تمام ...اقتباس:
الإنجيل المقصود هو تعاليم السيد المسيح أى العهد الجديد النصف الثانى من الكتاب المقدس
أدعوك إلي جولة ... هلُمّ إليها !! - ركز هداك الله -
جاء في إنجيل مرقس (1 :15،14 ) ( حسب النسخة الإنجليزية القياسية RSV ) :
" Now after John was arrested . Jesus come into Galilee preaching the gospel of God . and saying : The Time is fulfilled . and the kingdom of God is at hand . repent , and believe in the gospel ."
الترجمة : " بعد إعتقال يحيي - المعمدان - جاء عيسي إلي الجليل يعلم إنجيل الرب ( κηρυσσων το ευαγγελιον του θεου ).. لقد كمل الزمان واقترب ملكوت الرب .. توبوا وآمنوا بالإنجيل ( τω ευαγγελιω ) "
هذا النص الذي قاله المسيح عليه السلام نجد فيه ذكر للإنجيل مرتين . المرة الأولي يقوم فيها المسيح بتعليم الناس إنجيل ملكوت الرب . وفي المرة الثانية يطلب منهم المسيح عليه السلام الإيمان بالإنجيل .
وبالرجوع إلي النص اليوناني في نسخة ( IGENT ) نجد أنّ هناك فرق بين الإنجيلين يلاحظه المدقق في الرسم الإملائي اليوناني . فكلمةإنجيل الأولي الواردة في ( 1:14 ) كتبت باليونانية هكذا ( ευαγγελιον ) وكلمة إنجيل الثانية الورادة في ( 1:15 ) كتبت هكذا ( ευαγγελιω ) مع إختلاف أداة التعريف لكل منهما (τω , το ) . وأحياناً يتبادل الحرف ( ω ) بـــ ( ο ) كما هو واضح في النصّ السابق .
بإختصار شديد وبعد تتبع مواضيع الكلمتين وجدّت الإتي ::
أنّ الإنجيل الذي كان المسيح عليه السلام يقوم بتعليمه إلي قومه حسب الرسم في اليونانية هو ( το ευαγγελιον ) . وهو عبارة عن الناموس بأكمله أي توراة موسي بكاملها إضافة إلي ما أوتيه المسيح عليه السلام من ربه عز وجلّ . وهذا الكتاب كتاب قطعاً . هذا هو إنجيل ملكوت الرب تصديقاً لقول المسيح :
" لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل . فأني الحق أقول لكم : إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد ولا نقطة واحدة من الناموس حتي يكون الكل " ( متي 5:17،18 )
ولزم تلاميذ المسيح تعاليم الناموس كله ( το ευαγγελιον ) بكاملها وأقاموها علي أنفسهم وعُرفُوا عند المسيحين اليونانين بأصحاب كنيسة الختان أو النصاري .
وأن الإنجيل الذي كان المسيح عليه السلان يطابهم بالإيمان به . هو الذي كُتَبَ هكذا في اليوناني ( το ευαγγελιον ) أو هكذا ( τω ευαγγελιω ) منسوباً إلي المسيح عليه السلام . وقد ورد هذا الإنجيل إثني عشر مرة بعدد أسباط بني إسرائيل وأماكنها كالآتي :
مرقس ( 1:15 ) ورمية ( 1:9 ؛ 10:16 ) و 1كو ( 9:12،18 ) و2كو (8:18 ؛ 10:14 ) وفيلبي ( 4:3 ) و 1تسالوكي (3 :2 ) و 2تسالوكي ( 1:18 ) و 2تيماوس ( 1:8 ) و 1بطرس ( 4:17 ) التي استشهدت بها انتا .
أي مرة واحدة عند كل من مرقس وبطرس و 10 مرات عند بولس ولم يتعرّف عليها كتبة الأناجيل الأخري ..!!
والغريب في الأمر أن كلمة إنجيل قد وردت في القرآن الكريم اثني عشر مرة ايضا ..!! ( فقط للعِلّم )
وإن ذهبنا نتعرف علي ذلك الإنجيل في مواضعه فسوف نجده دائما وابدا منسوبا إلي المسيح عليه السلام أو مشارا إليه بأنه الإنجيل الواجب طاعته . مثل إنجيل الابن وإنجيل المسيح والإنجيل المطلوب طاعته وإنجيل ربنا يسوع المسيح وإنجيل الرب ... وهكذا . وهو في جميع حالاته يختلف تماما عن باقي الأناجيل التي ظهرت من بعد بعثة المسيح مثل إنجيل بولس وإنجيل مرقس وإنجيل متي وإنجيل يوحنا وإنجيل لوقا وباقي الأناجيل التي تم العثور عليها في نجع حمادي .
وهناك نقطة هامة يجب ملاحظتها عند ذكر كلمة الرب . فالرب دائما ليس هو الإله المعبود في جميع أحواله ، فالرب إن جاء علي لسان المسيح عليه السلام فهو رب المسيح والناس وإله المسيح والناس أجميعن . والرب إن جاء علي لسان كتبة الأسفار المسيحية فهو المسيح ذاته عندكم كما تعتقدون ..!! فقول المسيح عليه السلام إنجيل الرب غير قول بعضكم إنجيل الرب في معظم الأحيان الإ عند وجود قرينة تفيد ذلك .....
نرجع إلي نص إنجيل مرقس ( 1:14،15 ) لأسجل خلاصة الأمر وهو إنجيل ملكوت الرب الذي قام المسيح عليه السلام بتعليمه إلي الناس . وأيضا وجود إنجيل المسيح عليه السلام وهو الذي دَعَي الناس إلي الإيمان به .
لاحظ يا زميل ... كلمة ( Belive ) التي تفيد الأعتقاد وهي أشد من كلمة الإيمان . فالعبارتان الإنجليزيتان :
( believe in the gospel ) و ( belive in his name ) تفيدان الإيمان العقدي في إنجيل المسيح ، والإيمان العقدي في اسم المسيح عيسي ابن مريم . والغريب في الأمر أنكم فقدتم الأثنين . فقدتم انجيل المسيح بقولكم هو بشارة الخلاص . وفقدتم اسم المسيح بقولكم هو يسوع أو جيسس . ( ويمكنني البرهان علي ذلك )
وإذا حاولنا تتبع المعاني في الترجمات العربية فلن نجد شيئاً .. والقارئ العادي بل المثقف من إخواننا في المواطنة من المسيحيين لا يعلم شيئاً . فهو مسكين دائما . فقد تم حذف الكلمتين المعبرتين عن الإنجيل في نصّ إنجيل مرقس من نسخة الآباء اليسوعيين العربية ط ( 1991 ) ليصبح النص هكذا : " وبعد إعتقال يوحنا جاء يسوع إلي الجليل يعلن بشارة الله . فيقول حان الوقت واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالبشارة " ..!!
ومثله في نسخة البروتستانت العربية ( فانديك ط 1977 ) .
إلا أن نسخة البروتستانت المصرية ( كتاب الحياة 1988 ) هي الوحيدة التي حفظت لنا الكلمتين في نصِّها هكذا : " وبعد ما ألقي القبض علي يوحنا . انطلق يسوع إلي منطقة الجليل يُبشر بإنجيل الله قائلاً قد اكتمل الزمان واقترب ملكوت الله . فتوبوا وآمنوا بالإنجيل "
وتجاهل الجميع كلمة ( preaching ) التي تفيد معني التعليم الشفهي .
فقول مرقس ( Preaching the gospel of god ) ليس معناه أنّ المسيح أعلن إنجيل الرب أو بشرّ بإنجيل الرب . وإنما معناه القطعي أنّ المسيح أخذ يعلم الناس إنجيل الرب أي أنّ هناك إنجيلا يقوم المسيح بشرحه وتعليمهم أحكامه .
وبغض النظر علي ما سبق ...
جاء في إنجيل يوحنا ( 17:8،14 ) وقول المسيح عليه السلام وهو يخاطب ربه :" الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم .... " و " ... أنا قد أعطيتهم كلامك " . وهذا الكلام هو كلام الله الذي أعطاه الله للمسيح عليه السلام . وهذا الكلام هو الأنجيل الذي أعطه الله للمسيح عليه السلام . وهذا الكلام قد أعطاه المسيح لقومه ( قد أعطيتهم ) .
وقبل أن أتنقل إلي نصّ آخر أهمس في اُذنك قائلا بأن ::::
الكلمة اليونانية المعبرة عن الإنجيل في صيغتها الأسمية ( ευαγγελιον ) لم يتعرف عليها صاحب إنجيل لوقا ولا صاحب إنجيل يوحنا حيث لم ترد في إنجيلهم معاً وهذا أمر يدعو للدهشة كأن لوقا ويوحنا لم يعرف أن المسيح قد جاء بأهم شئ إلي قومه وهو الإنجيل وطالبهم بالإيمان به ..!!
كما أن الكلمة اليونانية المعبرة عن إنجيل المسيح ( ευαγγελιω ) لم يتعرف عليها أصحاب الأناجيل الثلاثة عن إنجيل لوقا ويوحنا ..!! ولم ترد إلا في إنجيل مرقس ولمرة واحدة فقط ( 1:15 ) . ولكن بولس تعرف عليها في رسائله وأيضا بطرس في رسالته الأولي .
إن كان لديك تعليق فأسرع بقوله .... أريد الإنتقال إلي النقطة الثانية !!