-
من خلال عرض آراء المفسرين –السابق ذكرها من كلام ابن كثير والكرماني- في قوله تعالى:"فليأتوا بسورة من مثله" نستطيع أن نستخلص ثلاثة أقوال في تفسير هذه الآية…وهذه الأقوال ليس فيها تعارض لأن لفظ القرآن يحتملها جميعها…بل يمكن الجمع بينها….فنقول بتوفيق الله تعالى: هناك ثلاثة أنواع من التحدي، مناسب لثلاثة أنواع من البشر على حسب علم كل نوع وإمكانياته….
النوع الأول: كفار قريش الذين كانوا يتقنون العربية، ويعلمون تراكيبها لديهم من مئات السنين، ويعرفون وظيفة كل حرف وكل حركة بديهيا، ويعرفون البلاغة سليقة…فهؤلاء: كان التحدي لهم: أن يأتوا بسورة مثل ما في القرآن من الناحية اللغوية والبلاغية والفصاحة والأسلوب، لاحقا أم سابقا…يعني أن يعثروا على نص مثله في التراكيب والبلاغة والفصاحة في لغة العرب، أو يؤلفوا هم مثله…ولما كان أسلوب القرآن جديدا عليهم، ووجدوا فيه أنه ليس فيه أساليب البشر المعروفة وهي النثر والشعر…وجدوا أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بنص مثله أي سورة مثله، لاختلاف ما يعرفونه من الأساليب البشرية عن أسلوب القرآن ونظمه وتراكيبه اللفظية وهندسته الحرفية….ولو كانوا يستطيعون لوجدنا مائة قرآن وليس قرآنا واحدا قد نقل إلينا…
النوع الثاني: وهم اليهود، فكان التحدي أن يأتوا بسورة من التوراة، لأنهم لو أتوا بهذه السورة لوجدوا معانيها تتفق مع معاني القرآن، مما يدل على أن المصدرين واحد وهو الوحي الإلهي الذي لا يشتبه عندهم مع كلام البشر المعروف من معاني ومقاصد الخطاب والوعيد والعقاب والثواب الذي يعرفونه جيدا من الرب سبحانه كما هو عندهم في كتبهم….
النوع الثالث: وهم من ليس لهم باع في معرفة اللغة الفصحى وبلاغتها وأساليبها وهندسة الحروف وتراكيب الألفاظ..وكذلك لم يكن لهم علم بكتب أهل الكتاب السابقين….أمثالنا…فهؤلاء لا يمكن أن يتحداهم القرآن بما لا يعرفونه من اللغة الفصحى ولا من الكتب السماوية القديمة…فيكون المناسب لهم القول الثالث للمفسرين، وهو من مثله: أي من مثل محمد صلى الله عليه وسلم …..فيكون المعنى: إن كنتم في ريب من أن هذا الكلام ليس من كلام الله، وشك أحد في أن يكون من كلام البشر، فأتوا بنموذج بشري مثل هذا النموذج في أي عصر من العصور وفي أمة من الأمم….أي إن لم تجدوا رجلا أميا قد استطاع من قبل تأليف مثل هذا الكلام في أي عصر من العصور وفي أمة من الأمم، بهذه الخصائص المميزة للقرآن: مثل مقاصد الخطاب، وجهة الخطاب، وأسلوب الخطاب، وتصديق الخطاب، وأزمنة الخطاب، والتبشير بالكتاب…وينسب هذا الرجل هذا الكلام للرب سبحانه….ثم يتبع هذا الرجل الأمي مائة وعشرون ألفا من البشر قبل أن يموت…ثم يظل يلقن كلام هذه السورة التي أتى بها هذا الرجل، بدقة بالغة، أي بالآية والكلمة والحرف وصفة الحرف كما هو معروف عن علماء القراءات، ثم يستخرج من هذا الكلام –ولو كذبا- إشارات علمية وطبية وفلكية ونفسية وصحفية وفلسفية واجتماعية وهندسية ولغوية وجغرافية….وتجدوا بشارات في الكتب السماوية بهذا الكتاب،ولو افتراء…وتجدوا أن في هذا الكتاب تصديق لما بين يديه من الكتب السماوية الصادقة، وتجدوا في هذا الكتاب إخبارا بمعرفة أهل الكتاب السابقين به….
وهذا التحدي ما زال موجودا، أي يمكن أن يأتي أعداء الإسلام برجل أمي من أي بلد ألف سورة من كتاب له خصائص مثل ما سبق ذكره، ويكون هذا الرجل نموذجا آخر للنبي صلى الله عليه وسلم…..
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة، أعدت للكافرين بكلام الرب ورسله….
-
وهناك أمر آخر: مرونة اللفظ القرآني ليناسب جميع الطوائف والأنواع السابقة، وصلاحيته لخطاب البشر في جميع العصور، هي في حد ذاتها معجزة…
وأمر آخر: إن بعض المستشرقين وأعداء الإسلام يحاولون أن يعارضوا هذه الآية، فيقضوا أوقاتهم وأعمارهم وجهودهم لمعارضة آية واحدة في كتاب يتضمن أكثر من ستة آلاف آية….فهل سمع أحد مثل هذا في أي عصر من العصور أو أي أمة من الأمم؟؟؟
أقصد هل سمع أحد عن كتاب كتبه أحد من البشر، يبذل أعداؤه كل هذه المجهودات والأعمار من عشرات السنوات لمعارضة جملة واحدة في آية من أكثر من ستة آلاف آية…ليس من المعقول أن يكون هذا الكتاب من كلام البشر، وليس لنا إلا أن نقول : إنه من كلام رب البشر….
-
كل دعوى ليس لها إسناد متصل إلى أحد معاصري محل وعصر الدعوى ليس لها أي قيمة..
فمن قال إن القرآن قد كتبه بشر، ولم يأت بنصوص مسندة إلى أن من كتب هذا الكلام أحد من البشر فليس له قيمة..
فجميع القرآن سنده متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم الوحي بالتواتر، فمن خالف ذلك فليأت بسنده…
فمن قال كتبه بشر، نسأله: من هو هذا البشر؟ وأين السند المتصل لهذا البشر؟ وأين نسبة الكتاب لهذا البشر؟؟ أي إنه يلزم أن يذكر اسم هذا البشر وحياته وسيرته وعلمه وأخلاقه وصدقه وأمانته وغير ذلك مما نقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم نجد نصوصا منقولة عن هذا البشر أنه هو الذي كتب هذا الكتاب، ثم ينقل هذه الأقوال عدد أكثر مما نقله من ينسب الكتاب إلى الوحي عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم… فإن لم يرد المدعي -بنسبة الكتاب إلى بشر- على ذلك، أو رد ردودا لا تكافئ الأسئلة، فكأنه لم يقل شيئا عندنا…
والنصارى يريدون أن يفكروا بطريقة الظن والوهم والشبه في قرآننا كما فعلوا نفس الفعلة ووقعوا في نفس الخطأ في كتابهم، فكانت النتيجة: أنه لم يعلم إلى الآن من الذي كتب الأناجيل الأربعة..وتم نسبتها إلى الحواريين بلا سند متصل، فحصل فيها التضارب والتحريف والتخريف وما لم يذكره كتاب سماوي قبله…
-
تابع كتاب البرهان للكرماني…سورة البقرة:
- {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {164}
قوله:{لآيات لقوم يعقلون}146…خص العقل بالذكر لأنه به يتوصل إلى معرفة الآيات، ومثله في الرعد(4)، والنحل(12)، والنور(61)، والروم(24)
- { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {170}
قوله:{ أو لو كان أباؤهم لا يعقلون شيئا}(170)، وفي المائدة{لا يعلمون}(104)، لأن العلم أبلغ درجة من العقل، ولهذا جاز وصف الله به، ولم يجز وصفه بالعقل [في الهامش: لا يجوز وصف الله عز وجل بالعقل، لأن "يعقل" معناه:يحصر الشيء بإدراكه له عما لا يدركه، ويقيده تمييزه له عن غير مما لا يدركه، وليس في الوجود شيء لا يدركه الله عز وجل]، …فكانت دعواهم في المائدة أبلغ، لقولهم:{ حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا}(104)، فادعوا النهاية بلفظ(حسبنا) فنفى ذلك بالعلم وهو النهاية…وقال في البقرة:{ بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا}(170) ولم تكن النهاية، فنفى بما هو دون العلم، لتكون كل دعوى منفية بما يلائمها والله أعلم…
- {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ {181} فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
قوله في آية الوصية:{إن الله سميع عليم}(181)…خص السمع بالذكر لما في الآية من قوله:{فمن بدله بعد ما سمعه}ليكون مطابقا…وقال في الآية الأخرى بعدها:{إن الله غفور رحيم}(182) لقوله قبله:{فلا إثم عليه} فهو مطابق معنى له….
-{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {187}
قوله:{تلك حدود الله فلا تقربوها}(187)، وقال بعده{تلك حدود الله فلا تعتدوها}(229)….لأن الحد الأول نهي، وهو قوله:{ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}(187)..وما كان من الحدود نهيا، أمر بترك المقاربة…والحد الثاني: أمر، وهو بيان عدد الطلاق، بخلاف ما كان عليه العرب من المراجعة بعد الطلاق من غير عدد، وما كان أمرا أمر بترك المجاوزة وهو الاعتداء..[في الهامش: قال الإسكافي: الحدود ضربان: حد هو منع ارتكاب المحظور، وحد فاصل بين الحلال والحرام، فالأول ينهى من مقاربته، والثاني ينهى عن مجاوزته(درة التنزيل 26)..
- {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {189}
قوله:{يسألونك عن الأهلة}(189)… جميع ما جاء في القرآن من السؤال[أي، يسألونك] وقع عقبه الجواب بغير الفاء، إلا في قوله:{ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا}(طه 105) فإنه أجيب بالفاء، لأن الأجوبة في الجميع كانت بعد السؤال، وفي طه قبل وقوع السؤال، فكأنه قيل: إن سئلت عن الجبال فقل:ينسفها ربي..
-} وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ {193}
قوله:{ ويكون الدين لله}(193)، في هذه السورة، وفي الأنفال:{ ويكون الدين كله لله}(39) لأن القتال في هذه السورة مع أهل مكة، وفي الأنفال مع جميع الكفار، فقيده بقوله:{كله}…
-{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ {214}
قوله:{ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم}(214)…وفي آل عمران:{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}(142)…وفي التوبة:{أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم}(16)…الخطيب أطنب في هذه الآيات، ومحصول كلامه: أن الأول للنبي والمؤمنين، والثاني للمؤمنين، والثالث للمخاطبين جميعا…
-
تابع إثبات صحة القرآن:
- تصديق الكتاب: لما بين يديه من الكتب السماوية السابقة.."مصدقا لما بين يديه"..
انظر التفاصيل في صفحة: هذا كلام الرب عندنا
http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=493
التبشير بالكتاب: في الكتب السماوية السابقة
في سورة الشعراء:{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ {195} وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ {196} أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ {197}
وزبر الأولين: أي كتب الأولين..أي إن هذا القرآن مذكور في كتب أهل الكتاب السابقين…
1 - ففي سفر إشعياء:
21:13 وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين
2 - من سفر التثنية:
33: 2 - فقال جاء الرب من سيناء و اشرق لهم من سعير و تلالا من جبال فاران و اتى من ربوات القدس و عن يمينه نار شريعة لهم…
وجبال فاران بمكة..
["فاران" وهي المنطقة التي تقع بين جبال: أبو قبيس وقيعان ود بمكة المكرمة، ويؤكد ذلك ما جاء بسفر التكوين عن ذهاب سيدنا إبراهيم بولده إسماعيل إلى فاران: "فبكَّر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطى لها جَر واضعا إياهما على كتفها والولد وصرفها... وكان الله مع الغلام فكبر، وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس، وسكن في برية فاران" (تكوين 21/ 14، 20-21).]
3 - "أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به" (تثنية 18/18) .
فيدل تعبير "إخوتهم" على أنه من أبناء إسماعيل أخي إسحاق، ولو كان من أبناء بني إسرائيل لقال: "منهم" .
ومثل ذلك ما جاء في إنجيل متى: "قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم بان ملكوت الله ينـزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره" (متى 21/ 42-43).
بإشارة إلى نزول الرسالة في قوم غير بني إسرائيل، وأنها ستنزل في بلاد نبذها الناس في الماضي وأبعد إليها – بأمر الله - سيدنا إسماعيل، وهي مكة المكرمة بأرضها القاحلة ورمصائها وفقر مواردها (الحجر الذي رفضه البناءون)، والذي سيصير بعد مجيء الإسلام كعبة الملايين "رأس الزاوية" .
منقول من موقع:
http://www.islam-for-everyone.com/Arabic%2...adatan5.htm.htm
بتصرف يسير:
-
تابع خصائص القرآن الدالة على أنه من عند الله وليس من كلام البشر:
<span style='color:darkred'>- أزمنة الخطاب..: إن بعض أزمنة الخطاب في القرآن الكريم تختلف أحيانا عن الأزمنة المعروفة لدى جميع البشر في جميع العصور، مما يدل على أن الخطاب ليس خطابا بشريا، وإنما خطاب من جهة أعلى وأسمى من البشر، إنه من الرب الخالق سبحانه وتعالى:</span>
- سورة الحج:{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {47}
- سورة السجدة:{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ {4}
-سورة المعارج:{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {6}
-
تابع الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم، وبعض الأسرار اللغوية للقرآن:
من كتاب "المدهش" لابن الجوزي المتوفى سنة597 هـ…
تحقيق الدكتور مروان قباني..طبعة دار الكتب العلمية…بيروت
يقول ابن الجوزي:
وكم من كلمة تدور على الألسن مثلا…جاء القرآن بألخص منها وأحسن….
فمن ذلك قولهم(القتل أنفى للقتل)…..مذكور في قوله:{ولكم في القصاص حياة} البقرة…
وقولهم: ليس المخبر كالمعاين…مذكور في قوله تعالى:{ ولكن ليطئمن قلبي}…
وقولهم: ما تزرع تحصد….مذكور في قوله تعالى:{من يعمل سوء يجز به}
وقولهم:(للحيطان آذان) مذكور في قوله تعالى:{ وفيكم سماعون لهم}
وقولهم:( احذر شر من أحسنت إليه)….مذكور في قوله تعالى:{وما نقموا إلا أن أغناهم الله من فضله}
وقولهم:( من جهل شيئا عاداه)…مذكور في قوله تعالى: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه}وقوله( وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم}
وقولهم:( خير الأمور أوسطها) مذكور في قوله تعالى:{ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}
وقولهم: (من أعان ظالما سلطه الله عليه)…مذكور في قوله:{كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله}….
وقولهم: ( لا تلد الحية إلا حية) …. مذكور في قوله تعالى:{ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}
تاب كتاب ابن الجوزي ص28
أبواب منتخبة من الوجوه والنظائر:
باب الباء:
الباء، وتكون بمعنى:[أقول أي بمعناها] ….{وإذ فرقنا بكم البحر}البقرة 50
وبمعنى عند: {والمستغفرين بالأسحار}آل عمران 17..
وبمعنى في: {بيدك الخير}آل عمران 26
وبمعنى بعد: {فأثابكم غما بغم}…آل عمران 153
وبمعنى: على: {لو تسوى بهم الأرض}النساء 42
وبمعنى: صلة: {فامسحوا بوجوهكم}النساء 43
وبمعنى: المصاحبة: {وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به}المائدة 61
وبمعنى إلى: {ما سبقكم بها من أحد من العالمين…}الأعراف 80
وبمعنى: إلى: {والذين هم به مشركون}النحل 100، أي من أجله…
وبمعنى: عن: {فاسأل به خبيرا}الفرقان 59
وبمعنى:مع: {فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون}الذاريات 39، أي مع جنده…
وبمعنى: من: {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا}الإنسان 6
باب الخير:
الخير يذكر ويراد به: القرآن: أن ينزل عليكم من خير من ربكم…البقرة
ويراد به الأنفع: نأت بخير منها…البقرة…في آيات النسخ..
ويراد به المال: إن ترك خيرا للوالدين والأقربين..البقرة
ويراد به ضد الشر: بيدك الخير…آل عمران
ويراد به الإصلاح: يدعون إلى الخير…في سورة آل عمران..
ويراد به الولد الصالح: ويجعل الله فيه خيرا كثيرا…[في سورة النساء ]
ويراد به العافية: وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير…الأنعام
ويكون بمعنى النافع: لاستكثرت من الخير…الأعراف
وبمعنى الإيمان: ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم…الأنفال
وبمعنى رخص الأسعار: إني أراكم بخير….[من كلام شعيب عليه السلام لقومه….]
وبمعنى النوافل: وأوحينا إليهم فعل الخيرات…الأنبياء
وبمعنى الأجر: لكم فيها خير….[أي البدن في مناسك الحج]
وبمعنى الأفضل: وأنت أرحم الراحمين…المؤمنون..
وبمعنى العفة: ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا….[في قصة حادثة الإفك في سورة النور]
وبمعنى الصلاح: إن علمتم فيهم خيرا…[أي في مواليكم، في سورة الأحزاب]
وبمعنى الطعام: إني لما أنزلت إلي من خير فقير…[لسيدنا موسى، في سورة القصص]
وبمعنى الظفر: لم ينالوا خيرا…..[في سورة الأحزاب، قصة الخندق]
وبمعنى الخيل:أحببت حب الخير…[ من كلام سليمان عليه السلام، في سورة ص]
وبمعنى القوة: أهم خير أم قوم تبع..[الدخان]
وبمعنى: حسن الأدب: لكان خيرا لهم[في سورة الحجرات، في الأمر بغض الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم]
وبمعنى: حب الدنيا: إنه لحب الخير لشديد[في سورة العاديات، في صفات الإنسان]
باب الروح:
الروح:
- يذكر ويراد به الأمر: وروح منه…[أقول: أي أمر منه "كن فيكون"، وهذه الآية نزلت في عيسى بن مريم، في مخاطبة أهل الكتاب ونفيه سبحانه بأنه له ولد أو يكون عيسى هو الله…في سورة النساء 171…]
- ويراد به جبريل: فأرسلنا إليها روحنا…سورة مريم17… [أقول: في سياق قصة مريم أم عيسى عليه السلام، فالروح هنا جبريل والقرينة كلمة "أرسلنا…"]
- ويراد به الريح: فنفخنا فيها من روحنا….سورة الأنبياء 91[أي في مريم أم عيسى عليه السلام]
[أقول: وفي الآيات السابقة التي ذكر فيها الروح جميع المراحل التي أدت إلى حمل السيدة مريم: فأرسل الله عز وجل روحه أي ملكه: جبريل……بروح منه: أي بأمر منه أي كلمة"كن فيكون"…..ثم نفخ جبريل عليه السلام روحا: ريحا خفيفة في مريم عليها السلام.. ونسب الله عز وجل الروح له: لأن كلمة كن فيكون له، ولأن جبريل لم يفعل شيئا إلى بتكليف من الله وبقوة من الله عز وجل….و{روح القدس}: هو جبريل عليه السلام في قوله تعالى عن عيسى عليه السلام:{وأيدناه بروح القدس}البقرة78… وفي قوله تعالى عن القرآن:{قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمؤمنين}النحل102]
يقول ابن الجوزي:
- ويراد به روح الحيوان:[أقول لعله يقصد أي كائن حي]….ويسألونك عن الروح(سورة الإسراء)..
- ويراد به الحياة:{فروح وريحان}..على قراءة من ضم…..الواقعة 89
الباب الثاني: فصل: في تصريف اللغة وموافقة القرآن لها…
لما كانت اللغة تنقسم قسمين:
أحدهما: الظاهر الذي لا يخفى على سامعيه ولا يحتمل غير ظاهره…
والثاني: المشتمل على الكنايات والإشارات والتجوزات….وكان هذا القسم هو المستحلى عند العرب…
نزل القرآن بالقسمين ليتحقق عجزهم عن الإتيان بمثله، فكأنه قال: عارضوه بأي القسمين شئتم…ولو نزل كله واضحا لقالوا: هلا نزل بالقسم المستحلى عندنا…ومتى وقع في الكلام إشارة أو كناية أو استعارة أو تعريض أو تشبيه كان أحلى وأحسن….
فنزل القرآن على عادة العرب في كلامهم..
فمن عادتهم: التجوز: فما ربحت تجارتهم…يريد أن ينقص… البقرة 16
ومن عادتهم: الكناية: ولكن لا تواعدهن سرا….البقرة 235…أو جاء أحد منكم من الغائط…النساء 43
وقد يكنون عن شيء ولم يجر له ذكر: حتى توارت بالحجاب…ص32
وقد يصلون الكناية بالشيء، وهي لغيره: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين….المؤمنون13
ومن عادتهم: الاستعارة: في كل واد يهيمون…. الشعراء225…..فما بكت عليهم السماء والأرض..الدخان29
ومن عادتهم: الحذف: الحج أشهر معلومات(البقرة197)… واضرب بعصاك البحر فانفلق(الشعراء63)…واسأل القرية(يوسف82)
ومن عادتهم: زيادة الكلمة: فاضربوا فوق الأعناق…(الأنفال12)
ويزيدون الحرف: تنبت بالدهن…(المؤمنون20)
ويقدمون ويؤخرون: ولم يجعل له عوجا قيما…(الكهف 1)
ويذكرون عاما ويريدون به الخاص: الذين قال لهم الناس، يريد نعيم بن مسعود…آل عمران173
وخاصا يريدون به العام: يا أيها النبي اتق الله…الأحزاب 1
وواجدا يريدون به الجمع: هؤلاء ضيفي(الحجر86)… ثم يخرجكم طفلا…عافر 76
وجمعا يريدون به الواحد: إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة…التوبة66
وينسبون الفعل إلى اثنين وهو لأحدهما: نسيا حوتهما(الكهف61)…يخرج منهما اللؤلؤ[فاللؤلؤ يخرج من البحر فقط](الرحمن22)
وينسبون الفعل إلى أحد اثنين وهو لهما: والله ورسوله أحق أن يرضوه(التوبة62)..انفضوا إليها…الجمعة11
وينسبون الفعل إلى جماعة وهو لواحد: وإذ قتلتم نفسا..البقرة72
ويأتون بالفعل بلفظ الماضي وهو مستقبل: أتى أمر الله…النحل 1
ويأتون بلفظ المستقبل وهو ماض: فلم تقتلون أنبياء الله…البقرة91
ويأتون بلفظ فاعل في معنى مفعول: لا عاصم اليوم(هود43)…من ماء دافق(الطارق 6)….في عيشة راضية(الحاقة21)…
ويأتون بلفظ مفعول بمعنى فاعل: وكان وعده مأتيا(مريم61)…حجابا مستورا(الإسراء 45)….يا موسى مسحورا(الإسراء 101)…
ويضمرون الأشياء: وما منا إلا له مقام معلوم…أي: من له…الصافات 164..
ويضمرون الأفعال: فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى..أي فضربوه….البقرة73
ويضمرون الحروف: سنعيدها سيرتها الأولى…طه21…
ومن عادتهم: تكرير الكلام: فبأي آلاء ربكما تكذبان……الرحمن
-
تابع مقاصد الخطاب القرآني:
تعريف الناس بربهم وبأسماء الله الحسنى وصفاته العليا….
انظر صفحة: هذا كلام الرب عندنا فأين كلام الرب عندهم
http://www.aljame3.com/forums/index....opic=493&st=20
-
تابع مقاصد الخطاب:
تعريف الإنسان وتذكيره بنفسه دائما، لأن أخطر أسباب الضلال الكبر، فإذا رأى الإنسان نفسه فوق الحق، فإنه يتكبر عليه ولا يقبله.. ويترك ما هو مأمور به في مقام العبودية، ويخوض -بغير علم فيما نهي عن الخوض فيه -بغير علم- من مقام الربوبية.. أما إذا رأى نفسه حقيرا ضعيفا فإنه يذل وينكسر ويكون أقرب لقبول الحق والإذعان لتكليف مقام العبودية….…والقرآن دائما يذكر الإنسان بحقيقة نفسه التي ينساها أكثر البشر:
انظرالتفاصيل صفحة: هذا كلام الرب عندنا فأين كلام الرب عندهم
http://www.aljame3.com/forums/index....topic=493&st=2