عتاب على الإخوة المتحمسين..

[رحيم]

إخوتي الأفاضل..

ليس لمثلي أن يعاتب أمثال أفضالكم، ولكنه قيام بفرض مناصحة الإخوة .. فقد ابتلانا الله جل جلاله بذلك، وجعله فرض عين..

- لا يجوز اللجوء إلى التأويل إلى لوجود مسوِّغ له، فالأصل أن يكون أصل النص على ظاهره، وحسناً فعلتم في موضوع اسم والد سيدنا إبراهيم عليه السلام والقطع بأنه (آزر) لا (تارح) وزعم أن (آزر) عمه والعم والد كما يقول بعض الناس.

وليتكم التزمتم بذلك في موضوع أخت هارون..

فالنص في ذلك قاطع، جاء في أطروحتي جواباً لتلك الشبهة:

" هذه أقدم شبهة تنصيرية ضد القرآن الكريم، فقد كانت في زمن النبي  حين قدم عليه وفد نجران. قال المغيرة بن شعبة : " لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا: إِنَّكُمْ تَقْرَؤونَ "يَا أُخْتَ هَارُونَ" وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا. فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ  سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُم ". رواه مسلم في الآداب باب النهي عن التكني بأبي القاسم (213).
أي: لها أخ اسمه هارون، سُمِّيَ به مشابهة تيمناً بسيدنا هارون  (كما يسمي النصارى حالياً أبناءهم ببطرس وبولس وسمعان..). ورغم هذا الجواب الحاسم من النبي ، تجدهم يكثرون من طرحها في منتديات الحوار الديني، بل هي أكثر الشبهات تكراراً على الإطلاق !! رغم أن ذلك دليل قوي على عدم اقتباس القرآن الكريم، من كتب السابقين ".


- الأصل في الحوار الثنائي أن يكون ثنائياً، والله جل جلاله يرزق من يشاء بغير حساب، فإن رزَقَ الله جل جلاله أخاً لنا في الله بنصراني يحاوره، ينبغي علينا أن نرقب ما يدلي به ذاك الأخ، وننتظر إجابته عن الشبهات لا الإجابة عنها بدلاً عنه.

وما يدريكم لعل الأخ يريد استدراج النصراني إلى فخ ليدينه بأقواله ذاتها (من فمك أدينك).

من الأدب والحكمة أن ينتظر المشاركون في الصفحة المخصصة للتعليق على حوار الأخ مع النصراني إجابة الأخ المسلم، ثم التعليق عليها.
ولا ننس أن الدربة العملية مطلوبة، وهي خير من عشرات المحاضرات والدورات..

فلا تحرموا أخاكم من الإفادة من رزق الله جل جلاله على أتم وجه.

والله الموفق لما يحب ويرضى.