آخـــر الـــمـــشـــاركــــات
-
بارك الله لكِ يا أخت nura، وأعانكِ على الجهد الكبير المبذول فى انتقاء ما ينفعنا.
26-ارو له قصصا من أيام طفولتك .
فعلاً، هذا صحيح تماماً. وإليكم تجربتي.
فأثناء معاناتي مع أبنائى (بنت وولد، وهما الآن فى أول سن المراهقة) من عدم سماع نصحي لهما. فكرت كثيراً فى السبب. فوجدت أن من الأسباب :
1. أن الأبناء يعتقدون أن الآباء وُلدو هكذا كباراً. ولا يدور فى خلدهم أبداً أن آباءهم كانوا أطفالاً مثلهم يوماً وكبروا مع الأيام، ومروا بنفس التجارب والصعوبات التى يمرون بها.
2. الإعلام بغباءه المعهود، يزرع فى نفوس أبناءنا غروراً عظيما، واختلاطاً فى المفاهيم أعجب.
3. أخطاء نقوم بها نحن (الوالدين)، إما لنقص الخبرة، أو للتسرع وقصر النظر.
ويظهر كثيراً في كلام الأبناء، "يا بابا ده كان على أيامك" ، "يا بابا ده كان زمان" ، "ده ماينفعش دلوقت".
ومنذ عامين ألهمني الله أن أروي لهم -عندما تكون هناك مناسبة لذلك- موقفا عندما كنت صغيراً.
وكانت النتيجة باهرة، ووجدت أني أجني فوائد كثيرة منها:
1- سعادتى الغامرة عندما أتابع عيونهما وهى تنظر إليّ بانتباه شديد، واندهاش بالغ، وسعادة لا توصف.
2- زيادة ارتباطهما بي.
3- وهو المهم، الاقتناع بما أقدمه لهما من حلول أو نصائح. فقد اقتنعا أني "أدمي" مثلهما ولست صنماً.
ولكن يجب أن أنبه إلى أن تلك الطريقة يقل مفعولها بعد فترة. لذا يجب تكراراها، عندما نجد الموقف المشابه لقصة الطفولة. المهم ألا نخجل "نحن الآباء" من رواية مواقفنا ونحن صغار مهما كانت مضحكة. بالعكس، كلما كانت مضحكة وكان لها المغزي المراد توصيله، كانت أكثر تأثيراً.
أما عن أثر الإعلام فى هذا الصدد. فالإعلام أفهم أبناءنا أنهم الأكثر ذكاءً والأكثر معرفةً لوجود الفضائيات والإنترنت والكمبيوتر وغيرها. فترسخ فى عقول الأبناء أن الآباء من عصور متخلفة، ولا يكادون يفقهون حديثا.
كما قام الإعلام بتضخيم الفجوة بين الأجيال -مع تسليمي بوجودها- إلا أن الإعلام ضخمها أكثر كثيراً من حجمها الطبيعى وزرعها فى عقول أبناءنا. مع أن الإنسان على مدى العصور غرائزه واحتياجاته وتصرفاته واحدة فى الأساس، وإن اختلف "شكلها" مع العصور.
{... كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ... }البقرة118
فمثلا، الإنسان قديما كان يحتاج الناقة، ونحن الآن نستخدم السيارة والطائرة، وفى كلتا الحالتين نحن نحتاج "لوسيلة انتقال". هذا مثال لما أقصده بأن أساس الحاجات الحاجات واحد، أما أشكالها فمختلفة.
فنحن مشكلتنا -في ظني- أن اختلاف "شكل" القضية، يخفي عنا "أساس" منبعها. والمقصود هنا أن الاختلاف بين الأجيال ليس ضخماً فى أساسه، وإن ظهر شكلا عكس ذلك.
عموما، فى أحد الأيام قلت لابني في أحد مواقف غروره التى سببها الإعلام :
اسمع، لو كنت فاكر إني من عصر توت عنخ آمون، فأنت واهم. أنت تنعم بالكمبيوتر والإنترنت، وهما ما وفره لك الجيل الذى أنا منه. أنت وجيلك لم تفعلا شيئاً بعد، وسيأتى اليوم الذي يتعين عليك أنت وجيلك أن تقدموا مساهماتكم. ولا تعتقد أن جيلي قام بكل شىء وحده، إنما اعتمدنا على مجهود الجيل الذي قبلنا أى جيل جدك. فمثلا جيل "جراهام بل" الذى اخترع التليفون ونشره، جاء بعده جيل طور سنترالات التليفونات، واستمر التطوير من جيل لجيل إلى أن أصبحت أنت تتمتع بخدمات الإنترنت.
ما قلته له، هو مجرد بديهية، لكن يبدو أنه تم تعميتها عنه تماما. فلما انكشفت له ماذا حدث؟
سكت، وفكر، ثم من نظرته حينها، وأفعاله بعدها، عرفت أنه اقتنع.
والحمد لله تعالى وحده من قبل ومن بعد.
«« توقيع Ayooob »»
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة pharmacist في المنتدى قسم المواضيع العامة والأخبار المتنوعة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 20-09-2011, 08:18 AM
-
بواسطة قسورة في المنتدى قسم علوم القرآن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 19-11-2008, 02:06 AM
-
بواسطة armoosh في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-12-2007, 10:29 PM
-
بواسطة الشرقاوى في المنتدى قسم الإسلامي العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 14-04-2007, 12:04 AM
-
بواسطة الشرقاوى في المنتدى قسم المواضيع العامة والأخبار المتنوعة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 14-04-2007, 12:04 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات