاراً وَلاَ يَقُولُونَ لَهُ شَيْئاً! أَلَعَلَّ الرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِيناً أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ حَقّاً؟ 27وَلَكِنَّ هَذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ».
(40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». 41آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ 42أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» 43فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ.) يوحنا 7: 40-43
استفهامات كثيرة ، وتساؤلات عديدة ، وشائعات متوارثة ، ولم يُحسم الأمر، فتعبوا من التفكير لذلك قرروا أن يسألوه: (22وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ شِتَاءٌ. 23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ 24فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً». 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».) يوحنا 10: 22-30
فلم يجبه عيسى عليه السلام مباشرة ، على الرغم من أنه قد قال ذلك مراراً فى الهيكل وخارجه ، لكنه علَّق الإجابة على شرط الإيمان بالله الأعظم من الكل. واعلم أنه (لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي) ، أى ما يقرره الله ، لا يمكنك أن تغيره ، فإرادة الله بيد الله وحده ، ولا يملك أحد أن ينتزع النبوة من الله ، فهو صاحب القرار الأوحد أن يوجه رسالته لمن يشاء، وهذا الكلام الذى أقوله لك ليس كلامى أنا بل كلام الل، لأنى أبلغ رسالت، لذلك أنا والآب واحد، فكلامى إذن هو نفس كلامه، لذلك آمِن!
لقد حدَّدَ الناموس أن دين هذا النبى الخاتم المسيَّا سيبقى إلى الأبد ، لأنه مرسل إلى العالمين: (34فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟») يوحنا 12: 34 ، نعم سيأتى بعد أن يُنقذ الله عيسى ابن مريم الإنسان ابن الإنسان، من الصلب والقتل ، ويرفعه إليه ، وهذا ما حدث. لقد ظهر المسيا رسول الله إلى الثقلين الإنس والجن بعد رفع عيسى عليه السلام.
أما عيسى ابن مريم نفسه ، فقد قال عنه ملاك الرب إنه جاء لبنى إسرائيل فقط ، جاء ليخلِّص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21 ، أما المسيا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد.
وهنا يواجهنا تناقض فعند لوقا ظهر ملاك الرب لمريم البتول ، ولم تكن نائمة ، وقد ظهر ملاك الرب عند متى ليوسف النجار وكان يومئذ نائماً ، وكذلك بين قول الملاك فى متى الذى يتطابق مع أقوال عيسى عليه السلام نفسه وبين قول لوقا: (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».) لوقا 1: 31-33 ، ولابد لنا من تكذيب قول لوقا لأسباب عديدة ، منها أن عيسى عليه السلام لم يكن ملكاً أو حاكماً فى يوم من الأيام ، بل استسلم لحكم القيصر ، فقال: («أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ.) مرقس 12: 17
وكذلك قال عيسى عليه السلام نفسه: (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24 ، بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 5-7
وكان الناس فى عصره ينتظرون خروج المسيح الرئيس (المسيَّا)، الأمر الذى دعا المرأة السامرية أن تسأله صراحة ، لما توسمت فيه من النبوة والصلاح ، ومعنى ذلك أنه لم يكن شائعاً آنذاك أنَّ المسيَّا قد ظهر: (25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». 27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا. 28فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: 29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». 30فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.) يوحنا 4: 25-29
فهذا النص يكاد يكون هو النص الوحيد الذى يقول فيه إنجيل يوحنا أن عيسى أقرّ أنه هو المسيح الرئيس ، وهذا باطل ويدل على تحريف الأناجيل وأنها ليست من وحى الله ، فلو قال عيسى ذلك ، لما قالت المرأة بعد ذلك: (29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟».) فكيف تتوقع وتخمِّن أنه هو المسيح على الرغم من أنه اعترف بذلك صراحة؟ فمن الواضح أن هذا كذب وضِعَ على لسان عيسى عليه السلام. يؤكد ذلك نصوص كثيرة أخرى منها:
لقد أشاع اليهود أن المسيح الرئيس سيأتى منهم ، من نسل داود ، فنفى ذلك عيسى عليه السلام بقوله: (35ثُمَّ سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 36لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 37فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنُهُ؟» وَكَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.) مرقس 12: 35-37
ومنها أن المسيا سيأتى ملكاً ، قاضياً ، محارباً: (20فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. 21فَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ. 22أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 23فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ 24أَرُونِي دِينَاراً. لِمَنِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» فَأَجَابُوا: «لِقَيْصَرَ». 25فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». 26فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ الشَّعْبِ وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ وَسَكَتُوا.) لوقا 20: 20-26، نعم دعوا لقيصر الدنيا ، أما شريعة الله فدعوها لصاحبها ، هو الذى يحدد شرعه وأنبياءه الذين يبلغوا كلمته لمن يشاء من عباده. فأين إذاً ملكه وهو خاضع لسلطان قيصر؟
لقد عرفت الجموع أنه يسوع الناصرى ابن داود ، وكانوا يؤمنون أن المسيَّا سوف يأتى بعده ، فكانوا فى انتظاره ، وشوقهم إليه جعلهم يتساءلون عنه وعن رسالته ، فقالوا: (31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟».) يوحنا 7: 31
بل عندما تكلَّمَ عن ابن الإنسان أنه ينبغى أن يرتفع ، كانوا يظنون به أنه المسيَّا ، أو أرادوا إلباس ذلك عليه ، أو أُضيفت للنص بعد ذلك ، وأنه سيكون لدينه نهاية ، فسألوه مستنكرين قوله: (34فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟») يوحنا 12: 34
وهذه الإشكالات حول ماهية المسيح الرئيس قد أصابت بعض صحابته (تبعاً لقول الأناجيل)، فقد فهم بطرس خطأً من عند نفسه أن عيسى عليه السلام قد يكون هو المسيَّا: (40كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. 41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ). 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ).) يوحنا 1: 40
وأقرَّ بذلك أمام عيسى عليه السلام فى قوله: (68فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ 69وَنَحْنُ قَدْ آمنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 70أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» 71قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) يوحنا 6: 68-71
وفى الحقيقة تعليق الكاتب أن يسوع كان يقصد بالشيطان يهوذا الإسخريوطى ليس صحيح ، فهو كان يقصد بطرس الذى قال عنه إنه المسيَّا ، ويتضح هذا من قوله عند متى: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 27: 23
إلا أننا نجد قوله هذا الذى قاله لعيسى عليه السلام هو نفس قول الشياطين الذى لم يرتضيه عيسى عليه السلام منهم: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
وكذلك نفى عن نفسه أن يكون المسيَّا عندما سألهم ماذا يقول الناس عنه: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
وفى نص متى نقرأ أن عيسى عليه السلام يمتدح بطرس ، وهنا يناقض النص نفسه ويناقض نص مرقس الذى لم يذكر هذا المدح ، فيناقض نفسه لأنه بعد أن مدحه أوصاهما ألا يقولا هذا لأحد . ما معنى هذا؟ أيخفى شخصيته ورسالته عن المبعوث إليهم؟ فلماذا جاء إذن؟ وكيف سيؤدى رسالته؟ وبأى صفة؟ (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.) متى 16: 13-20
ثم سألهم عن المسيَّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، قائلاً: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
أى إن الأصغر فى ملكوت الله هو الأعظم ، فقد سأله تلاميذه: فمن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر ، أى آخرهم ، أى إنه ليس هو المسيا ، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسيَّا) الذى قرب ظهوره: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى إلى اليوم ، حتى فى عصره يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم ، لكن من أراد أن يقبل الملكوت ، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
وكما شاع ذلك عن عيسى عليه السلام، شاع ذلك أيضاً عن يوحنا المعمدان من قبله: (15وَإِذْ كَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظِرُ وَالْجَمِيعُ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ الْمَسِيحُ) لوقا 3: 15 وكما أنكر عيسى عليه السلام أنه هو المسيَّا، أنكر المعمدان عليه السلام أيضاً من قبل: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». 22فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» 23قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». 24وَكَانَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ 25فَسَأَلُوهُ: «فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ وَلاَ إِيلِيَّا وَلاَ النَّبِيَّ؟») يوحنا 1: 19-25
وعندما شاع صيت عيسى عليه السلام ، أرسل إليه المعمدان من السجن ليسأله إن كان هو المسيَّا أم لا: (2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».) متى 11: 2-6
إذن فسؤال نبى الله يوحنا المعمدان لعيسى عليه السلام («أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟») ليدل على توقعهم لهذا النبى صاحب الملكوت ، الذى بشرا هما الإثنان به ، وكان أساس دعوتهما: فقال يوحنا عليه السلام: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً:«تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ) متى 3: 1، وكذلك قال عيسى عليه السلام: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17 ، (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43-44
كما أنبأ عيسى عن قدوم نبى آخر الزمان ، فقال:
(وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. .. .. .. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
(15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)يوحنا 14: 15-17
(24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)يوحنا 14: 24-26
(26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».)يوحنا15: 26-27
(7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 7-10
(12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14
وصفات هذا النبى هى:
1) يأتى بعد عيسى عليه السلام (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)
2) نبى مرسل من عند الله ، أمين على الوحى (لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا
يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ)
3) مرسل للعالم كافة (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى
دَيْنُونَةٍ.)
4) صادق أمين ، عين الحق وذاتها (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ) (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ
الْقُدُسُ)
5) يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ)
6) ديانته مهيمنة ، وتعاليمه شاملة (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ
الْحَقِّ)
7) يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ
بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)
8) مؤيداً لرسالة عيسى عليه السلام الحقة ومدافعاً عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي)
9) ناسخ لما قبله ولا ناسخ له (فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)
10) نبى مثل عيسى عليه السلام (مُعَزِّياً آخَرَ).
إذن فليس عيسى رسول الله ، النبى الخاتم للرسالات والنبوة ، ولكنه من أتى بعده ، المبعوث للثقلين الإنس والجن ، الرحمة المهداة للعالمين.
ففى بداية كرازته بدأ اليهود يهيجون عليه الجموع ، وأرادوا أن يمنعوه من الكرازة باقتراب ملكوت الله (شريعة الله الجديدة): (45وَأَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وَابْتَدَأَ يُنَادِي كَثِيراً وَيُذِيعُ الْخَبَرَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِراً بَلْ كَانَ خَارِجاً فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.) مرقس 1: 45 ، وأنا أعترض على وصف نبى الله بالخوف من الظهور وسطهم ، لأن نبى الله لا يخشى إلا الله ، فكم من المرات سفَّه أقوالهم ، وكم من مرات عديدة وصفهم داخل المجمع نفسه بأنهم مراؤون ، كذابون ، وأنبأهم بأن لهم الويل وعذاب الآخرة ، وهذه صفات نبى لا يخشاهم ولا يخشى إلا الله: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
وكان لابد من محاولة التخلص منه ، إلا أن حفظ الله كان معه ، فقد حاولوا أن يقذفوه من أعلى الجبل ، فانفلت من وسطهم (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30،
وأرادوا مرة أخرى رجمه فاختفى من أمامهم (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 59 ، فقرروا الوقيعة بينه وبين الدولة الرومانية.
فمن المعروف أن المسيَّا النبى المحارب للكفر والكفَّار سيقضى على الإمبراطورية الرومانية ، فأرادوا أن يضربوا بذلك عصفورين بحجر واحد: يتخلصون من عيسى عليه السلام ، ويعطون لأنفسهم وشعبهم من بعدهم الحق فى عدم انتظار المسيَّا (فهو قد قتل على زعمهم).
فقبضوا عليه (تبعاً لأقوال الأناجيل ـ وتبرأ عقيدتى من هذا القول) وأسلموه للوالى بيلاطس بتهمة أنه المسيَّا، ملك اليهود: (1فَقَامَ كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ 2وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ». 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ:«أَنْتَ تَقُولُ».) لوقا 23: 1-3
وهى نفس إجابته عند متى: (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
وعند يوحنا كانت إجابته: (33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟») يوحنا 18: 33-34
أى رفض هذه التهمة مراراً وبأسلوب مختلف ، الأمر الذى جعل بيلاطس يفكر فى إطلاق سراحه: (13فَدَعَا بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ 14وَقَالَ لَهُمْ: «قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هَذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هَذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.) لوقا 23: 13-14
وهذه هى كانت شهادته الحقة أمام بيلاطس ، التى أرضت الله: (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.) تيموثاوس الأولى 6: 13-16 فما هو الإعتراف الذى أقرَّ به يسوع أمام بيلاطس؟ إنه ليس هو المسيح (المسيَّا) ملك اليهود.
حتى إن بيلاطس لم يسمه أبداً ملك اليهود أو المسيَّا ، بل أطلق عليه (الذى يُدعَى): (22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟») متى 27: 22 ، (17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً.) متى 27: 17-18
ومع ذلك أصرّ اليهود على طمس حقيقة المسيَّا، الذى سوف يأتى بعده ، وإلصاق هذه الصفة بعيسى عليه السلام ، فأخذوا يستهزؤن به أثناء محاكمته ، وكذلك وهو على الصليب (أكرر أننى أبرأ من هذه العقيدة، ولكنى أسايرهم فى عقيدتهم لإقامة الحجَّة عليهم): (35وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضاً مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ». 36وَالْجُنْدُ أَيْضاً اسْتَهْزَأُوا بِهِ وَهُمْ يَأْتُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلاًّ 37قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ». 38وَكَانَ عُنْوَانٌ مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ وَعِبْرَانِيَّةٍ: «هَذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ». 39وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً:«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!»)لوقا23: 35-39
أما قول مرقس على لسان عيسى عليه السلام إنه هو المسيح (المسيَّا) ، فهذا يبرأ منه عيسى نفسه: (60فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسَطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟» 61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» 62فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ». 63فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ 64قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟» فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.) مرقس 14: 60-65
لقد استحلفه رئيس الكهنة بالله الحى أن يقول الحقيقة ، ونفى عيسى عليه السلام أيضاً أن يكون هو المسيَّا وقال لرئيس الكهنة أن هذا كلامك أنت: (62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! ) متى 26: 62-64
(66وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ». 70فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». 71فَقَالُوا: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ».) لوقا 22: 66-71
والعجيب أن رئيس الكهنة والكتبة وعلماء اليهود يعلمون جيداً ابن من سيكون المسيَّا؟ وأين سيولد؟ بل ومتى؟ (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». 41آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ 42أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» 43فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ. 44وَكَانَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ عَلَيْهِ الأَيَادِيَ.) يوحنا 7: 40-44
لذلك (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟») متى 2: 1-4
فلو علم هيرودس الرومانى أن عيسى عليه السلام هو المسيح (المسيَّا الرئيس) لقتله ، لعلمه أن المسيَّا سيقضى على الإمبراطورية الرومانية ، الأمر الذى أخافه واضطرَّ بسببه أن يجمع الكهنة والكتبة ليسألهم عن مولده لكى يَطمَئن. وبما أنه لم يقتله ولم يحاول ذلك ، فيكون اليهود قد نفوا إذن عنه أنه المسيَّا ، ونفوا خروجه من نسل داود أو مولده فى الجليل. وهذا الدليل يُضاف إلى باقى الأدلة التى ذكرتها.
ومن هنا قرِّر الله أن يكون محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم آخر أنبياء الله ورسله، فهو المسيح الرئيس (المسيَّا)، وعلى ذلك فنحن المسيحيون أى أتباع المسيح الرئيس، وهم النصارى كما سمَّاهم القرآن.
قد يقول قائل كيف هذا وقد سماه القرآن المسيح؟ لقد سمَّاه القرآن المسيح عيسى ابن مريم، وليس المسيح فقط ، فالمسيح أطلقت على كل أنبياء العهد القديم من زمن داود ، وهى تعنى الممسوح بالزيت المقدس ، الذى اختاره الله نبياً ، وعل ذلك فإن عيسى عليه السلام مسيحاً أى نبيا ، ولكنه ليس المسيح الرئيس أو النبى الخاتم.
وهذا ما اعترف به عظيم أقباط مصر فى رده على رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام:
بعث رسول الله رسلاً إلى هرقل امبراطور الروم ، وكسرى ملك فارس ، والمقوقس عظيم القبط بمصر ، وغيرهم يدعوهم للإسلام. وكان رد المقوقس يحمل فى ثناياه التصديق بنبى منتظر مع حرص شديد على سلطانه بإبقاء الحال على ما هو عليه. فقال فى كتابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أما بعد .. فقد قرأت كتابك ، وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه ، وقد علمتُ أن نبياً قد بقى ، وكنت أظن أنه يخرج بالشام .. وقد أكرمت رسولك ، وبعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم ، وبكسوة ، ومطية لتركبها. والسلام عليك).
أبو بكر_3
-
تفسير الإصحاح الأول لإنجيل متى
اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ. 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ. 17فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.
18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).
24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.
قبل أن نشرع فى تفسير الإنجيل المنسوب لمتى ، يجب علينا أن نتعرف على ما انفرد به متى عن باقى الأناجيل ، وسنعرف سبب ذلك فى حينه ، لكن لا يراودك الأمل وتبحث عن أصل هذه المعلومات:
اختلافات متى عن باقى الأناجيل:
1- زيارة المجوس للمسيح (2: 7-13)
2- نزول المسيح إلى مصر (2: 14)
3- قتل هيرودس الصبيان فى بيت لحم (2: 16)
4- العذارى العشر (25: 1-13)
5- حلم امرأة بيلاطس (27: 19)
6- قيام كثير من القديسين عند موت يسوع وظهورهم لكثيرين (28: 52 ، 54)
7- رشو رؤساء الكهنة والشيوخ الحراس الرومانيين (28: 12-13)
ابتدأ متى بنسب يسوع ليعلن أنه المسيَّا آخر الأنبياء وسيد المرسلين الذى كان اليهود ينتظرونه ، وعلى حسب فهمهم فقد آمنوا أنه سيأتى من نسل داود. على الرغم من رفض عيسى عليه السلام لهذا الفهم ، وهذا وحده كفيل لرفض هذا الكتاب المنسوب لمتى ، لأنه يخالف بكل بساطة تعاليم من يدعون أنه أوحاه له: وكذلك نفى عن نفسه أن يكون المسيَّا عندما سألهم ماذا يقول الناس عنه: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ
عَنْهُ) مرقس 8: 27-30
(35ثُمَّ سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 36لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 37فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنُهُ؟» وَكَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.) مرقس 12: 35-37
ثم سألهم عن المسيَّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، قائلاً: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
إذن فعيسى عليه السلام بهذا النسب هو ابن داود ، ولطالما أنه ابن داود فهو ليس المسيَّا. وهذا يدل على جهل الكاتب بتعاليم يسوع ، ويدل على أن كاتب هذا الكتاب ليس بالتلميذ متى الذى كان أحد حوارى عيسى عليه السلام.
أما بالنسبة للأخطاء التى فعلها متى فى النسب ، فهذا يرجع إلى ذاكرته ، وليس إلى السجلات القديمة التى كان اليهود يسجلون فيها أنسابهم ، حيث أتلف الملك هيرودس السجلات الرسمية ، حتى لا يستطيع أحد من اليهود أن يثبت أنه أنقى منه أصلاً ، كما صرح بذلك وليم باركلى فى تفسيره لمتى ص 24.
وهذا بدوره يدل على أنه غير ملهم ، ولم يوحى إليه شيئاً من هذا الكتاب.
ويدل من ناحية أخرى على غيرة اليهود على أنسابهم ، وتفاخرهم بحسبهم وأنسابهم على غيرهم ، فمن المستحيل لأن يكون نسب من يسمونه الرب بهذه الوضاعة من أناس زناة ، ومن أناس أتوا من نسل زنى ، زمن أناس كفروا بربهم ، فعلام الإفتخار بهذا النسب؟
وعلى ذلك فإن كاتب هذا الكتاب من اليهود الحاقدين على يسوع ، المحقرين له ولأسرته ، ولنسبه ، الرافضين لملكوت الله.
وإليكم الآن النسب عند متى ولوقا وفى أخبار الأيام الأول مبتدءً بإبراهيم:
متى لوقا أخبار الأيام
1- إبراهيم إبراهيم إبراهيم
2- إسحق إسحق إسحق
3- يعقوب يعقوب يعقوب
4- يهوذا يهوذا يهوذا
5- فارص فارص فارص
6- حصرون حصرون حصرون
7- أرام أرام أرام
8- عمِّيناداب عمِّيناداب عمِّيناداب
9- نَحشون نَحشون نَحشون
10- سَلْمُون سَلْمُون سَلْمُون
11- بوعز بوعز بوعز
12- عوبيد عوبيد عوبيد
13- يسِّى يسِّى يسِّى
14- داود داود داود
15- سليمان ناثان ناثان
16- رحبعام متاث رحبعام
17- أبيَّا مينان أبيا
18- آسا مليَّا آسا
19- يهوشافاط ألياقيم يهوشافاط
20- يورام يونان يورام
21- عُزِّيا يوسف أخزيا
22- يوثام يهوذا يواش
23- أحاز شمعون أمصيا
24- حزقيا لاوى عوزيا
25- منسىّ متثات يوثام
26- آمون يوريم أحاز
27- يوشيا أليعازر حزقيا
28- يكنيا يوسى منسى
29- شألتائيل عير أمون
30- زربابل المودام يوشيا
31- أبيهود قصم يهوياقيم
32- ألياقيم ادى يكنيا
33- عازور ملكى شلتائيل
34- صادوق نيرى فدايا
35- أخيم شلتائيل زربابل
36- أليود زربابل حنانيا
37- أليعازر ريسا شكنيا
38- متَّان يوحنا
39- يعقوب يهوذا
40- يوسف رجل مريم يوسف
41- شمعى
42- متاثيا
43- مآث
44- نجاى
45- حثلى
46- ناحوم
47- عاموس
48- متَّاثيا
49- يوسف
50- ينا
51- ملكى
52- لاوى
53- متثات
54- هالى
55- يوسف رجل مريم
1- الملاحظ أن سلسلتى النسب عند متى ولوقا تنتهيان بيوسف رجل مريم ، ولا علاقة ليوسف بيسوع من ناحية النسب، فالنسب المكتوب هو نسب هذا الرجل المدعو يوسف. ومعنى ذلك أن كل من متى ولوقا قد اتهما مريم البتول عليها السلام بالزنى من هذا المدعو رجلها. والأغرب من ذلك هو ما كتبه الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) ص 257 ، فقد أضاف يسوع بعد يوسف رجل مريم ، كما لو كان يوسف هذا أبوه الفعلى ، كما هو الحال بالنسبة لسليمان بن داود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- إن سلسلة النسب ليوسف النجار تخرج من صلب داود عن طريق ابنه سليمان (عند متى)، لكنها جاءت عند لوقا عن طريق ناثان بن داود ، ومعنى ذلك اتهام للإثنين بالزنى ، وقذف المولود منهما بأنه ابن غير شرعى ، واتهام للزوجة التى دخل عليها الأخان ، وعدم اهتمام من اليهود بحفظ الأنساب ، وتفريط من اليهود فى حفظ شرع الله ، فلو أقدم أحدهم على اقتراف هذه الجريمة لكانت عقوبته الموت رجماً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- ذكر متى أن رحبعام ابن سليمان ، وذُكِرَ فى أخبار الأيام الأولى الإصحاح الثالث أنه ابن ناثان، فى الوقت الذى أخطأ فيه لوقا أيضاً وذكر أن متاث هو ابن ناثان الذى جاء منه نسب يوسف النجار. ومعنى ذلك أنه متى أخطأَ فى ذكر نسب كل من جاء من نسل سليمان ، لأنهم فى الحقيقة هم أولاد ناثان.
ولا يعنى هذا إلا إما جهل متى بالأنساب ، أو تحريف الأنساب عن عمد. وفى كلا الحالتين فهذا دليل إلى الأدلة المذكورة من قبل على أن كاتب هذا الكتاب لم يوح إليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- ذكر لوقا بين ناثان وشلتائيل 19 جيلا من البشر ، بينما ذكر سفر أخبار الأيام الأول 17 جيلاً فقط. فوحى مَنْ مِنهم الذى أخطأ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5- أُوحى إلى متى أن عدد أسلاف الرب 40 سلفاً فقط ليسوع ، بينما قال وحى لوقا 55 سلفاً من إبراهيم إلى يوسف. وهذا يعنى أن متى أسقط 15 جيلاً من أجداد يوسف الذى كان يُظن أنه أبى الرب يسوع (؟) ، فلماذا أسقطهم؟ هل تاريخهم أسود مِن مَن ذكرهم؟ أم كان تاريخهم مشرف فحذفهم إمعاناً فى إذلال الرب بنسب مخزى؟ أم نسيهم هكذا بحسن نية؟ أو ربما نسيهم الوحى نفسه ، وفى هذه الحالة نبرأ متى من تهمة التلاعب فى هذا النسب؟
ونحسب الآن متوسط أعمار هذه الأجيال ، لنعلم كم من التاريخ أسقطه متى عن عمد أو عن جهل:
مات داود حسب قول دائرة المعارف الكتابية وهو ابن 70 عاماً وتزوج يوسف النجار مريم وهو ابن 90 سنة ، بينما كانت هى ابنة 12 سنة ،
http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm
فلو أخذنا متوسط أعمار هذه الأجيال هو 80 سنة تكون النتيجة تكتم متى لفترة من العمر هى 1200 سنة ، وهى ما عاشه 15 جيلاً من أجداد الرب (؟)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6- ولنتعرف الآن على يوسف هذا الذى كان يُظن أنه أبو يسوع.
أوحىَ إلى متى أنه يوسف بن يعقوب (متى 1: 18)
وأوحىَ إلى لوقا أنه يوسف بن هالى (لوقا 3: 23)
ومعنى ذلك أنه إما يوسف هذا شخصية وهمية ابتدعها كتبة الأناجيل لإثبات نسب عيسى عليه السلام من جهة داود عن طريق هذا الرجل، الذى لا إرتباط بينه وبين يسوع ، فاختلفوا فى اسم أبيه ، أو أن مريم خطبت لرجل آخر بنفس اسم رجلها الأول. لكن من المستبعد أن يكون أبو يوسف له اسمان ، لأن عملية النسب بهذا تضيع ولا يبقى لها دليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7- وما هى الحالة العائلية لمريم أم الإله؟
زوجة الإله.
أم الإله.
خطيبة يوسف بن يعقوب (متى 1: 18) ثم زوجته بعد ذلك.
خطيبة يوسف بن هالى (لوقا 3: 23) ثم زوجته بعد ذلك.
زوجة أحدهما وأنجبت (3أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأَخَا يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هَهُنَا عِنْدَنَا؟») مرقس 6: 3
وعلى هذه الزيجة يقول التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 79: (والتعبير “لم يعرفها حتى” باللغة اليونانية ربما يوحى أنه عرفها كزوجة بعد نهاية هذه الفترة ، ولذلك فيحتمل أن »أخوة يسوع (مت 12: 46 إلخ) كانوا بالتالى إخوته من يوسق ومريم بالطريق الطبيعى. أما التقليد القائل “ببتولية العذراء” الدائمة فلا توجد شهادة كتابية لإثباته.«
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8- ما الذى كان يعنيه لوقا بكلمة (على ماكان يُظن)؟
ففى نسخة الملك جيمس ، وكذلك فى نسخة KJ21 ، وكذلك فى نسخة KJV ، وكذلك فى نسخة Webster 1833 ، نراهم قد وضعوا كلام المترجم بين قوسين ، ليفهم القارىء أن هذا ليس كلام لوقا، ومعنى ذلك أن هذه الجملة أضيفت فيما بعد تبرئة للرب ، وتنزيهاً لأمه من جريمة الزنى، فهل يُعد كاتب كتاب لوقا من الموحى إليهم، وهو يسب الرب ويهمه أنه ابن زنى، ويرمى أمه الطاهرة بهذه التهمة الشنعاء ظلماً وزورا؟
والدليل على ذلك خجل الكنيسة من وجود هذه الأقواس ، فحذفتها فى الطبعات الباقية.
23 Jesus, when he began his ministry, was about thirty years of age, being the son (as was supposed) of Joseph, the son of Heli,
http://www.diebibel.de/
إلا أنهم حذفوا الأقواس فى نسخة NASB ووضعوا بدلاً منها فاصلتين، والتى لا تعنى أن هذا الكلام ليس من متن النص:
23 (31) When He began His ministry, Jesus Himself was about thirty years of age, being, as was supposed, the son of (32) Joseph, the son of Eli,
وفى أحد النسخ العربية فى نفس الموقع وضعت هذه الجملة بين فاصلتين ، تمهيداً لحذفها: (وَلَمَّا بَدَأَ يَسُوعُ (خِدْمَتَهُ)، كَانَ فِي الثَّلاَثِينَ مِنَ الْعُمْرِ تَقْرِيباً، وكَانَ مَعْرُوفاً أَنَّهُ ابْنُ يُوسُفَ بْنِ هَالِي،) ، وهى أيضاً نفس ترجمة كتاب الحياة.
وها هم قد حذفوها فى طبعة أخرى ، وهى طبعة الشرق الأوسط لعام 1989: (23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِين َسَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي)
وفى الترجمة العربية المشتركة جاءت كالآتى: (وكان يسوع فى نحو الثلاثين من العمر عندما بدأ رسالته. وكان الناس يحسبونه إبن يوسف بن عالى)
وفى ترجمة ال Einheitsübersetzung الألمانية حذفوا ما بين الأقواس التى كانت فى نسخة الملك جيمس ، وأصبحت من متن الكتاب المقدس ، وهى ليست من وحى الرب. فماذا يُفسَّر هذا إلا بالتحريف؟
Jesus war etwa dreißig Jahre alt, als er zum ersten Mal öffentlich auftrat. Man hielt ihn für den Sohn Josefs. Die Vorfahren Josefs waren: Eli,
وفى ترجمة Schlachter الألمانية وضعت أيضاً بين فاصلتين:
Und Jesus war ungefähr dreißig Jahre alt, als er anfing zu lehren; und war, wie man meinte, ein Sohn Josephs,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9- لكن هل كانت مريم مخطوبة؟ وهل تزوجت أو كانت تنوى الزواج؟
يقول الكتاب المقدس أن مريم العذراء كانت مخطوبة ليوسف بن يعقوب(متى1: 16)، ويقول لوقا إنها كانت مخطوبة ليوسف بن هالى (لوقا 3: 23). وتبعاً لعقيدتكم فإن الآب والإبن والروح القدس إله واحد فعلى ذلك تكون مريم قد تزوجت ابنها. وهذا زواج منهى عنه فى العهد القديم وعقوبته الموت. (7عَوْرَةَ أَبِيكَ وَعَوْرَةَ أُمِّكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا أُمُّكَ لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا. 8عَوْرَةَ امْرَأَةِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا عَوْرَةُ أَبِيكَ.) لاويين 18: 7-8 فإن كان (الآب) ابن مريم قد دخل على أمه ، فهذه عقوبته: (11وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.) لاويين 20: 11
وكيف تقبل امرأة تتزوج بالإله العظيم مالك الملك ، قاصم الجبابرة، أرحم الراحمين، المعطى المانع، المعز المذل، الرافع الخافض، ثم تتركه لتتزوج غيره من البشر؟ فهل غدر بها الإله وتركها؟ أم طلقها ولم يعلن ذلك خوفا على سمعته؟ أم كان البشر أجدر وأظرف من الإله فتركت الإله من أجله؟ وهل خطبت لاثنين أم هذا خطأ من متى أو من لوقا؟ أم أخطأ الكاتبان ولم تتزوج لأنها أول فاتحة رحم؟ فمن المعروف أن أول مولود من أمه (= أول فاتح رحم) فيكون عمره كله منذور لله (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي».) خروج 13: 1-2 ، وكذلك لوقا 2: 22-23 ،
فمعنى ذلك أنه ليس من حقها أن تتزوج. فلماذا خُطِبَت؟ ولو كانت مخطوبة ، لاعتبرت بشارة الملاك لها بشارة سعيدة يُنبئها فيها بإتمام زواجها من يوسف ، ولفهمت أن الإنجاب سيكون منه.
وقد ورد في كتاب »بروت إفانجليوم« [أى إنجيل الخبز] ليعقوب الصغير (أصحاحات 3-5) »فرفعت حنة عينيها إلى السماء فرأت عش عصافير في شجرة غار، فتنهدت قائلة: »يا أحاح يا أحاح، من ولدني أح أح.. ومن أُشبِه؟ فلستُ مثل طيور السماء لأن طيور السماء أيضاً هي ذات ثمار أمامك يا رب« .. وإذا بملاك الرب وقف بجانبها قائلاً لها: يا حنة، إن الرب استجاب طلباتك فستحبلين وتلدين ويُذاع صيت نسلك في جميع أنحاء العالم. فقالت حنة: حيٌّ هو الرب إلهي، إذا ولدت ذكراً كان أو أنثى نذرته للرب إلهي وسيخدمه طول أيام حياته .. وتمت أشهرها وولدت حنة في الشهر التاسع.. وأرضعت الطفلة وسمَّتها مريم«.
وفي (الإصحاحات 7 و 11): أن مجلس الكهنة قالوا ليوسف: (.. .. .. .. صار لك حق بواسطة القرعة أن تتخذ عذراء الرب ، فخُذها وديعة عندك.) أى لم يعطوها له زوجة ولم يتزوجها ، بل كانت وديعة عنده.
يؤكد كلامى هذا القديس جيروم الذى قال: (لنضرب بالبلطة شجرة الزواج الجافة فإن الله إنما سمح بالزواج فى بداية العالم ، ولكن المسيح ومريم لم يتزوجا وبقيت مريم عذراء.) (حقوق المرأة ص 159)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10- ما هو الاسم الذى اختاره الرب لنفسه قبل أن يُولَد؟
(22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: (23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).) متى 1: 22-23
و(الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.) لوقا 1: 35
والغريب أن هذا الاسم الذى لم يُطلق عليه ولو لمرة واحدة من دلائل ألوهية يسوع عند النصارى ، جاهلين أن أسماء اليهود تُنسب لله ، فمثلاً نجد:
ناثان تعنى عطية الله
إسماعيل وهذا الاسم العبراني، ومعناه: "الله يسمع"،
صموائيل وهذا الاسم العبرانى يعنى: اسم الله
وغيرهم الكثيرون ، وما سمَّاهم أحد آلهة ، لأن أسماؤهم بها لفظ الجلالة (الله).
وسوف نعود لهذه النبوءة بالتفصيل فى نهاية هذا البحث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11- وما هو الاسم إذن الذى دعوه به؟
(24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) متى 1: 24-25
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12- مَنْ الذى بشره ملاك الرب بولادة العذراء لطفل؟
بشر ملاك الرب يعقوب فى المنام (متى 1: 24)
نزل ملاك الرب لمريم العذراء (لوقا 1: 28)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13- كيف كان وضع الشخص الذى نزل إليه ملاك الرب ليعلمه بقدوم الرب الطفل؟
كان يوسف عند متى نائماً (متى 1: 24)
كانت مريم عند لوقا مستيقظة حيث أقرأها السلام (لوقا 1: 28)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14- هل آباء وأجداد عيسى عليه السلام إلى جلاء بابل كانوا مشهورين؟
فقد كانوا عند متى من الملوك ، أما عند لوقا لم تكن لديهم أية شهرة ، وبالتالى لم يكونوا سلاطين ولم يكن معروف فيهم غير داود وناثان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15- كم عدد أسلاف الرب قبل إبراهيم؟
ذكر لوقا 20 اسماً ، بينما ذكر وحى أخبار الأيام الأول 19 اسماً. فقد أضاف لوقا بعد (أرفكشاد) رجلاً يُدعى (قينان) ، ولا نجد له أثراً فى سفر التكوين باعتباره ابن أرفكشاد ، ولم يُذكر لأرفكشاد ابناً غير شالح (تكوين 11: 13).
وتقول دائرة المعارف الكتابية فى قينان: (قينان بن أرفكشاد بن سام بن نوح (لو 3 :36). ولا يذكر قينان هذا في سفر التكوين العبري، ولكنه ذكر في الترجمة السبعينية في (تك 10 :24،12:11و13). كما ذكر في سفر أخبار الأيام الأول (1 :18) في النسخة الاسكندرانية من الترجمة اليونانية.)
ولو أخذنا كلام دائرة المعارف مأخذ الجد ، وصدقناه ، لكان هذا لا يعنى إلا أن هذه
الكتب غير موحى بها من الله ، حيث الإختلافات البينة فى ما يسمونه أصول الكتاب المقدس ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى تنفى عن يسوع الألوهية ، لأنه لم يتمكن من ضبط نسبه أو نسب أجداده ، أو على الأقل كتابه.
ولو رجعت إلى النسخ الحالية لما وجدت ما تدعيه هذه الموسوعة. فسفر أخبار الأيام الأول لا يذكر لأرفكشاد ابناً يُدعى قينان ، ولم يكن له ابناً غير شالح. ولكن يبدو أن اختلط على ذاكرة لوقا ، فخلط قينان هذا بقينان بن أنوش بن شيت بن آدم (تكوين 5: 9-14)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16- متى بدأ ظهور أول إنسان على الأرض؟
بالنظر إلى سلسلة نسب يسوع نجد أنه مرَّ قبل خلق يسوع 19 أو 20 جيلاً ، وحسب سفر التكوين (الإصحاحات 4 ، 5 ، 11 ، 21 ، 25) الذى يحتوى على الإحداثيات الزمنية نجد أنه قد مرَّ 19 قرناً من الزمان بين ظهور الإنسان على الأرض وميلاد إبراهيم عليه السلام، ومن الإحداثيات التى يعطيها سفر التكوين نستنتج أن الإنسان الأول ظهر قبل يسوع ب 3800 سنة ، وهذا ينافى العلم الحديث.
فمن المسلم به أن الحضارة المصرية المؤرخة والتى تبدأ بالأسرة الأولى تؤرخ بعام 3400 - 3300 قبل الميلاد. كما إنه من المسلم به قيام حرب طاحنة بين الشمال والجنوب فى مصر عام 4042 قبل الميلاد تقريباً ، انتصرَ فيها أهل الدلتا على أهل مصر العليا. هذا بالإضافة إلى الآثار التى صنعتها أيدى بشرية ترجع إلى ما قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد على أقل تقدير ، بل تصل بعض المتحجرات التى عثرت عليها بعثة جامعة القاهرة حديثاً فى منطقة الفيوم إلى عشرات الآلاف من السنين قبل الميلاد أيضاً ، بل عثر العلماء فى استراليا على بقايا إنسان يرجع إلى ملايين السنين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17- يقول متى إن (يورام ولد عوزيا) متى 1: 8 فهل عوزيا ابن يورام حقاً؟
لا. فهذا خطأ. حيث إن عوزيا ابن أخزيا ابن يواش ابن أمصياه ابن يورام. أى أن هناك ثلاثة أجيال ساقطة وهم كانوا من السلاطين المشهورين (انظر ملوك الثانى إصحاحات 8 و12 و14 ، وسفر أخبار الأيام الثانى إصحاحات 22 و24 و25).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18- بلغ الزمن من يهوذا إلى سلمون تقريباً (300) سنة ومن سلمون إلى داود حوالى (400) سنة ، وقد كتب فى الزمان الأول سبعة أجيال وفى الزمان الثانى خمسة أجيال. وهذا خطأ بداهة لأن أعمار أهل الزمان الأول كانت أطول من أعمار أهل الزمان
الثانى مع زيادة عددهم إثنين عن الزمن الثانى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
19- أخطأ متى فى كتابة (عزيا) فكتبها (عوزيا) أم هذا خطأ الوحى نفسه؟. (راجع أخبار الأيام الأول إصحاح 3 ، وسفر الملوك الثانى إصحاحات 14 و15)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20- يقول الكتاب: (11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) متى 1: 11
ويُعلَم منه أن ولادة يكنيا (يوحانيا) وإخوته من يوشيا كانت وقت الجلاء إلى بابل ، وأن يوشيا كان حياً وقت هذا الجلاء أو مات على أكثر تقدير قبل ذلك بعام. وهذا خطأ من ثلاثة أوجه:
( أ ) أن يكنيا ـ ابن يهوياقيم ابن يوشيا ـ حفيد يوشيا وليس ابنه. (15وَبَنُو يُوشِيَّا: الْبِكْرُ يُوحَانَانُ, الثَّانِي يَهُويَاقِيمُ, الثَّالِثُ صِدْقِيَّا, الرَّابِعُ شَلُّومُ. 16وَابْنَا يَهُويَاقِيمَ: يَكُنْيَا وَصِدْقِيَّا.) أخبار الأيام الأول 3: 15-16
(ب) مات يوشيا قبل هذا الجلاء بإثنى عشر عاماً ، حيث إن بعد موته جلس ياهوحاز ابنه على سرير السلطنة ثلاثة أشهر ، ثم جلس يواقيم ابنه الآخر إحدى عشر سنة ، ثم جلس يوحانيا (يكنيا) ابن يواقيم ثلاثة أشهر فأسره نبوخذنصر وأجلاه مع بنى إسرائيل الآخرين إلى بابل.
تقول دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (يوشيا): (وقد خلف يوشيا أباه أمون على عرش يهوذا، وهو ابن ثمان سنين ، وملك إحدى وثلاثين سنة فى أورشليم ، وسار فى طريق داود أبيه، لم يحد يمينا ولا شمالاً (2مل 22: 2.1، 2 أخ 34: 1)، وذلك فى نحو 640 ق.م.)
(ج) كان يكنيا وقت الجلاء ابن ثمانى عشر سنة ولم يكُ رضيعاً ؛ وفى هذا تقول دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (يكنيا): (اسم عبري معناه الرب يثبِّت أو يُمكِّن ، وهو مختصر اسم يهوياكين أو كيناهو ملك يهوذا ، الذي سباه الملك نبوخذ نصر إلى بابل)
وتقول دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (كيناهو): (اسم عبري معناه "يهوه سيثبت" (إرميا 22: 24 و28، 37: 1)، وهو اسم آخر للملك "يهوياكين" (2مل 24: 6 و8 و 12 و15، 25: 27، 2أخ 36: 8 و9، إرميا 52: 31)، ويسمى أيضاً "يكنيا" (1أخ 3: 16 و17، أس 2: 6، إرميا 24: 1، 27: 20، 28: 4، 29: 2، مت 1: 11و 12)، كما يسمى "يوياكين" (حز 1: 2). واسم أمه "نحوشتا بنت ألناثان" من أورشليم (2مل
24: 8)، ولعله "ألناثان بن عكبور" المذكور في نبوة إرميا (26: 22، 36: 12 و25).
وقد ملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام (2أخ 36: 9). وكان عمره ثماني عشرة سنة حين ملك عقب موت أبيه يهوياقيم (2مل 24: 6 و8-أما الثماني السنوات المذكورة في أخبار الأيام الثانى 36: 9 فخطأ من النساخ إذ إنه كان متزوجاً وسبيت نساؤه معه 2مل 24: 15). وقد ورث عرشاً خاضعاً لملك بابل، محاصراً بجيوش الملك نبوخذنصر، ولم يكن أمامه بد من الاستسلام أمام الظروف القاهرة.)
أما السبب الذى دعا متى إلى حذف اسم يهوياقيم ، وهو نفس السبب الذى دعا لوقا إلى حذف يوشيا ويهوياقيم ويكنيا من قائمته ، وهو نفس السبب الذى دعا دائرة المعارف الكتابية إلى عدم ذكر هذه الفقرات عند كلامها عن يهوياقيم أو يهوياكين أو ألياقيم وهو قول الرب عند إرمياء (29وَقُلْ لِيَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتَ قَدْ أَحْرَقْتَ ذَلِكَ الدَّرْجَ قَائِلاً: لِمَاذَا كَتَبْتَ فِيهِ: مَجِيئاً يَجِيءُ مَلِكُ بَابِلَ وَيُهْلِكُ هَذِهِ الأَرْضَ وَيُلاَشِي مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ؟ 30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً. 31وَأُعَاقِبُهُ وَنَسْلَهُ وَعَبِيدَهُ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَجْلِبُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَعَلَى رِجَالِ يَهُوذَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي كَلَّمْتُهُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا].) إرمياء 36: 29-31د
وبالتالى لا يحق له ولا لنسله الذى منه يسوع الجلوس على عرش داود ولا وراثته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21- ذكر متى (1: 12) أن يوسف من نسل شلتائيل ابن يكنيا ، وذكر لوقا (3: 27) أنه من نسل شلتائيل ابن نيرى. فإبن من يوسف الذى كان يُظن أنه أبو الرب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22- ذكر متى (1: 6-7) أن يوسف من نسل سليمان ابن داود ، وذكر لوقا (3: 31) أنه من نسل ناثان ابن داود. فإبن من يوسف الذى كان يُظن أنه أبو الرب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23- إن وحى كاتب إنجيل لوقا لم تكن لديه أدنى فكرة عن أبناء ناثان فى العهد القديم، فلم يصدق فيهم اسماً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24- جاء فى متى أن عيسى عليه السلام جاء من نسب ولد يهوياقيم (ألياقيم) ملك يهوذا: (13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ.) متى
1: 13
وقد جاء فى سفر إرمياء:
(30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً. 31وَأُعَاقِبُهُ وَنَسْلَهُ وَعَبِيدَهُ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَجْلِبُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَعَلَى رِجَالِ يَهُوذَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي كَلَّمْتُهُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا].) إرمياء 36: 30-31
فكيف يُقال أن عيسى عليه السلام كان ملكاً لليهود وهو من نسل ألياقيم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25- يقول لوقا: (زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ) لوقا 3: 27 فهل زربابل ابن شألتئيل؟
لا. زربابل ليس ابن شألتئيل بل ابن أخيه فدايا: (19وَابْنَا فَدَايَا: زَرُبَّابِلُ وَشَمْعِي.) أخبار الأيام الأول 3: 19
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26- يقول لوقا: (شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي) لوقا 3: 27 فهل هذا صحيح؟
لا. إن شألتئيل ابن يكنيا وليس ابن نيرى. (17وَابْنَا يَكُنْيَا: أَسِّيرُ وَشَأَلْتِئِيلُ ابْنُهُ) أخبار الأيام الأول 3: 17
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
27- هل أبيهود ابن زربابل كما قال وحى متى؟ (متى 1: 13)
لا. فإذا راجعت ذرية زربابل فى العهد القديم فلن تجد بينهم أبيهود: (وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ 20وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ.) أخبار الأيام الأول 3: 19
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28- هل ريسا ابن زربابل كما يقول لوقا؟: (رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ) لوقا 3: 27
لا. فبنو زربابل هم: (وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ 20وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ.) أخبار الأيام الأول 3: 19-20
وهذا يعنى أن كل من وحى متى ووحى لوقا قد أخطأ فى ذكر اسم ابن زربابل. ونفهم كذلك من سفر أخبار الأيام الأول أن شألتئيل مات بدون ذرية ، ولعل فدايا أخوه تزوج بامرأته وأنجب منها نسلاً لأخيه حسب الناموس ، فصار زربابل ابناً لشألتئيل دون أن يعلم الرب أو الوحى ذلك فيوضحه حتى لا تُظَنُ الظنون فى زوجة شألتئيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29- ابن من شالح؟
قال وحى لوقا: (شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ) لوقا 3: 36 فهو ابن قينان عند لوقا.
ويقول وحى العهد القديم: (18وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.) أخبار الأيام الأول 1: 18 و (13وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ بَعْدَ مَا وَلَدَ شَالَحَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.) تكوين 11: 13 فهو إذن ابن أرفكشاد وليس ابن ابنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
30- متى رحل يوسف ومريم العذراء إلى الناصرة ؟
فتبعاً لمتى نفهم أن مريم ويوسف النجار كانا يعيشان فى بيت لحم ، وهناك ولدَ الصبى، ثم سافروا إلى مصر ، وبعد عودتهم من مصر عاشا فى الناصرة. (متى 2: 23) أى بعد ولادة يسوع.
بينما نفهم من لوقا أن مريم ويوسف كانا يعيشان فى مدينة الناصرة (لوقا 1: 26)، أى قبل ولادة يسوع، وذهبا إلى مدينة بيت لحم لتعداد السكان الذى أمر به أغسطس قيصر، أثناء حملها بيسوع ، وهناك ولدت الطفل (لوقا 2: 6-7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31- أين تمت الولادة؟
لم تتفق الروايتان إلا على أن الولادة تمت فى بيت لحم .. .. وهذا أيضا خطأ من الكاتبين ومردود عليه:
يقول النصارى: (إن أهل مريم كانوا يسكنون فى الجليل فى قرية الناصرة ، وأتت مع خطيبها إلى بيت لحم للتعداد الذى أمر به أغسطس، وولدت يسوع هناك) لوقا 2: 1-7
وقد ادعى ذلك متى أيضاً لوجود نبوءة عندهم تقول إنه سيظهر نبى فى إسرائيل من بيت لحم يرعى شعب إسرائيل ؛ قيقول متى: (5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 5-6 ، وهو هنا يشير إلى النبى ميخا، وسفر ميخا من الأسفار المحذوفة عند السامريين أهل الجليل، بالإضافة إلى أن عيسى عليه السلام لم يكن ملكاً.
يتضح السبب أكثر فى دعوة عيسى عليه السلام ناصرياً من إنجيل متى ، حيث يقول: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23 ، ولا يوجد أثر فى أى كتاب من كتب الأنبياء لهذه العبارة ، اللهم إن كانت موجودة فى يوم من الأيام وأصابها التحريف وحُذِفت.
أضف إلى ذلك أن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط زبولون بن يعقوب من زوجته ليئة (تكوين 30: 20) ، وهم يهود السامرة ، والعداء مُستَحْكَم بينهم وبين يهود أورشليم والاتصال بينهم ممنوع ، والليل على ذلك قول المرأة السامرية لعيسى عليه السلام: (7فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» - 8لأَنَّ تلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً. 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.) يوحنا 4: 7-9.
فكيف سمحوا لسامرى - هذا لو كان من ناصرة الجليل - من صغره بالمقام فى هيكل سليمان؟ فهل كان يُعلِّم فى مَجمعهم؟ وكذلك جاء رفض المرأة السامرية التعامل معه لأنه غير سامرى لأكبر دليل على عدم ولادة عيسى عليه السلام فى مدينة الناصرة.
أما مكان سُكنى اليهود وهم من سبط لاوى ومنهم عيسى ابن مريم عليه اسلام ـ حيث كان من واجباتهم التدريس والوعظ فى هيكل سليمان ، بالإضافة إلى دعوة اليهود لعيسى عليه السلام بكلمة (ربونى) الذى تفسيره يا معلم ، وهى لا تُطلق إلا على اللاويين ـ فى أرض اليهود مع سبط يهوذا، وأن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط
زبولون بن يعقوب من زوجته ليئة وهم من يهود السامرة ، كما ذكرت.
ويحل القرآن هذه المشكلة فى ندائه لمريم ب (ابنة عمران) و(أخت هارون) ، والمعروف أن عمران أنجب موسى وهارون ، وبذلك يدخل عيسى عليه السلام ضمن بركة إسحاق حيث إن موسى من نسل إسحاق بن إبراهيم ، والدليل على هذا أن ملاك الرب نزل على مريم يبشرها بالحمل فقال لها: (36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا) لوقا 1: 36 ، وكانت أليصابات هذه زوجة زكريا ، و(5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.) لوقا 1: 5 و(1وَهَذِهِ فِرَقُ بَنِي هَارُونَ: بَنُو هَارُونَ: نَادَابُ وَأَبِيهُو أَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ. .. .. .. 10السَّابِعَةُ لِهُقُّوصَ. الثَّامِنَةُ لأَبِيَّا.) أخبار الأيام الأول 24: 1-10
وكان يشوع بن نون عليه السلام قد قسم أرض كنعان بعد فتحها على الأسباط وحدَّدَ لكل سبط أرضه بحدود معينة (انظر سفر يشوع الإصحاح 15) ، وقد كان نصيب بنى هارون ثلاثة عشر مدينة من وسط يهوذا (انظر يشوع 21: 4) ، لذلك: (39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا) لوقا 1: 39
أتعرف كم من الكيلومترات بين الناصرة وأرض اليهودية؟ إنها آلاف الأميال ، وهذه المسافة قد قطعتها مريم فى ثلاثة أشهر ـ كما يقول قاموس الكتاب المقدس الألمانى (صفحة 886) ـ وقد بشرها الملاك قبل رحاتها هذه أن أليصابات كانت حاملاً فى الشهر السادس (لوقا 1: 36)، وعلى ذلك لابد أن تكون أليصابات عند وصول مريم إليها قد أنجبت أو على وشك الإنجاب، فانظر بعد ذلك إلى ما قاله الوحى للوقا: (41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.) لوقا 1: 41-44 ، فهل بدأت تُحس بدبيب الطفل فى أحشائها بعد تسعة أشهر من الحمل؟
وعلى ذلك فإن مريم كانت تسكن بالقرب من قريبتها ، وخرجت مسرعة ولم تقض دقائق حتى دخلت على قريبتها ، فهم من سبط واحد ، هو سبط لاوى ، ومكان سكناهم هو مدينة يهوذا.
ويبقى سؤال واحد: ما الدليل على أن مريم وأليصابات من سبط لاوى؟
هذا قانون اليهود عند الزواج: (7فَلا يَتَحَوَّلُ نَصِيبٌ لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ بَل يُلازِمُ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ سِبْطِ آبَائِهِ. 8وَكُلُّ بِنْتٍ وَرَثَتْ نَصِيباً مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيل تَكُونُ امْرَأَةً لِوَاحِدٍ مِنْ عَشِيرَةِ سِبْطِ أَبِيهَا لِيَرِثَ بَنُو إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ آبَائِهِ 9فَلا يَتَحَوَّل نَصِيبٌ مِنْ سِبْطٍ إِلى سِبْطٍ آخَرَ بَل يُلازِمُ أَسْبَاطُ بَنِي إِسْرَائِيل كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ».) عدد 36: 7-9
(ولعل من أجل ذلك ساقكما الله إلىّ حتى تتزوج هذه بذى قرابتها من عشيرة سبط أبيها) طوبيا 7: 14
(ولما أن صار رجلاً اتخذ له امرأة من سبطه اسمها حنه) طوبيا 1: 9
وعلى ذلك تكون أليصابات من نسل هارون من سبط لاوى ، وتكون مريم البتول نسيبتها من نفس السبط ، أى تكون أختاً بالنسبة لهارون وابنه بالنسب لعمران ، ويكون عيسى عليه السلام أيضاً من نسل هارون.
ويؤكد كذلك نسبته إلى هارون دعوة المجدلية وأتباعه له ب (ربى أو ربونى) ، وهو لقب للكاهن الذى يعلِّم فى المعبد ، وكذلك قميصه غير المخاط الذى كان يرتديه (يوحنا 19: 23)، حيث لم يك يرتديه إلا الكاهن ، وكان سبط هارون مخصص لتدريس الناموس وتعليم الناس.
أما بالنسبة لكون وجود أخت لموسى تُدعى مريم فهو فى الكتاب غير واضح ومتناقض:
فتارة يقول الكتاب: (20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) خروج 6: 20
وتارة يقول: (59وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ. فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.) عدد 26: 59
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
32- يقول متى أيضاً: (5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».) متى 2: 5-6
وهو هنا يشير إلى النبى ميخا (ميخا 5: 2) وهذه النبوءة مردودة لأن سفر ميخا من الأسفار المحذوفة عند السامريين ، وأن عيسى عليه السلام لم يكن ملكاً على شعب إسرائيل: («أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 21 ، («مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!») يوحنا 8: 7 ، («يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟») لوقا 12: 14 وكذلك سأله بيلاطس إذا كان هو ملك اليهود؟ فأنكر وقال له: (34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» … «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ.) يوحنا 18: 34 ، 36
فمن الذى استشهد بكتاب غير معترف به؟ فإن كان عيسى هو الإله فهل نسى أنه من اليهودية ولا يستطيع التدريس والمعيشة وسط السامريين؟ ألا يدعوا هذا للسخرية من هذا الإله؟ إله يرفضه أنبياؤه ، ويفعلون مالا يرضاه ، وما قد نهى عنه ليضلوا خلقه ، فمنهم من يزنى زنى المحارم (لوط مع ابنتيه) ، ومنهم من يزنى مع زوجة أبنائه (يهوذا مع ثامار) ، ومنهم من سرق النبوة من أخيه وكذب على أبيه وخدعه وضحك على الإله وأوحى إليه (يعقوب يسرقها من عيسو) ، ومنهم من صارع الله وغلبه (يعقوب والإله) ، ومنهم من عبد الأوثان (سليمان).
فأين القدوة التى يريد الإله أن يضربها لمخلوقاته؟ وأين علمه الأزلى فى أن هؤلاء البشر سيضلون خلقه؟ وماذا يفعل هذا الإله إذا احتج عليه أحد من خلقه يوم القيامة متهما إياه بإضلالنا عن طريق أناس فاسدة أعطاهم الحكم والنبوة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33- من الذى حبَّلَ مريم العذراء؟ أو قل ابن من يسوع؟هل كان ابن داود أم ابن الروح القدس؟ وقبل أن تشرع فى الإجابة فكر فى هذين الموضعين:
يقول متى إن يسوع هو ابن الروح القدس: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 1: 18
ويؤكد لوقا نفس هذا المعنى: (34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.) لوقا 1: 34-35
ومعنى ذلك أن الحمل تمَّ عن طريقين: (اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ) (وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ) ، فهما إذن شيئان مختلفان وليسا متحدين.
فلو كان الروح القدس هو المتسبب فى الحمل ، فلماذا ينسب لداود؟ ولماذا ينسب ليوسف النجار؟ ولماذا يُنسَب إلى الله؟ وكيف يكون الروح القدس هو المتسبب فى الحمل ، والروح القدس هو يسوع نفسه؟ ألا يُعد ذلك تشريع يبيح زنا المحارم؟ فأى أخلاق يريد الرب أن يعلمها شعب الكنيسة؟ أم اختص الرب نفسه فقط بهذا العمل؟
ويخالفهم أعمال الرسل بقوله: (فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ) أعمال الرسل 2: 30
ولو قلت إنه كان ابن داود لاتهمت أمه ويوسف النجار هذا بالزنى ، ولو قلت إنه ابن الروح القدس ، لكنت مخرفاً لأنه هو نفسه الروح القدس على معتقداتكم ، ولكان هذا اتهام لأمه بزنى المحارم مع ابنها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
34- كم من الأجيال مرَّت من داود إلى عيسى عليه السلام؟
26 جيل تبعاً لوحى متى و41 جيل تبعاً لوحى لوقا. فأيهما نصَدِّق؟
ولما كان بين داود والمسيح مدة 1000 سنة ، فعلى حساب متى يكون فى مقابلة كل جيل 40 سنة ، وعلى لوقا 25 سنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
35- يقول متى: (17فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ
إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متى 1: 17
وهذا يُخالف ما ورد فى سفر أخبار الأيام الأول ، فقد ذُكِر أن أجيال القسم الثانى (ثمانية عشر). فقد أسقط متى يواش (أخبار الأيام الأول 3: 12) وأمصيا (أخبار الأيام الأول 3: 12) وعزريا (أخبار الأيام الأول 3: 12) ويهوياقيم (أخبار الأيام الأول 3: 16) وفدايا (أخبار الأيام الأول 3: 19).
فكيف نسى الرب أن يوحى بهذه الأسماء ولماذا نسيهم؟ هل تعلم أن الرب لا ينسى؟ هل تعلم أن الرب صادق ولا يتكلم إلا بالصدق؟
(أنا الرب متكلم بالصدق) إشعياء 45: 19
(فاعلم أن الرب إلهك هو الله ، الإله الأمين ، الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه ، ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل) تثنية 7: 9
(ليس الله إنساناً فيكذب ، هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفى؟) عدد 23: 19
فمن إذن الذى كتب هذا الكتاب؟ لا بد أنه شخص دخيل لا يتقى الله ولا يخافه.
فلماذا حذف متى خمسة أجيال من ترتيبه بين داود والسبى البابلى؟ (وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) متى 1: 6-11
وهل حذفهم من نفسه أو أوحى إليه ذلك؟ ولو أوحى الرب ذلك ، فلماذا لم يُعدِّل الرب من كتابه الأول لو كان هو الذى أوحى هذا الكلام؟ وهل يعنى ذلك أن الرب نسخ كلامه فى العهد الجديد؟ ولو كان نسخه فلماذا قال إنه جاء ليؤكده وليس ليهدمه: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
36- يقول متى: (وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متى 1: 17 أى تقريباً 600 سنة تَفْصِل بين شألتئيل وولادة يسوع ، أى متوسط أعمارهم كانت 46 سنة لكل جيل ، وهذا يناقض كل المتوسطات المتعارف عليها لهذه الحقبة.
أما متوسط أعمار أجيال هذه الحقبة عند لوقا فهى 27 سنة ، وتبعاً للمؤرخ اليهودى يوسيفوس كانت 25 سنة. فمن صاحب هذا اللغط؟ وكيف نفهم أن الله يقوم بمثل هذه الأخطاء التى لا يفعلها صبى فى المرحلة الابتدائية؟ ألا يدل هذا على أن كاتب الإنجيل المُسمَّى بإنجيل متى شخص آخر غير متى العشَّار الذى يجيد الحساب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
37- يقول متى: (17فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متى 1: 17
ومعنى ذلك أن مجموعهم 42 جيلاً ، لكنهم فى الواقع 41 جيل فقط ، فمن الذى نساه وحى متى؟ وكيف يُخطىء الرب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
38- يقول متى: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً.) متى 1: 18-19
فتبعاً للقانون اليهودى كان لا بد أن يوقع إثنان على عقد الطلاق ، فكيف كان يريد تخليتها سراً؟ وهل الطلاق سراً يُعد من الطقوس اليهودية؟ وهل الرجل البار يطلق امرأته فى مثل هذه الظروف سراً؟ ألست معى أنه لو فعل ذلك لثبَّتَ الدليل عليها أن هذا الطفل غير شرعى؟ ألست معى أن نسبة مريم إلى رجل فى ظل هذه الظروف يمحى معجزة ولادة عيسى عليه السلام؟ فمن الذى له مصلحة فى ذلك إلا أحد أعداء يسوع؟
يقول متى (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 1: 18-20
ومعنى ذلك أن يوسف قد علم بحبل مريم خطيبته قبل أن يخبره ملاك الرب بذلك، فكيف اكتشف يوسف أنها حامل؟ أكيد بعد أن كبرت بطنها وظهر عليها أعراض الحمل. فلماذا لم يرسل الرب ملاكه ليخبر يوسف بهذا قبل إكتشاف هذا الحمل ، ويكون بذلك قد أنقذ أمه من الفضيحة أو العيش فى كرب وذلة حتى لا يعلم الناس بأمرها؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
39- وهل يجوز لزوجة الرب أن تتزوج أحد عبيده؟ وهل يجوز للرب أن ينتقى إمرأة عذراء مخطوبة ليولد منها؟ فلماذا لم يختر إمرأة عذراء غير مخطوبة ليولد منها؟ أم أراد أن يفضح إمائه المؤمنات؟ وحاشاه!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
40- لماذا فضَّل الرب أن يأتى من إمرأة يعتبرها نصف عمرها نجسة ولا يجوز الإقتراب منها؟
المرأة الحائض والنفساء فى التّوراة مخطئة وكالمصابة بالجذام أو الجرب إن لمستها أو جلست على مكان كانت هى قد جلست عليه تكون أنت أيضاً نجساً. وبهذا الحيض الذى يأتيها من عند الله ، (هذا تكوين وخَلق الأنثى) تكون خاطئة وعليها أن تتطهر من ذنبها هذا بعد أيام طمثها. أليس هذا ظلم للمرأة؟ لماذا تُحاسب على شىء لم تفعله ولم تكن شريكة فيه؟
(19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 25«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّاماً كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِساً فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.) لاويين 15: 19-30
ومعنى ذلك أنها عليها أن تقضى نصف عمرها واقفة ، لا تجلس ولا تنام ، لأن كل ما ستجلس عليه سيكون نجساً ، للمساء! وإن اقترح أحدكم أن يكون لها كرسياً مخصصاً أو سريراً مخصصا لهذا الوقت ، فلك أن تتخيل مدى الفضيحة التى ستكون فيها عند وجود أقرباء أو ضيوف بالبيت ، ولك أن تتخيل مدى الإحراج التى ستكون عليه بجلوسها منفردة معزولة ، الكل يفر منها ، ويبتعد عنها ، حتى لا يتنجس!
وقد كان اليهود لا يتركون زوجاتهم يخرجن للشارع لكى لا يتنجس المارة وخاصة المؤمنين منهم ، وكانوا يضعون سريرا أو خيمة للمرأة فى فناء البيت لتنام عليه قريباً من الكلب ، أثناء فترة طمسها ، وزيادة سبعة أيام عليه ، حتى تطهر، وكانت إذا لمست الكلب ، كان عليهم أن يحموه لأنه تنجس من لمسها إياه. وكانت القطط تهرب منها ، لأنها تعلم أنها لو لمستها امرأة ستستحم بالماء ، الأمر الذى تكرهه القطط!!
فلك أن تحكم على قوم حكموا بأن الكلب أنه أطهر من المرأة ، فهل هذا كلام الله؟ وهل هؤلاء أناس كرموا المرأة أم أهانوها؟
وعلى ذلك تكون عندهم فكرة المواصلات العامة فكرة فاشلة لأن الكل سيكونون أنجاس! أو على السائق أو الركاب تفتيش النساء تفتيشاً ذاتياً حتى يضمنوا عدم نجاستهم
وتقبل صلاتهم!
ولا يمكن للمرأة أن تبيع أو تشترى ، لأن النقود التى ستمسكها ستكون نجسة وستنجس من يأخذها، ولا يمكنها خدمة زوجها أو أولادها فى البيت!
ولا يصح لها أن تعمل بالطب أو التمريض أو الصيدلة ، وليس لها أن تعمل بالتدريس فأى تعقيد وإهانة أرادها هذا الكتاب للمرأة؟ أى إذلال يمكن أن يكون بعد ذلك للمرأة؟
وعلى هذا فإن هذا الدين لا يصلح لكل زمان وكل مكان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41- وهل قبل الرب أن يظل أربعين يوماً أو عدة سنوات نجساً عن طريق ملامسة أمه له وإرضاعه، وتغيير ملابسه التى تبول أو تبرز فيها إلى أن كبر واعتمد على نفسه؟
(1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا.) لاويين 12: 1-5
ولن تتوقف نجاسته على هذه الفترة فقط ، بل سيظل نجساً نصف عمره وهو صغير ، طالما ينام بجوار أمه أو ترضعه أو تنظفه ، أو تغير له ملابسه ، إلى أن يكبر ويعتمد على نفسه!!
ولك أن تتخل أن الرب ظل نجساً طوال رحلته إلى مصر وأثناء إقامته بها إلى أن اعتمد على نفسه ، بعد ما رجع إلى بلده!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
42- وهل جاء الرب من أمه المحملة بالخطيئة الأزلية ، بل صاحبة الخطيئة الأزلية، دون أن يحمل هو عن طريقها هذه الخطيئة؟
(11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدم: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 11-13
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ .. ..) رومية 5: 17
(كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
(وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
43- يقول متى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2:23 فما هو كتاب الأنبياء الذى كُتِبَت فيه هذه النبوءة؟ فهى لا توجد فى أى كتاب من كتب الأنبياء ، وبذلك يكون هذا الكتاب الذى بين يدى النصارى ليس من كلام الله وقد وقع فيه تغيير وتبديل!
أضف إلى ذلك تعليق الكتاب المقدس الألماني فى هامشه إنه لا يوجد في كتب الأنبياء أية إشارة إلى ذلك. هذا بالإضافة إلى أن مدينة الناصرة كانت من نصيب سبط زبولون بن يعقوب (يشوع19: 10-16) ، وأن الناصرة تقع فى قرى الجليل ، وأهلها كلهم من يهود السامرة ، والإتصال بينهم ممنوع.
ولو قَبِلَ يهود أورشليم نبياً من سكان السامرة ، فكيف سمحوا لسامرى من صغره بالمقام فى هيكل سليمان؟ وكيف سمحوا له بالتدريس فى معبدهم؟ أضف إلى ذلك أن عيسى عليه السلام من سبط يهوذا ، وأبناء هارون الذين منهم عيسى عليه السلام مكان سكناهم كان فى أرض اليهودية مع سبط يهوذا ، فمن الذى أسكنه الناصرة وأخرجه من أرض عشيرته؟ مع الأخذ فى الإعتبار أنه بين المكانين آلاف الأميال وسفر أيام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
44- لماذا لم يُشر باقى الإنجيليين إلى ميلاد عيسى عليه السلام؟ فلم يتعرَّض لهذا الموضوع غير متى ولوقا وسكت الباقون عنه. ولا يُعلَم سبب ذلك ، أكان خشية منهم من الخوض فيه خوفاً من سُخرية اليهود، أم عن عمد تكتَّموا معجزة ميلاد عيسى عليه السلام من أمه العذراء البتول، أشرف نساء العالمين، وأخفوها لإلصاق تهمة الزنى بأمه.
ففى لوقا كتب: (وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي) لوقا 3: 23. فهذا رأيه الشخصى الذى أخذه من البيئة التى كان يعيش فيها ، وهذا التعبير يثبت أن هذا الكلام ليس وحياً من عند الله ، ويُصدِّق لوقا فى قوله إنه كتب هذا الخطاب الشخصى لصديقه ليُعلمه ثاوفيليس بأمور معينة كما قال فى إفتتاحية إنجيله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
45- بالنسبة للفقرة 18 من الإصحاح الأول لمتى: (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) فيقول فيها التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 75: (لم يوجد اسم يسوع فى بعض الترجمات ، ومن المرجح أن يكون هذا هو الأصل.
ومعنى هذا أنه تم تحريف هذه الفقرة بالزيادة. ومعنى هذا أيضاً أن المخطوطات التى يتشدق بها النصارى تختلف عن بعضها البعض ، وهذا يدل على أنه غير موحى بها من الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
46- وبالنسبة للفقرة 22 و23 من متى فى إصحاحه الأول: (22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).) فيقول فيها التفسير الحديث للكتاب المقدس ص 75 (هذا بالإضافة إلى أن ما جاء فى مت 1: 22-23 متضمناً نبوة إشعياء ، ومن الجلى أنه كان إضافة توضيحية للقصة ، والتى كانت تتدفق بسلاسة من (مت 1: 21-24) دون هذين العددين (22 ، 23) ولم تكن وليدة إيحاء منهما).
وهذا اعتراف آخر بالزيادة فى النص المنسوب لمتى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
47- هل يُعقل أن يأتى الرب من نسل تكون فيه عائلته ما بين الزانى والكافر واللص؟ وهل إله بهذه العائلة من شأنه أن يحترمه الناس أم يحقرونه؟ وعلى الأخص فى بيئة يهودية تضع اعتبارات كبيرة جداً لعملية النسب ، اعتبارات جعلت كاتب إنجيل متى أول ما يهتم به هو النسب!!
وهل هذا النسب يضيف للإله قداسة على قداسته أم يلسب ما تبقى له من قداسة؟
اقرأ: جد الرب يعقوب ينهب ويسرق: (27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ.) (يشوع 8: 27)
اقرأ: جد الرب يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين الإصحاح 27)
اقرأ: جد الرب يعقوب يشترى النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس: (29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 29-34
اقرأ: جد الرب يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30) ؛ ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين (لاويين 18: 18)
اقرأ: شكيم يزنى بابنة جد الرب يعقوب (دينة) (تكوين 24: 20)
اقرأ: جد الرب إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: “11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. (تكوين 12: 11-16)
اقرأ: جد الرب إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (1وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. 2وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْلٍ». 4وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا. فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ أَيْضاً نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». 8فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الْغَدِ وَدَعَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ فِي مَسَامِعِهِمْ. فَخَافَ الرِّجَالُ جِدّاً. 9ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟ أَعْمَالاً لاَ تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي!». 10 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا رَأَيْتَ حَتَّى عَمِلْتَ هَذَا الشَّيْءَ؟» 11فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفُ اللهِ الْبَتَّةَ فَيَقْتُلُونَنِي لأَجْلِ امْرَأَتِي. 12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.) تكوين 20: 1-12
اقرأ: جد الرب إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
اقرأ: جد الرب لوط ابن أخى جده إبراهيم يسكر ويزنى بابنتيه وينجب منهما: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38 ، فلوط هو ابن "هارون" أخى إبراهيم الأصغر ولعلاقة النسب انظر أيضاً ( تكوين 11: 27 و 31 و 12: 5).
اقرأ: جد الرب يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة أبنائه: (تكوين الإصحاح 38).
اقرأ: جد الرب موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى): يقول سفراللاويين 18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛ إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
اقرأ: الرب يأمر جده موسى بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) (خروج 3: 22 ؛ خروج 12: 35-36)
اقرأ: جد الرب داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
اقرأ: جد الرب داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
اقرأ: رب الأرباب ينتقم من جده داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12!!!
اقرأ: جد الرب ناثان يتآمر مع أمه ويكذبان وينصبان على أبيهما داود لإختيار سليمان نبياً: (ملوك الأول 1: 11-31)
اقرأ: جد الرب هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6)
اقرأ: جد الرب داود يُسمِّى ابنه (بعليا داع أى بعل يعرف) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 14: 7 ويُسمَّى أيضاً (أليادع أى الله يعرف) أخبار الأيام الأول 3: 8
اقرأ: جد الرب يوناثان يُسمِّى ابنه (مرى بعل) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 8: 34 و 9: 40
اقرأ: جد الرب سليمان يعبد الأوثان: 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. (الملوك الأول 11: 9-10)
اقرأ: جدة الرب سليمان مقلة ابنة أبشالوم عملت تمثالاً لسارية: (ملوك الأول 15: 13 و أخبار الأيام الثانى 15: 16)
اقرأ: جد الرب آحاز يعبد الأوثان:(ملوك الثانى16: 2-4،وأيضاً أخبارالأيام الثانى28: 2-4)
اقرأ: جد الرب يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)
اقرأ: جد الرب بعشا بن يربعام يعبد الأوثان (ملوك الأول 15: 33-34)
اقرأ: جد الرب أمصيايعبد الأوثان (أخبار الأيام الثانى 25: 14)
اقرأ: نبى الله يعقوب يصارع الرب ويهزمه: (تكوين 32: 22-30)
اقرأ: نبى الله حزقيال يأمره الرب أن يمشى حافياً عارياً: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً.) حزقيال 20: 2
اقرأ: نبى الله موسى لم يختن ابنه: (خروج 4: 24-26)
اقرأ: نبى الله داود يقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .
هذا بالإضافة إلى زانيات مجدهن كاتب إنجيل متى على أنهن من عائلة الرب!! فترى لماذا؟ وماذا سوف يترتب على تكريم هؤلاء الزانيات؟ وماذا سيترتب على حلول الرب على أمه لينجب منها؟ وهل زنى المحارم الذى انتشر فى أوربا كانت هذه القصص سبباً من ضمن الأسباب التى أدت إليه؟
بالله عليكم كيف يكون أسلاف الرب زناة ، مطرودين من رحمة الله ، مستوجبين القتل أو الرجم؟
يقول الكتاب: (5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ.) متى 1: 5
ويقول يشوع عن راحاب: (فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ.) يشوع 2: 1
ويقول الرب عن (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2
فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل زنى؟
ويقول الكتاب: (وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ.) متى 1: 5
وراعوث هى راعوث الموابية (راعوث 4: 5)
ويمنع الكتاب دخول الموابيين والعمونيين فى جماعة الرب نهائياً: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل العمونيين؟
ويقول الكتاب: (7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ.) متى 1: 7
ويقول سفر ملوك الأول عن العمونيين: (وَأَمَّا رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَمَلَكَ فِي يَهُوذَا. وَكَانَ رَحُبْعَامُ ابْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الرَّبُّ لِوَضْعِ اسْمِهِ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ.) ملوك الأول 14: 21
وعلى ذلك فنسل سليمان كلهم بما فيهم يسوع محرومون من الدخول فى جماعة الرب: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
سليمان كافر عابد للأوثان: (وكان فى زمان شيخوخة سليمان أن نساءَه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب) ملوك الأول 11: 4 وعقوبة المرتد الرجم حتى الموت (تثنية 13: 6-10)
فكيف دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل العمونيين؟
هؤلاء هم أجداد الرب ، الذى فضل أن يُخلِّدهم ويجعلهم المثل الأعلى!!
هؤلاء هم أجداد الرب ، الذى فضل أن تكون عائلته زناة وأولاد سفاح أو مطرودين من رحمة الرب!
ترى لماذا فضَّل الرب الرذيلة عن الفضيلة؟ هل لإفساد البشرية؟ أم أن كاتب هذه الكلمات والأفكار إنسان يحارب الله القدوس ويمهد لعبادة الشيطان وانتشار الزنى والرذيلة فى الأرض؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
48- يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 29: (اعتقد اليهود أن الروح القدس لا يقدم حق الله للبشر فحسب ، بل إنه أيضاً يعين البشر على تمييز الحق عندما يرونه أو يسمعونه).
وعندما نسمع من النصارى أن البابا عنده الروح القدس ، وهو يهب الروح القدس للقساوسة والرهبان الجدد ، نعلم أننا نقف أمام أناس عصمهم الروح القدس هذا من الزلل ومن الأخطاء ، لدرجة أنه يملكون حق غفران خطايا باقى البشر.
إلا أن الواقع يخبرنا عن ارتكاب البابا وأساقفته وقساوسته العديد من الفضائح الجنسية واللا أخلاقية ، نذكر منها ما ذكره التاريخ:
وفى صفحة 137 يقول ديشنر: (وبسبب الانتشار الكبير للعهارة التى يمارسها رهبان المسيحية وراهباته وقساوسته ، هدَّدَ مَجمَع ترينت كل من يدخل دير النساء بدون تصريح كتابى من الأسقف بأنه سوف يُطرَد من الكنيسة ويُحرَم منها. حتى الأسقف نفسه لم يُسمَح له بالتواجد فى دير النساء إلا فى حالات
إستثنائية ، وبمصاحبة بعض رجال الدين الأكبر سناً منه.)
وفى صفحة 141 وتحت عنوان (وما الأديرة إلا مواخير للدعارة) يقول ديشنر: (لقد كان يوجد منذ عصر الملك كارل [شارل] الأكبر راهبات (محجبات (كُنَّ يتقاضين أجوراً نظير ممارسة الزنى [أى عاهرات] ، لدرجة أن القيصر حرَّمَ على الراهبات التجوال والزنى ، وأمر بمراقبتهنَّ.)
(وأمر مجمع آخر بعد ذلك بقليل أن أديرة النساء أصبحت أقرب ما تكون لبيوت الدعارة منها لأديرة ، وكان هذا التشبيه شائعاً فى القرن التاسع.)
(وقد فاقت بعض الأديرة بيوت الدعارة فى المجون ، فقد صرَّحَ منسق الشئون الخارجية للكنيسة الكاثوليكية جيرهو فون رايشرسبرج (1093 - 1169) "إن مايظهر
فى النهار ليكفى أن يوصف بالإنحطاط".)
كما ترفَّعَ أحد رجال الدين القريبين من البابا بينيدكت الثالث عشر عن وصف ما يحدث داخل أديرة الراهبات ، إلا أنه قال: "إن حيائى ليمنعنى من وصف الحالة المردية التى وصلت إليها الراهبات."
(وكان ممارسة الجنس بين الأمراء والراهبات شائعاً فى إنجلترا ـ البلد التى كان معظم بنات الطبقة العليا يَنخَرطنَ فى سلك الرهبنة.)
ويواصل رجل الدين المعاصر للبابا بينيدكت الثالث عشر قوله: (كما كان المسافرون يستمتعن بممارسة الجنس مع الراهبات فى أديرة الراهبات الرومانية ومازال يحدث هذا فى أيامنا هذه ، وهو حسن ضيافة ، تعارفت عليه بيوت الدعارة. بل أكثر من ذلك أن بيوت الراهبات قد تحولت منذ زمن بعيد إلى "أوكاراً رسمية لممارسة الرذيلة" وقد استُخدِمَت فى أحيان أخرى كـ "مواخير للدعارة" ظاهرة للعيان.)
ويُشير الأسقف فون تورناى قائلاً: (إن مثل هذه الفضائح لو نُشِرَت فى كتب لوسعتها فقط مكتبة من المكتبات العامة.)
(وتشتكى القديسة السويدية بريجيت (1303 - 1373) أن بوابة دير الراهبات مفتوح ليل نهار لرجال الدين والقساوسة الكاثوليك ، وكان يتم طرد الكثير من المؤمنات من أماكن عديدة إلى إيطاليا ، بسبب تحول ديرهم إلى بيت دعارة. الأمر الذى دعا الأسقف إيفو فون شارترز أن يقول عن دير سانت فارا St. Fara: "لا تقل عنه أماكن للراهبات المؤمنات ، ولكن قل بيت دعارة للشيطانات.)
وتقول القديسة (كاترين السينائية) كما نقله صاحب كتاب (قصة الحضارة ج 21 ص 85): (إنك أينما وليت وجهك ـ سواء نحو القساوسة أو الأساقفة، أو غيرهم من رجال الدين أو الطوائف الدينية المختلفة ، أو الأحبار من الطبقات الدنيا أو العليا ، سواء كانوا صغاراً فى السن أو كباراً ـ لم تر إلا شراً ورذيلة تزكم أنفكَ رائحة الخطايا الآدمية البشعة. إنهم كلهم ضيقوا العقل ، شرهون .. تخلوا عن رعاية الروح .. اتخذوا بطونهم لإلهاً لهم ، يأكلون ويشربون فى الولائم الصاخبة ، حيث يتمرغون فى الأقذار ويقضون حياتهم فى الفسق والفجور.) (موقف الإسلام والكنيسة من العلم ص 103)
ويصف (ماستشيو) الرهبان بأنهم (خدم الشيطان ، مُنغمسون فى الفسق واللواط والشره وبيع الوظائف الدينية ، والخروج عن الدين ، ويقر بأنه وجد رجال الجيش
أرقى خُلقاً من رجال الدين.)
ويذكر ديورانت: أن سجل الأديرة احتوت على عشرين مجلداً من المحاكمات بسبب الإتصال الجنسى بين الرهبان والراهبات.
ناهيك عن فضيحة الراهب برسوم بدير المحروق بأسيوط ، والتى نشرتها جريدة النبأ، والتى قالت عنه أنه زنى ب 5000 امرأة وفتاة فى الدير وخارجه.
يقول ديشنر صفحة 139 : (كان يعيش فى المنازل التى تبرع بها جيلبرت فون سيمبرلنجهام عام 1148 عدد 700 من الرهبان وعدد 1100 من الراهبات ، وقد تم الفصل بينهم بجدار به شبابيك متحركة ، بلغ طول الشباك أصبع اليد وبلغ عرضه الإبهام ، وذلك حتى لا يتمكن الفرد منهم أن يرى الآخر ، عند تخاطبهم سوياً ، ومع ذلك قاموا أيضاً بحراسة المكان من الداخل بإثنين من الراهبات ، ومن الخارج بأحد الرهبان ، وتم الفصل بينهم وقت إلقاء المواعظ وأثناء الطواف بالصليب بمفارش تم تعليقها للحيلولة بينهم ، كما لم يُسمَح للراهبات بالغناء فى الكنيسة حتى يتجنبوا الخطر المحتمل من هذا الجانب ، وعلى الرغم من كل هذا أصبحت تقريباً كل القديسات العذراوات من السيدات منتفخات البطن فى انتظار ولادة أطفال سفاح ، وبعد ذلك تخلصن من أجنتهم .. .. وبهذا اتضح وقت الإصلاح الكنسى سبب وجود عظام أطفال صغيرة مدفونة فى أديرتهم وأحيانا فى تلك الأماكن اللآتى اعتدن فيها قضاء حوائجهم.)
الأمر الذى دفع لوثر فى إصلاحه الذى قام به وأسفر عن إنقسام الكاثوليكية إلى بروتستانتية وكاثوليكية إلى أن يقول: قد يكون الرجل المتزوج أكثر عفة من الراهب، كما أن فرض التَّبَتُّل على الذين لم يُمنَحوا نعمة العفة ، إنما هو بمثابة الحكم عليهم بجهنم ، أو بتذوق عذاب المطهر.
فلا يحق للبابا [والكلام مازال للوثر] بعد اليوم أن يمنع ذكراً أو أنثى من التزاوج ، إلا إذا كان يحق له منع الطعام والشراب. بل إن الزواج بامرأتين قد يُسمَح به أيضاً ، كعلاج لاقتراف الإثم ، أى كبديل عن الاتصال الجنسى غير المشروع)
R. Bainton: Sex, Love and Marriage, pp. 83-85
(نقلاً عن تعدد نساء الأنبياء ص 158)
فإذا كانت القس أو الراهب أو البابا عنده هذه الروح القدس الناجية والمنجية ، فلماذا عملوا أعمال الشياطين؟
إذن فالروح القدس هو كما عرفه وليم باركلى فى تفسيره لمتى ص 28: حيث قال: (الروح القدس هو الذى يقدم الحق الإلهى للبشر ، فهو الذى يعطى الأنبياء رسائلهم ، وهو الذى يعلم رجال الله ماذا يفعلون) إذن فهو ملاك الله ، الذى يرسله للأنبياء لتبليغ رسالته إليهم. وهو الذى جاء لمريم ليخبرها برسالة الله لها ، أنها ستحبل دون أن يمسسها بشر ، وتلد ابناً يُدعى يسوع ، يرسله الله عندما يكبر لشعبه فقط وليس للعالمين: (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
49- أما بالنسبة لقول لوقا فى 3: 38 إن (آدم ابن الله) ، فقد تلاعبت فيها التراجم وجعلتها (آدم الذى من الله) لكى يكون يسوع وحده هو ابن الله ، وبدلاً من أن يصبح معنى البنوة لله التقوى والصلاح ، يصبح معناها البنوة من الحقيقية من الجسد. فانظر إلى تلاعب الكنيسة بالكتاب الذى تطلق عليه كتاباً مقدساً!!
فتقول الترجمة العربية: (38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ.)
وترجمة Luther لعام 1545 أن آدم ابن الله ولم تتغير الترجمة فى نفس الطبعة لعام 1984 وفى ترجمة Webster لعام 1833، وكذلك فى ترجمة AMP وترجمة RSV:
der war ein Sohn des Enos, der ein Sohn Seths, der war ein Sohn Adams, der war GOttes.
وترجمة ال Einheitsübersetzung الحديثة جعلتها (آدم الذى من الله) ووضعها بين قوسين: Enosch, Set, Adam; (der stammte von) Gott.
وفى ترجمة ال Gute Nachricht الحديثة رفع القوسين وأصبحت من النص:
38 Enosch, Set, Adam - und Adam stammte von Gott.
راجع هذا على الموقع الآتى: http://www.diebibel.de/
هذا على الرغم من وجود الفقرات العديدة فى الكتاب المقدس التى قصد بها أن البنوة لله هى أن تكون من الأتقياء ، الأبرار ، المؤمنين ، أهل الجنة:
1- تثنية 14: 1 (أنتم أولاد الرب إلهكم)
2- مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
3- خروج 4: 22-23 (22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ».)
4- إرمياء 31: 9 (لأنى صرتُ لإسرائيل أباً , وأفرايم هو بكرى)
5- هوشع 1: 10 (10لَكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ.)
6- متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
7- لوقا 20: 35-36 (35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.)
8- متى 5: 44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ .. .. ...)
9- لوقا 6: 35-36 (35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. 36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.)
10- يوحنا 1: 12 (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.)
(وأخيراً جاءت الحقيقة صارخة على لسان بعض النقاد المسيحيين الشرفاء أمثال "فنتون" و "كارير" كما نقل "آدم كلارك" عن "هارمرسي" قوله: "كانت أوراق النسب تحفظ في اليهود حفظأجيداً، ويعلم كل ذي علم أن متى ولوقا اختلفا في نسب الرب (السيد) اختلافاً تحير فيه المحققون من القدماء والمتأخرين وهذا ما يربك الأسا قفة".!) نقلاً عن الأستاذ هريدى من تفسيره للإصحاح الأول لمتى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
50- من الأدلة الأخرى البينة على أن هذه الأناجيل كتبتها أكثر من يد ، وغيرت ، وأحلت ، وأبدلت بما يتفق مع هواهم هو اعتراف لوقا فى بداية إنجيله أن يسوع ومريم من سبط لاوى ، ومن نسل هارون بن عمران: (5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.) لوقا 1: 5 ، ولا يمكن أن تكون اليد التى اعترفت بأنه من نسل هارون كأمه ونسيبتها ، أن تكون هى نفس اليد التى كتبت بعد ذلك أنه ابن داود!!!
وهذا ما يؤكده علم النقد الحديث اليوم.
نص الكتاب المقدس الأصلى
1 - يقول دكتور روبرت كيل تسلر: “عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه "النص الأصلي" [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى”.
2 - هذا “النص الأصلي” لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب (كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد)، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة (حوالي 1500 مخطوطة ـ هولتسمان صفحة (32))، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس.
3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !
اقرأ إن شئت اعتراف لوقا فى هذا الشأن: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4 فأين هذه الكتابات التى تُنسب لعيسى عليه السلام والتى سلمها الذين كانوا منذ البدء معاينين وخُدَّاماً للكلمة؟
أما المخطوطات التى لدينا قد كتبت (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا. .
4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس (فيؤكد الدكتور روبرت كيل تسلر قائلاً: إنه ليس لدينا مطلقاً أية كتابات أثرت عن يسوع حيث إنه لا إختلاف على أن يسوع لم يخلف لنا شيئاً مكتوباً ، وربما لا يعرف الكثيرون أن الحواريين أيضاً لم يكتبوا شيئاً مطلقا باستثناء القليل من الفقرات ، حتى بولس نفسه لم يكتب لنا شيئاً.) وما لدينا هي فقط نسخ منقولة.
5 - فُقِدَ العديد من “المخطوطات الأصلية” وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول.
6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000 إلى 100000) ، بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39).
وفي بحث لاهوتي نشرته صحيفة Tagesanzeiger لمدينة زيوريخ السويسرية بتاريخ 18/2/1972 ذكر فيه وجود ربع مليون إختلاف.
إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklopädie “تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل /دوبشوش صفحة 42).
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص “يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!” ، ( صفحة 577 ) ، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن “نص أصابه التخريب بصورة كبيرة” (صفحات 578، 579، 591) ، وعن “أخطاء فادحة“ (ص 581)، وعن “إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة“ [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).
وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابيهما “إختلافات مُربكة في النصوص“ (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).
ويعترف شميث بوجود الأخطاء فى الكتاب المقدس إلا أنه يحاول تجميل الكتاب قليلاً فيقول: “وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة” (أيضاً شميث صفحة 39). فهذا القول يجعلنا نُجزم بأنه لا يعرف معنى كلمة كتاب مقدس ، فكيف يكون كتاب الله ، ووحى الله ، وكلمة الله وهو يحتوى على كل هذه الأخطاء ، التى عددها البعض بربع مليون خطأ؟
7 - لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .
ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح (Realenzyklopädie ) ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة.
(إرجع في ذلك إلى " Synopse "لهوك ليتسمان" Huck-Lutzmann " صفحة (11) لعام 1950)
وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
وينهي القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس.
وتقول دائرة المعارف البريطانية: “إن النسخ الأصلية (الإغريقية) لكتب العهد الجديد فنيت منذ مدة طويلة، (وفيما عدا بعض بقايا من صعيد مصر) وإن كل النسخ التى استخدمها المسيحيون فى الفترة التى سبقت مجمع نيقية قد غشيها نفس المصير.”
وتواصل دائرة المعارف البريطانية: “ومما يجب ذكره ، أنه حتى اختراع الطباعة لم يكن قد تم الوصول إلى اتفاق كامل فى أى من نصوص العهد الجديد: الاغريقية أو اللاتينية.
يقول نستل (صفحة162) “يتحدث آباء الكنيسة بجانب التحريفات أيضاً عن "الإضافات" و "التدنيس" و "التشويه" و "الكشط" و"القص" و "الإزالة" و "التخريب" (وبصورة تهكمية) عن "التحسين" و "التعديل" و "الطمس". كذلك يتحدث نستل عن عدم ثقة أحد في الآخر داخل الكنيسة (صفحة 162) ، وقد أضاف هنا أيضاً ملاحظته القائلة: "إنه لمن الجدير بالملاحظة أن هذا الإتهام لا يقع وزره على المارقين فقط".”
أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة ( ! ) لأسباب عقائدية ( صفحة 229 وأيضاً 234 ).
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [ أجزاءً أخرى ] أو غيروها تماماً.
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً : "إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" ( صفحة 38 ).
ويقول هولتسمان : "لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ).
كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية (جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458) أن الكتاب المقدس يحتوي على "تصحيحات مفتعلة" تمت لأسباب عقائدية ويشير بذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً"].
ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك".
كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد من التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة.
وعلى ذلك فقد ظهر العديد من المواقع المختلفة التي قام بتصحيحها أحد المصححين في شكل مخالف تماماً لما قام به مصحح آخر، أو أعاد تصحيحها وهذا يتوقف على عقيدة المدرسة التي يمثلها.
وعلى أية حال فقد ظهرت فوضى تامة في النص وإضطراب لا يمكن معالجته نتيجة التصحيحات المختلفة وأيضاً الطبيعية مثل (تعدُّد الحذف والتصحيح والتوفيق).
لذلك يعلن كيزيمان أن كل المحاولات التي ترمي إلى قراءة وصفية لحياة يســوع من الأناجيل فهي بائنة بالفشل، حيث تنعدم الثقة في التواتر لأبعد درجة يمكن تخيلها (صفحة 233).
وعلى ذلك نجد أن تلك الفقرات كاملة أو أجزاء من الكتاب المقدس التي يعلن عنها علم "الكتاب المقدس" قد كتبت بعد ذلك ، وهذا ما أكده على سبيل المثال "الكتاب المقدس" طبعة زيورخ الشعبية في العديد من المواضع ، وهذا يعني أن مثل هذه المواضع قد أضافها كُتَّاب آخرون في سهولة ويسر [مثل مرقس 16 : 9 - 20]
والجدير بالذكر في موضوع التحريفات هذا ولتجنب تكرار هذه المقولة نذكر الآتي : يُجمع علماء اللاهوت اليوم على أن أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس لم يكتبها المؤلفون الذين يُعزى إليهم أسماء هذه الكتب.
-
51- وعلى ذلك يتبقى لنا فى هذا الإصحاح التحقق من نبوءة متى التى اقتبسها من إشعياء ، ونرى مدى تطابقها على يسوع!
نبوءة عمانوئيل
من دلائل ألوهية يسوع عند النصارى نبوءة أشعياء التى تقول: (14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ".) إشعياء 7: 14، فقد سماه عمانويل ، أي الله معنا.
ويرون تحقق هذه النبوءة في المسيح كما بشر الملاك يوسف النجار خطيب مريم (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).) متى 1: 18-23، فتسميته الله معنا دليل - عند النصارى - على ألوهيته.
ونقول: أولاً-
كان اليهود يسمون أنبياءهم وأنفسهم بالصيغة التى تنتهى ب (ئيل) ، وهى تعنى إله إسرائيل مثل إسماعيل أى قد سمع الله (استجاب) ، وإسرائيل أى السائر إلى الله ، وكذلك هناك أسماء ملائكة معروفة مثل: جبرائيل وعزرائيل. والخلاصة أن كلهم عبيد منسوبين إلى الله وكذلك اسم عمانوئيل التى تعنى مع الله. والذى يكون مع الله ، يكون فى معية الله وحفظه. فهل من نصفه أنه مع الله يصير هو الله؟ فهذا الاسم وما شابهه لا يفيد ألوهية أصحابها ، إذ كثير مثله ورد في باب التسمية غير المذكور أعلاه ، مثل:
إسماعيل وهذا الاسم العبراني، ومعناه: "الله يسمع"،
صموائيل وهذا الاسم العبرانى يعنى: اسم الله
يموئيل اسم عبري معناه " الله نور " . وهو يموئيل بكر شمعون ابن يعقوب . وكان ممن نزلوا مع يعقوب إلى مصر ( تك 46 : 10 ، خر 6 : 15 ) .
صوريئيل اسم عبري معناه "الله صخر" ، وهو ابن أبيجايل ، وكان رئيساً لبيت عشائر مراري بن لاوي ، في البرية .
يهوناداب اسم عبرى معناه "الرب كريم"،
يهوصاداق اسم عبرى معناه " الرب يبرر "
ومثله يهوياقيم الذى معناه "الله يرفع"،
ويهوشع الذى معناه "الرب خلص"،
ويهوآحاز الذي معناه " قد حازه الرب " أو "أمتلكه الرب"
صدقيا ومعناه "الرب بار أو عادل"
يبرخيا اسم عبري معناه " الرب يبارك "
يبنئيل كلمة عبرية معناها " الله يبني "
يثنئيل أسم عبرى معناة " الله يعطى"
يجال اسم عبري معناه " هو ( الله ) يفدي "
يحزئيل اسم عبري معناه " الله يُفرِّح
يحزقيئيل اسم عبرى معناه " الله يُقوِّى
صفينا ومعناه "الرب قد كنز أو خبأ أو ستر"،
يحصيئيل أو ياحصئيل اسم عبري معناه "الله يرزق"
ياحلئيل اسم عبري معناه "ينتظر الله"
يازنيا أو يزنيا اسم عبري معناه "يسمع الرب"
يهوذا اسم عبرى يعنى "حامد الله"
ياقيم اسم عبري معناه "ليت الله يقيمه ، أو يثبته"
ياكين كلمة عبرية معناها { "الرب" يثبت }
أخزيا اسم عبري معناه "من يسنده الرب أو من يمسكه الرب" وهو اسم لملكين
يادون اسم عبري معناه "يقضي" أو "يدين" ، ومن المعلوم أنه لا يدين أحد إلا الله. فهل اتخذ اليهود (يادون) إلهاً من دون الله؟
ومن المعلوم أن الديَّان هو الله وحده ، كما تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة دينونة): (أولا :اللـه هو الديَّان: فالدينونة أساساً هي من حق الله فهو "ديان كل الأرض")
ويقول الكتاب المقدس:
(25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟») تكوين 18: 25
(2ارْتَفِعْ يَا دَيَّانَ الأَرْضِ. جَازِ صَنِيعَ الْمُسْتَكْبِرِينَ) مزامير 94: 2
(23وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ،) عبرانيين 12: 23
بل إن معنى اسم (أبيا) هو "أبي يهوه" أو "يهوه أب"
بل اسم ياهو اسم عبري معناه "يهوه هو (الله)"، وقد أُلحِقَ نفسه على عدة أسماء فى العهد القديم كما تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة ياهو) مثل:
1) ياهو بن عوبيد وأبو عزريا من سبط يهوذا (أخبار الأولى 2: 38).
2) ياهو العنا ثوثي أحد الأبطال الماهرين في رمي الجارة والسهام من القسي ، باليمين واليسار ، من إخوة شاول من سبط بنيامين ، الذين تخلوا عن شاول وجاءوا إلى داود وهو في صقلغ (أخبار الأولى 12: 3) ، وذلك قبل 1000 ق.م.
3) ياهو بن حناني الرائي من سبط يهوذا ، والأرجح أنه كان ابن حناني الرائى الذى وبخ آسا الملك لاستناده على ملك أرام ، ولم يستند على الرب (أخبار الثانى 16: 7) ولابد أن ياهو قد بدأ خدمته كنبي وهو صغير ، بتوبيخ بعشا ملك إسرائيل لسيره في طريق يربعام وجعله شعب إسرائيل يخطئون ، وأنذره بأن الرب سينزع نسله كما نزع بيت يربعام بن نباط (ملوك الأول 16: 1-7) وبعد نحو ثلاثين سنة ، نراه يظهر مرة أخرى ليوبخ الملك يهوشافاط ملك يهوذا لتحالفه مع أخآب الملك الشرير (أخبار الثانى 19: 2 و 3). وقد عاش ياهو بعد موت يهوشافاط ، وكتب تاريخ حياته (أخبار الثانى 20: 43) ، في نحو 879-850 ق. م.
4) ياهو بن يوشيبا من سبط شمعون ، وأحد زعماء بني شمعون الذين ساروا إلى مدخل جدور إلى شرقي الوادي ، ليفتشوا على مرعى لماشيتهم ، فى أيام حزقيا الملك ، وضربوا خيام السكان الأصليين وحرقوهم وسكنوا مكانهم (أخبار الأولى 4: 35-41) ، وذلك فى نحو 713 ق.م.
5) ياهو بن نمشي
أ - وهو الملك الحادي عشر من ملوك إسرائيل بعد انقسام مملكة سليمان . وهو ابن يهوشافاط بن نمشي (ملوك الثانى 9: 2) . ويسمى أحيانا " أبن نمشى " نسبة إلى جده
(ملوك الثانى 9: 19)
وغيرهم كثير… ولم تقتض أسماؤهم ألوهيتَهم.
ثانياً-
إن تسمية المخلوق إلهاً أو أباً فى الكتاب المقدس لا تجعله إلهاً على الحقيقة ، وقد أطلق لفظ الله على ملاك الرب ، ونبى الرب ، والشرفاء والأقوياء ، وعلى القاضى الشرعى، وما جعله أحد أبداً من الآلهة:
1- إطلاق لفظ الله على ملاك الرب:
ورد في سفر هوشع 12: 3-4 (3«فِي الْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ وَبِقُوَّّتِهِ جَاهَدَ مَعَ اللَّهِ. 4جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا.)
ورد في سفر التكوين 17: 1-22 (1وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً 2فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأُكَثِّرَكَ كَثِيراً جِدّاً». .. .. .. .. .. .. .. .. 22فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ صَعِدَ اللهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ.)
وكما ورد في سفر القضاة 13: 21-22 (21وَلَمْ يَعُدْ مَلاَكُ الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. 22فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!»)
وكما ورد في سفر التكوين 32: 28 (28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».)
كما ورد في سفر التكوين 32: 30 (30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».)
•كما ورد في سفر التكوين 35: 9-13 (9وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ أَيْضاً حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ. 10وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ. 11وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ. وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ. 12وَالأَرْضُ الَّتِي أَعْطَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ لَكَ أُعْطِيهَا. وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أُعْطِي الأَرْضَ». 13ثُمَّ صَعِدَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ)
وكل الألفاظ " الله " التي مر ذكرها تعني المَلَك كما فسرها بذالك المفسرون اليهود والنصارى أنفسهم.
2- إطلاق لفظ "الله" على القاضي الشرعي
•ورد في سفر الخروج 21: 5-6 (5وَلَكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي. لاَ أَخْرُجُ حُرّاً 6يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ.)
فقوله (يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ) أى إلى القاضي كما أتفق عليها مفسرو النصرانية واليهودية
ورد في سفر الخروج 22: 8 (8وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ.) فقوله إلى الله يعني إلى القاضي نائب الله
كما ورد في سفر الخروج 22: 9 (9فِي كُلِّ دَعْوَى جِنَايَةٍ مِنْ جِهَةِ ثَوْرٍ أَوْ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ ثَوْبٍ أَوْ مَفْقُودٍ مَا يُقَالُ: «إِنَّ هَذَا هُوَ» تُقَدَّمُ إِلَى اللهِ دَعْوَاهُمَا. فَالَّذِي يَحْكُمُ اللهُ بِذَنْبِهِ يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ بِاثْنَيْنِ.)
كما ورد في سفر صموئيل الأولى 2: 25 (25إِذَا أَخْطَأَ إِنْسَانٌ إِلَى إِنْسَانٍ يَدِينُهُ اللَّهُ. فَإِنْ أَخْطَأَ إِنْسَانٌ إِلَى الرَّبِّ فَمَنْ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ؟» وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ أَبِيهِمْ لأَنَّ الرَّبَّ شَاءَ أَنْ يُمِيتَهُمْ.)
وكل ألفاظ " الله " هنا تعني القاضي لأنه يقضي بشريعة الله وسلطانه
3- أطلقت لفظ "الله" على الشريف أوالقوي
كما ورد في سفر التكوين 6: 1-2 (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ.)
وورد في نفس سفر التكوين أيضاً أن أبناء شيت الأقوياء (أبناء الله) تزوجن ببنات قايين (بنات الناس) 6: 4 (وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً)
كما ورد في المزامير 29: 1 (1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً.)
وجاء في سفر أيوب 1: 6 (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ.) وفسروه بالشرفاء وبعضهم فسرها بالأقوياء
4- أطلقت لفظ " الله " على النبي
فقد ورد في سفر صموئيل الأولى 9: 9 (9سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ هَكَذَا كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْأَلَ اللَّهَ: «هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي». لأَنَّ النَّبِيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقاً الرَّائِيَ.) فذهابه ليسأل الله = ليسأل النبي
5- كما أُطلِقَ لفظ "إله هذا الدهر" على الشيطان:
(4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
كما أُطلِقَ لفظ أب على الوالد أو الجد ، وكذلك على الوزير ، وعلى الرئيس الدينى (الكاهن) ، وعلى الرئيس العسكرى ، كما أُطلِقَ على الله نفسه ،فهو أب لكل بنى إسرائيل ، وأب لداود وسليمان وأب لكل الأبرار والمؤمنين العاملين بشرعه، وكذلك أبٌ لليتامى:
1) فقد أطلق لقب أب على الوالد أو الجد أو الجد الأكبر أو رئيس السبط أو النبى:
(12وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَتَثَبَّتَ مُلْكُهُ جِدّاً.) ملوك الأول 2: 12
(10فَسَكَنَّا فِي الْخِيَامِ وَسَمِعْنَا وَعَمِلْنَا حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَانَا بِهِ يُونَادَابُ أَبُونَا.) أرمياء 35: 10
(15وَقَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً قَائِلاً: ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا فَتَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ. فَلَمْ تُمِيلُوا أُذُنَكُمْ وَلاَ سَمِعْتُمْ لِي.) إرمياء 35: 15
(26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ.) لوقا 6: 26
(53أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟») يوحنا 8: 53
(56أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ) يوحنا 8: 56
وتقول دائرة المعارف الكتابية (تحت كلمة أب):
(فأبو الشعب أو القبيلة هو مؤسسها، وليس من المحتم أن يكونوا جميعاً من صلبه، وبهذا المعنى قيل عن إبراهيم إنه أبو الإسرائيليين (تكوين 17: 11-14 و 57)
وفهم ذلك نفسه المعاصرون ليسوع ، واستخدمه يسوع نفسه بهذا المعنى: (37أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لَكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لأَنَّ كلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. 38أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ». 39أَجَابُوا: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ!) يوحنا 8: 37-39
كما كان إسحق ويعقوب ورؤساء الأسباط آباء بهذا المعنى.) (36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين 19: 36-38
2) كما أطلق لقب أب على مؤسس حرفة أو مُبدِع:
وتقول دائرة المعارف الكتابية (تحت كلمة أب): (كما أن مبدع أو مؤسس حرفة يعتبر
أباً لمن يعملون في تلك الحرفة (تكوين 4: 20-22).)
(20فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ الَّذِي كَانَ أَباً لِسَاكِنِي الْخِيَامِ وَرُعَاةِ الْمَوَاشِي. 21وَاسْمُ أَخِيهِ يُوبَالُ الَّذِي كَانَ أَباً لِكُلِّ ضَارِبٍ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ.) تكوين 4: 20-21
3) وأطلق لقب أب على وزير فرعون (بمعنى مراقب فرعون):
وتقول دائرة المعارف الكتابية (تحت كلمة أب): (أما كلمة "أب لفرعون" (تك 45: 8)، فهي كلمة مصرية معناها "مراقب" أو "وزير" لفرعون ، وقد نقلها الكاتب إلى العبرية بلفظها - وحسناً فعل - لكن المترجمين إلى الإنجليزية وكذلك إلى العربية ترجموها كما لو كانت كلمة "أب" العبرية بدلاً من نقلها كما هي أو ترجمتها إلى "وزير".)
فقد قال نبى الله يوسف عليه السلام: (وهوجلعني أبا لفرعون) التكوين 45: 8
4) كما أطلق لفظ أب على الرئيس الديني والعالمي:
ففي سفر القضاة: (فقال له ميخا أقم عندي وكن لي أبا وكاهنا وأنا أعطيك عشرة شواقل فضة في السنة وحلّة ثياب وقوتك. فذهب معه اللاوي. 11 فرضي اللاوي بالإقامة مع الرجل وكان الغلام له كأحد بنيه.) القضاة 17: 10-11
5) وقد يطلق لفظ أب ويراد به الرئيس العسكرى:
فقد وردَ فى سفر ملوك الثانى أن عبيد نعمان قائد جيش ملاك آرام قد حاولوا إقناعه أن يتطهَّر من برصه: (فتقدم عبيده وكلموه .وقالوا يا أبانا لوقال لك النبي أمراَ عضيماً أما كنت تعلمه فكم بالحريّ إذا قال لك أغتسل وأطهر)ملوك الثاني 5: 13
6) ولقد أطلق على الله أنه أب لكل إسرائيلى:
أ ) فقد ورد في سفر إشعياء: (وأنت يارب أنت أبونا نحن الطين وأنت جابلنا. وكلنا عمل يديك) إشعياء 64: 8
ب) كما ورد في سفر التثنية على لسان موسى عليه السلام خطاباَ لإسرائيل
(أليس هوأبوك ومقتنيك؟ عملك وأنشأك) التثنية 32: 6
ج) كما ورد في إشعياء على لسان إشعياء: (لأني صرت لإسرائيل أبا) إشعياء 63: 16
هـ) ووردَ فى سفر ملاخى 1: 6 (الابن يكرم أباه. والعبد يكرم سيده .فإن كنت أنا أبا فأين كرمتي. وإن كنت سيداَ فأين هيبتي؟ قال لكم رب الجنود)
و) (10أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟) ملاخى 2: 10
7) وقد أطلق على الله على أنه أبا لداوود وسليمان عليهما السلام:
فقد ورد فى مزامير 89: 26 (هو يدعوني أبي. أنت أهلي وصخرة خلاصي)
وفى صموئيل الثاني 7: 12 ، 13 ، 14 (أقيم بعدك نسلك الذي يخرج .. .. .. .. .. .. .. .. أنا أكون له أبا .وهو يكون لي ابنا)
وجاء فى أخبار الأيام الأولى 17: 13 (أنا أكون له أبا. وهو يكون لي ابنا)
وفى أخبار الأيام الأولى22: 10(هو يبني بيتا لاسمي وهويكون لي ابنا وأنا له أبا)
8) أطلق على الله في العهد الجديد أنه أب للمؤمنين الأبرار:
فقد ورد في إنجيل متى 23: 9-10 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
كما ورد في لوقا 6: 36 (36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.)
وورد أيضاً في لوقا 12: 29-31 (29فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا 30فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ. 31بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.)
وكذلك ورد فى متى 5: 44-48 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أبناء أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. .. .. 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
وورد في متى 6: 1 («احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
ورد في متى 6: 4 (فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
كما ورد في متى 6: 7-9 (لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ. .. .. .. 9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.)
وورد فى متى 6: 14-15 (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
وورد فى متى 6: 18 (18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
وورد فى متى 10: 20 (20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.)
وورد فى متى 18: 14 (14هَكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ)
كما ورد في رسالة بولس إلى أفسس 4: 6 (6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.)
كما وردَ فى رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكى 3: 13 (13لِكَيْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلاَ لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ، أَمَامَ اللهِ أَبِينَا)
9) وقد أطلقت بعض الأسفار على الله أنه أب لليتامى:
كما ورد في المزامير 68: 5 (أبوا اليتامى وقاضي الأرامل....)
10) كما سوَّى يسوع بينه وبين أتباعه النصارى وقتئذ في أبوة الله له ولهم:
كما ورد في يوحنا 20: 17 (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ)
11) ورد في أسفار العهد الجديد إطلاق إبليس على أنه أب لكل شرير:
فقد ورد في يوحنا 8: 33 (أنتم من أب هوإبليس .وشهوات أبيكم تعملوا)
وفى متى 13: 38 (الزرع الجيد هو بنو الملكوت. والزوان هم بنو الشرير)
12) كذلك أطلق لفظ الله على الشرفاء أو الأقوياء:
كما ورد في سفر التكوين 6: 1-2 (1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ.)
وورد في نفس سفر التكوين أيضاً أن أبناء شيت الأقوياء (أبناء الله) تزوجن ببنات قايين (بنات الناس) 6: 4 ((وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً))
كما ورد في المزامير 29: 1 (1قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً.)
وجاء في سفر أيوب 1: 6 (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ.) وفسروه بالشرفاء
ويُستنتَج من كل هذا أن لفظ أب أو إله هو تعبير مجازى للدلالة على تبعية العبد لربه وخالقه والعمل بمشيئته ، أو سيادة الشخص الذى أُطلِقَ عليه إله على شعبه أو عشيرته. وهو نفس التعبير المجازى ، الذى استُخدِمَ على الكفَّار أو المنافقين:
-
13) فقد أطلقت الأسفار لفظ ابن إبليس على العبد الشرير:
ورد في متى 23: 33 على لسان المسيح (33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟)
كما ورد في في أعمال الرسل 13: 10 (10وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟)
وورد في رسالة يوحنا الأولى 3: 8-10 (8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.)
14) كما كان كل الناس ينتمون لله ، فهم كلهم عبيده وأولاده:
كما ورد في سفر إشعياء 30: 1 عن بنى إسرائيل (1وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ يَقُولُ الرَّبُّ)
وورد في سفر آرميا 10: 20 (20خَيْمَتِي خَرِبَتْ وَكُلُّ أَطْنَابِي قُطِعَتْ. بَنِيَّ خَرَجُوا عَنِّي وَلَيْسُوا. لَيْسَ مَنْ يَبْسُطُ بَعْدُ خَيْمَتِي وَيُقِيمُ شُقَقِي.)
وفي سفر إشعياء 1: 2 (2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ.)
وفي إشعياء 63: 8 (8وَقَدْ قَالَ حَقّاً: «إِنَّهُمْ شَعْبِي بَنُونَ لاَ يَخُونُونَ». فَصَارَ لَهُمْ مُخَلِّصاً.)
وسفر التثنية 32: 19 (فَرَأَى الرَّبُّ وَرَذَل مِنَ الغَيْظِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ.)
وفى سفر التثنية 32: 6 (6هَل تُكَافِئُونَ الرَّبَّ بِهَذَا يَا شَعْباً غَبِيّاً غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَليْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ هُوَ عَمِلكَ وَأَنْشَأَكَ؟)
وجاء في متى 5/44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أبناء أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)
ويقول بولس في رسالته إلى رومية 8: 14 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.)
وفي رؤية يوحنا 21: 7 (7مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلَهاً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً.)
وفي متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
والمسيح نفسه عليه السلام فسر لكل نصارى لبنوة الله بأنه من يتشبه بالله في مقابلة الإساءة بالإحسان .وتعميم رحمته للأشرار وأبرار كما ورد في متى 5: 44-48 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أبناء أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. .. .. 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ)
ثالثاً-
لم يُدع عيسى عليه السلام قط عمانويل، ولم يعرف مطلقاً بين قومه أو معاصريه بهذا الاسم ، ولم نسمع فى سير الأولين أن تلاميذ عيسى عليه السلام نادوه مرة باسم (عمانويل). بل سمَّاه ملاك الرب نفسه (يسوع): (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
وإن دل ذلك على شىء ، فإنما يدل على الحرية التى كان يتصرف بها كاتبوا الأناجيل فى دس نصوص من العهد القديم ، يأخذونه من ذاكرتهم، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
1- ذكر متى أن شلتائيل ابن يكنيا ، وذكر لوقا أن شلتائيل ابن نيرى:
أ ) هل أبيهود ابن زربابل كما قال وحى متى؟ (متى 1: 13)
لا. فإذا راجعت ذرية زربابل فى العهد القديم فلن تجد بينهم أبيهود: (وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ 20وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ.) أخبار الأيام الأول 3: 19
ب) يقول لوقا: (زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ) لوقا 3: 27 فهل زربابل ابن شألتئيل؟
لا. زربابل ليس ابن شألتئيل بل ابن أخيه فدايا: (19وَابْنَا فَدَايَا: زَرُبَّابِلُ وَشَمْعِي.) أخبار الأيام الأول 3: 19
ج) هل ريسا ابن زربابل كما يقول لوقا؟: (رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ) لوقا 3: 27
لا. فبنو زربابل هم: (وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ 20وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ.) أخبار الأيام الأول 3: 19-20
وهذا يعنى أن كل من وحى متى ووحى لوقا قد أخطأ فى ذكر اسم ابن زربابل. ونفهم كذلك من سفر أخبار الأيام الأول أن شألتئيل مات بدون ذرية ، ولعل فدايا أخوه تزوج بامرأته وأنجب منها نسلاً لأخيه حسب الناموس ، فصار زربابل ابناً لشألتئيل دون أن
يعلم الرب أو الوحى ذلك فيوضحه حتى لا تُظَنُ الظنون فى زوجة شألتئيل.
د) يقول لوقا: (شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي) لوقا 3: 27 فهل هذا صحيح؟
لا. إن شألتئيل ابن يكنيا وليس ابن نيرى. (17وَابْنَا يَكُنْيَا: أَسِّيرُ وَشَأَلْتِئِيلُ ابْنُهُ) أخبار الأيام الأول 3: 17
هـ) ابن من شالح؟
قال وحى لوقا: (شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ) لوقا 3: 36 فهو ابن قينان عنده.
ويقول وحى العهد القديم: (18وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.) أخبار الأيام الأول 1: 18 و (13وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ بَعْدَ مَا وَلَدَ شَالَحَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.) تكوين 11: 13 فهو إذن ابن أرفكشاد وليس ابن ابنه.
و) هل وعد عيسى لليهود أن يعطيهم آية مثل آية يونان؟
نعم: (39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.) متى 12: 39-40
لا : (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!») مرقس 8: 12
وعلى ذلك فإن كل معجزات يسوع الأخرى التى فعلها تكون مدسوسة عليه باعتراف الكتاب المقدس ، ويكونوا قد افتروا عليه ، وحرفوا كتبه وتعاليمه.
والتلفيق يتضح أكثر فى الفقرة التى تلت نبوءة تسميته عمانوئيل: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.) متى 1: 20-25
لاحظ أن الجملة رقم (22 و23) دخيلة على سياق النص! فكيف يقول ملاك الرب (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) ، ثم يقول النبوءة (23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ») ، ثم يولد الطفل ويسمونه يسوع؟
رابعاً:
ما ورد في متى هي مجرد رؤيا منامية ليوسف النجار، لذا لا يعول عليها، فمن غير المعقول أن كل إنسان يحلم بشىء ما نصدقه ، ونأتى به. وإلا لكان الإله خروف بسبعة أرواح وسبعة أعين ، تبعا لرؤيا يوحنا اللاهوتى: (6وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خروفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.) رؤيا يوحنا 5: 6
وأيضاً: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخروفَ، وَالْخروفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا يوحنا 17: 14
خامساً:
القصة في سفر إشعياء تتحدث عن قصة قد حصلت قبل عيسى عليه السلام بعدة قرون، حين تآمر راصين ملك أدوم مع ملك مملكة إسرائيل الشمالية فقح بن رمليا على مملكة يهوذا الجنوبية وملكها آحاز، وقد جعل الله من ميلاد الطفل عمانوئيل علامة على زوال الشر عن مملكة يهوذا، وإيذاناً بخراب مملكة راصين وفقح على يد الآشوريين، وموت الملكين المتآمرين، يقول إشعياء: (10ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: .. .. .. 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». 15زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».17يَجْلِبُ الرَّبُّ مَلِكَ أَشُّورَ عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِيكَ أَيَّاماً لَمْ تَأْتِ مُنْذُ يَوْمِ اعْتِزَالِ أَفْرَايِمَ عَنْ يَهُوذَا. 18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ 19فَتَأْتِي وَتَحِلُّ جَمِيعُهَا فِي الأَوْدِيَةِ الْخَرِبَةِ وَفِي شُقُوقِ الصُّخُورِ وَفِي كُلِّ غَابِ الشَّوْكِ وَفِي كُلِّ الْمَرَاعِي. 20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً.)
(4لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ».) إشعياء 8: 4
فالنص يتعلق بأحداث حصلت قبل يسوع بعدة قرون، وذلك إبان الغزو الأشوري لفلسطين، فقبل أن يكبر الصبي ويميز بين الخير والشر يأتي ملك أشور فيسوق أعداء آحاز أسرى ، وهكذا كان.
وهذا النص الذي ذكره لوقا، وكذا النص الذي في إشعياء، قد تم تحريفهما عن الأصل ليصبحا نبوءة عن يسوع وأمه العذراء، وكانت الترجمات القديمة للتوراة مثل ترجمة أيكوئلا وترجمة تهيودوشن، وترجمة سميكس والتي تعود للقرن الثاني الميلادي، قد وضعت بدلاً من العذراء: المرأة الشابة، وهو يشمل المرأة العذراء وغيرها، وذلك أن اللفظ المستخدم بالعبرانية هو (عِلما) وليس (بتولا).
ويذكر العلامة أحمد ديدات أن النسخة المنقحة (R.S.V) والصادرة عام 1952م قد استبدلت كلمة العذراء في إشعياء بـ "الصبية"، ولكن هذا التنقيح لا يسري سوى على الترجمة الإنجليزية.
وإليك بعض من ترجمات (إشعياء 7: 14):
Darum wird euch der Herr von sich aus ein Zeichen geben: Seht, die Jungfrau wird ein Kind empfangen, sie wird einen Sohn gebären und sie wird ihm den Namen Immanuel (Gott mit uns) geben. [Einheitsübersetzung]
وفى هذه الترجمة تجد أن كلمة الله معنا (تحتها خط) وضعت بين قوسين ، أى إنها ليست من أصل النص العبرى ، وقد أضافها مؤلف إنجيل متى على أنها من النص الأصلى. وكما قلنا من قبل لا يوجد أحد سمَّى يسوع (عمانوئيل) لا الرب ولا ملاكه ولا أمه ولا أحد من معاصريه.
Darum wird der Herr selbst euch ein Zeichen geben: Siehe, die Jungfrau wird schwanger werden und einen Sohn gebären und wird seinen Namen Immanuel nennen. [Elberfelder]
Darum wird euch der HERR selbst ein Zeichen geben: (a) Siehe, eine Jungfrau ist schwanger und wird einen Sohn gebären, den wird sie nennen Immanuel* [Gute Nachricht]
Jetzt gibt euch der Herr von sich aus ein Zeichen: Eine Jungfrau wird schwanger werden und einen Sohn bekommen. Immanuel [2] wird sie ihn nennen. [Hoffnung für alle]
Therefore the Lord himself shall give you a sign; Behold, a virgin shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel. [KJV]
Therefore the Lord Himself shall give you a sign: Behold, the young woman who is unmarried and a virgin shall conceive and bear a son, and shall call his name Immanuel [God with us]. [AMP]
Therefore the Lord himself will give you a sign. Behold, a young woman shall conceive and bear a son, and shall call his name Imman'u-el. [RSV]
وهذه هى النسخة الوحيدة التى ذكرت أنها امرأة شابة ، وليست عذراء. ومن المعلوم أن المرأة الشابة سواء كانت عذراء أو متزوجة أو سبق لها الزواج من قبل ، يمكنها أن تحمل وتلد. وتقول نسخة (Zürcher Bibel) فى هامش تعليقها على هذه الكلمة إن الكلمة العبرانية تعنى (الناضجة) أى لا تعنى عذراء.
Therefore the Lord himself will give you a sign; Behold, a virgin shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel. [Webster 1833]
وكل هذا مسجل على موقع الإنترنت الآتى:
http://www.bibel-online.net
ولنعود إلى النص التوراتى فى إشعياء:
(10ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: 11"اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْقٍ". 12فَقَالَ آحَازُ: "لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ". 13فَقَالَ: "اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ". 15زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا".) إشعياء 7: 10-16
فهل ذكر النص العبرانى الذى يستشهد به متى كلمة (العذراء)؟ إن الكلمة المذكورة فى النص العبرى هى كلمة (علما) ، التى تعنى المرأة الشابة التى تزوجها إشعياء ، وشهد على عقد زواجهما أوريا الكاهن وزكريا بن يبرخيا: (1وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «خُذْ لِنَفْسِكَ لَوْحاً كَبِيراً وَاكْتُبْ عَلَيْهِ بِقَلَمِ إِنْسَانٍ: لِمَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. 2وَأَنْ أُشْهِدَ لِنَفْسِي شَاهِدَيْنِ أَمِينَيْنِ: أُورِيَّا الْكَاهِنَ وَزَكَرِيَّا بْنَ يَبْرَخْيَا». 3فَاقْتَرَبْتُ إِلَى النَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ. 4لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَدْعُوَ: يَا أَبِي وَيَا أُمِّي تُحْمَلُ ثَرْوَةُ دِمَشْقَ وَغَنِيمَةُ السَّامِرَةِ قُدَّامَ مَلِكِ أَشُّورَ».) إشعياء 8: 1-4
وعلى ذلك يكون عمانوئيل هو ابن إشعياء الذى بشر به الله نبيه فى إشعياء 7: 14. ويؤخذ فى الإعتبار أن هذه النبوءة لم يتخذها أحد من علماء اليهود مطلقاً كدليل على تجسد الإله ، أو دخول الإله الأكبر ، الذى لا يحده شىء ولا مكان فى هذا الكون ولا فى غيره ، فى رحم أمه أو ولادته الإعجازية فى زريبة للبقر ، أو تحديد إقامته أربعين يوما أسيرا للشيطان فى البرية ، أو أسيراً لليهود على الصليب ، أو خبيساً فى باطن القبر ، أو يحتويه كفن من الكتاب داخل قبر!! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. فهل فهم النصارى من لغة اليهود ودينهم ما لم يفهمه موسى والأنبياء من بعده ، وكذلك ما لم يفهمه اليهود أنفسهم؟
مرة أخرى الكلمة العبرية هى (علما) وليست (باتولا) التى يتخذها بعض المترجمين ، ليشيروا بها إلى مريم العذراء ، محرفين الكلم عن موضعه. والنصوص التى ذكرتها لخير دليل على ذلك.
بقى سؤال مهم كيف توصف زوجة إشعياء بالعذراء ، والعذراء بالعربية المرأة البكر التى لم تتزوج سواء شابة أم عجوز، ولكن فى العبرانية اللغة الأصلية للعهد القديم تعنى كلمة "علما" المرأة الشابة سواء متزوجة أو غير متزوجة، وقد ورد بالحواشى فى أسفل الصفحة فى الترجمة السبعينية المرادف لكلمة عذراء المرأة الصبية وزوجة الملك. وفى الموقع التالى على الانترنت وجد المعنى التالى عن الكلمة الأصلية العبرية "علما"
http://bible.crosswalk.com/Lexicons...gi?number=05959
`almah TWOT - 1630b Phonetic Spelling Parts of Speech al-maw' Noun Feminine Definition 1. virgin, young woman a.of marriageable age b. maid or newly married .
وكما يتضح من النص أن من معانى هذه الكلمة (الشابة حديثة الزواج) أو (المرأة الشابة) وليست العذراء بالمعنى المعروف اليوم. ويكون معنى النص ها هى امرأتك الشابة (التى تزوجتها حديثا) تحبل وتلد ابنا وعليك أن تسميه عمانوئيل.
وقد قام الأخ القذافى بالرد على هذا الموضوع رداً رائعاً موجود فى الرابط التالى:
http://www.alsouna.com/vb/upload/sh...=&threadid=1286
لقد وردت كلمة "علما" سبع مرات فى العهد القديم ومعناها بالعبرية شابة، وكاتب إنجيل متى كان معه نسخة يونانية وهى النسخة السبعينية وضع المترجم فيها كلمة "بارثينوس" أى عذراء باليونانية والنصارى دائما يقولون ارجع للنص الأصلى و لا تلتفت للترجمة والنص الأصلى عبرى وليس يونانى هنا ونحن نعود للنص الأصلى.
وهذه هى الترجمة الانجليزية للنص العبرى الاصلى من هذا الموقع :
http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt1007.htm
14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.
والترجمة ببساطة هنا هى المرأة الشابة وهى مرتبطة بنبؤة حدثت فى وقتها كما يظهر من الاصحاح الذى يليه:
واليك الآن تفصيل للمرات السبع التى وردت فيها كلمة "علما " العبرية فى العهد القديم وكلها بمعنى شابة أو شابات مرتين فقط من المرجح أن المقصود أنها شابة وعذراء .
وقد وردت فى الاعداد الاتية :
وردت فى التكوين 24: 4 و الخروج 2: 8 و المزامير 68: 25 و الأمثال 30: 19 و نشيد الإنشاد 1: 3 و 6: 8 وأشعياء 7: 14 .
وإليك الآن ترجمة كلمة علما فى النسخ الآتية للمقارنة:
ASV KJV NIV فان دايك
Maiden virgin maiden الفتاة
Maiden the maid girl الفتاة
Damsels damsels maidens فتيات
Maiden a maid maiden فتاة
Virgins virgins maiden العذارى
Virgins virgins virgins عذارى
وكما ترون فإن كلمة واحدة فى الأصل لا يستطيع المترجمون أن يتفقوا على معنى واحد لها. فكما ترى من الجدول أعلاه أن كلمة واحدة لها كل هذه المعانى بل ترجمها أحدهم خادمة فى نسخة الملك جيمس فلماذا نتمسك بمعنى واحد يوافق مزاج كاتب إنجيل متى. وفى الترجمة السبعينية وهى التى ينقل منها كاتب إنجيل متى ورد بالحاشية أن الكلمة تعنى المرأة الصبية أو زوجة الملك.
يعنى الأمر لا يخرج عن ترجمة غير دقيقة استغلها كاتب إنجبل متى ووجدها فرصة ليفبرك النبؤة على المسيح عليه السلام وهذا ما فعله هذا الكاتب كثيرا يعنى هو باختصار يكتب الانجيل وامامه العهد القديم النسخة اليونانية يبحث عن أى نص يشابه ما يكتب من العهد القديم ويربطه مع ما يكتب افتضح أمره هنا بسهولة لان الترجمة غير دقيقة.
وتأكيداً لكلامنا هذا نأخذ مرة أخرى نص سفر التكوين الذى ذكرت فيه كلما (علما) ونرى كيفية ترجمتها فى طبعة الشرق الأوسط:
(42فَجِئْتُ الْيَوْمَ إِلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ إِنْ كُنْتَ تُنْجِحُ طَرِيقِي الَّذِي أَنَا سَالِكٌ فِيهِ 43فَهَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ وَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَخْرُجُ لِتَسْتَقِيَ وَأَقُولُ لَهَا: اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ 44فَتَقُولَ لِيَ: اشْرَبْ أَنْتَ وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لِابْنِ سَيِّدِي.) تكوين 24: 43-44
والنص كما ترى الذى ذكرته أنت ليس به أى عذراء وهذه هى النسخة العربية ترجمة فان دايك.
أما نفس النص فى الترجمة الحديثة لـ (كتاب الحياة):
(42فَأَقْبَلْتُ الْيَوْمَ عَلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّبُّ، إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَرْجُوكَ أَنْ تُوَفِّقَ مَسْعَايَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قُمْتُ بِهَذِهِ الرِّحْلَةِ. 43هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَأْتِي لِتَسْتَقِيَ، وَالَّتِي أَطْلُبُ مِنْهَا أَنْ تَسْقِيَنِي بَعْضَ الْمَاءِ، 44فَتَقُولُ لِي: اشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الْفَتَاةَ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لابْنِ سَيِّدِي.) تكوين 24: 43-44 (ترجمة كتاب الحياة)
فلا يوجد فيها أى عذراء. أيضا كما ترى ولاحظ الاختلاف فى النص الاول "هى المرأة" و فى الثانى "هى الفتاة". وكما ترى الأمر لا رابط له ولا يصلح لأى استنتاج تبنى عليه عقيدة لأن الأمر يعتمد على مزاج المترجم ونواياه .
وهذه للمرة الثانية الترجمة الصحيحة من العبرية :
14 Therefore the Lord Himself shall give you a sign: behold, the young woman shall conceive, and bear a son, and shall call his name Immanuel.
وعلى هذا يصدق قول العلماء الذين صرحوا وأوضحوا أن متى كان يعتمد فى كتابة كتابه (الذى سمى إنجيلاً من بعد) على ذاكرته ، كما فبرك استشهادات من العهد القديم من ذاكرته لتصدق على عيسى عليه السلام ، وتؤكد مشابهته لموسى عليه السلام ، ليصبغ عليه صفة المسيَّا الرئيس ، وأنه هو المصطفى خاتم رسل الله.
ويكفى دليل على ذلك نبوءته المزعومة التى تقول: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23
فتقول الكتب المقدسة فى الحاشية تعليقاً على هذه الفقرة: (إن مثل هذه النبوءة لا وجود لها فى الكتاب المقدس كله) ، أمثال ذلك:
طبعة Zürcher Bibel, 1982
وطبعة Einheitsübersetzung, 1990
تم بفضل الله ونعمته وأشكر أخى الباحث الكبير eeww2000 على استفادتى من بحثه ومن بحث الأستاذ السلامونى (على ما أعتقد) فى تطعيم هذا البحث.
تقبله الله منهما ومنى وجعله فى ميزان حسناتنا كلنا ، وكل من أسهم فيه ولو بكلمة أو فكرة أو تشجيع أو قراءة أو محاورة مع غير المسلمين كانت عونا على هذا البحث!