إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نحمده بأوصافه الجميلة وفضائله الجليلة ونستعينه فنطلب منه العون على أمور ديننا ودنيانا ونستغفره نطلب منه المغفرة لذنوبنا وآثامنا فإنا مقرون بالإساءة على أنفسنا ولكننا نرجو الله عفوه ومغفرته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن ضلل فلا هادي له اللهم أهدنا فيمن هديت اللهم اهدنا فيمن هديت اللهم أهدنا فيمن هديت لا هادي لنا الا أنت وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له لا معبود حق سوى الله فكل ما يعبد من دون الله من نبي أو ملك أو شجر أو حجر أو شمس أو قمر فانه باطل ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله عبد لا يعبد ورسول لا يكذب فهو بشر كسائر البشر ميزه الله تعالى بخصائص النبوة وليس له حق في الألوهية ولا حق في الربوبية (قل لا اقول لكم عندي خزائن الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع الا ما يوحى إلى) يعني فانا عبد مأمور ممتثل لما أمرت به صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا...
أما بعد
فمن حكمته سبحانه.. أنه بعث رسلا و أنبياء تدعوا الناس إليه، وجعل من وسائل الدعوة بعض المعجزات التي تلائم كل عصر و عقليته، فخص عيسى بإحياء الموتى، وكانت لموسى العصا، وكانت النار بردا و سلاما على إبراهيم..
أما محمد خاتم النبيين.. فلم تقتصر رسالته على عصر أو فئة بعينها، و لهذا لم تقتصر أيضا معجزاته على البيان الذي بهر به عقول العرب حينها، بل كلما تغير الزمان.. و تغير المكان و انقلبت الموازين.. برزت عظمة رسالته من جديد، فجاءت أيامنا -التي لا تعرف لغة أخرى غير لغة العلم- لتكتشف حقائق علمية كان المصطفى قد اخبر عنها مسبقا منذ ما يزيد عن 1400 سنة..
والمدخل إلى الإيمان هو معرفة الرسول لأن الرسول هو المختار من الله لتبليغ رسالته، وهو المؤتمن على وحي الله والمطلع -بإذن الله- على غيبه، وليس هناك باب آخر لمعرفة الغيب إلا من طريق الرسل.
ولما كان ادعاء الرسالة يفعله الكذبة، ويفتريه المفترون وجب على كل ذي لب وعقل أن يعرف طريق التفريق بين من هو رسول الله حقاً وصدقاً فيؤمن به ويصدقه، وبين المدعي الكذاب فيكفر به ويكذبه.
ولا شك أن من صدق الكاذبين فهو مثلهم، ومن كذب الصادقين فهو كافر جاحد.
وليس هناك من رسول قامت له أدلة الصدق، وبراهينه ما قامت لخاتم الرسل محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه. وقلنا إن مدارسة أدلة صدق الرسول تزيد أهل الإيمان إيماناً وتثبيتاً، وتفتح الطريق أمام المترددين والشاكين، بل والمعاندين والجاحدين لعلهم أن يرفعوا عن أعينهم الغشاوة، وعن قلوبهم الأقفال، وإلا فهي حجة الله تدمغهم، وتقطع عذرهم يوم لا ينفع الاعتذار، وتزيد في مقتهم أنفسهم مقتاً يوم يقولون: { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } سورة الملك آية 10
وهذا -بحمد الله- أوان بيان جملة من الدلالات مما تقر به أعين المؤمنين، وترغم به أنوف الكافرين على صدق الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله وخاتم النبيين حقاً وصدقاً.
فلنتأمل معا هذه الحقائق في كتاب الله وأحاديث رسوله صلي الله عله وسلم والذي قال فيه عز من قائل..
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) }
سورة النجم
والله المستعان
المفضلات