- 3 - منوح في سفر القضاة يعتقد أن ملاك الرب هو الله (تعالى الله عما يقولون) :-
نقرأ من سفر القضاة :-
13 :8 فصلى منوح إلى الرب و قال اسالك يا سيدي ان يأتي أيضا الينا رجل الله الذي ارسلته و يعلمنا ماذا نعمل للصبي الذي يولد
13 :9 فسمع الله لصوت منوح فجاء ملاك الله أيضا إلى المراة و هي جالسة في الحقل و منوح رجلها ليس معها
ثم نقرأ :-
13 :21 و لم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوح و امراته حينئذ عرف منوح انه ملاك الرب
13 :22 فقال منوح لامراته نموت موتا لاننا قد رأينا الله
13 :23 فقالت له امراته لو اراد الرب ان يميتنا لما اخذ من يدنا محرقة و تقدمة و لما ارانا كل هذه و لما كان في مثل هذا الوقت اسمعنا مثل هذه
غريب جدا
منوح يصلى للرب حتى يأتي اليه رجل الله ، حيث كان يعتقد أن من ابل زوجته هو رجل صالح
ولكن بعد ذلك نرى أن منوح أدرك أن من شاهده هو ملاك الرب (ملاك يهو) و لكن مع ذلك كان يعتقد أنه سيموت لأن شاهد الله عز وجل (الوهيم) ، ولكن زوجته تقول له لو أراد الله (يهو) أن يميتنا … الخ
كلمة (يهو) هو اسم إله بني إسرائيل ولا تقال لغير الله عز وجل ، بينما كلمة (الوهيم) فأحيانا تأتى مع الله و أحيانا تأتى مع البشر أو الملائكة
ولكن السؤال هو :-
لماذا ظن منوح أنه سيموت لأنه شاهد الوهيم ؟؟!!!
لأن هناك نص في سفر الخروج يقول :-
33 :20 و قال لا تقدر ان ترى وجهي لان الانسان لا يراني و يعيش
33 :21 و قال الرب هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة
الرب هنا جاءت (يهو) ، يعني من يشاهد يهو يموت
ومنوح اعتقد لأنه شاهد ملاك الرب بأنه سيموت
هذا يعنى أن منوح يعتقد أن الوهيم (ملاك الرب) هو الرب (يهو) نفسه (تعالى الله عما يقولون) ، وهذا يؤكد لنا صحة ما جاء في التلمود بأن اليهود عبدوا ميتاترون ملاك الرب في فترة من الفترات ، ويعنى أن الكلام الذي يزعمه علماء المسيحية على المسيح عليه الصلاة والسلام لم يكن كلام مستجد عن يسوع المسيح ولكن كان تكرارا لما ردده قبلهم اليهود ولكن عن شخص آخر أطلقوا عليه لقب ميتاترون ، و زعموا أنه ظهورات الرب الذي يمكن أن يشاهده البشر بدون أن يموتوا ، لذلك لم يمت منوح
وسؤال للمسيحيين :-
يا ترى من هو ملاك الرب (طبقا لاعتقاد اليهود) الذي اعتقد منوح أنه هو يهو نفسه ؟؟!!!
لا بد وأنه كان له اسم عبري كان اليهود يطلقونه عليه ، فمن هو ياترى ، وما هو اسمه ؟؟؟!!!
من المستحيل أن يكون يسوع المسيح لأن اليهود عرفوا المسيح في وقت متأخر عن تلك النصوص ، وهذا يعني أن هناك شخص آخر من بني إسرائيل تم عبادته ، ثم استغل المسيحيين تلك النصوص التي وضعت من أجله ، وقاموا بالصاقها على المسيح عليه الصلاة والسلام
انتهى
نعود للنص من سفر القضاة أعلاه ، و نلاحظ شئ وهو أن النص في سفر القضاة يجعل ملاك الرب لا يأكل الطعام بينما النصوص في سفر التكوين تجعل الرب ورجاله كالبشر يأكلون الطعام
ما هذا ؟؟!!!
من الواضح جدا أن فكرة العبادة الثنائية (عبادة ملاك مع الله عز وجل) لم تكن منحصرة في الصدوقيين فقط ولكن من الواضح أنها انتشرت بين اليهود وفى طوائف أخرى من بني إسرائيل ، وكل طائفة كانت تكيف الفكرة حسب باقي معتقداتها
وهناك أدلة على أن أفكار الصدوقيين كان هو المنتشر بين بنى اسرائيل فى الفترة الهلنستية
راجع هذا الرابط :-
فالصدوقيين أنكروا فكرة الملاك وجسموا الرب ورجاله ، بينما الأسينيين والفريسيين اعتقدوا بوجود الكائنات النورانية التي لا تأكل الطعام لذلك فإن من عبدوه يجب أن يجعلوه يظل هكذا (لا يأكل الطعام)
ولكن سفر (المكابيين الأول 3: 48 ) يخبرنا أن اليهود عبدوا شخصية من كتابهم المقدس تقليدا للأمم الوثنية ، يعني يجب أن تكون الطوائف الأخرى عرفت هي أيضا ملاك الرب في صورة إنسان ، ولكن كيف يتفق كل هذا ؟؟؟!!!
الاجابة ان شاء الله سوف نراها في نهاية الموضوع عندما نقرأ السفر الذي صنع قانونيته المسيحيين وهو يخبرنا بحل هذه الإشكاليات كما يخبرنا باسم الشخص الذي عبده اليهود في الفترة الهلينستية وقالوا عنه أنه ملاك الرب