بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
في البداية بارك الله في جميع من سعى للدعوة لدين الحق وأستأذن من الأخ المشرف بارك الله فيه بأن أضيف بعض الكلمات للصديق y2j وأسأل الله أن يهديه.
الصديق الكريم:
أرى أنك تسأل عن طريقة التفكير التي توصلك للحق فأرجو التأمل فيما يلي بتروي فالأمر سهل جداً إذ أنك تبحث عن الحق. ولكن الصعب أن تُبعث وأنت على دين غير صحيح ويكون المصير النار والعياذ بالله.فأبدأ مستعيناً بالله فأقول:
1-يخلق الله الناس ويضع فيهم الفطرة السليمة التي تقودهم بفضل الله لعبادة الله الحق واتباع الدين الحق وهي باختصار كل شيء حسن وطيب وخير ونبذ كل شر وسخف واستخفاف وقبح.
2-أنت ولدت مثلك مثل باقي الناس وفيك الفطرة السليمة واتبعت دين آبائك.فكما في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"
3-أنت كبرت ورزقك الله العقل فأصبحت تمييز بين الصحيح والخطأ ، بين الكلام الطيب والخبيث ، بين الخير والشر وتبين لك أن الكتاب الذي بين يديك يستحيل أن يتوافق مع الفطرة السليمة ، فأصبحت تتفكر كيف رب يُضرب ويُشتم وكيف يوجد كلمات هابطة مخزية في كتاب يتعبد به وكيف وكيف أمور كثيرة تعرفها وكيف ثلاثة بواحد وواحد بثلاثة كلها أمور يستحيل أن تكون من رب إذ أن فطرتك السليمة توجهك لأن الله تعالى عظيم يدعو للخير منزه عن الكذب والكلام الهابط وهو قوي ووو غيره من صفات الكمال وكل هذا خلق لديك اضطراب وحال نفسية صعبة جداً لأنك تعيش على شيء ترفضه فطرتك السليمة وهذا يسمى ضنك الحياة. فالله تعالى يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ؛ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ؛ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (124-126:طه) وبهذا فإن بقاءك على هذا الدين مع علمك بالطوام التي فيه حجة عليك ويخشى أن يُختم لك على هذا وتبعث على ما أنت عليه فهو الخسران المبين والعياذ بالله.
4- وبعد هذا التفكير لا بد أن تقودك فطرتك السليمة بتوفيق الله إلى أن الله تعالى يستحيل أن يترك الأمر هكذا بعد التحريف الذي نال الكتب السابقة وتعيش الناس بتخبط وضيق ،لأن الله تعالى يستحيل أن يخلق الناس عبثاً ويتركهم دون أن يبين لهم طريق الهداية، والله تعالى يقول: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115:المؤمنون) ، وأن حكمة الله تعالى ستوضح للناس طريق الرشاد، فاقتضت حكمته أن يبعث رسولاً بكتاب مبين.فقال الله تعالى:
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40:الأحزاب)
يتبع بإذن الله .....