-
أكرمان، بارت، باور، براون، بورنكام (في كتاب (عيسى) صفحة 207)، بوسّن في كتابه (Kyrios) صفحة (7) وما بعدها وأيضاً كتابه (طبيعة الدين) Das Wesen der Religion، وبروكنر في كتابه (تمهيد) صفحة (282)، وبولتمان في (تقاليد الإنجيل المتوافقة (Synoptische Tradition الطبعة الثانية إصدار عام 1931 صفحة 154) ودام، ودايسمان، وحاوكل، وجيزبريشت في (ملامح تاريخ الدين الإسرائيلي Grundzüge der israel. Religionsgeschichte)، وجريم، وهيبرلين، وهارنَك في (تاريخ العقائد Lehrbuch der Dogmengeschichte ) وفي كتابه (الرسالة Die Mission) وهارتمان، وفون هيز في (تاريخ الكنيسة " Kirchengeschichte ") وهاوسرات، ويوليشر في (تمهيد " Einleiterng " صفحة 300) وكال، وكلوسترمان في (إنجيل مرقس " 470 - Markus صفحة 109 على سبيل المثال)، وكنويف، وكولر، ولاجارد، ولويز، ومارتي، ومارتج، ونيستل، فون أفربيك، وبفيستر، ورادينهاوزر، ورجانس في ( تاريخ ما يتعلق بالمسيح " Die Geschichte der Sache Christi " صفحة (122) وما بعدها)، ورنكه، ورينان، ورايماروس، ورينجلينج، وروزنبرج، وشينكل في (قاموس الكتاب المقدس "Bibellexikon")، وشونفيلد، وشوبسس، وشورر في (المسيحية من أجل العالم وبه " Christentem für die Welt und mit der Welt " صفحة 1949)، وشتاوفر، وتيريل، وفاينل، وفايتسيكر، وفينديش، وفولفر، وفيردي وسَارند وكذلك أيضاً إدوارد تسَلر.
وقد بدأت سلسلة هؤلاء الكتاب المناهضين لبولس منذ وقت الإصلاح الديني، فظهر حينئذ: فيلكيف، ويعقوب ليفر، ورويشليكن، وإيرازموس وكارلشتات، وبيترو بمبو .
وأهم من هؤلاء هو كلماتهم في هذا الموضوع التى تملأ المراجع والمجلدات، حيث إن المراجع التي تناولت هذه الموضوعات لا تعد ولا تحصى.
والأعجب من ذلك أن شعب الكنيسة لا يعرف عن ذلك شيئاً مطلقاً ! لذلك نذكر هنا على الأقل بعض الكلمات التي تبين قيمة هذه البراهين :
لاحظ بولينجبروك Bolingbroke (1678 - 1751) وجود ديانتين في العهد الجديد: ديانة عيسى ]عليه السلام[ وديانة بولس .
ويؤكد براون Braun - بروفسور علم اللاهوت - أن بولس قد تجاهل العنصر الإجتماعي في كتاباته تماماً، لذلك نراه قد تجاهل حب الإنسان لأخيه، وقد أرجع إليه إنتشار الرباط الواهن بين الكنيسة والدولة، والذى أدى إلى قول كارل ماركس: إن الدين المسيحي أفيونة الشعوب (الجريدة اليومية لمدينة زيوريخ Tagesanzeiger إصدار 18/2/72 صفحة 58) .
أما غاندي Gandhi فيرى أن بولس قد شوه [تعاليم] عيسى [عليه السلام] (إرجع إلى كتاب Offene Tore إصدار عام 1960 صفحة 189).
أما رجل الدين والفلسفة المربى باول هيبرلين Paul Häberlin والتي ترتفع كل يوم قيمته العلمية، فلم يتردد في تعريف الديانة البولسية بأنها قوة الشر نفسها. فقد كتب مثلاً في كتابه الإنجيل واللاهوت "Das Evangelium und die Theologie" صفحات 57 -67 ما يلي:
"إن تعاليم بولس الشريرة المارقة عن المسيحية لتزداد سوءً بربطها موت المسيح [عيسى عليه السلام] فداءً برحمة الله التي إقتضت فعل ذلك مع البشرية الخاطئة. فكم يعرف الإنجيل نفسه عن ذلك !
فهو ينادي برحمة الله وبرِّه الإجباري، الأمر الذي لا يمتد بصلة إلى مقومات البر، ولا إلى الرحمة نفسها، حيث لا تجتمع الرحمة والبر الإجبارى. كما نرى أن إدخال الشيطان في العلاقة بين الله والإنسان لها مكانة خاصة في تعاليم بولس بشأن الخلاص، فنجدها ترتبط عنده بآدم، ومرةأخرى بواقع "الشريعة اليهودية" . .(وسنعود لهذا الموضوع بإستفاضة فيما بعد)
"إن أفكار بولس عن الفداء لتصفع بشارة الإنجيل على وجهها. فمسيح الإنجيل هو الفادي، ولكن ليس له علاقة بذلك الفداء الذي يفهمه بولس والذي أصبح مفهوماً بسبب خصائصه المطلقة. أما مَن يعتنقها فيكون بذلك قد ابتعد عن رسالة المسيح [ عيسى عليه السلام ] .
فالإنسان لا يمكن أن يتقبل رسالة الله المتعلقة بالرحمة الإجبارية، ويؤمن في نفس الوقت أنها شيطانية، الأمر الذي تنادي به تعاليم بولس بشأن العلاقة بين أهمية المسيح [عيسى عليه السلام] وبين آدم .
وليس للمرء أن يفهم إرسال المسيح [عيسى عليه السلام] بصورة غير مسيحية أي كوحي منزل من الله ليزيل الخطيئة التي ارتكبها آدم في حق الله، وليس للمرء أيضاً أن يتعلق بفكرة الفداء هذه، لأن من يقترف مثل هذا الذنب يكون مصراً على اتباع الخطيئة الشيطانية ."
" ونؤكد مرة أخرى أن تعاليم بولس الشيطانية هذه - تلك التي تبْرَأ منها المسيحية والتي تنادي بالخلاص من خطيئة آدم - لن تخفَّ حدتها، بل ستزداد بتعاليمه عن الرحمة . " (وسنعود لهذا الموضوع باستفاضة) .
"وأقوى التعاليم عن اللاهوت الشيطاني وآخرها هي نظرية بولس بشأن اختيار الرحمة، وليس مهماً أن يختلف معها النشاط التبشيري للرسول، بل تكمن الأهمية في أنها تعارض الإنجيل نفسه . فإذا ما كانت رحمة الله إجبارية، فلابد لها إذن أن تشمل البشرية كلها، فلو لم يتنصر كل الناس في المستقبل، فسيرهق هذا المسيحي دائماً بدافع الحب في أن يكسب غير الأبرار إلى هذا البر، وإذا ما فشل فسيعتبر هذا قضاء الله، ولكنه سوف يراه بمثابة واقع إلهي."
"وهذا يعني أنه سوف يؤمن برحمة الله. ولكنه سيتألم لأنه ليس كل المؤمنين بها من الأبرار، ويزداد هذا الألم عند إيمانه بأن كل شيء جميل أمام الله، سواء كان هذا كائناً موجوداً أو سيحدث هذا فيما بعد فهو حسن عند الله، فكيف لنا أن نصدر حكماً ضد ذلك."
"أما تعاليم بولس فتقضي بالنقيض من ذلك "(ولنا عودة في هذا الموضوع). وكتب كذلك رجل اللاهوت الذي يتمتع بشهرة خاصة أدولف هارنك في كتابه تاريخ العقائد Die Dogmengeschichte صفحة (93) موضحاً أن: "الديانة البولسية لا تتطابق مع الإنجيل الأساسي".
كذلك انتهى رجل الدين إيمانويل هارتمان Emanuel Hartmann إلى أن مسيحية اليوم (وخاصة تعاليم الفداء) لا علاقة لها بالمسيح [عيسى بن مريم عليهما السلام]، ولكن ترجع أصولها إلى مؤسسها بولس .
ويوضح بروفسور اللاهوت هاوسرات Hausrat في كتابه (بولس الحواري) " Der Apostel Paulus " أنه لو كان بولس قد بشر فعلاً بتعاليم المسيح [عيسى عليه السلام]، لكان وضع أيضاً ملكوت الله في مركز بشارته . فهو يبدأ ديانته التي اخترعها بمفهوم كبش الفداء، فهو يرى أن الله قد أنزل شريعته لتزداد البشرية إثماً على آثامها .
فما تقدره حق تقديره عند عيسى [عليه السلام] لا تراه يمثل شيئاً مطلقاً عند بولس، الذي تهبط الأخلاق عنده تحت مستوى الشريعة، بدلاً من أن يكملها، كما أراد عيسى [عليه السلام ]، لأن بولس كان يكره في الحقيقة كل جهد ذاتي . والأسوأ من ذلك أن تعاليم بولس قد صدقها الناس في الوقت الذي فعل فيه المسيح عيسى [عليه السلام] كل شيء من أجلنا .
أما البروفسور دكتور كارل هيلتي Carl Hilty - فيلسوف ومحامي سويسري شهير- قد لفظ تعاليم بولسس عن الفداء الدموي نهائياً، ووصف تعاليمه عن "اختيار الرحمة" أنها "أحد أكثر أجزاء العقيدة المسيحية ظلاماً" ارجع إلى كتابه ( السعادة : Das Glück الجزء الثالث صفحات 167، 363 ) .
ويؤكد بروفسور اللاهوت الشهير يوليشر Jülicher في كتابه ( بولس وعيسى Paulus und Jesus إصدار عام 1907 صفحات 52 / 72 ) أن الشعب البسيط لا يفهم تخريفات بولس الفنية ( اقرأها "التحايل والسفسطة" ) ولا المتاهات التي تدخلنا في أفكاره، فلم يعتبر عيسى [عليه السلام] نفسه مطلقاً أحد صور العبيد، ولم يتكلم البتة عن قوة تأثير موته: أي موته فداءً، ولم يشغله غير فكرة وجود أرواح طاهرة قبل موته (وقد تبنى بولس هذه الفكرة أيضاً).
كذلك لاحظ يوليشر من القرائن التاريخية أن النقض كان موجها دائماً إلى بولس (ص13). ويضيف أيضا - وهو مُحِقٌ في ذلك - أنه كان من المتوقع أن نُعطي لعيسى ]عليه السلام[ الأولوية في ظل هذه التناقضات، إلا أن الكنيسة قد فعلت العكس تماماً، أي أنها فضلت بولس عن عيسى ]عليه السلام[.
كذلك توصل سورين كيركيجارد Sören Kierkegaard إلى أن السيادة التي نالتها ديانة بولس، ولم يتساءل عنها أحد (للأسف) هي التي غيرت العقيدة المسيحية الحقة من أساسها، وجعلتها غير مؤثرة بالمرة (إقتباس من المرجع السابق ل Ragaz صفحة 19).
كذلك وجد يواخيم كال Joachim Kahl - وهو أيضاً من رجال الدين - أن كل ما يسيء المسيحية فترجع أصوله إلى بولس.
أما الكاتب يوحنا ليمان Johnnes Lehmann فقد قال فىنهاية بحثه إن بولس قد قلب تعاليم عيسى رأساً على عقب (ص151 من كتابه Jesus Roport).
كما ذكر في كتيب ( المسيحية ليست ديناً جديداً Das Christentum war nichts Neues) أن تعاليم بولس عن الفداء بل وديانته نفسها ليست إلا نسخة متطابقة مع الأديان الوثنية التي سبقت المسيحية ( مثل ديانات : أنيس، وديونيس، ومترا وغيرهم ). وتمثل تعاليمه هذه قلب رسالته .
والعارفون لهذه القرائن يرون أن عيسى ]عليه السلام[ قد رفض هذه الأفكار تماماً، إلا أن نفس هذه الأفكار قد حول بولس بها المسيحية إلى أحد الأديان الوثنية الغامضة، وبذلك نتجت ديانة جديدة تماماً، ولم يكن بإمكانه الإبتعاد عن ديانة عيسى ]عليه السلام[ وتعاليمه بصورة تفوق مااقترفه، ومن يُعارض ذلك فلن يلق من أمره إلا الحيرة التامة وسيكون غير موضوعى بالمرة .
وأكثر الناس معرفةً لهذه القرائن هو رجل الدين الكاثوليكي السابق والباحث الديني ألفريد لوازي Alfred Loisy، وهو قد ساق لنا التناقض الصارخ بين رسالة عيسى [عليه السلام] وتعاليم الفداء البولسية في أعماله الشاملة : le sacrifice Essai historique sur إصدار باريس عام 1920 وأيضاً Les mystères païens et le mystère chrètien إصدار باريس عام 1930.
وقد صرح لوازي في أعماله المذكورة أن عيسى ]عليه السلام[ لم يكن لديه أدنى فكرة عن مثل هذا الدين الوثني الغامض، الذي أبدله بولس برسالته وعيسى ]عليه السلام[ منها بريء (وهو هنا يتكلم عن تحوُّل، وإبعاد، وتغيير).
فقد أقام بولس المسيحية على قاعدة تختلف تماماً عن تلك التي بنيت عليها رسالة عيسى ]عليه السلام[، لذلك تحولت رسالة عيسى ]عليه السلام[ إلى ديانة من ديانات الخرافات الأسطورية، فقد جعل بولس عيسى ]عليه السلام[ في صورة المخلّص الفادي التي تعرفها الأديان الأخرى الوثنية، وفيما بعد سيطرت أسطورة الفداء هذه على إنجيل عيسى ]عليه السلام[ الذي لم يعتنقه العالم القديم، واعتنق بدلاً منه خرافة أخرى لا علاقة لعيسى ]عليه السلام[ بها .
كذلك تحدث لوازي عن تحول بولس وإنسلاخه، وأكد أن فكرة هذه الديانة الوثنية الغامضة لم تكن فكرة عيسى ]عليه السلام[، الأمر الذي أبدل روح الإنجيل بروح أخرى تماماً.
وقال القس البروتستانتي كورت مارتي Kurt Marti ؛ إن بولس قد غيّر رسالة عيسى [عليه السلام] تماماً (Exlibris Heft إصدار ديسمبر 1973 - صفحة 5).
وقال بروفسور اللاهوت الشهير فرانتس فون أوفربيك Franz Von Overbeck : "إن كل الجوانب الحسنة في المسيحية ترجع إلى عيسى [عليه السلام]، أما كل الجوانب السيئة فهي من عند بولس " إقتباس من Ragaz من كتاب ( هل هذا إصلاح أم تقهقر ؟ Reformation vorwärts oder rükwärts? " صفحة 18 .
ويرى بفيسترفي كتابه (المسيحية والخوف Das Christentum und die Angst صفحة 400) أن الإصلاح الديني هذا فضَل التمسك بتعاليم بولس عن الرسالة الحقة لعيسى.
كما لاحظ بروفسور اللاهوت الشهير بفلايدرر O. Pfleiderer- بجانب العديد من الرسائل الأخرى المتعلقة بالموضوع - أن وجهة نظر بولس عن عملية الفداء الأسطورية بموت عيسى [عليه السلام ] كانت غريبة تماماً عن الأمة المسيحية الأولى (كما كانت غريبة أيضاً عن عيسى [عليه السلام]) (إرجع إلى نشأة المسيحية Die Entstehung des Christentums صفحة 146) . وقد ذكر أشياء كثيرة منها:
"إن وجهة النظر الغريبة التي تتعلق بموت المسيح [عيسى عليه السلام] تقضي بموت المسيحين ونشورهم بطريقة غامضة لم تكن معروفة عند الأمة المسيحية الأولى لذلك لم يَشتق مصطلح الفداء من كلمة التضحية.
أما قول لوقا إن النبى القادم (المسيَّا) سوف يعمدكم بالروح القدس والنار: (18وَبِأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَعِظُ الشَّعْبَ وَيُبَشِّرُهُمْ.) لوقا 3: 18 ، فهو لم يذكر هذه الأشياء، ومعنى ذلك أنه كذب ولم يكن أميناً فى اعترافه فى أول كتابه أنه سيتحرى الدقة فى كل ما يكتبه لصديقه ثاوفيليس ، وهو هنا قد كتم نقاطاً كان عليه أن يوضحها ، ربما أنقذت كفاراً وضالين من ضلالهم. فهل من الأمانة ترك التعاليم التى تعد لب البشارة وأساس دعوة يسوع والمعمدان عليهما السلام؟
يقول متى: (13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. 16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 13-17
وفيها يقول مرقس: (9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!».) 1: 9-11
ويقول لوقا: (19أَمَّا هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ وَلِسَبَبِ جَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا 20زَادَ هَذَا أَيْضاً عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. 21وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!».) 3: 19-22
وهنا على هذه الروايات الأربع عدة ملاحظات:
1- أولاً أضاف متى فى روايته على مرقس حواراً قصيراً بين المعمدان وعيسى عليهما السلام: («أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ.) ولم يعلم بهذا الحوار لا مرقس ولا لوقا.
2- انشقاق السماء ونزول روه الله كحمامة لدليل على عدم ألوهية يسوع وعدم اتحاده مع الله والروح القدس ، حيث ظهر الإثنان منفصلين. وقانون الإيمان الصليبى يقتضى عدم إنفصال أى منهم طرفة عين.
3- معنى نزول روح الله أن الله بقى من غير روح ، فهل كان فى السماء ميتاً؟ وماذا كان سيفعل لو لم تعد إليه هذه الروح؟ وأليس معنى ذلك أنهم قسموا الإله إلى ثلاثة أقسام لا يمكن أن تكون متحدة: إلى عظيم، كبير لا تسعه السماوات ولا سماء السماوات، وإله تجسد فى صورة إنسان ، وآخر تجسد فى صورة حمامة؟
4- كيف غفل اليهود والرومان عن انفتاح السماء ونزول روح الله كحمامة؟ ألم يكن هذا إعلان لإرادة السماء لإختيار يسوع النبى المنتظر؟ لكن القارىء للكتاب المقدس يجد فيه أن الناس لم يكن عندها علم بيسوع إلا بعد الإستماع إليه أو التعامل معه:
(19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!) يوحنا 4: 19 ، فلم تكن تعلم من قبل ، ولا دلها أحد سكان أورشليم أن هذا هو الإله أو المسيا.
(31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟».) يوحنا 7: 31، أى إنهم كانوا يعرفون أن يسوع ليس هو المسيح الرئيس.
(25فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ 26وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جِهَاراً وَلاَ يَقُولُونَ لَهُ شَيْئاً! أَلَعَلَّ الرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِيناً أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ حَقّاً؟ 27وَلَكِنَّ هَذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ».
(40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ». 41آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ 42أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ؟» 43فَحَدَثَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَمْعِ لِسَبَبِهِ.) يوحنا 7: 40-43
استفهامات كثيرة ، وتساؤلات عديدة ، وشائعات متوارثة ، ولم يُحسم الأمر، فتعبوا من
التفكير لذلك قرروا أن يسألوه: (22وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ شِتَاءٌ. 23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ 24فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً». 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».) يوحنا 10: 22-30
فلم يجبه عيسى عليه السلام مباشرة ، على الرغم من أنه قد قال ذلك مراراً فى الهيكل وخارجه ، لكنه علَّق الإجابة على شرط الإيمان بالله الأعظم من الكل. واعلم أنه (لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي) ، أى ما يقرره الله ، لا يمكنك أن تغيره ، فإرادة الله بيد الله وحده ، ولا يملك أحد أن ينتزع النبوة من الله ، فهو صاحب القرار الأوحد أن يوجه رسالته لمن يشاء، وهذا الكلام الذى أقوله لك ليس كلامى أنا بل كلام الل، لأنى أبلغ رسالت، لذلك أنا والآب واحد، فكلامى إذن هو نفس كلامه، لذلك آمِن!
لقد حدَّدَ الناموس أن دين هذا النبى الخاتم المسيَّا سيبقى إلى الأبد ، لأنه مرسل إلى العالمين: (34فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟») يوحنا 12: 34 ، نعم سيأتى بعد أن يُنقذ الله عيسى ابن مريم الإنسان ابن الإنسان، من الصلب والقتل ، ويرفعه إليه ، وهذا ما حدث. لقد ظهر المسيا رسول الله إلى الثقلين الإنس والجن بعد رفع عيسى عليه السلام.
أما عيسى ابن مريم نفسه ، فقد قال عنه ملاك الرب إنه جاء لبنى إسرائيل فقط ، جاء ليخلِّص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21، أما المسيا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد.
إذن فلم يرى أحد معجزة إنشقاق السماء ونزول روح الله كحمامة ، ولم يتكلم عنها أحد من المؤرخين. وفى هذا الصدد يقول هريدى: (وفي هذا الصدد يقول "جان كلارك " وهو ناقد مسيحي مستهزئاً بهذه الرواية جملة وتفصيلاً: "إن متّى أبقانا محرومين من الاطلاع العظيم وهو أنه لم يصرح لنا أن السموات لما انفتحت هل انفتحت أبوابها الكبيرة أم المتوسطة أم الصغيرة… ولأجل هذا السهو الذي صدر عن متّى، قساوستنا يضربون الرؤوس متحيرين… وما أخبرنا أيضاً هذه الحمامة هل أخذها واحد وحبسها في القفص أم رأوها راجعة إلى جانب السماء. ولو رأوها راجعة في هذه الصورة لا بد أن تبقى أبواب السماء مفتوحه إلى هذه المدة. فلا بد أنهم رأوا باطن السماء بوجه حسن لأنه لا يعلم أن بواباً كان عليها قبل وصول بطرس هناك. لعل الحمامة كانت جنية".)
5- جاءت صيغة الكلام الحمامة عند متى بالغائب: (هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ) ، وكانت عند مرقس ولوقا بصيغة المخاطب ، ولو إنهما أيضاً مختلفان. فكانت عند مرقس: (أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!) ، وجاءت عند لوقا: (أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!)، ومن هذا يتضح تزوير متى ولوقا لنص مرقس.
6- كذلك قرر مرقس ومتى أن يسوع اعتمد من يوحنا المعمدان ، ولكن عند لوقا اعتمد يسوع بعد أن حبس هيرودس المعمدان ، فبالتأكيد كانت معموديته من أحد آخر غيره. وعلى ذلك فإن المعمدان عند لوقا لم يكن من شهود العيان على هذه الحادثة. وهذا يكذب هذه الرواية.
7- كذلك لم يكن المعمدان عند متى من شهود العيان ، لأنه لو علم المعمدان بحقيقة يسوع وأنه المسيَّا ، لما أرسل إليه وهو فى السجن إثنين من تلاميذه يسألونه إذا كان هو المسيَّا أم الآتى بعده: (2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».) متى 11: 2-6
والمدقق فى إجابة يسوع يعلم أن هناك نصاً محذوفاً ، وهو إجابة يسوع على هذا السؤال إجابة لا لبث فيها ولا مواربة. إذ لا تدل إجابته إلا على أنه نبى من الأنبياء، مثل حزقيال أو إلياء أو موسى ، فكل من هؤلاء الأنبياء كانت له معجزات. فعلام تشير إجابته إذن؟
8- معنى أن يسوع يأتى ليعمد أنه ليس بإله ، إذ لا يقل عاقل إن الخالق أنجس من المخلوق ، إذ لا يُعقل أن الماء المخلوق ينظف ويطهر الإله. إضافة إلى ذلك لا يوجد إله مذنب ، فلو كان يسوع إلهاً لما تعمَّدَ. ولماذا كان يُعمَّد الرب؟ ما هى الأخطاء التى فعلها؟
تقول دائرة المعارف الكتابية (تحت كلمة الخطية): (لا يوجد في الكتاب المقدس تعريف محدد للخطية، ولكن هناك عدة أوصاف لها، ومن ثم يجب الجمع بين مختلف الجوانب. فالخطية عمل إرادي أخلاقي (تك 2:3-6، رو 18:1و28). ولا ينطوي المفهوم الأخلاقي المجرد عن التعدي الإرادي على الشريعة - في الكتاب المقدس - تحت مفهوم ديني أشمل عن السلوك الخاطئ تجاه أوامر اللـه ووصاياه المحددة (تك 3: 3) وناموسه (رو 3: 19و20) فحسب، لكنه ينطبق أيضاً على رفض الإنسان الانقياد - في حياته - لتأثير معرفة قوة اللـه الموجهة المرشدة و الضابطة الملزم (رو1: 18 و28)، ورفضه معرفة طبيعة اللـه (يو 3: 19) ورفضه محبة اللـه المعلنة في شخص ابنه (يو 3: 36). فأى من هذه الخطايا عملها يسوع؟
9- معنى قول يسوع عند متى («اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ».) أن رسالتهما مشتركة وهى إكمال البر الأول ، والبشارة بملكوت الله ونبيه القادم. إذن فليس عيسى ولا المعمدان المسيَّا الذى كانت تنتظره الأمم وبشرت بقدومه الكتب والأنبياء.
10- معنى استئذان يسوع المعمدان أن يطهره ، أن يسوع ليس بإله ، لأنه لا يوجد إله يستئذن عبيده.
11- معنى أن المعمدان لم يسجد ليسوع أنه علم أن يسوع ليس بإله ، إذ لا يُعقل ألا يعرف النبى إلهه.
12- متى نزلت الحمامة بالضبط؟
بعد أن صعدَ من الماء: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:
«هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17
أثناء صعوده من الماء: (9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!».) مرقس 1: 9-11
أثناء صلاته أى بعد التعميد: (21وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!».) لوقا 3: 21-22
فى اليوم الثانى من التعميد: (29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. 30هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ».) يوحنا 1: 29 ، فمن نصدق فيهم؟
13- لم يعرف وحى يوحنا بانشقاق السماء أو بنزول روح الله متجسدة فى كحمامة ، ربما لأنه قرر منذ البدء أن روحه تجسدت فى إنسان ، فأحجم عن ذكرها.
14- وهل روح الرب الذى لا تسعه السماوات ولا سماء السماوات صغيرة لدرجة أنها تتشكل فى جسم حمامة؟
15- ولماذا لم تظهر روح الرب لكل الناس لتعلمهم بذلك؟ لماذا خصَّت المعمدان بهذا الشرف وحده؟ ألم يكن هذا أكثر رحمة ومحبة من الرب أن يعلن دينه وبوضوح لكل الناس؟
16- وإذا كان الرب قادراً على أن يتشكَّل فى شكل حمامة ، فلماذا لم يتشكَّل كإنسان مباشرة؟ وما الذى أحوجه إلى ترك عرشه أو عشه تسعة أشهر يمكثها فى بطن امرأة لتلده عرياناً ملوثاً بالدماء؟ ناهيك عن جهله ، وتركه لملكوته إلى أن تعلم علم البشر وبلغ ثلاثين سنة.
17- اتفق كل من مرقس ويوحنا 1: 33 أن المسيَّا سيعمدهم بالروح القدس فقط ، وخالفهما متى ولوقا بإضافة النار إلى الروح القدس ، ولم يكتفى لوقا بذلك بل أضاف أيضاً جملة (18وَبِأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَعِظُ الشَّعْبَ وَيُبَشِّرُهُمْ.) ، وقد علقت عليها فى الأسطر القليلة السابقة. وما زلنا لا تعلم ما هى هذه الأشياء الكثيرة الأخرى؟ ولا لماذا كتمها عنا؟
18- لم يعلم أى من التلاميذ أنفسهم شيئاً عن مسألة التعميد بالروح القدس هذه، ولم يتعمد أحد منهم إلا بالمعمودية التى تعمد بها نبيهم عيسى عليه السلام: (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.) أعمال الرسل 19: 1-6 ، إذن لقد غير بولس دينهم.
19- لم يكن عيسى عليه السلام المسيَّا ، فهو لم يعمد أحداً من تلاميذه ، لا بالروح القدس ولا بالنار، بل ترك الشيطان يعيش معه ويأكل مع الأبرار ، بل كان أمين صندوقهم. وسواء أكان هذا الشيطان يهوذا الإسخريوطى (كما تقولون) أو بطرس كما
قال عنه سيده ومعلمه فهو لم يفصل الأشرار عن الأبرار.
20- كان محمد صلى الله عليه وسلم هو المسيَّا ، فقد أخرج المنافقين من بين المؤمنين (وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) سورة التوبة 56
وأخبره الله أيضاً (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)) التوبة 94-97
وأيضاً (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) التوبة 101
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)) التوبة 107-108 (موقع هريدى بتصرف)
كما أن أتباع النصرانية قد استحلوا السجود أما التماثيل والصلبان وأيقونات من يسمونهم القديسين ، وهذا ليس بتصرف شخصى ، بل هو ما أقرته مجامعهم العالمية: يقول الأستاذ هريدى: (ففي مجمعهم السابع سنة 754 م الذي عقدوه في نيقية حرم الملك قسطنطين الخامس اتخاذ الصور والتماثيل في العبادة كما حرم طلب الشفاعة من مريم العذراء. لكن في سنة 787 م أمرت الملكة "ايريني " بعقد مجمع آخر في نيقية أيضاً وقررت تقديس صور المسيح والقديسين.)
21- قول لوقا: (وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ) لوقا 3: 21 ، لتنفى الألوهية عن يسوع نفياً قاطعاً ، لإذ لا يصلى إلا العبد لربه ، ولا يكون الإله عبداً لنفسه أو لغيره مطلقاً! إلا إذا قلنا بتعدد الألهة ، الإله الذى فى السماوات ، والإله الحمامة ، والإله الذى يصلى ، وفى هذه الحالة لا يكونون متساويين أو متحدين بأى صورة من الصور ، فهناك إله هو الأكبر والأقوى والمسيطر ، والباقى له عبيد ، أحدهم ينزل فى صورة حمامة لينفذ رسالة خالقه ، والآخر عبد مطيع مستغفراً من ذنوبه ، تائباً راجعاً منيباً إلى خالقه ، طالباً رضاه ، مصلياً راجياً محبته.
أو يكون هذا الإله الذى كان يصلى له الإله الآخر الذى كان يُعمَّد ، إلهاً مستبداً ، ذو بطش ، وجبَّار ، لا يعرف الحب ، ولا مكان فى قلبه للعفو ، وتبتعد عن الرحمة بعد السماء عن الأرض، أرسل زميله فى الإلوهية أو ابنه البرىء فى صورة إنسان ، وجعله عبداً له ، وأمره بالصلاة والصيام ، ثم أمره بالإنتحار ، لتكفير خطيئة عبداً آخر.
22- أما قول يوحنا: (هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ.) يوحنا 1: 29 ، لدليل على بولس قد كتب هذا الإنجيل المسمَّى بيوحنا ونسبه ليوحنا أحد تلاميذ عيسى عليه السلام ، إذ أنه لو يقصد بهذا الفداء الخطيئة الأزلية ، فهذا ليس بقول عيسى عليه السلام ولا بقول الله ، لما تقدم وأثبته أن أوامر الله تقضى بأن يحاسب كل إنسان على أعماله هو فقط:
(1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, .. .. .. .. 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ .. .. ..12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. .. .. .. بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ 24وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ, أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ.) حزقيال 18: 1-24
ولو يقصد أن هذا هو المسيَّا الذى سيكون دينه للعالم كله ، ليتوب الله على من تاب ، فهو إذن من المدسوسات على كتاب عيسى عليه السلام وأفعاله ، لأنه رفض أن يطلق عليه المسيَّا ، فقد أكَّدَ عيسى عليه السلام أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل، بل رفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحقوق وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى الرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسيَّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
وقرر الملاك الذى نزل ليبشر بولادته أنه مرسل إلى أمته فقط: : (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21 ، أما المسيا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد.
بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 5-7
23- اتفق كل من مرقس ويوحنا أن اسم الذى ظهر هو (وَالرُّوحَ) ، وجعلها متى (فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ)، وجعلها لوقا (وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ). فماذا قال الوحى بالضبط؟
24- واتفق كل من مرقس ومتى ويوحنا على أن الشكل الذى ظهر لهم كان (حمامة) ، وقالها لوقا (مثل حمامة).
ولك أن تتخيل أن الله الذى يوصف بأنه الأكبر يكون فى شكل حمامة ، والغراب أكبر منه ، والنسر أقوى وأكبر منه!!
لك أن تتخيل أن الرب الحمامة تأويه عشة الحمام ، وأنه ولد فى مزود لللأبقار ، وأنه خروف ، وتجسد فى صورة إنسان!!
لك أن تتخيل أن براز الرب يُطلق عليه زبل حمام!!
لك أن تتخيل أن الرب الحمامة يخاف أن يطير عسى أن يصطاده أحد الصبية التى تتعلم الصيد!!
وهل تمكنت الحمامة بعد ذلك من العودة إلى السماء؟ أم ماذا فعلت بعد ذلك؟ فعلى قدر علمى لا يمكن للحمام أن يطير أعلى من الصقور والنسور ، وعلى ذلك يكون النسر والصقر أقوى وأكفأ من الرب!!
لك أن تتخيل أن الرب يقترب منه ذكر حمام أو أنثاه يداعبه ويراوده عن نفسه!!
وكيف سمع المعمدان صوت الحمامة الضعيفة ولم يسمعها باقى المجاورين له على شاطىء النهر؟ ألم يقل الرب إنه لم يسمع أحد صوته أو رأه؟ (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
وكيف يكون حمامة ويقول الله: (أما أملأ أنا السموات والأرض يقولُ الرب) إرمياء 23: 24 ؟
وكيف تغير إلى حمامة أو إنسان وهو القائل: (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6 ؟
وعلى ذلك فلا يمكن أن يكون الطفل الذى ختنوه هو الله:
(ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبى سمى يسوع) لوقا 2: 21
وعلى ذلك فلا يمكن أن يكون الطفل الرضيع هو الله:
(وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذى حملك والثديين الذين رضعتهما)لوقا11: 27،
وعلى ذلك فلا يمكن أن يكون الصبى الذى كان يمحو جهله بالعلم هو الله:
(وكان الصبى ينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة)لوقا2: 40
(52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ) لوقا 2: 52
ولا يمكن أن تكون الحمامة التى رآها يسوع هى الله ، لأن الرب لا يتغير، والمقصود هنا طبعاً فى الجوهر وليس المظهر ، لأن الله لا يراه أحد قط: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:«هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».)
متى 3: 16-17
ولا يمكن أن يكون الخروف هى الرب ، لأن الرب لا يتغير: (هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك) رؤيا يوحنا 17: 14 ؛
ولا يمكن أن تكون الشاة هى الرب ، لأن الرب لا يتغير: («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل8: 32
ولا يمكن أن يكون الأسد هو الرب ، لأن الرب لا يتغير: (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. 7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.) هوشع 13: 4-8
ولا يمكن أن يكون النمر هو الرب ، لأن الرب لا يتغير: (هوشع 13: 4-8)
ولا يمكن أن يكون الدب هو الرب ، لأن الرب لا يتغير: (هوشع 13: 4-8)
ولا يمكن أن يكون اللبوة هو الرب ، لأن الرب لا يتغير: (هوشع 13: 4-8)
ولا يمكن أن تكون التنين الضخم هو الرب ، لأن الرب لا يتغير: (7فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَى إِلَهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 8فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 12جَعَلَ الظُّلْمَةَ حَوْلَهُ مَظَلاَّتٍ، مِيَاهاً مُتَجَمِّعَةً وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. 13مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ اشْتَعَلَتْ جَمْرُ نَارٍ. 14أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ. 15أَرْسَلَ سِهَاماً فَشَتَّتَهُمْ، بَرْقاً فَأَزْعَجَهُمْ. 16فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْبَحْرِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِهِ.) صموئيل الثانى 22: 7-16
ولا يمكن أن يكون الرب طائر فى السماء راكباً ملاك أنثى ، لأن الرب لا يتغير: (صموئيل الثانى 22: 10-11)
ولا يمكن أن يكون الرب رمة ودودة ، لأن الرب لا يتغير: (أيوب 25: 6) وكذلك: (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً (يوحنا 1: 1-14)، (فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود)أيوب25: 8
فلا هذه الحمامة ولا هذا التنين ولا هذا الخروف ولا الشاة ولا النمر ولا الدبة ولا الأسد ولا البوة ولا الإنسان ، كانوا الله ، لأن:
(ليس مثل الله) تثنية 34: 26 ،
(أيها الرب إله إسرائيل ، لا إله مثلك فى السماء والأرض) أخبار الأيام الثانى 6: 14 ،
(قد عظمت أيها الرب الإله لأنه ليس مثلك ، وليس إله غيرك)صموئيل الثانى 7: 22
(يا رب ليس مثلك ، ولا إله غيرك) أخبار الأيام الأولى 17: 20 ،
(فبمن تشبهون الله؟ وأى شبه تعادلون به؟) إشعياء 40: 18 ،
(بمن تشبهوننى ، وتسووننى ، وتمثلوننى لنتشابه؟) إشعياء 46: 5
(19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ، هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفى؟) عدد 23: 19
(لا مثيل لك يا رب، عظيم أنت، عظيم اسمك فى الجبروت) إرمياء 1: 6
25- لا يمكن أن يكون عيسى عليه السلام هو الله ، ولا يمكن أن تكون الحمامة التى ظهرت هى الله ، لأن الله لم يره أحد قط ، ولا يمكن أن يراه إنسان ويعيش:
(فكلمكم الرب من وسط النار، وأنتم سامعون صوت كلام ، ولكن لم تروا صورة بل صوتاً ... .. فاحتفظوا جداً لأنفسكم. فإنكم لم تروا صورة ما، يوم كلمكم الرب فى حوريب من وسط النار ...) تثنية 4: 12 ، 15
وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20
ويؤكد سفر إشعياء هذا قائلاً: (حقاً أن إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15 ،
(اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18
(أيها الرب إله إسرائيل .. .. هل يسكن الرب حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السماوات لا تسعك) ملوك الأول 8: 22-28
26- أما قول الأناجيل إن الحمامة قالت: هذا أو أنت (ابْنِي الْحَبِيبُ) ، فهذا من تأثير دعوة بولس على كتَّاب الأناجيل ، وهذا يدعم رأى علماء الكتاب المقدس القائلين إن هذه الكتب هى شتات مجمع من الأقوال الشفاهية التى تناقلتها الألسن بعدرفع عيسى عليه السلام. فهذه هى دعوة بولس: (20وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هَذَا هُوَ ابْنُ اللهِ».) أعمال الرسل 9: 20
وهو نفس اللفظ الذى استعملته الشياطين التى أخرجها يسوع من الناس: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
وهو نفس الاسم الذى استعمله الشيطان الذى أسر الإله عندكم لمدة 40 يوماً يجربه فى البرية (متى 4: 1-6).
ويقول الأستاذ هريدى معلقاً على هذه النقطة: لقد كان اليهود والنصارى (الأوائل بشهادة جميع النقاد كانوا يعبدون الله الواحد في الهيكل بعد رفع المسيح، ولو تجرأ واحد وقال: إن عيسى ابن الله الطبيعي الحبيب.. لقطعوا رأسه قبل أن يقطعوا لسانه. ثم يجب أن لا ننسى أن هذا اللفظ (ابني الحبيب) استعمله الشيطان في "التجربة" وكذا استعمله المجنونان الخارجان من القبور فهل من المعقول أن يستعمل الله نفس اللفظ الذي استعمله الشيطان أو المجنونان؟ هذا فضلاً عن أن عيسى لم يسم نفسه أبداً ابن الله، ولا ابن الله الحبيب.)
27- إن المتأمل فى الغرض من العماد ، ليعلم أن أسطورة الفداء والصلب الوثنية لا علاقة لها بيسوع أو دينه ، وإنما هى من اختراعات بولس: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
28- ويقول هريدى عن التعميد: (إن المتأمل في سيناريو العماد هذا يرى بوضوح أن ما استهدفه الكاتب (أو من دسه في إنجيله. وللأسف أخذه لوقا بدون تمييز، مع أنه وعدنا في أول إنجيله بأنه سيدقق في كل ما يكتب) ولم يفصح عنه، هو أنه يريد أن يقول لنا أن هناك شيء اسمه الثالوث. فرسم لنا إلهاً في السماء لا تدركه الأبصار (الأب)، وإلهاً على الأرض خارج لتوه من الماء (الإبن)، وإلهاً ثالثاً حمامة يقطع المسافة بينهما (روح القدس). أنه يقدم لنا الثالوث باستحياء، لأنه ليس لديه الجرأة أن يقول لنا صراحة إن الله ثالوثاً. ولكنه للأسف فشل في ذلك وأيما فشل. لأنه إذا كان عيسى أحد أركان الثالوث هو الذي تعمد فقط، وإذا كان الأب والابن وروح القدس حسب مفهوم الشاؤولين الكنسيين هم واحد، فهل نستطيع القول بأن الأب و الروح القدس قد تعمدا أوتوماتيكياً بتعميد المسيح؟! إن قالوا نعم قلنا كيف؟ بالتلكس أم بالفاكس؟ إذ أن الأب كان وقتها في السماء حسب شهادة أناجيلكم وعيسى الابن كان على الأرض، و الروح القدس الذي جعلتموه على شكل حمامة قد حط على عيسى بعد العماد!! هذا في الوقت الذي لم يعمد فيه المعمدان إلا شخصا واحداً! وإن قالوا لا قلنا لهم إذا أنتم أمام ثلاثة آلهة منفصلة ومتباعدة فلا يمكن أن تكون واحداً.)
ويواصل قوله: (أولهم لا نعرف عن ذاته شيئاً لأنه دائماً في الخفاء، والثاني إنسان والثالث حمامة ونحن لم نسمع أبداً بإله ثلثه الأول في الخفاء وثلثه الثاني إنسان وثلثه الثالث حمامة، لا يا سادة إن الإله ليس مركب!! هذه وثنية تعددت فيها الآلهة، وهذا قطعاً ليس دين المسيح الذي أرسله الله به لأنه شذ عن جميع الأديان السماوية السابقه واللاحقة. هذا دين فبركته المجامع الكنسية اليهودية الوثنية التي باعت نبيها ودينها وضمائرها من أجل أغراض شريرة ومن أجل التقرب من الملك قسطنطين الوثني الذي كانت تخشى سطوته. والمسيحيون الذين يحبون المسيح اليوم في القرن العشرين مطالبون بعملية تحديث كاملة وشاملة General and Comprehensive Updating لهذا الدين. وإلا فرجاء مرة أخرى لا تقولوا إن هذا دين المسيح، بل وابتعدوا عن المسيح كلياً. لأن هذا ليس من دين المسيح في شيء ونحن أولى بالمسيح منكم لأننا ننزهه عن هذه الخرافات والترهات كما ننزهه عن البصق والجلد والصلب، وقبل ذلك ابتعدوا عن الله وعن اسم الله وروح الله، لأن الإله المركب من إله وإنسان وحمامة هو ليس الله إنما إله أسطوري مكانه أحد المعابد الوثنية القديمة.)
انتهى الإصحاح الثالث
وأعتذر حاليا عن مواصلة التفسير لضيق الوقت ولأنشغالى بالرد على عدة شبهات قرآنية وأمور أخرى أيضاً تقبل الله منكم ومنى
على فكرة هريدى ما شاء الله عليه متمكن فى التفسير وملم بالكتاب المقدس، لدرجة أننى فى بداية كل إصحاح أفكر ألا أكمل ونكتفى بعمله ، إلا أننى أرانى أضيف هنا فكرة ، أو أبسط أخرى ، أو أضيف اقتباس لأحد علماء النصارى لم تقع عليه عيناه ، وهذا ما كان يجعلنى أواصل العمل.
-
الإصحاح الرابع
1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2 فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. 3 فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». 4 فَأَجَابَ وَقَالَ:«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». 5 ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، 6 وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7 قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». 8 ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، 9 وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10 حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11 ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
12 وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ، انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ. 13 وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرَنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ، 14 لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: 15 «أَرْضُ زَبُولُونَ، وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ، طَرِيقُ الْبَحْرِ، عَبْرُ الأُرْدُنِّ، جَلِيلُ الأُمَمِ. 16 الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». 17 مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ:«تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».
18 وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19 فَقَالَ لَهُمَا:«هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». 20 فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21 ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. 22 فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.
23 وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب. 24 فَذَاعَ خَبَرُهُ فِي جَمِيعِ سُورِيَّةَ. فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ الْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَالْمَجَانِينَ وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ، فَشَفَاهُمْ. 25 فَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْعَشْرِ الْمُدُنِ وَأُورُشَلِيمَ وَالْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ)
يبتدأ متى هذا الفصل بقوله: (1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.) ، ولم يوضح لنا أى روح هذه هى التى سحبت يسوع وأجبرته للبقاء فى البرية وسط الوحوش لتجربه؟ فهل هو الرب نفسه؟ فيوحنا يقول فى إنجيله: "إن الله روح" (يوحنا 4/24) ، فكيف يجرب الرب نفسه؟ وأى قهر وذل يمارسه الرب الروح على الرب الإنسان؟ وما هو الهدف التربوى الذى نتعلمه من وجود مثل هذا الشريك المجحف بشركائه؟ وهل يمكن أن تتم مثل هذه الشركة بين ظالم ومجحف بحق شركائه وبين ضعيف لا يملك الدفاع عن نفسه؟ وما الذى سيعود على الإله القوى من مشاركة التابع الضعيف؟ وما الذى سيأخذه التابع الضعيف من مشاركة القوى الظالم غير الذل والهوان؟
وقد يخطئنا أحد النصارى فى هذا الفهم ، ظناً منه أن الآب والابن والروح القدس شخص واحد لا يجوز له أن ينفصل ، فسأقول له: لقد انفصل اللاهوت عن الناسوت بالفعل أكثر من مرة: فقد انفصلت عندما نزلت روح الله كحمامة: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17
كما انفصلت عندما وقع الصلب عليه ، فلا يعقل أن يكون الموت قد شمل الثلاثة، وإلا فمن أحيا الرب الذى مات والذى يملك الموت والحياة؟ وانفصلت كذلك وهو يصلى، وهو يرفع عينيه للسماء يدعو الله أن ينجيه أو يتم نجاح معجزة من المعجزات.
ولو أخطأنا نحن الفهم ، وقلنا إن هذا الروح هو روح ملاك الرب. فقد جاء الروح (الملاك) إلى كرنيليوس وبطرس، (19وَبَيْنَمَا بُطْرُسُ مُتَفَكِّرٌ فِي الرُّؤْيَا قَالَ لَهُ الرُّوحُ: «هُوَذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ يَطْلُبُونَكَ. 20لَكِنْ قُمْ وَانْزِلْ وَاذْهَبْ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ لأَنِّي أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُهُمْ». 21فَنَزَلَ بُطْرُسُ إِلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ إِلَيْهِ كَرْنِيلِيُوسُ وَقَالَ: «هَا أَنَا الَّذِي تَطْلُبُونَهُ. مَا هُوَ السَّبَبُ الَّذِي حَضَرْتُمْ لأَجْلِهِ؟» 22فَقَالُوا: «إِنَّ كَرْنِيلِيُوسَ قَائِدَ مِئَةٍ رَجُلاً بَارّاً وَخَائِفَ اللهِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةِ الْيَهُودِ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِمَلاَكٍ مُقَدَّسٍ أَنْ يَسْتَدْعِيَكَ إِلَى بَيْتِهِ وَيَسْمَعَ مِنْكَ كَلاَماً».) أعمال10: 19-22، فالملاك المقدس هو الروح الذي كلم بطرس، وهو الذي طلب من كرنيليوس أن يرسل رجاله إلى بطرس.
لكن كيف يأسر الملاك ربه؟ هذا منطق أجوف ، على الأخص وأن الملائكة جاءت تخدم هذا الإله الضعيف الأسير بعد ما تركه الروح.
إذن لن يبق إلا أن نقول إن الروح هو الشيطان بعينه ، لكن كيف يوافق الرب القوى الجبار ، الذى ترتعد له ممالك الأرض ، أوقل كيف يوافق الرب الشيطان ويطيعه مدة أربعين يوماً؟ هل هذه هى القدوة التى أراد الرب أن يضربها لأتباعه من الرجال والنساء؟ وما المغزى التربوى من أسر الشيطان لربه كل هذه المدة؟
يقول الرب فى إشعياء: (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3 ، لك أن تتخيل الرب يقول لكم فى العهد القديم إنه هو جبار الأرض ، وبزجرة منه تنشف البحار والأنهار ، وأنت تسخر منه فى قلبك وتقول له: يا عم روح! أين كانت قوتك وأنت أسير للشيطان؟ أين كانت زجرتك وأنت تصفع على وجهك؟ أين كان جبروتك وأنت يُبصَق فى وجهك؟ أين كان أبوك والروح القدس وملائكتك وأنت تتضرع ألا يقبض عليك اليهود ويعدموك؟ أين هذه القوة المزعومة وأنت تموت على الصليب؟
ويقول سفر المزامير: (3عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ .. .. .. 5انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 6اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَدَمْتَ مُدُناً. بَادَ ذِكْرُهُ نَفْسُهُ. .. .. .. 9وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ. 10وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ. لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ.) مزامير 9: 3-10 ، فهل هذا حقيقة أم إن هذا إنشاء لملأ فراغات فى الكتاب؟ كيف يكون هذا الإله هو نفسه الإله الذى كان أسير الشيطان؟
ويقول سفر المزامير: (16الرَّبُّ مَلِكٌ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.) مزامير 10: 16 ، فماذا لم يستثنى الأربعين يوماً التى قضاها أسيراً للشيطان؟ والغريب أن الرب يفتخر أن الشيطان لم يتركه للأبد بل تركه إلى حين: (وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْليسُ كُلَّ تَجرُبةٍ فَارَقَهُ إلى حِينٍ) لوقا 4: 13
ويقول سفر المزامير أيضاً: (1أُحِبُّكَ يَا رَبُّ يَا قُوَّتِي. 2الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلَهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي. 3أَدْعُو الرَّبَّ الْحَمِيدَ فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي.) مزامير 18: 1-3 ، ياليت قائل هذه العبارة الجميلة كان انتظر حتى تجسد الرب ونزل إلى الأرض واتضح أن الشيطان أقوى منه!! يا لها من مهانة لهذا الإله! ويا لها من خيبة أمل لقائل هذه العبارة!!
لماذا قبل الإله أن يهان؟ لماذا قبل الإله أن يتخلى عن قدسيته؟ والأعجب من ذلك أنك ترى النصارى يصارعون من سب أحداً قسيسيهم ، وتكون الطامة الكبرى لو نال أحد من البابا لديهم ، وهم لا يحركون ساكناً تجاه أسر الرب والبصق فى وجهه وقتله. عجباً لهم أن يكون القسيس لديهم أقدس من الرب!! ويتفاخرون بقراءة قصص زنا الأنبياء وكفرهم وكذبهم!!
تُرى ما الحال الذى ستصل إليه أمك أو أختك أو ابنتك إذا اتبعت الشيطان مختفية
عن أعين الناس أربعين يوماً؟ كيف سيكون الحال لو أنت العائل لأسرتك ولا يعمل بها غيرك لو أنت اتبعت الشيطان وتركت الأسرة لمدة أربعين يوماً؟
ولو افترضنا أن الشيطان كان يعرف أن الذى أمامه هو الرب خالقه ، فلماذا لم يخشاه؟ وهل جاء لينتقم منه بعد أنه طرده من الجنة وحرمها عليه؟ أم نزل الإله ليخضع نفسه للشيطان ليجربه ، بعد أن حرم الجنة عليه؟ ولماذا كان يجربه؟ هل أراد أن يثبت بذلك أنه إلهاً جدير بالألوهية وقيادة العالم؟ أيأخذ شهادة صلاحية لهذا العمل من الشيطان؟
ثم إن أسئلة الشيطان وإجابات يسوع عليها لا تجعل منه إلهاً ، بل تجعله رجلاً مؤمناً بالله ، عبداً من عباد الله الصالحين ، ومثل هذه الإختبارات يتعرض لها المؤمن شبه يومياً. فكثيراً ما يأتى الشيطان ويوسوس للمؤمن بالذنوب والكبائر والآثام ، وما إلى ذلك مما يفسد عليه علاقته بالله أو بالبشر.
ولو جرَّب يسوع بهذه التجارب لنفى ذلك عنه الألوهية تماماً ، لأن الله لا يجرب: (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً) رسالة يعقوب 1: 13
هل الإله المالك الملك، القادر المقتدر، الجبار قيوم السموات والأرض لا يخشاه الشيطان، لقد تعلمنا أن إبليس وأعوانه كانوا يجرون من وجه الملائكة، ولا يقدرون على مواجهتها ، فهل استطاع إبليس مواجهة الله بنفسه؟ بل تعدَّ المواجهة إلى التبجح وطلب السجود له!! ألم يقل الرب عندكم أنه لو تجلى لهلك كل من رآه؟ ألم يقل الرب: (إِنْ صَعِدْتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنَيْتُكُمْ) خروج 33: 5؟ وألم يقل الرب: (لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ) خروج 33: 20
لكن لك أن تتخيل أيها النصرانى أن ما تعبده على إنه إله ، كان ألعوبة فى يد الشيطان يصعده إلى أى مكان شاء ، ويحبس عنه الطعام والشراب لمدة أربعين يوماً ، بل يطلب منه أن يسجد له!! إلى هذه الدرجة هان الإله على الشيطان؟ وهل انتقام الرب من هذا الإثم أولى أم أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة؟!!
لك أن تتخيل أن الشيطان لا يخاف ربك ولا يعرفه على الرغم من معرفة صغار الشياطين له!! يتعلل بعض النصارى الجهلاء أو الذين لا يريدون معرفة الحقيقة أن يسوع لم يعلن عن نفسه للشيطان ، وكيف استأذنته الشياطين أن تدخل فى الخنازير؟ (مرقس 5: 10-14) وكيف نادته الشياطين قائلة: (أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) لوقا 4: 41
لك أن تتخيل أيها النصرانى أن ملائكة من تعبده وتسميه إلهاً تركت الإله يلقى هذا المصير وحده، ويذله الشيطان، ثم بعد ما ذهب عنه الشيطان بدأت تخدمه!! أى إله مهزأ من خلقه الذين تركوه وعبدوا غيره ، واضطر أن يرسل لهم ابنه ، ومهان من ملائكته ، ومحقر وذليل من الشيطان!!
لك أن تتخيل أن هذا الإله الضعيف الذى تعبده لم يملك من أمره شيئاً لمدة أربعين يوماً ، وكان الملكوت وإلهه بيد الشيطان!! فهل أخبرتنى: من الذى كان يرزق البشر والطير وإلهه محبوس؟ من الذى كان يحيى ويميت والإله مأسور؟ وبأمر من حبست الملائكة عنه ، وبأمر من نزلت؟
من دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم أن عرفه الجن ، وكلمه الجمل واشتكاه صاحبه بسبب قلة الطعام وكثرة العمل ، كما طلبت منه غزالة أن يتركها صاحبها لترضع وليدها والعودة ، كما استأذنه ذئب فى شاة من كل راع غنم. عندما أفكر فى كل هذا ، أقول سبحان الله ، لقد عرفت الحيوانات رسول الله ، فكيف لم يعرف الشيطان إلهه؟ فكيف لم تعرف حيوانات البرية إلهها المأسور وتأتى للدفاع عنه؟
ثم إذا كان الشيطان قادر على الإله لهذه الدرجة ، فكيف لكم بيقين أن الذى تعبدوه ليس هو الشيطان؟ أليس من الممكن أن يكون الشيطان قد قتل الإله فى البرية أو أطعمه للحيوانات المفترسة وتولى هو حكم الدنيا مكانه؟
وأين كان أبوه حين خلى ابنه رهين الشيطان يفعل به ما يشاء؟ وأين كان الروح القدس؟ إذا كانوا متحدين معه ولم ينفصلا، فهذه كارثة أكبر، لقد انتصر الشيطان على الثالوث المقدس؟ ولو تآمرا عليه وتركاه لكانوا منفصلين ، وكيف لا ينفصلان والصلب وقع على الابن الجسد؟ وكيف لا ينفصلان وقد ظهرت روح الله فى السماء كحمامة بينما كان يسوع يُعمَّد فى نهر الأردن؟
ثم نأتى لنقطة أخرى كان يسوع فى البرية صائماً ، فلمن كان يتعبد بالصوم؟ هل كان يتعبد به للشيطان أم لله؟ فإذا كان يتعبد به للشيطان فهو إذن كافر ، ونحن ولا أنتم تقرون بهذا ، ولو كان يتعبد به لله ، فهو إذن ليس الله ، بل إنسان خلقه الله ليعبده وينشر عبادته. ولا ننس أننا سنراه بعد ذلك يصلى لله. وعبادة الصوم والصلاة هذه من العبادات التى افترضها الله على عباده من البشر ، فلا يعقل أن يكون يسوع إلهاً وكان يصلى لنفسه أو يتعبد لنفسه. وعجباً لمن يدع أنه كان يعلمهم الصوم والصلاة ، فمن هم تلاميذ الإله إذن الذى كان يعلمهم الصوم فى البرية؟ فهل كان تلاميذه الحيوانات المفترسة أم الشيطان أم الاثنان؟ فلم يكن معه غير الشيطان والحيوانات المفترسة.
وننتقل لنقطة أخرى وهى أقوال الشيطان ليسوع:
1- :«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا»
2- «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».
3- «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».
أما قول الشيطان ليسوع (إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ) فهذا دليل على اعتراف الشيطان بكون يسوع من أنبياء الله ومن عباد الله المؤمنين ، وهكذا تفهم من التوراة كلها:
1- خروج 4: 22 (22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ.)
2- تثنية 14: 1 (أنتم أولاد الرب إلهكم)
3- تثنية 32: 6 (6هَل تُكَافِئُونَ الرَّبَّ بِهَذَا يَا شَعْباً غَبِيّاً غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَليْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ هُوَ عَمِلكَ وَأَنْشَأَكَ؟)
4- تثنية 32: 19 (فَرَأَى الرَّبُّ وَرَذَل مِنَ الغَيْظِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ)
5- صموئيل الثانى 7: 14 يقول الرب لعبده داوود (أنا أكون له أباً وهو يكون لى ابناً)
6- مزامير 68: 5 (5أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ اللهُ فِي مَسْكَنِ قُدْسِهِ.)
7- مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
8- مزامير 89: 6 (6لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟)
9- مزامير 89: 26-27 (26هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ. إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي.27أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ.)
10- إرمياء 31: 9 (لأنى صرتُ لإسرائيل أباً ، وأفرايم هو بكرى)
11- إشعياء 1: 2 (2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ.) أى هم عباده قاطبة حتى العصاة منهم.
12- إشعياء 64: 8 (والآن يا رب أنت أبونا ، نحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك)
13- هوشع 1: 10 (10لَكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ.)
14- أيوب 1: 6 (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ.) يقصد بها هنا الملائكة وتكررت فى أيوب 2: 1
15- متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
16- متى 5: 44-45 (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.)
17- متى 6: 14-15 (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
18- متى 10: 20 (20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.)
19- متى 23: 8-10 (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
20- لوقا 6: 35-36 (35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. 36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.)
21- يوحنا 1: 12 (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.) بل سمى يسوع الذى يفعلون الشر ويأتون الشهوات أولاد الشيطان: (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. .. .. .. 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».) يوحنا 8: 44 ، 47
ومعنى هذا أن الشيطان كان يعلم تمام العلم أن المأسور لديه هو نبى ورجل بار ، وليس إله ، لأنه لا يملك الشيطان أن يأسر إلهه أو يأمره بالسجود له. انظر لقول يعقوب عن الشياطين: (19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!) يعقوب 2: 19 ، فهل الشياطين التى تؤمن بالله وتقشعر من اسمه وقدرته تأسر الإله ، بل تطلب منه أن يسجد لها؟ ما لكم كيف تعقلون؟
وأقوال يسوع للشيطان:
1- «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».
2- «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ».
3- «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
ومعنى قول يسوع للشيطان إنه لا ينبغى ألا يُسجَد إلا لله ، وهو وحده الجدير بالعبادة، أن سجودكم أيها النصارى لتماثيل يسوع ومريم والقديسين فى الكنائس ضرباً من ضروب الشرك ، فقد رفض الرب عندكم السجود لمن هو أقوى منه ، فكيف بكم تسجدون للإنسان الضعيف؟ وما لكم ألا تسجدوا لمن كان هو نفسه يسجد له؟
(2«أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ) خروج 20: 2-5 ، وكذلك: (23لاَ تَصْنَعُوا مَعِي آلِهَةَ فِضَّةٍ وَلاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ آلِهَةَ ذَهَبٍ.) خروج 20: 23
ويقول الأستاذ هريدى معلقا على رد يسوع على الشيطان: (وللذين يبحثون عن دين المسيح الحق إما أن يؤمنوا بهذه النصوص "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" ويكذبوا أقوال الكنيسة في عبادة الأقانيم الثلاثة التي ليس لها وجود إلا في ذهنها، وأما أن يكذبوا نصوص أناجيلهم هذه التي تدعوهم إلى عبادة رب واحد ويؤمنوا بمزاعم
الكنيسة وأقانيمها.
أما أن يجمعوا بينها ويقولوا إنها توحيد في تثليث أو تثليث في توحيد فهو هراء وضحك على الذقون ولا يتمشى مع مفاهيم الناس في هذا القرن. ذلك لأنه لا بد من التفرقة بين دين المسيح الموحد باللّه، ودين الكنيسة المشرك باللّه، الذي ظهر بعد رفع المسيح إلى السماء، حيث انتهزها اليهود والوثنيون فرصة وجعلوا الآلهة ثلاثة، أحدها الروح القدس الذي لا يعرفون ماهيته حتى الآن. ففي الإنكليزية ما زالوا يتخبطون فيه حتى يومنا هذا، إذ يشيرون له مرة بـ he (أي هو للعاقل) ومرة بـ it (أي هو أو هي لغير العاقل).
لذلك قلنا إن التوحيد المطلق الذي لا تشوبه شائبة والخضوع والاستسلام لمشيئة اللّه، هو السمة العامة لدين الله الذي أوصى به جميع أنبيائه ورسله منذ بدء الخليقة. لذلك قال الله تعالى في آخر اتصال له بالأرض ناسخاً جميع الكتب السابقة (إن الدين عند اللّه الإسلام) سورة آل عمران: الآية 19، وقال أيضاً (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) سورة آل عمران: الآية 85 .. كذلك قال في بشارته لموسى في تثنية 18/18، عن نبي العالم الذي سيرسله برسالته الختامية "إن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه" (أى سأكون المنتقم).)
والملاحظ فى ردود يسوع على الشيطان أنه تكلم عن الله بصيغة الغائب ، ولا يعقل بأى حال من الأحوال أن يكون قد قصد نفسه ، وإلا لجاز أن يكون الرب فى هذه الحالة ضال قد ضلل الشيطان ، ولم يبلغه رسالته بشكل مباشر، ولم يحاول إنقاذه.
ولماذا لم يحاول أن يهدى الشيطان إلى سواء السبيل؟ فأين القدوة فى قوله: (أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 44
والسؤال البديهى الذى يخطر على عقل وقلب كل إنسان: لماذا لم يُعْلِمَ يسوعُ الشيطانَ أنه إله الكون المتجسد ، ويدعوه للسجود له؟ هل فاته أن يُعَلِّمَ الشيطان وجنوده دينهم المفترض أن يدينوا به؟ فكيف سيحاسبهم إذن فى الآخرة؟ ولو عذبهم لكان إلهاً ظالماً إضافة إلى ظلمه إياهم بعدم تبليغهم! وكيف سيحاسب الرب المقصرين فى دعوتهم لعبادته وفى عملهم؟ ألم يقصر هو نفسه فى تبليغ الناس أنه هو الإله المتجسد المتحد مع الابن والروح القدس؟ أين نجد قوله إنه أقنوم من ثلاثة أقانيم انصهرت واتحدت فى جسد الأقنوم الثانى؟ أين نجد قوله صراحة إننى أنا الله فاعبدونى وأقيموا الصلاة لذكرى؟
تُرى ما الذى جعله يخفى أمر ألوهيته على الشيطان ويصرح بها بوضوح ، ويطالب أتباعه بالسجود له طوال رحلته التبشيرية ، ثم فجأة قبل صعوده إلى السماء يعلمهم أن يتعمدوا باسم الأب والابن والروح القدس؟ فهل كان يخاف الشيطان ويرجو أن ينجوا منه سالماً؟ هل تتصور إله يخاف؟ ومِن مَن؟ مِن عبيده؟ وهل مثل هذا يكون إلهاً أو يستحق أن يُعبَد؟ وهل على مثل هذا الإله رجاؤكم؟
فقد كان يهرب من اليهود خوفا من قتله:
يوحنا 7: 1 (وكان يسوع يتردد بعد هذا فى الجليل ، لأنه لم يرد أن يتردد
فى اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه)
يوحنا 11: 53-54 (فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه فلم يكن يسوع يمشى بين اليهود علانية)
كما هرب وهو طفل رضيع إلى مصر خوفا من بطش الملك هيرودس.
وكان يتضرع لله ويبكى ويسأله أن ينجيه من قتل اليهود له:
(41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ الْحُزْنِ. 46فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».) لوقا 22: 41-46
(7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7
كما أمر تلاميذه بالهرب من وجه اليهود ، لأنه غير قادر على حمايتهم منهم:
(23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
وتركه الجميع وهربوا لعلمهم أنه ليس الله القادر على أن ينجيهم: (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا.) مرقس 14: 50
وأتعجب لمن يذكر من النصارى أن يسوع أعلن عن ألوهيته عندما قال: (أنا والآب واحد) ، و(من رآنى فقد رأى الآب) ولن أطيل فى هذا الموضوع ، ولكن سوف أطرح سؤالاً قد ينصلح به تفكير النصارى: ماذا فعل التلاميذ بعد صعود يسوع؟ ألم يكونوا كل حين فى الهيكل يباركون الله ويسبحونه حتى بعد الخمسين يوماً؟ أى كانوا يتبعون دين عيسى وموسى عليهما السلام ، ويعلمونها الناس فى الهيكل ويتعبدون هم بها ويقضون بين الناس بتعاليم شريعة موسى التى جاء عيسى عليهما السلام ليؤكدها: (53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.) لوقا 24: 53
(14فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي. .. .. .. .. .. 22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال 2: 14 و 22 فقد كانوا إذا فى أورشليم وكانوا يُخاطبون اليهود فقط.
(46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.) أعمال 2: 46
(1وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.) أعمال 3: 1
(1وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.) أعمال 4: 1-3
(12وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ.) أعمال 5: 12-13
(17فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ.) أعمال 5: 17-21
(2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. .. .. .. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ.) أعمال 15: 2-4
كما أدان التلاميذ بولس وكفروه ، وكفروا معتقداته ، وأمروه بالإستتابة ، وأرسلوا من يغير هرطقته التى أدخلها على الناس ، وذلك بعد ثلاث سنوات أى بعد عودته من رحلته التبشيرية وكانوا أيضاً فى الهيكل ، وهذا يدل على مدى التزامهم بتعاليم موسى وعقيدته ، وتعاليم عيسى عليهما السلام التى لم تختلف عن بعضهما البعض: (أعمال الرسل 21: 17-32) (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)
ومن كل هذا يتضح لك أن عيسى عليه السلام ما أمر أصحابه إلا بالإلتزام بالمعبد ، وتعليم الناس أصول دينهم ، والبشارة بملكوت الله.
ويتضح لنا أيضاً إلتزام أتباعه بهذه التعاليم ، حتى بعد اليوم الخمسين ونزول الروح القدس عليهم ، وتغير ألسنتهم.
وهذا مصداقاً لقوله: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
ومن قراءتى لتفسير الأستاذ هريدى لمتى أحسست بعمق تأثير كتابات بولس وأفكاره على هذه الأناجيل ، فبولس الذى نافق الكل ليربح الكل كما قال هو تجد روحه تحوم فى كل الأناجيل لتخاطب بهذا جميع فئات الناس لتربحهم: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
وهذا هو ما فعله متى وشركاؤه ، فقد أظهِر متى يسوع فى بداية إنجيله أنه عبد الله ورسوله ليرضى أهل التوحيد من اليهود وليربحهم: (لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ) متى 1: 10
(9وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ: «أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». 10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».) متى 21: 9-11
وخاطب أهل التثليث والشرك بقوله: (30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ) يوحنا 10: 30 ، (اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ) يوحنا 14: 9
وبقوله: (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) متى 28: 19
وخاطب أهل العلم والفلسفة بقوله: (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.) يوحنا 1: 1
أليس هذا هو نفس نهج النفاق الذى اتبعه بولس ليربح الأكثرين ولكى يكون شريكاً فى الإنجيل؟!!
وإن كنت شاكاً فى كلامى فاقرأ المقارنة شبه المتطابقة بين ما حدث لبوذا وما حدث ليسوع الإنجيلى ، نقلاً عن الأستاذ هريدى:
دين بوذا الوثنى دين شاؤول الكنسى
1- عندما كان بوذا على وشك أن يبدأ دعوته ظهر له الشيطان ماراً ليحاول أن يضلله. 1- عندما كان يسوع على وشك أن يبدأ دعوته ظهر له الشيطان وأصعد إلى البرية ليجرب من إبليس.
2- قال الشيطان “مارا” لبوذا ابتعد عن الدعوة الدينية وتصبح إمبراطوراً للعالم. 2- وأخذه إبليس إلى جبل عال وأراه جميع ممالك العالم وقال له أعطيك هذه جميعاً إن خررت وسجدت لى
3- ولم يهتم بوذا بالشيطان “مارا” وصاح ابتعد عنى. 3- حينئذ قال يسوع اذهب يا شيطان
4- وبعد أن انتصر بوذا على الشيطان “مارا” أمطرت السماء زهورا وعبق الهواء بعبير الطيب. 4- وبعد أن انتصر يسوع على الشيطان إذا ملائكة قد جاءت وصارت تخدمه
5- وصام بوذا فترة طويلة 5- وصام يسوع أربعين يوما بلياليها
6- وتعمد بوذا بالماء المقدس وفى أثناء تعميده كانت روح الله حاضرة وكذلك الروح القدس 6- وتعمد يسوع فى نهر الأردن ، وإذ السموات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلة مثل حمامة
7- وتقبل صلاة البوذيين وتقودهم إلى الفردوس مادامت تقدم باسم بوذا 7- وتقبل صلاة المسيحيين مادامت باسم يسوع وينالون بسببها الفردوس
فهل الوحى يقتبس أو يسرق من الأديان الأخرى؟ ألا يريد الكتاب المقدس أن يقول بذلك إن مصدر هذه الأديان الوثنية هو الوحى وأنها متشابهة فى المصدر؟ ألا يسىء الكتاب المقدس بذلك لله ، ويتهمه أنه مصدر الوثنية فى العالم؟
يقول التفسير الحديث لإنجيل متى بقلم ر.ب. فرانس ص 98: (وثمة تماثل بين تجربة يسوع وتجربة كل من موسى وإيليا ومز91 ، الذى اقتبسه إبليس فى (مت4: 6) نشعر بصداه أيضاً فى مت4: 11. بينما موضوعه الخاص بالتواضع أمام الله وتوقع حمايته يشكل أساس الكثير مما ورد هنا. إلا أن التركيز بصفة جوهرية كان على تث 6-8 ، حيث اقتبسها يسوع ثلاث مرات فى رده على اقتراحات إبليس (مت 4: 4 = تث 8: 3 ، ومت 4: 7 = تث 6: 16 ، ومت 4: 10 = تث 6: 13) فقد كانت وصفاً للدروس التى وضعها الله أمام أعين الإسرائيليين فى البرية قبل أن يقوموا بدخول أرض الميعاد، عندما اختبرهم (تث 8: 2)) عجباً لإبليس هذا الذى يحفظ التوراة وكتب الأنبياء ويستشهد منها دون الرجوع إليها!! فهل يوجد أحد فى قساوستكم أو أساقفتكم أو باباواتكم يحفظ الكتاب المقدس هكذا؟
إذن نحن أمام عملية اقتباس قام بها كاتب الإنجيل ليكون فى النهاية يسوع هو المسيا ، وهذه هى القضية الأساسية لمتى ، وسبب استشهاداته من العهد القديم ، والأمر الذى اعترف به علماء ومفسرو الكتاب المقدس. فكما قام موسى بالخروج من مصر إلى أرض مدين ، جعل متى يسوع يخرج من مصر ثم يعود إليها ، وكما كان حاكم مصر يريد أن يقتل موسى وقتل كل الأطفال ، اخترع متى حكاية قتل هيرودس للأطفال ، وهروب يسوع بسببها ، وكما صام موسى ثلاثين ليلة فى سيناء (خروج 34: 28 ، تثنية 9: 9 ، 18) ، وكما صام إيليا فى طريقه إلى هناك (ملوك الأول 19: 8) ادعى كاتب متى صيام يسوع أربعين ليلة فى البرية ، لذلك اقتبس ما أملاه الله على موسى من وصايا جاءت فى سفر التثنية ، لكى تكون هى نفس الوصايا التى التزم بها يسوع.
وعن هذا الصيام يقول الأستاذ هريدى: (بالنسبة لصيام المسيح أربعين يوماً، فقد صام موسى ثلاثين يوماً، وموسى جاء قبل المسيح (لكن اللّه زاد عليه عشرة أيام أخرى لاْنه استاك أثناء صيامه).
والمسلمون يصومون ثلاثين يوماً، والإسلام جاء بعد المسيح. فلماذا يقولون إن المسيح صام أربعين يوماً بينما الصيام المفروض من اللّه هو ثلاثين يوماً؟! فهل هذا نسخ للصيام عند موسى أم مسخ فى الكتاب المقدس؟
لقد جاء في كتاب "منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب "إن هناك عشرة أيام زيادة في هذا الصوم من أجل الملك قسطنطين بسبب ذنب ارتكبه ، وكان هذا الذنب كما ذكرته كتب التاريخ هو قتله زوجته بوحشية قاسية إذ حملها وألقاها في ماء يغلي، ثم ذبح ولده ووريث عرشه "كريسبوس "، وبعد ذلك ندم ندماً كبيراً، ووقع تحت عذاب نفسي شديد. ولما استيقظ ضميره ذهب إلى معابده الوثنية يبحث عن كفارة لفعلته الآثمة، فأعتذرت معابده الوثنية قائلة لا يوجد أي كفارة لهذه الفعلة الشنيعة. وهنا وجدت الكنيسة الشاؤولية التي تدعي المسيحية فرصتها، إذ تلقفت الملك المنهار نفسياً وزعمت له أن كفارته عندها. لذا فرضت على طوائفها عشرة أيام زيادة في الصيام ككفارة عن جريمته التي أبت المعابد الوثنية أن تغفرها له. فشعر الملك قسطنطين بعدها بالراحة من وطأة العذاب النفسي الشديد، ومن ثم انتقم من جميع المعابد الوثنية التي لم تستطع مساعدته في محنته، وقلبها كلها إلى كنائس شاؤولية فقويت هذه وازداد نفوذها. وكل هذا معناه أن المسيح لم يصم أربعين يوماً بل ثلاثين وأن جميع النصارى اليوم يصومون عشرة أيام زيادة كل سنة لحساب الملك قسطنطين دون أن تخبرهم كنائسهم بالحقيقة!!.)
ولا ننسى أنه من أسماء المسيا هو (إيليا) التى تساوى فى حساب عدد الحروف (52) مثل اسم أحمد. وهو الأمر الذى نفاه عن نفسه كل من يوحنا المعمدان ويسوع نفسه: (19وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». 22فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» 23قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». 24وَكَانَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ 25فَسَأَلُوهُ: «فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ وَلاَ إِيلِيَّا وَلاَ النَّبِيَّ؟») يوحنا 1: 19-25
كما أخبر يسوع بقرب موعد قدوم إيليا فقال: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى إلى اليوم ، حتى فى عصره يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم ، لكن من أراد أن يقبل الملكوت ، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
ولم يجدوا بَداً من أن يتهموه لدى الحاكم الرومانى أنه (المسيَّا) ويجب قتله ، فالمعروف أن المسيَّا سيحكم بكتاب الله وينفذ شريعته وسيقضى على الإمبراطورية الرابعة (الإمبراطورية الرومانية) ، الأمر الذى نفاه عنه الحاكم الرومانى نفسه ، وأراد إطلاق سراحه:
(11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
(17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».) متى 27: 17-19
وقد جاء عيسى عليه السلام ـ آخر أنبياء بنى إسرائيل من أبيه إسحاق ـ يُبشِّر المؤمنين أن ملكوت الله سوف يُنزع من بنى إسحاق وسيعطيه الله لبنى إسماعيل ، على الرغم أن هذا غريب على بعض غير الفقهاء فى الكتاب، وغريب على المعاندين الذين يظنون أنّ الملكوت سوف يدوم لهم ، ونسوا وعد الله لنبيه إبراهيم عليه السلام ، أنه سيقيم النبوة فى إسحاق وأيضاً فى إسماعيل (تكوين 17: 20 و تكوين 21: 17-21)، فقال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
وقد أنبأ سفر التكوين عن إزالة ملكوت الله من بنى إسرائيل: (10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.) تكوين 49: 10
معنى هذا أن الحكم والسلطة الدينية ستزول يوماً ما من يهوذا (أبِى الشعب الإسرائيلى)، ستزول من بنى إسرائيل ، ولكن عندما يأتى شيلون (من يكون له الأمر) ، وهذا النبى يكون دينه لكافة الأمم ، لليهود وللنصارى ولغيرهم من الأمم (وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ) ، وهو نفس الأمر الذى قاله عيسى عليه السلام لليهود: (38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
يؤكد ذلك أيضاً قول عيسى عليه السلام أنه لم يُبعث إلا إلى خاصته من بنى إسرائيل ، بل إنه كان يرفض علاج إلا من أُرسِلَ إليهم إلا فى أضيق الحدود وللمؤمنين فقط، على الرغم من أنه نبى الرحمة ، ولكن ليأكد أنه ليس هو المسيح (المسيَّا الرئيس): («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
بل كانت توجيهاته لتلاميذه المقربين وحاملين الدعوة من بعده: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.) متى 10: 5-10
بل كان هذا مطابقاً لكلام ملاك الرب: فيسوع نفسه قال عنه ملاك الرب إنه جاء لبنى إسرائيل فقط ، جاء ليخلِّص شعبه فقط: (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) متى 1: 20-21
أما المسيا فهو مرسل للعالم أجمع ويبقى دينه للأبد: (16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ) يوحنا 14: 16 ، (8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ.) يوحنا 16: 8 ، وأما يسوع فقد كان أساس وجوده هو البشارة ملكوت المسيَّا القادم بعده: (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».) لوقا 4: 43
وقد كان تذكيره لليهود بقرب انتهاء ملكوت الله فيهم ، وأن الأمر سيعطيه الله لمن يستحق ، أثار حافظتهم ، ونزع نقاب الكذب من على وجوههم ، الأمر الذى أثار اليهود وأرادوا قتله بسببه: (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 45-46
ولكنه لم يتنازل عن أداء رسالته ، فواصَلَ رسالته وقال لليهود: إن بيتهم سيترك لهم خراباً ، ستُنزع منه النبوة والرسالة ، ولن يكون مسئولاً بعد عن إقامة ملكوت الله ، فقد فشلوا فى إقامته ، ولن يأتى نبى آخر من بنى إسرائيل ، وإنهم لن يروه بعد الآن حتى يأتى صاحب هذا الملكوت: (37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 37-39
نعم فالحجر الذى رفضه البناؤون ، وطلبت سارة ألا يرث إسماعيل مع ابنها ، هو قد صار رأس الزاوية: (10أَمَا قَرَأْتُمْ هَذَا الْمَكْتُوبَ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ 11مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!» 12فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الْجَمْعِ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.) مرقس 12: 10-12
وظل الكتبة والفريسيون يعارضونه، حتى قالها لهم صراحة وكشف القناع عن نواياهم السيئة، فقال: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!) متى 23: 13
لقد جاء يسوع إذن يبشر بقرب حلول ملكوت السموات ، وقرب قدوم ملك ملكوت السموات (محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين) ، وليس كما يدعى البعض من أن يسوع أخفى شخصيته عن الشيطان وقبل الإهانة والمهانة والضرب والصفع والبصق ليصلب من أجلهم. لأنه رسالته تتلخص فى الحقيقة فى البشارة بملكوت الله ، وكل أمثاله التى ضربها لبنى إسرائيل كانت تهدف إلى تقريب ملكوت الله وتعريفهم به. (43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43-44
وأى خطيئة هذه التى جاء الرب متجسداً ليغفرها؟ خطيئة آدم وحواء؟ أكلهم من الشجرة التى حرم عليهم الأكل منها؟ وماذا سيفعل إذن تجاه زنا الأنبياء؟ وكيف سيكفر كذب الأنبياء على ربهم وعلى آبائهم؟ وكيف سيكفر كفر الأنبياء وعبادتهم الأوثان؟ قارنوا بالله عليكم بين ما تسمونها خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة وبين الزنى والقتل والكفر؟ ثم ماذا تقولون فى قول الرب نفسه إن الخطيئة لا تورث ، وألا تزر وازرة وزر أخرى؟
(1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً، 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً، 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً، بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ، وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً، 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا، وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً، وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ، وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ، وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ، فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ، بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ، وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً، وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ، وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ، 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ، أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً، بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً، بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي، فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً، وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ، فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ 24وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ، أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ. 25[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. فَـاسْمَعُوا الآنَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. أَطَرِيقِي هِيَ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ؟ 26إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَمَاتَ فِيهِ، فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. 27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ، وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً، فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. 28رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 29وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. أَطُرُقِي غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَقِيمَةٍ؟ 30مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً. 31اِطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ مَعَاصِيكُمُ الَّتِي عَصِيْتُمْ بِهَا، وَاعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ قَلْباً جَدِيداً وَرُوحاً جَدِيدَةً. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 32لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. فَـارْجِعُوا وَاحْيُوا].) حزقيال 18: 1-32
والنقطة الفيصل فى هذا الموضوع أننا كنا قد أثبتنا أن أولاد الله أى المؤمنون بالله: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13.
أى إن المؤمنون هم أولاد الله حقاً فقد بالغ فى بنوتهم لله لدرجة أنه جعلهم لم يولدوا من جسد ودم بل مباشرة من الله. فأين فضل عيسى البار التقى رسول الله عن باقى الأبرار الأتقياء؟ فمن وصل إلى درجة إيمانه وورعه فهو فى نفس منزلته عند الله وهو معه فى الجنة. فلماذا خصصتم عيسى ببنوته لله دون سائر الأنبياء والمؤمنين؟
وقد أكد بولس أن (آدَمَ ابْنِ اللهِ) لوقا 3: 38 ، ومعنى ذلك أنه تاب ، وحسني أعماله ، وتقبل الله توبته وأعماله.
-
ولا نجد عملية التحريف هنا فقط ، بل تجدها فى كل ما يتعلق بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام واسمه ومكان خروجه وصفاته ، وأضرب ثلاث أمثلة فقط:
النص الأول: تثنية 33: 2
(2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.) ترجمة الشرق الأوسط (فانديك)
وفى الترجمة المشتركة: (2فَقالَ: ((أقبَلَ الرّبُّ مِنْ سيناءَ، وأشرَقَ لهُم مِنْ جبَلِ سَعيرَ، وتَجلَّى مِنْ جبَلِ فارانَ، وأتى مِنْ رُبى القُدسِ وعَنْ يمينِهِ نارٌ مُشتَعِلةٌ.)
وفى ترجمة أخرى على النت: http://www.diebibel.de/
(فَقَالَ: «أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ؛ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَعَنْ يَمِينِهِ يُوْمِضُ بَرْقٌ عَلَيْهِمْ.)
(Er sprach: Der Herr kam hervor aus dem Sinai, / er leuchtete vor ihnen auf aus Seïr, / er strahlte aus dem Gebirge Paran, / er trat heraus aus Tausenden von Heiligen. / Ihm zur Rechten flammte vor ihnen das Feuer des Gesetzes.) Einheitsübersetzung
فأتت الترجمة بكلمة آلاف ولم تحدد العدد بالضبط.
(2 Er sprach: Der HERR kam vom Sinai und leuchtete ihnen auf von Seir. Er strahlte hervor vom Berg Paran und kam von heiligen Myriaden. Zu seiner Rechten war feuriges Gesetz für sie. ) Elberfelder
وكلمة Myriade معناها عشرة آلاف.
(2 und sprach: Der HErr ist von Sinai kommen und ist ihnen aufgegangen von Seir; er ist hervorgebrochen von dem Berge Paran und ist kommen mit viel tausend Heiligen; zu seiner rechten Hand ist ein feuriges Gesetz an sie.) Luther 1545
(2Er sprach: Der HERR ist vom Sinai gekommen und ist ihnen aufgeleuchtet von aSeïr her. Er ist erschienen vom Berge Paran her und ist gezogen nach Meribat-Kadesch; in seiner Rechten ist ein feuriges Gesetz für sie. ) Luther 1984
وقد حذف (mit viel tausend Heiligen) التى كتبها فى تراجمه من قبل.
وفى ترجمة Schlachter :
(2 Er sprach: Der HERR kam vom Sinai, sein Licht ging ihnen auf von Seir her: er ließ es leuchten vom Gebirge Paran und kam von heiligen Zehntausenden her, aus seiner Rechten [ging] ein feuriges Gesetz für sie.)
وفى ترجمة NLT تقول:
(2 "The LORD came from Mount Sinai and dawned upon us[1] from Mount Seir; he shone forth from Mount Paran and came from Meribah-kadesh with flaming fire at his right hand.[2])
وفى الحاشية ذكر الآتى:
Or came from myriads of holy ones, from the south, from his mountain slopes. The meaning of the Hebrew is uncertain.
وكلمة myriads تعنى عشرة آلاف.
وفى ترجمة KJV تقول:
(2 And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.)
وفى ترجمة NLV تقول:
(2He said, " The Lord came from Sinai. He came upon us from Seir. He shined from Mount Paran. He came among 10,000 holy ones. He came with fire at His right hand.)
وفى ترجمة ال Webster 1833 تقول:
(2 And he said, the LORD came from Sinai, and rose up from Seir to them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.)
فتُرى: لماذا غيروا كلمة عشرة آلاف من القديسين إلى (آلاف عديدة)؟ هل أرادوا بذلك طمس شخصية خاتم رسل الله الذى دخل مكة فاتحاً منتصراً ومعه عشرة آلاف من أتباعه القديسين؟
النص الثانى: إشعياء 29: 12
ففى ترجمة فانديك: (12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: ((اقْرَأْ هَذَا)) فَيَقُولُ: ((لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ)).)
فى الترجمة المشتركة: (12ثمَ تُناوِلونَهُ لِمَنْ لا يَعرِفُ القِراءةَ وتقولونَ لَه: ((إقرأْ هذا)). فيُجيبُ: ((لا أعرِفُ القِراءةَ)).)
وفى ترجمة أخرى على النت: http://www.diebibel.de/
(وَعِنْدَمَا يُنَاوِلُونَهُ لِمَنْ يَجْهَلُ الْقِرَاءَةَ قَائِلِينَ: اقْرَأْ هَذَا، يُجِيبُ: لاَ أَسْتَطِيعُ الْقِرَاءَةَ.)
وفى ترجمة Einheitsübersetzung :
(Und wenn man das Buch einem Mann gibt, der nicht lesen kann, und zu ihm sagt: Lies es mir vor!, dann antwortet er: Ich kann nicht lesen.)
وفى ترجمة Luther 1545 :
(12oder gleich als wenn man's gäbe dem, der nicht lesen kann, und spräche: Lieber, lies das! und er spräche: Ich kann nicht lesen.)
وفى ترجمة Luther 1984 :
(12oder das man einem gibt, der nicht lesen kann, und spricht: Lies doch das!, und er spricht: «Ich kann nicht lesen.» )
وفى ترجمة KJV :
(12 And the book is delivered to him that is not learned, saying, Read this, I pray thee: and he saith, I am not learned.)
وفى ترجمة NKJV :
(12Then the book is delivered to one who is illiterate, saying, "Read this, please." And he says, "I am not literate.")
وفى ترجمة Webster 1833 :
(12 And the book is delivered to him that is not learned, saying, Read this, I pray thee: and he saith, I am not learned.)
فتُرى لماذا غيروا فى النسخة العربية من (لا أعرف القراءة) إلى (لا أعرف الكتابة) أو (أنا أمى)؟ هل أرادوا بذلك تغيير النص الذى يشير إلى بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال له ملاك الله جبريل (اقرأ!) فقال له: (ما أنا بقارىء)؟
والنص الثالث: مزامير 84: 6 أو 7 فى بعض التراجم
ففى ترجمة فانديك: (6عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.)
فى الترجمة المشتركة: (7يعبُرونَ في وادي الجفافِ، فَيَجعَلونَهُ عُيونَ ماءٍ، بل بُركًا يغمُرُها المَطَرُ.)
وفى ترجمة الملك جيمس الحديثة:
(6As they pass through the Valley of Baca, They make it a spring; The rain also covers it with pools.) NKJV
وقد ترجمها (وادى بكة)
(6As they pass through the dry valley of Baca, they make it a place of good water. The early rain fills the pools with good also. ) NLV
وقد ترجمها (الوادى الجاف بكة)
(6As they pass through the dry Valley of Baca, they make it a place where water flows. The rain in the fall covers it with pools.) NIRV
وقد ترجمها (الوادى الجاف بكة)
(When they walk through the Valley of Weeping,[2] it will become a place of refreshing springs, where pools of blessing collect after the rains!) NLT
وقد ترجمها (وادى البكاء) ، وفى التعليق على رقم (2) الذى وضعه داخل النص يذكر أنه فى النص العبرى (وادى بكة)
وقد تبعه فى ترجمة وادى بكة ب (وادى الدموع) معظم التراجم الألمانية:
(7 Sie gehen durch das Tränental und machen es zu einem Quellort. Ja, mit Segnungen bedeckt es der Frühregen.) Elberfelder
(7 Wenn sie durch ein dürres Tal gehen[2] , rechen dort Quellen hervor, nd ein erfrischender Regen bewässert das Land.) Hoffnung für alle.
وفى هذه الترجمة كتب فى التعليق بالحاشية أن أصل الكلمة هو (وادى بكة) ، إلا أنه لم يستحى من ترجمة الوادى المعرف باسمه بصورة نكرة ، مترجماً إياها (وادى جاف)
(7 die durch das Jammertal gehen und machen daselbst Brunnen. Und die Lehrer werden mit viel Segen geschmückt.) Luther 1545
وترجمها لوتر عام 1545 (وادى البكاء أو النحيب) ، وهذا يدل على أن التحريف لم يتوقف منذ قديم الزمان. وغيرها فى طبعة 1984 إلى الوادى الجاف.
(7Wenn sie durchs dürre Tal ziehen,wird es ihnen zum Quellgrund, und Frühregen hüllt es in Segen.) Luther 1984
وهنا ترجمها (الوادى الجاف)
فتُرى: لماذا حرفوا التراجم من (بكة) التى هى اسم من أسماء مكة إلى الوادى الجاف ووادى البكاء؟
وعودة لمتى مرة أخرى:
كيف نفهم قوله (بينما موضوعه الخاص بالتواضع أمام الله وتوقع حمايته يشكل أساس الكثير مما ورد هنا) تواضع من أمام من؟ وحماية من لمن؟ إذا كات الأب والابن والروح القدس قد اتحدوا ولا يمكن لهم الإنفصال طرفة عين. وكذلك قوله: (إلا أن التركيز بصفة جوهرية كان على تث 6-8 ، حيث اقتبسها يسوع ثلاث مرات فى رده على اقتراحات إبليس) ، لك أن تتخيل أن الرب يقتبس!! فمرة يقتبس الشيطان ، ومرة يرد عليه الرب باقتباس آخر!!
وكما قلت كان هذا فى البداية ، ولم تكن قد تشكلت عملية تأليه يسوع بعد ، لذلك ذكر نفس كتاب التفسير المذكور أعلاه: (والنظرة إلى يسوع على أنه إسرائيل الحقيقى ، والذى تأكد فى مت 2: 5 يُعبَّر عنه هنا بشكل أوسع.) ويؤكد ص 99 بقوله: إن إبليس (يشعر بأن فتح يسوع لملكوت السموات يهدد سلطانه (مت 12: 24-29 ، 13: 19 ، 39 ، 16: 23))
والعجيب أن يؤكد مفسر إنجيل متى ر. ت. فرانس فى تفسيره الحديث (ص 99) أن يسوع هو المسيا بصفته (رجل الإقتصاد). ونحن نسأله: متى كان يسوع يفهم فى الإقتصاد؟
ألم يدمر شجرة التين وضيع على صاحبها الإستفادة بثمن ثمرها ، كما ضيع على صغار التجار مكسب كان ممكن أن يتحقق من بيع التين؟ (مرقس 11: 12-13)
ألم يأمر ببيع كل أملاككم؟ (20فَأَجَابَ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 21فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ»)مرقس 10: 20-21
ألم يأمركم بخصى أنفسكم؟ فأين القوى العاملة التى ستعمل وتقلع وتزرع وتصنع؟ (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 11-12 ، ألا يدل هذا على أن المسيا الملك الواعٍ الفاهم رجل الإقتصاد ليس بيسوع؟
وعن المكان الذى وقعت فيه تجربة الرب من الشيطان يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 51: (كانت هذه التجربة فى البرية الواقعة بين أورشليم والبحر الميت … وهى عبارة عن منبسط من الأراضى الرملية القاحلة …). إلا أن متى ولوقا يذكران أن الشيطان أخذ الرب وأصعده إلى جبل عال ، ومن الجدير بالذكر أن هذه المنطقة خالية من الجبال. والعارف بجغرافية فلسطين ليدرك من أول وهلة لهذا السبب أن كاتب إنجيل متى ليس من تلاميذ يسوع ، وليس له دراية بجغرافية هذا المكان. الأمر الذى جعل هناك اختلاف فى فهم هذه التجربة: هل تمت بروح يسوع فقط أم بجسده؟ وهل ظهر له الشيطان بهيئة جسمية وحدثه بصوت مسموع أم كان هذا صراع داخل نفس يسوع وقلبه وفكره؟
ولا أعرف كيف يبرر أصحاب الرأى القائل بتمكن الشيطان من روح يسوع وفكره كيفية حمل الشيطان يسوع إلى أعلى الجبل أو إلى أعلى المعبد إن لم يكن الشيطان قوة مادية تمكنه من عمل ذلك؟ ولو سلمنا أن الشيطان تمكن منه حتى أنه صعد يسوع بنفسه إلى هذا الجبل بناءً على تأثير الشيطان القوى داخله ، لسلمنا بألوهية الشيطان وقوته وتأثيره على إلهه!! ولسقطت قضية الإيمان بوجود الإله تماماً ، ولظهرت طائفة عبدة الشيطان التى تمهد اليوم لخروج الدجال!
والأغرب من ذلك أن عقل باركلى فى تفسيره لمتى ص 52 يستسيغ تجربة الشيطان لإلهه ويبررها قائلاً: (كما أنه ينبغى أن نلاحظ أن هذه التجارب ، لم تكن هى المرة الوحيدة التى جُرِّبَ فيها المسيح من الشيطان ، فقد جربه الشيطان مرة فى قيصرية فيلبس ، عندما حاول بطرس أن يثنيه ويبعده عن اتخاذ طريق الصليب ، ونحن نرى المسيح يجيب بطرس بالكلمات عينها التى وجهها إلى إبليس فى البرية: “اذهب عنى يا شيطان” (متى 16: 23) ـ وقرب ختام حياة المسيح قال لتلاميذه “أنتم الذين ثبتم معى فى تجاربى” (لوقا 22: 28) ـ ولم يكن هناك فى التاريخ صراع أشد من صراع جثسيمانى ، عندما كان يسوع يجاهد مع المجرب ، الذى أراد أيضاً أن يثنيه عن طريق الصليب (لوقا 22: 42-44).)
لقد حاول اليهود إلصاق تهمة (كون يسوع المسيَّا) عليه، وهو نفاها عنه بعدة طرق مختلفة:
فحاولوا معه أن يقضى بينهم فى مسألة الجزية التى يدفعونها لقيصر ، لعلمهم أن المسيا سيقضى على الإمبراطورية الرومانية ، فأرادوا أن يوقعوا بينه وبين قيصر: (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 15-21
وحاول اثنان أن يجعلوه يقسم الميراث بينهما: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».) لوقا 12: 13-15
وحاولوا إيقاعه مرة ثالثة فقالوا له احكم بكتاب الله على هذه المرأة التى مسكناها تزنى فى نفس ذات الفعل: (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. ) يوحنا 12: 2-9
بل حاولوا تنصيبه ملكاً والاعتراف به المسيا رسمياً فرفض: (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 19
بل نفى عن نفسه أنه المسيَّا: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
ثم سألهم عن المسيَّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، قائلاً: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
وفى نص متى نقرأ أن عيسى عليه السلام يمتدح بطرس ، وهنا يناقض النص نفسه ويناقض نص مرقس الذى لم يذكر هذا المدح ، فيناقض نفسه لأنه بعد أن مدحه أوصاهما ألا يقولا هذا لأحد. ما معنى هذا؟ أيخفى شخصيته ورسالته عن المبعوث إليهم؟ فلماذا جاء إذن؟ وكيف سيؤدى رسالته؟ وبأى صفة؟ (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.) متى 16: 13-20
وفى الحقيقة تعليق الكاتب أن يسوع كان يقصد بالشيطان يهوذا الإسخريوطى ليس صحيح ، فهو كان يقصد بطرس الذى قال عنه إنه المسيَّا ، ويتضح هذا من قوله عند متى: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 27: 23
إلا أننا نجد قوله هذا الذى قاله لعيسى عليه السلام هو نفس قول الشياطين الذى لم يرتضيه عيسى عليه السلام منهم: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
كما أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
إذن فقد جانب المفسر باركلى الصواب تماماً فى تفسيره هذا أو فى ظنه أن الشيطان كان يجربه. فالإنسان العاقل لا يصدق نبياً تسلط عليه الشيطان وأسره ، فما بالك لو كان إلهاً؟
كما أنه جانبه الصواب فى ظنه تسلط الشيطان على يسوع وقت الصلب ، إذ كان يسوع أشد ثقة بالله وأقوى رابطة به، وكان يتضرع إليه أن يذهب عنه كأس الصلب هذا، فهو بمحض إرادته لم يرد الصلب: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ)لوقا 22: 41-45
بل طلب سيوفاً للدفاع عن نفسه: (35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!»)لوقا 22: 35-38
إضافة إلى ذلك لم يُصلب يسوع باعتراف الكتاب المقدس: (16مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.) مزامير 9: 16
وكذلك قوله: (8تُصِيبُ يَدُكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ. يَمِينُكَ تُصِيبُ كُلَّ مُبْغِضِيكَ. 9تَجْعَلُهُمْ مِثْلَ تَنُّورِ نَارٍ فِي زَمَانِ حُضُورِكَ. الرَّبُّ بِسَخَطِهِ يَبْتَلِعُهُمْ وَتَأْكُلُهُمُ النَّارُ. 10تُبِيدُ ثَمَرَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ. 11لأَنَّهُمْ نَصَبُوا عَلَيْكَ شَرّاً. تَفَكَّرُوا بِمَكِيدَةٍ. لَمْ يَسْتَطِيعُوهَا.) مزامير 21: 8-11
كذلك عهد الله فى المزامير: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7 ، فكيف سمع الله له إن تركه يُصلَب؟
وبالله عليك إذا كان الرب قد اختار أن يتجسد وينزل إلى الأرض ليُقتل من اليهود وأتباعهم ، أليس هو بذلك شريك فى جعل هؤلاء القتلة مجرمين؟ ألا يكون هو أيضاً مجرماً؟ كما أنه جعلك أيها النصرانى تعتقد أن عملية قتل الإله على الصليب من ألذ عمليات القتل والإجرام فى حياتك!! انظر كيف جعلك الكتاب تستسيغ جريمة من أبشع الجرائم!
أما التجربة الأولى والسؤال الأول للشيطان: («إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا».) بصراحة لا أستطيع أن أفهم مغزى الشيطان من هذا السؤال؟ فلو كان هذا السؤال فى أول تجربته له ، لقلنا إنه لا يعلم أن يسوع هذا الذى يجربه هو إلهه ، فهو شيطان غبى ، وهذا يناقض الواقع الذى ذكرناه ، فقد كان صغار الشياطين يعرفونه ، وينادونه ، وفى هذه الحالة نتساءل: لماذا اختار إذن يسوع بالذات لتجربته؟ ولو قلنا إنه اختبره فى آخر أيامه ، لكان على الشيطان الذكى أن يفهم أن يسوع الذى استطاع تحمل الجوع والعطش طوال هذه الأيام ، لقادر على التحمل أكثر.
ثم ما حكمة الشيطان أن يجرب إلهه فى قلب الحجارة خبزاً؟ ألم يعلم أن الله على كل شىء قدير؟ ألم يعلم أن الله أنزل المن والسلوى من السماء دون وسيط مادى يتحول منه من شىء إلى شىء؟ فما الحكمة من هذا الإمتحان الساذج؟ ثم لو علم الشيطان أن يسوع هو الله ، فلماذا يحاول إثبات إلهيته؟ هل أراد الشيطان بذلك أن يهدى البشرية لمعرفة إلهها؟ لأنه من البديهى أن الشيطان لم يحاول أن يحرج هذا الإله ويثبت عدم قدرته ، لأنه يعلم أنه قادر على كل شىء.
ثم ما حكمة الشيطان أن يجرب إلهه فى قلب الحجارة خبزاً؟ هل لاحظ جوعه وخوار قوته؟ ثم أليس من الأولى أنه لو جاع الإله أن يمطر السماء بالمن والسلوى كما فعلها لبنى إسرائيل؟ ألست معى فى أنه لو فعل ذلك لكان هذا أيسر طريق لنجاح دعوته وإيمان الناس به؟ ثم أليس من الأولى أن يعطش الإله بدلا من أن يجوع؟ أى من الأولى أن يسأله أن يقلب الحجارة ماءً؟ فالطبيعى أن يتحمل الإنسان الجوع مدة أطول من العطش.
ثم ما رأيكم فى هذا الإله الذى يأكل ويشرب ، ويتغوط ويتبول؟ فالنصارى الأوائل فى روما كانوا يسجدون لقيصر ، لعلمهم أن تاجه يحتوى على مسمار من المسامير التى سمِّرَ بها يسوع على الصليب ، وكذلك تسجدون اليوم للصليب الذى تألم عليه إلهكم ومات ذليلاً عليه. فهل يا ترى فهم النصارى الأوائل هذه الحقائق وأن كل ما مسَّ يسوع أو لمسه فهم مقدس عندهم؟ فلم نسمع عن أحد اتباع يسوع أنه قسد بوله أو خراءه أو عرقه مثلاً كما قدسوا المسمار الذى سمر به أو سجدوا أمام صليبه؟
وهل لو أكل الإله وتبرز ، يكون برازه طاهراً مطهراً أم نجساً؟ لن يقول إنسان إن برازه كان طاهراً مطهراً. فهو إذن كان نجساً. فلك أيها النصرانى أن تتخيل أن الإله كان يحمل فى أمعائه الغليظة برازاً نجساً!! ولك أن تتخيل أن الإله بعد قضاء حاجته يكون نجساً ويحتاج إلى مخلوق من مخلوقاته لينظف به نفسه ، وأقصد الماء. ولك أن تتخيل أنه لو انقطع الماء لظل الإله نجساً.
وبطبيعة الحال لم نعلم من هذه القصة هل أكل الشيطان أو شرب أم لا. فالواضح أن الشيطان أيضاً لم يأكل ولم يشرب أيضاً مثل يسوع، وهذا حتى لا يدِّع ضعاف العقول أن طول مدة بقائه بدون طعام أو شراب لدليل على ألوهيته. لكن هل يمكن لإنس أو جان أن ينقطع عن الطعام والشراب لمدة أربعين يوماً؟
يقول باركلى فى تفسيره لمتى ص 53 معللاً عدم تحويل يسوع الحجارة إلى خبز قائلاً: (ونحن نرى من هذه التجربة جانبين: ( أ ) أن يستخدم يسوع قواه الممتازة لأغراض أنانية. وهذا ما رفض يسوع عمله. (ب) وهى تجربة استخدام المادة لكسب التقدير والشعبية من الناس.)
فى الحقيقة لا أعلم من أين يأتى بمثل هذا الكلام. فهل لو حول الحجارة إلى خبز ليأكل، فهل مثل هذا العمل يعد أنانية؟ وهل لو أتى بمعجزة لكان هذا دليل على محاولة كسبه للناس بصورة مادية؟ فلماذا أعطى كإله المعجزات للأنبياء ومكنهم من تحقيقها على أيديهم؟
وماذا يعد إذن أمره لبطرس أن يصطاد ويدفع ضرائبه هو وبطرس من النقود التى سيعثر عليها فى السمكة: (24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».) متى 17: 24-27
وهل كان إطعام يسوع خمسة آلاف من بنى إسرائيل أنانية؟ (14فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. 15وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَاماً». 16فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». 17فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا هَهُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ». 18فَقَالَ: «ائْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا». 19فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. 20فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ: اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. 21وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.) متى 14: 14-21
وهل إثبات إلهيته للشيطان ولمن يعرف بقصة أسره وفكاكه من الشيطان ، وكذلك هدايته من يؤمن بها ليُعد أنانية؟
ولا أرى فى هذه التجربة إلا إقتباس دور المسيا الذى أنبأ الله به أنه سيكون مثل موسى فى سفر التثنية 18: 18 (أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك ، وأجعل كلامى فى فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به.) ، فكما أطعم الله موسى وشعبه المن والسلوى وعلم موسى أنه (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان) تثنية 8: 3 ، أراد كاتب الإنجيل أن يقتبس نفس الكلمات ، للتدليل على كون يسوع هو المسيا المشابه لموسى.
أما عن التجربة الثانية والثالثة:
فى الحقيقة لم يذكر مرقس تجارب بالمرة ، بل كل ما ذكره أن الشيطان كان يجرب يسوع لمدة أربعين يوماً: (12وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ 13وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.) مرقس 1: 12-13
وبالنسبة للوقا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-9
فقد أبدل لوقا وجاء بالتجربة الثالثة مكان الثانية على خلاف ما ذكره متى.
ويغلب على ظن باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 54 أن ارتفاع الجبل والهيكل الذى بنى عليه جناح الهيكل والذى أخذ الشيطان ربه إليه هو 450 قدم ، وكان الهدف الأساسى من هذه التجربة أن يختبر الشيطان يسوع ويجعله يطرح نفسه من أعلى الهيكل: (إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».)
ويتكلم ر. ت. فرانس فى تفسيره الحديث لمتى ص 100 عن (الاستحالة المادية بعدم إمكان رؤية جميع ممالك العالم من على جبل عال).
ويقول فى نفس الصفحة: (يذكرنا المنظر من الجبل بمنظر رؤية موسى أرض الموعد من جبل نبو (تث 34: 1-4). وسلطان الشيطان على العالم كله ، .. .. .. إن هذا السلطان هو الذى جاء يسوع كى يقهره ، وستكون المعركة رهيبة. وتجنب هذه المعركة بالتفاهم مع الشيطان لم يكن يشكل إغراء لا يقاوم ، إلا أنه يشكل اختباراً حاسماً عن مدى إخلاص يسوع لأبيه.)
هذا هو الإله الذى تعبده أيها النصرانى: إله يتجنب المعركة مع الشيطان بالتفاهم معه، إله يخشى الشيطان ، إله له إجتماعات مع الشيطان ويستشيره فى أمور الدنيا: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-21
لك أن تتخيل أن يعجز الإله عن الإنتقام من نبيه ، فيستشير ملائكته ، فتفشل الملائكة فى إيجاد حل لهذه القضية ، وينجح الشيطان! ألا ترى أن الشيطان هنا فى متى وهناك فى ملوك الأول كان أنجح من الرب فى ملكوته؟ بل كان أنجح من الرب وملائكته! لقد كانت له الكلمة الأولى والنافذة ، ثم تأتى بعدها الملائكة تنظف مسرح العمليات ، وتخدم ربها!!
وقد يكون الرب نفسه قد شعر بذلك ، الأمر الذى جعله يتجنب المعركة الرهيبة بالتفاهم مع الشيطان ، كما قال عالم اللاهوت ر. ت. فرانس. لكن هل الرب كان قادراً على خوض معركة من الشيطان؟ فقد اتضح لكم قصر فهم الرب ، وسوء تصرفه ، بل وغبائه مقارنة بالشيطان ، كما اتضح لكم هزيمة الرب أمام خلقه المصطفين الأخيار:
اقرأ: نبى الله يعقوب يصارع الرب ويهزمه: (تكوين 32: 22-30) ، فهذا الهراء لم يحدث لا فى البوذية ولا فى أى دين وثنى ، أن وصف أصحاب دين ما أن ربهم تجسد وهزم من أحد خلقه. ففى الديانة المصرية القديمة هزم المعبود (ست) المعبود (حورس) لكن أن يهزم الإنسان ربه ، فهذا قمة المهانة التى ينسبونها للرب.
اقرأ: نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين الإصحاح 27) ، وفى موضع آخر يعقوب يشترى النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس (تكوين 25: 29-34) ، هكذا يلعب البشر بالرب وتعاليمه ، وما على الرب إلا أن ينفذ أوامرهم ورغباتهم!! هل مثل هذا الرب قادر على خوض معركة ضد الشيطان؟ هل مثل هذا الرب يمكنه أن يحكم ملكوته وأن يفعل فيه ما يشاء؟ وتُرى ما الذى حدث بين الرب والشيطان حتى يتخلى الرب عن خدمات الشيطان فى إغواء أنبياء الرب؟
اقرأ: الرب يأمر موسى أن يأمر بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) (خروج 3: 22 ؛ خروج 12: 35-36) ،
فماذا تنتظر من إله لم يمكنه التغلب على نزواته ، وسهل لبنى إسرائيل سرقة المصريين؟ هل تنتظرون رجاء أو فداء أو جنة من هذا الإله؟ وبالله عليكم اعملوا عقولكم: إله لم يملك من أمره شىء ، تلاعب به الشيطان ، وأسره 40 يوما ، منع عنه الطعام والشراب، بل أمره أن يسجد له ليعطيه ممالك الأرض ، هل مثل هذا الإله يملك جنة أو نار؟ وفى يوم الحساب: هل تتوقع أن يهادن الرب الشيطان أيضاً؟ لا تفكر فى ملائكة هذا الرب: فقد خزلته مرات ومرات ، ماذا فعلت له وهو أسير؟ وماذا قدمت له وهو فى طريقه للصلب أو وهو على الصليب؟
اقرأ: نبى الله شاول يعترض على اختيار الله داود نبياً ويحاول قتله: صموئيل الأول 19: 1
اقرأ: نبى الله شاول ينتحر: صموئيل الثانى 1: 4-11
اقرأ: نبى الله شاول يكفر بذهابه لعرَّافة: (8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى, وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ».) صموئيل الأول 28: 9-10
اقرأ: لقد قتلَ النبى أبشالوم أخيه أمنون: صموئيل الثانى 13: 1-29
اقرأ: أبشالوم بن داود يقود حرباً ضد أبيه النبى داود: صموئيل الثانى 18: 1-17
اقرأ: نبى الله ناثان يتآمر مع أمه ويكذبان وينصبان على أبيهما داود لإختيار سليمان نبياً: (ملوك الأول 1: 11-31)
اقرأ نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
اقرأ: رب الأرباب ينتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12!!!
اقرأ: الرب يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
اقرأ: نبى الله لوط يسجد لغير الله: (1فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً وَكَانَ لُوطٌ جَالِساً فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لِاسْتِقْبَالِهِمَا وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ.) تكوين 19: 1
اقرأ: نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6)
اقرأ: نبى الله داود يُسمِّى ابنه (بعليا داع أى بعل يعرف) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 14: 7 ويُسمَّى أيضاً (أليادع أى الله يعرف) أخبار الأيام الأول 3: 8
اقرأ: نبى الله يوناثان يُسمِّى ابنه (مرى بعل) تيمنا ببعل: أخبار الأيام الأول 8: 34 و 9: 40
اقرأ: نبى الله سليمان يعبد الأوثان: 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. (الملوك الأول 11: 9-10)
اقرأ: زوجة نبى الله سليمان مقلة ابنة أبشالوم عملت تمثالاً لسارية: (ملوك الأول 15: 13 و أخبار الأيام الثانى 15: 16)
اقرأ: نبى الله جدعون يبنى مذبحاً لغير الله ويُضلِّل بنى إسرائيل: (قضاة 8: 24-27)
اقرأ: نبى الله آحاز يعبد الأوثان:(ملوك الثانى16: 2-4،وأيضاً أخبارالأيام الثانى28: 2-4)
اقرأ: نبى الله يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)
اقرأ: نبى الله بعشا بن يربعام يعبد الأوثان (ملوك الأول 15: 33-34)
اقرأ: نبى الله يفتاح الجلعادى يقدم أضحية للأوثان (قضاة 11: 30-31)
اقرأ: نبى الله أخاب بن عُمرى يعبد البعل ويسجد له (ملوك الأول 16: 31-33)
اقرأ: نبى الله يهورام يعبد العجل (ملوك الثانى 3: 1-25)
اقرأ: نبى الله أمصيايعبد الأوثان (أخبار الأيام الثانى 25: 14)
اقرأ: نبى الله يسجد للملك ولا يسجد لله: (9فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ وَقَال: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الذِينَ عِنْدَكَ؟») عدد 22: 9؛ (31ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلعَامَ فَأَبْصَرَ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفاً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلى وَجْهِهِ.) عدد 22: 31
اقرأ: عينى الرب تدمع من الخمر: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65 ، طبعاً إله سكير ، ضحك عليه الشيطان فأطاعه! فأى معركة التى هادن فيها الرب الشيطان؟ لقد خسر الرب كل معاركه ضد البشر والشيطان ، حتى تحول هو نفسه إلى شيطان ، لا يأمر إلا بالسوء ، ولا يختار إلا نبياً فاجراً كفَّارا.
اقرأ: الرب يصطفى نبياً لا يتبع شرعه ولا يختن ابنه: (خروج 4: 24-26)
اقرأ: نبى الله داود يقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .
اقرأ: أبناء نبى الله صموئيل قضاة مُرتشيون: (صموئيل الأول 8: 2-5 و أخبار الأيام الأول 6: 28)
اقرأ: نبى الله إرمياء يحكم على نبى الله حننيا بالكفر ويقتله: (15فَقَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا النَّبِيِّ: [اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا. إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُرْسِلْكَ وَأَنْتَ قَدْ جَعَلْتَ هَذَا الشَّعْبَ يَتَّكِلُ عَلَى الْكَذِبِ. 16لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا طَارِدُكَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. هَذِهِ السَّنَةَ تَمُوتُ لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِعِصْيَانٍ عَلَى الرَّبِّ]. 17فَمَاتَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ.) إرمياء 28: 15-17
مختصر صورة الأنبياء القدوة فى الكتاب المقدس:
(11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11
(13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
بل قال الرب عن أنبياء بنى إسرائيل إنهم أنبياء للضلالة والكذب، أى أتباع الشيطان، (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11
ويُنسب إلى عيسى عليه السلام القول: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
إنها حقاً عصابة غير محترمة!!
ولا أعرف هل قصد الرب من هذه النصوص الإفتخار بإختياره أشر خلقه ليمثلوه على الأرض أمام الناس؟ وفى هذه الحالة يكون إله غبى وحقير انتقى الحقراء ليمثلوه ، وينشروا رسالته! أو إله جاهل علمه غير أزلى.
لقد أثبتنا من قبل أن المقصود بأبناء الله أو أولاده أو بناته هم عباد الله المؤمنين من الأنبياء وغيرهم من المخلصين لله. وهذا دليل على علم الشيطان بكون يسوع نبياً ، لكن (أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».) ، فهذا يناقض عملية الصلب ، فأين كانت هذه الملائكة وهو على الصليب؟ بل أين كانت وهو أسير الشيطان؟
والعجيب هنا هو تفسير باركلى ص 55: (لكن يسوع رفض الخضوع لدعوة إبليس. فإنه لو حاول أن يجتذب البشر بالمظاهر البراقة ، يكون قد اتخذ طريقاً فاشلا.ً) كما يقول فى نفس الصفحة: (فضلاً عن أن الإيمان الذى يعتمد على الآيات والعجائب ليس بالحقيقة إيماناً ، بل هو شك يبحث عن برهان.)
وهنا أسأل باركلى: فلماذا قام يسوع إذن بمعجزات من الأساس ، إذا كان هذا فكره ، وهذه عقيدته؟ ولماذا أتى إلى الدنيا بمعجزة عن طريق أم وليس عن طريق رجل؟ ولماذا كان يرفع عيناه إلى السماء مبتهلاً إلى الله، داعياً إياه أن يحقق المعجزة على يديه ليؤمن به الحاضرون؟(41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42
فهو إذن قد لجأ للمعجزات لتدعيم نبوته ، ليؤمن بنى إسرائيل به نبياً مرسلاً من عند الله: (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50
يؤخذ فى الاعتبار أن متى هو الوحيد الذى صرح بسكن يسوع فى كفر ناحوم: (13وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرِنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ) متى 4: 13 ، (فى حين أن الأناجيل الأخرى ذكرت كفرناحوم كموقع للكرازة بيسوع ، على الرغم من أنه يعتبرها فى متى 8: 20 ملاذاً فقط يتردد عليه بين الفينة والفينة.) انظر ر. ت. فرانتس ص 102.
لقد ابتدأ يسوع بشارته بقوله: (تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ) متى 4: 17، وهذا الملكوت يعنى شريعة الله للناس ، كما أقر بذلك علماء المسيحية القس فهيم عزيز فى كتابه (ملكوت الله) ص 92 ، والأب متى المسكين فى كتابه (ملكوت الله) ص 5 و 6 ، والواضح من بشارة يسوع أنه لم يقل إنه جاء بالملكوت ، بل بشَّرَ بقرب قدومه، أى سوف يأتى بعده ، وهذا يتضح من قوله: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14 ، فإيليا هذا هو الذى سيكون له ملكوت السموات، لإيليا الذى يساوى اسمه أحمد يساوى العدد 52 فى حروف الجمل.
وهو نفس الملكوت الذى كان عند بنى إسرائيل الذى كان يسوع واحد منهم ، وأخبرهم عيسى عليه السلام أنه سوف ينزع منهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ)متى21: 42-46
لكن بعيداً عن ملكوت الله يقول باركلى فى تفسيره ص 57 عن الكلمة المستخدمة فى الكرازة: (والكلمة المستخدمة هنا فى اليونانية من فعل يصف كلام البشير أو النذير أو المنادى الذى يعلن رسالة الملك. فالكارز هو الذى يحمل رسالة مباشرة من الملك.)
ويتابع بعدها بقليل: (ورسالة الكارز تنبع من مصدر غير الكارز نفسه .. إن مصدرها هو الملك. والواعظ لا يعظ من نفسه ، ولا يعبر عن أفكاره الشخصية ، بل بل ينقل صوت الله إلى الناس. لقد كان يسوع يتكلم بصوت الله ، وبكلام الله.)
أى إن عيسى لم يكن أكثر من رسول الله لبنى إسرائيل ، ولم يكن متحداً مع الله ، لأن (رسالة الكارز تنبع من مصدر غير الكارز نفسه) ، وقد دلل عيسى عليه السلام على ذلك كثيراً فقال:
متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)
لوقا 24: 13-20 (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
متى 21: 42-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
أعمال الرسل 2: 22-23 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. 23هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ 24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.)
وقال هو نفسه:
يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
يوحنا 7: 28-29 (28فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 8: 26 (26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ».)
يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
ألم يبرىء نفسه هنا من ادعائهم الألوهية عليه أو أن يتقوَّلوا عليه إنه أعظم من بشر يوحنا 14: 16-17 (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.)
يوحنا 14: 28 (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) فما حاجة العظيم أن يتحد مع من هو دونه فى العظمة والقوة والقداسة والعزة؟
واختتمها بقوله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
وهذا الله لا يتجسد ولا يتغير لا فى شكله الذى لا نعلمه ولا فى صفاته الحميدة التى نعلمها ، فلا يمكن أن يتخلى الإله عن قداسته ، ويصبح مهاناً فيتجسد ليضرب ويبصق فى وجهه ثم يعدمه عبيده صلباً ، لذلك قال: (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
وأكَّدَ ملوك الأول بوضوح أكثر قائلاً: (هل يسكن الرب حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السماوات لا تسعك) ملوك الأول 8: 28
فكيف يسعه رحم أمه؟
وكيف تسعه زريبة المواشى التى ولد فيها؟
وكيف يسعه كفى أمه وهى تحمله لترضعه؟
وكيف يسعه بيت أمه؟
وكيف تسعه المدينة التى كان يعيش فيها؟
وكيف تسعه المركب التى انتقل بها؟
وكيف يسعه الحمار الذى ركبه؟ وكيف يسعه الكفن الكتَّانى الذى لفُّوه به؟
وكيف يسعه قبر مظلم فى باطن الأرض وضعوه فيه؟
فالله الذى لا تسعه السماوات ولا سماء السماوات ،فهل تسعه جهنم لمدة ثلاثة أيام؟
(39فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ.) ملوك الأول 8: 39 فلا سكن لك يا رب على الأرض ، فأنت لست إنسان!
(لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقّاً مَعَ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ؟ إِنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ بَلِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَى لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَحْرَى هَذَا الْهَيْكَلُ الَّذِي بَنَيْتُ!) أخبار الأيام الثاني 6: 18
ألم يرسل الله نبيه عيسى عليه السلام لينفى فكرة التجسد بقوله: (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 23: 9
(فبمن تشبهون الله؟ وأى شبه تعادلون به؟) إشعياء 40: 18 ،
(بمن تشبهوننى ، وتسووننى ، وتمثلوننى لنتشابه؟) إشعياء 46: 5
(ليس الله إنساناً فيكذب ، هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفى؟) عدد 23: 19
(19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ.) عدد 23: 19
(2[يَا ابْنَ آدَمَ, قُلْ لِرَئِيسِ صُورَ. هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.) حزقيال 28: 2
(9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)حزقيال28: 9
(9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
أما يسوع فقد كان إنساناً:
(40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40
(10فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟» 11أَجَابَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ».) يوحنا 9: 10-11
(15فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ فَأَنَا أُبْصِرُ». 16فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «هَذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ». آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ؟» وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. 17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».) يوحنا 9: 15-17
(21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ».) لوقا 22: 21-22
(47وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا - أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ - يَتَقَدَّمُهُمْ فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ. 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟») لوقا 22: 47-48
أما عن باقى الإصحاح وكيفية إختياره أربعة من التلاميذ ، فهذا غير منطقى أن يختار الرب رجلاً يراه فى الطريق ويجعله تلميذه ، ثم يستخدم التعبير: (فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ)، فالصيد يكون لمنفعة شخصية للصائد ، فكيف يستخدم الرب تعبير (فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ) متى 4: 19؟ ، ويستخدم الإنسان التحايل المشروع وغير المشروع لصيد فريسته ، وهذا هو ما فعله بولس من بعد ، فقال: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23 ، ونحن نبرىء عيسى عليه السلام من النفاق والتحايل ، فما هو إلا مبلغ عن ربه: آمن به من آمن ، وكفر من كفر ، فليس عليه من حسابهم شىء.
والنقطة الأخرى التى تتعارض أيضاً مع قول ر. ت. فرانتس أن يسوع كان رجل إقتصاد ، أنه أضر بصيد الأسرة ، وكان عليه أن يمهلهما حتى يجد الأب غيرهما ليساعداه. ثم هل من البر أن يترك الابن أباه بهذه الصورة التى تصورها الأناجيل؟ (21 ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. 22 فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.) متى 4: 21-22
ولا يحاول إنسان ما أن يدافع فى هذا الموقف قائلاً: إنهما استئذنا أباهما بالفعل ، وما كان يسوع ليرضى بهذا. فهذا هراء ولا يمت للحقيقة بصلة. اقرأ أوامر يسوع الإنجيلى فى البر بالوالدين: (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26 ، هل قرأتمك يبغض ، وليس يحبنى أكثر ، بل يبغض. أى لابد لك أن تكره أبيك وأمك وتعقهما لكى تكون مسيحياً ومن أتباع يسوع!!
يقول متى: (12وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ، انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ.) متى 4: 12
ألا تدلكم عبارة: (وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ) على أن يسوع لم يتنامى لعلمه شيئاً عن هذا حتى أخبروه بذلك؟ فهل هذه صفة الله القدوس عالم الغيب والشهادة؟
وأنهى بأهم النقاط التى تدل على تأليف هذه القصة ، وأنه لا علاقة لله ولا الوحى بها: ألا وهى قول متى أن يسوع وترك الناصرة ، مقارنة بقول لوقا الذى يؤكد أن يسوع ذهب إلى الناصرة: فأين الحقيقة؟ ومن منهما وحى الرب؟
(13وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرَنَاحُومَ) متى 4: 13
(16وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ) لوقا 4: 16
وإلى هنا ينتهى الإصحاح الرابع ، ولنا لقاء إن شاء الله مع الإصحاح الخامس.
abubakr_3
-
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ
1وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2فَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 3«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 6طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. 9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ. 10طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 12افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.
21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. 23فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ 24فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. 25كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ. 26اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ!
27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.
31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.
33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.
38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.
43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
بدأت تعاليم عيسى عليه السلام بمتى 5: 1 إلى 7: 29 ، وتُسمَّى هذه التعاليم بموعظة الجبل ، ويقول كاتب التفسير الحديث للكتاب المقدس فى متى ص 107: (والكثير منها يوجد فى إنجيل متى فقط. لكن نصفها تقريباً له نظير فى إنجيل لوقا ، ولو أنها رغم ذلك تقع فى مواضع مختلفة من إنجيله ، وبعضها الآخر يختلف اختلافاً بيِّناً فى الصياغة ، وإن احتفظ بالمعنى نفسه. وهناك البعض الذى يقتصر على تشابه ظاهرى فى الصيغة ، لكنه يحمل معنى مختلف.)
ويقول باركلى فى تفسيره لمتى ص 61: (كما أننا نلاحظ أنه بينما يقدم متى العظة فى رواية واحدة متتابعة ، فإن لوقا يقدمها فى أجزاء متفرقة من إنجيله. فالعظة كما يقدمها متى فى 107 عدداً ـ من هذه الأعداد نجد 29 عدداً فى إنجيل لوقا 6: 20-49. كما أن 34 عدداً من معانى العظة نراها فى أجزاء متفرقة من إنجيل لوقا ، و47 عدداً مما ذكره متى من العظة لا نظير لها فى إنجيل لوقا.)
وهذا يعنى أن لوقا أوحى إليه بالمعنى (فقط 34% تقريباً) من العظات التى أوحيت لمتى وجاءت متفرقة فى إنجيله. أما ما أوحى للوقا باللفظ المشابه لما أوحى لمتى فتبلغ نسبته تقريباً 30% ، وأن هناك ما يبلغ 45% مما أوحى لمتى لا نظير لم يوحى به للوقا. فهل هذا يعقل؟
هل يعقل أن تُعامَل (زبدة تعاليم يسوع) ـ كما يسميها باركلى فى تفسيره ـ بهذا الإستهتار؟ لماذا لم يبلغ الوحى باقى المواعظ؟ وهل أخفى الوحى مواعظ أخرى لم يوح بها إلى متى أو إلى غيره؟ نعم. فهذا ما قاله يوحنا فى إنجيله: (30وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.) يوحنا 20: 30-31
فالذى جاءته الجرأة أن يحذف بعض معجزات نبيه ، واكتفى بما ذكره لأنه سيفى الغرض الذى من أجله يكتب ، لا يتورع أن يحذف أو يضيف ما يؤكد مذهبه ووجهة نظره ، كما قال الكثير من علماء اللاهوت:
أما عن الكتاب نفسه التى رشحت الكنيسة محتواه ليكون مقدساً من عند الله دون غيره ، يقول الأب (بولس إلياس) فى كتابه “يسوع المسيح” صفحة 18: “إن الأناجيل بُنِيَت على المعتقدات فقد نشأت المعتقدات بواسطة بولس ، ثم كتب بولس رسائله بين سنة 55 وسنة 63 ميلادية ، بَيْدَ أنَّ الإنجيليين لم يبدءوا كتابة أناجيلهم إلا فى سنة 63 ميلادية”.
لقد كانت فرقة الأبيونية معاصرة لبولس فى القرن الأول المسيحى ، وكانت منكرة عليه أشد الإنكار ، وكانت تقول: إنه مرتد ، وكانت تسلم إنجيل متى ، لكن كان هذا الإنجيل عندها مخالفا لهذا الإنجيل المنسوب إلى متى الموجود عند معتقدى بولس الآن فى كثير من المواضع ، ولم يكن البابان الأولان فيه ، فهذان البابان وكذا الكثير من المواضع محرّفة عند هذه الفرقة ، ومعتقدو بولس يرمونها بالتحريف.
وقال (بل) فى تاريخه فى بيان حال هذه الفرقة: (هذه الفرقة كانت تسلم من كتب العهد العتيق التوراة فقط ، .. .. وكان من العهد الجديد عندها إنجيل متى فقط ، لكنها كانت حرفته فى كثير من المواضع فأخرجت البابين الأولين منه).
وفى الحقيقة فليست فرقة الأبيونيين فقط التى أنكرت على بولس تعاليمه ، بل كل من قارن بين تعاليمه وتعاليم يسوع المتوافقة مع الناموس ، بل كل من قرأ الكتاب المقدس بعمق ، الأمر الذى حدا ببعض الأخوة النصارى الأوربيين أن يقول للمسلمين ، لكى تدعوا للإسلام يكفيكم أن تدفعوا النصارى لقراءة كتابهم.
أطلق علماء الكتاب المقدس على هذه الديانة البوليسية (نسبة لمؤلفها بولس): فقد لاحظ بولينجبروك Bolingbroke (1678 - 1751) وجود ديانتين في العهد الجديد : ديانة عيسى عليه السلام وديانة بولس.
ويؤكد براون Braun - بروفسور علم اللاهوت - أن بولس قد تجاهل العنصر الإجتماعي في كتاباته تماماً، لذلك نراه قد تجاهل حب الإنسان لأخيه، وقد أرجع إليه إنتشار الرباط الواهن بين الكنيسة والدولة ، والذى أدى إلى قول كارل ماركس: إن الدين المسيحي أفيونة الشعوب (الجريدة اليومية لمدينة زيوريخ Tagesanzeiger إصدار 18/2/72 صفحة 58).
أما غاندي Gandhi فيرى أن بولس قد شوه تعاليم عيسى عليه السلام (إرجع إلى كتاب Offene Tore إصدار عام 1960 صفحة 189).
أما رجل الدين والفلسفة المربى باول هيبرلين Paul Häberlin والتي ترتفع كل يوم قيمته العلمية، فلم يتردد في تعريف الديانة البولسية بأنها قوة الشر نفسها . فقد كتب مثلاً في كتابه الإنجيل واللاهوت "Das Evangelium und die Theologie" صفحات 57 -67 ما يلي:
" إن تعاليم بولس الشريرة المارقة عن المسيحية لتزداد سوءً بربطها موت المسيح [عيسى عليه السلام] فداءً برحمة الله التي إقتضت فعل ذلك مع البشرية الخاطئة. فكم يعرف الإنجيل نفسه عن ذلك!
أما الكاتب الكاثوليكي ألفونس روزنبرج Alfons Rosenberg مؤلف في علم النفس واللاهوت - فقد تناول في كتابه (تجربة المسيحية Experiment Christentum" إصدار عام 1969) موضوع بولــس وأفرد له فصــلاً بعنوان "من يقذف بولس إلى خارج الكتاب المقدس؟ " وقد قال فيه : "وهكذا أصبحت مسيحية بولس أساس عقيدة الكنيسة، وبهذا أصبح من المستحيل تخيل صورة عيسى [عليه السلام] بمفرده داخل الفكر الكنسي إلا عن طريق هذا الوسيط.
وهناك الكثير من أقوال علماء الكتاب المقدس الذين يرفضون بولس وتعاليمه تماماً ، بل
رفضها التلاميذ وأتباع عيسى عليه السلام ، بل إنهم رفضوا بولس وتعاليمه ضمن الكتاب المقدس ، لأن أحسن وأقدم المخطوطات اليدوية - تبعا لرأيهم . لا تحتوى على رسائل بولس، ون أستشهد هنا بأقوال علماء الكتاب المقدس ، بل سأستشهد بالكتاب نفسه: (30وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.) أعمال الرسل 19: 30
وعاد إلى أورشليم، بل وأدانه شيخ التلاميذ وحكم عليه وأمره أن يتطهَّر من آثام هرطقته التى علمها الناس ، وأرسلوا لهم من يصحِّح عقيدتهم، وأمر بولس أن يظهر أمام الناس متبعاً للناموس. وهذا يعنى أن تلاميذ يسوع أنفسهم قد رفضوا تعاليمه وعقائده، فكيف تقبلوها أنتم؟ وبأى حق تغيروا دين الله ورسوله وعقائد تلاميذ عيسى عليه السلام؟ فها هو يعقوب والتلاميذ يكفرون بولس وتعاليمه ، التى طغت فيما بعد وظهرت ، واندثرت مع ظهورها تعاليم عيسى عليه السلام نفسه:
(17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)أعمال الرسل
21: 17-32
وقال لاردنر فى المجلد الثالث من تفسيره فى ذيل بيان فرقة مانى ناقلاً عن اكستائن قول فاستس الذى كان من أعظم علماء هذه الفرقة فى القرن الرابع من القرون المسيحية: (قال فاستس: أنا أنكر الأشياء التى ألحقها فى العهد الجديد آباؤكم وأجدادكم بالمكر ، وعيَّبوا صورته الحسنة وأفضليته ؛ لأن هذا الأمر محقق: أن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون ، بل صنفه رجل مجهول الاسم ونسبه إلى الحواريين ورفقاء الحواريين خوفاً عن أن لا يعتبر الناس تحريره ظانين أنه غير واقف على الحالات التى كتبها وآذى المريدين لعيسى إيذاء بليغاً بأن ألّف الكتب التى توجد فيها الأغلاط والتناقضات) / إظهار الحق ج 2 ص 551-552
وقد أعلن “آدم كلارك” فى المجلد السادس من تفسيره: (إن الأناجيل الكاذبة كانت رائجة فى القرون الأولى للمسيحية ، وأن فايبر بسينوس جمع أكثرَ من سبعين إنجيلاً من تلك الأناجيل وجعلها فى ثلاث مجلدات).
كما أعلن فاستوس الذى كان من أعظم علماء فرقة مانى فى القرن الرابع الميلادى: (إن تغيير الديانة النصرانية كان أمراً محقاً، وإن هذا العهد الجديد المتداول حالياً بين النصارى ما صنعه السيد المسيح ولا الحواريين تلامذته ، بل صنعه رجل مجهول الاسم ونسبه إلى الحواريين أصحاب المسيح ليعتبر الناس).
وقد كتب فى مسألة تعدد الأناجيل الكثير من مؤرخى النصرانية ، فيقول العالم الألمانى “دى يونس” فى كتابه (الإسلام): “إن روايات الصلب والفداء من مخترعات بولس ومَنْ شابهه من المنافقين خصوصاً وقد اعترف علماء النصرانية قديماً وحديثاً بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الحواريين إلى مضى 325 سنة بغير كتاب معتمد ، وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها”.
ويقول “جورج كيرد”: “إن أول نص مطبوع من العهد الجديد كان الذى قدمه أرازموس عام 1516 م ، وقبل هذا التاريخ كان يحفظ النص فى مخطوطات نسختها أيدى مجهدة لكتبة كثيرين، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش ، وأن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف إختلافاً كبيراً ولا يمكننا الاعتقاد أن أيَّا منها قد نجا من الخطأ ، ومهما كان الناسخ حى الضمير فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت فى كل النسخ التى نقلت من نسخته الأصلية ، وأن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدى المصححين الذى لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة
الصحيحة.”
ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح (ارجع إلى Realenzyklopädie) ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة . (إرجع في ذلك إلى " Synopse " لهوك ليتسمان " Huck-Lutzmann " صفحة (11) لعام 1950 .)
وقد اكتشف ديلتسش ، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية ، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
ويقول القس شورر: إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحلة (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس.
ولنرى سوياً ما تقوله دائرة المعارف الكتابية عن هذه الكتب ، وعما إذا كانت من وحى الله أم منقولات من منقولات:
لغة الأناجيل تفصح عن أنها ليست لغة الله أو وحيه
ما هى طبيعة وأسلوب اللغة التى كتبت بها الأناجيل؟
مرقس: يلفت (جرانت) الأنظار إلى خشونة وعامية اللغة التى حرر بها مرقس إنجيله. ويذكر (الكتور بوكاى) نقلاً عن (كولمان) قوله: “إن هناك الكثير من تراكيب الجمل فى هذا الإنجيل تدعم الغرض القائل بأن مؤلف هذا الإنجيل يهودى الأصل”.
ويرى (بوكاى) نفسه أن “نص هذا الإنجيل يُظهِر عيباً رئيسياً أولياً لا جدال فيه ، فلقد تحرر دون اهتمام بالتعاقب الزمنى للأحداث .. .. كما أن هذا المبشر يبرز افتقاراً كاملاً للمعقولية”.
ويُنقل عن الأب (روجى) قوله: “إن مرقس كان كاتباً غير حاذق ، وأكثر المبشرين ابتذالاً ، فهو لا يعرف أبداً كيف يحرر حكاية”.
ويرى كولمان (أن لوقا يحذف أكثر الآيات اليهودية عند مرقس ، ويبرز كلمات المسيح فى مواجهة كفر اليهود وعلاقته الطيبة مع السامريين الذين يمقتهم اليهود ، على حين يقول متى فى إنجيله إن المسيح طلب إلى حوارييه تجنب السامريين).
وذلك مثال جلى ـ بين أمثلة كثيرة ـ على أن المبشرين يضعون على لسان يسوع ما يتناسب مع وجهات نظرهم الشخصية ، كما يقول دكتور موريس بوكاى.
أما كاتب إنجيل يوحنا فهو متأثر جداً بالأسلوب الإغريقى الفلسفى ، الذى كان منتشراً فى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى الميلادى ، عندما انتشرت نظرية الغنوصية ، التى تزيد من تبجيل يسوع فجعلته شبحاً بلا وجود أو مخلوقا إلهياً تجسَّدَ مؤقتاً ولم يعان عذاباً ولم يذق موتاً).
وتقول دائرة المعارف الكتابية عن مفردات مرقس (مادة إنجيل مرقس): (يبلغ عدد المفردات فى إنجيل مرقس (فى الأصل اليونانى) 1.330 كلمة ، منها ستون كلمة أسماء أعلام ، و 79 كلمة ينفرد مرقس باستخدامها (فيما يختص بأسفار العهد الجديد) ، و 203 كلمة لا توجد إلا فى الأناجيل الثلاثة الأولى ، و 15 كلمة فى إنجيل يوحنا ، و 23 كلمة فى كتابات الرسول بولس (بما فيها الرسالة إلى العبرانيين) وكلمتان فى الرسائل الجامعة (واحدة فى يعقوب والثانية فى بطرس الثانية) ، وخمس كلمات فى سفر الرؤيا . ونحو ربع الكلمات التسع والسبعين التى ينفرد بها مرقس ، هى كلمات غير بليغة ، بالمقابلة مع السُّبع فى لوقا ، وأكثر من السُّبع قليلاً جداً فى متى.
أما بالنسبة لزمن الأفعال التى استُخدِمَت فى إنجيل مرقس: فقد استخدم صيغة (الفعل فى المضارع 151 مرة ، مقابل 78 مرة فى متى ، وأربع مرات فى لوقا ، وذلك فى غير الأمثال حيث أن مرقس لا يستعمله مطلقاً فى الأمثال ، بينما يستخدمه متى 15 مرة ، ولوقا خمس مرات. ويستخدم يوحنا صيغة الفعل المضارع 162 مرة (أكثر قليلاً من مرقس).
وبالنسبة للإقتباسات فتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (إنجيل مرقس): (اقتباسات: مما يسترعى النظر أن متى فى كثير من الفصول ، يجذب الأنتباه إلى أن يسوع قد أكمل النبوات، بينما نجد أن مرقس لا يقتبس سوى مرة واحدة من العهد القديم ويضع هذا الاقتباس فى صدر إنجيله . والجزء المقتبس من إشعياء يظهر فى الأناجيل الأربعة ، أما الجزء المقتبس من ملاخى ، فلا يذكر إلا فى إنجيل مرقس فقط ، على الرغم من وجود تلميح لهذا الجزء فى إنجيل يوحنا (3: 28) .
يذكر مرقس فى إنجيله 19 اقتباساً بالمقارنة مع 40 اقتباساً يذكرها متى، 17 اقتباساً فى لوقا، 12 اقتباساً فى يوحنا – وثلاثة من هذه الاقتباسات التسعة عشر، لا توجد فى مكان آخر من العهد الجديد (وهى (9: 48، 10: 19، 12: 32) ، وكل الاقتباسات فى العهد الجديد هى 160 اقتباساً.
وإذا أخذنا فى الاعتبار الإشارات إلى العهد القديم ، الصريحة والضمنية ، فيذكر وستكوت وهورت (فى كتابهما : العهد الجديد فى اليونانية) لمتى 100 استشهاد ، ولمرقس 58 ، وللوقا 86 ، وليوحنا 21 ، ولسفر الأعمال 107.
تقول دائرة المعارف الكتابية عن معجزات يسوع مادة (إنجيل مرقس): (وليس غريبا أيضاً أن تكون المعجزات أكثر عدداً من الأمثال . ويقول وستكوت (فى مقدمة لدراسة الأناجيل – 480- 486) إن مرقس يذكر تسع عشرة معجزة وأربعة أمثال ، بينما يذكر متى 21 معجزة و15 مثلاً ، ولوقا 20 معجزة و19 مثلاً ومن المعجزات ينفرد مرقس بذكر اثنتين ، كما ينفرد بذكر مثل واحد . كما يسجل البشير مرقس أعمال المسيح أكثر مما يسجل أقواله . وهذه الحقائق تقدم لنا نقطة التقاء أخرى مع حديث بطرس (أع 10: 37-43) ، فهى أعمال خير وإحسان (أع 10: 38) ولها دلالات قوية (أع 2: 22، أنظر مرقس 1: 27، 2: 10 إلخ).
ويبين مرقس أن معجزات الشفاء كثيراً ما كانت فورية (1: 31، 2: 11و12، 3: 5) ، واحياناً تمت شيئاً فشيئاً أو بصعوبة (1: 26، 7: 32-35 ، 9: 26- 28) ، كما لم يستطع مرة أن يصنعها " بسبب عدم إيمانهم (6: 5و6).
أما عن معرفة مؤلف إنجيل مرقس لفلسطين فتقول دائرة المعارف الكتابية (مادة مرقس): إنه جليلى من أورشليم ، أما H. Conzelmann فى كتابه (Arbeitsbuch zum Neuen Testament) صفحة 304 و 305 أن مؤلف إنجيل لوقا لا يعرف فلسطين.
لذلك خرج علينا اليوم منهم من يعرف الوحى بصورة غريبة يقولون فيها: (إن هذه الأناجيل من وحى الله ، ولكن يختلف الوحى فى المسيحية عنه فى الإسلام ، وذلك أنه فى المسيحية أوحى الرب لأناس وضع الكلام فى قلوبهم ، وكتبوها هم بأسلوبهم.)
ونقول لهم: لم تُعرف هذه الطريقة بالمرة مع كل أنبياء الله. إضافة إلى أن الله قادر على كل شىء: فالعاقل يتساءل: لماذا لم يوحى الرب إنجيلاً واحداً فقط بأسلوبه هو المعجز ، الذى يجعل الكل يسجدون لبلاغته ، ويستسلمون لعلومه ، ويتمسكون برفعة إسلوبه ، ويرون فيه كل العظمة ، بدلاً من أن يخرج علينا علماء ينتقدون أسلوبه، ويفضحون سرقات كتاب الأناجيل من بعضهم البعض ، ويظهرون الإختلافات الشديدة بينهم ، الأمر الذى يفضى إلى إنكار وحى هذه الأناجيل. ومَن المسئول عن ذلك؟ تبعاً لتعريف الوحى عند النصارى ، فسيكون المسئول هو الرب الذى لم يوحى كتاباً واحداً بأسلوبه هو ، ولم ينتقى أحداً من العلماء رفيعى المستوى اللغوى لكتابة وحيه ، والذى جهل ما يخبأه الزمن من مثل هذا النقد الموجه لما يسمى كتابه.
وهذا كله يدل إذاً على أن كاتبوا الأناجيل غير موحى إليهم ، ولكنهم أشخاص اجتهدوا فى كتابة هذه الإناجيل بأسلوبهم الخاص ، مستندين فى ذلك على مصادر لديهم ، كما تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة إنجيل مرقس): (سادسا – المصادر: رأينا أنه طبقاً لشهادة الآباء ، كانت كرازة بطرس وتعليمه ، هما – على الأقل – المصدر الرئيسي ، وأن الكثير من معالم الإنجيل تؤيد هذا الرأي. وقد رأينا أيضاً أسباباً دقيقة ، ولكن لها وزنها ، تدفعنا إلى الاعتقاد بأن مرقس نفسه قد أضاف القليل.
أتقولون بعد هذا أن هذا الكتاب من وحى الله؟
يعتقد "وايس" أن مرقس استخدم وثيقة مفقودة الآن كانت تضم أساساً أقوال يسوع يطلق عليها فى الكتابات المبكرة "اللوجيا" أى الأقوال ، وكان يرمز لها بالحرف "سا" ولكنها تعرف الآن بالحرف “ Q ” ، وقد أيده فى هذا مؤخراً ، ساندى وستريتر. وقد حاول هارناك والسيرجون هوكنز وفلهاوزن إعادة إنشاء “ Q ” على أساس ما لا ينتمى لمرقس فى متى ولوقا ، أما " ألن" فيستخلصها من متى فقط معتقداً أن مرقس أيضاً يحتمل أن يكون قد أخذ أقوالاً قليلة منه. والبعض يفترض مصدراً معيناً للأصاح الثالث عشر، ويعتبره ستريتر وثيقة كتبت بعد سقوط أورشليم بزمن وجيز، متضمنة أقوالاً قليلة مما نطق به يسوع، وقد أدمجها مرقس فى إنجيله. ويفترض بيكون وجود مصادر أخرى شفهية كانت أو مكتوبة، لأجزاء صغيرة من الإنجيل، وسماها بالرمز ““ X ، ويزعم أن الكاتب الأخير لإنجيل مرقس ( ويرمز له بالرمز R ) ليس مرقس، بل شخصاً من مدرسة بولس من نوع راديكالي.)
أتقولون بعد هذا أن هذا الكتاب من وحى الله؟
وتقول دائرة المعارف الكتابية (مادة: إنجيل متى): (وقد درسنا هذا الموضوع بالتفصيل فى البحث المختص بالأناجيل الثلاثة الأولى (أو الأناجيل المتوافقة) وهى مشكلة تدور أساساً حول العلاقة الأدبية بين هذه الأناجيل الثلاثة ، فمحتوياتها – فى الكثير من الحالات – متشابهة حتى فى العبارات، مما يحمل على الظن بأنها أخذت عن مصادر مشتركة ، أو أنها أخذت عن بعضها البعض. ومن الناحية الأخرى فإن كل واحد من هذه الأناجيل الثلاثة ، فيه الكثير من الاختلافات عن الإنجيلين الآخرين، حتى إنه لا بد أن كلاً منها قد استخدم مراجع غير التى استخدمها غيره ، سواء كانت مراجع شفهية أو مكتوبة.)
أتقولون بعد هذا أن هذا الكتاب من وحى الله؟
ويقول لوقا فى إنجيله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
وعن هذا النص تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة لوقا) (منهج لوقا : لقد صرح لوقا بمنهجه فى مقدمته الرائعة البليغة (1: 1-4) ، فهنا نرى لمحة من شخصية الكاتب ، وهو ما لا نجده فى إنجيل متى ومرقس ، وإن كنا نراه فى لمحات عابرة فى الإنجيل الرابع. ولكنا هنا نجد الكاتب يأخذ القارئ موضع ثقة ويكشف عن موقفه ومؤهلاته للقيام بهذا العمل العظيم ، فهو يكتب كمعاصر عن الماضى القريب، وهذا النوع من أعسر الكتابات التاريخية فى تفسيره ، ولكنه فى الغالب من أهمها ، فهو يكتب عن "الأمور المتيقنة عندنا" التى حدثت فى زمننا. وكما سبق القول ، لا يدَّعى لوقا أنه كان شاهد عيأن لهذه الأمور" ،فكما نعلم، كان لوقا أممياً ومن الظاهر أنه لم ير يسوع فى الجسد ، فهو يقف فى مكان خارج الأحداث العظيمة التى يسجلها. وهو لا يخفى اهتمامه الشديد بهذه القصة ، ولكنه يذكر أيضاً أنه يكتب بروح المؤرخ المدقق. أنه يريد أن يؤكد لثاوفيلس هذه الأمور "لتعرف صحة الكلام الذى علمت به" ، ويقرر أنه قد تتبع أو فحص "كل شئ من الأول بتدقيق" ، وهو ما يجب على كل مؤرخ صادق . ومعنى هذا أنه حصل على مقتطفات من مصادر مختلفة ومحصها وسجلها فى قصة مترابطة "على التوالى" حتى يعرف ثاوفيلس تماماً التتابع التاريخى للأحداث المرتبطة بحياة يسوع الناصرى. وحقيقة أن " كثيرين قد أخذوا بتأليف قصة فى هذه الأمور" لم تمنع لوقا عن العمل . بل بالحرى دفعه ذلك العمل "رأيت أنا أيضا " لكتابه تاريخه عن حياة يسوع وعمله كما جمعه من بحثه ، ولم يكن الزمن قد بعد به عن الجيل الذى عاش فيه يسوع ومات . فقد كان أمراً بالغ الأهمية عنده كأحد أتباع يسوع المثقفين ، أن يتتبع أصل هذه الدعوة التى قد أصبحت حركة عالمية، وكان قادراً على الوصول إلى الحقائق لأنه تقابل مع شهود العيان ليسوع وعمله كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة ". لقد كانت هناك فرصة واسعة أمام لوقا خلال السنتين اللتين قضاهما مع بولس فى قيصرية (أع 24- 26) ليقوم بدراسته وابحاثه الدقيقة ، فقد كان عدد كبير من أتباع المسيح ، مازالوا أحياء (1كو 15: 6) وكانت هذه فرصة ذهبية للوقا ، كما كان عنده القصص المكتوبة التى "كان كثيرون قد أخذوا " فى كتابتها. ولا شك فى أننا ننتظر أن نرى فى إنجيل لوقا كتاباً مشابهاً لسفر الأعمال فى الأسلوب والمنهج ، مع غرام المؤرخ بالدقة والترتيب ، ومع استيعاب الكاتب واستفادته من كل ما سمع وقرأ ، ولا يمكن أن نتوقع من مثل هذا الكاتب أى تهاون أو عدم مبالاة ، بل نتوقع منه المزج الذكى بين ما جمعه من مواد ليجعل منه عملاً فنياً متكاملاً.)
أتقولون بعد هذا أن هذا الكتاب من وحى الله؟
وهنا تطرح نفسها عدة أسئلة:
لماذا أوحى الرب عدة أناجيل تختلف فى التفاصيل، وتختلف فى الأسلوب اللغوى وتختلف فى إهتمامات المؤلفين، وتختلف محتوياتها تبعاً لإختلاف مصادرها التى كتب منها مؤلف الإنجيل؟
لماذا لم يوحى الرب إنجيلاً واحداً يجمع كل هذه التفاصيل فى كتاب واحد؟ أليس ذلك أبلغ وأقوى فى البشارة به؟
لماذا أوحى الرب لأناس ما هم بأنبياء وبعضهم غير معروف هويته أو مُختَلَف فيها اختلاف كبير ، ولم يوحى إلى نبيه؟
فأين إنجيل نبيه عيسى عليه السلام؟ فإن كنت تقولون إنه هو الرب فكيف لم يتمكن من الحفاظ على إنجيله وكلمته؟ أهو إله ضعيف إلى هذا الحد؟ ألا يتمكن من الحفاظ على حياته ، ولا كلامه؟ فكيف أصدق أن هذا هو الإله الذى يجب أن أستأمنه على نفسى وحياتى؟
ولماذا اختلف وحى الرب وأسلوبه فى الكتابة باختلاف ثقافة الكاتب؟ وهل يترك الرب كلامه يسجله من أوحى إليه تبعاً لفهمه وأسلوبه الخاص؟ وفكروا معى: هل لو أراد رئيس الجمهورية أن يوجه خطاباً مهماً لشعبه ، فهل يترك إنساناً ذى ثقافة ضحلة يكتبه له؟
ألا يدل ذلك على مبادرة شخصية منهم للكتابة مثل لوقا؟
ولماذا لم تتبقى إلا كتابات بولس وتلاميذه؟
أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحاً وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض ، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى ، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها ، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقيناً ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى).
دائرة المعارف الكتابية تقول: الأناجيل غير موحى بها
تقول دائرة المعارف الكتابية كلمة (إنجيل متى):
خامساً : مشكلات العلاقة الأدبية بين الأناجيل الثلاثة الأولى :
وقد درسنا هذا الموضوع بالتفصيل فى البحث المختص بالأناجيل الثلاثة الأولى (أو الأناجيل المتوافقة) وهى مشكلة تدور أساساً حول العلاقة الأدبية بين هذه الأناجيل الثلاثة ، فمحتوياتها – فى الكثير من الحالات – متشابهة حتى فى العبارات، مما يحمل على الظن بأنها أخذت عن مصادر مشتركة ، أو أنها أخذت عن بعضها البعض . ومن الناحية الأخرى فإن كل واحد من هذه الأناجيل الثلاثة ، فيه الكثير من الاختلافات عن الإنجيلين الآخرين، حتى إنه لا بد أن كلاً منها قد استخدم مراجع غير التى استخدمها غيره ، سواء كانت مراجع شفهية أو مكتوبة.
وعلى العموم يمكننا القول أن المشكلة ليس لها إلا أهمية أدبية ، وليس لها أى أهمية بالمرة على ديانة العهد الجديد ، مثلما الأسفار موسى الخمسة بالنسبة للعهد القديم. كما أنه ليس ثمة أساس تاريخى لهذه المشكلة، كما كان للأسفار الخمسة فى تاريخ إسرائيل. وليس من سبيل أمام العلماء لدراسة هذه المشكلة ، إلا بتحليل محتويات هذه الأناجيل والمقابلة بينها. وحيث أن التذوق الذاتى، والأنطباعات الباطنية لها أثرها القوى فى تناول مثل هذه الأمور ، فمن غير المحتمل إطلاقاً – فى غياب أى دليل موضوعى – أن تحل مشكلة هذه الأناجيل ، على وجه العموم ، أو موضوع مصادر إنجيل متى على وجه الخصوص، حلاً يرضى السواد الأعظم من العلماء.
والافتراض الذى يحظى الآن بأوسع قبول بين النقاد، هو نظرية "المصدر المزدوج" الذى يفترض أن إنجيل مرقس بصورته الراهنة – أو بصورة أسبق- والأصل المزعوم لإنجيل متى والذى يطلقون عليه اسم “Q” ، هما أساس الإنجيل الموجود بين أيدينا.
ويقولون –لإثبات ذلك – أن كل المادة القصصية –تقريباً- الموجودة فى إنجيل مرقس، توجد أيضاً فى إنجيل متى ، كما فى إنجيل لوقا أيضاً ، بينما الأجزاء الأكبر، وبخاصة الأحاديث المشتركة بين متى ولوقا ـ كما سبقت الإشارة ـ تشير إلى مصدر من هذا النوع استخدمه كل من متى ولوقا. وتظهر الصعوبة بشدة عندما تمتد المقارنة الى التفاصيل ومحاولة تفسيرها بالاختلافات فى التعبير والترتيب ، وأحياناً فى المفهوم فى كل إنجيل من الأناجيل.
ورغم المكانة التى بلغتها هذه النظرية ، فقد يكون الحل الحقيقى أيسر من ذلك ، فقد أخذ متى معظم الحقائق التى ذكرها ، من خبرته هو نفسه ومن التقليد الشفهى المتواتر، وحيث أن هذه الحقائق كانت قد أخذت صيغة ثابتة ، نتيجة لتداولها المستمر فى الكنيسة الأولى ، فأن هذا يكفى لتعليل التشابه بين إنجيل متى وإنجيل مرقس ولوقا بدون الحاجة إلى افتراض اعتماد أى إنجيل منها على الاثنين الآخرين، فالمشكلة كلها إذاً هى مشكلة ظنية وذاتية ، ولا تستدعى كل ما أثير أو كتب حول هذا الموضوع.
بدأ باركلى تفسيره ص 61 بقوله: (ويقدم لوقا البشير أجزاء من العظة على الجبل ، حالاً بعد اختيار السيد المسيح لتلاميذه ، مما يؤيد الاعتقاد أن المقصود بالعظة أن تكون خطاب تدريب وتكليف للتلاميذ. .. .. .. وقد اتفق الجميع على أنها تحتوى على زبدة تعاليم المسيح فى الدائرة الخاصة بتلاميذه المختارين.)
وفى الحقيقة استوقفتنى هذه الكلمة كثيراً فعيسى عليه السلام لم يحدد لهم نوعية العمل المكلفون به ، ولم يكن هناك ثمة اختبار يمتحن به قدرات التلاميذ للعمل المناط بهم ، ولا يوجد بها قانون تركه يسوع لتحديد العلاقة بين العبد وربه ، أو بين العبد والعبد فى كل مجالات الحياة من بيع وشراء واستئجار ، ورهن ، وعقود ، وأحكام تخص كل مناح الحياة. وسأترك التفسير الحديث للكتاب المقدس يرد عليه ص 108: (وهكذا فالعظة لا تقدم قواعد أخلاقية يسير عليها الناس كلهم ، والحق ، فإن الكثير مما جاء بها لن يكون ذا معنى كقانون وضعى. فهى لا تركز على الأخلاقيات بصفة عامة ، بل على التلمذة للمسيح ، تركز على الإنسان فى طاعته وإخلاصه للرب ، وليس كنموذج للمجتمع. وتفسيرها على اعتبار أنها مجموعة من القوانين الأخلاقية يبعدها عن هدفها.)
وهذا واقع: فنراه يتكلم عن الصوم ولا يحدد كيفيته. ويتكلم عن الزكاة ولا يحدد مقدارها ، ويتكلم عن الصلاة ولا يعرفنا كيفيتها (الإصحاح السادس).
-
تبدأ الموعظة بأن يسوع صعد الجبل لما رأى الجموع ، وجلس ليعلمهم ، ويقول باركلى فى تفسيره ص 62: (والتعليم والمعلم جالس كان دليلاً على التعليم الرسمى فى نظر الربيين اليهود.)
وهذا يعنى أن عيسى عليه السلام كان نفسه من الربانيين (الربيين) ، أى كان لاوى من نسل هارون ، أى صدق القرآن فى قوله لمريم: (يا ابنة عمران) و (يا أخت هارون) يقصد امتداد نسبها ، والدليل على ذلك هو قول مريم ليسوع: (ربونى الذى تفسيره يا معلم) يوحنا 20: 16 ومناداة الناس له بربى أو يا معلم ، وكان هذا اللقب لا يأخذه إلا الربيين من نسل هارون ، وهم الذين خصصهم الله لشرح الشريعة والتعاليم للناس.
وكان على الربيين ألا يشربوا الخمر وألا يأكلوا أو يلمسوا النجس ، وألا يحلقوا شعرهم: (1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ 3فَعَنِ الخَمْرِ وَالمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ وَلا يَشْرَبْ خَل الخَمْرِ وَلا خَل المُسْكِرِ وَلا يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ العِنَبِ وَلا يَأْكُل عِنَباً رَطْباً وَلا يَابِساً. 4كُل أَيَّامِ نَذْرِهِ لا يَأْكُل مِنْ كُلِّ مَا يُعْمَلُ مِنْ جَفْنَةِ الخَمْرِ مِنَ العَجَمِ حَتَّى القِشْرِ. 5كُل أَيَّامِ نَذْرِ افْتِرَازِهِ لا يَمُرُّ مُوسَى عَلى رَأْسِهِ. إِلى كَمَالِ الأَيَّامِ التِي انْتَذَرَ فِيهَا لِلرَّبِّ يَكُونُ مُقَدَّساً وَيُرَبِّي خُصَل شَعْرِ رَأْسِهِ. 6كُل أَيَّامِ انْتِذَارِهِ لِلرَّبِّ لا يَأْتِي إِلى جَسَدِ مَيِّتٍ.) عدد 6: 1-6
وليس هو فقط بل أمه أيضاً: (3فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي, وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً 4وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً. 5فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) قضاة 13: 3-5
لذلك نجد يسوع مصوراً دائماً بشعره الطويل ، كذلك يُعرف من قميصه غير المخاط أنه كان من اللاويين: (23ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ.) يوحنا 19: 23
ويقول ر.ت. فرانس فى تفسيره لمتى ص 109: (والجبل هنا لا يشير إلى مكان بعينه ، بل هو تعبير عام ، مثلما نقول "إلى الجبل" (بالمقارنة مع مت 14: 23 ، 15: 29 ، 28: 16) ، حيث لا نجد فى أى منها ما يشير إلى حقيقة المكان.)
وهذا ما قلته من قبل كيف يترك الرب كلمته يسجلها كل كاتب تبعاً لفهمه وهواه! فإذا
كان قد صعد إلى أعلى أرض منحدرة أو مكان مرتفع ، فهل مثل هذا يطلق عليه جبل؟
ثانياً: أن هناك اختلاف فى زمن حدوث هذه الموعظة: فقد وضعها متى قبل قطف السنابل ، وأتى بها لوقا بعدها. (نقلاً عن الفارق بين المخلوق والخالق بتصرف)
ثالثاً: قال متى: (ففتح فاه وعلمهم) ، بينما قال لوقا: (ورفع عيناه) فهل نستطسع أن نقول إن أحدهم كان شاهد عيان لما حدث؟ (المرجع السابق بتصرف)
رابعاً: قال متى: أن يسوع لما رأى الجموع (صعد إلى الجبل) ، بينما قال لوقا (ونزل معهم ووقف فى سهل). فهل كان على الجبل أم على أرض منبسطة؟ وهل صعد إلى الجبل أم نزل من عليه؟ ألا تدفعنا مثل هذه الإختلافات إلى رفض هذه القصة بأكملها؟ (نقلاً عن الفارق بين المخلوق والخالق لابن سليم البغدادى بتصرف).
خامساً: نسب متى إلى لوقا ذكره كلمة (طوبى) عشر مرات ، بينما قال لوقا إن يسوع قالها أربع مرات فقط. (الفارق بين المخلوق والخالق ص 72)
سادساً: كلمة عيسى عليه السلام كانت كلها بشارات ، لذلك استهلها بكلمة (طوبى) ، أما لوقا فقد أضاف (24وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الشَّبَاعَى لأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ. 26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ.) لوقا 6: 24- 26
وبصراحة هذه النقطة الأخيرة التى أضافها لوقا (. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ) ، لتقضى على الكتاب المقدس والأنبياء بأكمله ، بعهديه القديم والجديد الذى يرتكن ويستشهد بالقديم. فلو كانت الأنبياء كذبة ، لرفضت كتبهم وبشارتهم كلها ، ولو كانت الأنبياء كلهم كذبة ، لكان هذا قدحاً فى علم الله الأزلى ، الذى لم يعلم نقاء وأخلاق رسله إلى عبيده قبل يرسلهم إليهم ، وطعناً فى نيته كإله محبة يريد أن يهدى البشرية للخير.
سابعاً: تجنب متى ذكر صلاة عيسى عليه السلام التى قضى فيها الوقت كله مخالفاً بذلك ما قاله لوقا من خروجه للجبل ليصلى ، وقضائه الليل كله فى الصلاة، وخالف لوقا أيضاً فى كيفية اختيار تلاميذه ، فقول لوقا أقرب للعقل والمنطق ، فقد جمع كل تلاميذه وانتقى منهم (بناء على معرفته لهم) اثنى عشر ، لكن عند متى نجده يستهين جداً بعلم التلاميذ ، وكيفية اختيارهم: (18وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا فَدَعَاهُمَا. 22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.) متى 4: 18-22
ثامناً: هل من العقل أن يجلس ويكلم الجموع وفى منطقة سماوية مثل الجبل أو السهل؟ فكيف ستسمعه الجموع؟ أم كلم تلاميذه وترك الجموع؟
لم يأت عيسى عليه السلام لدعوة أبرار ، فإن الأبرار عرفوا الحق بالفعل واتبعوه ، فهم من خاصة الله وأحبائه ، أما العصاة فهم الذين يرسل الله لهم الأنبياء والمرسلين: (إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ) متى 9: 13
والمؤمن الفقير المسكين الشريد المظلوم أحب إلى الله من كل غنى ظالم ، فأراد عيسى عليه السلام أن يبشر هؤلاء المساكين المؤمنين برسالته بالأجر العظيم عند الله يوم يقوم الحساب. وواساهم بقوله: (فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم) ، فماذا تنتظرون إذن منهم؟ ماذا تتوقعون من قتلة الأنبياء وراجمى المرسلين؟
تاسعاً: فى متى خاطب التلاميذ (أنتم ملح الأرض) ، إلا أنه فى لوقا 14: 34 تكلم بصورة عامة: (الملح جيد. ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح)
عاشراً: ذكر متى أن عيسى عليه السلام لقب التلاميذ ب (نور العالم) ، ومثلهم بالسراج، واقتصر لوقا على ذكر المثل ، ولم يسمع أن يسوع قال مثل هذا للتلاميذ.
الحادى عشر: قال متى (طوبى للجياع والعطاشى إلى البر لأنهم يشبعون) ، وقال لوقا (طوباكم أيها الجياع الآن لأنكم تشبعون) لوقا 6: 21 وزاد لوقا عليه (الآن) وزاد متى عليه (والعطاشى)، كما زاد كلمة (طوباكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون)،هذا بالإضافة إلى أن عيسى عليه السلام يتكلم بصيغة الغائب عند متى ، لكنه عند لوقا يتكلم بصيغة المخاطب. فمن منهم الذى أوحى إليه؟ وماذا أوحى إليه بالضبط؟ فكلمة (الآن) التى أضافها لوقا يمكنها أن تحول شخص يسوع من مسيح من المسحاء إلى المسيح الرئيس والنبى الخاتم. على النقيض من أن متى يتكلم بصيغة المستقبل عند مجىء هذا المسيا ، وإلا لأعطاهم دستور الملكوت الذى سيحكمون به من قبل هذا المسيا.
ولا يخفى عليكم أن عيسى عليه السلام لم يقم مطلقاً بدور المسيا: فلم يقاوم قيصر ، بل دفع الجزية مثله مثل باقى المواطنين ، ولم يقض فى الميراث بين أخوين ، ولم يقض فى شرعية دفع الجزية لقيصر ، ولم يقض فى المرأة التى اتهمت بالزنى ، بل لما رفض من خاصته قال لهم: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14.
الثانى عشر: الأعجب مما ذكرت كله هو أن مرقس لم يذكر شيئاً من هذه الخطبة ، غير أنه ذكر فى إصحاحه الثالث أنه تبع يسوع جمع كبير من الجليل ومن اليهودية وأورشليم ، ثم قال أنه صعد إلى الجبل ودعا الذين أحبهم ، ولم يذكر من خطبة الجبل ما ذهب إليه متى ، ولم يعرف شيئاً عما ذكره لوقا فى السهل. كما أن هذه الخطبة لم توحَ إلى يوحنا.
وهنا يجب على القارىء الواعى أن يلاحظ أن عيسى عليه السلام بشرهم بالأجر العظيم فى الآخرة أثناء حياته ولم يكن تكلم عن صلبه ، وهذا الأجر سيناله المؤمنون بالله، فاعلو البر وصانعو السلام ، الصابرون على اضطهاد مخالفيهم ، المتمسكين بفعل الخير. إذن فالإيمان بالله ثم البر والعمل الصالح هم أساس دخول الجنة. وهذا مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (قل آمنت بالله ثم استقم) ، وقول عيسى عليه السلام عندما سئل عن أعظم الوصايا:
(36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ». (متى 22: 36-40) فلم يَقُل إنه عليك أن تؤمن بعقيدة الصلب والفداء.
يا معلم: ما هو الطريق إلى الخلود فى الجنة؟ (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
يا معلم: أخبرنا مرة أخرى عن الطريق إلى الخلود فى الجنة: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
بل رفض كل من يعمل خيراً باسمه ، لأنه فى هذه الحالة قد ألهه ، ويجب أن يفعل كل شىء باسم الله الخالق ، الذى جاء يسوع نفسه لينفذ إرادته: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23
وذلك لأنه ليس إله ، بل هو من المرسلين ، فقد قال: (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) يوحنا8: 28
وقال: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)يوحنا 8: 29
وقال: (47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ
مِنَ اللَّهِ».) يوحنا 8: 47
وقال: (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50
والملاحظ أنه لم يعط نهجاً جديداً ، ولا ناموساً آخر ، بل جاء مؤيداً لناموس موسى وكتب الأنبياء: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.) متى 5: 17-20
ومعنى (لِأُكَمِّلَ) أى لأحقق أو لأطيع كما قال ر.ت. فرانس فى تفسيره لمتى.
وتستوقفنا هنا عدة نقاط:
أولا: لم يأت عيسى عليه السلام بدستور جديد ، بل جاء تابعاً للناموس وكتب الأنبياء. وهذا بديهى لكل ذى عقل ، فكل الأديان خرجت من مشكاة واحدة ، لأن الله واحد ، وهو الراسل ، وهو المعبود ، وهو المنظم لشئون البشر ، فلا يعقل أن يقول بقتل المرتد
فى الناموس ، ثم يأتى ويطالبكم فى عهدكم الجديد أن تحبوه.
ثانياً: أن أساس الناموس وأعظم وصية فيه هى الاعتراف بالله وبأنه لا إله إلا هو ، فلم تتكلم الوصية إلا عن إله واحد، وأن تحبه من كل قلبك وفكرك ونفسك: («تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى.) متى 22: 37-38 ،
وأن حبك له ، أن تفعل ما يرضيه: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
ثالثاً: أن كل من قال (لا إله إلا الله وآمن برسوله) دخل الجنة ، وإن سرق وإن زنا ، مصاقاً لوق الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن: بعد أن يقتص منه ، فيأخذ كل ذى حق عنده حقه أولاً، وهذا هو ما دعاه عيسى عليه السلام الأصغر أى الأحقر: (19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ)
رابعاً: طالبهم بأن يزداد برهم على الكتبة والفريسيين ، وهذا فى حد ذاته يؤكد أن دخول الجنة بناءً على الأعمال الصالحة ، النابعة من إيمان بالله ، لاتشوبه شائبة كفر أو شرك: (وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.) متى 16: 27
خامساً: لقد تنبأ عيسى عليه السلام بمن سيأتى بعده (بولس) ويغير فى الناموس وفى الشريعة ، لذلك دعاه أصغر ، هذا لو أسقط نقطة واحدة ، فما بالكم لو أسقط الناموس كله؟
لقد جاء بكتاب ادعى أنه من عند يسوع نفسه، وهو الذى أوحاه إليه، على الرغم أنه من الفريسيّين ااذين كان عيسى عليه السلام يمقتهم ، وكانوا يناصبونه العداء ، وعلى الرغم أنه لم يرى عيسى ولم يسمع منه من قبل ، فقال: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
قارن هذا بسيرته بعد أن اعتنق هذا الدين، وستتضح لك نيته فى إفساده: وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. .. .. .. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ 27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». .. .. .. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.) أعمال الرسل 21: 17-32
وإن كنت مازلت غير مُصدِّق فاقرأ كتاباته: (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ
الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
أما قوله لتلاميذه إنهم (ملح الأرض ، ونور العالم) فمهمة الملح أن يضبط مذاق الطعام، ومهم النور أن يضيىء للسائر الطريق ، ولا يتركه يمشى متخبطاً فى الظلام ، وهذه كانت فعلاً مهمة تلاميذه ، أن يفسروا الكتاب والنبوءات بالصورة الصحيحة ، التى تعلموها من نبيهم ، وليست بالصورة العوجاء التى اتبعها الكتبة.
ففى مشكلة يوم السبت ، واعتراض الكتبة على أن عيسى عليه السلام يشفى المرضى فى يوم السبت. فانظر إلى جهل الكتبة وحماقتهم فى فهمهم للناموس ، وتخيلهم للرحمة الله ، أن يترك المريض أو يُسعف بصورة مبأية ، ولا يعالج ، فى يوم السبت. فأى منطق أعوج هذا؟
فقد كان اليهود تبعاً لتفسير الكتبة إذا أصيب شخص فيهم ونزف، يوقفوا له النزيف فقط، لكن أن يضعوا له المراهم ، فهذا يعد من الأشياء التى تكسر تقديسهم للسبت، ولا يحق للطبيب أن يحمل حقيبته ويذهب لعلاج مريض ، فانظر إلى رد عيسى عليه السلام عليهم:
(6وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَهُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ! 7فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ! 8فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».) متى 12: 6-8
(9ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 10وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ فَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السُّبُوتِ؟» لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. 11فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ فَإِنْ سَقَطَ هَذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ 12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذاً يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!») متى 12: 9-12
فهم بفهمهم هذا قد ازدادوا فهماً وعلماً على الكتبة والفريسيين ، وهو يطالبهم أن ينقلوا
هذا العلم ، ويعلموه الناس ، لكن هل طالبهم أن يعلموا العالم أم بنى إسرائيل فقط؟
لقد أرسلهم عيسى عليه السلام لبنى إسرائيل فقط قائلاً: (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. 8اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا. 9لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاساً فِي مَنَاطِقِكُمْ 10وَلاَ مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصاً لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ.) متى 10: 5-10
كما رفض مبدئياً أن يعالج ابنة المرأة الكنعانية لأنها ليست من بنى إسرائيل: (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
وقال للمرأة الكنعانية: (26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 26
وعلى حد قوله كان يتوقع أن يأتى المسيا ابن الإنسان قبل أن يكملوا مدن إسرائيل ، فكيف يرسلهم للعالم أجمع؟ (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
أما عن صيغة التثليث التى جاءت فى نهاية إنجيل متى ، وفيها يرسل تلاميذه للعالم أجمع فهى أقحمت فيما بعد فى الكتاب ، الأمر الذى ينفى تعهد الله بحفظ هذا الكتاب ، بل ويصدق عليه قول الله أنه محرف:
1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
2) (29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)إرمياء 23: 29-36
3) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
4) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
5) انظر إلى اعتراف الكتاب المقدس بالتحريف ، ثم ينسبونه لله ، والله يتبرأ منه! (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9 (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا)
6) (11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 23: 11
7) (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.) إرمياء 23: 13
فماذا تتوقعون من أنبياء كذبة؟ هل تتوقعون منهم الصدق؟ إن الكذب لهو من أشد أنواع الفجور ، انظر إلى الرب عندما فشل أن ينتقم من آخاب ، ولم تعجبه آراء الملائكة فى كيفية الإنتقام ، فحضر الشيطان إجتماع الرب والملائكة ، وأشار على الرب أن يجعل الكذب على لسانه ، فهذا من أشد أنواع الفجور الذى يهدى إلى جهنم: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا. 23وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هَؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ].) ملوك الأول 22: 19-23
فأين تبقى عصمتهم؟ وكيف يصدق لهم قول؟ وكيف نتقبل عنهم تعاليم؟
مجموعة من الأدلة ضد النص التراثي لمتى 28: 19.- كتبه (كلينتون دي ويليس):
(by: Clinton D. Willis, CWillis@ipa.net)
-ترجمة (Al_sarem76).
ملحوظة:
1) كل ما بين قوسين من النوع "{}" فهو من المترجم.
2) لم أقم بترجمة كل الشهادات ولكن معظمها لضيق الوقت ولأن ما فيها مكرر لما هو مترجم بالفعل، وقد تركت لضيق الوقت بعض الشهادات من الموجودة بالمقال وفيما هو موجود الكفاية.
{متى 28: 19 فاذهبوا وتلمذوا (وعمدوا) جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.}
- موسوعة الأديان والأخلاق:
قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. إن كان غير مشكوك، لكان بالطبع دليلاً حاسماً، ولكن كونه موثوقاً أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
ونفس الموسوعة أفادت أن: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (بإسم المسيح(1)) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة.
{(1) يشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها:
(أعمال 8)12 ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالامور المختصة بملكوت الله "وباسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء. (كورنثوس1 1)2 الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.
-إدموند شلنك، مبدأ (عقيدة) التعميد (صـفحة 28):
صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نـُـقِـلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية.
- تفسير العهد الجديد لتيندال،( الجزء الأول، صـ 275):
إن من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والإبن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قال عيسى، ولكن … إضافة دينية لاحقة.
-المسيحية، لويلهيلم بويست و كيريوس (صـ 295):
إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحاً جداً برغم وجود صيغة متى 28: 19 لتثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً.
-الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، صـ 236):
إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع{عيسى} المسيح لتصبح باسم الأب والإبن والروح القدس.
- قاموس الكتاب المقدس لهاستينج،(طبعة 1963، صـ 1015):
الثالوث. - … غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، … كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، … (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... هذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع في متى. وقد وضح أيضاً أن فكرة الحواريين مستمرين في تعليمهم، حتى أن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
أخيراً، صيغة إيسوبيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المحامين.(بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريون أو الفلسطينيون (أنظر ديداش 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والإبن والروح ... .
- موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية:
لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى الحواريين هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال 2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس1 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث بينما الصيغة التثليثية موجودة في متى 28: 19 فقط، وبعد هذا فقط في ديداش 7: 1، وفي جوستين و أبو1 1: 16.... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).
- كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي، قرر أن:
من المحتمل أن هذه الصيغة، ( الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
- الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، وتحت عنوان
"العماد" Baptism قالت:
ماجاء في متى 28: 19 كان تقنيناً {أو ترسيخاً} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
- جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV) حول متى 28: 19 :
يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد باسم الثالوث... .
- ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت:
في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، ( الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
- توم هاربر:
توم هاربر، الكاتب الديني في تورنتو ستار {لا أدري إن كانت مجلة أو جريدة أو ...} وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 يخبرنا بهذه الحقائق:
كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقاً. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تـُـعـَـمـِّـد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم
الآب والإبن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفرداً".
وبناءاً على هذا فقد طـُـرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مـُـدِّدَت [غـُـيّـِـرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان و الموحدون أيضاً في القرن التاسع عشر قد تقررت وقـُـبـِلـَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك {Peake}:"الكنيسة الأولى (33 م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعاً { تحريفاً} مذهبياً متأخراً".
- تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723:
قالها الدكتور بيك Peake} { واضحة:
إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعاً {تحريفاً} مذهبياً متأخراً. وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الب والإبن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بإسمي.".
- كتاب اللاهوت في العهد الجديد أو لاهوت العهد الجديد:
تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان كيريجما الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما في يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب ديداش 7: 1-3 تحديداً، إعتماداً على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المـُـعـَـمِّـد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وسعت [بُـدِّلـَـت] بعد هذا لتكون باسم الأب والإبن والروح القدس.".
- عقائد وممارسات الكنيسة الأولى:
تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسمياً أستاذاً لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. دكتور هال قال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.
3- يقول ويلز: ليس دليلاً على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب و الابن و الروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، و لم يكن لها وجود في عصر الرسل،… كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة في من التعاليم النصرانية ما يتكلم به المسيح و هو يلقي مواعظ و يعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات،إن بولس لا يعلم شيئاً عن هذا ".([1])إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم
4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "و أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية و قبرص و أنطاكيا و هم لا يكلمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).
و لما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "أنتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي أن يلتصق بأحد أجنبي أو يأتي إليه، وأما أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما أنه دنس أو نجس" (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نحن الذين أكلنا و شربنا معه بعد قيامته من الأموات، وأوصانا أن نكرز للشعب" (أعمال10: 42)، أي لليهود فقط
5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. و لذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح -لو كان صحيحاً نص متى-ويقعدوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])
- الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن، 1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5:
الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.:
"إن الرحلات في سفر الأعمال و رسائل القديس بولس هذه الرحلات تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضاً: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكانت يجب على الكنيسة الرسولية تتبعه، ولكنا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءاً على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطوراً لاحقاً".
الشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئاً:
1- A History of The Christian Church:1953 by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
2- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:
3- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius: Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea
Al_sarem76
من منتديات الدعوة
http://www.alda3wa.com/ib/index.php?showtopic=29
ويقول الأستاذ (Salafyo0on) بموقع barsoomyat.com
1- إن أول نقد يتوجه لهذه الفقرة أنها على الرغم من أنها أهم فقرة فى عقيدة النصارى أنها لم ترد في الأناجيل الثلاثة الأخرى التي اتفقت على إيراد قصة دخول المسيح أورشليم راكباً على جحش .فهل كان ركوبه على جحش أهم من ذكر التثليث فلم يذكره سوى متى 28: 19؟
2- ثم إن الفقرة وردت في أحداث ما بعد القيامة، وقصة القيامة برمتها ولكثرة الاختلاف في روايات الأناجيل لها ـ كما سيأتي ـ يعتبرها علماؤنا من النصارى والمسلمين قصة مزورة ملفقة ، ثم عند تفحص الفقرة يكشف عما يكذبها فقد سبقها حديث عن الحواريين بأنهم شكوا. يقول متى: "ولما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا" (متى 28: 17)، و كان مرقس قد ذكر في هذا الموضع أن المسيح ظهر للتلاميذ "ووبخ عدم إيمانهم و قساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام، وقال لهم: اذهبوا إلى العالم أجمع، و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مرقس 16: 14-15)، ولم يذكر شيئاً عن عناصر التثليث!!
3- قال يوحنا المعمدان: "أنا أعمدكم بماء التوبة، و لكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني … هو سيعمدكم بالروح القدس والنار" (متى 3: 11)، فلم يذكر الآب ولا الابن. فلو سلمنا باتحاد الآب والابن والروح القدس من أجل قول متى 28: 19 ، لوجب عليكم التسليم باتحاد النار مع الروح القدس والابن والآب!!
4- فكل هذه الشواهد تكذب نص متى، و تؤكد أنه نص مختلق لا تصح نسبته للمسيح، ثم عند غض الطرف عن ذلك كله فإنه ليس في النص ما يسلم بأنه حديث عن ثالوث أقدس اجتمع في ذات واحدة، فهو يتحدث عن ثلاث ذوات متغايرة قرن بينها بواو عاطفة دلت على المغايرة، والمعنى الصحيح للنص كما يرى محمد حسن وغيره: "اذهبوا باسم الله ورسوله عيسى والوحي المنزل عليه بتعاليم الله عز وجل".
5- ولهذه الصيغة مثل لا يصرفه النصارى للتثليث يذكره ناسخ البحث الصريح، فقد جاء في بعض رسالة بولس إلى تيموثاوس "أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين …" (تيموثاوس(1) 5: 21) فإن أحداً لم يفهم من النص ألوهية الملائكة أو أنهم الأقنوم الثالث، ويقال في نص متى ما يقال في نص بولس ([3]).
6- و هذا الأسلوب في التعبير معهود في اللغات والكتب و قد جاء في القرآن مثله: [يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل] ([4]) وغير ذلك من الآيات القرآنية.
-
إذن فقد كان التلاميذ فعلاً المشاعل التى تشع علماً ونوراً يهتدى به الكتبة والفريسيون والمعلمون والشعب لفهم التوراة واتباع أوامر الله ونواهيه. وللأسف فقد أتلف بولس هذا الملح ، وأطفأ هذه المشاعل وارتفع دينه على دين يسوع والتلاميذ. ففى الوقت الذى حاكمه فيه التلاميذ على عقائده الفاسدة وأمره بالإستتابة والتطهر مما اقترفه، وأن يسلك هو أيضاً حافظاً للناموس ، وأرسلوا من يصلح ما أتلفه بولس من عقائد فاسدة (أعمال الرسل 21: 17-32)، نرى أن دين بولس هو الذى انتصر فى النهاية: (1فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ. 2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً! 3لَكِنْ أَشْهَدُ أَيْضاً لِكُلِّ إِنْسَانٍ مُخْتَتِنٍ أَنَّهُ مُلْتَزِمٌ أَنْ يَعْمَلَ بِكُلِّ النَّامُوسِ. 4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 1-5
أما العبادات المسيحية التي أسسها بولس وألف بها ديناً جديداً غير دين عيسى عليه السلام ودين الأنبياء من قبله والتلاميذ من بعده فهى:
1- إخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة (أعمال 11: 26) والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح .
2- اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ) (أعمال 14: 23)، (أعمال 15: 6)
3- اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ) (أعمال 20: 28)
4- طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا (رسالة كورنثوس الأولى 10: 16)
5- يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي) في (كورنثوس الأولى 7: 1-8) عكس كلامه في رسالة (تيموثاوس الأولى 4) حيث يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها (فلماذا تزوج إذاً)
6- يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين (كورنثوس الأولى 7: 12)
7- يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق) ويحلل زواج الرجل المنفصل (المطلق) وتعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما (كورنثوس الأولى 7: 27-40)
8- كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح) (كورنثوس الأولى 10: 16)
9- المرأة تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة ؟؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (كورنثوس الأولى 11: 15 )
10- في عشاء الرب (الخبز والخمر في الكنيسة) واحد يجوع والآخر يسكر؟ ( كورنثوس الأولى 11: 10)
11- ترتيب الكنيسة: الرسل (التلاميذ) ثم الأنبياء؟ ثم معلمين ثم قوات؟؟ ثم مواهب شفاء ثم أعوان وتدابير وأنواع ألسنة؟؟ ( كورنثوس الأولى 12: 28)
12- العماء لأجل الأموات (الذين ماتوا بدون تنصير) ؟ (كورنثوس الأولى 15: 29)
13- اخترع رسم الصليب داخل الكنيسة (رسالة غلاطية 3: 1)
14- اخترع عبادة الصليب (غلاطية 6: 14) ، (فيليبى 3: 18)
15- اخترع نظام الشمامسة (رسالة فيليبى 1: 1)
16- ألغى الصوم والأعياد (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة) (رسالة كولوس 2: 6- 20)
17- الأسقف: (رئيس الكهنة) يكون زوج امرأة واحدة (دليل انتشار وشرعية تعدد الزوجات في ذلك الوقت) غير مدمن الخمر (أي يشرب قليلا) صاحيا – له أولاد. (الآن: كلهم رهبان)
18- الشماس (مساعد الكاهن) يكون ذو وقار – غير مولع بالخمر الكثير (يشرب ولا يسكر) زوج امرأة واحدة (دليل شرعية التعدد) ويدبر بيته وأولاده حسنا (الآن: كلهم أطفال ) ( تيموثاوس الأولى 3: 8 ) غير مدمن الخمر ( أي يشرب قليلا ) صاحيا ( رسالة تيموثاوس الأولى 3: 1 ).
19- يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين (تيموثاؤس الأولى 4: 1)
20- اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة (رسالة تيموثاوس الأولى 4: 14)
21- الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟؟ (تيموثاؤس الأولى 5: 23) ومع كذبه هذا – فالمسيحيون يؤمنون أن هذا الكلام هو وحي من ربهم؟
22- الشيخ ( وكيل الله ) أي البطرك – يكون بلا لوم ، زوج امرأة واحدة وله منها أولاد مؤمنين ، وليس عليه شكوى في الخلاعة وغير مدمن الخمر ( رسالة تيطس ) ، لاحظ أنه دائما لا ينكر شرب الخمر بل يشترط عدم الإدمان فقط .
23- إلغاء الناموس: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين8: 13
24- إلغاء الختان: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-5
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
25- إلغاء تقديس السبت: لاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و"حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد "للأركان الضعيفة الفقيرة" (غلاطية 4: 9 و10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان"(رومية14: 1-5)
26- الخطيئة الأزلية (رومية 5: 12) و(عبرانيين 9: 22) و(رومية 3: 23-25) و(ثيطس 2: 14) و(تيموثاوس الأولى 2: 5-6) و(كولوسى 1: 20)
27- أباح للمطلقة الزواج: (27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
وعلى ذلك يتعجب الأستاذ هريدى ويتساءل ويقرر:
(فلقد كان المسيحيون الأوائل الذين يعبدون الله الواحد فعلاً هم ملح الأرض في ذلك الزمان إذ فضلوا أن تكون أجسادهم مشاعل تضيء شوارع روما أو تأكلها الأسود المفترسة، على أن يتخلوا عن دين اللّه الواحد الذي جاء به المسيح، لكن الذين جاؤوا بعدهم من الأمميين والوثنيين والكنائس الشاؤولية الثالوثية الذين قتلوا الملايين لفرض ثالوثهم إرضاء للشيطان وللأباطرة الرومان الوثنيين، قد أفسدوا دين المسيح، ففسد ملحهم إذاً بماذا يملح بعد ذلك.)
(وإني لأتساءل إذا كانت كل أمة ستأتي مع نبيها أو رسولها ليشهد لهم أو عليهم أمام الله في ذلك اليوم الرهيب الذي يسمونه يوم الدينونة، فالشاؤوليون الكنسيون الذين يعتقدون اليوم أنهم مسيحيون مع من سيأتون ليستلموا كشف الحساب من الله جل شأنه الذي يسجل عليهم كل أعمالهم وأقوالهم!؟.)
(هل سيأتون مع موسى لأنهم طبقوا الناموس؟! لا!! لأن ذلك الناموس نزل ليرد الناس إلى عبادة اللّه الواحد، وهم جعلوا إلههم ثلاثة، ولأن الناموس نهى عن الخمر ولحم الخنزير بينما هم يشربون الخمر ويأكلون الخنزير. ولأن الناموس أمر بالختان والطهارة وهم لا يختتنون ولا يتطهرون حسب تعليمات شاؤول الذي حللهم من الختان والطهارة. ولأن الناموس أمر بالمحافظة على السبت وهم يحافظون على الأحد بأمر قساوستهم إرضاء للأمبراطور قسطنطين.)
(ولأن الناموس أمر بعدم تعليق الصور والأصنام، وهم يعلقون الصور ويسجدون للتماثيل والصور والصلبان... وغير ذلك كثير. لذا لن يأتوا مع موسى في ذلك اليوم!!.
فهل يا ترى سيأتون مع عيسى!!؟ كلا أيضاً!! لأن عيسى يقول "ما جئت إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة" وهم قطعاً ليسوا من خراف بيت إسرائيل الضالة. وعيسى كان يصلي دائماً للّه الذي في الخفاء بينما هم يصلون لعيسى ولمريم وللصليب. وعيسى قال لهم كل غرس لم يغرسه إلهي السماوي يقلع. بينما هم غرسوا الثالوث وأشياء كثيرة في دينهم ولا يريدون أن يقلعوها. وعيسى قال لهم إنه نبي "وليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه " متى: 13/57، بينما هم قالوا له "لا" أنت لست نبي إنما إله "وتجلس على يمين القوة". وعيسى قال لهم أنا وأمي من بني البشر بينما هم قالوا له: "أنت إله وأمك أم الله!… الخ وغير ذلك كثير. لذا لن يأتوا مع عيسى في ذلك اليوم!!.)
(إذاً مع من سيأتون!؟؟ لا شك أنهم سيأتون مع شاؤول. أليس هو الذي سموه بولس الرسول؟ أليمس هو الذي أعطاهم هذا الدين وهم قبلوه؟! ولكن شاؤول هذا ليس نبياً من عند الله، ولم ينزل عليه كتاب، ولا دين من السماء، إنما قضى ثلاث سنوات في الصحراء العربية التي ألهمت الشعراء العرب، ليؤلف لهم هذا الدين هناك. وهو كما يقول باعترافه ليس معه إلا غيبوبة أو حلم تراءى له فيه أنه سمع صوت المسيح (أعمال 9: 3-9)،، وكل دينه قائم على ذلك الحلم، أو إن شئت قل تلك التمثيلية الهزيلة التي ادعاها في كتبهم حيث السيناريو مكتوب فيها بكل سذاجة لا يمكن أن يصدقه أي عاقل. لأن الوحي الحقيقي لا ينزل إلا على الأنبياء لا على الأدعياء الذين يدعون المنامات وينقلبون فجأة من عدو إلى رسول دون سابق مقدمات. نعم إنهم سيأتون مع شاؤول! ليشهد عليهم عيسى أمام الله. ولكن بماذا سيشهد عليهم عيسى وهو لم يأت إليهم؟ سيشهد عليهم بأنه لا يعرفهم، وأنه لم يرسل إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة، وهم ليسوا من خراف بيت إسرائيل، لا الضالة ولا المهتدية منهم، إنما هم من الأمميين الذين اتبعوا دين شاؤول، لذا سيقول لهم المسيح في ذلك اليوم الرهيب "من أين أتيتم!؟ إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الأثم إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وجنوده " متى 7: 23.)
(أخي العزيز: لا شك أنك توافقني في أن كل إنسان يريد أن يزور بلداً أو يقيم في بلد غير بلده، عليه أن يحمل جواز سفر، وتأشيرة زيارة أو إقامة ليقيم في ذلك البلد. فإن كان معك جواز سفر وعليه تأشيرة دخول لبريطانيا مثلاً، فأنك لا تستطيع أن تدخل أمريكا أو استراليا أو اليابان بتلك التأشيرة، إذ كل بلد يحتاج إلى تأشيرة خاصة.)
(والجواز في هذه الحياة هو الأعمال الصالحة. أما التأشيرة لدخول الجنة كما صرح بها جميع الأنبياء والمرسلين- ما عدا شاؤول وكنائسه- هي "لا إله إلا الله " التي سماها لوقا "مفتاح المعرفة" 11: 52، أي لا إله مع اللّه. إنما إله واحد. وواحد فقط. وهو الذي قال! عنه المسيح حسب الأناجيل "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" متى 4: 10، واسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد (مرقص 12: 29)، فإن كان معك جواز سفر (أي أعمال صالحة) وعليه التأشيرة الشاؤولية " ابن اللّه" أو التأشيرة الكنسية الوثنية "أم الله " أو الأب والابن وروح القدس... الخ فأنك حتماً وبديهياً لن تدخل البلاد التي
تأشيرتها "لا إله إلا الله " التي هي تأشيرة الجنة والحياة الأبدية. بل ستدخل بلاداً غيرها من التي تأشيرتها ابن اللّه وأم اللّه أو الثالوث، أو الصور والتماثيل أو الخمر أو الخنزير أو الفطير الذي يتحول إلى جسد المسيح، البلاد التي تأشيرتها تصلب فيها الآلهة وتموت وتقبر ثلاثة أيام ثم تقوم من الموت... الخ. وهي التأشيرة المخالفة لجميع رسالات الأنبياء. وستجد هناك الكثيرين قد سبقوك ممن كانوا مثلك يعبدون آلهة وهمية مثل جوبيتر وعشتارون واللات، والعزى، والبعليم، والشمس والقمر والكواكب والنار ونهر النيل... وكل هذه البلاد اتفقت جميع الكتب المقدسة على تسميتها بجهنم، أو النار الأبدية حيث الدود لا يموت والنار لا تطفأ (مرقص 9: 44)، ولأن مصدر الدين كله واحد فقط أكد القرآن ذلك (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور) سورة فاطر: الآية 36.)
(أما إن كان لك مع كفرك بالله أعمال صالحة فلن تجديك شيئاً. لأن كل من له إيمان "بالله الواحد" سيعطى ويزداد، وكل من ليس له فالذي عنده يؤخذ منه (متى 25: 30) أي سيحبط عمله تماماً كما قال اشعيا "لأن كل أعمال برنا ستكون كثوب خرقه" 64: 6،. ولأن الدين في الأساس عند اللّه واحد فقد جاء مثيلها في القرآن إذ قال عز من قائل (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) سورة الفرقان: الآية 23.)
(حتى لو ملأوا الأرض خيراً لأن جميع أعمالهم الصالحة تلك بدونا لا إله إلا اللّه " لا تسوى شيئاً عند الله. 5: 14-16،: "أنتم نور العالم لا يمكن أن تخفي مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات ".) انتهى الإقتباس من الأستاذ هريدى.
شخصية التلاميذ وعلمهم:
لكن هل أظهرت الأناجيل تلاميذ يسوع بالمظهر اللائق بهم كحملة لواذ الدعوة بعد نبيهم؟ فى الحقيقة لا ، فقد أظهرتهم أغبياء وسفهاء وقلقلى الإيمان:
(36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
(26فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟») متى 8: 26
(25وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 25-31
(15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
(16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
(13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16 .
(35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35 ، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
بل لقد أقسم بطرس كذباً أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟) ، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. …) متى 26: 69-74
كما تركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب [صحيح أن الإنجيل يقول بعد ذلك أن بطرس أدخل يوحنا وظل مع المصلوب أثناء عملية الصلب ، لكنى أرى الإستخفاف بالعقول فى هذه الحكاية: فهل يُعقل أن من ترك إزاره وهرب من قوم أن يرجع إليهم مرة أخرى ، وهم يعرفونه حق المعرفة ، حيث كان التلاميذ يرافقونه فى كل وقت وحين ، وكان يسهُل التعرف عليه جيداً؟]: (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.) مرقس 14: 50-52
حتى مع علمهم باقتراب القبض على إلههم (؟) وأنه سوف يُصلَب ، ولن يروه مرة أخرى على الأرض ، إلا أن الأناجيل تصفهم بالتخاذل وعدم الإكتراث ، فقد ناموا وتركوا إلههم (؟) يبكى ، يصلى ، يتضرع إلى إلهه أن ينقذه ، طالباً منهم أن يقفوا بجواره ليشجعوه وليهونوا عليه الأحداث العصيبة القادمة ، راجياً إياهم أن يصلوا هم أيضاً ، لكى ينقذهم الله من الفتنة القادمة ، لكن هيهات هيهات:
(32وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». 37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 38اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 39وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 40ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. 41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ!) مرقس 14: 32-41
بل نام بطرس نفسه الذى انتقاه يسوع مع يعقوب ويوحنا عندما ذهب للصلاة: (37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟) مرقس 14: 37
وإنى لأتعجب وأتساءل: ما هو الدور الذى قام به تلاميذه ومحبوه وأتباعه وقت القبض عليه والصلب؟ إننا كشرقيين عندما نرى إنساناً يُضرَب ويُنكَّل به ، نقول فى سذاجة (هذا حرام) ونحاول أن نكف عنه ، وهذا يحدث دون أن نعلم سبباً لضربه ، وحتى لو علم الناس أن هذا الشخص يُضرَب لأنه تم القبض عليه أثناء السرقة ، تجد من يقول (صحيح هو لص ، لكن ما تفعلونه به حرام ، سلِّموه للشرطة) وننتقد كذلك تصرفات الشرطة فى التنكيل بأحد اللصوص. فما بالك بتصرفات هؤلاء الناس الطيبيبن تجاه من أشفى أبناءهم وأحيا موتاهم وأبرأ أسقامهم المستعصية (كل هذا بإذن الله) ، تجاه نبى أرسله الله إليهم لهدايتهم ، ألم يوجد فيهم من كانت عنده النخوة لنصرة الله ودينه ورسوله؟
قارن بين قول بطرس وقول الشياطين التى أخرسها عيسى عليه السلام: (66مِنْ هَذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. 67فَقَالَ يَسُوعُ لِلاِثْنَيْ عَشَرَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟» 68فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ 69وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ».) يوحنا 6: 66-69
(41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
وعلى الرغم من كل ما قرأناه عن شخصية التلاميذ كما يصورها كا تبوا الأناجيل ، نجد عيسى عليه السلام يرفعهم إلى مصاف التلاميذ الذين تعلموا وفهموا ، وعلى مقدرة من العلم كبيرة تمكنهم من مواصلة مسيرة نبيهم ، فنقرأ أنه قال لهم: (10فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟» 11فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ.) متى 13: 10-11
(16وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ.) متى 13: 16
وعلى الرغم من التقدم العلمى لنقد نصوص الكتاب المقدس تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة إنجيل مرقس) تقول إن عيسى عليه السلام كان: (ينتهر حزيناً – الفكر الخاطئ لبطرس كما ينتهر فى غيظ غيرة تلاميذه الخاطئة ومطامعهم الأنانية (8: 33، 10: 14) والتحذير (ليهوذا بصفة خاصة 10: 23)
ويتبقى لنا التعليق على عدة نقاط:
فنحن نتفق مع قول عيسى عليه السلام ليس فقط فى الامتناع عن الزنى ، بل البعد عنه، لدرجة أن العلماء حرموا مصافحة المرأة باليد ، حتى لا يشعر الرجل بأنوثة المرأة ، ولا تتحرك فيهما شهوة كل منهما للآخر. وطبعاً غير مقصود من عيسى عليه السلام أن يقتلع الإنسان عينيه فعلاً ، أو يخصى الرجل نفسه لأجل ملكوت السموات ، وإلا لوجدنا فى عصرنا هذا الكثير من الأساقفة والقساوسة والرهبان ، المتهمين بالإعتداء على الأطفال داخل الكنائس ، والإعتداء على الراهبات ، والتحرش بهن ، قد أقلعوا أعينهم، ولو خصوا أنفسهم، لما حدث ما نقرأه يوميا على صفحات الجرائد والإنترنت، ولكن قصد استنفار كل الهمم والطاقات لتتحكم فى عينيك ، ولا تعص الله بهما ، وفى نفس الوقت تحذير للنساء ، التى يمكنهن أن يتبرج ، ويكن سبباً فى إدخال بعض الرجال النار ، فيأثمن على عملهن هذا.
وعلى ذلك فهو إعلان النفير العام ضد الشهوة والشيطان ، وتقرير بتحشم النساء فى ملبسهن ، وهو ما يقرره العهد القديم ، بل ويتشدد بولس فيه أيضاً:
(63وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ. 64وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. 65وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ.) تكوين 24: 63-65 ، أى وضعت الحجاب على وجهها ، عندما علمت أن الرجل الذى فى الحق هو رجل غريب.
(14فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ) تكوين 38: 14
(5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ.) كورنثوس الأولى 11: 5-6
(9وَكَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لَآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ،) تيموثاوس الأولى 2: 9
وهو إلى الآن رداء الراهبات والسيدات اليهوديات والمسيحيات الممتمسكات بدينهن.
أما أقواله: (سمعتم أنه قيل لكم .. ..) (وأما أنا فأقول لكم) ليس المقصود منها التغيير فى ناموس الله ، ولا شرعه ، وإلا لما قال قبلها: (لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لأنقض بل لأكمل).
وكذلك تشدد فى تحريم قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق ، لدرجة أنه منع الغضب المؤدى إلى الشجار والتقاتل. فقال: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.).
وقوله: (38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.)
وقوله: (43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)
لكن تصيبنا الدهشة أن نجده هو نفسه لا يطبق هذه الوصية ، فلم يطبقها مع يهوذا الإسخريوطى ، وتركه للهلاك ، ولم ينفذها مع الكهنة والفريسيين ، ولا مع تلاميذه:
فقد أطلق على كل من ليس يهودى كلب: (6لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.) متى 7: 6
ويُنسب إليه أنه سبَّ جميع الأنبياء قبله ووصفهم بالسراق واللصوص: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
وسبَّ الفريسيين والصدوقيين فقال لهم: («يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟) متى 3: 7
وسب الكتبة والفريسيين فقال لهم: (16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ! 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ 18وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ! 19أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟) متى 23: 16-19
وسب رئيس الحواريين بطرس وقال له: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23
وشتم اثنين آخرين من التلاميذ: (25فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ) لوقا 24: 25
بل سبَّ الفريسى الذى استضافه عنده فى بيته واتهمه بالنفاق ودعا عليه بالويل: (37وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. 40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيّاً لَكُمْ. 42وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!».) لوقا 11: 37-44
وطالب التلاميذ ببيع ملابسهم وشراء سيفاً ثم تراجع عندما وجد جموع من الناس ولا ينفع معهم سيفين فقط: (35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!».) لوقا 22: 35-38
(47وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا - أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ - يَتَقَدَّمُهُمْ فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ. 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟» 49فَلَمَّا رَأَى الَّذِينَ حَوْلَهُ مَا يَكُونُ قَالُوا: «يَا رَبُّ أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟» 50وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. 51فَقَالَ يَسُوعُ: «دَعُوا إِلَى هَذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا.) لوقا 22: 47-50
تُرى ماذا كانت إجابة إله المحبة على سؤال تلاميذه: («يَا رَبُّ أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟»)؟ فهل قال نعم وأطاعه تلميذه الذى قال فى حقه: («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 17-19
أم قال لا ، وعصاه تلميذه هذا الذى قال فى حقه كل الكلام المذكور أعلاه؟ ولو قال لا، فما معنى قوله: (52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!) كما جاء عند متى 26: 52 ؟
بل طالب صراحة من أتباعه بذبح كل من لا يقبله كملك: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
بل نسب إليه نصوصاً تدعى فيه أنه جاء للحرب والدمار وتخريب البيوت والمجتمعات وللقتل الجماعى والإبادة الجماعية ، ولإتلاف البيئة من أبقار وحيوانات نافعة وأشجار ، بل وللتمثيل بالجثث:
(49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
(34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
(وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
ولو كان هو الإله الذى أنزل التوراة ، فلم يوجد فى شريعة من الشرائع تحريض للناس على قتل النساء والأطفال إلا فى كتابكم هذا ، فاقرأوا ما أوحاه من قبل:
([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
(9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9
(17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17
(3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3
(19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ].) ملوك الثانى 3: 19
(12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
(3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»صموئيل الأول 15: 3 - 11
(40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 28-40
(10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.) يشوع 11: 10-12
(20 وخرج رجال اسرائيل لمحاربة بنيامين وصف رجال اسرائيل انفسهم للحرب عند جبعة. 21 فخرج بنو بنيامين من جبعة وأهلكوا من اسرائيل في ذلك اليوم اثنين وعشرين ألف رجل إلى الارض.) قضاة 20: 20-21
(35فضرب الرب بنيامين امام اسرائيل واهلك بنو إسرائيل من بنيامين في ذلك اليوم خمسة وعشرين الف رجل ومئة رجل. كل هؤلاء مخترطو السيف)قضاة 20: 35
(20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 20-24
وبعد كل هذه المذابح التى لم ينج منها المسلمون لا فى هذا الزمن ولا فى الأزمان الغابرة ، يرنمون («الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».)!فأين حبهم وحب إلههم لأعدائه؟
فلم أعلم له صراحة أنه بارك من لعنه (أقصد بولس فى غلاطية 3: 13: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».))، فقد كانت نهايته أنه سلط عليه من يقطع رأسه ، لكنه ترك من ضربه وسرق النبوة من أخيه والبركة من أبيه (أقصد يعقوب (تكوين 32: 22-29))
ورأيى أن هذه النصوص التى تطالبهم بالإستسلام لأعدائهم هى من اليهود أعداؤهم أنفسهم ، ليتمكنوا من القضاء عليهم دون مقاومة تذكر ، أو وضعتها الكنيسة لتنفى عن نفسها أنها من أتباع المسيا (النبى الخاتم) الذى سيقضى على الإمبراطورية الرومانية ، وأنه تميل إلى الحب والإستكانة وعدم استخدام العنف ، ليأمن الرومان جانبهم.
هذا وبالله التوفيق
وبهذا انتهى تفسير للإصحاح الخامس
أبو بكر_3
-