البشارة فى تكوين
17
((9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا
أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي
أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ
بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ
مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ
فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ
ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي
أَجْيَالِكُ 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ
يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ
مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ
عَهْدِي)).
ملاحظه "شرط الختان" غير موجود
بالمسيحيه ويدل ذلك على ابطال العهد
بينما موجود فى الإسلام
واليهوديه
والله غضب على اليهود لماذ ذكره أرميا؟ فإذن
الإسلام هو المقبول عند الله
ـــــــــــ
منقول عن
أخونا
ali9
**********************************************************************
" قال له: أنا الله القدير. سر أمامي
وكن كاملاً، فأجعل عهدي بيني وبينك، وأكثرك كثيراً جداً.. أجعلك
أباً لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيراً جداً، وأجعلك أمماً، وملوك
منك يخرجون، وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم
عهداً أبدياً... " (التكوين 17/1 - 8)
هذه بشارة عامة
فى نسل إبراهيم عليه السلام و نظيرها ما جاء فى كتاب الله
![start-icon.gif]()
وإذ ابتلى
إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جعلك للناس إماماً قال ومن
ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين
" قال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش
أمامك" (التكوين 17/18). هنا طلب إبراهيم من الله
الصلاح في ابنه إسماعيل
فاستجاب الله له وبشره بالبركة
فيه وفي ابن آخر يهبه الله له، فقد بشره بميلاد إسحاق من زوجه
سارة فقال:
" وأباركها وأعطيك
أيضاً منها ابناً، أباركها فتكون أمماً، وملوك شعوب منها
يكونون... وتدعو اسمه إسحاق، وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله
من بعده. وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه، ها أنا أباركه وأثمره،
وأكثره كثيراً جداً، اثني عشر رئيساً يلد، وأجعله أمة كبيرة
" (التكوين 17/16 - 20).
فما هي البركة التي جعلها
الله في إسحاق وإسماعيل؟ هي بلا ريب بركة النبوة والكتاب والملك
بأمر الله والظهور باسمه
![start-icon.gif]()
ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم
والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين
و
هنا لنا تعقيبات على اعتراضات النصارى: (1) يعتبر
اليهود والنصارى من بعدهم أن الوعد في إسحاق وعد أبدي لن ينتقل
إلى غيرهم مستدلين بقوله:
"فقال الله: بل سارة امرأتك تلد لك
ابناً، وتدعو اسمه إسحاق. وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً، لنسله من
بعده... ولكن عهدي أقيمه مع إسحق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت
في السنة الآتية" (التكوين 17/19-21)
و على افتراض
صحة هذا النص فقد فهموا من كلمة (أبدياً) أن العهد لبني إسرائيل
إلى يوم القيامة، وأنه غير مشروط ولا متعلق بصلاحهم وانقيادهم
لأمر الله.
لكن كلمة الأبد لا تعني بالضرورة الاستمرار إلى
قيام الساعة، بل تعني طول الفترة فحسب، ومثل هذا الاستخدام معهود
في التوراة، يقول سفر الملوك:
"فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى
الأبد" (ملوك (2) 5/27)،
فالأبد هنا غير مقصود، وإلا
لزم أن نرى ذريته اليوم أمة كبيرة تتوالد مصابة بالبرص.
وفي سفر الأيام:
"وقال لي: إن سليمان ابنك، هو يبني
بيتي ودياري، لأني اخترته لي ابناً، وأنا أكون له أباً، وأثبت
مملكته إلى الأبد" (الأيام (1)28/6)،
وقد انتهت
مملكتهم منذ ما يربو على 2500 سنة على يد بختنصر البابلي،
فالمراد بالأبدية الوقت الطويل فحسب.
ووقتَّ سفر التثنية
الأبدية بما يساوي عشرة أجيال، فقال:
"لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة
الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى
الأبد، من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء" (التثنية
33/3-4)،
فالجيل الحادي عشر للمؤابي غير محروم من جماعة الرب،
وهو دون الأبد والقيامة.
ومثله قول دانيال لنبوخذ نصر:
"فتكلم دانيال مع الملك: يا أيها
الملك عش إلى الأبد" (دانيال 6/21)، أي عش طويلاً.
وعليه نقول: إن
العهد قد بدأ بإسحاق، وهو وعد أبدي متطاول إلى أجيال بعيدة، وهو
ما تم حين بعث الله النبيين في بني إسرائيل، وأرسل إليهم الكتب،
وأيدهم بسلطانه وغلبته على الأمم التي جاورتهم، وأقام لهم مملكة
ظافرة إلى حين.
(2) يتفق اليهود والنصارى مع المسلمين في
أن بركة إسحاق هي النبوة والملك والكتاب والكثرة والغلبة، في حين
يعتبرون وعد إسماعيل وبركته هي الكثرة فقط،
" وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها
أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً، اثني عشر رئيساً يلد،
وأجعله أمة كبيرة " (التكوين 17/20).
وهذا التفريق
أيضاً بخلاف ما جاء في النصوص التي لم تفرق بالألفاظ والمعاني
بين الأخوين المباركين، وعليه فبركة إسماعيل هي كبركة إسحاق:
نبوة وكتاب وحكم وكثرة.
فمتى تحقق ذلك لإسماعيل؟ متى اجتمع له ذلك؟
نقول: لم يجتمع له ذلك إلا في بعثة
نبينا صلى الله عليه وسلم من ذريته، فتحولت قبائل بنيه المتفرقة
الضعيفة إلى ملك عظيم ساد الدنيا، واجتمع إلى كثرتهم النبوة
والكتاب، فتحقق ما وعد الله إبراهيم وهاجر في ابنهما
إسماعيل.
وإلا فأين تحققت البركة في إسماعيل الذي أخبر
النص عن حاله، فقال:
" يكون
إنساناً وحشياً يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه "
(التكوين16: 12)
أي أنه يغلب تارة فيسود الجميع كما يسود
الجميع عليه تارة أخرى.
وقد ساد العرب المسلمون الأمم
برسول الله ودولته، وفيما عدا ذلك كانوا أذل الأمم وأضعفها
وأبعدها عن أن يكونوا محلاً لبركة الله، إذ لا بركة في قبائل
وثنية تكاثرت على عبادة الأوثان والظلم، فمثل هؤلاء لا يكونون في
بركة الله.
وإذا عدنا إلى النصوص العبرية القديمة التي
تحدثت عن إسماعيل نجد النص كالتالي :
" وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها
أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً (بماد ماد) اثني عشر
رئيساً يلد، وأجعله أمة كبيرة (لجوى جدول). (التكوين 17:
20)
فكلمتي (ماد ماد) و (لجوى جدول) هما رمزان وضعا بدل
اسم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلمة (ماد ماد) - حسب حساب
الجمّل ( ) الذي يهتم به اليهود ويرمزون به في كتبهم ونبوءاتهم
تساوي 92، ومثله كلمة " لجوى جدول " وهو ما يساوي كلمة " محمد
".
وكان السمؤل أحد أحبار اليهود المهتدين إلى الإسلام قد
نبه إلى ذلك، ومثله فعل الحبر المهتدي عبد السلام في رسالته "
الرسالة الهادية" .
ونقول: إن ما جاء في سفر التكوين
عن وجود بركة في العرب تمثلت بنبوة وملك يقيمهم الله في العرب هو
النقطة الأساس التي يخالفنا فيها أهل الكتاب، وهي المدخل الأهم
لنبوءات الكتاب المقدس، إذ أن كثيراً مما يذكره المسلمون من نصوص
توراتية يرونها نبوءات بالرسول صلى الله عليه وسلم، كثير من هذه
النصوص يراها النصارى أيضاً نبوءات بالمسيح أو غيره من أنبياء
اليهود، ويمنعون أن تخرج هذه النبوءات عن بني
إسرائيل.
____________________
نقلاً عن كتاب (هل بشر
الكتاب المقدس بمحمد
![salla.gif]()
) للدكتور منقذ السقار