-
ونعود مرة أخرى إلى الفقرة الأولى فى فرشة عبد الكريم .. يقول
وكل من أبى بكر ابن أبى قحافة التيمّى وعمر بن الخطاب العدوىّ وعدد من الصحابة على ذات الشاكلة أى لم يشهدوا مصحفًا.
ونعتقد أن الكاتب قد أخطأ فى تلك الجملة - وهذا بالطبع رأيى الشخصى والذى سأحاول عرضه عليكم بإذن الله –
كيف نتلمس العذر للكاتب فى ذلك ؟
من الممكن تلمس العذر للكاتب فى تلك المسالة ، إذا فرضنا جدلاً أن الكاتب نواياة حسنه وقصد بكلمة مصحفاً .. المصحف العثمانى الحالى .
فلا يوجد لدى أدنى شك فى أن أبى بكر الصديق (الخليفة الأول فى الإسلام) ، أو عمر (الخليفة الثانى فى الإسلام) وكل الصحابة قبل تولى عثمان ابن عفان (الخليفة الثالث فى الإسلام) قد شاهدوا المصحف .. وأقصد بكلمة المصحف ... (المجلد الواحد الذى جمعت فيه كل سور القرآن الكريم التى دونت فى عهد الرسول (ص))
وسنبرهن بإذن الله تعالى على صحة هذا الكلام
-
<div align="center">الجمع الثاني في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه.</div>
ما إن توفي رسول الله (ص) ، وانتقل الأمر إلى أبي بكر الصديق (ض) حتى ارتد كثير من العرب، ومنع كثير منهم ما كان يؤديه من الزكاة إلى رسول الله (ص) باعتبار الزكاة خراجًا أو ضريبة كانت مفروضة للنبي (ص).
وادعى بعض الأدعياء من العرب النبوة، فاضطلع أبو بكر بِمهمة قتال هؤلاء المرتدين ومانعي الزكاة ومدعي النبوة.
وكان من أعتى أدعياء النبوة مسيلمة الكذاب،(1) وكان قومه بنو حنيفة قد التفوا حوله واتبعوه.
وكان بنو حنيفة يسكنون اليمامة، فأرسل إليهم أبو بكر الصديق (ض) جيشًا بقيادة عكرمة بن أبي جهل، وأمده بشرحبيل بن حسنة، وانْهزم عكرمة أول الأمر، ثم جاءهم خالد بن الوليد بِمدد وقاد الجيش إلى النصر.
وكانت موقعة اليمامة سنة إحدى عشرة من الهجرة النبوية، وقُتِل فيها مسيلمة الكذاب، وكثير مِمَّن كان معه، لَمَّا حوصروا في الحديقة التي عرفت فيما بعد بِحديقة الموت، فقد قتل فيها من بني حنيفة نحو سبعة آلاف رجل، وكان جملة القتلى من بني حنيفة ومن معهم أكثر من عشرين ألف رجلٍ، وبلغ القتلى من الصحابة نحو ستين وست مائة رجلٍ، وكان جملة القتلى من المسلمين نحو ستين وتسعمائة رجلٍ.( 2) وقيل بلغ القتلى من الصحابة نحو خمسين وأربعمائة رجل، وبلغت جملة القتلى من المسلمين مائتين وألف رجلٍ.( 3)
راعت هذه الكارثة العظيمة –كارثة فقد حفَّاظ كتاب الله تعالى- عمرَ الفاروقَ (ض)، فهرع إلى خليفة رسول الله (ص)، وطلب منه أن يسرع إلى حفظ الكتاب بجمعه مكتوبًا، حتى لا يذهب بذهاب حُفَّاظه.
فمع موت كثيرٍ من الحفاظ، أصبح من الْمخوف الْمحتمل أن تفقد إحدى القطع التي كُتِبَ القرآن بين يدي النبي(ص)، ومن الْمحتمل أيضًا أن يستشهد الذين يحفظون الْمكتوب في هذه القطعة، فيترتب على الأمرين معًا ضياع الْمكتوب فيها.
فتردد أبو بكر أول الأمر، لأنه كَرِهَ أن يجمع القرآن على وجهٍ يُخالف ما فعله النَّبِيّ (ص) من جمع القرآن، حيث اكتفى (ص) بتدوين القرآن على الجلود والعظام والعسب وغير ذلك، ولم يجمعه في صحفٍ أو مصاحف، فقد كَرِهَ أن يُحِلَّ نفسه محلَّ مَنْ تَجَاوَزَ احتياطُه للقرآن احتياطَ النَّبِيّ (ص).
ولكن عمر ما زال يراجعه حتى شرح الله صدره لهذا الأمر، فدعا زيد بن ثابت (ض)، وطلب منه أن يقوم بجمع القرآن، فتردد زيد (ض) لنفس الأمر الذي تردد له أبو بكر أول الأمر، وما زال أبو بكر يراجعه حتى شرح الله صدره له، فشرع في العمل متهيبًا وَجِلاً من عظم المسؤولية.
قال الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ (ض) ، وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ، قال: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقال: أَبُو بَكْرٍ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقال: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ، إِلاَّ أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي لأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ. قال: أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ (ص) ؟ فَقال: عُمَرُ هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قال زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لاَ يَتَكَلَّمُ. فَقال أَبُو بَكْر:ٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلاَ نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ (ص) ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ. فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلاَنِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ (ص) ؟ فَقال أَبُو بَكْر:ٍ هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِه: } لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ{ إِلَى آخِرِهِمَا. وَكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ.(4)
ولقد كانت هذه الوقعة أهم الأسباب التي اكتملت بِها الحاجة إلى جمع القرآن، ودفعت الصحابة إلى هذا العمل، لَمَّا رأَوْا أن مصلحة الدين، وحفظ الكتاب الحكيم لا تتم إلا به.
وقد اعتمد الصحابة كلهم وبالإجماع القطعي هذا العمل وهذا المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتتابع عليه الخلفاء الراشدون كلهم والمسلمون كلهم من بعده، وسجلوها لأبي بكر الصديق منقبة فاضلة عظيمة من مناقبه وفضائله. وحسبنا في ذلك ما ثبت عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، هو أول من جمع كتاب الله(5)
قال الحافظ ابن حجر: أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" بإسنادٍ حسنٍ.(6)
وقال السيوطي: بسندٍ حسنٍ.(7)
وقد جاءت روايات عدة عن بعض الصحابة قد عُنى بجمع القرآن فى مصحف واحد قبل أبى بكر (ض) مثل عليُّ بن أبي طالبٍ كرم الله وجهه أو ن عمر بن الخطاب (ض) أو سالم مولى أبي حذيفة (ض) .......
والمجال هنا لا يتسع لذكر تلك الروايات ولكن الصواب -والله أعلم- أن أوَّلية أبي بكر في جمع القرآن أولية خاصةٌّ، إذ قد كان للصحابة (ض) مصاحف كتبوا فيها القرآن قبل جمع أبي بكر، وهذا لا يعكر صفو القول بأن أول من جمع القرآن هو الصدِّيق (ض)، لأن مصاحف الصحابة الأخرى إنَّما كانت أعمالاً فردية، لم تظفر بِما ظفر به مصحف الصدِّيق من دقَّة البحث والتحرِّي، ومن الاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته، ومن بلوغها حدَّ التواتر، ومن إجماع الأمة عليها، إلى غير ذلك من الْمزايا التي كانت لمصحف الصدِّيق.
فلا يضير مع كل هذه الْمزايا أن يُروى أن عليًّا أو عمر أو سالِمًا كان أول من جمع القرآن، فقُصارى تلك الروايات أنَّها تثبت أن بعض الصحابة كان قد كتب القرآن في مصحف، ولكنها لا تُعطي هذا المصحف تلك الصفة الإجماعية، ولا تخلع عليه تلك المزايا التي للمصحف الذي جمع على عهد أبي بكر (ض) (8).
وبهذا التثبت والتحفظ تم جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق في مصحف واحد مرتب الآيات والسور.
<div align="center">*******</div>
الحواشى :
(1) هو مسيلمة بن حبيب الحنفي، وقال ابن هشام مسيلمة بن ثمامة، ويكنى أبا ثمامة، وهو المعروف بمسيلمة الكذاب، ادعى النبوة، وكان قد تسمى بالرحمن في الجاهلية، وكان من المعمرين. قتل في حديقة الموت يوم اليمامة من حروب الردة. انظر السيرة النبوية لابن هشام
(2) تاريخ الأمم والملوك - الطبري (2/283)، والبداية والنهاية (6/330)، وتاريخ الإسلام للذهبي في جزء حوادث سنة 11-40 هـ ص 73، والكامل في التاريخ (2/243-248).
(3) شذرات الذهب (1/23).
(4) رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب } لقد جاءكم رسول من أنفسكم … { انظر الصحيح مع شرحه فتح الباري (8/194) ح 4679، وفي كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن، (8/626) ح 4986.
(5) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب جمع القرآن. ص 11-12.
(6) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/628).
(7) الإتقان في علوم القرآن (1/165).
(8) مناهل العرفان في علوم القرآن (1/254-255).
<div align="center">******************</div>
-
ونكمل رحلتنا مع عبد الكريم .. فيقول:
تلك الحقيقة رغم ثبوتها إن ذكرتها لأى مسلم مهما بلغ حظه من التعليم ـ غير الدينى ـ بادر باستنكارها ورماك بالجنون أو أنك تستهزئ به أو ألصق بك تهمة المروق من الإسلام.
قد يكون الكاتب محقاً فى إدعائه هذا ... ذلك لأن المسلمون والحمد الله تعالى تجد لهم من الثقه فى دينهم ما لا تجده عند أهل الديانات الأخرى ، فهم لا يُطيقون كلمة واحدة تشكك فى دينهم الحق .. لذا حتى إن لم يك المسلم متعلم أو لديه حظ كبير من التعليم الدينى إذا أمطرتة ببعض الدعاوى على دينه تجدة يستميت فى دحض إفترائاتك بكل ما أوتى من علم ... فهو غيور على دينه ، وإن لم يستطع بالطبع فلن يشك ولو للحظة فى إسلامة .. فهو يعلم إنك كاذب وتحاول تشكيكة فى دينه لذا فأضعف حيله أن يرميك بالجنون ويتركك وينصرف لإمره .. وهذا بالطبع قد يكون ناتجاً عن أُميته الدينية .. أو أُميته بشكل مطلق ...
ولكن ما أود ان أُشير اليه هنا هو ما أراد الكاتب – رحمة الله – أن يُلمح إليه فى جملته تلك ..
<div align="center">إن ذكرتها لأى مسلم مهما بلغ حظه من التعليم ـ غير الدينى ـ</div>
فالكاتب هنا – والله أعلم – آراد أن يقول أن أصحاب العلم الدينى فقط لهم الحظ فى معرفة تلك الحقيقة الإسلامية البسيطة ... وبالطبع الكاتب قصد من ذلك .. الإشارة إلى بُعد أسلوب التعليم فى بلادنا كُل البعد عن المنهج الصحيح للتربية الإسلامية .. وبالطبع هى إشارة سريعه وعلى عجل ...
فالكاتب يُجزم أنك إن جهرت بتلك الحقيقة لأى مسلم مهما كان علمة – غير الدينى – وضْع مائة خط تحت كلمة مهما هذه لتدرك ما رمى إلية الكاتب بتلك الجملة ...سيرميك بالجنون
فالرجل آراد أن يشير إلى ضعف الثقافة الدينيه لدى مسلمى اليوم بسب إنصراف المؤسسات التعليمية عن تدريس المناهج الدينيه للعلوم الإسلامية بالشكل السليم ...
وقبل أن يعترض أحد على قولى هذا ... اوضح وأزيد القول ، إن ما يدرس اليوم فى مدارسنا ما هو إلا رتوش وتعليقات على العلوم الإسلامية .. ولا يمثل شيئاً يذكر من العلوم الدينية ... بدليل إنك بالفعل إذا بحثت بين المتعلمين اليوم عن أحد يدرك حقيقة تدوين وجمع المصحف لن تجد الكثير من هم على دراية بهذا الأمر (ولن أقول - لن تجد أحداً - كما هول الكاتب من المسالة .. ) وهذا يدلك على مدى الجهل الدينى الذى يصيب الناس هذه الأيام..
-
ونكمل مع الرجل فنجده يقول :
هذه المفارقة الصارخة تدعونا أو تضطرنا للتمييز بين القرآن المقروء أو المتلو الذى حفظته صدور الرجال وبين القرآن المكتوب الذى دُون إبان عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان الأموى.
وأعتقد أن التمييز الذى قصده الكاتب فى تلك الجملة ليس التمييز أو التفرقه بمعنى أن القرآن الذى حفظته الصحابه على عهد رسول الله (ص) يخالف القرآن الذى دُون ...
والدليل على ذلك أمور عدة :
1- أن حفظ القرآن أقتصر على صدور الصحابه فى أول الدعوة الإسلامية ...لكن مالبث أن أنتقل هذا الأمر إلى التدوين والكتابه ، فلم يمت رسول الله (ص) إلا وقد كُتب القرآن كلة .. وقد أوضحنا هذا الأمر فى بداية التعليق .
2- قام أبى بكر الصديق (ض) بجمع القرآن من صدور حفظة القرآن ومن الرقاع والعسب والعظام والأحجار التى دُون عليها فى عهد رسول الله (ص) وضمه فى مجلد واحد .. وبذلك يكون الصديق (ض) أول من جمع القرآن فى مجلد واحد (مصحف واحد)
3- أتبع هذا أن نقل عثمان (ض) القرآن من المجلد الذى جمعه أبى بكر (ص) فى مصاحف عدة وبعثها إلى كل أفق
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن حُذيفة بن اليمان قدم عَلى عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف.
وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق.[ رواه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987.]
وهذا الأمر يدلك على ان عثمان نسخ المصحف العثمانى من مصحف حفصه التى ورثته عن أبيها عمر والذى ورثه عن الصديق الذى جمعه من الرقاع والعسب والعظام والأحجار التى دُون عليها فى عهد رسول الله (ص) ومن صدور الصحابه وحفظة القرآن رضى الله عنهم أجمعين .. وبهذا لا يوجد لدينا أدنى شك فى أن الذى بين أيدينا اليوم هو كلام الله المنزل على رسوله (ص) والذى حفظته صدور الصحابه الأولين.
حسناً ... إذا لم يقصد الكاتب هذا الأمر ماذا قصد إذن ... وهذا ما يجيب علية عبد الكريم فى المقدمة فى الفقرة الأولى .... فيقول:
هل القرآن المقروء والمتلو الذى حفظه الصحابة فى صدورهم غير القرآن المدون فى المصحف الذى كتب فى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان الأموىّ؟.
بداهة: الإجابة لا, بصورة جازمة لاتدع مجالاً لذرة من لبس ونعوذ بالله تعالى أن يفهم القارئ مما سطرناه فى الفرشة أنن عنينا أنهما قرآنان ونبرأ من مَن يدعيه, إذ هو محض زور وبهتان بل وأكثر.
ونجد من هذا القول أن الكاتب ينفى بقوة عن نفسه تلك الدعوى التى قد يقذفة بها الآخرون حينما يقرأوا فرشتة الأولى ...
وبالطبع يدور الآن فى أذهننا جميعا نفس السؤال .. إذا لم يك يقصد الكاتب هذا الأمر لما إذن أستعمل كلمة التمييز والتفرقه فى فرشتة الأولى ،وأوحى لنا بهذا اللبس ؟؟!!
وأعتقد أن إجابة هذا السؤال – من وجهة نظرى طبعاً ، والله أعلم – تعود كما قلت مسبقاً إلى أسلوب الكاتب الذى وصفتة من قبل بالمرن ، وتلك الطريقه النى يتبعها عبد الكريم فى إستفذاذ عقلك كقارئ مما يدفعك لـمجادلة افكارة أثناء قرائتك وبالتالى يدعوك للتفكر والتحاور الذى يتبعه الأتصال مع الكاتب بالقطع .. فهو لا يدعك تقف هكذا موقف المتلقى الذى تُصب المعلومات والأفكار فى عقله ..بل والأكثر من هذا إنه حينما يطمئن أنك شُبعت تماماً ، يكشف لك فى كل يسر وسهولة عن إقراره التام بكل ماتقول .. وأنك فقط أخطات الفهم لا أكثر ولا أقل ...فتعود وانت حائر لما أستخدم معى هذة الطريقه .. ياله من ماكر؟
وهذا هو تحليلى للموقف – مع الوضع فى الأعتبار أن الكاتب قد رمى إلى ما غير ذلك ، والله أعلم –
-
ونكمل مع عبد الكريم فبيقول:
القرآن المقروء أو المتلو أو المحفوظ فى الصدور غض طرى يتفجر نضارة وبكارة, أبوابه مفتوحة ومداخله ميسرة ومنافذه واسعة ومآتيه سهلة, ومفاتيحه طيّعة.
وبالطبع لن تجد ابلغ من تلك الكلمات لوصف كتاب الله – القرآن الكريم – وكما نقول فى المصرية العامية (الكلام ليكى يا جارة ...) فأين كتابكم من هذا يا نصارى اليوم يا من تتبجحون بكتابات عبد الكريم .. إذا كان الرجل قد أخطأ فهناك من يرده ويصحح له الخطأ – فلا معصوم إلا الله- .. فقط أعلموا أن باب المناقشة فى ديننا الحنيف مفتوح لكل من ملك الآليات لذلك ، يمكن أن تقول ما تشاء فقط آتنا بدليلك من كتاب الله وسنة رسولة ...
وعبد الكريم هذا الذى تنشرون كتاباته وأنتم فرحين بها وتهللون قائلين ها هو باحث مسلم يقر بأن القرآن محرف ومزور أقرأوا وصفه للقرآن الكريم ... هل يُعقل أن يصف إنسان القرآن بهذه الأوصاف ثم يقول أنه حُرف ... ثم أقرأوا أعترافة فى المقدمة بأنه ما قصد هذا وأن من قال عنه هذا فقد كذب..
<div align="center">********</div>
-
ولنترك النصارى قليلاً ونعود لعبد الكريم مرة أخرى .. فيقول :
أما القرآن المدون أو المكتوب فتغلفه القداسة وتعلوه المهابة وهو محفود محشود ومحروس مخفور, تحوطه أسيجة وأسوار عالية يقف عليها حُجَّاب و سدنة ومرازبة يحولون بين أى إنسان والإقتراب منه إلا إذا حاز صفات حددوها بدقة وعينوها بصرامة وذكروها بتفصيل وهم وحدهم أصحاب الكَلِم الفصل فى إحاطته بها واستيعابه إياها وتمكنه منها كيما يتعين عليه أن يحصل على تصريح من أولئك الحُرّاس مذيل بتوقيعهم المهيب وممهور بخاتمهم القدسانى.
يُهيأ لى أن تلك الجملة بكل ما فيها جملة سياسية بكل ما تحملة الكلمه من معان .. فالرجل يتحدث هنا عن المؤسسات الدينيه التى أحاطتت القرآن بسور عال و وضعت مشقة كبيره على الناس فى الوصول إلى مفاتيحه ومعانية الخصبه وحيويتة... فأصبح كتاب مقدس بعيد المنال عن الناس لا يصلوا إليه مباشرة ، إلا عن طريق علوم وطرق معقده حددتها تلك المؤسسات الدينية السابق ذكرها .. ولا يبدى فيه أحد برأية إلا إذا كان من أولى العلم والمعرفة التى تحددها تلك المؤسسات
الرجل هنا يريد التفرقه بين القرآن الذى حفظته صحابة رسول الله (ص) والقرآن الذى يدون اليوم...
إن القرآن الذى حفظته صدور الصحابه كان ملازم لهم فى شئون حياتهم يديرها لهم .. ويملأ قلوبهم وصدروهم .. أما اليوم فالقرآن كتاب محفوظ يتباهى كل فرد منا بعدد المصاحف التى يمتلكها فى منزله ، كلما دخلت غرفة من غرف المنزل وجدت مصحفاً كأنه جزء من ديكور المنزل[الديكور الإسلامى] .. لكن إذا كشفت عن قلبه ما وجدت ولا آيه واحده .. يخيل لى أن هذا ما آراد أن يقولة الكاتب بإيجاز غير مُخل
أما بالنسبه لقضية إبداء الرأى فى القرأن وأن يدلو كل فرد بدلوه فى معانى القرآن بغض النظر عن العلوم التى تحددها المؤسسات الدينيه للباحث كى يدرسها ومن ثم يستطيع البحث فى القرآن ... فهذة قضيه شائكه فيها آراء عدة لذا سأترك الحديث فيها لمرة أخرى وكذلك للأخوة للمشاركة بآرائهم فى تلك القضيه ...
أما من حيث أن القرآن يؤثر بشكل أو بآخر فى الفرد عندما يحفظه ويملأ عليه كيانه ولا يكتفى بمجرد الأحتفاظ بنسخه منه فى منزله فهذا أمر لا شك فيه وإن كنت أود أن أستفيض فى الكلام عن تلك النقطه لأهميتها ...
-
فقد شرَّف الله أمة الإسلام بخصيصة لم تكن لأحد من أهل الْملل قبلهم، وهي أنَّهم يقرءون كتاب ربِهم عن ظهرقلبٍ، كما جاء في صفة هذه الأمة عن وهب بن منبه:(1) أمة أناجيلهم في صدورهم،(2) بخلاف أهل الكتاب، فقد كانوا يقرءون كتبِهم نظرًا، لا عن ظهر قلب.(3)
وقد تكفَّل الله بحفظ هذا الكتاب، كما قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}،(4) وكان من حفظه تعالى لكتابه أن وفَّقَ هذه الأمة إلى حفظه واستظهاره.
وقد تظاهرت الأدلة على فضل حفظ القرآن الكريم، وفضل حفظته على غيرهم من الْمسلمين، فمن ذلك:
1 - علوُّ منزلة حَافظ القرآن، الْماهر به، فعَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ (ص) قَالَ: مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ.(5)
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ، وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ.(6)
2 - وما ورد من أن حافظ القرآن لا تحرقه النار، فعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ (ص) قَالَ: لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ(7) ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ.(8)
قال ابن الأثير:(9) … وقيل الْمعنى: مَن علَّمهُ اللهُ القرآنَ لم تحرقْهُ نارُ الآخرةِ، فجُعِلَ جسمُ حافظ القرآن كالإهاب له..(10)
3 - ومنه تشفيعه في أهله، فعَنْ عَلِيٍّ (ض) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.(11)
4 - ومن ذلك أيضًا أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ.(12)
5 - وكذلك إكرام والدي حافظ القرآن، وإعلاء منزلتهما، فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ (ص) قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيامَةِ، ضَوْءهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا - لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا؟(13)
6 - ومن ذلك أيضًا أن حملة القرآن مقدمون على أهل الجنة، قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ:(14) حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ(15) أَهْلِ الْجَنَّةِ.(16)
وعن طاوس أنه سأل ابن عباس - رضي الله عنهما: ما معنى قول الناس: أهل القرآن عرفاء أهل الجنة ؟ فقال: رؤساء أهل الجنة.(17)
<div align="center">********</div>
الحواشى :
(1) تابعي ثقة، ولد سنة 34 هـ، وأخذ عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد وغيرهم من الصحابة، كان إخباريًّا قصاصًا، غزير العلم بالإسرائليات وصحائف أهل الكتاب، ومن الْمشهورين بالعبادة والوعظ، تولي قضاء صنعاء. توفي سنة 110 هـ، وقيل سنة 113 هـ، وقيل سنة 114 هـ. سير أعلام النبلاء (4/544)، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (1/150).
(2) رواه البيهقي في دلائل النبوة باب صفة رسول الله (ص) في التوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب، وصفة أمته (1/379).
(3) انظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/400).
(4) الآية 9 من سورة الحجر.
(5) رواه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير، سورة عبس. صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري (8/560) ح: 4937.
(6) رواه ابن ماجه في سننه: كتاب الأدب، باب ثواب القرآن. (2/1242) ح: 3780.
(7) الإهاب، ككِتَابٍ: الجِلْد. القاموس الْمحيط ( أهب ) ص 77.
(8) رواه أحمد في الْمسند: مسند الشاميين (5/148) ح 16914، و (5/156) ح 16967، والدارمي في سننه: كتاب فضائل القرآن باب فضل من قرأ القرآن (2/430) ح 3310
(9) هو القاضي الرئيس العلامة الأوحد، مجد الدين أبو السعادات بن الأثير الجزري، صاحب جامع الأصول وغريب الحديث، وغير ذلك، توفي سنة 606? . سير أعلام النبلاء (21/488).
(10) النهاية في غريب الحديث والأثر (1/83).
(11) رواه ابن ماجه في سننه: الْمقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (1/78) ح: 216. ورواه الترمذي في سننه: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن ح: 2905، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِصَحِيحٍ وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ. وأحمد في الْمسند: مسند العشرة الْمبشرين بالجنة عن علي بنحوه (1/239) ح 1271، و (1/241) ح 1281.
(12) رواه ابن ماجه في سننه: الْمقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (1/78) ح: 215.
(13) رواه أبو داود في كتاب الصلاة باب في ثواب قراءة القرآن (2/70)ح: 1453 وأحمد في مسنده: مسند الْمكيين (4/466) ح 15218.
(14) عطاء بن يسار الْمدني الفقيه، مولى ميمونة أم الْمؤمنين، تابعي ثبت حجة، كبير القدر، كان إمامًا فقيهًا واعظًا، قاضيًا بالْمدينة، توفي سنة ? . شذرات الذهب (1/125)، وسير أعلام النبلاء (4/448).
(15) العرفاء جمع عَرِيف، وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس - لسان العرب ( عرف ) (4/2899).
(16) رواه الدارمي في سننه: كتاب فضائل القرآن، باب في ختم القرآن (2/470) ح: 3484، ورواه الطبراني عن الحسين بن علي مرفوعًا بلفظ: حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ. قال الهيثمي: وفيه إسحاق بن إبراهيم بن سعد الْمدني، وهو ضعيف. مجمع الزوائد (7/164)، وانظر الإتقان (4/104).
(17) النهاية في غريب الحديث والأثر (3/218).
<div align="center">********</div>
-
ومن هنا يتضح فضل حفظ القرآن الكريم من تلك الأحاديث التى بلغت حد التواتر عن رسول الله (ص) ، واما من ناحية ما قصده الكاتب – رحمه الله – من ديناميكية القرآن فى حياة الصحابة وتوجيههم في شتى أمور حياتهم .. فالمقولة لاشك فى صحتها بالقطع ولكننا سنرى وجهة نظر الكاتب فى ذلك الأمر بالتفصيل عند تناولنا باقى أجزاء الفرشة لنرى كيف رأى الكاتب تأثير القرآن فى حياة صحابة رسول الله (ص) رضى الله عنهم .. وكيف أرتبط بحياتهم .. وكيف كان تأثيرة عليهم .. وهذا ما سنتناولة فى تعليق آخر..
أشكركم على حسن متابعتكم .. وآسف على الأطاله .. وأرجو أن أرى مشاركتكم فى القريب العاجل ...
ملحوظة :
(أ) أعتمدت فى المادة العلمية لهذا التعليق على هذه المراجع :
1- القرآن الكريم
2- جمع القران في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث
بحث تكميلي للحصول على درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن تأليف محمد شرعي أبو زيد
3- كتاب علوم القرآن من الموسوعة الإسلامية الميسرة
4- المعُجَمُ الوَجِيزُ - صادرعن : مَجمَع اللغَة العَربَية - 1998 م /1419 هـ
(ب) قمت بإرفاق هذا التعليق ليتسنى للأخوة قرائته
و أسأل الله أن أكون قد وفقت فيما طرقته من مسائل ومباحث، فما كان فيه من صواب فمن الله، وبِمنِّهِ وفضله، وما كان فيه من خطأٍ فمني ومن الشيطان، فهو عمل بشري، يعتريه النقص الذي يعتري البشر.
أسأل الله أن يهدينا إلى سـواء السبيل. إنه على كل شيءٍ قدير، وبالإجابة جدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
-
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيك أخى الموضوع قوى جداً
-
أخى .. eknowledger ..
أغضبنى بشدة ترحمك على خليل عبد الكريم ، ناهيك عن بقية كلامك عنه !
ما كنت أظن مسلماً يحب الله ورسوله وصحابة نبيه يترحم على هذا العبكريم !
اللهم إلا مسلماً لم يقرأ ما كتبه هذا الرجل !
سأوافى الإخوة الكرام قريباً ، بالخطوط العريضة لفكر الرجل ، حتى نتبين مواضع أقدامنا .
جزاك الله خيراً أخى الكريم على نيتك ، وسامحك على قولك !