تعريف التجسد كفيل بهدم عقيدة التجسد
بسم الله الرحمن الرحيم,
تعريف التجسد كفيل بهدم العقيدة النصرانية من أساسها, ولا يحق للكنيسة القول انه أمر غيبي لا نعرف كنهه وذلك لسببين :
- عبارة "تجسد الإله" لم ترد في كتابهم بل استنتجوها, والذي يعطي لنفسه حق الاستنتاج يكون ملزما بتعريف النتيجة التي يدعي انه توصل إليها.
- هناك فرق بين السؤال عن التعريف وبين السؤال عن الكيف, مثلا تعريف قوة الله بأنها قدرته واستطاعته على فعل ما يريد لا يقتضي من ذلك السؤال عن كيف يقدر الله. كذلك السؤال عن تعريف "تجسد إلههم" ليس سؤال عن كيفية تجسده.
ورد الكنيسة لن يخرج عن الاحتمالات التالية:
1- إن قالوا لا نمتلك تعريفاً للتجسد: يعترفون حينها بسفاهة كلامهم لأنهم يصفون ربهم "بحزمة حروف" لا يمتلكون لها معنى ولا توجد في كتابهم.
2- وإن قالوا التجسد هو حلول الله في الجسد بذلك يصبح ربهم متجسدا في كل شيء لأنه حسب إيمانهم موجود وحال في كل مكان بذاته ومتجسد فيهم مادام كتابهم يقول ( 1 كو 3: 16 أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم.)
3- في أغلب الأحيان يلجأ النصراني إلى الخداع باستعمال عبارة مطاطة لا معنى لها, فيقول: "الله اتخذ جسداً".
الرد: والله إتخذ بيتاً وشعباً ... هذا لا يعني أن الشعب أصبح لاهوت, ولا أصبح البيت "حجروت ولاهوت".
العهد القديم يقول: (اش 66: 21 واتخذ أيضا منهم كهنة ولاويين قال الرب. ) و(2 اخ 11: 18 واتخذ رحبعام لنفسه امرأة )
كلمة "إتخذ" تفيد الملكية والاصطفاء ولا علاقة لها بالتجسد. فلا الله تجسد في الكهنة ولا تجسد رحبعام في زوجته.
النتيجة: "الله اتخذ جسداً" هي عبارة إختلقتها الكنيسة لتخدع بها شعبها رغم انها لا تفيد التجسد كما هو الحال في الأعداد السابقة.
4- ردهم الرابع : "يوحنا 1: 14 (والكلمة صار جسدا) تعني تجسد الكلمة"
الرد: ظاهر النص يتحدث عن التحول وليس التجسد. الكلمة صار جسدا تعني أن الكلمة لم تعد لها وجود لأنها صارت وتحولت إلى جسد. فإن قال النصراني انك حرفي وان (صار) لا تعني (صار وتحول) بل تعني أن الجسد هو نتيجة الكلمة.
الرد: وكذلك كل الكون هو نتيجة لكلمة الله. وبنفس التعبير المستعمل في (يو 1: 14) نقول ان الكلمة صار جبلا والكلمة صار بشراً و الكلمة صار قمراً .... كل مخلوقات الله هي نتيجة لكلمة الله. إذاً لو كانت عبارة (الكلمة صار جسدا) تفيد تجسد الله في الجسد لأصبح الله متجسد في كل شيء لان كلمته صارت أمراً واقعاً يشمل كل مخلوقاته.
ملخص: لو استشهد النصراني بـ(يو 1: 14)
ألزمه بالمعنى المباشر لـ(صار) أي تحول ..
يضطر حينها إلى تفسير النص على أن الجسد هو نتيجة لكلمة الله.
ولو إلتزم بهذا المعنى سيضطر إلى الاعتراف أن "كلمة الله صارت كل شيء خلقه الله"
وهكذا وبكل بساطة ينهار كل استنتاج كنسي من (يو 1: 14)
5- لم يبقى سوى معنى التجسد المتعارف بين الناس وهو:
امتلاك الروح سلطان جزئي أو كلي على الجسد (أ), وتأثر الروح بما يصيب الجسد (ب)
فروح الإنسان مثلاً لها بعض السلطان على الجسد وفي المقابل تتألم إذا جاع وتتمتع إذا شبع ...
فهل يا نصراني تؤمن أن تجسد ربك ينطبق عليه التعريف السابق؟
- إن قال نعم: بذلك يعترف أن الجسد يؤثر في اللاهوت الذي يعبده! المصيبة أنك إن سألتهم كيف يكون المسيح إلها وهو يحتاج إلى أن يتقدم في الحكمة كما ورد في (لوقا 2 : 52) ؟ البعض يجيب أجوبة ملتوية عن الطبيعة الناسوتية ملخصها أن الإله الكلي الحكمة أصبح ناقص الحكم في الجسد! بعبارة أخرى الجسد أثر في صفات "الروح" اللاهوتية المتجسدة!
- . وإن قال لا: عليه حينها أن يلغي الشرط رقم (ب) ويبقى تعريفه للتجسد يحوي فقط الشرط (أ). أي أن تجسد الإله عندهم هو إمتلاك المتجسد سلطان على الجسد دون تأثره بما يصيب الجسد.. وهنا تكمن المشكلة لان سلطان الله ليس فقط على جسد المسيح بل على كل الكون, هكذا يصبح ربهم متجسد في كل شيء.
6- الجسد هو أيضاً هيئة كل متجسد.
يقول المسيح في : يو 5: 37 "والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته"
أما الكنيسة فتقول أن "لا أبصرتم هيئته" تعني لم تبصروا الله كروح.
وهذه مغالطة مكشوفة لان هيئة الشخص المتجسد تشمل الجسد وحالته الظاهرة. الدليل:
مر 16: 12 "وبعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين إلى البرية. "
مر 9: 2 "وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وحدهم.وتغيّرت هيئته قدامهم"
مت 17: 2 "وتغيّرت هيئته قدّامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور."
هناك نصوص أخرى كثيرة تتحدث عن هيئة أشخاص آخرين وعن رؤية هيئة الروح القدس في شكل حمامة وهذا دليل ان الروح القدس ليس إله.. لكن الأعداد الثلاثة السابقة تكفي لإثبات أن هيئة المسيح هي نفسها حالة جسده الظاهرة. فالتلاميذ لم يروا روحه بل رأوا الجسد المضيء والمتغير فكان ذلك تغير في هيئته التي أبصروها. أما الله فــ"لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته", وهنا تكمن المشكلة لأنه لو كان الله متجسدا لكانت تلك هي هيئته التي سيبصرها الناس كما أبصروا هيئة المسيح.
التلاميذ لم يروا روح المسيح لكنهم رأوا جسده, فأثبت لهم الكتاب رؤيتهم لهيئة المسيح.
التلاميذ لم يروا "روح" الله ولا رأوا هيئته وهذا دليل قاطع ينفي رؤيتهم لأي جسد تجسد فيه الإله.