{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ }{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب 4-5بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين......ليسمح لنا إخوتُنا الأفاضل بمشاركتهم في حوارهم هذا ، ولتتسع صدورهم لنا ، ولُسامحونا إن أخطانا .......بالنسبه للطاهره " زينب بنت جحش " فهي إبنة عمة رسولنا الأكرم ، وكان يراها ويعرفها تمام المعرفه ، ولو كانت في نفسه أو يُريد الزواج منها ، ما منعه أحد وما وقف بطريقه أحد ، وهي لن تُعارض ولا أهلُها ......ورسولنا الأكرم هو الذي طلبها لزيد الذي هو بمقام إبنه ، ولنقل إبنه بالتبني ، وما كان من هذه الأصيله الطاهره ، التي هي من اشرف العرب ، أن ترد طلب إبن خالها رسول الله ، وزيد معروف أنه خادم ومولى ، ولا ترى زينب أنهُ بمقامها ، وهذه شريفه من الأشراف ، فبقي في نفسها كعادة النساء كبرياء الأصل والفصل والحسب والنسب .......وما كان لها أن ترفض طلب رسول الله ، والذي طلبه هو طلب من الله ، لأنه لا ينطق عن الهوى ، ولا يتصرف إلا بتسييرِ من ربه ، قال تعالى : -..{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36......فكانت دائماً على خلاف مع زوجها " زيد بن حارثه " وعدم إتفاق وفي شجار ، وربما يكون سبب آخر أيضاً عدم توافقهما ، فكان يأتي رسول الله يشكوا لهُ من ذلك ، ويُريد طلاقها ، ورسول الله يحول بينه وبين طلاقها ، ويُكرر لهُ القول "أمسك عليك زوجك ".....حتى جاء الأمر الإلهي من الله سُبحانه وتعالى بتحريم البنوه ودعوة الأبناء لآباءهم بقوله تعالى : -.....
.......
وعندما استحالت الحياه الزوجيه بينهما ، تم الطلاق والإنفصال ، وكان هو الحل الأمثل والصحيح
......
وعند نزول هذا الأمر الإلهي بتحريم التبني...إلخ ، كان لا بُد لهذا المُعلم والبشير والنذير ، من أن يكسر القاعده بأن زيداً ليس بإبن لهُ كما هو عادة العرب ، وان ذلك حرمه الله ، وان يُدعى الإبنُ لاباه ، وكان هو أولى الناس بوضع اللبنه والأساس لهذا الأمر ، كان الأمر الإلهي بتزويجه من هذه الطاهرة الشريفه ، وايضاً ليتحمل تبعة هذا الطلاق ، وهذه عادة من يتقون الله ويخافونه فكيف إن كان خير الخلق كُلهم ، فهو السبب في هذا الزواج وقبلت إبنة عمته به ، طاعةً لله ولرسوله ولإحترامها وخجلها من هذا النبي العظيم .
......
والتزويج منها لرسول الله جاء أصلاً جاء بإراده من الله ، ولأمرٍ اراده الله بقوله تعالى : -
.....
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37
......
أما ما أورده القرطبي وغيره ، فلا نقول بشأن ذلك إلا حسبُنا الله ونعم الوكيل ، بشأن هذه الأذيه لرسولنا الأكرم ولطهارته وعفته وعصمته ، وهذا هو من شيم اليهود عندما سبوا أنبياء الله ورسله .
..........
" وتُخفي ما في نفسك ما اللهُ مُبديه "فرسول الله يُخفي في نفسه عن عدم رضاه من هذا الزواج الغير مُتوافق ، وكان ظنه أنه سينجح ويعيشان إبنه " زيد" وإبنة عمته " زينب" بسعاده ، ولكن حدث العكس ، فهو يُخفي عدم رضاه وأن هذا الزواج سينتهي بالطلاق ، إلا انه يُخفي ذلك ويُصر على زيد بأن أمسك عليك زوجك ، كُلما جاءه يشكو إليه ويُريد الطلاق ، وهذه لم تحدث مره واحده بل مراراً ، ولو كان في نفس رسول الله بما قال به من لم يعرفوا مقام هذا النبي ويقدروه القدر الذي يليق به ، لكان مجي زيد من المرة الأُولى هي فرصه ، وحاشى عن بينا الأكرم ، وكان هو غير راضي عن التبني هذا وكذلك عن هذا الزواج ، ويُخفي في نفسه هذا الأمر ، والذي سيظهره الله وسيُبديه ويأتي أمره الواضح بشأنه.
.....
******************
أما بالنسبه لزواج رسولنا الأكرم ، من أُمنا الطاهره " عائشه " رضي اللهُ عنها ، فقد ثبت بما لا يقبل الشك وبالأدله ، بأن عمرها كان عند زواجها برسولنا الأكرم 18 عام ، والأدله لدينا ودخلنا في حوارات حول ذلك ، ولا زلنا نتحدى أن يؤتى بحاله واحده من مثل هذا الزواج بطفله ، الذي أُلصق برسولنا الأكرم ، ممن عاصروه أو من صحابته أو من التابعين وحتى تابع التابعين ، ام أن تُفرد هذه لوحده وتلصق برسولنا الأكرم من دون خلق الله ، فهذه فضحها الله وكشفها ، وجاء ممن أحبوا هذا النبي وقدروهُ حق قدره فبحثوا في بطون الكُتب حتى أتوا بالأدله الواضحه ، لإثبات العمر الحقيقي لزواجه بأمنا الطاهره المُطهره " عائشه رضي اللهُ عنها .
.......
إخيكم ومُحبكم في الله : - عمر المناصير.......7 جمادى الآر 1431 هجريه