ثلاثة آلاف مسلم وقبطي يطالبون بعودة الأنبا تكلا المُبعد إلى الدير.. كنيسة العباسية نفت علمها وماكسيموس يدعو أنصارها للانضمام إليه


كتب صموئيل سويحة (المصريون): : بتاريخ 18 - 4 - 2008

تظاهر حوالي ثلاثة آلاف من المسلمين والأقباط وقيادات محلية وأعضاء بمجلسي الشعب والشورى في مدينة دشنا
أمس الأول للمطالبة بعودة الأنبا تكلا أسقف دشنا الذي أبعده الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ومسئول المحاكمات الكنيسة إلى الدير قبل ست سنوات.
بدأت التظاهرات أمام مطرانية دشنا، وحمل المتظاهرون خلالها لافتات للمطالبة بعودة الأسقف، وارتدى الشباب قمصان مطبوع عليها صورة الأسقف، بينما ارتدت الفتيات غطاء راس مطبوعا عليه اسم الأسقف وصورته.
وهتف المتظاهرون مطالبين بعودة الأسقف بعد أن وجه له الأنبا بيشوي تهما عديدة، وأدخله أحد الأديرة، وهو ما أغضب المسلمين قبل الأقباط الذين توافدوا من جميع أنحاء المدنية والقرى والنجوع والمراكز المجاورة، بعد أن طالبهم الشيوخ بمساندة إخوانهم الأقباط لتحقيق مطالبهم بعودة راعيهم.
وردد الشباب "كفاية منفى للأنبا تكلا، أنبا تكلا يا مليح يا حبيب المسيح، أنبا تكلا هو وبس، مش عايزين أنبا بيشوي".
تعود مشكلة الأنبا تكلا إلى ست سنوات، حينما وقع الأنبا تكلا أسير عملية نصب قام بها أشخاص أقنعوا المسئولين بالمطرانية بأنهم يستطيعون شراء قطعة أرض واسعة في الصحراء القريبة، وإنشاء عدة مشاريع تستوعب أبناء المدينة من المسلمين والأقباط، مما دعا الأسقف لبيع قطعة أرض من أملاك الإيبراشية لجمع الأموال اللازمة، بالإضافة لمواجهته اتهامات أخرى بالمضاربة في البورصة وتعرضه لخسائر، تقدر بسبعة مليون جنيه.
وقال الشباب المتظاهرون إنه لا يوجد حتى الآن قرار صادر من المجمع المقدس باستبعاد الأنبا تكلا إلى وادي النطرون. وعلى الفور بدء البعض في جمع توقيعات لإعادته إلى إيبراشيته المبعد عنها منذ أكثر من ست سنوات.
وشهدت المظاهرة ترتيلات كنسية ذُكر فيها اسم الأنبا تكلا، وقال إنهم سوف يتوجهون إلى القاهرة يوم الخميس القادم الذي يتواكب مع عيد الفصح (المسمى خميس العهد) ليطالبوا البابا بعودة راعيهم إلى مكانه لكي يحضر معهم صلاة عيد القيامة.
وعلى جانب الآخر، التزم المحافظ ومعه الأجهزة التنفيذية وأجهزة الأمن بمتابعة الموقف دون تعقيب على المشهد ولم تتدخل في المظاهرة.
وأفادت مصادر، أن أعضاء مجلس الشعب الحاليين والسابقين بدائرة دشنا تضامنوا مع المطالبين، وأنهم سيقومون بصفتهم النيابية بتقديم طلب لمقابلة البابا شنودة الثالث لإعادة الأنبا تكلا إلي كرسيه.
وفي اتصال هاتفي مع "المصريون" نفى الأنبا مرقس رئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس علمه بالمظاهرة، وقال إنه لا يعلم شيئا عنها أو مطالب الشباب، وإنه لا علاقة له بالموضوع نهائيا وليس لديه علم بمشكله الأنبا تكلا.
من ناحيته، رفض ماكس ميشيل الشهير بالأنبا ماكسيموس التحدث في الموضوع، قائلا: "أي أمر خاص بالكنيسة الأخرى لا أتحدث فيه، إنما نحن نتكلم في قضايا عامه وعلى الكنيسة الأخرى حل مشكل شعبها أو الانضمام لنا".
أما كمال زاخر موسى قائد التيار العلماني بالكنيسة، فقد اعتبر ما حدث يكشف عن وجود خلل بين الإكليروس والعلمانيين، وأن خطوط الاتصال تكاد تكون مقطوعة رغم التصريحات الوردية التي تطلقها الكنيسة.
وطالب بتدخل البابا شنودة الذي أرسى قاعدة "من حق الشعب أن يختار راعيه"، وقال من ذلك المنطلق على القيادة الكنسية أن تصارح الشعب بحقيقة الموقف، لأن الشعب الذي يختار راعيه من حقه أيضا أن يعرف حقيقة عزله.
ورأى زاخر أن هذا الموقف يؤكد صحة ما ذهب إليه التيار العلماني عندما طالب بتقنين المحاكمات الكنسية وقدم مشروع قانون لتنظيمها وضبطها، وهو الأمر الذي لم تلتفت إليه الكنيسة وتركت المحاكمات تتم وفقا للعرف والتقدير الشخصي، وهو ما أنتج ما حصل في دشنا والمحلة والأقصر.
الجدير بالذكر أن الأسقف الذي فرضت عليه الإقامة الجبرية عليه بوادي النطرون يعاني من عدة أمراض، منها الفشل الكلوي وجحوظ في العين والسمنة المفرطة، في الوقت الذي ترفض فيه الكنيسة السماح للأنبا تكلا بالخروج للعلاج في الخارج، بزعم وجود الأطباء والأدوية بالدير.
المصدر
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=47450&Page=1