-
حواء حليفة الشيطان دون الرجل:
أما قولك ص51: “نجحت الحية فى زرع الشك فى عقل وقلب حواء. عندما قالت لها "كلا لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير من الشر" (تك 3: 5). وإذا بحواء تصدِّق الشيطان وتشك فى صدق كلام الله فتكسر وصيته وتأكل بجرأة من الشجرة الممنوعة وتعطى رجلها أيضاً! .. .. .. .. ولم تصر حواء مثل الله ولكن مثل الشيطان!! وماتت وسط ضحكات إبليس الساخرة منها”.
ما هو مرجعك الكتابى لمعرفتك بضحكات إبليس؟ وكيف علمت أن حواء تحولت من شبهها للرب إلى مثيل الشيطان؟ وهل تحوَّل شبهها مرة أخرى إلى الشكل المقبول أو الشكل الإلهى الذى خلقت عليه ، أم كان هذا عقاب أبدى لها؟ ولماذا لم تقل إلا بتحول حواء بمفردها؟ ألم يأكل آدم معها من نفس الشجرة الممنوعة؟ ألم يحذرهما الرب سوياً من الأكل من هذه الشجرة؟ فلماذا تتحمَّل حواء بمفردها الوزر؟ وهل أنت بهذا تُدافع عن المرأة فى المسيحية أم تؤكد من انحطاط قدرها؟ أليست مثل هذه التعبيرات الجوفاء غير المبررة وغير الكتابية هى التى دفعت آباء الكنيسة إلى تسمية المرأة بالشيطان ومعاملتها على أنها شيطانة ، بل والإنتقام منها بكل أنواع التحقير والإذلال؟
وهل كل من يعصِ الرب يُصبح مثل الشيطان؟ لقد عصى الربَّ كل هؤلاء الأنبياء والمصطفين ، على الرغم من أنهم من اختيار الرب وتربيته ، ومنهم: موسى الذى لم يتبع شرع الرب (خروج 4: 24-26)، وموسى وهارون اللذان خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وإبراهيم الذى أسلم زوجته لفرعون ليفوز بأجر هذه المتعة الحرام (تكوين 12: 11-16)، ويعقوب الذى ضرب الرب (تكوين 32: 24-30) ، ولوط الذى زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38) ، ويهوذا الذى زنى بزوجة ابنه (تكوين الإصحاح 38) ، وداود الذى زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11) ، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)،ورأوبين الذى زنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22؛ 49: 3-4)، وأبشالوم الذى زنى بزوجات أبيه دواود (صموئيل الثاني 16: 22) ، وسليمان الذى عبد الأوثان (الملوك الأول 11: 9-10).
فهل نفهم من ذلك أن كل ما فعله هؤلاء ليس بذنب استحقوا عليه أن يوصفوا بالشياطين ، أمَّا أكل حواء من الشجرة فكان جريمة تحملت البشرية كلها وزرها؟ لقد نجحت الحية فى التأثير على حواء بمفردها على حدِّ قولك: “نجحت الحية فى زرع الشك فى عقل وقلب حواء”. واستثنيت الرجل من هذا ، كما استثناه كتابك. ومن المفارقات الغريبة أن الكتاب يُسمِّى الشيطان باسم الحيَّة المؤنثة!! فهل أنت أكرمت المرأة بذلك؟ هل من المنطق أن يكون الأكل من الشجرة عند إله المحبة أهم من الزنى والسرقة والقتل والإشراك به؟ أيترك إله المحبة كل مقترفى هذه الجرائم ولا يغفر للآكل من شجرة معرفة الخير من الشر؟ وهل ترى أنه بذلك أكرم المرأة أم ساعد فى إذلالها؟
ألا يعرف إله المحبة التوبة على من أذنب؟ فلماذا كان يدعوا الأنبياء قومهم إلى التوبة؟ ولماذا كان يطلب الأنبياء من الله مغفرة الذنوب؟
ألم يقل الرب: (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
ألم يقل الرب إنه صفح عن شعب بنى إسرائيل؟: (19اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهَذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلى هَهُنَا». 20فَقَال الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ.) عدد 14: 19-20
وتضرَّع النبى داود لله طالباً منه المغفرة والرحمة فقال: (49فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبُوهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ) ملوك الأول 8: 49-50
ألم يمجده ميخا وقال عنه إنه إله الرحمة الذى لا يحفظ بغضبه إلى الأبد؟ (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19
ألم يدعو يسوع ويوحنا المعمدان قومهما إلى التوبة: (3كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ.) لوقا 13: 3 ، (فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة) متى 3: 8 ، (9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ) يوحنا الأولى 1: 9، (32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ) لوقا 5: 32
ويقول أيضاً: (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ) متى 6: 14 ومعنى هذا أن غفران الله لنا يتوقف على مغفرتنا لاخواننا والتحاب بيننا ، وليس على الصلب والفداء من الخطيئة الأزلية التى اقترفتها المرأة.
فهل صفح عن الكفر والسرقة وترك هذا الإثم؟ ألم يُعلِّم آدم وحواء كيفية التوبة من المعصية أم تركهما للهلاك؟ ولو تركهما دون دين أو شريعة فكيف سيحاسبهما؟ وهل هذا مقام للعدل يليق بأعدل العادلين وأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين؟
أما بالنسبة للموت فأنتم قد جعلتم نوعين من الموت حتى لا يكون قول الشيطان لحواء إنها لن تموت أصدق من تهديد الرب لها بالموت: موت روحانى ولا دليل عليه من كتابك ، والنوع الآخر الموت الحقيقى. والمفروض عقلاً أن يكون التهديد بالموت الحقيقى ، لا بالموت الروحى. لأن كل العصاة أموات روحياً تبعاً لمفهومكم. وبالتالى فكل البشرية فى موت روحى لأن بنى آدم خطَّاء كما قال الكتاب الذى تقدسه: (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36
ولكننى أفهم الموت هنا بصورة مُخالفة لما قد تعتقده أنت عزيزى القمص مرقس عزيز ، وهو: أن الموت ضد الحياة. وقد قال عيسى لأتباعه: (27اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ) يوحنا 5: 27 ، ومعنى ذلك أن الحياة الأبدية المقصود بها الخلود فى الجنة ، وأن الموت الذى هو مقابلها فى المعنى هو دخول النار. فكأن الله قد هدد آدم وحواء بقوله: إن عصيتمانى فلكما النار.
وهذا المعنى نفهمه أيضاً من قول الكتاب كله. فعلى سبيل المثال قول الرب الذى يرفض الخطيئة الأزلية ، ويقرر مبدأ عدله ، ويحذِّر عليكم القول بوجود الخطيئة الأزلية فى سفر حزقيال: فأرجو المثابرة على قراءة الإصحاح كاملاً لتتلمس المعانى التى ذكرتها لك:
(1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ 24وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ, أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ. 25[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. فَـاسْمَعُوا الآنَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. أَطَرِيقِي هِيَ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ؟ 26إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَمَاتَ فِيهِ, فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. 27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ, وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً, فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. 28رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 29وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. أَطُرُقِي غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَقِيمَةٍ؟ 30مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ, وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً. 31اِطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ مَعَاصِيكُمُ الَّتِي عَصِيْتُمْ بِهَا, وَاعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ قَلْباً جَدِيداً وَرُوحاً جَدِيدَةً. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 32لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. فَـارْجِعُوا وَاحْيُوا].) حزقيال 18: 1-32
إذاً فالبر والعمل الصالح وطاعة الله تؤدى إلى الحياة الأبدية فى الآخرة.
وعصيان الله فهو إثم يؤدى إلى الهلاك فى الآخرة ، والذى أسماها الله الموت. لأن الحياة إنما تكون فى الجنة ومتاعها.
عزيزى القمص مرقس عزيز: لقد كان نسبة الشر والخطيئة الأزلية للمرأة إنقاص من قدرها ، وهضماً لحقها فى الحياة ، وظلماً لها. حيث لم يتعد تأثير الشيطان العدو الأكبر لله غير حواء ، أما تأثير خطيئة حواء فقد شملت البشرية كلها. وبهذا أصبحت حواء أخطر من الشيطان على البشرية !! حيث فشل الشيطان فى إغواء الرجل ، ونجحت حواء فيما فشل فيه الشيطان نفسه!! وهذا يعنى أن سموم حواء أشد من سموم الشيطان وأكثر فتكاً!!
فقل لى: بعد أن علمت كيف حقَّرَ آباء الكنيسة الأولون المرأة، فأين إكرام الكتاب الذى تقدسه للمرأة؟ لقد فتكت القنبلة النووية ب 000 160 من اليابانيين بهيروشيما وناكاساكى ، ما بين قتلى ومصابين ، على مدار عدة أيام من تأثير الغازات والمقاومة السلبية، أما سموم حواء وخطيئتها قد ألمت بالبشرية كلها قبل أن تولد!! فأى الاثنين كان أشد فتكاً بالبشرية؟
بولس ورسالة إلى العبرانيين:
أما قولك ص51: “يقول الكتاب أنه: "بدون إيمان لا يمكن ارضاء الله" (عب 6: 11). [وفى الحقيقة هى فى (عب 11: 6)] وأن أى انسان أو ملاك ينادى بخلاف كلام الله ، يكون كاذباً محروماً وملعوناً (غل 1: 8)”.
أولاً أنت تنقل رأى سفر العبرانيين المنسوب لبولس. وأقول لك: إن كاتب هذا السفر مجهول ، لا يُعرف على وجه اليقين حتى اليوم ، لكن علماء النقد يؤكدون أن كاتبه ليس بولس. وعلى ذلك لا يجوز الإقتباس منه على أنه كتاب مقدس.
فعن الرسالة إلى العبرانيين قال أُوريجن: إن بعض الناس “قالوا: إن هذه الرسالة كتبها كليمنت أسقف روما 91-96 م ، وبعضهم قالوا: ترجمها لوقا.” (إظهار الحق ج1 ص162-163)
وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين هذا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: “لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه.”
كما أنكرها ترتليانوس عام 200م ، ونسبها لبرنابا ، أى لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، أى مجهولة الهوية. كما أنكرها أيضاً أرينس أسقف نيس عام 178 م ، وفى سنة 212م عدَّ كيس برسبتر الروم 13 رسالة فقط لبولس ، ولم يُعدّ هذه الرسالة منهم. كذلك لم يذكرها سائى برن أسقف قرطاجة عام 248. (إظهار الحق ج1 ص 163)
ويقول المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين ص684: “مصدر هذا المؤلَّف موضع أسئلة متشعبة أثارت، منذ العصور الأولى، مجادلات وشكوكاً أُوقظت بعدئذ فى عهد الإصلاح: من أين أتت هذه الرسالة؟ أتُمكن إناطتها باسم الرسول بولس أم لا؟ لماذا لا تُشبه إلا قليلاً جداً رسائل بولس الكبيرة؟ إلى من وجِّهت وما الذى دعا إليها؟ أتُراها رسالة حقاً؟ يجب البحث من كثب فى هذه المسائل قبل إحصاء سريع لكنوز هذا المؤلَّف الجذَّاب”.
وفى ص684 و685 يقول: “ففى كنائس الشرق عُدَّت الرسالة إلى العبرانيين دائماً أبداً رسالة بولس. إلا أن هذا التقليد على متانته لم يحل دون أن يلحظوا الفروق بين الرسالة إلى العبرانيين وسائر رسائل بولس. أراد أقليمنضس الإسكندرى أن يوضح سبب هذه الخصائص ، فوصفها بأنها تكييف يونانى لنص أنشأه بولس بالعبرية (راجع اوسابيوس ، التاريخ الكنسى). ورأى فى إنشائه إنشاء لوقا. وبعد قليل، أشار أوريجينس على نحو واضح إلى هذا الفرق ، فقال إن الأفكار تليق بالرسول ، ولكن من البيِّن أن التأليف ليس تأليفه: إن الرسالة إلى العبرانيين هى عمل بعض تلاميذ بولس عبّر تعبيرًا أمينًا، ولكن على نحو خاص به، عن تعليم معلمه. مَن كان ذلك التلميذ؟ اعترف أوريجينس أنه لا يعرفه (اوسابيوس ، التاريخ الكنسى). .. .. .. واتخذ أتباع آريوس ممّا ورد فى 2/3 [فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا] دليلاً ليؤكدوا أن الكلمة خليقة ، فنجم عن ذلك أن الرسالة لم تُقرأ فى الكنائس فى آخر القرن الرابع”.
أما مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى الذى قال عنه جيروم إنه أبو التأريخ الكنسى فقد صرح برفض أوريجانوس أيضاً للرسالة إلى العبرانيين ص275 ك6: ف25 فقال: “إن كل من يستطيع تتمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عامياً كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [وذكر فى الهامش 2كو 11: 6] أى فى التعبير ، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة. بل لابد أن يعترف ، كل من يفحص النص الرسولى بدقة ، أن أفكار الرسالة عجيبة وليست دون الكتابات الرسولية المعترف بها”.
ويقول فى الصفحة التى تليها: “أما من كتب الرسالة يقيناً فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة ، والآخرون إن كاتبها هو لوقا، مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال”.
ولكن لاحظ لوثر على هذا النص الذى ورد فى 2: 3 أن فيه: “جعل الكاتب نفسه فى عداد الذين تقبلوا الإنجيل عن يد التلاميذ ، [لذلك فهى عنده] حجة قوية جداً على أن الرسالة ليست لبولس. فإن ما قاله فى رسالته إلى أهل غلاطية يختلف تماماً عَمَّا فى هذه الرسالة.” إلا أنه يرى أن ما جاء فى 13: 19 لبرهان “يؤيد صحة نسبة الرسالة إلى بولس”.
وهذا تخبط فى الفهم ، فكان يجب على الروح القدس بالإسراع بالنزول ليحل هذه المشكلة ، وإلا رفض الناس هذا السفر. والغريب أن آية واحدة تتحكم فى مصير هذا السفر ، ضاربين عرض الحائط بالخلاف العقائدى واللغوى بين أسلوب بولس وعقيدته فى رسائله التى تُخالف ما جاء فى هذه الرسالة!!
“ولمّا قدم [لوثر] ترجمته للعهد الجديد بعد بضع سنوات ، حدَّدَ موقفه فقال إن الرسالة ليست من عمل بولس ولا من عمل أى رسول آخر. ومع ذلك أُعجب كثيراً بحسن استعمال الكاتب المجهول للأسفار المقدسة”.
“ولكن تجب الإشارة إلى أن المجمع التريدنتينى [عقد هذا المجمع فى ترينت عام 1456م] أبى أن يلفظ رأيه صراحة فى مسألة صحة نسب الرسالة إلى بولس. .. .. .. ولما قامت المناقشة فى أوائل القرن العشرين ، حظرت اللجنة الكتابية الرومانية على الكاثوليك إنكار أن الرسالة هى فى أصلها لبولس، وقبلت فى الوقت نفسه القول القائل بأن الذى أنشأها هو غير بولس. إن المفسرين الكاثوليك فى العصر الحديث يفهمون النسبة إلى بولس بالمعنى الواسع: فإن واحداً من أكثرهم علماً يرى أنَّ أبلُّس هو الذى ألَّفَ الرسالة بعد استشهاد بولس. ........ فللمرء أن يعتقد أن الرسالة من إنشاء واحد من أصحاب بولس. أما الإهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه. فإن التقليد القديم تردد منذ ذلك الزمن بين بضعة افتراضات ، فاقترح أسماء لوقا أو اقليمنضس الرومانى أو برنابا. ولكن ليس لأى نسبة من هذه النسب ما يؤيدها تأييداً كافياً. لذلك بحث المفسرون فى عصرنا عن نسب أخرى. لا شك أن أقربها إلى القبول هى التى تعود إلى لوثر وتقترح أبُلُّس. فأصله يهودى وتربيته هلّينية تلقاها فى الاسكندرية ، ومعرفته للكتب وشهرته بالفصاحة (رسل 18/24-28 و1 قور 3/6) ميزات توافق موافقة تامة كاتب الرسالة إلى العبرانيين.” (ص686 و687 من المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين)
ويقول موقع الكتاب المقدس الترجمة المشتركة على النت تحت عنوان: (مَن كتب عبرانيين وإلى من كُتبت؟): “عاش الكاتب في محيط أحسّ بتأثيرات عديدة: تشّرب من كتابات فيلون الفيلسوف اليهودي العائش في الإسكندرية. لهذا رأى بعض الشّرّاح أن أبلُّوس (رج أع 18: 24- 28) هو الذي كتب عب: أصله يهودي. عرف الأسفار المقدسة. إشتهر بالفصاحة والطلاقة، تربّى تربية يونانية في الإسكندرية. كل هذه نقاط مشتركة بين أبلوس وكاتب الرسالة إلى العبرانيين.”
http://www.paulfeghali.org/text.php?id=644
وصرَّحَ يوسى بيس فى الباب الثالث من الكتاب الثالث من تاريخه قائلاً: “إن الرسالة الأولى لبطرس صادقة إلا أن الرسالة الثانية له ما كانت داخلة فى الكتب المقدسة فى زمان من الأزمنة لكن كانت تُقرأ ، ورسائل بولس أربع عشر إلا أن بعض الناس أخرج الرسالة العبرانية”. (إظهار الحق ج1 ص162)
نقل هذا من كتابى: (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس) ص202-205
ولو افترضنا جدلاً التسليم بكون كاتب هذه الرسالة هو بولس ، فإن بولس له عقائد تُخالف عقائد عيسى وتلاميذه الاثنى عشر ، والدليل على ذلك هو إدانتهم له ، وتكفير معتقداته الجديدة ، بل أرسلوا من يُصحِّح هذه المعتقدات للذين أضلهم بولس: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 17-26
ومن هذه المعتقدات أيضاً استشهادك عزيزى القمص بقوله إن الله لا يمكن إرضاؤه إلا بالإيمان. وهذا يُخالف أقوال الكتاب نفسه. ففى الوقت الذى يقول فيه بولس: (إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس) رومية 3: 28
ويقول: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
ويقول أيضاً: (8لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.) أفسس 2: 8-9
وفى الوقت الذى ينادى فيه سفر العبرانيين أيضاً بأن المنقذ فى الآخرة هو الإيمان بدون أعمال: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ. 6وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.) عبرانيين 11: 5-6
نجد أن هذه الأقوال تُخالف ما قاله عيسى : (وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.) متى 16: 27
وهذا يُخالف مخالفة صريحة قول عيسى : (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ)متى 9: 13
ويُخالف قول عيسى الذى هو الإله عندكم أن دخول الجنة والنعيم الخالد فيها يتوقف على شهادة ألا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله: (3وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هىَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ ويَعْرِفوا َيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 الترجمة العربية المشتركة
ويُخالف قوله: (لأنكم بالدينونة التي تدينون تُدانون) متى 7: 1 ، أي أن الإنسان يحاسب بنوع أعماله إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
ويُخالف قول العهد القديم أيضاً: (وسَيُعاقِبُ بَني يَعقوبَ على طُرُقِهِم ويُجازيهِم بِحسَبِ أعمالِهِم.) هوشع 12: 3 الترجمة المشتركة
و(لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
ويُخالف أيضاً قول يعقوب رئيس التلاميذ: (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.) يعقوب 2: 18-26
أما قولك ص51: “"وأن أى انسان أو ملاك ينادى بخلاف كلام الله ، يكون كاذباً محروماً وملعوناً (غل 1: 8)”. ففيه كلام يتعلق باستشهادك أنت ، وأنا أضع النص أولاً ليكون شاهداً على كلامى: (7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».)
فأنت عزيزى القمص مرقس عزيز تدعى أن السفر قال: (وأن أى انسان أو ملاك ينادى بخلاف كلام الله) وفى الحقيقة هو لم يقل (بخلاف كلام الله) ، ولكنه قال (بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ). وهذا يعنى أنك نسبت لله هذا الكلام الذى قاله بولس ونسبه لنفسه ويُشكك فيه علماء نصوص الكتاب المقدس، ولا يُعرف كاتبه على وجه اليقين.
ويؤخذ على الكلام نفسه أن بولس لعن كل من يقول كلاماً غير الذى قاله هو نفسه، ولو كان إنساناً يمشى على الأرض أو ملاكاً من السماء. وفاته أن ملائكة السماء هم الذين يأتونه بالوحى ، هذا إن كان أساساً قد أوحى إليه!! وفاته أن ملائكة السماء تأتمر بأوامر الله ، وهذا معناه أنه يرفض كلام الله نفسه ، ويتمسك بوحى الشيطان الذى يسكنه. ألا تعلم ما قاله عن هذا الشيطان الذى تلبسه ودفعه لعمل كل ما أراده الشيطان، ولم يتركه يفعل شيئاً حسناً؟ لقد كان هذا الشيطان يتحكم فى كل تصرفاته، حتى صاح واشتكى أنه لا يتمكن من التخلص منه ، وأنه يدفعه لعمل كل الشرور ويمنعه من عمل أى شىء صالح:
(15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ 25أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 7: 14-25
فهل لو أرسل الرب ملاكاً من السماء بكلام ما لبولس غير الذى قاله لكان ملعوناً؟ هل عنده الإستعداد للعن الرب نفسه شريطة ألا يغير ما كتبه فى خطاباته الشخصية؟ وأعتقد أنه لم يستطع تمالك نفسه من لعن الرب واتهامه بالجهل والحمق فقال: (اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ») غلاطية 3: 13
وقال: (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
وقال: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
وقال: (11وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ)تسالونيكى الثانية 2: 11
فكيف يضللهم الرب حتى يصدقوا الكذب ، ثم يحاسبهم؟ أليس هذا من الجور والظلم من الرب على العباد؟ أين الرب محبة؟ وماذا سيفعل الشيطان غير هذا؟ أيتهم الرب باقتراف أعمال الشيطان؟
هل تريد أن تُفهمنا أن مشتى بولس أهم من تعاليم الرب؟ (12حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ.) تيطس 3: 12 ، فهل هذا من وحى الله؟
هل تريد أن تفهمنا أن رداء بولس الذى نساه أهم من تعاليم الرب؟ (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
هل تريد أن تدعى أن السلامات الشخصية التى أرسلها بولس لأقربائه أهم من كلام الرب؟
(1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. .. .. .. 21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ.) رومية 16: 1-23
هل تريد أن تُعلم قراءك أن كلام الشعراء الوثنيين التى اقتبس منها بولس أهم من كلام الرب وتعاليمه؟
يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه “شبهات وهمية حول الكتاب المقدس” ص14) إن بولس استشهد بأقوال بعض الشعراء: فمن الشاعر (أراتس) اقتبس: (28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.) أعمال الرسل 17: 28
واستشهد بولس بقول الشاعر (مناندو) وهى: (33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ.) كورنثوس الأولى 15: 33
واستشهد بقول الشاعر الكريتى (أبيمانديس) وهو: (12قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ - وَهُوَ نَبِيٌّ لَهُمْ خَاصٌّ: «الْكِرِيتِيُّونَ دَائِماً كَذَّابُونَ. وُحُوشٌ رَدِيَّةٌ. بُطُونٌ بَطَّالَةٌ».) تيطس 1: 12 ، فما حاجة الرب لأقوال الشعراء لتأييد أقواله؟ أيستشهد الرب بأقوال الشعراء ليقنع الناس بدينه؟ أيرفض بولس قول الرب من أجل هؤلاء الشعراء؟
هل تفهم أنت أن أخطاء بولس فى الدين أهم من التشريع الذى أنزله الرب؟ فمن أخطائه أنقلها من كتابى (بولس يقول: دمروا المسيح وأبيدو أهله):
1- ذكر أن لإبراهيم ابنين فقط. (22فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ.) غلاطية 4: 22 ، بينما كان لإبراهيم أبناء كثيرون. (32وَأَمَّا بَنُو قَطُورَةَ سُرِّيَّةِ إِبْرَهِيمَ فَإِنَّهَا وَلَدَتْ: زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً. وَابْنَا يَقْشَانَ شَبَا وَدَدَانُ) أخبار الأول 1: 32
2- ذكر بولس أنه (لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ) رومية 3: 10 ولكنه ذكر أن هابيل كان بارًا. (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ) عبرانيين 11: 4، وقال: (الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا) غلاطية 3: 11 وشهد لأخنوخ أيضاً بالإيمان: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ)عبرانيين 11: 5
3- ومثال آخر يدل على أن بولس لم يوحى إليه، وهو أنه كان ذو نفس غير سوية، إذ أوقع الناس فى بعضها البعض ليخرج هو من مأزقه، ولعلم أن الذى يكلمه هو رئيس الكهنة، ولطبق الناموس ولم يشتم رئيس الكهنة: (1فَتَفَرَّسَ بُولُسُ فِي الْمَجْمَعِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ إِنِّي بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ لِلَّهِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ». 2فَأَمَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ. 3حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُسُ: «سَيَضْرِبُكَ اللهُ أَيُّهَا الْحَائِطُ الْمُبَيَّضُ! أَفَأَنْتَ جَالِسٌ تَحْكُمُ عَلَيَّ حَسَبَ النَّامُوسِ وَأَنْتَ تَأْمُرُ بِضَرْبِي مُخَالِفاً لِلنَّامُوسِ؟» 4فَقَالَ الْوَاقِفُونَ: «أَتَشْتِمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ اللهِ؟» 5فَقَالَ بُولُسُ: «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءاً». 6وَلَمَّا عَلِمَ بُولُسُ أَنَّ قِسْماً مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَالآخَرَ فَرِّيسِيُّونَ صَرَخَ فِي الْمَجْمَعِ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنَا فَرِّيسِيٌّ ابْنُ فَرِّيسِيٍّ. عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ». 7وَلَمَّا قَالَ هَذَا حَدَثَتْ مُنَازَعَةٌ بَيْنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ وَانْشَقَّتِ الْجَمَاعَةُ) أعمال 23: 2-5
فكيف لم يعرف أنه يُخاطب رئيس الكهنة لو أوحى إليه هذا الكلام؟ وهل أوحى الرب إليه سبه لرئيس الكهنة فيكون هذا السب مقدساً؟
فأين قول يسوع: (أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)؟ متى 5: 44
وأين قوله: (إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.)؟ متى 5: 22
وما الذى جعله يحتد على رئيس الكهنة عندما خالف الناموس؟ أليس هو نفسه الذى ألغى الناموس والعمل به؟: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
أليس هو القائل: (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.)؟ رومية 3: 20-21
فى الحقيقة لقد أتى بولس بدين جديد ، وسوف أترك بولس نفسه يعترف بهذا: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ [ثيوس فى اليونانية] الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. 18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.) غلاطية 1: 11-16
ولماذا لا يقبل أفكاراً أخرى غير هواه الشخصى طالما أنها لم توحَ إليه من الله؟ (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
(2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!)غلاطية 5: 2
(17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ.) كورنثوس الثانية 11: 17
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
وقال أيضاً: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
فهل كان عيسى يتكلم من نفسه ، أو يأتى بتعاليم من عند نفسه؟ لا. فقد كان يقول إن الأعمال التى يقوم بها هى من عند الله ، وإنه ليس إلا ناقل لها: (أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي.) يوحنا 10: 25
(وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
(48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50
(24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 14: 24
(6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 6-8
(14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ) يوحنا 17: 14
يتبع
-
حواء ملكة الجنة وتاج الخليقة:
أما قولك ص54: “كانت حواء ملكة الجنة وتاج الخليقة بلا منافس”. فكيف علمت هذا؟ أين قال الرب هذا فى كتابك؟ فحواء كانت منذ البدء أحقر المخلوقات وأميلها للشر ، بدليل تمكُّن الشيطان منها وحدها. وهى التى لعبت باقى الدور بمفردها. فإذا كان الشيطان أغوى امرأة واحدة ، وجعلها تُخطىء ، فقد تفوقت المرأة عليه ، فهى أغوت الرجل، وجلبت الخطية على باقى البشرية! فعلى من كانت حواء هى الملكة؟ ومن الذى توَّجها؟ (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي)تيموثاوس الأولى2: 14
(كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا) كورنثوس الثانية 11: 3
فلم يتوَّجها ملكة إلا الشيطان لتقوم بعمل الغواية وإفساد البشرية نيابة عنه!! ربما تعنى عزيزى القمص أنها كانت تحمل تاج الخطيئة ، فعلت على كل شياطين الإنس والجن ، وتمكنت بعملها هذا من جلب الخطية على كل بنى آدم ، بل وتسببت فى تجسد الرب، ليستأثر به الشيطان فى الصحراء 40 يوماً يُذله، ويسحبه من مكان إلى آخر، بل ويطلب منه أن يسجد له، إلى أن قبض عليه عبيده واستهزأوا به، وأهانوه، وبصقوا عليه ، ثم أعدموه!!
(27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
عزيزى القمص مرقس عزيز: أنت مُحق لو تقصد أن المرأة كانت ملكة بهذا العمل! فلو اجتمع شياطين الإنس والجن على أن ينالوا من الرب ، ما نالوا منه. لأنه جبار، عزيز، قدوس: (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!)مزامير 24: 8
(هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا)إشعياء50: 2-3
(10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
لك أن تتخيل أن هذا الإله الذى هو بكل هذه القوة والجبروت والمنعة، وقد تمكنت منه المرأة بحيلتها فاستحقت التتويج ، ولها الحق أن تطرد الشيطان من مملكتها ، لأنه فاشل ، لا يقوم بعمله على الوجه الأكمل ، وفشل فشلاً ذريعاً فى أول امتحان له ، وهو عدم تمكنه من إغواء الرجل. الأمر الذى نجحت فيه المرأة. فقد أغوت الرجل ، وأنزلت الإله إلى الأرض فى صورة بشر ، لتقدمه للشيطان على طبق من الذهب ، يأسره ، ويجربه ، ويمنع عنه الطعام والشراب أربعين يوماً ، بل ويجعله ينزل إلى الهاوية لمدة ثلاثة أيام بحجة تخليصه العصاة. فيا له من نجاح!! ويا له من فشل ذريع منى به الإله!! لقد ظلمها الإله والشيطان إذ أنه لم يتوجها كل منهما على عرشه!!
إن كلامك عزيزى القمص إنشائى جميل ، كنت أتمنى أن يكون حقيقياً ، ولكنه مع شديد الأسف سيناريو لفيلم وثائقى ، يُغاير كل الحقائق التى يعرفها الناس عن المرأة فى كتابك ، وتاريخ دينك، ويعرف كل الناس أنه ليس بحقيقى، بل أنت نفسك تناقضه فى تصريحاتك.
ألا تعلم أنه بسبب خطيئتها انتقم الرب لنفسه أولاً قبل أن يتجسد ويُصلب ، ولم يرحم امرأة أو طفلاً ، بل أمر بقتل النساء وشق بطون الحوامل فى الحروب: (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
(3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً)صموئيل الأول 15: 3
ألا تعلم أن حواء تبوأت المرتبة الأخيرة لأنها ليست صورة الرب ولأنها خلقت بعد الرجل؟ (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7-9
ألا تعلم أن نجاسة المرأة التى تلد طفلة تتضاعف عن مثيلتها التى تلد ولداً؟ (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. 6وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ 7فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. 8وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ».) لاويين 12: 1-8
والنص الأخير والذى تُقدم فيه أم الطفل (بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ) ، يُذكرنا بما قدمته مريم عن ابنها ، فهى قد قدمت فرخى حمام تبعاً لهذا النص السابق. فقد قال لوقا: (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.) لوقا 2: 22-24
وفرخى الحمام لا يُقدمان إلا فى حالة فقر الأم أو الأسرة. ومعنى هذا أن مريم كانت فقيرة ، فكيف أتاها المجوس وأهدوها كنوزاً؟ (11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً.) متى 2: 11
أين ذهبت هذه الكنوز؟ أليس هذا اتهام لمريم بالبخل ، وعدم مراعاة الفقراء؟ فحتى أم الرب لم تسلم من النيل منها ومن مكانتها!!
تمكَّن الشيطان من حواء ولم يتمكن من الرجل:
أما قولك ص55: “بعد أن حطم الشيطان حاجز الخوف ـ عند حواء ـ من كسر الوصية الإلهية وسلط الأضواء على الثمرة المحرمة ، "فَرَأَتِ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ." ويشرح القديس يعقوب الرسول ذلك بصورة عامة بقوله: "13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. 14وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. 15ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً." (يع 1: 13-15)”.
ونفهم من ذلك أنه:
1- لم يحطم الشيطان حاجز الخوف من كسر الوصية إلا عند حواء.
2- هى أول من عصى الرب ، فأكلت من الشجرة ، ثم أعطت زوجها.
3- فشل الشيطان فى إغواء آدم، ونجحت حواء، فكانت بذلك أقوى من الشيطان.
4- عوقبت المرأة باللعن طوال الحياة ، وبُرِّىء الرجل من هذه التهمة.
5- إن الله لا يُجرَّب بالشرور ، إذاً الذى كان أسير الشيطان لمدة 40 يوماً لم يكن يسوع ، ولو كان يسوع كما تقول الأناجيل ، لما كان فى الرب. وهذا يُخالف ما تعتقده.
6- ولو سلمنا بأن الذى أسره الشيطان هو الرب ، لكان يسوع قد (انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ)، وهذا ينفى عنه العصمة، وبذلك لا يستحق أن يفدى البشرية، فيكون موته هباءاً منثورا. وبذلك لا تصدق أقوال بولس فى الخطيئة والصلب والفداء وسقوط الختان والناموس. وخاصة أن يعقوب هذا قد أمر بولس بالتوبة ، وكفَّرَ معتقداته ، وأرسل من يُصلح عقائد من أفسدها بولس بهرطقاته. فهل تُعد كل هذا مدحاً للمرأة أو إظهاراً لوضعها الطيب فى عقيدتك أو كتابك؟
السيدة العذراء والخطيئة الأزلية:
وتقول ص55: “أما قديستنا العذراء مريم فقد اشتهت إرضاء الله فقد توصلت إلى قمة الطهارة والتعفف والنعمة ، وقد شهد لها الملاك جبرائيل فى تحيته لها بقوله: "سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ" (لو 1: 28)”.
وأنا أوافقك على طهر وعفاف السيدة مريم العذراء ، بل أذهب إلى أبعد من ذلك فى وصفها بكل صفات الكمال البشرى ، التى اتصفت به فى القرآن والسنة. لكن ألا يدلك هذا على وجود كائن بشرى من نسل حواء كان فى عداد المؤمنين ، الذين أرضوا الرب وذلك قبل أن يُعدم صلباً؟ ألا يدلك هذا على عدم وجود الخطيئة الأزلية التى نادى بها بولس بعد أن حذر الرب المؤمنين أن يعتقدوها؟
يُضاف إليهم ما شهد لهم الرب نفسه أنهم أرضوه: (22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ.) يعقوب 2: 22-23
وكذلك أخنوخ الذى أرضى الله قبل موته، وحُسبَ فى عداد المؤمنين: (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 11: 5
ألم يرفع الرب إيليا من على الأرض إليه فى السماء لأنه أرضاه؟ (فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ملوك الثانى 2: 11
ألم يشهد يسوع للتلاميذ بحب الله وحبه هو أيضاً لهم قبل الصلب؟ (وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ 27لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ. 28خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ».) يوحنا 16: 26-28
ألم يشهد لقوم نينوى أنهم أبرار وأنهم سيدينون هذا الجيل؟ ألم يشهد لقوم ملكة التيْمَن أنهم أبرار وأنهم سيدينون هذا الجيل؟ (41رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! 42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 41-42
(11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.) متى 11: 11، إذن كان يوحنا من الأبرار، بل ومن أعظم من ولدتهم النساء، إذن فقد كان هناك عظماء أبرار آخرين، ومع ذلك فإنَّ يوحنا أفضلهم ، ويفضل الكل النبى الخاتم ، أصغرهم. فلا وجود إذن للخطيئة الأزلية.
ألم يشهد لتلاميذه أنهم أبر وأفضل مَن فى الأرض يومئذ؟ فقال لهم: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
فكيف حكم عليهم بالبر والتقوى والصلاح قبل أن يُصلَب؟ ولماذا لم يُعلِّق صلاحهم وبرهم على موته وقيامته؟ وكيف كانوا نور العالم وهو لم يكن قد صُلِبَ بعد؟
فأين كان كل هؤلاء وغيرهم إلى أن نزل الرب ليعيش فى وسط هؤلاء الشراذم الخطاة حتى صُلِبَ وقام ونزل الجحيم؟ وأين كان هؤلاء الذين أرضوا الرب فى حياتهم؟ هل كانوا فى الجحيم؟ كيف وقد أرضوا إله المحبة؟ كيف وقد كانوا من الأبرار؟ وكيف كان ينبغى أن يكون حالهم لو كانوا من الكفار الأشرار؟ وما الفرق إذن بينهم وبين من كفر برسالة الرب إليه؟ فكلهم على قولكم كانوا إذاً فى الجحيم إلى أن نزل إلهكم إلى الجحيم ليخلصهم!! (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10
فأنت الآن بين أمرين ، كل منهما أكثر مرارة من الآخر: إما أن تعترف بأن مريم كانت من القديسات وذلك قبل صلب ابنها ، ويتساوى فى ذلك من شهد لهم الرب بالتقوى والصلاح. وهذا يُسقط وجود الخطيئة الأزلية ، وأنها شملت كل البشرية التى أتت من نسل حواء. ويرفع حواء إلى مرتبة الرجل ، الذى لم يُخطىء.
والأمر الثانى أن ترفض أن أم الإله كانت من القديسات ، وتعترف أنها كانت مثل باقى البشر مُحمَّلة بالخطيئة الأزلية التى ورثتها عن أمها ، وبالتالى أورثتها لابنها المولود منها. وعلى ذلك يسقط حقه فى فداء البشرية، لأنه كان من المخطئين، وبالتالى يكون موته دون جدوى. وتظل البشرية تعانى من الخطيئة الأزلية التى تسببت فيها المرأة ، ويكون كتابك فى الدفاع عن المرأة المسيحية واليهودية لا قيمة له ، وتكون بذلك قد أذنبت فى تضييع وقتك ووقت قرائك وأموالهم.
والحالتان تؤديان إلى جهل كل الآباء الذين سبقوكم ونادوا بهذه النظرية ، وتكفير بولس فى معتقداته الخاطئة، كما كفره يعقوب رئيس التلاميذ من قبل، وبالتالى يسقط الكتاب الذى تقدسه وتسقط عصمته. فلا يبق لكم كتاب أو نبى أو إله!!
الروح القدس وفساد آباء الكنيسة:
أما قولك ص55: “وعندما يحل الروح القدس على إنسان ويملأه يجعله يشتهى شهوات روحية وسماوية ويقدس جسده ونفسه وروحه ويرفعه فوق مستوى الإحساس بالتجارب والشهوات الأرضية فيكره الخطية والحيدان عن وصايا الله”.
وهذا يعنى أن حواء لم تكن لديها الروح القدس ، أما آدم فهو الذى كان عنده الروح القدس ، لذلك لم يتمكن منه الشيطان ، وكانت حواء أقوى من الروح القدس والشيطان ، لذلك هزمت الروح القدس والرجل وساقته كما تريد ناحية الخطيئة الأزلية. فهل تعتقد أنك بذلك ترفع من شأن المرأة؟
وهذا يعنى أيضاً أن الذى تتملكه الروح القدس يكون من القداسة والرفعة الإيمانية بحيث لا يقربه الشيطان ، ولا يمكنه أن يسيطر عليه. وأتساءل كيف ومتى انتصر المسيحى على الشيطان؟ فهل انتصر القساوسة والأساقفة والرهبان والباباوات على الشيطان؟
وهل تريد أن تفهمنا أنهم بذلك أقدس من أنبياء الله ، الذين يتهمهم كتابكم بكل أنواع الفجور والنصب والسرقة؟ وهل هذا يعنى أن الروح القدس لم تكن تتملك إلا القساوسة والأساقفة والرهبان والباباوات ، وتبعد عن أنبياء الله؟
وكيف سيطر الباباوات والأساقفة على الشيطان وقد سيطر الشيطان نفسه على إلهكم وأسره لمدة أربعين يوماً (متى 4: 1-11) ، وأجبره على ترك عرشه ونزل متجسداً فى شكل حيوان منوى ، عاش فى رحم امرأة مدة من الزمن وخرج فى صورة طفل رضيع ، يتبول ويتبرز فى ملابسه ، ترضعه أمه وتدلّلَه وتعلمه ، ثم أهانوه اليهود وصفعوه على وجهه ، وبصقوا فى وجهه ، ثم أعدموه!!
كيف انتصروا على الشيطان وأخبار زناهم واعتداءاتهم على الأطفال وعلى الراهبات ، وعلاقة الفاتيكان بعصابات المافيا ، وتجارة المخدرات ، وغسيل الأموال والصور الإباحية وتيسير القتل تملأ صفحات الجرائد والإنترنت؟
وهل الروح القدس هذه عند الأرثوذكس فقط أم عند الكاثوليك والبروتستانت والمارمون وباقى الطوائف المسيحية أيضاً؟ وهل يُمكنك أن تثبت ذلك؟ فأنا عندى آلاف الأدلة على نقض هذا الكلام. وما هى إلا فرية تعصمون بها رجال الكهنوت وترفعونهم فوق البشر العادى.
منها الراهب برسوم المصرى الذى تلقى الروح القدس على يد الأنبا شنودة ، والذى كان يستغل الدير وملابس الكهنوت فى تهريب النساء إلى داخل قلايته للزنى بهن. ناهيك عن اختلافه مع رئيس الدير على الفوز بالزنى مع المرأة التى فَجَّرت هذه القضية. وسرقته 12 كيلوجرام من الذهب ، أهدى منها كيلو جراماً لرئيس الدير للتستر على انحرافاته ، كما اتهم هذا الراهب رئيس الدير بأنه كان يكشف عن سيقانه ويطلب من الرهبان تدليك أعضائه التناسلية. هذا بالإضافة إلى ممارسته السحر. والنصب على البنات والسيدات ووضع يده على أماكن حساسة جداً جداً جداً فى أجسادهن ليُجلب لهن البركة ، ويعجل بزواجهن ، أو حملهن.
http://www.islamonline.net/Arabic/n...Article43.shtml
ومنها: قساوسة أمريكا يرتكبون 11 ألف اعتداء جنسى وإساءة جنسية منذ عام 1950 حتى اليوم.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/worl...00/3492476.stm
ومنها: القبض على قس يزرع المارجوانا فى كنيسته
http://arabic.cnn.com/2004/entertain...ana/index.html
يقول الدكتور لويس عوض فى كتابه "ثورة الفكر": (كانت الفضائح فى روما ، مركز البابوية ، تزكم الأنوف. فالأصل فى العقيدة الكاثوليكية أن رجال الدين لا يتزوجون ، وأن الرهبان ومنهم الكرادلة والباباوات ، ينذرون لله ثلاثة نذور يوم يدخلون باب الدير: نذر العفة ، ونذر الفقر ، ونذر الطاعة. وها نحن نرى البابا اسكندر السادس (1431 - 1503) جهاراً نهاراً، له ثلاثة أولاد غير شرعيين هم: سيزار بورجيا دوق أوربينو (1475 - 1507)، ولوكريس بورجيا (1480 - 1519)، ودون كانديا.
وقد أعلن البابا الإسكندر السادس (1492-1503) المنحدر من أسرة يهودية عام 1498 صراحة أمام مجمع الكرادلة بأن سيزار ابن له غير شرعى. أى عن طريق الزنى.
كما زاد عدد الكرادلة ليحقق مكاسب مادية، منهم واحد فى الحادية عشر، وآخر فى الخامسة عشر ، وعين ابنه سيزارى كردينالاً ، وكان فى الثانية عشر ، كما عين ألسندرو فرينزى ، لأن أخته جوليا كانت عشيقة البابا ، وكانت جميلة رائعة سماها أحد الظرفاء (عروس المسيح). كما ولدت له امرأة أخرى سنة 1498 طفلاً اسمه رومانس.
و(اتخذ له عشيقة اسمها جيلبا فارنيس، وكانت موفورة الجمال، صغيرة السن، اغتصبها من خطيبها ، واحتفظ بها بعد ارتقائه كرسى البابوية.) (موقف الإسلام والكنيسة من العلم ، عبد الله المشوخى ، ص 104)
كما اتهم بمضاجعة ابنته لكريدسيا ، وقيل إنه نافس أبناءه فى عشقها ، وكان إذا غاب عن روما عهد إليها تصريف أمر البابوية وفض رسائله. (مسيحية بلا مسيح ص 279-281)
وكانت خلافة البابا اينوتشنتو الثامن (الذى اعتلى الكرسى البابوى من 1484 إلى 1492) فاقعة الفساد ، كولاية خلفه زير النساء البابا اسكندر السادس. فقد اشتهر اينوتشنتو الثامن بأنه كان رجل المحسوبية وخراب الذمة ، كما أنه كان أول بابا يعترف علناً بأبنائه غير الشرعيين ، وكان دأبه توسيع أملاك أسرته.) فماذا كان سيفعل غير ذلك لو هذه الروح هى روح الشيطان؟
وقبل أن يكون يوحنا الثالث والعشرين بابا روما ، كان نائباً عن البابا ، فحكم بولونيا حكم زعماء العصابات المغامرين ، وفرض الضرائب على كل شىء ، حتى على العاهرات ، وأغوى مائتى عذراء وزوجة وأرملة وراهبة. (مسيحية بلا مسيح للدكتور كامل سعفان ص 292) فأين هداية الروح القدس؟
وتقدم مجمع الكرادلة بأربع وخمسين تهمة وجهت لهذا البابا ، وهى تنص على أنه كافر، كاذب، متاجر بالمقدسات والمناصب الكهنوتية، خائن، غادر، فاسق، لص .. وكانت هناك ست عشرة تهمة أخرى استبعدت لشدة قسوتها. (مسيحية بلا مسيح ص 272) فلماذا لم تهديه الروح القدس للبر والتقوى؟
أنشأ البابا ليو العاشر (1513-1521) مناصباً جديدة باعها بنحو (11,112.500 دولاراً) ، ومع ذلك كان يقترض من مصارف روما بفائدة 40% ، بسبب إهمال فى إدارة الشئون المالية البابوية ، ورهن ضماناً لهذه القروض صحافه الفضية ، وطنافس جدران قصره ، وجواهره. وقيل إنه التهم أموال ثلاثة باباوات: أمول يوليوس الثانى ، وإيراد ليو ، ودخل من خلفه.(مسيحية بلا مسيح ص 287)
وكان للبابا يوليوس الثانى (1503-1513) ثلاث بنات غير شرعيات أى من الزنى. فهل هذا كانت عنده الروح القدس؟ ولماذا لم تمنعه من الفجور؟
كما قامر البابا يوليوس الثالث (1550-1555) بمبالغ كبيرة ، ورعى مصارعة الثيران ، التى يستمتع فيها المرء بقتل حيوان أبكم وتعذيبه حتى الموت ، ورقَّى لمناصب الكردينالية تابعاً له يعنى بنسناسه ، وأعطى روما آخر رشفة من وثنية النهضة. (مسيحية بلا مسيح ص 284 ، 290) فأين كانت الروح القدس؟
وكان بيوس الثانى (1458-1464) – قبل أن يصبح بابا – يتنقل بين المناصب الدينية والسياسية ، وبين صدور النساء ، كأنه يقوم بالتدريب على القيام بمهام البابوية وبمهام الحياة الزوجية ، وقد أنجب عدداً من الأبناء غير الشرعيين ، وبرر سلوكه بأنه (ليس أكثر قداسة من داود ولا حكمة من سليمان.) (مسيحية بلا مسيح ص 274). فهل رأيت أن قصص زنى الأنبياء وفجورهم يؤدى إلى الإقتداء بهم، وعدم الإحساس بالذنب؟
وفى عام 1458 عندما أصبح الكردينال بيكو لومينى البابا بيوس الثانى ، طلب من ديتر فون إيزنبورج مبلغ 20,500 جيلدر ، قبل أن يؤيد ترشيحه لمنصب كبير أساقفة ماينز سنة 1459 ، فما كان من ديتر إلا أن رفض بحجة أنه أكثر مما كان يدفع من قبل ، فأصدر البابا قراراً بحرمانه من غفران الكنيسة. (مسيحية بلا مسيح ص 300)
رافق [الكاردينال ردريجو بورجيا] بيوس الثانى إلى أنكونا سنة 1464 ، وهناك أصيب بمرض تناسلى (لأنه لم ينم بمفرده) ، كما يقول الطبيب. ثم عقد حوالى سنة 1466 علاقة نسائية مع فانتسا ده كاتانى ، وكانت فى الرابعة والعشرين ، متزوجة، وقد هجرها زوجها سنة 1468 ، فولدت لردريجو (الذى أصبح قساً) أربعة أبناء ، نسبوا جميعاً إلى فانتسا على شاهد قبرها ، واعترف بهم ردريجو فى أوقات مختلفة. وقد نجح فى ترقية أبنائه فى المناصب الكنسية ، كما نجح فى الحصول على كرسى البابوية. (مسيحية بلا مسيح ص 278-179)
تآمر البابا سكتس الرابع (1471-1484) مع آل باتسى على اغتيال لورندسو أثناء القداس الذى سيقام فى الكنيسة الكبرى يوم عيد الفصح سنة 1478. وذهب لورندسو إلى الكنيسة لا يحمل سلاحاً ، ولا يصحب حرساً ، وبينما كان القس يرفع يده بالقربان المقدس ، تم طعن لورندسو فى صدره حتى سقط على الأرض ، وظل المتآمرون يكيلون له طعنات يتلقاها بذراعيه ، حتى أقبل أصدقاؤه ، وفر المتآمرون. (مسيحية بلا مسيح ص 277)
ناهيك عن بيع صكوك الغفران ، وإرهاب مخالفيهم بقرارات الحرمان ، وكذلك كان رجال الدين من رأس الكنيسة إلى أصغر كاهن يكنزون المال ويقتنون الضياع. فلقد كانت ممارسات رجال الإكليروس للتسرى مشاهدة فى كل مكان، باعتباره شرعاً مقبولاً، كما كان يُتغاضى عن الشذوذ الجنسى، دون أدنى مبالاة).
الأمر الذى جعل الناس يتندرون على صكوك الغفران مثل "توماس جسكونى" مدير جامعة أكسفورد ، الذى قال: (لست أبالى كم أرتكب من الذنوب أمام الله ، لأن من السهل علىّ أن أتخلص من كل ذنوبى، ومما يترتب عليها من العقاب، بالمغفرة، وصكوك الغفران التى يمنحنى إياها البابا نظير أربعة بنسات أو ستة ، كأنها أكسبها فى لعبة مع من يمنحنى الغفران.)
بل أدى التنافس على بيع صكوك الغفران إلى النزول بقيمتها ، نظير بنسين تارة، وجرعة من الخمر تارة، وقد يكون نظير استئجار عاهر، أو ارتكاب جريمة اللواط. (مسيحية بلا مسيح ص 293)
وكتب مايكونيوس وهو راهب فرنسسكانى تقريراً سنة 1517 يقول فيه عن الراهب الدومينيكانى جوهان تيتزل الذى كان يعمل فى توزيع صكوك الغفران منذ سنة 1500: (إن ما قاله هذا الراهب الجاهل – تيتزل – وبشَّرَ به، أمر لا يُصدَّق: لقد أعطى خطابات مختومة ضمنها أن الخطايا التى يعتزم المرء أن يرتكبها سوف تغفر له ، وقال: إن البابا يملك سلطاناً يفوق سلطان الرسل والملائكة والقديسين ، بل يفوق سلطان مريم العذراء نفسها ، لأن هؤلاء جميعاً أتباع المسيح ، أما البابا فإنه ندٌّ للمسيح). (مسيحية بلا مسيح ص 294)
وقد ذكر لوثر أن تيتزل قال: (إذا حدث المستحيل، واغتصب رجل أم الرب، فإن صك الغفران كفيل بأن يمحو عنه هذا الإثم.) (مسيحية بلا مسيح ص 294).
فهل كان هذا الأفاق الكافر يملك الروح القدس؟ وما مصير من صدقوه واشتروا منه صكوك الغفران؟ ألا تراه قد تفوَّق على الشيطان فى إفكه وخداعه للبشر؟
(وعندما نشر الأسقف بريسونيه سنة 1523 على أبواب كاتدرائيته كتاباً للبابا عن صكوك الغفران ، مزقه جان لكلير ، وكان يعمل فى تمشيط الصوف ، ووضع مكانه إعلاناً يصف البابا بأنه مناهض للمسيحية ، فقبض عليه ، ورسم بالنار على جبهته سنة 1525 ، بناء على أمر من المجلس النيابى لباريس ، فانتقل إلى مينز، وهناك حطم التماثيل الدينية التى كان من المقرر أن يمر أمامها موكب لتقديم البخور، فقبض عليه، وقطعت يده اليمنى، وجدع أنفه، وانتزعت حلمتا ثدييه بملقط، وربط رأسه بشريط من الحديد المحمى إلى درجة الإحمرار ، وأحرق حياً سنة 1526.) (مسيحية بلا مسيح ص 295). هؤلاء هم أبناء إله المحبة!! أين تعلموا هذا الإجرام؟ وهل كانت لديهم الروح القدس أم أوهمهم الشيطان بذلك؟
وقد كشف الراهب جيروم عن منابع الفساد فى مركز الديانة النصرانية (نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير ص 69-71) فقال:
(إن عيش القسوس ونعيمهم كان يزرى بترف الأغنياء والأمراء ـ ولقد انحطت أخلاق البابوية انحطاطاً عظيماً، واستحوذ عليهم الجشع، وحب المال، وعدوا أطوارهم حتى كانوا يبيعون المناصب والوظائف فى المزاد العلنى، ويؤجرون الجنة بالصكوك، ويأذنون بنقض القوانين ويمنحون شهادات النجاة وإجازة حل المحرمات والمحظورات، ولا يتورعن عن التعامل بالربا والرشوة.)
(ولقد بلغ من تبذيرهم للمال أن البابا (اينوسنت الثامن) اضطر إلى أن يرهن تاج البابوية .. .. .. ويُذكَر عن البابا (ليو العاشر) أنه أنفق ما ترك سلفه من ثروة ، بالإضافة إلى دخله وإيراد خليفته المنتظر.)
(وكانوا يفرضون (الإتاوات) على الناس ، ويستخدمون أبشع الوسائل فى استيفائها من الأغنياء والفقراء على السواء، ولا يأنفون من استيفاء هذه الإتاوات والضرائب حتى من البغايا اللواتى يستخدمن أعراضهن للحصول على المعيشة ـ بل كانوا يشجعون على البغاء العلنى بإعطاء التراخيص والإجازات لمن تريد من العاهرات ممارسة مهنة البغاء.)
(وقد أحصى عدد من حصلن على التراخيص فى عهد أحد الباباوات فوجد أن عددهن يتجاوز (16000) امرأة فى مدينة روما وحدها.)
(أن البابا (يوحنا الثانى) كان خليعا ماجناً اتهم من قِبَل أربعين أسقفا وسبعة عشر كردينالاً بأنه فسق بعدة نساء ، وأنه قلد مطرانية (طودى) لغلام كان سنه عشرين سنة ، ثم قُتِلَ وهو متلبس بجريمة الزنا مع امرأة ، وكان القاتل له زوجها.)
(وأن البابا (اينوسنت الرابع) كان متهماً بالرشوة والفساد.)
(وأن البابا (اكليمنضوس الخامس عشر) كان يجول فى فيينا وليون لجمع المال مع عشيقته.)
(وأن البابا (يوحنا الثالث والعشرين) متهم بأنه سمَّمَ سلفه ، وباع الوظائف الكنسية ، وأنه كان كافراً ولوطياً.)
أما بالنسبة للفضائح الجديدة وتنشرها وكالات الأنباء بصورة تكاد لا تنقطع فأذكر منها: روما- إسلام أون لاين /10/12/2000 كشف أحد كتّاب السيرة البابوية عن أن معظم قساوسة الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا "الفاتيكان" يمارسون العادات الجنسية الشاذة. [أى اللواط].
مفكرة الإسلام: ينتظر القس البروتستاني ' جارت ستيفن هاوكينس'-58 عاما- الحكم عليه بعد وضعه تحت الحراسة لثبوت ارتكابه لـ 26 جريمة غير أخلاقية. وطبقا لصحيفة [ذي أستراليان] فإن هاوكينس الأسترالي الجنسية متهم بارتكاب 13 جريمة اغتصاب، و11 اعتداءً مخل بالآداب، وتهمتين بالتحريض على الفاحشة، ويقول الإدعاء إن القس المتهم قد ارتكب هذه الجرائم في الفترة ما بين عامي: 1974 و1984…،) موقع مذكرة الإسلام على شبكة الإنترنت:
http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDnews=12033
اتهام 2000 من القساوسة بالاعتداءات الجنسية على الأطفال:
انحرافات القساوسة الجنسية كانت بمثابة الزلزال الذي أصاب الكنيسة الكاثوليكية وأزعج الفاتيكان أيَّما إزعاج لأنه طعن في صميم مصداقيتها ، بل امتدت هذه المصداقية في نظر المواطن الغربي إلى المسيحية نفسها كدين. ولعل هذا ما دفع مجلة التايم الأمريكية إلى إعداد ملف شامل عن الموضوع أعدته الكاتبة جوانا ماكجيري تقول فيه:
"بعدما كثرت وتزايدت الاتهامات بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها الرهبان الكاثوليك وبعد التستر الرسمي عليها ، طالب الرومان الكاثوليك الغاضبون قادتهم ورؤسائهم بإصلاح الدين المسيحي. فالصدمة هي أن حالات كثيرة من هذا القبيل انتشرت كفيروس قاتل في نظر الرأي العام. فالأمر لم يعد يقتصر على بوسطن بل تعداه إلى لوس أنجلس وسانت لويس ومينوستا وفيلادلفيا وبالم بيتش وفلوريدا وواشنطن وبورتلاند وماين وبرايدج بورت وكونكنتيكت. والمريع في كل هذه الحالات ليس تفردها بهذه القضية بل في الشبه المرعب بينها. فقد تنوعت وتعددت الاتهامات الموجهة للرهبان الكاثوليك بالاعتداء الجنسي على الأطفال واتهامات للكنيسة بالتستر عليها سواء القضايا التي تورط فيها الأب دان أو أوليفر أو روكو أو بريت".
وتم اتهام 2000 من القساوسة بالاعتداءات الجنسية على الأطفال في كل البلاد وارتفاع خطير لعدد المكالمات الساخنة لضحايا هذه الاعتداءات. الأمر ليس كما صوره الكاردينال بيرنارد لوفي بوسطن بالخطأ الكارثي ولكنه ضربة قاصمة للجهاز المالي والروحي للمؤسسة الكنسية أيضا وإحباط كبير لكل رجل يلبس (الياقة) الرومانية. فحقيقة دمرت حياة العديد من الناس وزعزعت الثقة ومصداقية الكنيسة في معالجة المشاكل الاجتماعية.
ففي يناير/ كانون الثاني وافقت الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا على دفع مبلغ 110 مليون دولار لأطفال استغلوا جنسيا من قبل رجال دين على مر عقود، إذ أدين أكثر من 20 رجل دين وراهبة بإرغام أطفال على ممارسة الجنس.
ووافقت أبرشية بوسطن الأمريكية على دفع ما بين 15 مليون إلى 30 مليون دولار إلى عشرات من الأشخاص لتسوية دعاوى بأن قساً استغلهم جنسياً حين كانوا أطفالا.
وعوقب القس المفصول حاليا جون جيجان بالسجن 10 سنوات بسبب إرغامه طفلا صغيرا على ممارسة الجنس، وقد اتهمه 200 ضحية، كما اتهموا قساوسة آخرين في بوسطن، باستغلالهم جنسيا. ولطخت القضية سمعة كاردينال بوسطن برنارد لو، الذي يقال إن البابا يقدره.
وقد قالت صحيفة بوسطن جلوب التي قادت تحقيقاً موسعة في القضية إن الكاردينال لُو علم بأمر جون جيجان لكنه نقله من أبرشية إلى أخرى، دون أن يبعده عن الأطفال. http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/new...000/1886569.stm
يتبع
-
تورط راهبتين فى إبادة 7000 رواندى:
قضت محكمة بلجيكية بسجن جيرترود موكانجانجو لمدة 15 عاماً وبسجن ماريا كيسيتو موكابوتيرا لمدة 12 عاماً بعد إدانتهما بالتورط في أعمال الإبادة الجماعية في رواندا على مدى أكثر من ثلاثة شهور في عام أربعة وتسعين ، والتي قتل فيها نحو 000 800 من أفراد قبائل التوتسي ومن المعتدلين من أبناء قبائل الهوتو. وقطعت الأدلة أن الراهبتين أعطيتا أفراد أحد ميليشيات قبائل الهوتو كمية من البنزين استخدمت في إضرام النار في مرأب سيارات كان يختبئ فيه 500 لاجئ فماتوا حرقا.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news...00/1379054.stm
لكن ما يُلفت نظرك عزيزى القمص مرقس عزيز في كل هذا الموضوع هو أن الراهبات ملائكة الرحمة أجبروا الأطفال على ممارسة الجنس معهم: (إذ أدين أكثر من 20 رجل دين وراهبة بإرغام أطفال على ممارسة الجنس.) ، كما يُشاركن فى إبادة البشر مهما كانت ديانته.
إن هذين الراهبتين لهما من ضحايا ما قرأوه فى الكتاب الذى تقدسه ، وصدقوا أن هذا من عند إله المحبة ، وأن الرب إرهابى ، لا رحمة عنده. وضحايا تحاملهما على الإسلام ورسول الله الرحمة المهداة: فهى لم تعرف أن الرسول وقف احتراماً لمرور جنازة يهودى يحملونه على الأعناق. وعندما قيل له إنها ليهودى. قال: أوليست نفس.
لم تقرأ قول الرسول دفاعاً عن اليهود والنصارى والمشرك المعاهد: “من ظلم معاهداً، أو انتقصه حقه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه ، فأنا حجيجه يوم القيامة”. وقد يكون المعاهد من أهل الكتاب أو مشركاً. فلك أن تتخيل أن الرسول يُخاصمه ويحاجه يوم القيامة بسببه!!
وعلى هذا الدرب سار الخلفاء والمسلمون من بعده. فهذا على بن أبى طالب يقول: “إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا”.
وكان عمر بن الخطاب يسأل الوافدين عليه من الأقاليم عن حال أهل الذمة، خشية أن يكون أحد من المسلمين قد أفضى إليه بأذى، فيقولون له: “ما نعلم إلا وفاء”. أى وفاء بالعهد الذى أبرِمَ بين الطرفين.
روى أبو يوسف فى كتاب الخراج أن عمر بن الخطاب مرَّ على قوم قد أقيموا فى الشمس فى بعض أرض الشام ، فقال: ما شأن هؤلاء؟ فقيل له: إنهم أقيموا فى الجزية! فكره ذلك ، وقال: (هم وما يعتذرون به، فقالوا: يقولون: لا نجد. قال دعوهم ، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون ، ثم أمر بهم فخلى سبيلهم).
وحدث أن مرَّ عمر بباب قوم وعليه سائل يسأل ، وكان شيخاً ضرير البصر ، فسأله عمر: من أى أهل الكتاب أنت؟ فقال: يهودىّ. فقال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن. فأخذ عمر بيده ، وذهب به إلى منزله وأعطاه مما وجده ثم أرسل به إلى خازن بيت المال وقال له انظر هذا وضرباءه ، فوالله ما أنصفناه إذ أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم. (إنما الصدقات للفقراء والمساكين - التوبة 60). والفقراء هم الفقراء المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب ثم وضع عنه الجزية.
لك أن تتخيل أن الحاكم المسلم يطعم اليهودى ويكفيه حاجته من بيت مال المسلمين!! فلم يقتله ، ولم يسبِ أهله ، ولم يحرق بيته. إنه الإسلام عزيزى السائل الذى قلت لك عنه إنه أتى بسلام شامل لكل أهل الأرض. إنه محمد الذى جاء رحمة للعالمين!
وإليك نص المعاهدة التى أمضاها عمر بن الخطاب مع (صفرنيوس) أسقف بيت المقدس كنموذج لموقفه مع المسيحيين: “بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل “إلياء” من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها ، وسائر ملتها، أنه لا تُسكَن كنائسهم ، ولا تُهدَم ، ولا تُنتَقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبها ، ولا من شىء من أموالهم ، ولا يُكرَهون على دينهم ، ولا يُضار أحد منهم ، ولا يسكن بإلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمِن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمِن وعليه مثل ما على أهل إلياء من الجزية.
ومن أحب من أهل إلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ، ويخلى بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم. ومن كان بها من أهل الأرض مما شاء منهم قعد ، وعليه مثل ما على أهل “إلياء” من الجزية. ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله. وأنه لا يُؤخذ منهم شىء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما فى هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله ، وذمة الخلفاء ، وذمة المؤمنين ، إذا أعطوا الذى عليهم من الجزية.” (نقلاً عن كتابى: التعصب والتسامح بين الإسلام والأديان الأخرى ص216-218)
ولم الاستغراب فقد أوصى كتابكم بقتل الأطفال ، كما يحكى أنهم أكلوا الأطفال سواء فيما يحكيه الكتاب المقدس أو يحكيه لنا المؤرخون المسيحيون:
(3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
(8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. .. .. .. [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا» .. .. .) حزقيال 9: 5-7
(34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
(49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
(وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
(27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
(28ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: [مَا لَكِ؟] فَقَالَتْ: [هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ نَأْكُلَ ابْنِي غَداً. 29فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ الآخَرِ: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ابْنَهَا]. 30فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ الْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَهُوَ مُجْتَازٌ عَلَى السُّورِ، فَنَظَرَ الشَّعْبُ وَإِذَا مِسْحٌ مِنْ دَاخِلٍ عَلَى جَسَدِهِ)ملوك الثانى 6: 28-30
وأما التطبيق العملى فى العصور القريبة ، فيحكى لنا التاريخ:
استولت الحبشة على إريتريا المسلمة بتأييد من فرنسا وانجلترا. فماذا فعلت فيها؟ صادرت معظم أراضيها ، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة ، كان الإقطاعى والكاهن مخولين بقتل أى مسلم دون الرجوع إلى السلطة ، فكان الإقطاعى أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم فى الوقت الذى يريد .. ..
فتحت للفلاحين المسلمين سجوناً جماعية رهيبة ، يجلد فيها الفلاحون بسياط أكثر من عشرة كيلو جرامات. وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يُلقوْن فى زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر، وعندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف ، لأن ظهورهم قد أخذت شكل القوس.
كل ذلك قبل استلام هيلاسيلاسى السلطة فى الحبشة ، فلما أصبح امبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاما ، وتباهى بخطته هذه أمام الكونجرس الأمريكى.
سن تشريعات لإذلال المسلمين منها أن عليهم أن يركعوا لموظفى الدولة وإلا يقتلوا.
أمر أن تستباح دماؤهم لأقل الأسباب ، فقد وجد شُرطياً قتيلاً قرب قرية مسلمة ، فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلهم وأحرقتهم مع قريتهم ، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول ، الذى اعتدى على زوجته.
حاول أحد العلماء وهو الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال، واختفى فى الغابات ، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم فى أكواخ من الحشيش والقصب ، وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً أحياء.
ومن قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله ، من ذلك إطفاء السجائر فى عينيه وأذنيه ، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه ، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق ... وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفتت، وإلقاؤه جريحا قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة ، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم.
جنود الرب يستخدمون الجماجم البشرية فى تزيين أحواض الزهور:
يذكر كلارك أحد أعضاء الإرسالية الأمريكية فى تقرير له عن الكونغو سنة 1885م وكيف كان البلجيك يرسلون جنودهم ليقتلوا أفراداً من قبيلة الأكوكو ، ويعودون بالأيادى التى قطعوها من جثث ضحاياهم ، وكانت من بينهم أيدى ثلاثة أطفال ، وأقفرت مناطق بأكملها بسبب القتل والتعذيب. وكان من وسائل التسلية عند البلجيكيين قطع أعضاء الرجل التناسلية وتعليقها على سور القرية.
وكتب جليف فى تقرير له سنة 1894م أنهم أحضروا عشرين رأساً بشرياً إلى شلالات ستانلى، واستعملها الكابتن روم فى تزيين حوض الزهور أمام منزله.
جنود الرب يأكلون لحوم أجساد المسلمين:
في كتابه (على خطى الصليبيين) يقول مؤلفه الفرنسي (جان كلود جويبو).. تحت ضغط الحجاج قرر (رايموند دي سال - جيل) بدءً من 23 نوفمبر محاصرة معرة النعمان - بسوريا - كان الحصار طويلاً صعباً لكن الصليبيين أفلحوا في الاستيلاء على المدينة وذبحوا سكانها..
وفي هذا يقول ابن الأثير: خلال ثلاثة أيام أعملت الفرنجة السيف في المسلمين فقتلت أكثر من 000 100 شخص، كانت تطرح جثثهم فى الخنادق بعد أن مثلوا بها، والتهموا جزءاً منها بشراهة هذا بالإضافة إلى أعداد الأسرى ..
وكتب المؤرخ (راوول دين كاين): عمل جماعتنا على سلق الوثنيين ـ يقصد المسلمين ـ البالغين في الطناجر، وثبتوا الأطفال على الأسياخ والتهموها مشوية
ويكتب المؤرخ (البيرديكس): لم تتورع جماعتنا عن أن تأكل الأتراك والمسلمين فحسب وإنما الكلاب أيضاً ..
ويكتب (الانويم): بعضهم الآخر قطع لحم الجثث قطعاً وطبخها كي يأكلها..
وفي الكامل يصف ابن الأثير الاستيلاء على القدس: ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا يقتلون فيه المسلمين، وقتل الفرنج في المسجد الأقصى ما يزيد على 70000 منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الأوطان وجاور ذلك الموضع الشريف، ثم بدأ النهب والسلب.
ويذكر الكثيرون ماذا فعل ريتشارد قلب الاسد في الحملة الصليبية الثالثة عند احتلاله لعكا بأسرى المسلمين فقد ذبح 2700 أسير من أسرى المسلمين الذين كانوا في حامية عكا و قد لقيت زوجات وأطفال الأسرى مصرعهم إلى جوارهم.
فهل كان عند هؤلاء الروح القدس؟ اثبت لى بأدلة قطعية وجود ما يسمَّى بالروح القدس ، وأن هذه الروح تنجى مقتنيها من الشرور والشيطان؟
هل من اغتصبوا الراهبات عندهم الروح القدس؟
كما أكد موقع الجزيرة نت على هذا الكلام وأضاف تحت عنوان: الفاتيكان يعترف باغتصاب راهبات من قبل قساوسة:
وكانت الاتهامات قد ظهرت للمرة الأولى في التقرير الكاثوليكي القومي الأسبوعي في مدينة كانساس في 16 مارس/ آذار ونقلته وكالة أنباء أديستا - وهي وكالة إيطالية دينية صغيرة - مما أدى إلى وصوله لأجهزة الإعلام العامة.
وقد أعدت التقرير الذي تحدث عن حالات محددة بالأسماء وحالات تورط أصحابها راهبة وطبيبة تدعى ماورا أودونوهو، وقدمت الراهبة تقريرها إلى رئيس مجمع الفاتيكان للأوامر الدينية الكاردينال مارتينز سومالو في فبراير/ شباط عام 1995. وقد أمر الكاردينال آنذاك بإنشاء فريق عمل من المجمع لدراسة المشكلة مع أودونوهو والتي كانت تعمل منسقة الإيدز في منظمة (كافود) وهي منظمة دينية تابعة لطائفة الروم الكاثوليك تتخذ من لندن مقرا لها.
وأشارت أودونوهو إلى أدلة واضحة على اتهاماتها، وقالت إنه في إحدى الحالات أجبر قسيس راهبة على الإجهاض مما أدى إلى موتها، ثم قام بنفسه بعمل قداس لها.
وبشأن أفريقيا قال تقريرها: إن الراهبات لا يستطعن هناك رفض أوامر القساوسة بهذا الشأن، وأكدت أن عدداً من القساوسة هناك مارسوا الجنس مع الراهبات خوفاً من إصابتهم بالإيدز إذا "مارسوه مع العاهرات"، وترغم الراهبات على تناول حبوب لمنع الحمل، لكنها قالت إن مؤسسة دينية اكتشفت وجود 20 حالة حمل دفعة واحدة بين راهباتها العاملات هناك.
وأشار التقرير إلى أن الأسقف المحلي لإحدى المناطق طرد رئيسة دير عندما اشتكت له من أن 29 راهبة من راهبات الدير حبالى بعد أن أرغمن على ممارسة الجنس مع القساوسة.
الفاتيكان يعترف ويهون من تقرير عن اغتصاب الراهبات:
ذكر موقع البى بى سى عن هذه الأحداث تحت العنوان أعلاه ما يلى:
أقر الفاتيكان بأن الراهبات الكاثوليكيات تتعرضن لتحرش جنسي من جانب القساوسة، لكنه هون من حجم المشكلة مشيرا إلى أنها محدودة وقد جاءت تعليقات الحاضرة الكاثوليكية ردا على مزاعم وردت في هذا الصدد في أسبوعية ناشيونال كاثوليك ريبورتر الصادرة في الولايات المتحدة
وقالت الصحيفة إنها رصدت بعض الحالات التي حملت فيها الراهبات من القساوسة ثم أجبرن على الإجهاض عقب ذلك.
وقد استند المقال التفصيلي الذي نشر في الصحيفة إلى خمس تقارير أعدت من قبل رجال دين كاثوليك في الفترة من عام أربعة وتسعين وحتى الوقت الحاضر.
واعترف المتحدث باسم الفاتيكان جواكين نافارو فولز بأن قيادة الكنيسة الكاثوليكية تعرف بهذه المشكلة التي كانت موجودة في منطقة جغرافية محدودة.
اعتداءات جنسية على الراهبات فى 23 دولة:
لكن التقرير الذي نشرته ناشيونال كاثوليك ريبورتر تناقض مع ما قاله المتحدث حيث رصد ثلاثة وعشرين دولة وقعت فيها هذه الانتهاكات من بينها الولايات المتحدة وإيطاليا والهند وإيرلندا والبرازيل.
اعتراف آباء الكنيسة بإغتصاب الراهبات:
ونقل عن الأب روبرت جي فيتيلو، الذي يترأس حاليا حملة الأساقفة الأمريكيين من أجل التنمية البشرية الذى ألقى محاضرة حول المشكلة نفسها في عام أربعة وتسعين القول إنه سمع شخصياً قصصاً مأساوية عن نساء متدينات أُجبرن على ممارسة الجنس مع قساوسة أو رجال دين أقنعوهم بأن ممارسة الجنس أمر مفيد للطرفين.
وقال التقرير إن النساء اللواتي تعرضن لهذه المأساة لم يجدن كثيراً من التعاطف عندما اشتكين ، وهذا نفس ما حدث فى مصر من لجوء السيدة المصرية لأرفع المناصب فى الكنيسة شاكية الراهب برسوم ، ولم تجد التعاطف أو رد فعل يمنع عنها هذه المصيبة.
ونقرأ هذا الكلام اليوم تقريباً فى كل بلد ، فهذه فرنسا أم النهضة:
قال مسؤولون قانونيون في فرنسا إن أوامر صدرت إلى أسقف فرنسي للمثول أمام القضاء في يونيو/ حزيران المقبل، لمحاكمته جَرَّاء عدم قيامه بالإبلاغ عن قسيس تابع له أدين في تهم تتعلق باغتصاب وممارسة الجنس مع أطفال دون سن الخامسة عشرة.
وسيواجه الأسقف بيير بيكان عقوبة السجن ثلاث سنوات إذا ثبتت إدانته أمام المحكمة.
وكان قسيس يدعى رينيه بيزي يعمل تحت بيكان حكم عليه بثماني عشرة سنة سجناً في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لارتكابه 11عملية اغتصاب وتحرش جنسي بأطفال قصر أثناء فترة عمله في أبرشية نورماندي بين عامي 1987 و1996
ويتمسك آباء الضحايا بمحاكمة بيكان لعدم تبليغه عن ممارسات بيزي الشاذة، وبدلا من ذلك قام بإرساله لتلقي العلاج النفسي لستة أشهر، مما اعتبر إساءة إلى أقارب الضحايا والرأي العام. بينما يرى محامي بيكان أن القضية تمس حق الأسقف في التكتم على أسرار معاونيه.
ويقول أحد آباء الضحايا إنهم لا يرمون من محاكمة بيكان إلى سجنه، وإنما لإجراء تغييرات جذرية في نظام الكنائس في فرنسا. وكان الأساقفة الفرنسيون قد وعدوا بعد الكشف عن ممارسات رينيه بيزي بالتبليغ عن أي قسيس يرتكب مثل هذا النوع من الجرائم.
وشهدت الآونة الأخيرة تورط العديد من القساوسة الكاثوليك في جرائم خطيرة، ففي يوم الثلاثاء الماضي رفضت محكمة الاستئناف في باريس استئنافا تقدم به الأب جيان ماري فينسان الذي حكم عليه العام الماضي بالسجن خمس سنوات لتحرشه بأحد عشر طفلا من مرتلي القداس بين عامي 1992 و1997.
كما اتهمت فتاتان توأمان الأسبوع الماضي قسيسا يبلغ من العمر الآن 76 عاما بالاعتداء عليهما قبل 14 عاماً وكان سنهما آنذاك 13 عاماً. ومن المقرر أن يمثل هذا القس أمام المحكمة يوم الاثنين المقبل ليواجه ضحيتيه وجها لوجه، كما توجهان اتهامهما لأسقف الأبرشية أيضا بالتستر على الجريمة.
http://www.aljazeera.net/news/europe/2001/2/2-23-5.htm
ونخلص من هذا عزيزى القمص مرقس عزيز أن ما قلته عن الروح القدس ص55 وهو: “وعندما يحل الروح القدس على إنسان ويملأه يجعله يشتهى شهوات روحية وسماوية ويقدس جسده ونفسه وروحه ويرفعه فوق مستوى الإحساس بالتجارب والشهوات الأرضية فيكره الخطية والحيدان عن وصايا الله”. لا أساس له من الصحة ، ولكنها تقاليد آمنتم بها ، وتعلمونها رعاياكم ، بينما يُخالفها ما تُنسبونه للأنبياء فى الكتاب الذى تقدسونه ، كما يُخالف الواقع الذى نعيشه يومياً.
المرأة الفاضلة تاج على رأس رجلها:
وفى ص56 تقول: “بل إنها قدمت أعظم خدمة للبشرية ، إذ حملت أعظم هدية هى عطية الله يسوع مخلص العالم. وكانت العذراء قدوة لجميع البشر بكمالها وفضائلها التى لا غبار عليها ولا عيب فيها ولا لوم”.
لن أناقشك هنا كيف يكون يسوع هو عطية الله وهو نفسه الله. ولن أناقشك فى عدم وجود اسم الله فى كتابك بل هى يهوه وأدوناى وزيوس (فى العهد الجديد). أما اسم الله الأعظم والذى تكتبونه الله غير موجود. وما تكتبونه فى كتابكم هو من تأثير الإسلام عليكم. ولن أناقشك فى اسم يسوع ، ولن ألفت نظرك إلى أن الاسم اليونانى له هو عيسى (إيسوس ، إيسون ، إيسوى) وليس يسوع.
وناقشتك من قبل فى قولك إن يسوع جاء ليخلص البشرية ، فهذا اتهام متكرر منك للمرأة أنها هى سبب الرذيلة التى حلت على العالم. وعلى ذلك كان عليك أن تقول إنها قدمت أعظم نقمة حلت على الرب وعلى تاريخ البشرية. حيث اضطرت الرب إلى ظلم الأبرار فى العالم ، وحبسهم فى النار يُعذبون مع الكفار والأشرار إلى أن تكرم عليهم بنعمته وفضله وتهزيء الناس له وبصقهم عليه وإعدامهم إياه حتى رضى عن الكل الكافر منهم والبار وأبرئهم من خطيئة أكل حواء من الشجرة.
إن مريم من أكمل نساء العالمين فى الإسلام ، ومن خير نساء أهل الجنة. ولكننى أتساءل: بما استحقت العذراء أن تكون قدوة فى كتابكم؟ وإذا كانت قد استحقت هذه القدوة بكمالها وفضائلها التى لا غبار عليها ولا عيب فيها ولا لوم ، فألا يدل هذا على عدم حملها للخطيئة الأزلية التى أصابت كل البشر بسبب عصيان حواء؟ فلماذا استثنى الرب أمه فقط ولم يستثنِ باقى الأبرار الذين شهد هو نفسه لهم بالبر والصلاح فى حياتهم الدنيا؟
وهل يصح أن يُعاملها الإله المرأة التى هذه صفاتها بهذا الإزدراء والتحقير؟ (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ»)يوحنا 2: 3-4، فهل أراد الإله تحقير المرأة فى أمه أمام كل الناس على الرغم من صفاتها الحميدة التى يعلمها كل الناس عنها؟ فإما ظلمها الرب وإما خُدع الناس فيها وأحسنوا الظن بها؟ ثم أليس هذا عقوقاً لها؟
وجاءت أعظم هدية حملت بها السيدة العذراء ليسب آبائه وأجداده ، فقال (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ .. .. ..) يوحنا 10: 8 ، فما هذا التحقير للآباء والأجداد؟ أين القدوة الحسنة التى ضربها الإله لعبيده؟
ألا يستحق هذا الإله الإعدام تبعاً للشريعة التى أنزلها من قبل؟ (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) تثنية 21: 18-21
وكذلك: (17وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.) خروج 21: 17
يقول الكتاب الذى تقدسه: (وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22 ، ألا يستحق يسوع بقوله هذا عن أجداده نار جهنم؟
ضاع الرب من أمه:
أما قولك ص57: “وعندما ذهبت إلى أورشليم فى عيد الفصح مع القديس يوسف والصبى يسوع وكان عمره اثنتا عشرة سنة واكتشفا بعد يوم من رحلة العودة أن الصبى يسوع ليس معهما ـ إذ ظنته مع يوسف وظنه يوسف معها ، لأن تقاليد الحجاج اليهود تفصل بين الرجال والنساء”.
وفى هذا الاعتراف عدة نقاط:
1- إن حج يوسف الذى أسميته قديساً ، ومريم التى أسميتها قدوة جميع البشر كان على دين موسى وشريعته. ولا تنس عزيزى القمص مرقس عزيز أن عيسى كان فى هذا الوقت ناضجاً ، يُحاج الكهنة ورئيسهم فى أصول الدين ، حتى بُهتوا من علمه (لوقا 2: 47). وإذا أضفنا قول عيسى إنه جاء مؤيداً للأنبياء والناموس (متى 5: 17-18) ، وحكم يعقوب والتلاميذ على بولس بالكفر (أعمال 21: 17-26)، لهو من أكبر الأدلة على أن عيسى جاء بنفس شريعة موسى عليهما السلام صافية ، خالصة من الشوائب ومن التقاليد الباطلة التى أضافها الكهنة على هذه العقيدة بفهمهم المريض.
وهذا يدل عزيزى القمص مرقس عزيز على أن كل ما هو مخالف لعقيدة موسى وتسلل إلى دينكم فهو باطل ، ومن يتبعه فهو ضال.
2- أما الأم التى تهمل ولدها ولا تطمئن على وجوده مع أبيه ، فهى أم مُهملة فى حق رسالتها كأم. ومثل هذه المرأة لا تستحق أن تُمجَّد كما فعلت أنت! ولا تستحق تبعاً لهذه النصوص أن تكون قدوة للبشر ، لأن ما فعلته ليس من الكمال ، ولا تعتريه أى فضيلة.
3- الأم التى تبحث عن إلهها الذى ولدته ، لهى بحق إنسانة ليست فى قواها العقلية ، وإن حدث هذا لدل على أنها لم تكُ تعلم أنها ولدت إلهها!! لقد كانت تسأل عن الإله بين الأقرباء والمعارف (لوقا 2: 44)!
4- أما أن تشك مريم أن ابنها كان من الممكن أن يضيع أو يُخطف ، أو تأكله السباع ، فهذا من أيسر الأدلة على بطلان عقيدتكم فى تأليه هذا الطفل ، وأنها لم تكُ تعلم أنه إله ، ولا أنها حملت أو أرضعت أو كانت تغير ملابس الإله مما علق بها من قاذورات أو تقوم بتنظيف الإله!!
5- ولو كانت تعلم أنه إله لكانت من الكافرات ببحثها عنه وقلقها عليه ، لأنها ستكون قد ألحقت بصفاته الجهل ، وقلة الحيلة ، وعدم تمكنه من الوصول بنفسه إلى أمه.
6- من المستحيل أن تكون هذه الرواية التى تفرد لوقا بقصها حقيقية لأن الغلام الذى عمره 12 سنة هو فى ذلك الوقت فى عداد الرجال ، بل إن منهم من كان حاكماً أو قاضياً أو نبياً ، ويكفى أن يكون زوجاً له بيت وزوجة وربما أولاد مسئولاً مسئولية كاملة عنهم.
ويكفى أن تعلم أن (2كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ.) ملوك الثانى 16: 2 ، لأى مات وعمره 36 سنة. وكان عمر ابنه الذى تولى بعده عند ذلك 25 سنة. (1وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ) ملوك الثانى 18: 1-2. ومعنى ذلك أن الأب أحاز تزوج وهو ابن 11 سنة. فكيف يكون ابن 12 سنة طفلاً يُخشى عليه ، ومازالت أمه تبحث عنه وظن يوسف النجار أنه مع أمه وسط النساء ، على الرغم من فصل النساء عن الرجال؟
وعن ذلك تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (آحاز): (حياته وملكه : هناك مشكلة تتعلق بالتواريخ المذكورة عنه في (2أخ 28: 1، 2 مل 16: 2) حيث نفهم أن آحاز مات وهو في السادسة والثلاثين ، بينما نقرأ في أخبار الثاني (29: 1) أن ابنه حزقيا تولى العرش وهو ابن خمس وعشرين سنة عقب موت أبيه آحاز، ومعنى هذا أن آحاز كان ابن إحدى عشرة سنة عندما ولد حزقيا.} وفي الترجمة السبعينية للملوك الثاني (16: 2) جاء أن آحاز ملك وهو ابن عشرين سنة ، بينما نجد في أخبار الثاني (28: 1) أنه كان ابن خمس وعشرين سنة. وهناك دلائل كثيرة تؤيد العمر الأكبر المذكور في الترجمة السبعينية لسفر الأخبار { . ولكن العمر الصغير – على أي حال _ ليس مستحيلاً حيث أننا نجد في الشرق أطفالاً في سن مبكرة ، أقل من العاشرة – يتزوجون، كما أن أغلب ملوك يهوذا ولدوا وأباؤهم في منتصف العقد الثاني أو أواخره.)
بل إن مريم نفسها حملت بيسوع وهى ابنة 12 سنة. الأمر الذى يعنى أن هذا السن هو سن نضج ورجولة.
وكان الفارق الزمنى بين عمرو بن العاص وابنه هو 11 سنة. ومعنى ذلك أنه تزوج وهو ابن 10 سنوات بفتاة فى مثل سنه على أقصى تقدير. فكيف كانت الأم تبحث عن الإله ابن ال 12 سنة؟
يتبع
-
وصف نشيد الإنشاد للسيدة العذراء:
من العجيب أن يقتبس القمص مرقس عزيز بعض التشبيهات الغزلية من السفر المقدس نشيد الإنشاد (الأناشيد) مُطبِّقاً إيَّاه على أشرف نساء العالمين ، على الرغم من أن ما اقتبسه ليس به إسفاف. فهو يقول ص57: “"كانت العذراء حقا جنة مغلقة، عين مقفلة ، ينبوع مختوم ، أغراسها فردوس ، بل ينبوع جنات بئر مياه حيه" (نش 5: 12 ، 15)”. وهذا الإستشهاد فى الحقيقة من نشيد الإنشاد 4: 12 ، 15.
عزيزى القمص مرقس عزيز: يقول اللاهوتيون إن هذا السفر سفر غزلى، جنسى، ووجوده عار على الكتاب الذى تقدسونه.
فتعترف مقدمة هذا السفر للطبعة الكاثوليكية دار المشرق ص226 أن هذا السفر لا يُعزى إلى سليمان ، فيقول: “إن السفر يعود إلى عهد متأخر دون ريب على الرغم من بعض التلميحات إلى سليمان ، نستخلص ذلك من لغته ومفرداته التى تتخللها كلمات إيرانية. فقد يكون من الجيل الرابع”.
وأنقل لك أيها القمص مرقس عزيز ما قاله المدخل إلى هذا السفر بالكتاب المقدس للآباء اليسوعيين. والذين كتبوا هذا الكلام ليسوا بمسلمين، ولكنهم علماؤك الذين يعرفون اللغة الأصلية التى كتب بها هذا السفر: علماء نصوص الكتاب المقدس ، وذلك بصفحات 1378-1379: “إن هذا الكتاب الصغير يُشكِّل مسألة من أشد المسائل المتنازع عليها فى نصوص الكتاب المقدس. فما معنى هذه القصيدة الغزلية (أو مجموعة القصائد الغزلية) فى العهد القديم؟ فللكتاب طابع غرامى ، وهو لا يتوقف على الجمال الطبيعى ، ولا يذكر الله ولا إنجاب الأولاد. فيه إشارات إلى جغرافية فلسطين ، لا بل فيه ذكريات أسطورية ، ومع ذلك فلا نجد فيه أى مفتاح لتفسيره. من الذى ألَّفه وفى أى تاريخ؟ ولماذا أُلِّف؟ وإذا صحّ أن وجوده فى قانون الكتب المقدسة لم يكن مصادفة ، فكيف اكتسب مكانه حتى إنه وَجَدَ دوره فى رتبة الفصح اليهودى فى وقت لاحق؟”
“يرى بعضهم فيه مجرّد مجموعة قصائد للأعراس ، تتجاور فيها أغانى الحب ، دون اهتمام بالزواج”.
ومعنى ذلك أنه لا يقصد الحب العفيف، بل يقصد النوع الآخر، الذى يُطلق عليه الفجور والزنى!!
هذا على الرغم من قوله فيما بعد: “هل أُنشدت هذه القصائد فى الأعراس؟ من الصعب أن نُثبت هذا الأمر ، مع أن العادة قد جرت بإنشادها فى قاعات المآدب. أمَّا استعمال الكتاب فى رتبة عيد الفصح اليهودى ، فلا شاهد على ذلك قبل القرن الخامس ب. م.”
“جرت محاولات قيل فيها إن التأليف يرقى عهده إلى زمن سليمان أو إلى ما بعده بقليل ، لكن الإنشاء واللغة يدلان على أنه جاء متأخراً ، فى أيام الفرس مثلاً (القرن الخامس ق. م.) أو حتى فى العصر الهلِّينى (القرن الثالث ق. م.) .. .. .. ولكن من الواضح أن مؤلفها ليس سليمان. لقد نُسب نشيد الأناشيد إلى سُليمان ، كما نُسبَ إليه سفر الأمثال وسفر الجامعة وسفر الحكمة”.
وعن التفسير الليترجى يقول: “هو صيغة أخرى للتمثيل. يرى نشيد الأناشيد نقل شعائر دينية وثنية شرق أوسطية إكراماً لإله يموت ، وتفتش عنه فى الجحيم حبيبته إلاهة الحب والحرب”.
وإذا أغلقت الكتاب الذى أنقل منه ستجد على الغلاف مكتوباً “الكتاب المقدس”!!
حب غير عفيف .. دعوة للفجور .. تصويرات وإيماءات جنسية .. إقتباسات من الشعائر الوثنية .. ثم يقولون: (16كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.) تيموثاوس الثانية 3: 16-17
وأسرد بعضاً من فقرات هذا السفر الذى استشهدت أنت ليعلم القارىء هل يليق أن يُستشهد من هذا السفر وتطبقه على مريم التى تؤمنون أنها أم الإله.
(2لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ.) نشيد الإنشاد 1: 2
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
أما فى وصف العروس الذى اقتبسه القمص مرقس عزيز خليل وحذف كلمة العروس ووضع بدلاً منها العذراء يقول هذا الإصحاح: (1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. .. .. .. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ. .. .. .. 9قَدْ سَبَيْتِ قَلْبِي يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ. قَدْ سَبَيْتِ قَلْبِي بِإِحْدَى عَيْنَيْكِ بِقَلاَدَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُنُقِكِ. 10مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ! كَمْ مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ وَكَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ الأَطْيَابِ! 11شَفَتَاكِ يَا عَرُوسُ تَقْطُرَانِ شَهْداً. تَحْتَ لِسَانِكِ عَسَلٌ وَلَبَنٌ وَرَائِحَةُ ثِيَابِكِ كَرَائِحَةِ لُبْنَانَ. 12أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ. 13أَغْرَاسُكِ فِرْدَوْسُ رُمَّانٍ مَعَ أَثْمَارٍ نَفِيسَةٍ فَاغِيَةٍ وَنَارِدِينٍ.) نشيد الإنشاد 4: 1-12
وأكتفى بهذا لعدم خدش حياء المحترمين من المسلمين والمسيحيين!
اقرأ معى قول العلماء الأمناء على كلمة الرب!
ففى صفحة 1380 من الطبعة اليسوعية يقول: “ولكن من المحتمل أن يكون حب نشيد الأناشيد بشرياً، جنسياً ومقدساً فى آن واحد”!!
على الرغم من قول مقدمة هذا السفر فى النسخة الكاثوليكية دار المشرق ص226: “لا يقرأ نشيد الإناشيد إلا قليل من المؤمنين لأنه لا يلائمهم كثيرا”. هل قرأ أحد المؤمنين مثل هذا القول من قبل؟
لا يقرأ هذا السفر المقدس من الكتاب المقدس إلا قليل من المؤمنين لأنه لا يلائمهم كثيراً!! وهو تعبير فيه تحايل ، ويقصد لعدم خدش حياء المؤمنين فهم يتجنبونه ، أو نصيحة غير مباشرة لكل مؤمن أن يتجنب قراءة هذا السفر المقدس!
عزيزى القمص مرقس عزيز خليل لا تعليق عندى على هذا غير اتق الله وقل قولاً سديداً!!
كلكم واحد:
أما قولك ص60 عن المساواة بين الرجل والمرأة، فيكفى أن أستشهد بفقرتين فقط من كلامك ليفهم القارىء ما قلته أنت وردى عليك فيه: “26لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. 28لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” غلاطية 3: 26 ، 28 ، وقد حدث خطأ مطبعى فى استشهادك حيث كتبتها أنت (غل 62: 3 و82: 3).
والإستشهاد الثانى: “6وَلَكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللَّهُ. .. .. .. 8وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. .. .. .. .” (مر 10: 6 ، 8). وهنا حدث أيضاً خطأ مطبعى فى استشهادك.
عزيزى القمص مرقس عزيز: كنت أتمنى فعلاً وجود مساواة بين الرجل والمرأة فى الكتاب الذى تقدسه أو فى تاريخ الحضارة الذى سيطرت عليه المسيحية واضطهدت المرأة أيَّما اضطهاد. وهنا يستوقفنى ما عانت منه المرأة طوال هذه العصور حتى القرن العشرين. فهل لم يفهم آباؤكم الأقدمون الذين أخذتم عنهم دينكم هذه النصوص بهذه الكيفية التى تفهمها أنت؟ فإذا فهموها كما تفهمها أنت الآن ، فقد ظلموا المرأة إذاً بقوانينهم ، واضطهادهم لها. ومثل هؤلاء لا أخلاق لهم ولا دين ، وبذلك فهم كاذبون ، ولا يجب أن يؤخذ دين أو عقيدة عن كذَّاب.
ولأنهم يمثلون دين الله على الأرض، فهذا الهوان الذى عاملوا به المرأة يكون بمثابة إدعاء أنهم ينفذون تعاليم الرب. أى نسبوا ظلمهم للمرأة للرب. وما هذا إلا كفر مبين. وعلى ذلك لابد أن يُرفض كل ما أخذتموه عنهم من معتقدات أو كتب.
أما إذا أساؤا الفهم، فهذا دليل كاف على نفى وجود ما يُسمَّى الروح القدس لديهم، حيث إن الروح القدس هى التى تنجى صاحبها من الأخطاء ، وتدفعه فى طريق التقوى والصلاح.
وسأرد على ادعائك نصوصاً من الكتاب الذى تقدسه ، وقارن بنفسك: هل أعطى الرب نفس هذا التشريع للرجل مثل المرأة:
من حق الأب أن يبيع ابنته: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج21: 7
إذلال الزوجة المسبية قبل الدخول بها: (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا)تثنية 21: 10-14
لماذا تُحرق ابنة الكاهن الزانية ، ولا يُحرق ابنه الزانى؟ (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9. فأين المساواة؟
لماذا كانت عقوبة قطع اليد خاصة فقط بالسيدات إذا كان هناك مساواة حقيقية بين الرجل والمرأة؟ (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12
لماذا سب الرب المرأة وقال عنها إنها الشر دون الرجل لو كانت هناك مساواة حقيقية بينهما؟ (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
لماذا كانت المرأة سبب إذلال البشر ، وحبس الأتقياء والأنبياء فى النار وسبب إهانة الرب وإعدامه دون الرجل مع أن الاثنين أكلا من نفس الشجرة؟ (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
لقد قال جيروم فى (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس): "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً"
و(ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
لذلك: (نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) (عودة الحجاب الجزء الثانى ص 46)
ولذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
ولذلك: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)
لذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)
ثم اسأل نفسك لماذا قام مجمع عالمى للبحث إذا كان للمرأة روح مثل الرجل أم لا، مع أنه لم يُعقد مثل هذا المؤتمر لبحث نفس المسألة عند الرجل! ففى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586 م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد ـ مؤتمراً (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
هل كنت تعلم كل هذا عزيزى القمص مرقس عزيز وأخفيته عن قرَّائك أم كنت تجهله؟
كافأها الرب فظهر لها أولاً:
أما قولك ص64: “وقد كافأها الرب بأن ظهر لها أولاً قبل ظهوره لغيرها (مر6:9 ، مت 01:82) وأكمل المكافأة بأن جعلها رسولة إلى رسله إذ قال لها "اذهبى وأعلمى إخوتى"”. وحدث خطأ فى كتابة أرقام الإستشهاد: فالإستشهاد الأول جاء فى (مرقس 16: 9) والثانى فى (متى 28: 9).
أما بالنسبة لحقيقة قولك فأنا أشفق عليك من قرائك ومن رواد كنيستك. فالظهور الأول كان لمريم المجدلية عند مرقس ومتى ويوحنا 20: 14 ، إلا أنها عند لوقا لم تلتق به بالمرة ، حيث كتب لوقا أن ظهوره الأول كان لاثنين منطلقين إلى قرية عمواس (لوقا 24: 13). وبالتالى يسقط الإستدلال بهذه القصة.
أما بالنسبة للمكافأة التى أشرت إليها وهى أنه جعلها رسولة إلى الرسل ، فهى كانت رسولة الملك الشاب عند (مرقس 16: 7) و(متى 28: 7) ، بينما كانت رسولة يسوع نفسه فى (يوحنا 20: 17) ، وكانت رسولة الرجلين أو الملكين التى رأتهما بداخل المقبرة ، حيث يُفهم ضمنيا من كلامهما معها (لوقا 24: 5-9).
فلم يقل إذاً إنها رسولة ليسوع إلا يوحنا فقط ، وعارضه الباقون بقولهم إنها لم ترَ يسوع فى المقبرة أو عندها. وما تطرق إليه الاحتمال ، سقط به الإستدلال. فما بالك لو علمت أن القصة نفسها بها مئات من التفاصيل المختلفة مع بعضها البعض. (راجع كتابى: البهريز فى الكلام اللى يغيظ ج3 وج4). وأنصح جميع القراء أن يدرسوا كل قصة بمفردها فى الكتاب المقدس بتفاصيلها الدقيقة من كل الأناجيل.
النبى مثل أمه:
أما قولك ص66: “ونجد فى سفرى أخبار الملوك الأول وسفرى صموئيل أنه فى اثنتين وعشرين مرة ذكرت أم الملك قبل الملك ، وعشرون مرة نجد أن الملك مشابه لأمه. فيقولون ان الأم تخاف الله ، فيكون ابنها الملك يخاف الله. وإن قالوا انها لم تخف الله وأنها كانت تعبد العجل فولدها لم يخف الله وعبد العجل أيضاً”.
وبناءًا على هذه النظرية التى أقرها القمص مرقس عزيز فيجب على اليهود والنصارى رفض كل نبى كفر بالله ، أو سرق أو زنى.
فيجب رفض نبوة إسحاق ونسله لأن أمه ظلمت هاجر وطردتها ، على الرغم من قول الرب: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
ويجب رفض نبوة ابنها ونسله لأنها رضيت بتسليم نفسها لفرعون للعبث بها: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16
ويجب رفض نبوة سارة ونسلها لأنها كذبت على الله: “فضحكت سارة فى باطنها .. فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة .. فأنكرت سارة قائلة لم أضحك. لأنها خافت. فقال لا بل ضحكت” (تكوين18: 12-15)
ويجب رفض نبوة إبراهيم الذى ضحى بشرف زوجته ، وحصل على ثمن هذا الشرف (غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ).
ونسبوا إلى يسوع قوله: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
(31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
(لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) إرميا 8: 10
(14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ])إرميا 14: 14
بل قال الرب عن أنبياء بنى إسرائيل إنهم أنبياء للضلالة والكذب، أى أتباع الشيطان: (11لَوْ كَانَ أَحَدٌ وَهُوَ سَالِكٌ بِـالرِّيحِ وَالْكَذِبِ يَكْذِبُ قَائِلاً: أَتَنَبَّأُ لَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ لَكَانَ هُوَ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!) ميخا 2: 11
وبالتالى رفض نبوة داود وكتابه ونسله ، لأنه زنى بامرأة جاره وقتله ثم تزوجها وأنجب منها سليمان (صموئيل الثانى صح 11). حتى إنها ادعت أن سليمان كفر فى نهاية حياته وعبد الأوثان ودعا لعبادتها. ومع ذلك ينسبون له ثلاثة أسفار بالكتاب الذى يقدسونه. على الرغم من أنه لا يوجد نص يُشير إلى توبة سليمان: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7
وبالتالى يجب رفض نبوة يسوع بل وألوهيته لأنه من نسل هؤلاء الناس، الذين تصفهم التوراة بأنهم من أحط الناس خُلقاً. بل تدعى الأناجيل أنه من نسل زناة طردهم الله من رحمته إلى الأبد:
يقول الكتاب: (5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ.) متى 1: 5
ويقول يشوع عن راحاب: (فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ.) يشوع 2: 1
ويقول الرب عن أولاد الزنى: (لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2
ومع ذلك دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل راحاب الزانية.
ويقول الكتاب: (وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ.) متى 1: 5
وراعوث هى راعوث الموابية (راعوث 4: 5)
ويمنع الكتاب دخول الموابيين والعمونيين فى جماعة الرب نهائياً: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ) تثنية 23: 3
ومع ذلك دخل يسوع فى جماعة الرب وهو من نسل العمونيين.
ويقول الكتاب: (7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ.) متى 1: 7
ويقول سفر ملوك الأول عن العمونيين: (وَأَمَّا رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَمَلَكَ فِي يَهُوذَا. وَكَانَ رَحُبْعَامُ ابْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الرَّبُّ لِوَضْعِ اسْمِهِ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ.) ملوك الأول 14: 21
وعلى ذلك فنسل سليمان كلهم بما فيهم يسوع من العصاة ، الذين حكم عليهم الرب بالحرمان من الدخول فى جماعته: (3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ)تثنية23: 3
وهذه النظرية التى أنت افترضتها عزيزى القمص مرقس عزيز تقدح فى كل أنبيائكم ، بل وفى آبائكم. ألم تعلم أن أم أثناسيوس وهو الملقب عندكم بالرسول الثالث عشر كانت وثنية؟
ألا تعلم أننا لو طبقنا نظريتك هذه لكنت تسب فى كل أنبيائكم وآبائكم الأقدمين؟ فمن نسل هؤلاء الأنبياء والآباء جئتم أنتم ، وبالتالى فأنت تحكم على نفسك وغيرك بالكفر واتباع آبائهم المصريين القدماء الوثنيين.
ويُناقض نظريتك هذه أيضاً واقع الكتاب المقدس ، بل وما كتبته أنت واستشهدت به على عفة وعفاف وأخلاق السيدة مريم. فهى ابنة امرأة ورجل يحملان الخطيئة الأزلية ، ومع ذلك قمت أنت باستثنائها دون مبرر إلا أنها كانت تحمل الإله (الآب والابن والروح القدس مجتمعين) فى رحمها لمدة تسعة أشهر.
والدليل أيضاً على فساد هذه النظرية التى افترضتها هو اعتراف الرب نفسه: (وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ) ملوك الأول 11: 4 ، وهذا يعنى أنه على الرغم من صلاح داود ، فسد سليمان. وهو يُطابق المثل القائل: يُخلق من ظهر العالم فاسد ، ومن ظهر الفاسد عالم.
يُضاف إلى باقى الأدلة قول الرب نفسه الذى تُخالفه أنت بنظريتك هذه: (5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, .. .. .. 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ .. .. .. 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. .. .. .. وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ 24وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ, أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ. .. .. .. 26إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَمَاتَ فِيهِ, فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. 27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ, وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً, فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. .. .. .. 30مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ, وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً. 31اِطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ مَعَاصِيكُمُ الَّتِي عَصِيْتُمْ بِهَا, وَاعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ قَلْباً جَدِيداً وَرُوحاً جَدِيدَةً. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 32لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. فَـارْجِعُوا وَاحْيُوا].) حزقيال 18: 5-32
وهذا يعنى إضافة إلى نفى الله للخطيئة الأزلية، أو أن الإنسان يُعاقب بذنب أبيه، أو يُكرم بسبب إحسان أبيه ، أنه من الممكن أن يكون ابن المصلح فاسد ، وابن الفاسد مصلح. ويكفيك أن تعلم أن أبشالوم بن داود الذى فعل الخير أمام الرب وأرضاه قتل أخيه أمنون (صموئيل الثانى 13: 1-29) ، وقاد حرباً ضد أبيه (صموئيل الثانى 18: 1-17)، بل زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22) ، وأن أبناء صموئيل كانوا من القضاة المرتشيين (صموئيل الأول 8: 2-5 و أخبار الأيام الأول 6: 28)، وأن بنات لوط قاموا باعطاء أبيهم الخمر حتى الثمالة ، وزنوا بأبيهم وأنجبوا منه (تكوين 19: 30-38).
وأهمس فى أذنيك عزيزى القمص مرقس عزيز قائلاً: لا يليق برجل فى مكانتك الإستشهاد بكتاب مجهول المصدر ، وينسبه لله ، ويستشهد بما فيه دفاعاً عن المرأة التى تسببت فى قتل الإله، وحبس أنبيائه وصالحيه وتعذيبهم فى النار، إلى أن ينزل الرب متجسداً فى صورة رجل ، ويُقتل. لذلك سأتركك تقرأ ما يقوله علماء نصوص الكتاب الذى تقدسه عن هذه الأسفار ، ناقلاً إياها من (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس):
فعن سؤال من كتب سفرى الملوك الأول والثانى يقول موقع sat7 “يحتمل أن يكون السفر قد كتب بواسطة نبي أو عدد من الأنبياء كانوا يكتبون أثناء السبي”.
فهو لم يجد الشجاعة الكافية لأن يقول إنه مجهول، فقال يُحتمل أن يكون بواسطة نبى أو أكثر ، وهو لا يعرف أيضاً اسم هذا النبى أو أسماء هؤلاء الكتبة. إنه كذب بيَّن على المؤمنين بصدق هذه الإدعاءات. ومع شديد الأسف يتبعون بولس فى هذا الطريق ، يتبعون طريق الكذب والنفاق لكسب أتباع. اقرأ النهج الذى رسمه بولس لنفسه:
(7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
لقد قام بولس بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ ......) أعمال 16: 3
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) أعمال 17: 23
وكان هذا النفاق هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
وتظهر شهادة نفاق بولس أيضاً في مقارنتك لرسائله إلى أهل رومية ورسائله إلى أهل غلاطية:
ففى الوقت الذى يؤكد فيه لأهل رومية على أهمية الناموس ، وضرورة العمل به ليصيروا أبرارا (يدخلون الجنة): (12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.) رومية 2: 12-13
يقول فى غلاطية إنه بأعمال الناموس لا يتبرر أي إنسان أمام الله: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
واستنكر للناموس فى خطابه إلى غلاطية: (وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11
لقد ابتدأ بولس ينافق كل طائفة حسب عقيدتها ليكسبها لدينه الجديد ، الذى حاربه التلاميذ ، وأرسلوا من يُصحح ما أتلفه بولس بهذه العقيدة الفاسدة التى علمها أتباعه ، وأمروه هو بالتوية والإقلاع عن هذا الكفر وهذه الهرطقة ، إلا أنه استمر فى كفره هذا ، ومع شديد الأسف أنتم تتبعون بولس وليس يسوع:
(وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 20-26
وعودة إلى كاتب سفرى الملوك: يقول المدخل إلى سفرى الملوك بالكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين ص622-623: “يذكر الكاتب نفسه أنه استعمل مؤلفات سابقة ويورد فى بعض المصادر التى استقى منها. فالمؤلَّف لم ينشأ فجأة ، بل تمَّ على مراحل. فإن آيات 1مل 11/41 و14/19 و29 الخ تشير إلى كل من سفر "أعمال سليمان" وسفر "حوليات ملوك إسرائيل" وسفر "حوليات ملوك يهوذا" التى شكلت نقطة انطلاق لتحرير النص الذى هو الآن فى أيدينا. .. .. فقد استعمل الكاتب فى عمله مصادر أخرى أيضاً. فيبدو مثلاً أنه اطَّلع على محفوظات جاءته من الهيكل .. .. بأية نسبة كانت هذه المعلومات نصوصاً سبق تأليفها أم صدرت عن تقاليد شفهية؟ هذا أمر صعب تحديده. .. .. .. كيف جُمعت هذه العناصر المختلفة فى مجموعة واحدة؟ هذه مشكلة من أعوص مشاكل المؤلَّف.
من الواضح أن الذى كتب 2مل 25/27-30 والذى تكلم كلام المعاصر على الأحداث التى يرويها فوصف تابوت العهد فى 1مل 9/13 أو روى وقائع 1مل 9/21 ليس كاتباً واحداً ، وإلا لكان لا بدّ له من أن يعيش أكثر من أربعمائة سنة! فمن هو واضع سفرى الملوك؟ هناك عدة افتراضات .. .. .. ثم قام محرِّر ثان بعد المحرِّر الأول بجيل وفى فلسطين أيضاً فى حوالى السنة 550 ق.م. وقبل عودة المجليين من بابل ، فاستأنف عمل سلفه وأضاف إليه روايات وتقاليد أخرى كانت فى متناوله .. .. .. وأدخل أيضاً فى مؤلَّفه ما كان التقليد يرويه عن ملكة سبأ. ولما كان للأنبياء وشريعة موسى شأن كبير فى مؤلَّف هذا المحرّر الثانى. فقد بدا للمفسرين أنه أتى من بيئة أنبياء ، بل لربما كان تلميذاً لإرميا. وآخر الأمر أن بعض الكتبة خرجوا من بيئة لاوية قد أضافوا إضافات طفيفة فى أواخر القرن السادس ق. م.”
وهذا يعنى أن هناك كاتب آخر كتب وحرر كتاب الكاتب الأول ، ثم أضاف بعض الكتبة إضافات فى أواخر القرن السادس ق. م. على هذا الكتاب ، لا أعرف كيف حددوها أنها إضافات طفيفة ، ولا أدرى لماذا لم يحذفوا هذه الإضافات ليبقوا الكتاب خالصاً دون شوائب.
وعندما تتخيَّل أن مؤمنى القرون التى سبقت الميلاد أضافوا وحرروا كتاباً ما ، تشعر أنهم كانوا أمام جمع من الرمال مُلقى على قارعة الطريق ، ولا صاحب له ، ويحق لكل مار أن يأخذ ما يشاء منه ، أو يُضيف عليه ما يريد أن يتخلص منه ، أو يجد أن هذه الإضافة على هذا الركام ستزيده بهجة ، أو تُحسِّن من جمال منظره! ومثل هؤلاء الناس لا يقيمون وزناً لهذه الرمال. وهذا يعنى أن هؤلاء الذين حرروا هذا الكتاب وأضافوا عليه لم يعتبروه كتاب الله ، وإلا لما قاموا بهذا التحريف، وهذه الإضافات. وإلا لكانوا من الكافرين ، وعليكم فى تلك الحالتين رفض هذين الكتابين وعدم الإستشهاد بأى منهما.
وحتى تقسيم السفر إلى سفرين فهو من تدخل مترجمى النسخة السبعينية ، أو من الكهنة. وفى ذلك يقول هامش ص678 عن سفر الملوك الثانى: “إن تقسيم الملوك إلى سفرين تقسيم مُصطنع لم يرد فى الكتاب المقدس العبرى كما كان فى الأصل”.
وفى ص679 يقول: “يبدو أن الآيات 9-16 إضافة أدخلها تلاميذ اليشاع.”
وفى ص681: “فى هذه الآية [2مل 3: 7] وفى الآيات 11 و12 و14 ، يذكر النص اسم ملك يهوذا يوشافاط ، ولكن التسلسل الزمنى يثبت أن الحرب لم تقع إلا على عهد ابنه يورام يهوذا. يبدو أن اسم يوشافاط أُضيف إلى النص الأصلى ، نظرا إلى تقواه والعمل المماثل الذى قام به فى 1مل 22.”
يتبع
-
فلك أن تتخيل هذا الكاتب الذى أضاف معلومة خاطئة ونسبها لله يعتبرون كلامه مساوياً لله ، بل اعتبروا أن الله هو مؤلفه!! فهل هذا الكاتب ذو ضمير صالح؟ وعالم نصوص المخطوطات الخاصة بهذا السفر يعلم أن به خطأ ما ، ولا يعترف صراحة دون مواربة ، بل يذكر ذلك داخل إطار اسمه “الكتاب المقدس”!! أليس هذا تدليس ، وضحك على أتباعهم ومصدقيهم؟ متى نتحرر من عبوديتنا للشيطان؟ متى نُقبل على الله بضمائر صالحة؟ متى نبيع الدنيا بزيفها ونقبل على الآخرة بأعمال تُزيِّن إيماننا؟ فهل تعتقد عزيزى القمص مرقس عزيز أن الكتاب الذى يكذب على الله ولا يُنصف أنبياءه سوف يُنصف المرأة أو يُقر بشرف لها. ألا يكفى أنه أعلن أن المرأة عدو الله، ليعطى بذلك الشرعية لكل البشر من الإنتقام منها؟
وعن سؤال من كتب سفرى الأخبار الأول والثانى ينسبه موقع sat7 إلى عزرا تبعاً للتقليد اليهودى كتابة سفرى الأخبار.
ويقول المدخل إلى سفرى الأخبار بالكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين ص728: “إذا كُنَّا نجهل من هو كاتب سفرَى الأخبار ، وفى أى وقت انتهى من عمله، فإننا نعرف على وجه أحسن كثيراً كيف قام بعمله التحريرى وتأليفه الأدبى.
لم يُحرر الكاتب فى الواقع رواية استوحاها من معرفته لتاريخ شعبه القديم ، بل نقل عدداً من الوثائق التى بين يديه، وصنَّفها أحياناً فى ترتيب يوافق ما يهدف إليه مؤلَّفه، ونقحها استناداً إلى وثائق أخرى اطَّلعَ عليها ، أو بحسب نظرته إلى التاريخ ومعناه ، وقد اهتم بذكر مراجعه ـ وهذا أمر نادر فى أيامه ـ وأطلعنا على أخبار ثمينة ، وإن كانت غير كاملة ويُعسر أحياناً توضيحها”.
وبالإختصار: إن كاتب هذين السفرين مجهول، وهو لم يوحَ إليه، ولكنه نقل عن وثائق قام هو بتحريرها ، “ونقحها استناداً إلى وثائق أخرى اطَّلعَ عليها ، أو بحسب نظرته إلى التاريخ ومعناه” أى أخذ ما يتفق مع أهداف كتابه ، وترك ما يتعارض معه ، ثم نسبتموه أنتم لله.
أليس أمثال هؤلاء الذين قال فيهم الرب: (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15-16؟
أليس أمثال هؤلاء الذين قال فيهم الرب: (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.) إرمياء 23: 30؟
ألم يقل الرب فى أمثال هؤلاء: (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا)إرمياء 23: 36؟
أليس أمثال هؤلاء الذين قال فيهم الرب: (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34؟
وراء كل عظيم امرأة:
أما قولك ص68 “قالوا إن وراء كل عظيم امرأة ، وهو قول صدق وحق..”. وكان أول استشهاد لك على صدق هذه المقولة ورفعة شأن المرأة فى الكتاب الذى تقدسه هو (أديسون) المفكر الأمريكى الذى وصفته بأنه عظيم. ولا أعرف على أى أساس وصفته بهذه العظمة وهو عندك رجل كافر لأنه بروتستانتى. وهو نفس ما قاله يسوع عن سليمان وعظمته وحكمته مع أنه كان كافراً فى كتابك: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7
(42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42
ف (نانسى) أم (أديسون) فشلت إذاً فى تربيته ، إذ أخرجته رجلاً كافراً ليس على الملة القويمة ، الأرثوذكسية ، التى لا تقبل أنت غيرها.
أما بالنسبة لأم موسى (يوكابد) فقد فشلت أيضاً فى تربية ابنها (تبعاً لما يقوله كتابك، فهو عندنا من أنبياء أولى العزم المعصومين)، لأن ابنها سرق المصريين عند خروجه من مصر بمساعدة الرب، وتنفيذاً لأوامره. (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) (خروج 3: 22 ؛ خروج 12: 35-36)
وكذلك كانت يوكابد عمة عمران أبى موسى أى جدة موسى وأمه فى نفس الوقت. (20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً) خروج 6: 20 ، ثم حرمها الرب فيما بعد، فقال: (12عَوْرَةَ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهَا قَرِيبَةُ أَبِيكَ) اللاويين 18: 12 ، ومعنى ذلك أن أنها خالفت الشرائع السابقة أو التقليد الربانى الذى أتى به كل نبى بتحريم الزواج من العمَّة، فتكون قد أجرمت فى هذه الزيجة، ويكون مدحك لها هراء. أو أن الرب حرمها فيما بعد ونسخها ، وأنتم لا تقرون بالنسخ فى شريعتكم.
كما لم يتبع موسى أوامر الرب ، فلم يختن ابنه ، وأنقذته زوجته صفورة عندما علمت بنزول الرب ، وإننى أتساءل إلى اليوم كيف علمت صفورة بنزوله الرب ، وكيف لم يعلم الرب أنه بعد أن يتحرك للنزول للإنتقام من الغلام غير المختتن ستختنه أمه. فلماذا يتحمل مشقة النزول والصعود دون جدوى؟ (24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ».) خروج 4: 24-26
وكذلك لم يمجدا الرب هو وأخوه هارون وخاناه: (وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي نَفْسِ ذَلِكَ اليَوْمِ: 49«اِصْعَدْ إِلى جَبَلِ عَبَارِيمَ هَذَا جَبَلِ نَبُو الذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ الذِي قُبَالةَ أَرِيحَا وَانْظُرْ أَرْضَ كَنْعَانَ التِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل مُلكاً 50وَمُتْ فِي الجَبَلِ الذِي تَصْعَدُ إِليْهِ وَانْضَمَّ إِلى قَوْمِكَ كَمَا مَاتَ هَارُونُ أَخُوكَ فِي جَبَلِ هُورٍ وَضُمَّ إِلى قَوْمِهِ. 51لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ إِذْ لمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل.) تثنية 32: 48-51
فأى نجاح نجحته أمه فى التربية؟ وأى عظمة تنسبونها لهذا النبى فى كتابكم؟ ألا يدل كل هذا الهراء على أن كتاب الله حرفته أيدى من مصلحتها ألا يُعبد الله على الأرض؟
أما عن (أنثوسا) أم يوحنا فم الذهب: لا أعلم عنها شيئاً ، إلا أنها كانت متزوجة من رجل وثنى، طلقها فى السنة الرابعة من زواجها، وماتت ابنتها، وتبقى لها يوحنا هذا ، الذى أسلمته ليتعلم الفلسفة والخطابة على يد الفيلسوف الوثنى ليبانيوس. ثم عاش حياته كأى شاب ، إلى أن اجتذبه صديقه بالسيليوس إلى التعبد ودراسة الكتاب المقدس. ولم أجد فى حياتها ما يجعلها من القديسات. فأنا لا أنكر فضلها فى تربية ابنها ، ولو أننى لا أرى تربية خاصة وتضحية تفوق ما فعلته نساء كثيرات يهوديات أو مسيحيات أو مسلمات أو حتى وثنيات ، ولم يُطلق على أحد منهن قديسات. فهل أصبحت (أنثوسا) من القديسات بسبب ما وصل له ابنها من علم ومركز فى ديانتك؟ فإذا كانت إجابتك بنعم فلابد أن تُسلم أن أم أثناسيوس الوثنية (وهو الملقب عندكم بالرسول الثالث عشر) كانت قديسة!! وإن كانت إجابتك بلا ، فما فضلها غير أنها كتبت رسالة فى الصداقة ، وقد كتب الأدباء من قبل ومن بعد أعظم منها.
http://www.st-mina.com/main/Coptic-S...saint/1965.asp
وهذا يُغنينا عن البحث عن أم أوغسطينوس (مونيكا) أو أم يوحنا (أليصابات) حيث انعدم عندك المقياس السليم على من يُطلق عليها قديسة ، وما هو العمل الذى يؤهلها لهذه المرتبة.
وماذا عن أمهات الأنبياء الزناة أو اللصوص أو المرتدين؟
وماذا عن الأمهات الوثنيات لآباء الكنيسة الأولين؟
وماذا عن أمهات آباء الكنيسة الزناة والمجرمين والمشجعين على الحروب وقتل المخالفين فى العقيدة؟
وماذا عن أمهات جنود وفرسان والقديسين الذين شاركوا فى الحروب الصليبية لنهب ثروات الشرق المسلمين؟
ومن الجدير بالمعرفة أن تتفكر فى حال أم يهوذا الإسخريوطى. فقد كانت من القديسات بسبب تقوى ابنها ، فقد كان من التلاميذ الاثنى عشر الذين سيدينون أسباط بنى إسرائيل. وعندما خان سيده (كما تقول الأناجيل) أصبح من الشياطين. فهل تغير حال أمه من القديسات بسبب تربية ابنها هذه التربية التى أهلته لهذه المكانة إلى الفاشلات بسبب خيانة ابنها؟
أم استمرت من القديسات لأن خيانة ابنها كان من الأعمال الجليلة التى أنقذت البشرية ودفعت الإله لتحريرها من الخطيئة الأزلية بعد أن كاد يتراجع فى الإقدام على هذا العمل؟ (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.) متى 26: 36-44
(41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
وخلاصة القول: إن وراء كل عظيم امرأة أو رجل، ووراء كل فاشل امرأة أو رجل. ووراء كل عظيمة رجل أو امرأة ، ووراء كل فاشلة رجل أو امرأة أيضاً. وهذا لا يرفع من قيمة المرأة فى الكتاب الذى تقدسه.
الرب من نسل ليئة المكروهة:
وتقول فى ص69 “جاء السيد المسيح من نسل (ليئة) المكروهة ولم يأت من نسل (راحيل) المحبوبة. وليس هذا فقط وإنما من نسل (ليئة) المكروهة جاء سبط يهوذا ، سبط الملوك ، وسبط لاوى أى سبط الكهنوت”.
لقد اتفقنا أخيراً على قولك دون تردد منى. وأرجو أن تثبت على كلامك هذا ، ولا تغيره فى الطبعات القادمة. ومعنى هذا أن عيسى من سبط لاوى ، من نسل هارون ، وبذلك أنت تُصدِّق على قول الله تعالى لمريم فى القرآن الكريم: (يا ابنة عمران) و(يا أخت هارون) قاصداً بذلك النسب الأعلى لعيسى وأنه هارونى وليس داودى.
يؤكد كلامك هذا عدة استشهادات من الكتاب المقدس ، منها: أن الناس كانوا فى عصره ينتظرون خروج المسيح الرئيس (المسيَّا)، الأمر الذى دعا المرأة السامرية أن تسأله صراحة ، لما توسمت فيه من النبوة والصلاح ، ومعنى ذلك أنه لم يكن شائعاً آنذاك أنَّ المسِّيِّا قد ظهر: (25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». 27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا. 28فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: 29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». 30فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.) يوحنا 4: 25-29
فهذا النص يكاد يكون هو النص الوحيد الذى يقول فيه إنجيل يوحنا إن عيسى أقرّ أنه هو المسِّيِّا الرئيس، وهذا النص بمفرده ليدل على تحريف الأناجيل وأنها ليست من وحى الله، فلو قال عيسى ذلك، لما تشككت المرأة بعد ذلك أنه هو المسِّيِّا: (29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟».) فكيف تخمِّن أنه هو المسِّيِّا على الرغم من أنه أقر لها بذلك صراحة؟ فمن الواضح أن هذا كذب وضِعَ على لسان عيسى .
ويؤكد ذلك نصوص كثيرة أخرى منها: أن اليهود قد أشاعوا أن المسِّيِّا سيأتى منهم ، من نسل داود ، فنفى ذلك عيسى بقوله: (ثُمَّ سَأَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ:«كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 36لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 37فَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَمِنْ أَيْنَ هُوَ ابْنُهُ؟» وَكَانَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ) مرقس 12: 35-37 ، وهو ما أكدته أنت أيضاً عزيزى القمص مرقس عزيز أن عيسى كان من سبط يهوذا ، أى إنه ابن لاوى ، من نسل هارون.
ومنها أن المسِّيِّا سيأتى ملكاً ، قاضياً ، محارباً: (20فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. 21فَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ. 22أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 23فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ 24أَرُونِي دِينَاراً. لِمَنِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» فَأَجَابُوا: «لِقَيْصَرَ». 25فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». 26فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ الشَّعْبِ وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ وَسَكَتُوا) لوقا 20: 20-26
نعم دعوا لقيصر ما يجمعه من مال ، أما شريعة الله فدعوها لصاحبها ، هو الذى يحدد شرعه وأنبياءه الذين يبلغوا كلمته لمن يشاء من عباده. فأين إذاً ملكه وهو خاضع لسلطان قيصر؟
لقد عرفته الجموع أنه عيسى ابن داود ، وكانوا يؤمنون أن المسِّيِّا سوف يأتى بعده ، فكانوا فى انتظاره، وشوقهم إليه جعلهم يتساءلون عنه وعن رسالته: (فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا:«أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟».) يوحنا 7: 31 ، ولاحظ أن قولهم هذا يعنى أن عيسى لم يك المسِّيِّا ، ولكنهم كانوا يتساءلون عن معجزات المسِّيِّا القادم ، وهل ستكون أكثر من معجزات عيسى أم لا.
بل عندما تكلَّمَ عن ابن الإنسان أنه ينبغى أن يرتفع ، كانوا يظنون به أنه المسِّيِّا ، أو أرادوا إلباس ذلك عليه ، أو أُضيفت للنص بعد ذلك ، وأنه سيكون لدينه نهاية ، فسألوه مستنكرين قوله: (34فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟») يوحنا 12: 34
وهذه الإشكالات حول ماهية المسِّيِّا الرئيس قد أصابت بعض صحابته (تبعاً لقول الأناجيل)، فقد فهم بطرس خطأً من عند نفسه (أو أراد ذلك بسوء قصد) أن عيسى قد يكون هو المسِّيِّا: (40كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. 41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ). 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ).) يوحنا 1: 40
وأقرَّ بذلك أمام عيسى فى قوله: (68فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ 69وَنَحْنُ قَدْ آمنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 70أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» 71قَالَ عَنْ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.) يوحنا 6: 68-71
وفى الحقيقة تعليق الكاتب أن عيسى كان يقصد بالشيطان يهوذا الإسخريوطى ليس صحيح، فهو كان يقصد بطرس الذى قال عنه إنه المسِّيِّا، ويتضح هذا من قوله عند متى: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ)متى27: 23
ونجد هذا القول الذى قاله بطرس لعيسى هو نفس قول الشياطين الذى لم يرتضيه عيسى منهم ، فأخرسهم: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
وكذلك نفى عن نفسه أن يكون المسِّيِّا عندما سألهم ماذا يقول الناس عنه: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
وفى نص متى نقرأ أن عيسى يمتدح بطرس ، وهنا يناقض النص نفسه ويناقض نص مرقس الذى لم يذكر هذا المدح، ويُناقض نص يوحنا أعلاه، فمخالفته للنصوص الأخرى واضح. أما تناقض النص مع نفسه فلأنه بعد أن امتدحه أوصاهما ألا يقولا هذا لأحد.
فما معنى هذا؟ أيخفى شخصيته ورسالته عن المبعوث إليهم؟ فلماذا جاء إذن؟ وكيف سيؤدى رسالته؟ وبأى صفة؟ وهل لم يخش من الشيطان الذى اختاره ضمن التلاميذ أن يوشى به؟ (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.) متى 16: 13-20
ثم سألهم عن المسِّيِّا بأسلوب الغائب ، أى يسألهم عن شخص آخر غيره ، وهذا النص من النصوص الفيصل فى هذه القضية ، فقال: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
حتى إنه أعلنها بأسلوب مختلف قائلاً إن آخر أنبياء الله هو الأصغر فى ملكوت الله وهو الأعظم: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
ولو تلاحظ من قراءة النص بتمعن أنه دعا طفلاً صغيراً، دلالة على أن المسِّيِّا سيولد بعده أى أصغر منه فى العمر، وأنه سيكون خليفته على عرش النبوة ، وبه ستنتهى النبوة فهو الأصغر فى ملكوت السماوات. ثم طالبهم باتباع هذا المسِّيِّا بأن يكونوا مثله.
أى إن الأصغر فى ملكوت الله هو أعظم أنبياء الله ، فقد سأله تلاميذه: فمن أعظم أنبياء الله؟ فقال الأصغر، أى آخرهم، أى إنه ليس هو المسِّيِّا ، ودليل على ذلك قوله عن إيليَّا (المسِّيِّا) الذى قرب ظهوره: (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 11-14
هل وعيتم كلمته إلى الآن؟ (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.) أى إلى اليوم ، حتى فى عصره يحاول الغاصبون أن يسرقوا الملكوت لأنفسهم ، لكن من أراد أن يقبل الملكوت ، فهذا هو إيليا القادم قريباً ، هو صاحبه الحقيقى.
بل رفض الرب نفسه فى نص صريح واضح أن يأتى من نسل داود نبى يجلس على كرسيه ، أو يتولى الحكم. فقال: (20[هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ نَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَعَهْدِي مَعَ اللَّيْلِ حَتَّى لاَ يَكُونَ نَهَارٌ وَلاَ لَيْلٌ فِي وَقْتِهِمَا 21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.) إرميا 33: 21
وباتفاقك أن عيسى من نسل هارون فأنت تُكذب نص بطرس الذى أُضيف على لسانه عند متى والذى يقول: (16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».)
أو تتفق مع علمائك فى أن بطرس كان بطىء الفهم ، وهذا من فهمه الخاطىء ، لكن مدح عيسى على فهمه الخاطىء فهو من الإضافات التى كتبها الكتبة لتأييد رأيهم أن عيسى كان هو المسِّيَّا.
وكذلك باتفاقك معى تُكذِّب اعتراف عيسى عند يوحنا إنه هو المسِّيَّا: (26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ».) يوحنا 4: 25-29
ويؤكد كذلك نسبته إلى هارون دعوة المجدلية وأتباعه له ب (ربى أو ربونى): (38فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟») متى 1: 38 (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) متى 20: 16، وهو لقب للكاهن الذى يعلِّم فى المعبد ، وهو كان خاصاً بالمعلمين الربيين من نسل هارون.
وكذلك قميصه غير المخاط الذى كان يرتديه (23ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ.) يوحنا 19: 23 ، حيث لم يك يرتديه إلا الكاهن من سبط لاوى من نسل هارون. كما كان سبط هارون مخصص لتدريس الناموس وتعليم الناس.
أضف إلى ذلك شعره الذى يُصوَّر به وهو غير مخاط ، حيث نهى الرب الكاهن اللاوى عن أن يمس الموس شعره: (5فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ) قضاة 13: 5 ، وكان لعيسى نفس الحُكم ، لأنه كان أول فاتح رحم ، أى أول مولود من أمه أى البكر ، وهو فى هذا السبط يكون منذوراً لله: (23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ.) لوقا 2: 23
الرب ظلم راحيل لإرضاء ليئة:
وتقول فى ص69 “وعوضها الرب كثيراً. وعوضها بكثرة البنين حتى أن أختها المحبوبة أصبحت تغار منها. غارت الأخت وقالت ليعقوب: “هب لى بنين وإلا أموت”. أى أنها تموت حزناً من كبير إكرام المسيح لليئة المكروهة.”
لقد وضعت أنت أن المكرِم هو المسيح ، باعتباره الإله المستحق للعبادة فى عقيدتك. ولن أعلق على هذه الكلمة ، فقد كتبت كتاباً كاملاً أناظر فيه القمص زكريا بطرس المتهرب من مناظرة المسلمين ، ولم ولن يرد على كتبى أو كتب غيرى أو مناظرة شباب المسلمين من أمثال وسام ، وأيوب والدكتور منقذ والدكتور أنتى وغيرهم الكثيرين. فيمكنك عزيزى القمص مرقس عزيز أن تقوم بهذا الدور نيابة عنه.
أما بفرض أن المسيح هو الله (تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا) فقد اعترفت أنت إذاً أن الرب الذى تعبده ظلم المحبوبة ، حتى كادت تموت كمداً. وبالتالى تَلَفَت نظرية الفداء التى تنادى بها ، حيث تقتضى عقيدتك أن يموت الإله المتجسد، البار، الذى لم يقترف خطية ، نيابة عن البشرية. ويكون الإله قد قتل دون جدوى ، وتكون رحلة التجسد ، وحياته على الأرض قد فشلت ، وبالتالى يثبت أنه إله ليس ذو علم أزلى وأنه كان ظالماً. الأمر الذى يفقده صفة المحبة والألوهية.
ناهيك عن وجود أخطاء كثيرة عملها كإله أو كبشر تُطيح جانباً بعملية الفداء التى تحتاج لإنسان بار لم يقترف خطيئة. منها أمره بقتل الأطفال والرضَّع والنساء ، بل وشق بطون الحوامل ، وتدمير البيئة فى الحروب.
(15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ) تثنية 13: 15-16
(21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 21-24
(12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
(19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوك الثانى3: 19
(3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3
(8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
(16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. .. .. .. [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا».) حزقيال 9: 5-7
ويرى بولس أن إهلاك الرب لهذه الأمم نعمة ورحمة: (19ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.) أعمال الرسل 13: 19
(34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
(49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
(وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
ومن أخطائه كبشر يكفيك أن تعلم أنه تجسَّدَ من امرأة مخطوبة لرجل ، وكان بإمكانه التجسد من امرأة غير مخطوبة لرجل آخر. وهذا من باب الحسد والإعتداء على زوجات الآخرين.
ومنها إتلافه للبيئة ، وفى هذا يقول متى: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟» 21فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ. 22وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ».) متى 21: 18-22
أليس ذهابه ليأكل من شجرة تين غير مملوكة له سرقة واغتصاب لحقوق الآخرين؟
أليس لعنه لشجرة التين وإتلافها من باب تدمير البيئة وإتلاف المال الخاص أو العام وتضيع فرصة الكسب والتربح بين البائعين والمشتريين وصاحب الشجرة؟
وأين تكمن رحمته فى إتلاف شجرة خضراء تمد عباده بالظل والأكسجين نهاراً؟
فليس من حقه إتلاف المال العام وتدمير البيئة، هذا لو لم تكن من الممتلكات الخاصة. ولماذا فعل ذلك؟ هل ليعلمهم أنهم لو كانوا من المؤمنين، لكانوا مستجيبى الدعاء على الغير ومن المخربين ومدمرى البيئة؟
(28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ. 29وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» 30وَكَانَ بَعِيداً مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى. 31فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ».) متى 8: 28-31، (13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ.) مرقس 5: 13
فلماذا أفسد الممتلكات الخاصة؟ هل هذا من حقه كإله أو حتى كبشر؟ لقد أباد ألفين من الخنازير دون وجه حق! كما أباد الشياطين دون أن يعرض عليهم دعوته ، ربما آمنَ أحدهم أو كلهم!
بل شتم المرأة التى أرادت منه أن يشفى ابنتها واعتبرها وابنتها من الكلاب: (27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) مرقس 7: 27
أما قول راحيل لداود: “هب لى بنين وإلا أموت” ، فلا يعنى إلا أن نبى الله أهمل زوجته، ولم يعطها حقها كامرأة فى فراش الزوجية، وهذا اتهام لله بعدم وجود علم أزلى عنده يُمكِّنه من انتقاء أنبيائه!! أو إنها امرأة فقدت عقلها وضاع إيمانها ، وفهِمَتْ أن الذى يهب البنين هو الرجل وليس الله. مع الأخذ فى الاعتبار أنه فى الماضى كانت المرأة هى المتهمة من قبل الجهلاء من الرجال أنها هى التى تحدد نوع الجنين وليس العكس.
كما أن قولها “وإلا أموت” (تكوين 30: 1) فما هو إلا تهديد بالإنتحار ، وليس كما أوضحت أنت أنها تموت من الحزن. لأنه لا يُعقل أن تكون المرأة فى هذا الحزن وتشتكى لزوجها ، وتُعلمه أنه من الممكن أن تموت حزناً ، ثم يثور فى وجهها ، ويزيد من غضبها. (تكوين 30: 2)
لذلك قالتها الترجمة الأساسية للكتاب المقدس Basic eng. (سوف لن أستمر فى الحياة). فإذا كان هذا الأمر بيدها ، فهى تهدده إذاً بالإنتحار.
I will not go on living.
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?1M...mo&nomd&bi=bbe
وبالتالى فأنت ضربت عزيزى القمص مرقس عزيز مثلاً سيئاً للمرأة لتستشهد به على مدى اهتمام الكتاب الذى تقدسه بالمرأة.
يتبع
-
رفضن الزواج من أباطرة:
أما قولك ص68 “فى التاريخ فتيات رفضت الزواج من أباطرة ومن أمراء لكى يصرن للمسيح نفسه”.
فماذا تريد أن تقول؟ هل سيتجسد الإله فى الآخرة أيضاً ليتزوج من البشر؟ هل لا يتزوج الإله فى الدنيا ويتزوج فى الآخرة؟ وماذا سيفعل بكل هذه البنات والسيدات؟ وهل لى أن أفهم من هذا أن الرب عدَّدَ الزوجات لنفسه فقط وحرمه عليكم؟
وقد يكون السبب فى رفض بعض هذه السيدات الزواج بأباطرة لسوء أخلاقهم، كما فعلت الملكة (وشتى) عندما رفضت إظهار مفاتنها أمام ضيوف الملك ، وغضب منها ، وقبلت هذا العرض القديسة أستير ، التى مجدها الكتاب الذى تقدسه ، وسمَّى سفراً كاملاً باسمها.
مرة أخرى: المرأة نصف الرجل:
أما قولك ص70 عن المرأة المسيحية والميراث “فيما يختص بالميراث فيحكمه قواعد الشريعة الإسلامية التى تطبق على جميع المواطنين مسلمين وغير مسلمين ، وهذا جعلت الذكر مثل الأنثيين ، بمعنى أن يكون للمرأة نصف ما للرجل!”
وقد ذكرت لك من قبل أن الرجل يأخذ ضعف المرأة فى الميراث فى ثلاث حالات فقط ، حتى الآية نفسها التى ذكر فيها للذكر مثل حظ الأنثيين فهى قد حددتها بالنسبة للأخ وأخته. فلو أنت قرأت الآية كاملة ولم تبتر جزء منها أو لجأت لأى كتاب يتكلم عن المواريث فى الإسلام لكَمُلَ فهمُك ، إذ لا يُعقل أن تنتقد الإسلام وشرائعه دون أن تقرأ عنها ، وتكتفى بالسماع من العامة والجهلاء.
لكنك مع ذلك لم تذكر لنا تشريع المسيحية فى هذا الشأن. وأعرف القارىء أن المسيحية ليس بها تشريعات خاصة بالمواريث مطلقاً. وبالتالى فهى لا يمكن أن تكون ديناً شاملاً للبشرية فى كل زمان أو مكان. وإلا لقلنا إن الرب لم يُكمل تشريعه فى هذا الشأن وترك القساوسة والأساقفة والباباوات يكملونه كما فعل بولس من قبل:
1- (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
2- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا:) كورنثوس الأولى 7: 25-26
3- (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
4- (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2 ، وهو نفس الأمر الذى أدانه فيه التلاميذ ، وكفروه بسببه (أعمال الرسل 21: 17-30).
وقد اعترفت بذلك عزيزى القمص مرقس عزيز ص70 عندما قلت “كما كان لكل طائفة أو ملة مسيحية مجموعة من الأحكام الخاصة بها”. وهذه الأحكام خارجة من أدمغة البشر ، ولا علاقة لها بشرع الله.
ومن يقرأ الجزء العلوى من الصفحة يشعر أن الدولة قد أجبرتكم على أحكام الشريعة الإسلامية ، ومن يقرأ القانون الذى ينظم هذه العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ، والذى ذكرته أنت أيضاً فى نهاية الصفحة يتضح له أن هذا القانون يُطبق فقط هى حالة اختلاف المذاهب المسيحية. وهذا عدل ورحمة بمن يُغير أو تُغير الطائفة الدينية ، وإلا لحرمهم قرار كنسى من الميراث. أو لورث الرجل فقط دون المرأة ، تبعاً لشريعة العهد القديم ، وهذا غُبن لحقها.
ولا ننس أنها تأخذ نصف ما يأخذه أخوها فى الميراث مع مسئوليته الكاملة عنها فى المأكل والمشرب والملبس والتعليم والمسكن والعلاج. أما إذا تكلمنا عن الزوجة فى الكتاب الذى تقدسه فليس لها شىء من الميراث. فهل أوضحت هذا لقرائك عزيزى القمص مرقس؟
وأعتقد أنك الآن معى عزيزى القمص فى أن هذا أفضل تشريع عرفته البشرية فى إنصاف المرأة!!
فهذا أفضل من أن يُقال عنها من رجال الدين المسيحى الذين يمثلون شريعته: فقد أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين". فأى خزى وعار على المرأة أو الفتاة المسيحية أن تعرف هذا. فهل تجرأت على ذكر هذه الحقائق عزيزى القمص مرقس عزيز؟
وكما ذكرت لك من قبل فإننا نجد العالم المسيحي المشهور إيكويناس يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج.
Thomas Acquinas: "Summa Theologica" , XXXIX,3(انظر).
وقال المفسر المسيحي المعروف يوحنا فم الذهب الذى اعتبرت أمه (أنثوسا) من القديسات (John Chrysostom) فهو لم يحفظ لأمه جميل تربيتها له واعتبر المرأة (خطراً أسرياً وسيئة مصورة)
Will Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York, 1950, p.325
(وكان من حق الزوج القانوني، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات). أليس هذا هو تفكير رجال الكتاب الذى تقدسه؟ أليس هذا نابع من تسلط الرجل على المرأة ليس بتسلط القوامة والرعاية ، ولكنه تسلط إذلال ، وتسلط العاقل على القاصر أو المجنون!!
Cady Stanton: History of Women's Suffrage, vol.3, p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe, London, 1950 , p. 625
أو يُقال عنها من الكتاب أنها سبب الخطيئة الأزلية: (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
أو يقول عنها الرب إنها الشر نفسه: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
أو يُقال عنها من يسوع الذى تؤلهه إنها من الكلاب ، بعد أن حقرها ورفض الرد عليها ، وأمر تلاميذه أن يصرفونها بعيداً عنه: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28
وتتجلى قمة الكارثة عزيزى القمص مرقس عزيز فى النزول بمكانة المرأة فى مجتمعاتكم المسيحية حتى ظنوا أنها ليست بها روح مثل الرجل وأنها لا محالة من الهالكات. لذلك عُقد فى فرنسا فى عام 586 م ـ فى زمن شباب النبى محمد ـ مجمع (باكون) لبحث: إذا كانت المرأة إنساناً أم لا؟ وهل لها روح مثل الرجل أم خالية من الروح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
ولا تتعجب فهى لن تدخل الجنة فى عُرف كتابكم. فيصوِّر كتابك الذى تقدسه رب الأرباب وملك الملوك كخروف جالساً على عرشه ومعه 144000 ألف من الرجال فقط الذين لم يتنجسوا مع امرأة: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ. .. .. .. .. هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هَؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً لِلَّهِ وَلِلْخَرُوفِ.) رؤيا يوحنا 14: 1-4
فهل هذا إكرام للمرأة؟ لقد حرمتم عليها حتى دخول الجنة ، فعلى الرغم من كل ما عانته منكم فى الدنيا ، ليس لها فى ألآخرة من نصيب!! ولم يكرم المرأة فى كتابك وعقولكم ويعرف قدرها حق المعرفة غير الشيطان!!
وقرر مجمع آخر القضاء تماماً على ما قد يكون قد تبقى للمرأة من كرامة، فقرر أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان".
وهذا ليس ببعيد عن قول الرب نفسه فى المرأة ووصفها بالكلبة: («لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 26
وفى عام 1567 م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.
و(ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
لذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
وكان دفن الصينى لزوجته حية أرحم من القانون الذى استنه الإنجليز للتفكه على صراخ النساء أثناء تعذيبهن بصب الزيت المغلى على أجسادهن: فقد "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية".
وكان (القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 قد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، وهذا كرم من القانون إذ اشترط موافقتها على أن تصبح عبدة ذليلة بعد أن كانت امرأة حرة.
كيف يؤخذ رأى الحيوان فى الطلاق؟
وهذا كله يلغى توجهك برفض طلاق الزوجة بالإرادة المنفردة للزوج أو الزوجة، لأن معنى هذا العنوان أنك توافق على الطلاق بالإتفاق بين الطرفين. وإذا كان الزواج عقد اتفاق يدوم العمر كله ، وإذا كانت فى دينك فى عداد الحيوانات ، فكيف يتفق الرجل مع الحيوان أو يأخذ برأيه؟ أليس من السفاهة أن يأخذ الرجل رأى حيوان فى شىء يخص مستقبله؟ وهذا قولك ص71 “لا لطلاق الزوجة بالإرادة المنفردة للزوج ، مثلا أن تكون العصمة فى يد الرجل ويكون له الحق فى طلاق زوجته بإرادته المنفردة ، بكلمة واحدة فى أى وقت حسب هواه”.
أو يكون معنى العنوان أنك لا توافق على الطلاق إلا بشروط الكنيسة. ومعنى هذا أنك تشرك الكنيسة والمجلس الملى فى حكم الله. ومعنى أن المجلس الملِّى يسمح بالطلاق فى سبع حالات وتوسع فيه سنة 1955 لمسايرة روح العصر، أن الشريعة التى أقرها الرب غير كاملة ولا تساير روح العصر ، واضطر المجلس الملى إلى إكمال ما نسيه الرب أو أغفل عنه أو لم يعلم به وقتها. وهذا كله يعنى أن المسيحية ليست دين صالح لكل زمان ومكان.
والغريب أن الحالات التى ذكرتها ويُباح فيها الطلاق هى نفس الحالات التى يُمكن لأحد الزوجين فى الإسلام بطلب الطلاق للضرر. ولم يترك المجلس الملى إلا الطلاق بالإرادة المنفصلة لأحد الزوجين أو بالإتفاق.
والغريب أنك تبرهن تدخل المجلس الملى بالتشريع لكم بقولك ص71: “وكانت حجة أصحاب هذه اللائحة أن السيد المسيح عندما حرم الطلاق لغير علة الزنا ، لم يكن يشرع للأرض ، وإنما كان كعادته يضع مبادىء الكمال”.
كنت أتمنى أن يوجد فى مكتبتكم كتاباً يضم التشريع الذى قام به عيسى فى حياته على الأرض!! ومازلت أتمنى أن يخرج أى باحث مسيحى ويبحث فيما أضافه عيسى من تشريع نطق به أمام اليهود فى المجمع. وذلك ليتأكد الباحث أن عيسى لم يأت بتشريع جديد مُطلقاً. فتشريع موسى هو الذى كان متبعاً أيام عيسى والحواريين (التلاميذ) من بعده.
وعندما قرأت قولك: (لم يكن يشرع للأرض، وإنما كان كعادته يضع مبادىء الكمال) أخذنى تفكير عميق، وأخذت رأسى تلف ، وأقول لنفسى ماذا يقصد بهذا ، وكيف يفهمه الناس عندما يخطب فيهم أو يعظهم بمثل هذا الكلام. وقلت فى نفسى: هل معنى ذلك أنه يُبيح أن نخالف تعاليم الكتاب على أنه ليس تشريع وإنما ذكر فقط من باب الكمال؟ وماذا يعنى بكلمة (لم يكن يشرع للأرض)؟
وإذا كان عيسى قد أتى لبنى إسرائيل ، فكيف لم يفهموا قوله ، ولم يلغوا الطلاق من شريعتهم؟
وذكرنى قوله هذا ، وتدخُّل المجلس الملى بالتشريع لهم بما قالته مقدمة الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين ص12 بشأن النسَّاخ الذين أدخلوا آراءهم الشخصية فى متن النصوص: “ليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه ، بل هى كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاءً. .. .. .. إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية ، ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو والألفاظ أو ترتيب الكلام، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها. .. .. .. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه. يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً ، عن حُسن نية ، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً. ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ. ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصَّاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه”.
عزيزى القمص مرقس عزيز: إن مبادىء الكمال التى وضعها يسوع كانت تشريعاً وضعه فى كتابه للبشر، فما معنى أنه لم يكن يشرع للأرض؟ فهل هذا تحايل على عدم الإعتراف بعدم كمال التشريع عندكم، وإعطاء أنفسكم مبرراً للتشريعات التى يصدرها المجلس الملى؟
وقولك عزيزى القمص مرقس مشابه لقول الرسول : (أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق) رواه أبو داود وابن ماجة، فهو من الشرائع الضرورية فى الحياة والتى يكره الله أن تقع إلا عندما تستحيل الحياة بين الطرفين. ومشابه لقول ملاخى: (وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ. 16[لأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَقَ]) ملاخى 2: 15-16
وإن تمسكنا بقوله إنه لم يأت لينقض أو يخالف الناموس بل ليحققه وينفذه لكان كلامك سليماً ، وهو أنه لم يعط تشريعاً ، ولكان تشريع اليهودية ملزم لكم. وتشريع موسى يعطى للرجل الحق فى طلاق زوجته متى شاء: (إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا فَإِنْ لمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ 2وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ 3فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الذِي اتَّخَذَهَا لهُ زَوْجَةً 4لا يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الذِي طَلقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لدَى الرَّبِّ. فَلا تَجْلِبْ خَطِيَّةً عَلى الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً)تثنية 24: 1-4
ويُمنع فقط طلاق المرأة المغتصبة: (28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.) تثنية 22: 28-29
ولماذا لا نفهم بمثل هذا المبدأ الذى قلت به عزيزى القمص مرقس عزيز أن يسوع كان يحدد أن مبادىء الكمال هى الإبتعاد عن الطلاق ، وهو مصداقاً لقول الرسول (أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق) ، أما بالنسبة للتشريع فهو ملتزم بالتشريع الذى جاء به موسى عليهما السلام: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
فإذا كان قد قام بإلغاء الطلاق بقوله: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 31-32 ، فمعنى هذا أنه نقض أحد وصايا الناموس ، وبهذا فسوف يُدعى أصغر فى ملكوت السماوات ، أو أنه نسخ قوله السابق كإله ، وألغى الطلاق بعد أن سمح به.
الذى جمعه الله لا يفرقه الإنسان:
وتستند ص71 بقولين على رفض الكنيسة للطلاق: “لأنه يكره الطلاق” ملاخى 2: 15-16، وقولك من العهد الجديد: “الذى جمعه الله لا يفرقه الإنسان”متى19: 6
ومعنى كلامك هذا أن الرب قام بإلغاء الطلاق من شريعة موسى لأنه يكرهه.
فهل أحب الرب الإنتقام من أعدائه فأمر بإبادتهم وبقتلهم وقتل أطفالهم وشق بطون نسائهم؟
وهل أحب الرب قطع يد المرأة التى تمسك عورة من يتصارع مع زوجها؟
وهل أحب الرب حرق ابنة الكاهن الزانية حرقاً؟
وهل أحب الرب رجم من لم يحفظ السبت؟ (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى)عدد 15: 35-36
وهل أحب الرب رجم الممسوس من الجان؟ (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».) لاويين 20: 27
وهل أحب الرب أن يأكل عبيده لحم أبنائهم؟ (27«وَإِنْ كُنْتُمْ بِذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ 28فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطاً وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ.) لاويين 26: 27-29
أليست كل هذه الأحكام بغيضة على إله الرحمة والمحبة؟ ومع ذلك فقد شرعها لحاجة حياة البشر إليها (!!!!) ، ولأنها رادع لمقترفيها. فهذا النص إذاً ليس مبرراً لإلغاء الطلاق.
أما قوله “الذى جمعه الله لا يفرقه الإنسان” متى 19: 6 ، فهذا صحيح ، وهذا لا يعنى أيضاً نسخ حكم الطلاق الذى قرره الرب فى العهد القديم. وهو كذلك عند المسلمين. فهم يتزوجون على كتاب الله وسنة رسوله ، ويتفرقون على كتاب الله وسنة رسوله. ولو تتذكر قول يوسف الذى أراد تطليق زوجة الرب سراً ، فهذا لا يجوز بناءً على هذا النص. فلابد أن يعطيها ما يثبت أنه طلقها ، لتتمكن من الزواج من غيره إن شاءت.
أما النص الناسخ للطلاق فهو: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 31-32
فهل تخيل الرب بعلمه الأزلى أن الزوجين المتنافرين المتصارعين سيكوِّنان أسرة سعيدة وسيكُوُنان رحمة على أطفالهما؟ ولو لم يكن عندهما أطفال فلماذا يصر الرب على إفساد باقى حياتهما؟ وهل منع الرب المشاكل التى تحدث بين الزوجين؟ وهل مكَّن الرب الحب فى قلب كل زوج وزوجة على وجه الأرض حتى لا تحتاج أسرة للطلاق؟ فكيف يمنع إله المحبة الطلاق ولا يضع المحبة بين الزوجين؟
وكما هو واضح فى نص تشريع الطلاق (تثنية 24: 1-4) أن الله شرَّعَ لهم الطلاق وجَعَلَه فى يد الرجل. ولا يحتاج الطلاق فى اليهودية إلا إلى إثباته أمام القاضى ، وللرجل مطلق الحق فى تطليق زوجته، إذا لم تحسن فى عينيه، وإن كانت اليهودية تقرر أن من الأفضل أن يكون الطلاق لعذر.
يقول الأستاذ زكى على السيد: بل وأعطى الحق فى الطلاق للأب!! فشاول اليهودى زوج ابنته ميكال من رجل آخر بينما كانت ماتزال زوجة لداود ، ووالد زوجة شمشون طلقها منه لغيابه فترة.
ويقع الطلاق فى شريعة التوراة بمجرد النية ، فإذا نوى الرجل أن يطلق زوجته، وجب عليه أن ينفذ ما نوى عليه فوراً. ومع ذلك فالطلاق فى اليهودية مكروه كما هو فى الإسلام: (فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ. 16[لأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَقَ].) ملاخى 2: 15-16
وأشنع ما فى الطلاق فى الشريعة اليهودية ، أنها لم تفرض على المرأة بعد الطلاق فترة تتربص فيها استبراء رحمها من الحمل ، ولذلك فإنها قد تتزوج وتكون حاملاً فيأتى الولد لغير اسم أبيه الحقيقى.
وقد جاء فى سفر التكوين: (24لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً.) تكوين 2: 24 ، وذلك النص هو ما بنى عليه المسيحيون القول بأن ما جمعه الله ، لا يفرقه إنسان: (5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».) متى 19: 5-6
وقد قال علماء اليهود فى التلمود بأن هذا النص لا يناقض إباحة الطلاق ، فليس معنى الجسد الواحد هو الرجل والمرأة ، بل المقصود نتاجهما وهو الطفل.
وعلى الأخص أن الزانى والزانية يكونان أيضاً جسداً واحداً ، فبالقياس يكون الزنى هو الأصل والزواج محرم ، أو على الأقل يبيح هذا الزنى ، أو لم يفرِّق الكتاب بين كون الرجل والمرأة زوجين أو كونهما من أهل الزنى: (16أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً». 17وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ)كورنثوس الأولى 6: 16-17
وهل يعنى هذا أن الرجل وزوجته جسداً واحداً مثل الزانى والزانية؟
إذن فالفقرة الإنجيلية لا تعنى إلغاء الطلاق، فالذى جمعهما، هو الذى يفرقهما ، بمعنى إنهما قد تزوجا على شرع الله ، ولا بد أن يفترقا عند الطلاق على شريعة الله أيضاً. لأن الزانى والزانية اجتمعا على مذهب الشيطان ، ثم افترقا بعد أن أغضبوا الله. فلو يأمر الكتاب بعدم الفصل بين الجسدين لكونهما جسد واحد ، لكان هذا أمر بالإستمرار فى الزنى والبغاء. ولا يقول بهذا عاقل.
وجسد مَن الذى اندمج فى جسد من؟ لا يُعقل أن يندمج جسد الرجل فى المرأة ، بل العكس هو الذى يحدث ، لأنه مجد للمرأة أن تندمج فى جسد الرجل ، الذى هو صورة الرب. وبالتالى فقد محوتم بفهمكم هذا كيان المرأة من الوجود بزواجها!!
ولكن معنى النص أن من التصق بزانية كاد أن يقع فى الزنى ويكون مثلها ، ومن التصق بالرب كاد أن يكون ربانيا أى عبداً مثالياً كما يتمناه الرب.
وقد ظل الطلاق معمولاً به فى الشريعة اليهودية إلى أن قرر المجمع اليهودى فى عهد الرومان تقييد حرية الرجل فى الطلاق ، كما حصر حالات طلب المرأة للطلاق فى سبعة أسباب لا يزال معمولاً بها ليومنا هذا ، ولم تُوضع هذه القيود فى كتابهم المقدس بل وضعت فى المجامع البشرية ، وهى التى أقر بها المجلس الملِّى:
1- عدم القدرة على مضاجعة الزوجة
2- تغيير الدين
3- إسراف الزوج
4- الامتناع عن الإنفاق
5- هروب الزوج من البلاد لجريمة ارتكبها
6- سوء معاملة الزوجة باستمرار
7- إصابة الزوج بمرض خبيث أوممارسته عملاً أو تجارة محرمة
وأكرر أن عيسى لم يأت بتشريع جديد ، بل اتبع هو وتلاميذه وأنصاره دين موسى وشريعته ، بدليل وجوده الدائم فى المعبد ، وتعليمه الناس دين موسى الحق ، ودليل استزادة اليهود من ثقتهم فيه عن طريق أسئلتهم له واختبارهم إياه فى شريعة موسى .
وقد قرر هو نفسه ذلك بقوله: («لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
وأمر الجموع من أتباعه أن يلتزموا به: (1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.) متى 23: 1-3
وعلى الرغم من التزامه بالناموس ، والدعوة للعمل به والتمسك به ، فقد نسب إليه نقض الناموس بتحريمه للطلاق إلا لعلة الزنا وحدها: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 31-32
ووجهة نظر المسيحية فى الطلاق أن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان ، وهى أُخِذَت من نظام الرومان فى وثنيتهم ، إذ كان يُشترط لمراسم الطلاق إقامة حفل دينى بنفس الشروط والأوضاع التى أقيم بها حفل الزواج ، إذ أن الآلهة وحدها هى التى تستطيع أن تفرق شمل ما جمعت.
واستقرت المسيحية على شرط واحد من الشروط الثلاثة التى شرعها الرومان لوقوع الطلاق وهو الزنا. وإن كانت المرأة ليس لها حق الطلاق فى حالة زنا الرجل ، لأنها لا يصح أن تتساوى معه. ومعنى ذلك أن المرأة التى تريد الطلاق فى المسيحية ليس أمامها إلا الرضوخ للحياة الكئيبة التى تحياها مع رجل تكرهه ، تكيد له ويكيد لها ، ويتمنى كل منهما التخلص من الآخر ، أو على الأقل موت الآخر، أو إنها تزنى فى بيت الزوجية ، ليضبطها زوجها فيقتلها أو يأتى بشهود عليها ليتخلص منها ، ويكفى هذا العار أنه سيُدمِّر الأولاد وسمعتهم فى المجتمع.
وقد يأتى الرجل بشهود زور ليشهدوا على زوجته بالزنا دون وقوعه، ليتمكن من طلاقها! فأين بناء الأسرة فى ظل جو المشاحنات والكيد والكره الذى يملأ البيت؟ هل عدم الطلاق، أو تعليقه على شرط الزنا يُقيم أسرة قويمة نفسياً أو أخلاقياً؟ وهل هذا من صالح المجتمع الذى يعيش فيه النصارى؟
وهذا النص المنسوب لعيسى قد نَسَخَ ما قاله موسى فى الناموس ، وجعل الطلاق الذى شُرِّعَ لموسى وقومه من أجل غلاظة قلوب بنى إسرائيل ، وأوقفه على الزنا فقط: (3وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي. 10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 3:19-9
وبنظرة سريعة على ذلك النص نجد: أن عيسى قال به على سبيل (الإستحسان) لا على سبيل الفرض لذا قال (لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم) ثم قال (مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ) متى 19: 10
ومقولة (أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى) حجة على النصارى لا لهم فهو يحكى خبر لا شريعة ، فالطلاق لم يكن موجوداً عندما كانت البشرية رجل وإمرأة لهما نفس الطباع والثقافة ولا يوجد بشر غيرهما ولكنه قد شُرع بعد زيادة أعداد الناس وتطور المجتمعات ، وهذا ينفى وجود الرهبنة عندهم ، ويُناقض النص الذى يطالب الرجل المؤمن أن يخصى نفسه: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
وهذا ما قرره القرآن حين قال سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَا) النساء 1
ولطالما خلق الله الإنسان كذكر وأنثى للتناسل ، فلابد أن يكون الطلاق مُحلَّل على الأقل فى حالة العقم. إلا أن الطلاق عندهم لا يقع أيضاً حالة عقم الزوج أو الزوجة أو الإصابة بمرض يمنع من القيام بواجبات الزوجية أو للكراهة أو سوء المعاشرة أو عدم الإنفاق أو عدم التوافق الجنسى والعاطفى والأخلاقى .. إلخ ولا يسمحون بالتعدد الذى قد يجبر هذا ، واستمر هذا الحال إلى عام 1955 عندما توسع المجلس الملِّى فى حالات الطلاق.
فأى جحيم هذا الذى يسمى بالزواج وما هذا التحكم فى حياة الإنسان من إجباره على حياة كرهها أو كرهتها؟! وما الذى يجبر المرأة بالإرتباط برجل لا تعرفه ، أو قد تتغير حالته النفسية أو الأخلاقية فيما بعد دون وجود مخرج من هذه الزيجة؟
وقد أدرك تلاميذ المسيح صعوبة تطبيق هذه التعاليم غير المثالية للبشر حتى إن الدكتور (هتسون) أسقف درهام قال فى حديث له عن الطلاق سنة 1923م: إنه لوكان عيسى موجوداً فى هذه الأيام لكان أعقل مما كان عليه من قبل!
وكان الطلاق متفشياً فى الطوائف المسيحية الأولى ، بدليل أنه حين اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية سنة 324م ، وجد الطلاق متفشياً، كما كان قبل عهد السيد المسيح، ولذلك اضطر إلى أن يصدر أمراً بتحديد الحالات التى يجوز فيها الطلاق، ثم جاء بعده الامبراطور جستنيان سنة 529م فحصرها فى أربع حالات فقط.
يتبع
-
ومعنى ذلك أن نص عدم الطلاق لم يكن موجوداً وقتها فى الأناجيل ، وأن الطلاق كان مباحاً وغير مقيَّد ، وإلا لما أقدم قسطنطين أو جستنيان على اتخاذ هذا القرار! والغريب أنك تقف هنا أمام سؤال يُلح على رأسك ، وهو: كيف وافق رجال الكنيسة على هذا الإبتداع فى دينهم ، على الأخص أن قسطنطين كان وثنياً ويُشك فى اعتناقه المسيحية قبل موته بعدة أيام؟
بل ولاستحالة تطبيق تعاليم الأناجيل التى تفرض على النصارى من العصمة والملائكية ما لم تفرضه على الأنبياء أنفسهم فقد تحايل رجال الدين والفكر والقانون النصارى على هذه التعاليم وشرعوا رغم أنفهم الطلاق المدنى أى الذى يتم بغير طريق الكنيسة وأسموه بالتطليق حتى لا يقال إنهم نسخوا بنداً من بنود الشريعة وألفوا الطلاق فاستبدلوا لفظ الطلاق بالتطليق!
وكذلك تحايل النصارى ، ومن نتاج تحايلهم:
1- تغيير المذهب أو الملة للحصول على الطلاق وهو ما تسبب فى تغيير الكثير من أقباط مصر لمللهم ليتخلصوا من سجونهم.
2- قد يتفق الزوجان على إثبات الزنا بأن يتهم أحدهما الأخر فيقر بجريمته أو بتدبير حيلة ما لإثباته! ولك أن تتخيل أن زوجتك أم أولادك تقف فى المحكمة وتشهد على نفسها بالزنا لتُطلَّق من زوجها! وكيف تصبح صورة الأولاد فى مجتمعهم بعد ذلك؟
ومن الحيل التى تتخذ فى ذلك فى البلاد الأوروبية أن تذهب المرأة مع عشيق لها إلى أحد الفنادق، وتثبت اسمها واسم عشيقها فى سجلات الفندق، وتمكث مع عشيقها المدة التى تريدها، ثم تذهب هى بعد ذلك إلى المحكمة لتبلغ عن جريمتها، حتى توافق المحكمة على طلاقها. وبهذا قتلوا حياء المرأة ، الذى هو شعبة من الإيمان ، بسبب وقف الطلاق على الزنا فقط.
3- القتل للتخلص من الزوج حتى يصبح القاتل أرملاً فيجوز له الزواج مرة أخرى.
4- الهجرة وترك البلد بما فيها. وبالتالى تخلص الزوج من كل مسئولياته تجاه الزوجة وأولاده. فأين نفقتها؟ وأين مؤخر صداقها؟ وإلى أن تثبت أنه هاجر أو اختفى ولن يعود، فلا بد من مرور أربع سنوات ، حتى يعترف القانون أن الرجل قد فُقِدَ.
5- الانفصال التام ولو بدون طلاق وكل طرف يمارس حياته الاجتماعية والشخصية ويقيم علاقات جنسية من معاشرة كاملة وخلافه مع عدم اعتراض الطرف الأخر!
وبذلك يلاحظ أن الزواج الفاشل عند النصارى هو سجن إجبارى لا فكاك منه إلا بارتكاب جرائم كالقتل والزنى والقذف لذا ظهرت فكرة ال boy friend فى الغرب ليختبر الأحبة حياتهم قبل الدخول فى سجن لا مخرج منه.
فالنصرانية لم ترعَ يوماً واقع البشر. ويتغنى النصارى بتعاليم المسيح التى لا يمكن أن تكون من عند الله ولا نطق بها المسيح فهى تبدو مثالية فى الظاهر ولكن فى حقيقة الأمر هى تعاليم خربة لا تزيد أتباعها إلا شقاءً.
فالمرأة لو ُطلِّقَت ليس لها الحق فى الزواج مرة أخرى ولتحيا هكذا كالأموات حتى لو طُلقت بلا ذنب!
يقول بولس: (9لِتُكْتَتَبْ أَرْمَلَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ عُمْرُهَا أَقَلَّ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً، امْرَأَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، 10مَشْهُوداً لَهَا فِي أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، إِنْ تَكُنْ قَدْ رَبَّتِ الأَوْلاَدَ، أَضَافَتِ الْغُرَبَاءَ، غَسَّلَتْ أَرْجُلَ الْقِدِّيسِينَ، سَاعَدَتِ الْمُتَضَايِقِينَ، اتَّبَعَتْ كُلَّ عَمَلٍ صَالِحٍ. 11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ.) تيموثاوس الأولى 5: 9-12
فها هو لا يبيح للأرملة الحق فى الزواج إذا كانت أقل من الستين ويهينها ويتهجم عليها! فهل بعد الستين ستنجب المرأة ويؤتى الزواج بالثمرة المرجوة منه؟ أم أراد واضع هذا القانون القضاء التدريجى على المسيحيين بتقليل عددهم؟ وهى نفس فكرة بولس بإخصاء الرجال أنفسهم ، والتى تأثر بها كاتب إنجيل متَّى.
أما يسوع عندهم فقد حرّم على المطلقة الزواج مرة أخرى حتى لو كان طلاقها بسبب الزنا كما أمر واعتبر كل من يتزوج بها زانى! (وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي) متى 19: 9
وأيضاً فالمطلقة كانت تعامل دائماً فى الكتاب المقدس على أنها حقيرة شأنها شأن الزانية والمدنسة ولننظر بما أُمِرَ رجال الدين المقربين وفق التوراة: (6مُقَدَّسِينَ يَكُونُونَ لإِلَهِهِمْ وَلاَ يُدَنِّسُونَ اسْمَ إِلَهِهِمْ لأَنَّهُمْ يُقَرِّبُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ طَعَامَ إِلَهِهِمْ فَيَكُونُونَ قُدْساً. 7إِمْرَأَةً زَانِيَةً أَومُدَنَّسَةً لاَ يَأْخُذُوا وَلاَ يَأْخُذُوا امْرَأَةً مُطَلَّقَةً مِنْ زَوْجِهَا. لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لإِلَهِهِ. 8فَتَحْسِبُهُ مُقَدَّساً لأَنَّهُ يُقَرِّبُ خُبْزَ إِلَهِكَ. مُقَدَّساً يَكُونُ عِنْدَكَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ) لاويين 21: 6-8
(14أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً. 15وَلاَ يُدَنِّسُ زَرْعَهُ بَيْنَ شَعْبِهِ لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُ)لاويين21: 14-15
وهكذا نستوعب وضع المطلقات والأرامل عند أهل الكتاب وهو حلقة فى سلسلة إهانة المرأة فى هذا الدين بينما أنصف الإسلام المرأة فجاء سيد الأولين والأخرين وعلمنا أن طلاق المرأة أوموت زوجها لا يقدح فيها أبداً فكانت كل زوجاته أرامل ومطلقات باستثناء عائشة رضى الله عنها ، التى كانت بكراً. فالحمد لله على نعمة الإسلام ، وإكرامه للمرأة.
الطلاق فى الإسلام:
ويحق للقارىء المسلم وغير المسلم أن يعرف شيئاً عن الطلاق فى الإسلام ، ويُؤمن كم هو رحمة للأسر الفاشلة التى لم تنسجم فيها حياة الزوجين.
يأخذ الكثير من الغربيين على الإسلام أنه أباح الطلاق، ويعتبرون ذلك دليلاً على استهانة الإسلام بقدر المرأة، وبقدسية الزواج، وقلدهم في ذلك بعض المسلمين الذين جهلوا أحكام شريعتهم، مع أن الإسلام، لم يكن أول من شرع الطلاق، فقد جاءت به الشريعة اليهودية من قبل، وأيَّده عيسى بقوله (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18، كما عرفه العالم قديماً كما ذكرت.
وقد نظر هؤلاء العائبون إلى الأمر من زاوية واحدة فقط، هي تضرر المرأة به والأولاد، ولم ينظروا إلى الموضوع من جميع جوانبه، وحَكّموا فيه العاطفة غير الواعية، وغير المدركة للحكمة منه ولأسبابه ودواعيه، متناسين أنه قد يكون من مصلحة الأسرة أو المرأة أو الرجل والأولاد أن يتم الطلاق بين الزوج وزوجته.
إن الإسلام يفترض أولاً، أن يكون عقد الزواج دائماً، وأن تستمر الزوجية قائمة بين الزوجين، حتى يفرق الموت بينهما، ولذلك لا يجوز في الإسلام تأقيت عقد الزواج بوقت معين.
غير أن الإسلام وهو يحتم أن يكون عقد الزواج مؤبداً يعلم أنه إنما يشرع لأناس يعيشون على الأرض، لهم خصائصهم، وطباعهم البشرية، لذا شرع لهم كيفية الخلاص من هذا العقد، إذا تعثر العيش، وضاقت السبل، وفشلت الوسائل للإصلاح، وهو في هذا واقعى كل الواقعية، ومنصف كل الإنصاف لكل من الرجل والمرأة.
فكثيراً ما يحدث بين الزوجين من الأسباب والدواعي، ما يجعل الطلاق ضرورة لازمة، ووسيلة متعينة لتحقيق الخير، والاستقرار العائلي والاجتماعي لكل منهما، فقد يتزوج الرجل والمرأة، ثم يتبين أن بينهما تبايناً في الأخلاق، وتنافراً في الطباع، فيرى كل من الزوجين نفسه غريباً عن الآخر، نافراً منه، وقد يطّلع أحدهما من صاحبه بعد الزواج على ما لا يحب، ولا يرضى من سلوك شخصي، أوعيب خفي، وقد يظهر أن المرأة أو الرجل عقيم لا يتحقق معها أسمى مقاصد الزواج، وهو لا يرغب التعدد، أولا يستطيعه، إلى غير ذلك من الأسباب والدواعي، التي لا تتوفر معها المحبة بين الزوجين ولا يتحقق معها التعاون على شؤون الحياة، والقيام بحقوق الزوجية كما أمر الله، فيكون الطلاق لذلك أمراً لا بد منه للخلاص من رابطة الزواج التي أصبحت لا تحقق المقصود منها، والتي لو ألزم الزوجان بالبقاء عليها، لأكلت الضغينة قلبيهما، ولكاد كل منهما لصاحبه، وسعى للخلاص منه بما يتهيأ له من وسائل، وقد يكون ذلك سبباً في انحراف كل منهما، ومنفذاً لكثير من الشرور والآثام، لهذا شُرِّع الطلاق كوسيلة للقضاء على تلك المفاسد، وللتخلص من تلك الشرور، وليستبدل كل منهما بزوجه زوجاً آخراً، قد يجد معه ما افتقده مع الأول، فيتحقق قول الله تعالى: (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) النساء: 130.
وعلى هذا فالطلاق فى الإسلام قد يكون أشبه بالبتر الذى يلجأ إليه الجرَّاح مضطراً ومكرهاً، للإحتفاظ بسلامة الجسم كله، وإزالة الآلام التى تلازم العضو الذى فسد، ولحماية باقى أعضاء الجسم من التلف وتفشِّى المرض والألم فيها. كذلك حياة الأسرة إذا دب إليها الفساد، ثم استشرى بحيث تعجز وسائل الإصلاح المختلفة عن تقويمه، يكون من الخير للأسرة والمجتمع معاً، أن يتغير الوضع بفصم رابطة الزوجية لعلها تنعقد مع شخص آخر يمكن معه أن تهنأ وتتكون أسرة جديدة مستقرة، تحقق الثمار المرجوة من تكوين الأسرة كما تحقق المجتمع السليم.
وهذا هوالحل لتلك المشكلات المستحكمة المتفق مع منطق العقل والضرورة، وطبائع البشر وظروف الحياة.
ولا بأس أن نورد ما قاله رجل القانون الإنجليزي (بيتام)، لندلل للاهثين خلف الحضارة الغربية ونظمها أن ما يستحسنونه من تلك الحضارة، يستقبحه أبناؤها العالمون بخفاياها، والذين يعشون نتائجها.
يقول (بيتام): “لو وضع مشروع قانون يحرم فض الشركات، ويمنع رفع ولاية الأوصياء، وعزل الوكلاء، ومفارقة الرفقاء، لصالح الناس أجمعين ، لكان فى غاية الظلم، واعتقد الناس صدوره من معتوه أومجنون، فيا عجباً أن هذا الأمر الذي يخالف الفطرة، ويجافي الحكمة، وتأباه المصلحة، ولا يستقيم مع أصول التشريع، الذى تقرره القوانين بمجرد التعاقد بين الزوجين في أكثر البلاد المتمدنة، وكأنها تحاول إبعاد الناس عن الزواج، فإن النهي عن الخروج من الشيء نهي عن الدخول فيه، وإذا كان وقوع النفرة واستحكام الشقاق والعداء، ليس بعيد الوقوع، فأيهما خير: .. ربط الزوجين بحبل متين، لتأكل الضغينة قلوبهما، ويكيد كل منهما للآخر؟ أم حل ما بينهما من رباط، وتمكين كل منهما من بناء بيت جديد على دعائم قوية؟ أوليس استبدال زوج بآخر، خيراً من ضم خليلة إلى زوجة مهملة أوعشيق إلى زوج بغيض).
والإسلام عندما أباح الطلاق، لم يغفل عما يترتب على وقوعه من الأضرار التي تصيب الأسرة، خصوصاً الأطفال، إلا أنه لاحظ أن هذا أقل خطراً، إذا قورن بالضرر الأكبر، الذي تصاب به الأسرة والمجتمع كله إذا أبقى على الزوجية المضطربة، والعلائق الواهية التي تربط بين الزوجين على كره منهما، فآثر أخف الضررين، وأهون الشرين.
فالإسلام إذن كان فى تشريعه حريصاً كل الحرص على استقرار الحياة الأسرية. فهو كما أباح التعدد فى الزوجات استثناءً من القاعدة وهى قاعدة إفرادية الزوجة ، أباحَ كذلك الطلاق استثناءً من القاعدة العامة وهى قاعدة استمرار الحياة الزوجية. وقد أحله الإسلام قبل المعاشرة الزوجية، كما أحله بعد المعاشرة. فأما قبل المعاشرة فقد أباحه الإسلام لدفع ضرر متوقع، قد يستفحل أمره إذا ما تمت المعاشرة الزوجية وترتب عليها حمل أو إنجاب. وأما بعد المعاشرة فلصعوبة استمرارية الحياة الزوجية إلى الدرجة التى تجعل حياة كل من الزوجين أو أحدهما جحيماً لا يُطاق.
وفي الوقت نفسه، شرع من التشريعات ما يكون علاجاً لآثاره ونتائجه، فأثبت للأم حضانة أولادها الصغار، ولقريباتها من بعدها، حتى يكبروا، وأوجب على الأب نفقة أولاده، وأجور حضانتهم ورضاعتهم، ولو كانت الأم هي التي تقوم بذلك، ومن جانب آخر، نفّر من الطلاق وبغضه إلى النفوس:
فقال : (أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق) رواه أبو داود وابن ماجة،
وقال : (ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق) رواه أبو داود
وقال : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ) مسند الإمام أحمد
وحذر من التلاعب به فقال : (مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَلْعَبُونَ بِحُدُودِ اللَّهِ، يَقُولُ أَحَدُهُمْ: قَدْ طَلَّقْتُكِ ، قَدْ رَاجَعْتُكِ ، قَدْ طَلَّقْتُكِ) سنن ابن ماجه
وقال : (أيُلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم) رواه النسائى فى سننه، قاله في رجل طلق زوجته بغير ما أحل الله.
وقال : (لَا يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) رواه مسلم فى المسند الصحيح ، عن أبى هريرة.
ولمنع الطلاق نبَّه النبى إلى أن ينظر الرجل إلى من سيتزوجها، فإنه أحرى أن يُؤدم بينهما، كما أمر أن يُحسن الرجل اختيار الزوجة قبل الزواج، فيختارها ذات دين، ومن بيت طيب ، وألا يغريه الحسن المظهرى عن الحسن المعنوى: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) ذكره البخارى عن أبى هريرة.
وأكَّدَ وأصرَّ على اختيار الرجل للمرأة الصالحة، واعتبرها خير ما يكنز الرجل، فقال : (أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ) سنن أبى داود ، عن ابن عباس
وقال : (الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمرو
فهل قرأت هذا عزيزى القمص مرقس عزيز: إن أفضل متاع الدنيا بأسرها ، وخير ما يكنزه المرء هى المرأة الصالحة ، وليس الرجل الصالح ، وليس القديس ، وليس الأسقف ، وليس البابا أو شيخ الأزهر. إنها المرأة الصالحة!!
واعتبر الطلاق آخر العلاج، بحيث لا يُلجأ إليه إلا عند تفاقم الأمر، واشتداد الداء، وحين لا يجدى علاج سواه، وأرشد إلى اتخاذ الكثير من الوسائل قبل أن يصار إليه، فرغب الزوج في الصبر والتحمل على الزوجات، وإن كانوا يكرهون منهن بعض الأمور، إبقاء للحياة الزوجية، ومع ذلك نجده ينبه إلى أن مجرد الكره قد يكون كرهاً عارضاً لا يقتضى فصم عرا الزوجية، فيقول تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء 19
ويقول : (لَا يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) رواه مسلم فى المسند الصحيح ، عن أبى هريرة
وقوله : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا) سنن أبى داود ، عن أبى هريرة
وقال على بن أبى طالب: (تزوجوا ولا تطلقوا فإن الرجل إذا طلق زوجه اهتزَّ عرشُ الرحمن) أى غضب الله سبحانه وتعالى غضباً شديداً.
وأرشد الزوج إذا لاحظ من زوجته نشوزاً إلى ما يعالجها به من التأديب المتدرج: الوعظ ثم الهجر، ثم الضرب غير المبرح: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنّ َ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا). النساء 34
وإذا أحسَّ بأن كل هذه الأساليب لم تؤدى إلى نتائج مرضية ، فأمره بالجوء إلى تحكيم ذوى العدل من الأسرتين لضمان استمرار الحياة آمنة مستقرة سعيدة كما أرادها الله: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) النساء 35
وأرشد الزوجة إذا ما أحست فتوراً في العلاقة الزوجية، وميل زوجها إليها إلى ما تحفظ به هذه العلاقة، ويكون له الأثر الحسن في عودة النفوس إلى صفائها، بأن تتنازل عن بعض حقوقها الزوجية، أو المالية، ترغيباً له بها وإصلاحاً لما بينهما. وشرع التحكيم بينهما، إذا عجزا عن إصلاح ما بينهما، بوسائلهما الخاصة.
كل هذه الإجراءات والوسائل تُتَّخذ وتُجرَّب قبل أن يلجأ إلى الطلاق، ومن هذا يتضح ما للعلائق والحياة الزوجية من شأن عظيم عند الله. فلا ينبغي فصم ما وصل الله وأحكمه، ما لم يكن ثَمَّ من الدواعي الجادة الخطيرة الموجبة للافتراق، ولا يصار إلى ذلك إلا بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح.
ومن هدي الإسلام في الطلاق، ومن تتبع الدواعي والأسباب الداعية إلى الطلاق يتضح أنه كما يكون الطلاق لصالح الزوج، فإنه أيضاً يكون لصالح الزوجة في كثير من الأمور، فقد تكون هي الطالبة للطلاق، الراغبة فيه، فلا يقف الإسلام في وجه رغبتها وفي هذا رفع لشأنها، وتقدير لها، لا استهانة بقدرها، كما يدّعي المدّعون، وإنما الاستهانة بقدرها (كما هو فى المسيحية) يكون بإغفال رغبتها، وإجبارها على الارتباط برباط تكرهه وتتأذى منه.
وليس هو استهانة بقدسية الزواج كما يزعمون، بل هو وسيلة لإيجاد الزواج الصحيح السليم، الذي يحقق معنى الزوجية وأهدافها السامية، لا الزواج الصورى الخالي من كل معاني الزوجية ومقاصدها.
إذ ليس مقصود الإسلام الإبقاء على رباط الزوجية كيفما كان، ولكن الإسلام جعل لهذا الرباط أهدافاً ومقاصداً، لا بد أن تتحقق منه، وإلا فليُلغ، ليحل محله ما يحقق تلك المقاصد والأهداف.
لذلك قال الله تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ .. ..) البقرة 231
ولذلك وضع الإسلام حداً لعدد الطلقات حين قرر أن الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، أما إذا طلقها بعد ذلك فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره (أى تتزوج رجلاً آخراً زواجاً إسلامياً على كتاب الله وسنة رسوله ، (وليس كما تعرضه لنا بعض الأفلام من ألاعيب يقوم بها المحامى أو الرجل لإعادة طبيقته إلى عصمته)، ليس لمدة محددة ، ولو كانت هذه المدة يضمرها فى نفسه. فإذا مات أو طلقها تحل لزوجها الأول مرة أخرى).
(الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) البقرة 229-230
إن إيقاع الطلاق يترتب عليه تبعات مالية، يُلزم بها الأزواج: فيه يحل المؤجل من الصداق إن وجد، وتجب النفقة للمطلقة مدة العدة، وتجب المتعة لمن تجب لها من المطلقات، كما يضيع على الزوج ما دفعه من المهر، وما أنفقه من مال في سبيل إتمام الزواج، وهو يحتاج إلى مال جديد لإنشاء زوجية جديدة، ولا شك أن هذه التكاليف المالية التي تترتب على الطلاق، من شأنها أن تحمل الأزواج على التروي، وضبط النفس، وتدبر الأمر قبل الإقدام على إيقاع الطلاق، فلا يقدم عليه إلا إذا رأى أنه أمر لا بد منه ولا مندوحة عنه.
أما الزوجة فإنه لا يصيبها من مغارم الطلاق المالية شيء، حتى يحملها على التروي والتدبر قبل إيقاعه – إن استطاعت – بل هي تربح من ورائه مهراً جديداً، وبيتاً جديداً، وعريساً جديداً.
والثابت الذي لا شك فيه أن الرجل أكثر إدراكاً وتقديراً لعواقب هذا الأمر، وأقدر على ضبط أعصابه، وكبح جماح عاطفته حال الغضب والثورة، وذلك لأن المرأة خلقت بطباع وغرائز تجعلها أشد تأثراً، وأسرع انقياداً لحكم العاطفة من الرجل، لأن وظيفتها التي أعدت لها تتطلب ذلك ، فهي إذا أحبت أو كرهت ، وإذا رغبت أو غضبت اندفعت وراء العاطفة، لا تبالي بما ينجم عن هذا الاندفاع من نتائج ولا تتدبر عاقبة ما تفعل، فلو جعل الطلاق بيدها، لأقدمت على فصم عرى الزوجية لأتفه الأسباب، وأقل المنازعات التي لا تخلو منها الحياة الزوجية، وتصبح الأسرة مهددة بالانهيار بين لحظة وأخرى.
وهذا لا يعني أن كل النساء كذلك، بل إن من النساء من هن ذوات عقل وأناة، وقدرة على ضبط النفس حين الغضب تفوق بعض الرجال، كما أن من الرجال من هو أشد تأثراً وأسرع انفعالاً من بعض النساء، ولكن الأصل فى التشريع إن يبني على الغالب ولا يعتبر النوادر والشواذ.
وعلى ذلك نقول: فإن فصم رابطة الزوجية أمر خطير، يترتب عليه آثار بعيدة المدى في حياة الأسرة والفرد والمجتمع، فمن الحكمة والعدل ألا تعطى صلاحية البت في ذلك، وإنهاء الرابطة تلك، إلا لمن يدرك خطورته، ويقدر العواقب التي تترتب عليه حق قدرها، ويزن الأمور بميزان العقل، قبل أن يقدم على الإنفاذ، بعيداً عن النزوات الطائشة، والعواطف المندفعة، والرغبة الطارئة.
فمن الخير للحياة الزوجية، وللزوجة نفسها أن يكون البت في مصير الحياة الزوجية في يد من هو أحرص عليها وأضن بها.
والشريعة لم تهمل جانب المرأة في إيقاع الطلاق، فقد منحتها الحق في الطلاق، إذا كانت قد اشترطت في عقد الزواج شرطاً صحيحاً، ولم يف الزوج به ، وأباحت لها الشريعة الطلاق بالاتفاق بينها وبين زوجها ، ويتم ذلك في الغالب بأن تتنازل للزوج أوتعطيه شيئاً من المال، يتراضيان عليه ، ويسمى هذا بالخلع أو الطلاق على مال ، ويحدث هذا عندما ترى الزوجة تعذر الحياة معه، وتخشى إن بقيت معه أن تخل في حقوقه، وهذا ما بينه الله تعالى في قوله: (وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) البقرة 229.
ولها طلب التفريق بينها وبينه، إذا أُعسر ولم يقدر على الإنفاق عليها، وكذا لو وجدت بالزوج عيباً، يفوت معه أغراض الزوجية، ولا يمكن المقام معه مع وجوده، إلا بضرر يلحق الزوجة، ولا يمكن البرء منه، أو يمكن بعد زمن طويل، وكذلك إذا أساء الزوج عشرتها، وآذاها بما لا يليق بأمثالها، أو إذا غاب عنها غيبة طويلة.
كل تلك الأمور وغيرها، تعطي الزوجة الحق في أن تطلب التفريق بينها وبين زوجها، صيانة لها أن تقع في المحظور، وضناً بالحياة الزوجية من أن تتعطل مقاصدها، وحماية للمرأة من أن تكون عرضة للضيم والتعسف.
منقول من منتدى barsoomyat.com ل (IIIsquareIII) نقلا عن موقع islamunveiled.com
وبذلك يكون فى الإسلام خمس طرق للطلاق:
(1) الطلاق بيد الرجل
(2) الطلاق بيد المرأة بأن تُطلق نفسها من زوجها
(3) الطلاق بالإتفاق
(4) الطلاق عن طريق القضاء
(5) الخلع
أى إن الإسلام أعطى المرأة ثلاثة طرق لتطليق نفسها من الرجل ، وأعطى الرجل طريقة واحدة ، وجعل طريقة واحدة للإتفاق فيما بينهما. أى أعطاها ومكنها من تطليق نفسها من زوجها إن لم يُحسن معاملتها ثلاثة أضعاف ما أعطاه للرجل ومكنه من تطليق زوجته. فهل أنصف الإسلام بذلك المرأة أم هضم حقها؟
وهنا يحق لنا أن نسأل: هل بإمكان المرأة أن تُطلق نفسها فى اليهودية أو المسيحية فى حالة رغبتها فى الإنفصال وعدم رغبة الرجل فى ذلك؟ لا. إن الطلاق فى اليهودية وبالتالى فى ديانة عيسى والتلاميذ حق فقط للرجل: (إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا فَإِنْ لمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ.) تثنية 24: 1
أما بالنسبة للمرأة فى ظل مسيحية اليوم فليس من حقها أن تحلم بالطلاق إلا للشروط التى حددتها الكنيسة ، وليس لزوجها أن يُفكر فى أى يبدأ حياة هادئة هنيئة مع امرأة أخرى إلا فى الحرام ، حيث القانون الكنسى صارم فى منع الطلاق إلا للشروط التى حددها المجلس الملِّى.
ففى الوقت الذى يقول فيه عيسى أنه جاء منفذا للناموس، مطيعاً لأوامره، مكملاً لأعمال وأقوال الأنبياء الذين سبقوه ، وليس ناقضاً لهم: (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
وفى الوقت الذى تراه يأمر تلاميذه أن يتبعوا تعاليم الكتبة والفريسيين اليهود: (1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.) متى 23: 1-3
تراه فى هذا النص قد نسخ كل أوامره بشأن الناموس والأنبياء ، بل كذَّب كل حياته، التى كان فيها تابعاً للناموس، عاملاً به، متبعاً إيَّاه، وما هذه إلا أفكار بولس، التى كفره بسببها تلاميذ عيسى : (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 31-32
فهل يُمكننا بعد كل هذا أن نلغى الناموس الذى أباح الطلاق ، ونتبع بولس الذى كفره التلاميذ الذين هم بمثابة الجيل الأول للمؤمنين الذين تربوا على أيدى معلمهم؟ (وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.) أعمال الرسل 21: 20-26
دُعابة أم حقيقة؟
أما قولك ص77 على سبيل الدعابة أن أول من ظهر له المسيح بعد القيامة هى امرأة ، فهو ليس على سبيل المداعبة / فقد ذكرتها أنت بالفعل ص64 وقلت فيها: “وقد كافأها الرب بأن ظهر لها أولاً قبل ظهوره لغيرها .. .. .. وأكمل المكافأة بأن جعلها رسولة إلى رسله إذ قال لها "اذهبى وأعلمى إخوتى"”.
وهذا مُخالف لما قالت به بعض الأناجيل. فقد قال لوقا إن الظهور الأول كان لاثنين منطلقين إلى قرية عمواس (لوقا 24: 13) ، وقال (كورنثوس الأولى 15: 3-5) إنه أول ما ظهر كان لصفا ثم للاثنى عشر. وعلى ذلك فإن مريم لم تر يسوع عند لوقا. فالدعابة ليس فى محلها. (راجع أيضاً ص227 فى هذا الكتاب)
وكما اختلفوا فى الشخص الذى رأوه أولاً، اختلفوا أيضاً فى المكان الذى ظهر فيه للتلاميذ: فقد اتفق متى (28: 10) ومرقس (16: 7) أنه ظهر للتلاميذ فى الجليل ، وخالفهما لوقا (24: 33-36) ويوحنا (20: 19 و26) بقولهما أنه ظهر للتلاميذ فى أورشليم ، وزاد يوحنا أنه ظهر لهم أيضاً على بحيرة طبرية (يوحنا 21: 1).
وكذلك اختلفوا فى عدد مرات الظهور للتلاميذ فقد اتفق (مرقس 16: 14) و(لوقا 24: 36) و(متى 28: 16) أنه ظهر لهم مرة واحدة. بينما يؤكد يوحنا (20: 19 ، 26 ، 21: 1) أنه ظهر لهم ثلاث مرات.
يتبع
-
وإن فارقته لا تتزوج:
أما قولك ص77 عن بعض آيات الكتاب المقدس عن المرأة “أما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها. وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها ، ولا يترك الرجل امرأته. (1 كو 7: 10-11)”
وإذا تمعنت عزيزى القمص مرقس عزيز فى قراءة هذا الاستشهاد مرة أخرى يتبين لك أن الطلاق غير محرم ، حيث يوصى المرأة ألا تتزوج إذا فارقت زوجها. والحالة هنا تُعالج امرأة فارقت زوجها ، ويمكنها أن تتزوج بغيره ، وهذا لا يعنى إلا أنها طُلِّقت منه. وهذا يعنى أيضاً أنه هناك إمكانية لحدوث هذا ، وفى حالات غير التى حددها المجلس الملِّى. حيث يمكنها بعد ذلك أن تقيم معه علاقة طيبة.
والغريب أن نص بولس يأمر بأن تذهب هى لمصالحته ، أى إنه افترض أن الرجل لا يُخطىء ، وأن الخطأ لا يعرف طريقه إلا عن طريق المرأة. كذلك يوصى الرجل ألا يترك امرأته. وهذا قد يكون أمر عام أو شرط مُعلَّق ، يُستثنى منه الحالات التى تتعذر فيها الحياة مع الزوجة. فهل أنت باستشهادك بهذا النص ترفع من قدر المرأة فى دينك؟
لا جنة للنساء فى المسيحية:
وفى ص77 تقول: “استنتج أحدهم ـ على سبيل الدعابة ـ من الآية التى تقول: "وحدث سكوت فى السماء نحو نصف ساعة" (رؤ 1: 8) ، أنه لا وجود للنساء ، وإلا لما استطعن السكوت عن الكلام والثرثرة نصف ساعة كاملة!”
هذا الاستشهاد يوجد فى رؤيا يوحنا 8: 1 وليس العكس. وهو ليس على سبيل الدعابة بل على سبيل الحقيقة ، وهو يستند فى ذلك لقول سفر الرؤيا: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خروفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ. .. .. .. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِلَّا الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفاً الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ - 4هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الخروفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هَؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً لِلَّهِ وَلِلْخَرُوفِ.) رؤيا 14: 1-4
فهؤلاء من الرجال الذين لم يتنجسوا مع نساء. ولهم اسم أبيهم على جباههم ، ولا وجود لامرأة معهم. لأنها مصدر الشر والويلات التى حلت بالجنس البشرى كله ، لذلك قال فيلسوفهم سقراط: (إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار فى العالم، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت من فورها.)
كما عدَّها مجمع باكون 586م أنها إنسانة بلا روح خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب. وأنها خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.
ومعنى ذلك أنهم حكموا عليها أنها لن تدخل معهم الجنة. بل لن يدخل الجنة من النساء إلا السيدة مريم العذراء. لذلك بالغوا فى سبها وتحقيرها، فقد قرروا فى مجمع آخر: أنها حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولا تدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
(ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
لذلك لم يقل محدثك هذا القول على سبيل المداعبة ، ولكن على سبيل الحقيقة المرة التى تركتها التقاليد المتوارثة من المسيحية واليهودية. لكن يكفى القارىء اليوم أنك تعتبر هذا الهراء للآباء القدماء ، وبعض التعبيرات التى تفهوا بها ، والتى تستند إلى بعض النصوص الكتابية دعابة. ويكفيك فخراً وعزاً عزيزى القمص مرقس عزيز أنك تربيت وترعرعت وسط المسلمين ، وتأثرت تأثيراً إيجابياً بما يقولونه عن المرأة وتقديرهم للأم ، وتدليلهم للابنة. وإلا لكانت أصابتك لعنة الغرب عن المرأة وتعقبهم لها وحرقهم إياها حيةً ، فقط لأنها امرأة:
ويروى الدكتور اسبرينج Dr. Aspring أنه فى عام 1500 أى فى بداية القرن السادس عشر: تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا لتعذيب النساء، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن، وقد أحرق الألاف منهن أحياء، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية.
ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر أن ما لاقته المرأة فى العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف "ليس للمرأة روح" تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها ، وربطها بالأعمدة ، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ، ويسرعون بهن إلى أقصى سرعة حتى تموت ، ثم يربطون الشقيات بالأعمدة ويصبون النار على أبدانهن.
لقد نشرت ميدل ايست أون لاين ما مفاده: أن بيرنجر قد نبه إلى أنه ذهب ضحية المحاكم البدائية وملاحقة الساحرات والبطش بهن في أوروبا خلال 300 سنة الماضية أكثر من 1780 شخصاً في ألمانيا و 60 ألف شخصاً في بقية البقاع الأوروبية مشيراً إلى أن قادة المحاكم الظالمة آنذاك كانوا من ممثلي الكنائس الكاثوليكية وليس من الحقوقيين أو القضاة المدنيين.
وعجز ممثلو الكنائس خلال محاكمة المتهمين بالسحر في القرون الوسطى عن تقديم البراهين والأدلة الدامغة وما كان على الرعايا إلا أن يشجعوا ملاحقة الساحرات والساحرين وإلا خضعوا لعقوبات شديدة الأمر الذي يفسر التمادي في ملاحقة الساحرات.
ولا ننس أنك مازلت تعتبر المرأة أس كل رذيلة وأساس كل بلية حلت على العالم وأدت إلى إعدام الإله ، وذلك بإيمانك بعقيدة الخطيئة والفداء.
إلا أن عدم وجود نساء فى الجنة يُخالفه نصوص أخرى تؤكد وجودهن أيضاً كزوجات: (29وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ)متى 19: 29
وهناك نصوصاً أخرى تنفى الزواج فى الجنة: (34فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ 35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ) لوقا 20: 35
وهذا على الرغم من قولك ص69: “فى التاريخ نرى فتيات رفضت الزواج من أباطرة ومن أمراء لكى يصرن للمسيح نفسه”. ومعنى ذلك أن الرب نفسه سيتزوج. فلماذا يُحلل لنفسه هذه المتعة ويحرمها على غيره فى الآخرة حيث النعيم الأبدى؟
الحجاب ضد العفة والاحتشام:
وتقول ص78 تحت عنوان (فى المسيحية لا حجاب بل عفة واحتشام) فكأنك تستنكر للحجاب وتعتبره ضد العفة والاحتشام. فما هو معيار الحشمة من نصوص كتابك؟ وهل هذه دعوى للراهبات ليتخلصن من حجابهن أم للمسلمات فقط؟ وهل تقصد بذلك أن الراهبات المحجبات غير عفيفات وغير محتشمات؟
ألا تعلم ما استنه بولس من قانون عن المرأة التى لا تغطى شعرها أثناء الصلاة؟ لقد تحاشيت أنت أن تذكره. لقد أمر بحلق شعرها ، على الرغم من أن هذا تشويه للمرأة يرفضه الإسلام: (5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 5-7
والسبب فى تغطية المرأة رأسها أثناء الصلاة ليس من باب الحشمة ، ولكنه من باب تحقيرها ، لأنها ليست مجد الله مثل الرجل ، ولكنها مجد الرجل الذى هو صورة الرب ومجده.
وأنت فى غنى عن أن أشرح لك أن حجاب المرأة ترتديه كل الراهبات واليهوديات المتدينات ، فهو زى دينى التزمت به المرأة فى كل الأديان.
وإذا كان هذا زى الراهبة فى خروجها وأثناء وجودها مع غير محرم ، وإذا كان هذا زى المسيحية أثناء الصلاة ، وهو الزى الذى يرضى الله عن المرأة ، وتقابل به ربها فى الصلاة ، فما بالك أن تكون المسلمة فى رضى دائم لله بحجابها سواء أثناء الصلاة أم فى الأسواق أو أمام أى محرم؟!
وقد كانت رفقة دون نقاب أمام العبيد ، ولكنها غطت وجهها أمام إسحاق لمجرد علمها أنه رجل حر: (64وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. 65وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ.) تكوين 24: 64-65
وألا تعرف أن ثامار تحجبت ولم يظهر منها شىء أمام أخى زوجها المتوفى (شيلة) لأنها رأت أنه قد كبر؟ (14فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ – لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبِرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً.) تكوين 38: 14
عزيزى القمص مرقس عزيز: إن العرى الذى نراه اليوم فى الأوروبيات ومن تقلدهن من النساء اليهوديات والمسيحيات فلم يبدأ إلا بعد الثورة الصناعية في أوروبا من بعد الإنهيار الاقتصادى الذى عانت منه أمريكا الشمالية في الثلاثينات ، إذ أصبحت النساء مجبرات على الخروج العمل في المزارع ، وكان لا بد لهن من نزع لباس الأنوثة ، ولبس سراويل الرجال لكي تتسنى لهن الحركة السهلة ، ثم سرت هذه العادة إلى الأوساط الأخرى. وساعد على تفشى هذه الظاهرة فيما بعد ذلك التحرر من الملابس ، وهو ما أسماه الغرب (الحرية) والتي منحها لنسائه في مجتمعاته ، فأصبحن يعملن جنبا إلى جنب مع الرجال، وكان لا بد لهن من التكشف والتعرى بحجة التطور، وسهولة الحركة.
ثم تطور الأمر ليشمل الراهبات، وذلك عندما سمحت الكنيسة الكاثوليكية لهن بالتكشف في أوائل السبعينات الميلادية، وتسمح لهن اليوم بارتداء البنطال الضيق بل ولباس البحر البكينى ، ربما فى أوقات يقل فيها المصطافين على الشاطىء. وبهذا تكون مسألة التعرى والتكشف مسألة طارئة أتت بها الحضارة الغربية ، لتصبح وبالا على الشعوب كافة إلا الملتزمة منها بالاسلام.
وإن دل هذا على شىء ليدل على أنكم تغيرون فى الدين وتسنون القوانين التى تحلون بها الحرام أو تحرمون بها الحلال ، لتواكبوا تطور العصر على حد تعبيرك عزيزى القمص مرقس عزبز. ومنها تحريم الطلاق تماماً، كما هو الحال عند الكاثوليك، ثم استثنت الكنيسة الأرثوذكسية عدة حالات يُسمح فيها بالطلاق. على الرغم من وجوده فى شريعة التوراة التى لم يأت عيسى لينقضها.
أما اليهود فإنهم لا زالوا يوجبون التحجب على نسائهم على رغم ما نراه من دعوة الصهيونية لليهود إلى الانحلال والفساد ، وهذا مشاهد في غير الصهاينة من اليهود الملتزمين بمذهبهم ودينهم.
وما رأيك عزيزى القمص فى أن حجاب المرأة المسلمة يُظهرها بمظهر القديسات (الراهبات) عندكم ، بل يظهرها بمظهر السيدة العذراء؟ مع الفارق أن المسلمة لا تتخل عن إعمار الدنيا وارضاء الله بزيها وعملها؟
وإذا كان الله قد سمح للمرأة أن تدخل فى الصلاة أمامه وهى مغطاة الرأس ، فألا يدل سماح يسوع لمريم المجدلية بمسح قدميه بشعرها أنه ليس الله ، وإلا لنهاها عن إظهار شعرها أو كان متناقضاً فى قراراته ، إذ كيف يسمح للمجدلية بإظهار شعرها أمامه ، ولا يسمح للمصليات بإظهار شعرهن؟
ثم إن قصة مسح أقدامه بشعرها تختلف باختلاف الأناجيل. ففى الوقت الذى يقول فيه مرقس (14: 3) إن مريم كسرت القارورة وسكبت الطيب على رأس يسوع ، ويعارضه لوقا (7: 38) بأن جعل مريم تدهن رجلى يسوع ، وعارضه متى (26: 7) فى موضوع كسر القارورة ، وسكب العطر على رأسه ، فقال إنها دهنت رأسه بالطيب. وعارض متى يوحنا (12: 3) بأن جعل مريم تدهن رجلى يسوع بالطيب.
وحتى موعد حدوث هذه القصة مختلف فيه اختلافاً كبيراً ، الأمر الذى ينفى وقوع مثل هذه الحادثة. ففى الوقت الذى يؤكد فيه مرقس (14: 1) ومتى (26: 2) أنها حدثت قبل عيد الفصح بيومين ، لم يحدد لوقا لها موعداً ، ولكنه ذكرها قبل إرسال التلاميذ الإثنا عشر ، الأمر الذى يعنى أنها حدثت فى بداية أحداث بشارته، لذلك أتى لوقا بها فى الإصحاح السابع من كتابه ، أما يوحنا (12: 1) فقد ذكرها قبل الفصح بستة أيام. وعلى ذلك فإن ما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
ولن أعلق على قولك بشأن النساء اللاتى بكين تحت عنوان (المرأة ودموعها)، إذ لا شأن لهذا بمكانة المرأة فى ديانتك أو فى الكتاب الذى تقدسه. إذ لا علاقة لبكاء جوزفين طليقة نابليون يوم طلاقها وبكاء فرنسا كلها لبكائها بالكتاب المقدس. إنها كلمات تستدر عطف القراء العاطفيين من النساء.
هل قهرت سارة الشيطان؟
وتجد ص86 عنواناً وهو “سارة قاهرة الشيطان”. وهو فى الحقيقة مستفز جداً. فأنا لستُ ضد أن يكون هناك عفيفات وشريفات فى كل الأديان ، بل حتى بين الملحدات. ولكن أتعجب: ففى الوقت الذى فشل فيه تقريباً كل أنبياء الرب ، فمنهم من وقع فى براثن الزنى، ومنهم من تاجر فى عرض زوجته ، ومنهم من سرق، ومنهم من كفر، ومنهم من شتم الرب، ومنهم من ضرب الرب ، وأجبره على أن يجعله نبياً ويباركه، ومنهم من سرق النبوة من أخيه، ومنهم من خالف شرعه وعلم تعاليم ما أنزل الرب بها من سلطان ، تجد سارة قد قهرت الشيطان!!
وفى الوقت الذى تؤمن فيه بأن الشيطان قهر الرب وأسره أربعين يوماً (لوقا 4: 1-13)، كان الإله فيه طوع بنان الشيطان ، يُصعده أينما أراد ، ويمنعه من الطعام والشراب ، وفى الوقت الذى فشل فيه الرب فى إغواء أخاب واستعان بالشيطان (ملوك الأول 22: 19-22)، تنجح المرأة فى قهر الشيطان!!
وفى النهاية لم تخبرنا كيف قهرت سارة الشيطان وهى قد أطاعته ورضيت أن تبيع شرفها لفرعون من أجل أن يفوز زوجها ببضعة حيوانات مستأنسة ، ولا يقتله جنود فرعون (تكوين 12: 11-16). ولم تنته على ذلك بل كررت المحاولة مرة أخرى مع أبيمالك (تكوين 20: 1-12).
هل انتصرت مريم القبطية على الخطية؟
أما قولك ص86 تحت عنوان (مريم القبطية) “.. التى انتصرت على الخطية انتصاراً عظيماً قوياً .. .. حيث وقفت أمام أيقونة العذراء تستلهمها طريق الخلاص فجاءها صوت يقول (إذا عبرت الأردن تجدى راحة وطمأنينة)”.
فكيف انتصرت على الخطيئة إذا كان يسوع الذى تؤلهه لم ينتصر عليها ، بل وقع فيها عدة مرات؟
1- لقد أخطأ يسوع بتجسده من امرأة مخطوبة لرجل (أى زوجته بدليل أنه أراد أن يطلقها سراً)، وكان بإمكانه ألا يتعدى على حقوق الآخرين ، ويتجسد من امرأة عذراء غير مخطوبة.
2- ذهب ليأكل من شجرة التين وهى ليست مملوكة له ، وهذه سرقة. وعندما لم يجد فيها ثمر لعنها ، ويبست للأبد.
3- شتم امرأة واعتبرها من الكلاب: (27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) مرقس 7: 27
4- يقول وحى متى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23 أليس من أخطائه أيضاً أنه أوحى وجود هذه النبوءة فى الكتاب المقدس وهى غير موجودة فى أى كتاب من كتب العهد القديم؟
5- شتم الكهنة والفريسيين فقال لهم: (33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 33
وقال لإثنين من تلاميذه: (25فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ) لوقا 24: 25
وقال لبطرس يا شيطان: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23
ويكون هو نفسه مستوجباً نار جهنم باعترافه: (إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 22-22
أما وقوفها أمام الأيقونة فهذا من الشرك البيِّن الذى لم يأمر به نبى من الأنبياء فى الكتاب كله ، ولكنها من العبادات المستعارة من الديانات الوثنية. وهذا لا يرفع من قدرها ، بل يجعل مصيرها إلى النار. وعلى ذلك فوقوفها أمام الأيقونة يدل على تسلط الشيطان عليها تسلطاً تاماً ، ولم تنفك عنه.
أما الصوت الذى سمعته يقول (إذا عبرت الأردن تجدى راحة وطمأنينة) ، فهذا يدل على أنها كانت تعيش فى رهبانية مليئة بالمشقة والمتاعب، ولا تجد الراحة ولا الطمأنينة، الأمر الذى جعلها تترك القدس وتعبر إلى الأردن لهثاً وراء الراحة.
ثم ما الذى أدراك أن الصوت الذى سمعته ليس صوت الشيطان؟ ألم يسمع بولس من قبل صوتاً وهو فى طريقه إلى دمشق واعتقد أن هذا الصوت هو صوت يسوع، ثم أنَّ واشتكى فى آخر حياته أن هذا الذى تلبسه إنما هو الشيطان؟ (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 14-24
وتواصل عزيزى القمص مرقس عزيز ص87 قولك: “وبعد شهور زارها هذا القس فإذا بها قد تنيحت وإذا بأسد واقف بجوار جثتها وعند رأسها مكتوب (ادفن مريم المسكينة فى التراب الذى أخذت منه) وفيما هو مفكر فى كيفية حفر الأرض لدفنها ، تقدم الأسد وحفر الأرض بمخالبه ، وصلى الأب عليها ودفنها بسلام”.
هل تعرف عزيزى القمص أن الأسد من الحيوانات المفترسة التى تأكل اللحم؟ أعتقد أنك هنا قد تقصد أسداً نباتياً ترك الجثة واللحم المجانى الذى لن يتعب نفسه فى اصطياده ، ووقف يحرسه ، بل تعاون مع الراهب الآخر لحفر مكان يُدفن فيه الجثمان!! فلماذا لم يحفر لها الأسد هذا القبر بمفرده؟ لماذا انتظر طوال هذه المدة طالت أم قصرت حتى يأتى من يساعده ، فإذا به يحتاج لمساعدة الأسد؟ ومن الذى كتب هذه العبارة؟ فإذا كان ملاكاً من السماء فلماذا لم يقم هو بدفنها؟ وإذا كان الأسد فلماذا لا تتقدمون بمشروع للدولة تشركون فيه الأسد للقضاء على الأمية؟
أنا طبعاً لا أسخر منك عزيزى القمص مرقس عزيز ، ولكننى أتعجب من سذاجة البسطاء الذين يؤمنون بمثل هذه الحكايات ، لتثبيت إيمانهم. فى الحقيقة أنا سمعت بمثل هذه الرواية فى التراث الإسلامى ، وأن أسداً اقتاد مسلماً ألقى عليه السلام قائلاً: نحن أصحاب رسول الله ، فاقتاده من جلبابه فى الطريق الصحيح ليلحق بباقى أصحابه الذين سبقوه. لكن لا يُبنى إيمانى بالإسلام على هذه الكرامات. واعلم أن المعجزات تحدث على الملأ ليؤمن من شاهدها أن هذا الشخص مرسل من عند الله فيتبعه. فمن هم شهود هذه المعجزة؟ ألا تعلم أنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر؟ (16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متى 18: 16
وما هى الحكمة أن تأتى المعجزة بعد موت الشخص؟ هل يُقصد بذلك أن يتمتع هذا الشخص المتنيح بقداسة معينة؟ فلماذا لا تكون إذاً من الشيطان الذى يهمه تقديس أشخاص وهمية ، بعد أن دنس سير الأنبياء؟
وكيف تنجح المرأة فى عمل معجزة ويفشل فيها تلاميذ يسوع أنفسهم؟ (14وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِياً لَهُ 15وَقَائِلاً: «يَا سَيِّدُ ارْحَمِ ابْنِي فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيداً وَيَقَعُ كَثِيراً فِي النَّارِ وَكَثِيراً فِي الْمَاءِ. 16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 14-21
فهل كانت مريم القبطية أقدس من التلاميذ وأكثر منهم إيماناً؟ وإذا كانت هذه الحكاية قد رويت لتدعيم قول الإنجيل تأييداً لصحته ، فلماذا لا تساعدون الدولة فى نقل الجبال التى تعوق وسائل المواصلات؟ (لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ). لماذا لم تتقدموا بمساعدة الدولة فى نقل خط بارليف أثناء حرب السادس من أكتوبر 73؟
وأحب أن ألفت نظرك لشىء عزيزى القمص مرقس عزيز: إن كلمة يسوع فى (20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ) قد حذفت فى الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية ، لأنها لا توجد فى الأصل. كما حذفت الفقرة 21 كاملة والتى تقول (21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ). فهل عندكم مبرر لذلك؟
أما بالنسبة لقوله: (19هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُّوِ وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.) لوقا 10: 19 ، ولقوله (18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ.) مرقس 16: 18 فأسألك ما سبب انتشار الكبد الوبائى والسرطان ، وما دوركم فى المجتمع وفى نشر دينكم إن لم تشفوا هؤلاء المرضى؟ ولماذا تأخذ الدول الأوروبية بأسباب العلم ولم تكتف بوضع يد القسيس أو الراهب على المريض ليشفى؟ وما سمعنا بأحد الباباوات أنه تناول سمَّاً ولم يمت؟ وسمعنا بموت البابا يوحنا بولس الأول بعد ثلاثين يوماً فقط من توليه منصبه البابوى مُسمَّماً ولم يشفه أحد بوضع يده عليه ، ولم ينج هو نفسه من هذا السم!! كما مات يوحنا بولس الثانى متأثراً بمرضه ولجأت الكنيسة للأطباء ولم يكن فى طول الكنيسة الكاثوليكية وعرضها مؤمناً يضع على البابا يده ليشفيه مما به!! ولم يفعلها البابا مع نفسه!!
وطالعتنا صحيفة البيان يوم 10/ 7/ 2001 بموت قس “داخل شقته بمنطقة شبرا الخيمة حيث كشفت التحريات والتقارير الطبية أن الراهب الذي توفي أمس الأول قد تناول طعاماً مسموماً أدى إلى وفاته.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن أجهزة الأمن لم تتوصل إلى أية شبهات جنائية في الوفاة، حيث إن الراهب الذي يبلغ من العمر 52 عاماً، وهو راعي كنيسة شبرا كان قد قام برش شقته بالمبيد الحشرى، وأثناء الرش ودون أن يدرى تلوث طعام عشائه بكميات كبيرة من المبيد، مما أدى إلى إصابته بحالة غثيان وقيء شديدين بعد تناوله الطعام مباشرة وهو الأمر الذى استدعى نقله إلى مركز السموم بجامعة عين شمس حيث فارق الحياة فوراً وقبل محاولات انقاذه.
http://www.albayan.co.ae/albayan/2001/07/10/mnw/28.htm
نقلا عن:
فهل يعنى هذا أنه لا إيمان لهم ، أم أن هذه الفقرة الإنجيلية لم يتفوَّه بها عيسى ، أم تغير الإيمان ، وتغيرت العقيدة ، وتغير الكتاب فأصبح الأمر على غير ما كان عليه أتباع عيسى الذين كان يمكنهم عمل ذلك؟
الشيطان يعظ بالتقوى ، والقديسة ترفض:
أما قولك ص87 عن القديسة (أوفيمية) قاهرة الشيطان ، التى كم حسدها الشيطان ودبَّرَ لها مؤامراته الجهنمية ، لتتزوج رجلاً آخراً بعد وفاة زوجها ، فقطعت عهداً على نفسها ألا تلتصق برجل بعد زوجها ، ورفضت الاستجابة لكلام الشيطان ، فتركها الشيطان غاضباً.
عزيزى القمص مرقس عزيز إنك لا تعِ ما تقول. إن الشيطان يأمرها بما أحله الله لها ، فهو إذاً قديس ، وهى ترفض كلام الله، فهى إذاً من الشياطين. الشيطان يعظ بالتقوى، والقديسة ترفض!! الشيطان يلعب دور النبى القديس ويمثل دين الله على الأرض ، والقديسة تلعب دور الشيطان وترفض أمر الله!! ومع ذلك تسميها قديسة. وما هذا إلا من التراث القديم للمسيحية والذى يعتبر الزواج دنس يجب الابتعاد عنه ، ويعتبر المرأة أساس الخطيئة على الأرض ، وأنها السبب الأول والأخير فى إهانة الإله وإعدامه على الأرض.
يقول ديشنر صفحة 158: (إن سبب انتشار العزوبة والتبتل فى المسيحية العقيدة التى شاعت فى العالم القديم والتى تُنادى بأن العلاقات الجنسية والعبادة لا يجتمعان؛ وأن دناسة الحياة الزوجية وقداسة الأعمال الدينية لا يمكن اتحادهما بحال من الأحوال. وهكذا تمَّ تبرير هذه الأفكار المستوحاة من الوثنية عن طريق العهد القديم ، الذى حرَّمَ كل ما ينتمى للجنس ، وهذا وهم طقسى لا يعرف عنه العهد الجديد شيئاً. ومع ذلك كانت تُطالب الكنيسة فى الشرق ـ التى كانت تُقيم قداساً أيام الأحد والأربعاء والجمعة ـ قساوستها بالزهد [فى جماع زوجاتهم] ، أما فى الغرب فقد تجنب القساوسة زوجاتهم أيام إقامة القداس فى بادىء الأمر فى روما، والذى كان يُقام كل يوم ، ثم وصل الأمر إلى الإمتناع عن إتيان زوجاتهم كليةً. وكانوا يفعلون ذلك حتى تصبح صورتهم عند الشعب كالمؤمنين الأطهار ، مثل معبود يُشبه صورة الأب أو القائد.) ولا أعرف: هل أرادوا أن يظهروا بذلك أمام شعبهم بصورة أقدس من أنبياء الله الذين تزوجوا وعددوا الزوجات أم أقدس من أم الرب؟
ومن نتائج هذه الأفكار عن المرأة كما يقول الأستاذ Abduh2000 فى مقاله بمنتدى برسوميات (المرأة في الكتاب المقدس والديانة النصرانية) أن أغلب النصارى الأوائل لم يبالوا، رغم كونهم متزوجين ، بأداء الحقوق الزوجية واعتبروا هذا الأمر غير ضروري بل غير مناسب.
Hans Leitzmann: The Beginnings of the Christian Church (London, 1955), p.135
لذا نجد أنه بعد أن يصبح المسيحي أسقفاً يكون من حسناته أن يعتزل المرأة وألا يقترب من امرأته إن كان متزوجا وقبل أن يصبح أسقفا.
W.E.H. Leeky: A History of European Morals ( London, 1911), vol.2 p.329)
ثم نجد هنا القوانين المضحكة نتيجة لهذه الأمور السابقة ، أنه إذا أراد الأسقف أن يلتقى بزوجته لمشورة أسرية وجب عليه أن يفعل ذلك في مكان فسيح وبحضور شهود. وأمر البابا هيلدبراند (Hildebrand) المسيحين ألا يستمعوا إلى الأساقفة المتزوجين ولا يطيعوهم.
W.E.H. Leeky: A History of European Morals (London, 1911), vol.2 p.332
وكانت هذه القوانين قيدا ظالما للرجال والأساقفة ، فلجأوا إلى الحيل الملتوية لإشباع الرغبات ، إلا أن هذه القوانين قد تركت آثاراً سيئة عميقة على النساء (فاحتقرن أزواجهن وأُكرهن على الخروج ، وظهر عدد كبير - بسبب هذا الفصل بين الرجل وزوجته - من الجرائم والمصائب)
H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.277
وتعدى بابا آخر - وهو أوربان الثاني (Uraban II) حيث أجاز جميع الحدود في سبيل تنفيذ هذه القوانين غير الفطرية حيث (أجاز للحكام أن يسترقوا نساء أولئك الأساقفة الذين رفضوا أن يتركوا زوجاتهن)
H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.333
فكان نتيجة هذا أن ساء وضع المرأة في القرون الوسطى وحتى زمن قريب ، فلم يكن لها قيمة ولا احترام في المجتمعات المسيحية. وكان من حق الزوج القانونى ، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر ، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات
Cady Stanton: History of Women's Suffrage, vol.3, p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe, London, 1950 , p. 625
(وحتى فى أيام يسوع كانت المرأة توضع فى نفس مرتبة الطفل والعبد ، بل إنه فى القرن العشرين [1991] يصلى اليهودى فى المعبد قائلاً: (أشكرك ربى أنك لم تخلقنى كافراً أو عبداً أو امرأة)
(أمَّا فى جانب العبادة فقد ظُلِمَت المرأة بشدة، فقد استُبعِدَت من أى مشاركة إيجابية ، وكانت إقامة الصلوات، وعقد المحاضرات، والوعظ من واجبات الرجل، بل حُرِّمَ عليها دراسة التوراة ، وكان لا يُسمَح لها بالدخول إلا إلى الفناء الأمامى للمعبد فقط. والغريب أنه حتى الحيوانات التى كانت تُقدَّم على المذبح ، كان لا بد لها أن تكون حيوانات مذكَّرة. وذلك جاء نتيجة لما علمه اليهود من أن الله أحسنَ إلى امرأة ثم أتت منها أول خطيئة فى التاريخ، وبسببها حلَّ الموت علينا، حتى ادعى البعض أن مساوىء الرجل أفضل من فضيلة المرأة.)
(وأكثر من ذلك فقد كانت مُهمَّشة فى الحياة اليومية ، وكان يُعَد الكلام معها أكثر من اللازم أو التمسك بمشورتها والعمل بها من المحرمات ، التى يُعاقب عليها المرء بنار جهنم ، ولم يُسمَح للرجل بتحية المرأة ، أو يُسمَح لها بتحيته. لذلك تعجب تلاميذ يسوع من وقوفه مع المرأة السامرية يتبادل معها أطراف الحديث: (27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ) يوحنا 4: 27
ولم تكن ولادتها من الأشياء التى تدخل السرور على أهلها، وكانت قمة السعادة تغمرهم بولادة الابن الذكر، كما أغفل العهد القديم عند ذكره للأنسال ذكر أسماء البنات بالمرة ، بل تعدى الأمر أكثر من ذلك ، فقد سَمَحَ للأب ببيع ابنته.) (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7
ويقول الدكتور على عبد الواحد وافى: (ففى القرن الثانى قبل الميلاد ظهر عند اليهود اتجاهات (للعزوبة والتبتل) يحمل لواءها جماعة الإسنيين. فقد كان أهم مبادىء هذه الفرقة ، حسب ما يحدثنا به المؤرخ الشهير يوسفوس "الرغبة عن جميع متع الجسم ، والنظر إليها على أنها شرور ، واعتبار التبتل والبعد عن النساء من أمهات الفضائل ، ومن ثمَّ حرموا على أنفسهم الزواج).
(ولم يكن لهذه المبادىء الإسنية أثر كبير فى الديانة اليهودية نفسها ، ولم تُطبَّق إلا فى نطاق جماعة الإسنيين وحدهم وفى مواطن منعزلة عن الناس ، فإنها تركت آثاراً ذات بال فى الديانة المسيحية التى جاءت بعد ذلك).
لذلك ساد فى المسيحية الاعتقاد بأن العزوبة أمثل من الزواج، وأن الحصور أدنى إلى الله ممن يقرب النساء. وفى هذا يقول بولس: (إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 38
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا) كورنثوس الأولى 7: 1-2
(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا. 9وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَضْبِطُوا أَنْفُسَهُمْ فَلْيَتَزَوَّجُوا لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ.) كورنثوس الأولى 7: 8-9
ويُعلِّق القديس ترتوليان على هذه الفقرة الأخيرة (كورنثوس الأولى 7: 8-9) فيقول: إن الأفضل من حالتين لا يلزم أن يكون خيراً فى ذاته ، فلإن يفقد الإنسان عيناً واحدة أفضل من أن يفقد كلتا عينيه. ولكن فقد عين واحدة ليس من الخير فى شىء. فكذلك الزواج: فهو لمن يقو على العفة أفضل من أن يُحرَق بنار جهنم. ولكن الخير أن يتقى الإنسان الأمرين معاً: فلا يتزوج ؛ ولا يُعرِّض نفسه لعذاب النار. وإن قصارى ما يحققه الزواج أنه يعصم الفرد من الخطيئة ، على حين أن التبتل يروض المرء على أعمال القديسين ويذلل له السبيل إلى منزلة الإشراق ، ويُتيح له أن يأتى بالمعجزات. فجسم المسيح نفسه قد جاء من بتول عذراء).
(والقديس يوحنا المعمدان والرسول بطرس وجميع إخوانه الحواريين ، الذين سجلت أسماؤهم فى سفر الخلود آثروا التبتل وحثُّوا الناس عليه.)
كما (فتح السيد المسيح للخصيان أبواب السماء لأن حالتهم قد باعدت بينهم وبين الإقتراب من النساء .. .. ولو أن آدم لم يعص ربه لعاش طاهراً حصوراً ولتكاثر النوع الإنسانى بطرق أخرى غير هذه الطرق البهيمية ، ولعمرت الجنة بفصيلة من الطاهرين الخالدين.) (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
وهذا على الرغم من وجود نصوص تُعارض النص الاسبق وتقول إنه لن يدخل المخصى أو المجبوب بمحض إرادته الملكوت: (لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1 ، ألا يُعدُّ هذا من النسخ؟
لذلك قال جيروم: (لنضرب بالبلطة شجرة الزواج الجافة فإن الله إنما سمح بالزواج فى بداية العالم ، ولكن المسيح ومريم لم يتزوجا وبقيت مريم عذراء.) (حقوق المرأة ص 159)
(وينظر كثير من فقهاء الكنيسة المسيحية إلى هذه الحقائق على أنها من الأمور المسلمة فى الدين بالضرورة ، أى التى لا يجوز إنكارها ولا الشك فيها ، حتى إن مجمع مديولاننس المسيحى قد حكم فى أواخر القرن الرابع الميلادى على الراهب جوفينيان بالطرد من الكنيسة لأنه عارض المبدأ المسيحى الذى يقرر أن التبتل خير من الزواج).
(وينظر هؤلاء الفقهاء كذلك إلى الزواج على أنه مجرد ضرورة لبقاء النوع الإنسانى ولصيانة الفرد من الفاحشة. ومن ثم لا ينبغى فى نظرهم للمسيحى المتزوج أن يُطلِق لنفسه العنان فى إشباع شهواته ، بل أن يفيد من ذلك بقصد واعتدال وفى الحدود التى تحقق الذرية والنسل .. .. دون أن يلقى فى الأرض بذوراً أخرى.)
(وقد ذهبت فرقة المارسينيين (وهى فرقة مسيحية اعتنقت مذهب مرسيون) إلى ما هو أبعد من ذلك، فحرمت الزواج تحريماً باتاً على جميع أفراد نحلتها، كما فعلت فرقة الإسنيين من اليهود ، وأوجبت على كل متزوج يرغب فى اعتناق مذهبها من الذكور والإناث أن يفترق عن زوجه ، وبدون ذلك لا يمكن قبوله ولا تعميده.) (قصة الزواج والعزوبة فى العالم ص 35-39)
وقد بُنىَ هذا الفهم على النصوص المنسوبة لبولس فى الكتاب ، ونسى الرب أن يعطى فيها رأياً ، فيحبذ بولس أن تظل العذراء كما هى بدون زواج: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
ويحبذ أيضاً أن تظل المرأة الأرمل بدون زواج ، حسب رأيه: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
(11فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. 12وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».) مرقس 10: 11-12
ولذلك سأهتم هنا بذكر ما يتعلق بالجنس والمرأة والزواج بين آباء الكنيسة ومفكرى الغرب المتأثرين بتعاليم الكتاب المقدس والكنيسة:
الروح نقيض للجسد:
كان الجسد شراً ، فقد كان القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) يعظ فى أمر الروح كنقيض للجسد الذى هو شر. ولقد كانت تلك الفكرة مصدر إلهام لتلميذه الكبير القديس أوغسطين ، الذى أصبح فيما بعد أسقفاً لمدينة هبو فى شمال أفريقيا. فلقد كتب امبروز يقول: (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد ، ونبذت الانغماس فى الشهوات ومتع اللذات الجسدية ، وتخلصت من اهتمامها بهذه الحياة الدنيوية).
فالنسبة لأمبروز كان الجسد مجرد خرقة بالية ملطخة بالأقذار ، تُطرَح جانباً عندما يتحد الانسان بالله الروحانى بالكلية. لقد كان أوغسطين يردد هذه الفكرة باستمرار ، فكم صلى قائلاً: (آه! خذ منى هذا الجسد ، وعندئذ أبارك الرب).
وفى سير حياة القديسين المسيحيين الكبار نجد مثل هذا الارتياب فى الجسد. لقد اعتاد فرانسيس الأسيزى أن ينادى جسده قائلاً: (أخى الحمار)! كما لو كان الجسد مجرد بهيمة غبية شهوانية ، تستخدم لحمل الأثقال ، وكثيرا ما كان القديسون يتعهدون أجسادهم باعتداء يومى من أجل إماتتها بالتعذيب الذاتى بطرق تقشعر من هولها الأبدان. (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 225)
ومن الرهبان من قضى حياته عارياً ، ومنهم من كان يمشى على يديه ورجليه كالأنعام ، ومنهم من كان يعتبر طهارة الجسم منافية لطهارة الروح. وكان أتقى الرهبان عندهم أكثرهم نجاسة وقذارة. حتى إن أحدهم يتباهى بأنه لم يقترف إثم غسل الرجلين طول عمره. وآخر يقسم أن الماء لم يمس وجهه ولا يديه ولا رجليه مدى خمسين عاماً ، وكان الكثير منهم لا يسكنون إلا فى المقابر والآبار المنزوحة والمغارات والكهوف.
وقد روى بعض المؤرخين من ذلك العجائب: فذكروا أن الراهب (مكاريوس) نام فى مستنقع آسن ستة أشهر ، ليعرض جسمه للدغ البعوض والذباب والحشرات ، وكان يحمل دائماً قنطاراً من الحديد.
وكان آخر يحمل قنطارين من الحديد ، وهو مقيم فى بئر مهجورة مدة ثلاثة أعوام قائماً على رجل واحدة ، فإذا أنهكه التعب أسند ظهره إلى صخرة. (نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية والتبشير صفحة 71-72)
ولذلك أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
ولذلك قال شوبنهاور (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)
ولذلك قال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)
ولذلك عارضت الكنيسة عام 1847م استخدام التخدير للنساء فى عملية الولادة ؛ لأن الرب فى الكتاب المقدس ـ حسب زعمهم ـ قال لحواء بعد سقوطهما فى الخطيئة وأكلهما من الشجرة المحرمة عليهما: (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) تكوين 3: 13 ، فكأن لسان حالهم يقول: كيف نرحم النساء من الألم ، طالما أن الرب قد قرر عذابها أثناء الولادة؟ فعلينا إذن أن نساعد الرب فى انتقامه من النساء!!
ولذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)
الأمر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ، لأنها الجسد الشرير ، ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب: لأنها رجل معيب كما قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)
يتبع
-
لذلك قال جيروم: (بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً") (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس) (اللواء أحمد عبد الوهاب ، تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة)
ولذلك قال الفيلسوف نيتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة بالنسبة له مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
وتعلق الكاتبة كارين أرمسترونج على هذا الكلام قائلة: (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى ، الذى ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب، إن الجنس كان دائماً شراً .. .. وعلى أى حال، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصوراً فى الكاثوليك ، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين ، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص ، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجاً متواضعاً لشهوة الانسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلاً: (كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء ، ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصاً من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)
(لقد سلم أوغسطين [ق. 4 الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة، كقوة لا يمكن السيطرة عليها، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة، توجد المرأة حواء، سبب كل هذه التعاسة ، وكل هذا الثقل من الذنب والشر ، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معاً فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد ، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها ، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة).
(ويقول القديس جيروم: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى ، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسناً! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)
وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ، كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك ، بعيداً عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس، وصرن بتولات، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية)
(لقد كانت المسيحية مشغولة طيلة مئات السنين بجعل النساء يخجلن من أمورهن الجنسية ، ولقد عرفت النساء جيداً كما قال أوغسطين ولوثر قبل عدة قرون ، أن تشريع الزواج كان مجرد دواء ضعيف المفعول لمعالجة شرور الجنس).
(لقد كان يُنظر إلى جسد المرأة باشمئزاز على نحو خاص، كما كان مصدر إرباك لآباء الكنيسة أن يسوع ولد من امرأة. فكم ضغطوا بشدة فى موعظة تلو موعظة، وفى رسالة تلو رسالة على أن مريم بقيت عذراء ، ليس فقط قبل ميلاد المسيح بل وبعده أيضاً ....)
لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
كما كانت الأحشاء الخفية للمرأة، والتى تتسم بالقذارة، مع رحمها الذى لا يشبع، موضع استقذار وفحش بشكل خاص. وكان الآباء راغبين فى التأكيد على أن يسوع لم يكن له إلا أقل القليل من الاتصال بذلك الجسد البغيض).
(ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)
وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (إنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)
لذلك اعتبر رجال هذا الدين المنسوب للمسيح "أن المرأة دنس يجب الإبتعاد عنه، وأن جمالها سلاح إبليس.
وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيا تحت وطأة الشعور بالخزى ، والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.
وهذا الاعتقاد تسرب إلى المسيحية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيداً للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة "
يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230:
(قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة المسيحية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا)
كما قال ماركوس Marcuse: (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقاً لا تكاد تنفك منه أبداً ، هى التى أثرت أسوأ تأثير على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة)
وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)
لقد صنع تاريخ المرأة رجال كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ العصور الأولى للبابوية. وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.
وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.
كما كانت مخلوق ثانوى وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.
لذلك اغتنموا كل فرصة تتعلق بالمرأة لبث روح الاحباط فيها ، ولو كانت تتعلق بزى ترتديه. فقد كتب ترتليان فى القرن الثالث رسالة تعالج زى المرأة ، قال فيها: (لقد كان حريا بها [المرأة] أن تخرج فى زى حقير، وتسير مثل حواء، ترثى لحالها، نادمة على ما كان ، حتى يكون زيها الذى يتسم بالحزن ، مكفراً عما ورثته من حواء: العار، وأقصد بذلك الخطيئة الأولى، ثم الخزى من الهلاك الأبدى للانسانية. فلقد قال الرب للمرأة: («تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16 ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هى حواء؟
لذلك قال القديس برنارد الذى فعل كل ما استطاع لنشر عبادة العذراء فى الكنيسة عن أخته بعد زيارتها إياه فى الدير الذى يقيم فيه مرتدية زياً جديداً: (مومس قذرة ، وكتلة من الروث)
فأنتم ترون إذاً عزيزى القمص مرقس عزيز أن المرأة هى ينبوع المعاصى، وأصل السيئة والفجور، وتؤمنون أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث هى مصدر تحركه وحمله على الآثام، ومنها انبجست عيون المصائب على الإنسانية جمعاء.
فلماذا كتبت عزيزى القمص مرقس عزيز كتابك هذا بالله عليك!! هل قرأت فى تاريخ المرأة فى اليهودية والمسيحية؟ هل كنت تعرف كل هذا وكتمته عن قرائك؟ ألا تعترف بفضل الله والإسلام على نسائكم، لأنهن عشن وسط المسلمات فى مجتمع إسلامى؟
والأغرب من قصة القديسة التى رفضت الزواج والعفة التى أمرها بها الشيطان أن الشيطان فشل فى إقناع هذه القديسة ، ولكنه نجح فى إقناع الأنبياء بالزنى ، بل وزنى المحارم ، والسرقة ، والكذب ، بل والكفر بالله ، ونجح فى إقناع أبى الأنبياء للتربح من عرض زوجته ، بل نجح فى إقناع الرب نفسه أن يأسره أربعين يوماً فى الصحراء يُجربه (متى 4: 1-11)
بل أقنعه أن يغوى آخاب عن طريق الكذب: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
لقد اجتمعت أفكار الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص مرقس عزيز على إفناء المسيحية من على الأرض ، وذلك بمنع الزواج وإخصاء الرجال أنفسهم ، كما فعل القديس جيروم. على الرغم من أن هذا يُخالف أمر الله، الذى قال لهم: (لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
ولن تُثمر الأرض ، ولن تُعمَّر إلا بالزواج وكثرة الإنجاب ، الذى يتطلب كثرة مداعبة الزوجة للزوج ، والزوج لزوجته ، ليثير كل منهما شهوة الآخر ويجذبه إليه ويحدث الجماع الحلال ، الذى سيكون من ثمرته الذرية التى تنفذ أمر الله فى الإثمار والإكثار وإخضاع الأرض لبنى آدم.
لذلك عزيزى القمص مرقس عزيز أنت متأثر بالفكر المسيحى اليهودى الظالم للمرأة ، وقد تعجبت لموقفك هذا من هذه المرأة التى دعوتها قديسة ، لأنها رفضت الزواج بعد زوجها. ومعنى ذلك أنك نؤمن أن المرأة لا تصبح قديسة إلا بعد أن تكبت الشهوة التى خلقها الله لها لتستغلها مع زوجها فى إعمار الأرض. على الرغم من أن هذا يُخالف أمر الله: (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».) تكوين 1: 27-28
رأى القمص مرقس فى المرأة المسلمة:
وعندما تعرضت للمرأة فى الإسلام عزيزى القمص مرقس عزيز لم تنسَ تحاملك على الإسلام ، الذى نشأت عليه ، فخالفت كل مقاييس البحث العلمى الأمين من استشهادك بأحاديث موضوعة وكاذبة ، فسأقوم أولاً بالرد على بعض النقاط المثارة فى عقلك وفى عقول غير المتخصصين من المسلمين أيضاً ، ثم أذكر لك دفعة واحدة ما قدمه الإسلام للمرأة.
لا يحق لباحث وخطيب أمين فى مكانتكم أن يقول ص94: (وهناك من ينسب جميع السلبيات فى وضع المرأة المسلمة إلى الإسلام) دون ذكر الشخص القائل لنعلم ميزانه فى العلم. وحتى لا يتجه الظن إليك أنك أنت صاحب هذه المقولة. وقد كررت هذه المقولة كثيراً ففى ص95 تقول أيضاً: (وفى نفس الوقت يقول كتاب آخرون مسلمون وغير مسلمون أن الإسلام ألبس المرأة اللباس الذى يريده وحدد لها الدور الذى يرتئيه وفرض عليها عزلة ما بعدها عُزلة بحجة حمايتها وصون عرضها). ولم تذكر المسلمين الذين قالوا هذه المقولة ليصدقك القارىء المسلم وغير المسلم.
والأغرب من ذلك أنك تلوى عنق الجملة لتدين الإسلام بأبشع ما هو برىء منه. فبعد الاستشهاد السابق فهمت أنت بفهمك الخاص أن الإسلام فرض هذه العُزلة على المرأة ليحميها من أبناء مجتمعها المسلمين. وكأن المرأة المسلمة تعيش وسط المسلمين فقط ، ولا يُخالط المجتمع المسلم غيره من اليهود والمسيحيين والمشركين. وهذا الخلط الذى تفهَّمته أنت مبنى على ما فهمته من كتابك الذى تقدسه أن الرب يأمر بإبادة البشر حتى لا يتبقى فى المدينة غير أحباب الرب ، الذين أفنوا المخالفين لهم فى العقيدة وأبادوا مدينتهم وقتلوا أطفالهم ونساءهم بل وحيواناتهم. الأمر الذى لا صلة للإسلام به:
(15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ) تثنية 13: 15-16
(40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40
(11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.) يشوع 11: 11-12
(19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ])ملوك الثانى3: 19
(3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِمَاراً) صموئيل الأول 15: 3
(9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 9
(16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
إنكار القمص مرقس مساواة المرأة المسلمة بالرجل:
فى بداية عرضك للموضوع استنتجت النتيجة مسبقاً وكذَّبت ما سوف تقوله على لسان المسلمين المدافعين عن المرأة المسلمة، ففى بداية ص95 قلت: (يقدم بعض الكتاب المسلمين صورة المرأة المسلمة كما لو أنها نالت كافة الحقوق ، ويعملون على إظهار مكانة المرأة فى الإسلام ما بعدها مكانة ، وأن الإسلام هو المدافع الأول والمشرع العادل لحقوق وواجبات المرأة).
وكررت هذا التحامل مرة أخرى فى هامش ص96 فقلت: (بما أن القرآن يرفض التكاليف العبادية على الذكر والأنثى على السواء ، يزعم بعض العلماء المعاصرين مساواة الرجل والمرأة فى الإسلام).
واستنتجت بعقلك المتحامل على الإسلام والمسلمين أن معنى الآية العاشرة فى سورة التحريم والتى تقول (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) أن صفة النفاق هى “صفة مشتركة بين امرأة لوط وامرأة نوح ، وهى صفة مشتركة بين كثير من النساء ولسنا ننفى أن النفاق صفة منتشرة بين الرجال أيضاً لكنها فى عالم المرأة تبدو أبرز منها فى عالم الرجال ، كما أنها ألصق بطبيعتها”.
هذا ما استنتجته أنت ، والقارىء لاستشهادك بابن عباس ثم لتحليلك يكاد لا يلحظ أن هذا الكلام على لسانك أنت ، وتركت أنت الاستشهاد دون اتباع أسلوب البحث العلمى فى فتح أقواس للمستشهد بكلامهم ، وذلك حتى يظن القارىء أن هذا من كلام ابن عباس.
وعندما قرأت هذا الكلام على تلميذة فى الصف الأول الإعدادى لأعرف رأيها، قالت لى: إن الكلام فى الآية عن امرأتين ، بسبب نفاقهما أدخلهما الله النار ، فكيف عمَّمَ الحكم على كل النساء؟ وكيف فهم هذا من الآية؟ وإذا كانت هذه بدايته فكيف ستستمر فى القراءة له؟ إن القراءة له مضيعة للوقت. فقلت لها: إن الحوار هو أول مفاتيح المحبة والتعايش السلمى. ونحن نريد أن نعلم الأجيال الصغيرة كيفية الإختلاف بيننا دينياً أو رياضياً أو سياسياً مع وجود المحبة. ونريد أن يفهم مسيحيو العالم كيف يفكر قادة المسيحيين فى مصر ، وكيف يفهمون نصوص الكتب ، ليكون حُجة عليهم. فإذا كان هذا فهمه فى سطرين ، فما بالك فى فهم كتاب كامل؟
وأقول لك عزيزى القمص مرقس عزيز أنت فهمت معنى الآية القرآنية بخلفيتك المسيحية عن المرأة. واقرأ قول فيلسوفكم سقراط بشأن المرأة: (إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار فى العالم ، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ، حيث يكون ظاهرها جميلاً ، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت من فورها.)
وقد ابتدع القانون الإنجليزى فى مطلع القرن السادس عشر وسائل جديدة لتعذيب النساء، فقد كانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية ، كما أحرق الألاف منهن أحياء.
واجتمع كبار رجال المسيحية فى العالم فى مؤتمر (مجمع باكون) فى فرنسا لبحث: إذا كانت المرأة إنسانة ولها روح بشرية مثل الرجل أم لا. واكتشفوا لأول مرة فى حياتهم أنها إنسانة، ولها روح، ولكنها ليست الروح التى تنجِّى صاحبها، من جهنم ، وقد خُلِقَت فقط لخدمة الرجل. وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام
أما كون المرأة بلا روح فليس هذا منحصراً فى القرون الأولى للمسيحية فقط، بل امتد إلى أواخر القرن السابع عشر الميلادى. عندما أصدر رجال العلم والمعرفة فى رومانيا فتوى تنص على أنه (ليس للمرأة روح).
كما قرر كبار رجال المسيحية فى مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان".
وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين"
ومن وصايا سان بول فانتير – لتلاميذه: (إذا رأيتم امرأة، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشرياً، بل ولاكائناً وحشياً وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان)
ومن اعترافات جان جاك روسو: (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ، بل لكى تتحمل ظلمه)
ومن أقوال شوبنهاور: (المرأة حيوان، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)
ويستند شوبنهاور زكبار رجال المسيحية إلى وصف يسوع للمرأة الكنعانية أنها كلبة ، وإلى وصف صموئيل الثانى للمرأة بأنها نعجة:
المرأة نعجة وبقرة: (صموئيل الثانى 12: 1-7) وتحكى أن أرسل الرب ناثان إلى داود يستفتيه فى حكم الرجل الغنى الذى عنده نعاج وأبقار كثيرة ، واعتدى على نعجة الرجل الفقير ، قد سمَّى المرأة فى الحالتين نعجة وبقرة.
المرأة كلبة: (22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) متى 15: 22-28
واضطرت المرأة بموافقته على أنها من الكلاب ، حتى يشفى ابنتها: (27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.) متى 15: 22-28
بل شُبِّه كفر أهل السامرة وأورشليم وارتدادهم عن تعاليم الرب بامرأتين: أهولا وأهوليبا: (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ، كَـانَتِ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، 3زَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا. .. .. 8وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضاً، لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عُذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ. 9لِذَلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا، لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ. .. .. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.) حزقيال 23: 1-21
الرب يغفر لمن يُكره جاريته على البغاء:
أما بالنسبة لاستشهادك ص98 بسورة النور الآية 33 : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وفهمت أنت منها أن الله قد يغفر لمن يجبر جاريته على البغاء، دون أن تُحدد أن هذه المغفرة شريطة التوبة والإقلاع عن هذا الذنب.
والغريب أنك بدأت فى الفصل السادس عن المرأة فى الإسلام بخداع كبير لقرائك، لقد ذكرت أنك سوف تعتمد على بعض التفاسير الإسلامية المعروفة ص93 مثل تفسير ابن كثير وتفسير الطبرى ضمن مجموعة أخرى من التفاسير ، وادعيت أنك تنقل عنها فقط بلا تفسير أو شرح ، ولكنك ستعلق فقط عند الضرورة تعليقات بسيطة مقتضبة ومأخوذة من الكتب المنشورة.
وأنا أتوجه للقارىء هنا ليكون حكماً عدلاً على القمص مرقس عزيز أن يفتح تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 290 ، ليقرأ هل نقل القمص مرقس عزيز منه ، أم اتبع مبدأ التحريف المتعمَّد ، الذى لا يليق بمربى ومعلم فى مكانته. فليس لك أن تتبع بولس فى كيفية نشر دينه بالكذب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
(19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
يقول ابن كثير ج: 3 ص: 290 وقوله تعالى: (وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) أي لهن كما تقدم في الحديث عن جابر وقال ابن أبي طلحة عن ابن عباس فإن فعلتم فإن الله لهن غفور رحيم وإثمهن على من أكرههن وكذا قال مجاهد وعطاء الخراساني والأعمش وقتادة.
وعن الزهري قال: غفر لهن ما أكرهن عليه.
وعن زيد بن أسلم قال غفور رحيم للمكرهات حكاهن ابن المنذر في تفسيره بأسانيده وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا يحيى بن عبد الله حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء عن سعيد بن جبير قال في قراءة عبد الله بن مسعود فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهن وإثمهن على من أكرههن.
وفي الحديث المرفوع عن رسول الله أنه قال: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
ويقول تفسير الطبري ج: 18 ص: 132: (ومن يكرههن يقول ومن يكره فتياته على البغاء فإن الله من بعد إكراهه إياهن على ذلك لهم غفور رحيم ووزر ما كان من ذلك عليهم دونهن)
ويقول تفسير البغوي ج: 3 ص: 344: (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم يعني للمكرهات والوزر على المكره)
ويقول تفسير فتح القدير ج: 4 ص: 30: (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم هذا مقرر لما قبله ومؤكد له والمعنى أن عقوبة الإكره راجعة إلى المكرهين لا إلى المكرهات كما تدل عليه قراءة ابن مسعود وجابر بن عبد الله وسعيد بن جبير فإن الله غفور رحيم لهن قيل وفى هذا التفسير بعد لأن المكرهة على الزنا غير آثم)
لذلك هناك قول آخر ينادى بأن الغفران يقع على من أكره فتياته ثم تاب ولم يقترف هذا الجرم مرة أخرى. وذلك لأنه لا وزر من الأساس على المكرهات. وعلى المذنبين قبل الإسلام أيضاً أن يتوبوا عن هذا الذنب، صحيح أن الإسلام يجُبُّ ما قبله من الذنوب ، لكن يقول بعض العلماء أن على التائب الحق أن يستغفر الله على ذنبه كلما تذكره. (الرازى ج11 ص546)
فهل دعا القرآن هنا أن يجبر المالك جاريته على البغاء وأن الله قد يغفر له؟ ألم تقرأ قول الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل 90
وقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الأعراف 28
وقوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) الإسراء 32
ثم قف عزيزى القمص وتفكر كيف اصطفى الرب فى كتابك نبياً (مثل إبراهيم أبى الأنبياء ) يتربح من بيع شرف امرأته (تكوين 12: 11-16)؟
وكيف اصطفى بعلمه الأزلى نبياً (مثل لوط ) يزنى بابنتيه وينجب منهما (تكوين 19: 30-38)؟
وكيف اصطفى نبياً مثل يهوذا الذى يُعد أبو الشعب الإسرائيلى وهو يعلم أنه سيزنى بزوجة ابنه (تكوين الإصحاح 38)؟
وكيف اصطفى داود () وهو يعلم أنه سيزنى بامرأة جاره أوريا (صموئيل الثانى صح 11)؟
وكيف يأمر هوشع أن يزنى وينجب أولاد زنى (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2؟ وكذلك قوله: (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) هوشع 3: 1
بل عندما غضب الرب على داود أسلم زوجاته للزنى عياناً بياناً: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12
الأمر الذى دفع كارل هاينتس ديشنر إلى القول إنه: (لا يُفسِد العلمُ الجنسى [أخلاق] القُصَّر ، ولكن حصة الدين هى التى تتسبب فى ذلك). وذلك بسبب ما يقرأه ويسمعه القاصر من زنى الأنبياء وأولادهم ، بل وأمر الرب بالزنى.
وليس هذا فقط ، بل إن نتاج هذه التعاليم أنها أفرغت مجتمعاً يملأه الإجرام ، ففى الولايات المتحدة الأمريكية:
تضرب إمرأة كل 18 ثانية. وهذا بسبب أنهم تعلموا أن المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج ، وذلك ما تعلموه من العالم المسيحي المشهور إيكويناس.
4000 إمرأة تموت ضحية قسوة الزوج. ولا يرون فى ذلك غضاضة لأن الرب نفسه وصفها أنها كلبة ، وأنها الشر نفسه. فلم يعلمهم دينهم احترام المرأة.
يغتصب يومياً في أمريكا 1900 فتاة ، 20 % منهن يغتصبن من قبل آبائهن!! ولا يرون فى ذلك غضاضة لأنه هكذا فعل نبى الله ومصطفاه لوط مع ابنتيه ، وفعلها أبشالوم من زوجات أبيه داود ، وفعلها يهوذا مع زوجة ابنه ، وفعلها أمنون ابن داود مع أخته ثامار ، ورأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4).
82 ألف جريمة اغتصاب، 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء، بينما تقول الشرطة أن الرقم الحقيقي 35 ضعفاً !
فمن عام 1980 إلى عام 1990 : كان هناك ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء. ولا يرون فى ذلك أى غضاضة ، لأنه هكذا فعلت زوجة أبى الأنبياء كما يقول كتابهم المقدس.
74% من العجائز الفقراء هم من النساء ، 85% من هؤلاء يعشن وحيدات دون
أي معين أو مساعد!
http://www.inshad.com/forum/showthread.php?t=42747
ولكن الآن عزيزى القمص: ما رأيك فى محافظة الإسلام على المرأة ، فحتى الجارية عصمها الله من تلاعب مالكها بها ، وأنزل فى عبد الله بن أبى بن سلول قرآناً؟ لقد علمت ما قاله علماء المسيحية فى المرأة وأنها أحقر وأذل من العبد ، فما رأيك الآن فيما يقوله الإسلام عن المرأة؟ وأى الأديان رفع المرأة ، وأيهما نزل بكرامتها وإنسانيتها إلى أسفل سافلين ، هذا إن اعتبرت المسيحية للمرأة إنسانية؟
أحاديث كاذبة ينسبها القمص للرسول :
وذكرت ص98 (من تسع وتسعين امرأة واحدة فى الجنة وبقيتهن فى النار) ، وتركت هذا القول دون تخريج، أى دون أن تذكر أنه حديث ضعيف، نُسب للرسول ، وذكرت أنه ضعيف ص112. لكنك كنت قد ذكرته ص98 دون تخريج لتصل إلى النتيجة التى تتمناها أولاً بسبب تحاملك على الإسلام فقلت: قولاً منسوباً إلى الكتاب المجهول الذى تستشهد منه ، ولم تذكر رقم الصفحة ولا سنة الطبع ولا اسم الناشر ، لا فى هامش الكتاب ، ولا فى متن النص ، ولا فى ثبت المراجع ، حتى اسم المؤلف مجهول بالنسبة لى على الأقل ، فقلت: (والذى يدرس الأحاديث المتصلة بالنساء لا يسعه إلا طرح السؤال عن الحكمة من وراء خلق المرأة).
ثم ذكرت قولاً قبل أن أبحث عنه فهو ليس من الأسلوب اللغوى للرسول ، فقلت: (إلا أن النار خُلقت للسفهاء وهن النساء إلا التى أطاعت بعلها). وذهبت للبحث عنه فى موقعين لتخريج الأحاديث ، فلم أجده بالمرة ، وكان بحثى تحت كلمة (النار خُلقت للسفهاء). مع الأخذ فى الاعتبار أن كتاب كنز العمال الذى تستند إليه قد جمع كماً من الأحاديث الصحيحة والموضوعة والمختلقة ، ولم يُحقق إلى الآن.
فهل عندك مبرر على عدم لجوئك لكتب الصحاح التسعة أو لكتاب الأحاديث الصحيحة للألبانى أو على الأقل لبرنامج لتحقيق الأحاديث؟
لقد اكتفيت بنقل ما كتبه (حمدون داغر) من الموقع التالى ، بل نقلت أسماء المراجع، التى يدعى هو أنه استند إليها، على أساس أنك أنت صاحب البحث، وأن هذه المراجع هى مراجعك أنت فى التحقيق والدراسة، بل لم تذكر اسم هذا الكاتب غير مرة أو مرتين.
وبالبحث عن هذا الشخص الذى أسميته حمدون داغر لم أجد له ذكر ولا كتاب آخر غير فى مواقعكم المسيحية ، أو موقعين أو ثلاثة نقلوا عن مواقعكم وانتقدوا هذا الكتاب، ويغلب على ظنى أن هذا الشخص من اختراعكم ، ونسبتم إليه كل ما أردتم قوله عن المرأة فى الإسلام. لكننى سأكون حسن النية وسأعتبر أن كل الكلام الذى ذكرته يعبر عن رأيك الشخصى.
وهذا خداع للقارىء المسيحى الذى يصدقك فى كل ما تقول على أساس امتلاكك للروح القدس ، الناجية لصاحبها من الكذب والغش والخداع ، والتى تدفع صاحبها إلى الرشاد والأمانة ، وتطهره من الشيطان وتزكى قلبه. أتمنى أن تبرىء نفسك منه وتعترف أنك أخطأت فى الوثوق فى هذا الكاتب، وتتبع فيما بعد طرق البحث العلمى السليم ، وذلك لإنقاذ سمعة الباحثين الجادين من رجال الكنيسة ، وتصديقاً لكون الروح القدس كائنة فيك تحثك على الحق ، وتدفعك إليه دفعاً.
وكم أتمنى أن أعرف موقفك بعد أن أثبت لك كذب وخداع الكاتب (حمدون داغر) والذى نقل عنه أيضاً القمص زكريا بطرس دون تمحيص أيضاً. الذى تكاتفت معه أنت والقمص زكريا بطرس ، وكأن هذه هى عادة المسيحيين ورجال الكنيسة فى البحث.
كما أتمنى أن أعرف رأى الكنيسة وقرائك ومستمعيك!! وكيف ستصلح ما أفسدته فى عقول من قرأوا كتابك؟ فلو أمكنك أن تتصل بكل قارىء لكتابك صدَّقَكَ لتقدم اعتذارك له ، لكان أفضل!! فبنى آدم خطَّاء ، وخير الخطائين التوابون.
إن جريمة النسخ واللصق التى مارستها عزيزى القمص مرقس عزيز لتتضح حيث ذكر الموضع ملحوظة اختلاف ظهور الأرقام على الموقع وهى التى نقلتها دون الإشارة إلى الموقع الذى أخذت منه ، مما يدل على عدم أمانة علمية فى النقل، وكذلك دون تعديل:
http://www.geocities.com/aboutchrist...AT_ALMAR2A.htm
وتناقل هذا الكتاب أكثر من موقع مثل موقع الحقيقة10 ، وموقع زكريا بطرس.
وأقتبس هنا على سبيل المثال ما قاله القمص ص96: (أما النساء الأخريات التي ترد قصصهن في القرآن فلا يذكر أسماءهن، بل يضيفهن إلى أزواجهن، وهن: حواء (3) وامرأة عمران (آل عمران 3:53) وامرأة العزيز (يوسف 21:03) وامرأة فرعون (القصص 82:9) وامرأة لوط (التحريم 66:01) وامرأة إبراهيم (هود 11:17) وامرأة نوح (التحريم 66:01).).
وبالبحث عن مصدر هذه الأحاديث وجدت أنك لم تعلم شيئاً عن الإسلام عزيزى القمص مرقس عزيز، ولم تجهد نفسك فى قراءة ما نقلته عن (مكانة المرأة فى الإسلام، للكاتب حمدون داغر) أو التحقق منه. والدليل على ذلك أنك نسخت ما وجدته فى موقع هذا الكتاب، ولصقته عندك. فلم تعرف أن سورة آل عمران هى السورة الثالثة فى المصحف بدلاً من قولك إنها السورة 53، ولا أن سورة يوسف هى السورة الثانية عشر بدلاً من ذكرك إياها تحت رقم 3 أو 30 ، وسورة القصص رقم 28 بدلاً من ذكرك إياها تحت رقم 9 ، وسورة التحريم تحت رقم 66 ، بدلاً من قولك إنها رقم واحد أو عشرة ، وسورة هود رقم 11 بدلاً من قولك إنها رقم 17. وهذا كان سيكلفك قليل من الوقت لتبحث وراء هذا الحاقد على الإسلام الذى تنقل عنه.
وهذا ما نوَّه عنه الموقع المذكور فقال: “ملاحظة مهمة: يجب الإنتباه أن الارقام مقلوبة الترتيب مثلاً 8291 يجب أن يكون 1982” [يقصد 1928]
وعلى ذلك فعلى القارىء أن يعدل الأرقام كالتالى (يوسف 12: 30) و(القصص 28: 9) و(التحريم 66: 10) وهود 11: 71) و(التحريم 66: 10).
وهذا ما فعله مع شديد الأسف النسَّاخ القدماء، حيث نقل كل منهم من الآخر دون تحديد إشارة مرجعية للمصدر الذى نقلوا منه ، فجاءت نسخ متساوية أو متشابهة ، مثل: ملوك الثانى 19: 1-3 ، 5 ، 10-15 ، 19 ، 36 ، 37 وتجد فيها نفس الكلام الذى بسفر إشعياء 37 فى نفس الفقرات بأرقامها. (هل الكتاب المقدس حقاً كلمة الله ، للشيخ ديدات ، ص 164-165)
وكذلك فإن العلماء اليوم يُجزمون أن متى أخذ من مرقس ، وقد أقر هذا تقريباً كل تفسير قرأته لمتى ، ولا أريد أن أهوِّل الأمر ، فهذا هو تفسير إنجيل متى لوليم باركلى يقول فى تفسيره ص 17: إن “المادة الموجودة فى بشارة متى وبشارة لوقا مستقاة من بشارة مرقس كأساس لهما. ويمكن تقسيم بشارة مرقس إلى 105 فقرة ، ونستطيع أن نجد 93 فقرة منها فى بشارة متى ، و 81 فقرة منها فى بشارة لوقا. ومن هذه الفقرات ال 105 الواردة فى بشارة مرقس نجد أربع فقرات فقط لا وجود لها فى بشارة متى وبشارة لوقا.”
أى 88.6 % من فقرات إنجيل مرقس قد نقله متى مع تغيير يؤيد وجهة نظره العقائدية بالإضافة إلى ما أضافه من عند نفسه أو من مصدر آخر مجهول.
وبحساب الجمل يقول وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص 17 نجد أن “مرقس يحتوى على 661 عدداً ، ومتى 1068 عدداً ، وفى بشارة لوقا 1149 عدداً. ويورد متى أكثر من 606 من الأعداد الواردة فى مرقس ، ويورد لوقا 320 منها.”
وهذا يعنى أن متى ترك 55 عدداً موجودة عند مرقس، ولم يقتبسها. ومن هؤلاء الجمل نجد 31 عدداً يوردها لوقا.
وفى ص 19 يقول باركلى: “فكلاهما [متى ولوقا] أخذ من مرقس رواية الأحداث فى حياة يسوع ، ولكنهما أخذا رواية التعاليم من مصدر آخر. وقرينة ذلك أن 200 عدداً فى متى تتشابه مع نظيرها فى لوقا ، وهذه مختصة بتعاليم يسوع. ونحن لا نعرف المصدر الذى استقيا منه هذه التعاليم ، ولكن علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن هناك كتاب يجمع تعاليم المسيح ، ويرمزون إليه ب (Q)) التى تعنى المصدر.”
إذن لقد كان متى ينتقى كما أقر العلماء، بدليل أنه ترك 55 جملة كانت عند مرقس، وأتى من مصدر آخر بباقى إنجيله.
ويقول ر.ت. فرانس فى التفسير الحديث لمتى ص 25: “نجد فى إنجيل مرقس ما يقرب من 45% من مادة إنجيل متى، فى صيغة مماثلة (وأحياناً متطابقة تماماً)، بل يكاد تكون بنفس الترتيب ، وثمة 20% أو أكثر أخرى تشترك بنفس الطريقة مع إنجيل لوقا، هذا فضلاً عن وجود توافق تقريبى فى ترتيب الكثير من الأجزاء المشتركة وإن اختلف مكانها فى الهيكل العام لكل إنجيل،وبهذا لا يتبقى سوى 35% من الإنجيل، وهى محصلة ما ساهم به متى شخصياً فى الإنجيل المعروف باسمه، على الرغم من أنه بلا شك قدم الكثير من المادة المشتركة بطريقة واضحة مميزة، إلى حد أنه قد يكون من الصعب أحياناً تحديد ما إذا كان فى الواقع ثمة تقليد مشترك يستند إليه الإنجيل فى سرده لحدث أو قول معين.”
وقد وجدت أن الدكتور الشيخ سليمان العودة قد رد على معظم الأحاديث التى ذكرها الكاتب الكذَّاب، فقال: (وهو في هذا البحث نفسه يتكلم وينتقد كثير من العرب والمسلمين ، لكنه لا يجد ما يعزز انتقاداته وسبه وشتمه للإسلام من النصوص الصريحة القرآنية أو النبوية ولذلك يجد نفسه مضطراً إلى أن يلجأ إلى مجموعة من الأحاديث المختلقة المكذوبة ليعزز بها تلك الدعاوى ، فهو يستشهد بأحاديث لو رجع الإنسان المبتدئ إلى أي كتاب من كتب الأحاديث الموضوعة التي تُبين ما نسب إلى النبي إفكاً وزوراً لوجدوها من ضمن هذه الأحاديث التي يستشهد بها. مثلاً: (لا تنزلونهن الغرف ولا تعلمونهن الكتابة) يعني النساء و(علموهن الغزل وسورة النور). أو (لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتاب واستعينوا عليهن بالعري واكثروا لهن من قول لا ، فإن نعم تغريهن على المسألة) أو حديث (إن من كل 99 امرأة واحدة في الجنة وبقيتهن في النار) أو (إن النار خُلقت للسفهاء والسفهاء هم النساء إلاّ التي أطاعت بعلها) و(هلكت الرجال حين أطاعت النساء) و(ما تزال الرجال بخير ما لم يطيعوا النساء) و(لولا المرأة لدخل الرجل الجنة) وكذلك يقول إن محمداً نهى النساء أن يتكلمن إلاّ بإذن أزواجهن أنه قال ليس للنساء سلام ولا على النساء سلام إن المرأة خلقت نجسة. هذا بعض ما يقوله ..) وذلك على موقع:
http://www.islamcvoice.com/dros/show.php?lessid=145
وسأذكر لك تخريج الأحاديث التى ذكرتها بالبحث عن جزء من الحديث ، مع ذكر الراوى والمصنِّف ، ودرجة الحديث ، وذلك من موقع www.dorar.net
يتبع
-
ففى ص99 وما بعدها تدعى أن الرسول أمر ألا تُعلَّم النساء ، فقال لا تعلموهن الكتابة ، و(لا تسكنوا نساءكم الغرف) و(استعينوا عليهن بالعريب) و(أكثروا لهن من قول لا فإن نعم تغريهن على المسألة) وأنه (نهى النساء أن يتكلمن إلا بإذن أزواجهن) و(ليس لهن نصيب فى الطريق إلا الحواشى) ، و(ليس للنساء وسط الطريق) و(ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام). و(المرأة أكثر نجاسة من الخنزير) و(التبرُّو يتساوى مع لمس المرأة). وبالبحث فى الموقع المذكور تحت كلمة وجدت الآتى: فتحت البحث عن (لا تعلموهن الكتابة).
لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [فيه] محمد بن إبراهيم الشامي يضع الحديث على الشاميين لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار - المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 2/320
لا تنزلوهن الغرف ، ولا تعلموهن الكتابة ، وعلموهن المغزل وسورة النور
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [فيه] عبد الوهاب متروك، وقد تابعه محمد بن إبراهيم السامي وابن إبراهيم رماه ابن حبان بالوضع - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: إتحاف المهرة - الصفحة أو الرقم: 17/344
لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [فيه] الشامي قال ابن حبان إنه كان يضع الحديث على الشاميين - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 2/788
لا تسكنوهن الغرف, ولا تعلموهن الكتابة ، وعلموهن المغزل وسورة النور .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: في إسناده محمد بن إبراهيم الشامي كان يضع الحديث - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفوائد المجموعة - الصفحة أو الرقم: 126
لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن الغزل وسورة النور
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: في إسناده محمد بن إبراهيم الشامي قال الدارقطني كذاب - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 6/21
لا تسكنوهن الغرف ، ولا تعلموهن الكتابة ، وعلموهن المغزل وسورة النور
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 2017
لا تعلموهن الكتابة – يعني النساء – وعلموهن المغزل وسورة النور
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [فيه] عبد الوهاب بن الضحاك متهم متروك وله متابعة - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 2/788
لا تعلموهن الكتابة ولا تسكنوهن الغرف وعلموهن سورة النور
الراوي: - - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/346
لا تسكنوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة ، وعلموهن المغزل وسورة النور
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 2017
لم يمنع الإسلام المرأة حق التعليم ، ذلك الحق الذى منعته بعض الأديان الكتابية، والذى ظلت المرأة الغربية المسيحية محرومة منه إلى عصور متأخرة، بل جعله فريضة من الفرائض الواجبة على كل مسلم ومسلمة، فقد قال النبى : (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة).
تقول الكاتبة الألمانية زيجريد هونكه: (لقد كانت خديجة نموذجاً لشريفات العرب، أجاز لها الرسول أن تستزيد من العلم والمعرفة كالرجل تماماً. وسار الركب وشاهد الناس سيدات يدرسن القانون والشرع ويلقين المحاضرات فى المساجد ويفسرن أحكام الدين. فكانت السيدة تنهى دراستها على يد كبار العلماء ، ثم تنال منهم تصريحاً لتدرس هى بنفسها ما تعلمته ، فتصبح الأستاذة الشيخة. كما لمعت بينهن أديبات وشاعرات ، والناس لا ترى فى ذلك غضاضة أو خروجاً على التقاليد.)
وترى أن أول ما أنزله الله من القرآن هو الحث على العلم والمعرفة: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) العلق 1-5
وأمرنا الله أن ندعوه بزيادة العلم قائلين: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) طه 114
ورغبنا فى العلم فبيَّنَ لنا أنَّ المتعلم لا يتساوى عنده بغير المتعلم ، فقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر 9
وبين الله لنا أن مكانة أهل العلم عنده أعلى فى درجات الرضى والجنة ، فقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) المجادلة 11
وقال تعالى إن العلماء أكثر خشية لله ومعرفة له من غير المنشغلين بالعلم: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر 28
كما خاطب الله تعالى أمهات المؤمنين رضى الله عنهن فقال: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) الأحزاب 34
فقال : (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ، وإن العالِم ليستغفر له مَنْ فى السماوات ومن فى الأرض حتَّى الحيتان فى الماء ، وفضلُ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمَرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ وَرَثَةَ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يَوَرِّثوا ديناراً ولا دِرهَماً ، وإنِّما وَرَّثوا العِلْمَ ، فَمَنْ أَخّذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وافِر) أبو داود والترمذى
وقال : (مَنْ يُرِدِ اللهُ به خَيْراً يُفقِّهْهُ فى الدين) متفق عليه
بل جعلها من كنوز الدنيا التى يجب أن يغبط الناس بعضهم بعضاً عليها. فقال : (لا حَسَدَ إلاَّ فى اثنتين: رجل آتاهُ اللهُ مالاً ، فسلَّطهُ على هَلَكَتِهِ فى الحق ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ الحِكْمَةَ ، فهو يقضِى بها ويُعلِّمُها) متفق عليه
وجعل العلم من أنفع الأشياء لصاحبه حتى فى القبر. فقال : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفَعُ به ، أو ولدٍ صالِحٍ يَدعُوا له) رواه مسلم
بل قال : (الدنيا ملعونةٌ، مَلعُونُ ما فيها، إلا ذكرَ الله تعالى، وما والاهُ، وعالماً، أو متعلِّماً) الترمذى ، فتراه استثنى ذكر الله والعلم.
بل جعل طالب العلم كالمجاهد فى سبيل الله فقال : (مَنْ خَرَجَ فى طلبِ العِلمِ فهو فى سبيلِ اللهِ حتَّى يَرْجِعَ) الترمذى
وجعل كتم العلم من الآثام التى يُلجم فم كاتمه بلجام من النار يوم القيامة ترغيباً فى نشر العلم ، وترهيباً من كتمه. فقال : (مَنْ سُئِلَ عن علم فَكَتَمَهُ ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ) أبو داود والترمذى
حتى الجاريات لم يستثناهم الإسلام من طلب العلم. فقد حثَّ رسول الله على تعليمهن وتربيتهن وعتقهنّ، فقال: (أيّما رجل عنده وليدة [جارية]، فعلَّمها ، فأحسنَ تعليمها، وأدَّبها، فأحسنَ تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران) متفق عليه
وكانت السيدة عائشة من أفقه النساء فى أمور الدين ، حتى قال عنها الرسول لأصحابه الرجال: (خُذُوا نصف دينكم عن هذه الحميراء).
الراوي: - - خلاصة الدرجة: ليس له أصل - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 8/96
ومما قيل فى علم السيدة عائشة زوجة الرسول: (نقلا عن عودة الحجاب ج 2)
قال الزهرى: (لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل)
وقال عطاء: (كانت عائشة أفقه الناس ، وأحسن الناس رأياً فى العامة)
وعن موسى بن طلحة قال: (ما رأيت أحداً أفصح من عائشة)
وقال مسروق: (رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض)
وعن عروة بن الزبير قال: (ما شكل علينا أصحابَ رسول الله حديث قط ، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً)
وقد كان الرجال يطلبون العلم من أمهات المؤمنين: فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبى يسألون عن عبادة النبى
وهل تجد موطناً أوثق، ومرتقى أسمق ، ومنزلة أوثق من أن علىَّ بن أبى طالب وهو العَلَم الأشم الذى لا يدانيه أحد فى علمه وحكمته ، وقربه من رسول الله وقرابته ـ يتلقى الحديث على مولاة [جارية] لرسول الله كانت تقوم على خدمته، وهى ميمونة بنت سعد؟ فكيف بمن دون على رضى الله عنه؟!
انظر إلى احترام الصحابة للمرأة ولعلمها، حتى ولو كانت أمةٌ! فهؤلاء الرجال يعترفون بجهلهم فى مسألة أو أكثر ، ويُقرُّون بعلم امرأة ، بل ويلجأون إليها للتعلم منها! حتى على بن أبى طالب (الذى قال عنه رسول الله أنا مدينة العلم وعلى بابها) لم يتكبر أن يتعلم من أمة ، احترمها واحترم ما عندها من علم ، فجلس يتعلم منها.
ولك أن تعرف أن الرسول استأجر لزوجته حفصة مُدرسة. فقد كانت أمنا السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما تتعلم الكتابة فى الجاهلية على يد امرأة كاتبة تُدعى (الشفاء العدوية) وهى سيدة من بنى عُدى قبيلة عمر بن الخطاب ، فلمَّا تزوجها النبى طلب إلى الشفاء أن تعلمها تحسين الخط وتزيينه كما علمتها أصل الكتابة.
ثم قارن هذا بقول بولس: (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 12-14
وقارن هذا بمنع النساء من التكلم فى الكنائس: (لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
وقد حارب سقراط وأريستوفان وموليير تعليم المرأة:
فقال سقراط: إن المرأة ليست معدة إعداداً طبيعياً لكى تفهم شيئاً فى العلم ، ولكنها معدة للمطبخ وتربية الأولاد.
وجاء أفلاطون ليعطيها قسطا من التعليم ، فقامت عليه الدنيا.
وقام الفيلسوف الساخر أريستوفان بتأليف رواية اسمها: النساء المتحذلقات، وتندَّرَ فيها على المرأة التى نالت قسطاً من التعليم ..
وجاء بعده موليير الفرنسى وتندَّرَ بدوره على المرأة فى روايته: برلمان النساء.
وبهذا يتضح لك أنه من المستحيل أن يكون مثل هذا الكلام قد صدر عن خير الأنام. ولا يمكن أن يكون قائله إلا من الذين يخجلون من ماضيهم وواقعهم الكتابى والتاريخى. اقرأ إلى أى مدى كانت المرأة فى التاريخ المسيحى المستمد من تحميلها للخطيئة الأزلية: لقد منعوها من الدين نفسه ، لأنها ليست أهلاً ولا شرفاً أن تقرأ فى الكتاب الذى تقدسه: لقد (أصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن ملك إنجلترا [أى فى القرن السادس عشر 1509 – 1547] يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل، لأنها تعتبر نجسة).
ناهيك عن حرق وتعذيب العلماء والمفكرين الذين جاءوا بعلم يُخالف علم الكتاب الذى ينسبونه لله ، منهم جاليليو وكوبرنيكوس وبافون ونيوتن وجيور دانو برونو ورينولد وريتيكوس وديكارت.
ليس للنساء وسط الطريق
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إذا كان لم يروه عنه [ شريك ] غير مسلم بن خالد فهو الزنجي ضعيف جدا - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 4/2036
ليس للنساء وسط الطريق
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: من حديث مسلم بن خالد وثق وضعف - المحدث: ابن دقيق العيد - المصدر: الإلمام - الصفحة أو الرقم: 2/563
ليس للنساء وسط الطريق
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن لشواهده - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 856
ليس للنساء وسط الطريق
الراوي: أبو عمرو بن حماس و أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5425
وبالبحث فى موقع الشيح الألبانى عن هذا الحديث وجدت الآتى:
ليس للنساء وسط الطريق]. (حسن بما بعده). عن أبي أسيد الأنصاري عن ابيه أنه سمع رسول الله يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله للنساء استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق. فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. (والحديث حسن بمجموع الطريقين).
ومعنى هذا أن الرسول قد أمرهن بذلك تجنباً أن يتخبطن فى الرجال أو يتخبط الرجال بهن ، وذلك منعاً لإثارة الشهوة بين الاثنين. أليس هذا هو نفس ما أمر به يسوع فى كتابك عزيزى القمص مرقس عزيز؟ (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.) متى 5: 27-30
إذاً فإن رسالة الفضيلة والأخلاق وسد المنافذ التى تؤدى إلى الزنى تتفق مع لب دينك ، فعلام النقد الموجه لهذا الحديث؟ ألا يُضاف هذا إلى باقى الأدلة التى تُثبت أنك لم تقرأ الكتاب الذى رددت ما قاله دون علم أو فحص أو حتى تفكُّر؟
ليس للنساء في الخروج إلا مضطرة يعني ليس لها خادم إلا في العيدين الأضحى والفطر وليس لهن من الطريق إلا الحواشي
الراوي: عبد الله بن عمر - خلاصة الدرجة: [فيه] سوار بن مصعب عامة ما يرويه ليس بمحفوظ وهو ضعيف - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 4/533
ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة ليس لها خادم إلا في العيدين الأضحى والفطر وليس لهن من الطريق إلا الحواشي
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [فيه] سوار بن مصعب متروك الحديث - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 4/2036
ليس للنساء سلام ، ولا عليهن سلام
الراوي: عطاء بن أبي مسلم الخراساني - خلاصة الدرجة: منكر - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1430
ليس للنساء سلام ، ولا عليهن سلام
الراوي: عطاء بن أبي مسلم الخراساني - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 4920
ليس للنساء سلام ، ولا عليهن سلام
الراوي: عطاء بن أبي مسلم الخراساني - خلاصة الدرجة: منكر - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1430
لا تعليق لدى أكثر من أن المستشهد بهذا الحديث غير أمين ، بل كاذب ، هذا إن لم يكن جاهلاً ولا يعرف كيفية البحث وإقامة الحجة على الآخر ، من العقيدة التى يدين بها ، وليس مما اختلقه الحاقدون على الإسلام. ويُلام عليك عزيزى القمص مرقس عزيز أنك وثقت فى هذا الكاتب وكتابه ، ونقلت منه دون تمحيص.
خير نسائكم الودود الولود، المواتية، المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم
الراوي: أبو أذينة الصدفي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1849
خير نسائكم الولود الودود ، والمواسية المواتية إذا اتقين الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم
الراوي: أبو أذينة الصدفي وسلمان بن يسار - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3330
لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان .
الراوي: عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1013
فالمشكلة هنا هو تشبيه دخول المرأة سيئة الخلق المنافقة الجنة بالغراب الأعصم. وهذا ما انتقدته أنت عزيزى القمص مرقس عزيز ص100 ، ولكنك حورت فهمك إلى (المرأة المؤمنة) لتجعل دخول المؤمنات الجنة من المستحيل. وفى الحقيقة استوقفنى انتقادك هذا ، وتساءلت فى نفسى كيف بمن يتعبد بلعن الإله وتشبيهه بالحيوانات أن ينتقد تشبيه المرأة بالغراب؟ وهذا على فهمك أنت.
أما قرأت فى كتابك أن الرب شُبِّه بالخروف؟ (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ .. ..) رؤيا يوحنا 17: 14
وأما قرأت أن الرب شُبِّه بالشاة؟ (مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل 8: 32
وأما قرأت أن الرب شُبِّه بالثور الوحشى؟ (اللهُ أَخْرَجَهُ مِنْ مِصْرَ، وَقُوَّتُهُ مِثْلُ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ.) العدد 24: 8
وأما علمت أن الرب شُبِّه بالأسد والنمر والدبة واللبوة؟ (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. 7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.) هوشع 13: 4-8
وأما علمت أن الرب شُبِّه بالعُثِّ والسوس؟ (12فَأَنَا لأَفْرَايِمَ كَالْعُثِّ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَالسُّوس)هوشع 5: 12
أما وعيت تشبيه الرب لنفسه بالحيَّة؟ (14وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ) يوحنا 3: 14
أما قرأت تشبيه الرب لنفسه ببنات آوى ورعال النَّعام؟ وهل تعلم من هو ابن آوى؟ إنه حيوان من فصيلة الكلاب والذئاب والثعالب. (8مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِياً وَعُرْيَاناً. أَصْنَعُ نَحِيباً كَبَنَاتِ آوَى وَنَوْحاً كَرِعَالِ النَّعَامِ.) ميخا 1: 8
ثم إن الذين سيخطفهم يسوع فى مجيئه الثانى هم من الرجال وعددهم فقط مائة اربع وأربعين ألف ربما من الأرثوذكس ، وربما من البروتستانت أو الكاثوليك أو أحد الطوائف الأخرى. المهم أنهم من الرجال الذين لم يتنجسوا مع امرأة: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ. .. .. .. 4هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هَؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً لِلَّهِ وَلِلخَرُوفِ.) رؤيا 14: 1-4
ألم يستوقفك كل هذا ، وأثارك تشبيه المنافقة بالغراب؟ أم لم تقرأ هذا فى كتابك؟ لكن فى النهاية يعجبنى أنك اليوم تدافع عن المرأة ، على الرغم من موقف كتابك وحضارتك المسيحية من المرأة. فإكرام المرأة والرفعة من شأنها يتفق مع دينى وحضارتنى.
إنك عندما تُدافع عن المرأة وترفع من شأنها ، فإنك تُخالف ما أتى به دينك عزيزى القمص. لقد قال يسوع فى الكتاب: (3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ.) متى 7: 3-4، مع الفارق أننى ليس بعينى قذى، وإنما هو سوء فهم منك قد يقع فيه غيرك من غير المتخصصين أيضاً.
والآن ما هو خبر هذا التشبيه؟
إن الحديث يُحث النساء اللاتى يردن دخول الجنة على التحلل من النفاق القلبى والدينى ، وأن يستعصمن بالدين مثل المؤمنات الودودات والمواسيات المواتيات. لأنه لن تجد فى الجنة من المنافقات الكاسيات العاريات من النساء عدداً إلا مثل وجود الغراب الأعصم. وهو طائر نادر الوجود جداً. وهذا يدل على أن دخول أحد من هؤلاء النساء الجنة لأمر بعيد. وأن من سيدخلها من النساء هن اللاتى ذكرن فى أول الحديث.
اقرأ الحديث مرة أخرى: (خير نسائكم الولود الودود، والمواسية، المواتية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم). وهذا بعيد جداً عما فهمته أنت ، فقد قلت إن الرسول شبه “المرأة المؤمنة فى النساء كالغراب”. فأين هذا مما فهمته؟
إن هذا التشبيه يُشبه قول الرجل: إنه يعوم (يسبح) أفضل من القطط. وبما أنه معروف أن القطط لا تعوم ، فهو ينفى عن نفسه المقدرة على السباحة.
وفى الحقيقة عزيزى القمص مرقس عزيز لن أستمر فى إلقاء اللوم على (حمدون داغر) الذى نقلت عنه دون فهم لمحتوى ما تنقله ، ولكننى ألومك وأنت مصرى تعرف اللغة العربية، ويَسهُل عليك فهم مضمون الحديث، أو السؤال عنه فى الأزهر أو فى أى موقع من مواقع الإنترنت ، التى ترحب بأسئلة الدارسين.
واستعينوا عليهن بالعريب ولم أجد عند البحث عنها شيئاً ، ولم أجد كلمة (بالعريب) بالمرة. وبحثت أيضاً تحت (واستعينوا عليهن بالغريب) ولم أجد شيئاً
وبالبحث عن كلمة (أكثروا لهن من قول لا) لم أجد شيئاً
وبالبحث عن كلمة (فإن نعم تغريهن على المسألة) لم أجد شيئاً
وبالبحث عن كلمة (لا يتكلمن إلا بإذن أزواجهن) وعن كلمة (لا تتكلم المرأة إلا بإذن زوجها) لم أجد شيئاً. ولكننى عثرت على حديث ، تم فيه لىُّ المعنى ، والمقصود منه ألا يُخاطب الرجل المرأة الغريبة عنه إلا بإذن زوجها. فالحديث يقول: “نهى النبي أن تُكلَّم النساء إلا بإذن أزواجهن”. وقد قالها القمص مرقس ص99 (فإن محمداً نهى النساء أن يتكلمن إلا بإذن أزواجهن).
وجاء هذا الحديث أيضاً بلفظ (نستئذن على النساء): (أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَرْسَلَهُ إِلَى عَلِيٍّ يَسْتَأْذِنُهُ عَلَى امْرَأَتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَأَذِنَ لَهُ فَتَكَلَّمَا فِي حَاجَةٍ فَلَمَّا خَرَجَ الْمَوْلَى سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ عَمْرٌو نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نَسْتَأْذِنَ عَلَى النِّسَاءِ إِلَّا بِإِذْنِ أَزْوَاجِهِنَّ) مسند أحمد
أى نهانا الرسول أن ندخل على النساء إلا بإذن أزواجهن. كما جاءت بهذا اللفظ فى سنن الترمذى: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَانَا أَوْ نَهَى أَنْ نَدْخُلَ عَلَى النِّسَاءِ بِغَيْرِ إِذْنِ أَزْوَاجِهِنَّ)
وفى شرح هذا الحديث عند الألبانى قال: (عن تميم بن سلمة قال أقبل عمرو بن العاص إلى بيت علي بن أبي طالب في حاجة فلم يجد عليا فرجع ثم عاد فلم يجده - مرتين أو ثلاثا - فجاء علي فقال له أما استطعت إذ كانت حاجتك إليها أن تدخل قال نهينا أن ندخل عليهن إلا بإذن أزواجهن. وإسناده صحيح.)
http://www.alalbany.net/search/view.php?id=652
وأعتقد أن دخول رجل بيتك فى غير وجودك سيؤذى مشاعرك ولا تتمناه. ولا يتمناه رجل عنده النخوة ويُحافظ على أهل بيته بغض النظر عن دينه.
وبالبحث عن (إلا مضطرة) لم أجد إلا أحاديث ضعيفة أو متروكة تمسكت بها عزيزى القمص.
ليس للنساء في الخروج إلا مضطرة يعني ليس لها خادم إلا في العيدين الأضحى والفطر وليس لهن من الطريق إلا الحواشي
الراوي: عبد الله بن عمر - خلاصة الدرجة: [فيه] سوار بن مصعب عامة ما يرويه ليس بمحفوظ وهو ضعيف - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 4/533
ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة ليس لها خادم إلا في العيدين الأضحى والفطر وليس لهن من الطريق إلا الحواشي
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [فيه] سوار بن مصعب متروك الحديث - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 4/2036
ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة - يعني ليس لها خادم - إلا في العيدين الأضحى و الفطر ، و ليس لهن نصيب من الطريق إلى الحواشي
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1781
ليس للنساء نصيب في الخروج ، إلا مضطرة يعني ليس لها خادم إلا في العيدين: الأضحى ، والفطر ، وليس لهن نصيب في الطرق إلا الحواشي
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 4923
ويكفيك أن تعلم أن النساء كن يحضرن دروساً للعلم عند الرسول ، وكن يذهبن إلى أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها ليسألنها فى أمور الدين ، بل عين عمر بن الخطاب رضى الله عنه (الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس) والية على السوق والحسبة والتجارة. ولها أن تخرج للجهاد فى سبيل الله ، وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر مثل الرجل تماماً، وهذا يتطلب خروجها: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71
ويجوز لها أن تتولى القضاء ، وخاصة أن الحكم اليوم لا يصدر بالإنفراد ، بل يصدر عن هيئة مستشارين. ومن الذين أجازوا أن تتولى المرأة القضاء الإمام محمد بن جرير الطبرى [224-310 هجرية / 839-923م] وقد حكموا بذلك "لقياسهم" القضاء على "الفتيا" .. فالمسلمون قد أجمعوا على جواز تولى المرأة منصب الإفتاء الدينى أى التبليغ عن رسول الله وهو من أخطر المناصب الدينية وفى توليها للإفتاء سنة عملية مارستها نساء كثيرات على عهد النبوة من أمهات المؤمنين وغيرهن فقاس هؤلاء الفقهاء قضاء المرأة على فتياها ، وحكموا بجواز توليها كل أنواع القضاء ، لممارستها الإفتاء فى مختلف الأحكام.
لقد تحدث القرآن الكريم عن ملكة سبأ - وهى امرأة - فأثنى عليها وعلى ولايتها للولاية العامة ، لأنها كانت تحكم بالمؤسسة الشورية لا بالولاية الفردية (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ). النمل: 32
وذم القرآن الكريم فرعون مصر - وهو رجل لأنه قد انفرد بسلطان الولاية العامة وسلطة صنع القرار(قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ). غافر: 29. فلم تكن العبرة بالذكورة أو الأنوثة فى الولاية العامة وإنما كانت العبرة بكون هذه الولاية "مؤسسة شورية"؟ أم "سلطانا فردياً مطلقاً"؟
وبالبحث عن (النساء والخمر) وجدت
ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: بلا إسناد عن علي - المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 428
إن أخوف ما أخاف على أمتي النساء والخمر
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 6052
ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 3885
وبالبحث عن (خنزيرا متلطخا بطين) أسفت جداً لما قاله القمص المحترم:
لأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة ؛ خير من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: منكر جدا - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 6056
إياك والخلوة بالنساء ، والذي نفسي بيده ماخلا رجل بامرأة ؛ إلا دخل الشيطان بينهما ، ولأن يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حماة ؛ خير له من أن يزحم منكبه منكب امراة لا تحل له .
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1200
وبالبحث عن (تسع وتسعين) لم أجد حديثه المعنىّ لا بالمعنى ولا بالنص. فقد قال القمص: (من تسع وتسعين امرأة واحدة فى الجنة وبقيتهن فى النار)
وبالبحث عن (تسع وتسعون) لم أجد حديثه المعنىّ لا بالمعنى ولا بالنص.
وبالبحث عن (امرأة واحدة فى الجنة) لم أجد حديثه المعنىّ لا بالمعنى ولا بالنص.
وبالبحث عن (واحدة فى الجنة) لم أجد حديثه المعنىّ لا بالمعنى ولا بالنص.
وبالبحث عن (وبقيتهن فى النار) لم أجدها فى النت كله إلا فى مواقع مسيحية تناقلت الكتاب الذى نقلت أنت منه.
وتقول أيها القمص مرقس عزيز ص98 (هلكت الرجال حين أطاعت النساء. وما تزال الرجال بخير ما لم يطيعوا النساء).
وبالبحث عن (ما لم يطيعوا النساء) لم أجد حديثه المعنىّ لا بالمعنى ولا بالنص.
وبالبحث عن (ما تزال الرجال بخير) لم أجد حديثه المعنىّ لا بالمعنى ولا بالنص.
وبالبحث عن (بخير ما لم) لم أجد حديثه المعنىّ لا بالمعنى ولا بالنص.
لكن إذا سألت طفل تعرف على قصة نزول الوحى على رسول الله ، لأفادك أنه حينما رجع رسول الله من الغار بعد أن جاءه المَلَك وبوادره ترجف ، دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني، فزمّلته حتى ذهب عنه الروع ، ثم قال لخديجة: أي خديجة مالي؟ وأخبرها الخبر. قال: لقد خشيت على نفسي. قالت له خديجة: كلا. أبشر فو الله لا يخزيك الله أبداً ، والله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ، وأشارت إليه أن يذهبا إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ، وذهب معها الرسول .. .. . والحديث رواه البخارى ومسلم.
وكيف يأمر الرسول أن نستشيرها ثم نخالفها ، وهى بأمر الله مسئولة مثلها مثل الرجل عن الدين وعن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71
وما كان أمر أن يُأخذ إذن البنت عند زواجها ، وأن تُستشار فيمن تريد الزواج منه.
كما أخذ رسول الله بمشورة (أم سلمة) في قضية إحجامِ الصحابة عن حلقِ رؤوسهم يوم الحديبية ، فلما قال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه: قوموا فانحرُوا ثمّ احْلِقوا . فما قامَ منهم رجُلٌ حتى قال ذَلكَ ثلاثَ مَرّاتٍ. فلمّا لم يَقُمْ منهم أحدٌ دَخلَ على (أُمّ سَلمةَ) فذَكرَ لها ما لقيَ منَ الناسِ. فأشارت إليه أُمّ سَلمةَ: أن يخرُجْ ثمّ لا يُكلّمْ أحداً منهم كلمةً حتى يَنْحَرَ بُدْنَه ويَحلق. فأخذ بمشورتها ، ونفذها تماماً. فلما رأَوا ذَلكَ قاموا فَنَحروا، وجَعلَ بعضُهم يَحلِقُ بعضاً ، حتى كادَ بعضُهم يَقتُلُ بعضاً غَمّاً. وقد رواها البخارى في الصحيح.
وكيف كان يذهب الصحابة بل والخلفاء لاستشارة السيدة عائشة رضى الله عنها؟
وهناك من مزايا المرأة المسلمة (ستأتى فيما بعد) التى متعها الله بها، بعد هضم وحيف وجور استمر عدة قرون، إلى أن جاء نبى وأمير السلام محمد وأعلن أنها إنسانة لها كامل الإنسانية والحقوق التى للرجل فى الدنيا والآخرة. فى الوقت الذى كانوا لم يكتشفوا فيه بعد أن المرأة لها روح مثل الرجل ، ولم يكونوا قد اكتشفوا أنها إنسانة مثل الرجل ، ولم يعرفوا إن كانت روحها مثل البشر (أى الرجال) أم إنها روح شيطانية أم حيوانية:
ولك أن تتخيل أن رأى أرفع رجال الدين منصباً: وهو البابا اينوسنسيوس الثامن قد أعلن فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين. فلا يعتقد أن المسيحية أو اليهودية أنصفت المرأة إلا فاقد التمييز والحكم السليم على الأشياء، أو مُكذِّب للتاريخ، أو مُتزين بأساطير يتمنى لو كانت هى التاريخ!
وعن قولك ص100 (للمرأة ستران: القبر والزوج) وجدت خمسة أحاديث كلها موضوعة:
للمرأة ستران: القبر والزوج فأيهما أفضل؟ قال: القبر
الراوي: عبد الله بن عباس - خلاصة الدرجة: [فيه] خالد بن يزيد القسري أحاديثه كلها لا يتابع وهو عندي ضعيف يكتب حديثه - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 3/432
للمرأة ستران القبر والزوج، قيل: فأيهما أفضل؟ قال: القبر
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 258
للمرأة ستران : القبر والزوج .
الراوي: - - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفوائد المجموعة - الصفحة أو الرقم: 266
للمرأة ستران: القبر و الزوج. قيل: و أيهما أفضل؟ قال: القبر
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1396
للمرأة ستران : القبر ، و الزوج
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: موضوع - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 4750
فهل من الأمانة أن تستشهد بأحاديث تُنسب زوراً للرسول ؟
هل أفلست ولم تجد ما تُلحقه بالإسلام لتُشينه غير هذه الأحاديث المُختلقة والتى لا يعترف المسلمون بها؟
وكيف تكتب عن الإسلام وتنتقده وأنت غير قادر على تخريج الأحاديث الصحيحة من غيرها ولو حتى عن طريق أحد برامج تخريج الأحاديث على النت أو على برنامج (سى دى) من برامج الأحاديث الشهيرة؟
وعن قولك الشؤم فى ثلاث:
سمعت النبي يقول: إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار.
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2858
لقد أورده الإمام البخاري فى (صحيحه - كتاب الجهاد والسير- باب ما يذكر من شؤم الفرس) والإمام مسلم فى (صحيحه - كتاب السلام - باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم) ، عن عبد الـله بن عمر رضي الـله عنهما
كما رواه الإمام الترمذى (سننه - كتاب الأدب عن رسول الله - باب ما جاء في الشؤم) عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر .
وأخرج أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث سعد مرفوعا: "من سعادة ابن آدم ثلاثة المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح ، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء".
وفي رواية للحاكم: "ثلاثة من الشقاء المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك.
والدابة تكون قطوفا، فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحق أصحابك ، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق".
لقد حددت رواية الحاكم أن الشؤم من المرأة يكون بسبب سوء خلقها ، وتطاولها على زوجها، والشؤم من الدابة هو عنادها، فإذا ضربها صاحبها أتعبته، وإذا تركها لا تسير كما يحلو له ، ولا تلحق بأصحابه فى السفر. والشؤم من الدار إذا كانت ضيقة قليلة المرافق.
يتبع