بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين .. مصطفي الرسل أجمعين .. والصلاة والسلام على خاتمهم وآله وصحبه إلى يوم الدين ..
ثم أما بعد ..
فإن الله عز وجل قد أنعم علينا نعما لا تحصيها الأنفس
ولا تدركها العقول ولا تصل لعددها الأذهان


وكان من بينها أن منّ علينا جل شأنه بلذة الجهاد والرباط
والدفاع عن بلاد الإسلام والمسلمين
وإنها للذة لا تعادلها لذة
فإن لها لحلاوة وإن عليها لطلاوة وإن لها في النفوس الحية لشأن عظيم


وفي هذا المقام أستحضر وصية كتبها شيخنا وحبيبنا وشهيدنا – بأمر الله جل وعلا - عبد العزيز الرنتيسي
الذي نحسبه على خير والله تعالى حسيبه
إذ كتب هذه الوصية لابنه محمد الرنتيسي
يدعوه فيها للجهاد ورباطة الجأش
ويبث فيه العزائم والمحامد ليدافع عن بلده الأسير
فإليكمـ وصيته رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه :


هذي وصية والدٍ خلف السدود *** لم تُثْنِه الآلام عن كسر القيود
أنا يـا محمد يا بني مـجـاهدُ *** أرجو الشهادة أو إلى "يِبْنَا"* نعود
فهناك بيتي حيث مسقط هامتي *** وهناك آثاري ومقبرة الجدود
وهناك مدرستي ومسجد بلدتي *** فاعبر إليها واقتَحم تلك الحدود
واعلم بأن بلادنا وَقْف فلا *** تخدعك أحلام السلام مع اليهود
فبِدُون تطهير البلاد من العدا *** فالسلم وَهمٌ أو سراب من وعود
فبِدِين طه يا محمدُ فاعتَصم *** فهو السبيل لقهر إخوان القرود
وإذا زحفت عليهمُوا يوما فكن *** عند اللقاء على مقدمة الجنود
وإذا سقطتَ أيا بني مجندلاً *** فمَآلُك الفردوس تنعم بالخلود
بين الجنان مع النبي المصطفى *** وبصحبة الصِّديق والصحب الوفود
هذي المنازل يـا محمد فانطلق *** لتصيب منها المرتقى الصعب الكَؤود
واعلم بأن منالها فوز فلا *** يُقعِدك عنها كل كفار كَنود
وعليك بالخلق الكريم وبالتقى *** والصوم والإكثار من طول السجود
وانصر كتاب الله ينصرك الذي *** نصر الرسول على قُوَى الكفر الحقود
واصبر بني إذا ابْتُليت ولا تكن *** جَزعاً فإن الصبر مَدْعاة الصمود
بطلاً أريدك يا محمد فلتكن *** أسداً مهيبا بل وتخشاك الأسود
لتُقِرّ عيني في التراب وعندها *** فاغرِس على قبري رياحين الورود


* " يبنا " هي بلد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي