كم كان عمر المسيح عند بداية بعثته ..!؟ بحت وتنقيب ..!!

^| بسم الله الرحمن الرحيم |^

الحمد لله الأوِّل بلا ابتداء ، الآخر بلا انتهاء . المنفرد بقدرته والمتعالي بسلطانه . الذي لا تدركه العيون ولا تبلغه الظنون . البادئ بالإحسان العائد بالامتنان . الحمد لله الذي جعل عبادته اختيارا ، ومعرفته اضطرارا ، الذي قرن بالفضل رحمته وبالعدل عذابه . الناس مدينون بين فضله وعدله ، آذنون بالزوال آخذون في الانتقال من دار بلاء إلي دار جزاء . أحمده علي حلمه بعد علمه وعلي عفوه بعد قدرته . فإنه رضي الحمد ثمنا لجزيل نعمائه وجليل آلاله وجعل مفتاح رحمته وآخر دعوي أهل جنته
أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
وصلي الله علي نبينا المُكرَّم ، الشافع المُقرَّب ، الذي بُعِث آخرا واصطُفِي أولا . جعلنا الله من أهل طاعته وعتقاء شفعاته .

:: أما بعد ::

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
عندما ينقلب البصر إلي بصيرة . حيئنذ تكون لحظة الإيمان وبرد اليقين , وليس الموضوع إدراك فهم أو حلّ إشكال طال زمانه . إنه نور الحق وومضة الصدق وسلامة الفكر . تراه البصيرة من فوق السطور ، فتطلب الغوص في أعماق المسطور لتستجلي الأمور ، وتكشف عن المسطور حتي تفوز ببرد اليقين ألا وهو الإيمان الصحيح . فالحقيقة لا تتجلي بذاتها لكل قارئ . ولكنها تخصّ مريديها الباحثين عنها بعيدا عن الأهواء ومتابعة الناس . ومهما تعاملت البصائر فإنّ لها في حلم الله تعالي أملا في اكتشاف النور . نور الحق والحقيقة .

وأنا لا أطلب من قارئ هذا الموضوع - مسلم أو مسيحي - إلاّ أن يكون علي قدر متوسط من اليقظة التي ينبغي أن يحافظ عليها أثناء العمل مع ما يقرؤه عقله وهو في حالة صحو تام .

نحن المسلمون نعلم أنّ النبوّة تبدأ من سِن الأربعين ، وأن نبيّنا قد بعث وهو علي رأس الأربعين وهو سِن الرشد القرأني لقوله تعالي :
:start-ico وَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ :end-icon:

لكن .....

ملعوماتنا عن سِن بعثة المسيح عليه السلام يشوبها الشك فهي غير مؤكدة في الأناجيل الحالية . فهل بٌعث المسيح وهو في سِنّ الأربعينات كما ينصّ الإسلام وكما قال قوم المسيح من بني إسرائيل ( إنجيل يوحنا 8 : 57 ) ..!؟
أم أنه كان في الثلاثين من عمره عند بدء بعثته كما قال لوقا اليوناني في إنجيله ( 3 : 23 ) ..!؟

وهذا الأمر يدعونا للبحث عن مُدّة البعثة ..

فإذا أخذنا بقول قوم المسيح المعاصرين له ( يوحنا 8 : 57 ) وقول لوقا اليوناني ( 3 : 23 ) معا وفي آن واحد نجد أنّ فترة البعثة كانت أطول كثيرا مما يحسبه المسيحيون جميعا . فقد بدأ البعثة وهو الثلاثين - حسب لوقا - وجاوز الأربعين في أثناء البعثة - حسب يوحنا - وهذا يدعونا إلي القول بأنَّ البعثة كانت أطول من عشر سنين . وهذا أمر لا يعرفه مسيحيو العالم ..

فإن أخذنا بقول يوحنا فقط متجاوزين تعيين بدء الدعوة فإن البعثة ربما لم تتجاوز الثلاث سنوات عند يوحنا بعدد ذكر حضور المسيح لعيد الفصح ( ثلاث مرات ) .
_
_
_

وإن أخذنا بقول لوقا ومتي ومرقس نجد أن البعثة لا تتجاوز سنة واحدة وربما أقل بعدد ذكر حضور المسيح - عليه السلام - لعيد الفصح ( مرة واحدة ) .

وهذا معناه أنّه لم يبلغ سِن الأربعين ولا حتي الخامسة والثلاثين عند لوقا ومتي ومرقس .

يقرر اريناوس ( 125 - 191 مــ ) اسقف ليون في كتابه ( ضدد الهراطقة ) في الفصل { 22 } أن المسيح كان قد جواز الخمسين سنة عند موته . ولقد جادل في ذلك ونافح واستخدم الأدلة والبراهين مثل ( يوحنا 8 : 57 ) لإثبات قوله .
فاليهود قالو للمسيح " ليس لك خمسون سنة بعد " بمعني أنه لا يزال في الأربعينيات من عمره ولم يبلغ الخمسين بعد . فخلص إلي أنّ سنِّه في هذا الوقت كان فوق الأربعين . والملفت للنظر أنه صرّح بكل وضوح أن هذه المعلومة حول سن المسيح سلّمها يوحنا الرسول لتلاميذه في تعيين عمره - عليه السلام - وقع بين لوقا ويوحنا بلع حوالي عشرون سنة ..!!

وإلي القارئ النص الإنجيلزي ( نقلا عن شبكة المعلومات الدولية ) :

" Chapter XXII.- The Thirty Aeons are Not Typified by the Fact that Christ Was Baptized in His Thirtieth Year : He Did Not suffer in the Twelfth Month After His Baptism, But Was More Than Fifty Years Old When He Died " .

وقال أيضا مستخدما التلقيد اليوحناوي - علي ردّه علي الهراطقة - الذي ورثه عن أستاذه بوليكاربوس تلميذ يوحنا :

" …but they mentioned a period near His real age, whether they had truly ascertained this out of the entry in the public register, or simply made a conjecture from what they observed that He was above forty years old, and that He certainly was not one of only thirty years of age. For it is altogether unreasonable of suppose that they were mistaken by twenty years, when they wished to prove Him younger than the times of Abraham. For what they saw, that they also expressed; and He whom they beheld was not a mere phantasm, but an actual being of flesh and blood. He did not then wont mush of being fifty years old… "

ولقد خطأت الكنيسة قول اريناوس وقالت إنه استنتاج شخصي خاطئ مبني علي فهم مغلوط . بالرغم من أنه يقول بكل وضوح أنّ هذا ما أخبر به يوحنا تلاميذه .

وصرّح المؤرخ الشهير يوسابيوس القيصري ( توفي 340 ) أنّ فترة عمل المسيح علي الأرض لم تبلغ أربع سنوات كاملة فلقد قال في كتابه ( تاريخ الكنيسة ) الجزء الأول الفصل العاشر منه : " وبناء علي الوقت المبارك لعمل المخلص يتضح أن لم يكن بمجملة أربع سنوات كاملة " .
وتبنت الكنيسة ذلك القول ، ورفضت الرأي القائل بأنّ البعثة جاوزت الثلاث سنوات بدون دليل تستند عليه في رفضها .

يقول العميد / جمال الدين شرقاوي :
لقد قالوا جميعا أنّ الصلب وقع في زمن الحاكم الروماني بونطس بيلاطس سنة ثلاث وثلاين ، وأنّ البعثة بدأت وعنده ثلاثين سنة حسب قول لوقا .

فهل يقبل القاري أن نبدأ البحث من هنا ..!؟

لدينا نقطتان مهمتان معا ليتضح لنا الكشف عن سنين البعثة :
عمره عند بداية بعثته ، سنة صلبه حسب قول المسيحيون .

وأول شئ يصادفنا لتعيين عمره عند بداية البعثة أن نتعرف أولا علي سنة مولده . وهذا أمر غير معلوم عن المسيحيين فلا يعرفون شيئا عن توقيت مولده بالتحديد .

فسنة مولده - عليه السلام - غير معلومة عند المسيحيين . سواء عند آبائهم اليونان الأوائل أو المؤرخين قدماء ومحدثين . فهي لست سنة صفر أو سنة واحد ميلادية كما يعتقد الكثيرون . لأن التقويم الميلادي وُضع بعد بعثته بعدة قرون . ولأن المسيحيون لم يعرفوه إلا عند نهاية بعثته . فلا شئ يذكر عندهم في الأناجيل القانونية عن سيرته الذاتية من طفولة ونشأة وشباب حتي بداية بعثته . والغريب أنّهم يتكلمون كثيرا عن التوقيت الدقيق ليوم مولده في التاريخ ولا يعرفون سنة مولده علي التعيين ..!!

فمن كنائسهم الكبيرة من قالت أنّ يوم مولده كان في يوم 25 من شهر يناير ليلا وفي خان ( معظم الكاثلويك والبروتستانت ) . وكنائس قالت بأنه كان يوم 7 يناير ( أورثوذكس الإسكندرية ) في زربية بهائم وأنّ شهود الميلاد ثور وحمار ، رسموا صورهم علي جدران الكنائس المصرية ..!!

والجميع لا يعرفون في اي سنة كان شهر يناير هذا مع أنهم يضعونه في فصل الشتاء دائما ..!!

وأمّا عن سنة صلبه فهي معلومة عندهم جيدا ، لقد كانت في الثلاثة والثلاثون من التقويم الميلادي . فتعالوا معي قرّائي الكرام في جولة عبر الأناجيل المتداولة الآن في ايدينا لنتعرف علي سنة المولد التي لم يتعرفوا عليها يقينا .
ومن ثم نتعرّف علي سنة بداية الدعوة حسب شواهد النصوص الإنجيلية والتقليد الكنسي المعمول به حاليا . ودعونا من الهوس القائل بأنَّ المسيح هو صورة اللي الذي لا يري ( كولوسي 1 : 15 ) اي أنه لا عمر له فهو أبدي لا بداية ولا نهاية ..!!

أولا : هناك خطوط فاصلة تبين بدأ توقيت الميلاد منها :
- أنّ الميلاد كان في عصر الملك هيرود ( متي 2 : 1 ) ، ومعلوم عندهم يقينا أنّ هيرود مات سنة 4 قبل التقويم الميلادي المعمول به حاليا .
بمعني ان المسيح لو يولد بعد سنة 4 ق.م علي الأقل .

- ومن حادثة الهرب إلي مصر ( متي 2 : 14 - 15 ) ومكثه فيها إلي أن مات هيرود ( من ثلاث إلي خمس سنوات حسب التقليد القبطي ) . نفهم أنّ المسيح وُلد ليس بعد سنة 9 - 11 ق.م ، أي انّ عمره عند سنة 30 في التقويم الميلادي في حدود 39 - 41 اي الأربعين سنة تقريبا .

تلك حدود فاصلة في إنجيلية التزمت بها ، فمن إنجيل متي والتقليد القبطي أخذت المولد . ومن إنجيل لوقا أخذت سنة البعثة . والنتيجة كانت موافقة لنص إنجيل يوحنا . ومن بين ذلك من فقرت إنجيلية لا تلتئم مع المقدمة والنتيجة فلا داعي للأخذ بها .

ثانيا : من نص إنجيل يوحنا ( 8 : 57 ) :
نجد أن المسيح - عليه السلام - حسب شهادة قومه لم يكن قد بلغ الخمسين من عمره أي أنه في الأربعينيات فزمن البعثة هنا معروف بدأيته عندما بلغ الأربعين ولم يكن قد جاوز الخمسين بعد .
فإن كانت حادثة الصلب في سنة 33 ميلادية ( لوقا ) فقد بلغت مٌدة البعثة ثلاث سنوات وأنّ عمره في نهايتها كان 43 سنة . وإن صدقنا التقليد الآخر الذي قال له أيرناوس مِن أنه بلغ الخمسين سنة فتكون مدة البعثة حوالي العشر سنين .

- يقرر ايرناوس أنه لم يكن قد أكمل الثلاثين عندما تعمد علي يد المعمدان . والأستاذية عندهم من سن الأربعين . فبدا في التعليم وابتدا الناس يلتفون من حوله وبدأ ظهور التلاميذ .

- فمن الثلاثين وحتلي الأربعين كان ظهور أمره بين الناس ، من مناقشة الربيين والأحبار وعلو شأنه إلي بلغ الأربعين نال كرسي الأستاذية وكانت الرسالة . وعاش حتي العمر خمسون كما قال ايرناوس .
_
_
_
_

تلك هي ملخص أقوال ايرناوس التي استند فيها إلي أقوال التلميذ يوحنا عن طريق بوليكاربوس تلميذ يوحنا واستاذ ايرناوس . اضافة إلي مَن أخذوا عن تلاميذ المسيخ ذاته . ثم قال :

أمِن هذا الطريق نأخذ إيماننا أم عن طريق مَن لم يأخذوا عن تلاميذ المسيح ولم يشاهدوه ..!؟


أمِن هذا الطريق نأخد إيماننا أم عن طريق مَن زعم انه رأي المسيح في الرؤي والأحلام ولم يأخذ عن أحد مِمنَ شاهدوه وأخذوا عنه - تلاميذ المسيح - ..!؟ ثم قرر أنّ المسيح قد عاش حتي سِن الخمسين .

أ.هـــ

اقتباس:

---

فسنة مولده - عليه السلام - غير معلومة عند المسيحيين . سواء عند آبائهم اليونان الأوائل أو المؤرخين قدماء ومحدثين . فهي لست سنة صفر أو سنة واحد ميلادية كما يعتقد الكثيرون . لأن التقويم الميلادي وُضع بعد بعثته بعدة قرون .

---

هذا يعني أن التقويم الميلادي لا يعني سنة مولده ولا حتى سنة بعثته..!
حتى في التاريخ يزورون..!
جاء في صحيح البخاري " عن سلمان قال : فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة "
فإذا كانت هناك 600 سنة بين رفع عيسى عليه السلام وبين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم..
فتاريخهم فعلاً خطأ لأنه سقط منه عمر عيسى عليه السلام فيصبح التاريخ الميلادي متقدم عن المولد الرئيسي..