-
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع جد قيم ودسم
وبصراحة يحتاج لأهل الخبرة والمعرفة والعلم بيننا ليدلوا بدلوهم وننتظر مشاركات قيمة فيه بإذن الله تعالى
بارك الله فى الأخ نولدجر
وفى الدكتور هشام ((رغم أنه لم يثبت الموضوع :angry: ))
وفى الحبيب عمرو إبن العاص وكلكم أحبة :)
إن شاء الله سيتم كل ما طلبتوه
والله المستعان وهو الموفق
-
الرجاء من الإخوة أن يكتفوا بنص الكتاب ، ولا يعرضوا علينا مقالات أخرى حوله ، فالوقت قد لا يتسع للرد على الجميع .
-
من المناسب للقارئ الكريم ، الاطلاع على كتاب مهم ، ليتعرف فكر خليل عبد الكريم واضحاً بلا غبش .
عنوان الكتاب : اليسار الإسلامى .. وتطاولاته المفضوحة على الله والرسول والصحابة
المؤلف : د / إبراهيم عوض
مكتبة زهراء الشرق : 116 ش محمد فريد ـ القاهرة
1410 هـ ـ 2000 م
والمؤلف دكتور فى البلاغة والنقد الأدبى ، وله أياد مشكورة فى الرد على المستشرقين والملاحدة ، وكل يؤخذ من كلامه ويرد ، إلا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وقد تناول المؤلف بالنقد معظم مؤلفات خليل عبد الكريم ، حتى ساعة تأليفه للكتاب ، وهى :
لتطبيق الشريعة لا للحكم
الأسس الفكرية لليسار الإسلامى
الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية
قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية
الأسس الفكرية لليسار الإسلامى
مجتمع يثرب ـ العلاقة بين الرجل والمرأة فى العهدين المحمدى والخليفى
شدو الربابة بأحوال الصحابة ـ محمد والصحابة
علاوة على بعض المقالات هنا وهناك
ورغم عدم تناول المؤلف لكتابى " فترة التكوين " و" النص المؤسس " ـ غالباً لصدورهما بعد مؤلفه ـ فإن كتابه جاء فاضحاً لليسار " الإسلامى طبعاً ! " ، ممثلاً فى فكر " الشيخ ! " خليل عبد الكريم .. فكشف عما فى كتاباته من تناقضات ، وتدليسات ، وأخطاء تاريخية ، وعلمية ، ولغوية .
-
<div align="center"></div>بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الفاضل الجامع ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ....بارك الله فيك ، وأشكرك على تثبيت الموضوع.
هدانا الله وآياك إلى ما فية الخير والرشاد
العزيز متعلم ... أرحب بك اولاً فى تلك الدعوة المفتوحه للحوار ..
ثانيا : بما يخص الجزء الذى يتناول الأطالة بالمقالات التى تتحدث عن الكتاب .. فلم ننشر عزيزى متعلم إلا مقاله واحده فقط وهى القراءه التخوينيه... وكانت فقط من أجل توضيح فكر الكاتب
ومقالة أخرى وهى للتعريف بالكاتب وهذا فقط لمن لا يعرفه ..
فشكراً على تفضلك وتصحيح ما بتلك المقالات من أخطاء ...
ثالثاً : مسألة اليسار الإسلامى ورواده مثل خليل عبد الكريم ، بالطبع سنجد الكثير ممن ردوا وصححوا فكر هؤلاء الكتاب إذا كان به عور أو خطأ ما .. وأنا سعيد جداً بأنك اطلعتنا على هذا الكتاب القيم ... ولكن أنت نفسك قُلت إن كتابى فترة التكوين والنص المؤسس لم يُشملا فى الكتاب .. وذلك كما تفضلت ووضحت بإنهما صدرا بعد صدور الكتاب ...
إذن حتى يصدر الرد من علمائنا الأفاضل .. نستطيع التحاور حول مادة تلك الكتب ... ودحض ما بها من إفتراءات .. والله الموفق
-
السلام عليكم ..
يبدو أن أحداً لم يخط رداً بعدٌ ! أنا عائد لتوي من الحملة القومية ضد شلل الأطفال برعاية ماما سوزان :D و وجدت أن الموضوع ما زال كما هو !
سٍاحاول التعليق على بعض النقاط بعد الرجوع لمصادري إن شاء الله و لكني أخشى أن الموضوع صعب و فوق مستوى غالبية الأخوة ... ليس في الفهم و لكن في إعداد الردود العلمية لذا أرجو من يستطيع المشاركة و لو بكلمة أن يضعها و أجره على الله . و ليس مطلوباً من أحد ان يرد على كل شيء .
و لا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
-
<div align="center">تعليق على الفرشة – الفقرة الأولى</div>
<div align="center">كتبة الفقيرإلى الله تعالى : eKnowledger</div>
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم</div>
أولا : أخوتى الكرام أعزكم الله تعالى ، أرى أننا فى مناقشتنا للكاتب الإسلامى خليل عبد الكريم ... ألا نبادر بالهجوم على الرجل – رحمة الله – فنحن لا نعلم نواية ، وكما أوضحت لكم فى مقال سابق أن الأسلوب الذى أتبعة عبد الكريم فى الكتابة هو أسلوب أفضل ما يطلق علية الإسلوب المرن .. فالرجل بالفعل يتمتع بإسلوب مرن بدرجة غير عادية حتى أنك تستطيع من خلاله إستنتاج آراء وأفكار بعيده كل البعد عما آرادة ...
وأعتقد أن هذا الإسلوب – فى رأيى الشخصى – مُتعمد من قبل الكاتب ... فهو يسعى إلى أن تسئ فهمة ، نعم أنا أعنى ما أقولة ... الرجل من الملاحظ طوال المقدمة يستخدم جمل وأساليب تدفعك للشك فى نواية وأغراضه حتى انك قد تذهب للشك فى إيمانة نفسه .. وأعتقد ان الرجل آراد هذا بشكل أو بآخر ، فتلك الطريقة التى إتبعها عبد الكريم .. تدفع القارئ للشك والحيرة فيما سطرة الكاتب .. وفى دروب تلك الحيرة والشك ، يعود الكاتب مرة أخرى لإعطائك وجهة النظر التى تريدها وتبحث عنها موثقة بأدق المصادر... وهذا الإسلوب قد يكون ذو فوائد جمة فى بعض الأحيان ولكنه إسلوب غير محبذ فى احيان اخرى ....
وعموماً إن صحت وجهة النظر هذه أو لم تصح فالرجل قد يكون أغفل الكثير من التوضيح والكثير من النقاط التى إعتمد على أنها معروفة للقارئ – وهذا بالطبع شئ بديهى عندما يكون القارئ مُسلم – ولانستطيع مؤاخذة الكاتب فى هذا الأمر – فالمسلم الحق المُتعلم ... أحرى بة أن يعرف عن دينه أكثر مما يعرف عن علمة ، فالدين الإسلامى هو العلم الدنيوى الروحى العقائدى التشريعى الأخلاقى العلمى ... وإن عرف المسلم عن دينة الكثير لعرف أن هذا الدين يحضة على العلم والتأمل فى ملكوت الله وخلقة مما يدفعة للبحث والتأمل .. ولو ان أمتنا الحالية وضعت هذا الأمر نصب عينيها لما تخلفنا عن ركب الحضارة بعد أن كنا نحن روادة - ولكن ما الحل إذا خرج الأمر إلى أصحاب الديانات الأخرى التى لا تعرف الكثير عن ديننا الحنيف ، بالطبع سيحدث إضطراب فى الفهم لأهداف الكاتب ومقاصده – التى لا يعلما إلا الله والكاتب الراحل .. – وبالطبع نحن سنسعى هنا إلى توضيح بعض ما ذهب إلية الكاتب فى مقدمته ونحاول بقدر المستطاع توثيقه وإرجاعة الى المصادر الموثوق بها ....وأنا لا أدعى إلمامى الكامل بفكر الكاتب وأسلوبة .. ولكنى حاولت جاهداً أن أستقرأ ما خلف السطور وأناقشه بموضوعية تامة بعيداً عن أى تحيز راجعاً فى ذلك إلى المصادر الموثوق بها ... هذه المحاولة المتواضعه منى ما هى إلا بداية وأنا أعلم جيداً انا الأخوة فى المنتدى لديهم من العلم ما نحن جميعاً بحاجة إلية ، وبإذن الله تعالى سيمدونا بما لديهم ، ليكون الحوار هادف وبناء ...، وانا لا أدعى علمى التام بفكر وأهداف اليسار الإسلامى والكاتب ولكنى أحاول قدر المستطاع فى ذلك النقد الموضوعيه وأستقراء السطور وفى ذهنى دائماً أن الكاتب نيته سليمه وصافيه ويريد خدمة الأمه ، بيد أننى إن وجدت أى أخطاء سارعت بتصحيحها طبقاً لما لدى من مصادر وأسأل الله التوفيق فى ذلك ... وبالطبع إن وجد أحد الأخوه الأفاضل أى خطأ فيما ذهبت أليه فليردنى فأنتم أعلم ولله العلم وحده...
<div align="center">والله الموفق</div>
-
نبدأ أولا بالفرشة ، والفقرة الأولى فيها – أمية الرسول وصحبه –
[1]
أمية الرسول وصحبه
الحبيب المصطفى ـ عليه السلام وعلى آله ـ لم ير فى حياته مصحفًا ولم نسطر أنه: قرأ مصحفًا لأنه كما ذكر القرآن العظيم وكما شهد هو على نفسه : أمّى.
بتتبع مادة (ص ح ف ) فى المعُجَمُ الوَجِيزُ (صادر عن : مَجمَع اللغَة العَربَية - 1998 م /1419 هـ) وجدنا التالى :
(المُصْحَفُ) : مجموعٌ من الصُّحُف فى مجلَّد ، وغَلَبَ استعمالُهَُ فى القرآن الكريم . (ج) مَصاحِفُ
و يتضح من هذا التعريف أن المصحف هو المجلد الذى تجمع فيه الصحف ... ويتضح أيضاً من هذا أن المقصود من جملة الكاتب الأولى أن القرآن الكريم لم يجمع فى عهد الرسول (ص) فى مصحف [ أى فى مجلد واحد ] ..
وتلك الحقيقة لا يختلف عليها إثنان ... لكن ما أردت التوضيح بشأنة ، هو..
هل لم يكتب القرآن فى عهد رسول الله ؟!! ... هذا ما سوف نناقشة .. فمن الواضح أن الأخوه - أهل الكتاب المقدس ... وما ادرك ما هو !! – قد أسأوا فهم الجملة ، وتبادر إلى ذهنهم أن القرآن لم يكتب فى عهد رسول الله وانه جمع فى المصاحف فى عهد عثمان (الخليفة الثالث فى الإسلام) فقط .. وسارعو بإصدار حكمهم من خلال فهمهم الفاسد للجملة بأن الرسول لم يرى مصحفاً فى حياتة وكذلك أبى بكر ومن بعدة عمر .. إذن فالقرآن الذى بين أيديكم هو محض تزوير وتلفيق ..
فنجيب عليهم – بمدد وعون من الله الواحد الأحد وليس بوحى الروح القدس أو غيره - قائليين :
أيها الأخوه الأعزاء : كما ترون من معنى كلمة (مصحف) كما سبق أنه المجلد الذى تُجمع فية الصحاف و ليس الصحاف نفسها فالذى قصدة عبد الكريم – والله أعلم بنوايه – أن القرآن الكريم لم يجمع فى كتاب واحد يطلق علية إسم المصحف فى عهد الرسول ، ولا يعنى هذا أنه قصد ان الجمع لم يتم من الأصل .. فالكاتب قصد المجلد ولم يقصد الكتابة ...
ردوا ( بنعمة ربهم يسوع المسيح ... تعالى الله عن هذا علواً كبيرا ) قائلين : أنت تقصد أن القرآن لم يجمع فى كتاب واحد فى عهد رسول الإسلام .. ولكنة كتب بالفعل فى عهده وبذلك قد حفظ !!! ... هذا كلام بدون دليل .. أين دليلك على هذا الكلام
نجيب (ونستعين بالله الذى لا معين ولا مخلص سواة ) :
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر ... هذا هو دليلنا من كتاب الله على صدق قولنا ، و قد أُمرنا نحن المسلمون بأن نطيع الله ورسولة {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} (92) سورة المائدة
ولكنه الله أيضاً حثنا على البحث والتحقق من مصادر كل شئ .. وكل شئ شملت القرآن نفسه .
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء
إن الله أمرنا بالبحث والتدبر فى كتابة ، وأمرنا أيضا بطاعة الله وكتابة ورسولة ؟؟!! ولا يعتبر هذا تناقضاً فالله يطمئننا – نحن المؤمنون – إن هذا هو كتابى المبين إليكم فأتبعوه ، لكن لا تتبعوة هكذا تتبع الأعمى الغير مبصر لقد وجب عليكم البحث فى أمرة وشانة والتحقق من كل ما جاء فية .. وستجدون أنه الحق من ربكم ..
{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (114) سورة الأنعام
وهنا نعود إلى البحث الموضوعى فى تلك المسالة : كيف تم جمع القرآن ؟ وهل جُمع فى عهد الرسول (ص) أم لا ؟
للأجابة على تلك التساؤلات نقول أن الجمع تم على عدة ة مراحل إنتهت بجمعة بالمصحف العثمانى... لكن مرحلة الكتابة تمت بالكامل فى عهد رسول الله (ص) وهى المرحلة الأطول فى عملية جمع القرآن فقد امتدت طوال فترة حياة الرسول (ص)...
-
<div align="center">الجمع الأول في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم</div>
وبدأت أولا بالحفظ فى الصدور :
1- حفظه في الصدور:
حفظ النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن عن ظهر قلب لا يفتر لا سيما في الليل، حتى إنه ليقرأ في الركعة الواحدة العدد من السور الطوال.
ولزيادة التثبيت كان جبريل يعارضه بالقرآن كذلك.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن …
وقال أبو هريرة: كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه …
<div align="center">----</div>
حفظ الصحابة للقرآن الكريم:
توفرت للصحابة العوامل التي تجعلهم قادرين على حفظ القرآن وتسهل عليهم هذه المهمة ومن تلك العوامل:
1- قوة ذاكرتهم الفذة التي عرفوا بها واشتهروا، حتى كان الواحد منهم يحفظ القصيدة من الشعر بالسمعة الواحدة.
2-نزول القرآن منجماً.
3- لزوم قراءة شيء من القرآن في الصلاة.
4-وجوب العمل بالقرآن، فقد كان هو ينبوع عقيدتهم وعبادتهم، ووعظهم وتذكيرهم.
5- حض النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن، والترغيب بما أعد للقارىء من الثواب والأجر العظيم.
6- تعاهد النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بتعليم القرآن: فكان الصحابة تلامذة للنبي صلى الله عليه وسلم يتعلمون منه القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شيخهم، يتعاهدهم بتعليم القرآن، فإذا أسلم أهل أفق أو قبيله أرسل إليهم من القراء من يعلمهم القرآن، وإن كان في المدينة ضمه إلى حلق التعليم في جامعة القرآن النبوية.
<div align="center">*******</div>
2-حفظه في السطور:
وهو لون من الحفظ يدوم مع الزمان، لا يذهب بذهاب الإنسان، فلا بد أن يتحقق ما تكفل الله بحفظه:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر : 9].
لقد اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن عناية بالغة جداً، فكان كلما نزل عليه شيء منه دعا الكُتّاب - منهم: علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان- فأملاه عليهم، فكتبوه على ما يجدونه من أدوات الكتابة حينئذ مثل:
الرقاع، اللخاف، والأكتاف، والعسب . وقد حصر النبي صلى الله عليه وسلم جهد هؤلاء الكتاب في كتابة القرآن فمنع من كتابة غيره إلا في ظروف خاصة أو لبعض أناس مخصوصين.
فتحقق بذلك توفر طاقة كبيرة لكتابة القرآن وترتيبه، كما أخرج الحاكم عن أنس رضي الله عنه: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن في الرَّقاع… ومقصود هذا الحديث فيما يظهر أن المراد به تأليف ما نزل من الآيات المفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم .
-
الإسناد :
1- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ (ص) قَالَ: لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ.(1)
2- قال النووي : وكان النهي(2) حين خيف اختلاطه بالقرآن ، فلمَّا أُمن ذلك أذن في الكتابة ، وقيل: إنَّما نَهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ؛ لئلا يختلط فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة.38)
3- وزاد الحافظ ابن حجر وجهًا أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره.(4)
4- عن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ، قال: كَانَ النَّبِيُّ (ص) مِمَّا تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الآيَاتُ فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ، وَيَقُولُ لَهُ: ضَعْ هَذِهِ الآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا.(5)
5- وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ كُنْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ (ص) فَغَشِيَتْهُ السَّكِينَةُ فَوَقَعَتْ فَخِذُ رَسُولِ اللهِ (ص) عَلَى فَخِذِي فَمَا وَجَدْتُ ثِقْلَ شَيْءٍ أَثْقَلَ مِنْ فَخِذِ رَسُولِ اللهِ (ص) ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ: اكْتُبْ فَكَتَبْتُ فِي كَتِفٍ (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤْمِنِينَ وَالْمجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَ رَجُلاً أَعْمَى لَمَّا سَمِعَ فَضِيلَةَ الْمجَاهِدِينَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ بِمَنْ لا يَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ مِنَ الْمؤْمِنِينَ فَلَمَّا قَضَى كَلامَهُ غَشِيَتْ رَسُولَ اللهِ (ص) السَّكِينَةُ فَوَقَعَتْ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي وَوَجَدْتُ مِنْ ثِقَلِهَا فِي الْمرَّةِ الثَّانِيَةِ كَمَا وَجَدْتُ فِي الْمرَّةِ الأُولَى ثُمَّ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ (ص) فَقَالَ اقْرَأْ يَا زَيْدُ فَقَرَأْتُ } لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤْمِنِينَ { فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) } غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ { ،(6) الآيَةَ كُلَّهَا. قَالَ زَيْدٌ: فَأَنْزَلَهَا اللهُ وَحْدَهَا، فَأَلْحَقْتُهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِفٍ.(7)
6- وروى أبو صالح عن ابن عباس في سورة الأنعام، قال: هي مكية، نزلت جُملة واحدة، نزلت ليلاً، وكتبوها من ليلتهم.(8)
7- عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ.(9)
وفي رواية: فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَالرِّقَاعِ وَاللِّخَافِ.(10)
وفي رواية :ومن الأضلاع، وفي رواية: والأقتاب.(11)
8- وعَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ (ص) فَقال: ادْعُ لِي زَيْدًا وَلْيَجِئْ بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ وَالْكَتِفِ أَوِ الْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ.(12)
9- وعَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا بِالْمرْبَدِ فَجَاءَ رَجُلٌ أَشْعَثُ الرَّأْسِ بِيَدِهِ قِطْعَةُ أَدِيمٍ أَحْمَرَ، فَقُلْنَا: كَأَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؟ فَقَالَ: أَجَلْ. قُلْنَا: نَاوِلْنَا هَذِهِ الْقِطْعَةَ الأَدِيمَ الَّتِي فِي يَدِكَ، فَنَاوَلَنَاهَا فَقَرَأْنَاهَا فَإِذَا فِيهَا: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى بَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ …(13)
10- قال ابن الأثير: وحديث الزهري: والقرآن في الكرانيف. يعني أنَّه كان مكتوبًا عليها قبل جمعه في الصحف.(14)
11- قال القسطلاني:(15) وقد كان القرآن كله مكتوبًا في عهده (ص) ، لكن غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور.(16)
<div align="center">******</div>
الحواشى :
1) رواه مسلم في كتاب الزهد والرقائق باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم - صحيح مسلم مع شرح النووي (18/129) ح 3004، والدارمي في الْمقدمة.باب من لم ير كتابة الحديث (1/119) ح 450 .
(2) يعني عن كتابة الحديث.
(3) شرح النووي على صحيح مسلم (18/130)، والْمدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي ص 410 وما بعدها.
(4) فتح الباري (1/251).
(5) رواه أبو داود في كتاب الصلاة باب من جهر بِها (1/208-209)ح 786، والترمذي في كتاب تفسير القرآن باب سورة التوبة (5/272) ح 3086، وأحمد في مسنده - مسند العشرة الْمبشرين بالجنة (1/92)ح 401، (1/111) ح 501.
(6) من الآية 95 من سورة النساء.
(7) رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب قول الله تعالى } لا يستوي القاعدون … { (6/53) ح 2832 ، ومسلم في صحيحه كتاب الإمارة بَاب سُقُوطِ فَرْضِ الْجِهَادِ عَنِ الْمعْذُورِينَ (13/42-43) ح 1898، وأبو داود في سننه كتاب الجهاد بَاب فِي الرُّخْصَةِ فِي الْقُعُودِ مِنَ الْعُذْرِ (3/11) ح 2507.
(8) ذكره ابن الجوزي في زاد الْمسير في علم التفسير (3/1) ، ومحاسن التأويل (تفسير القاسمي) (6/2230).
(9) رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب } لقد جاءكم رسول من أنفسكم… { (8/194-195) ح 4679.
(10) رواه البخاري في صحيحه كتاب الأحكام باب يستحب للكاتب أن يكون أمينًا (13/195) ح 7191.
(11) رواهما ابن أبي داود في كتاب الْمصاحف ص 14،15.
(12) رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن بَاب كَاتِبِ النَّبِيِّ (ص) (8/637-638) ح 4990.
(13) رواه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة والفيء بَاب مَا جَاءَ فِي سَهْمِ الصَّفِيِّ (3/153) ح 2999.
(14) النهاية في غريب الحديث (4/168).
(15) أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني القتيبي الْمصري، ولد سنة 851 هـ، له تصانيف عظيمة، منها إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ولطائف الإشارات في علم القراءات، وغيرها من الْمصنفات الْمفيدة. توفي سنة 923 هـ. الأعلام للزركلي (1/232).
(16) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (7/446)، وانظر دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم القرآن للمارغني ص 17.
<div align="center">****************</div>
-
توفى النبى (ص) ولم يجمع القرآن الكريم فى مصحف واحد (مجلد واحد) وإنما كان مفرقٌ في الرقاع والعسب والعظام والأحجار، ولم يُجمع القرآن في زمنه (ص) في صحف ولا مصاحف.. ونعتقد أن لذلك يعود إلى الأسباب الاتية :
1 - أنَّه لم يوجد من دواعي كتابته مجموعًا في صحف أو مصاحف مثل ما وجد على عهد أبي بكر (ض) حتى كتبه في صحف ، ولا مثل ما وجد في عهد عثمان (ض) حتى نسخه في مصاحف، فالْمسلمون وقتئذ بخير، والقراء كثيرون، والإسلام لم تتسع دولته، والفتنة مأمونة، والتعويل لا يزال على الحفظ أكثر من الكتابة ، وأدوات الكتابة غير ميسورة ، والنبي (ص) بين أظهرهم، وعنايته باستظهار القرآن تفوق الوصف، فلا خوف على ضياع شيء منه في تلك الْمدة .
2 - أن النبي (ص) كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله نسخه من القرآن، ولو جمع القرآن في مصحف واحد وقتئذ لكان عرضة لتغيير الْمصاحف كلما وقع نسخ .
3 - أن القرآن لم يَنْزِل جملة واحدة ، بل نزل منجمًا في مدى عشرين سنة أو أكثر، ولم يكن ترتيب الآيات والسور على ترتيب النُّزُول، ولو جُمِع القرآن في مصحف واحد وقتئذ لكان عرضة لتغيير الْمصاحف كلما نزلت آية أو سورة.
ومن هنا يتضح لك عزيزى القارئ أن القرآن تم كتابتة فى عهد رسول الله (ص) ولكنه كان مفرقٌ في الرقاع والعسب والعظام والأحجار، ولم يُجمع القرآن في زمنه (ص) في صحف ولا مصاحف .. وأغلب الظن أن هذا ما رمى إلية عبد الكريم فى تلك الجملة الأفتتاحية ، وقد بينا هذا على التعريف النحوى لمادة (ص ح ف) وعلى الإسناد التاريخى من خلال السيرة النبوية ... هذا والله أعلم