شرك النصارى والروافض والصوفية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك القدوس الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولن له كفؤا أحد
والصلاة على محمد ابن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا والسلام عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
إن مصدر بلاء الأديان جميعها هو الإشراك بالله ، والشرك منه الإشراك بالملائكة ومنه بالصالحين ومنه بالأنبياء ، والأفظع منه شرك الأصنام والأموات والذين لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
سورة غافر آية 66
الله عز وجل نهى نبيه عن عبادة هؤلاء من دونه مهما كانوا ، لا أصنام ولا أولياء (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً(56)أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ
الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورا(ً57) سورة الإسراء
النصارى جعلوا في كنائسهم صورًا للنبي عيسى عليه السلام ولبطرس وبولس وغيرهم
والصوفية جعلوا الأقطاب الأربعة مزارات ، وأماكن لطلب الدعاء وإجابة المحتاج وطلب الاولاد والأموال.
والروافض جعلوا في حسينياتهم صورا لآل البيت ، يزعمون أنَّها تُشجِّعُهم على العبادة وتُعينهم على معرفة صور آل البيت ، وهم يضاهئون قول نوحٍ في عبادتهم للأصنام ، لا بل ويشدُّونَ الرحال
لمقام الست زينب في مصر وسورية ، ورأس الحسين الذين يُعتقد أنَّه في مصر ولا يعلمون أنَّه في المدينة ، كما يقدِّسون كربلاء وهي كما وُصِفَت كربٌ وبلاءٌ.
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن
دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ(13) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ(14) سورة فاطر
إي والله الاموات لا يملكون من قطمير ، بل هم أحوج لدعاء الزائرواستغفاره لهم لأنفسهم بدل أن يُفيدوه أو يعطوه.
روى البخاري (4042) ومسلم (2296) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ " .
وفي لفظ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ " رواه البخاري (1344) ومسلم (2296)
الشاهد في الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى على شهداء أحد ، والصلاة هو الدعاء لهم والاستغفار لهم لا طلب الدعاء منهم ولا قضاء حوائج الامَّةِ !!
« ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا » وهذه إسماء أصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله قال البخاري « 4920 » حدثنا إبراهيم حدثنا هشام عن
ابن جريج وقال عطاء عن ابن عباس صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل وأما
سواع فكانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي
كلاع وهي أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم
أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت
تنسخ العلم : أي ضاع العلم وآثار النبوة.
وقد يحتجُّ الروافض والصوفية بأنَّ هؤلاء الأموات هم أناسٌ صالحون فكيف تساوونهم بالأصنام !!؟
والجواب: صحيح أنَّهُم صالحون وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الصالحين ، لكنَّنا نعلم من الواقع والشريعة وكتاب الله
وسنَّة نبيه أن الميت لا يتحرك ولا يعلم ما يدور حوله (سوى حياة البرزخ) ولا يعمل ولا يستطيع أن يزيد عمله ويهو بحاجة لدعاء
الناس واستغفار ، فكيف عدلَ الناس عن الاستغفار للصالحين إلى طلب الغُفران منهم!!( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة ال عمران آية 135
وروى ابن أبي الدنيا عن أبي هشام الرفاعي حدثنا حفص بن غياث عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبر دفن حديثا فقال: "لركعتان خفيفتان مما تحقرون أو تنفلون يراهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم". غريب جدا.
والحمد لله رب العالمين
