سلسلـة ( الأخلاق في الإسلام )


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

سلسلـة ( الأخلاق في الإسلام )

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: سلسلـة ( الأخلاق في الإسلام )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    Post سلسلـة ( الأخلاق في الإسلام )



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نحمده بأوصافه الجميلة وفضائله الجليلة ونستعينه فنطلب منه العون على أمور ديننا ودنيانا ونستغفره نطلب منه المغفرة لذنوبنا وآثامنا فإنا مقرون بالإساءة على أنفسنا ولكننا نرجو الله عفوه ومغفرته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن ضلل فلا هادي له اللهم أهدنا فيمن هديت اللهم اهدنا فيمن هديت اللهم أهدنا فيمن هديت لا هادي لنا الا أنت وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له لا معبود حق سوى الله فكل ما يعبد من دون الله من نبي أو ملك أو شجر أو حجر أو شمس أو قمر فانه باطل ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله عبد لا يعبد ورسول لا يكذب فهو بشر كسائر البشر ميزه الله تعالى بخصائص النبوة وليس له حق في الألوهية ولا حق في الربوبية (قل لا اقول لكم عندي خزائن الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع الا ما يوحى إلى) يعني فانا عبد مأمور ممتثل لما أمرت به صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا...

    أما بعد

    نبدأ بعون الله تعالي في هذا الموضوع بعرض سلسلة

    الأخـــــلاق في الإســـلام

    وقبل أن نبدأ يجب أن نُعرف ما هي الأخلاق الإسلامية

    فهي عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني، والتي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل والأتم ويتميزهذا النظام الإسلامي في الأخلاق بطابعين:

    الأول: أنه ذو طابع إلهي، بمعنى أنه مراد الله سبحانه وتعالى.
    الثاني: أنه ذو طابع إنساني أي للإنسان مجهود ودخل في تحديد هذا النظام من الناحية العملية. وهذا النظام هو نظام العمل من أجل الحياة الخيرية، وهو طراز السلوك وطريقة التعامل مع النفس والله والمجتمع.

    وهو نظام يتكامل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي منه، وهو ليس جزء من النظام الإسلامي العام بل هو جوهر الإسلام ولبه وروحه السارية في جميع نواحيه: إذ النظام الإسلامي -على وجه العموم -مبني على مبادئه الخلقية في الأساس، بل إن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية على الإطلاق فالرسول يقول: { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق } ( ١)

    فالغرض من بعثته هو إتمام الأخلاق، والعمل على تقويمها، وإشاعة مكارمها، بل الهدف من كل الرسالات هدف أخلاقي، والدين نفسه هو حسن الخلق.

    ولما للأخلاق من أهمية نجدها في جانب العقيدة حيث يربط الله سبحانه وتعالى ورسوله بين الإيمان وحسن الخلق، ففي الحديث لما سئل الرسول أي المؤمنين أفضل إيمانا؟ قال { أحسنهم أخلاقا } ( ٢) ثم إن الإسلام عد الإيمان برا، فقال تعالى: { لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } (3)

    وقال النبي { البر حسن الخلق } ( 4) والبر صفة للعمل الأخلاقي أو هو اسم جامع لأنواع الخير.

    وكما نجد الصلة بين الأخلاق والإيمان، نجدها كذلك بين الأخلاق والعبادة إذ إن العبادة روح أخلاقية في جوهرها لأنها أداء للواجبات الإلهية. ونجدها في المعاملات -وهي الشق الثاني من الشريعة الإسلامية بصورة أكثر وضوحا.
    وهكذا نرى أن الإسلام قد ارتبطت جوانبه برباط أخلاقي، لتحقيق غاية أخلاقية،الأمر الذي يؤكد أن الأخلاق هي روح الإسلام، وأن النظام التشريعي الإسلامي هو كيان مجسد لهذه الروح الأخلاقية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) أحمد (2/381)
    (2) الترمذي الرضاع (1162) , أبو دود السنة (462) , أحمد (2/527) , الدرامي الرقاق (2792).
    (3) سورة البقرة آية 177
    (4) مسلم البر والصة والآداب (2553) , الترمذي الزهد ( 2389) , أحمد (4/182) , الدرامي الرقاق (2789).
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 06-10-2007 الساعة 11:48 PM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    أنواع الخلق

    الخلق نوعان:
    أ- خلق حسن: وهو الأدب والفضيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعا.

    ب- خلق سيئ: وهو سوء الأدب والرذيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعا.

    ولقد جائت دعوته إلى فضائل الأخلاق سامية زاكية، فقد روي عن أسامة بن شريك : { كنا جلوسا عند النبي إذ جاءه أناس فقالوا: من أحب عباد الله تعالى؟ قال: (أحسنهم خلقا) }

    وحسن الخلق من أكثر الوسائل وأفضلها إيصالا للمرء للفوز بمحبة رسول الله والظفر بقربه يوم القيامة حيث يقول: { إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا } (1)



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ( 1) الترمذي البر والصلة (201)


    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 06-10-2007 الساعة 11:52 PM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    الأخلاق والممارسة الإيمانية

    إن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على نظريات مذهبية، ولا مصالح فردية، ولا عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لها، وإنما هي فيض من ينبوع الإيمان يشع نورها داخل النفس وخارجها، فليس الأخلاق فضائل منفصلة، وإنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة، عقيدته أخلاق، وشريعته أخلاق، لا يخرق المسلم إحداها إلا أحدث خرقا في إيمانه.

    يقول الرسول { لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرﺑﻬا وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن } (1)

    وسُئل أيكذب المؤمن قال: (لا) ثم تلا قوله تعالى { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } (2)

    فالأخلاق دليل الإسلام وترجمته العملية، وكلما كان الإيمان قويا أثمر خلقا قويا.


    دوام الأخلاق وثباﺗﻬا

    كما أن الأخلاق في الإسلام ليست لونا من الترف يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف
    البيئة، وليست ثوبا يرتديه الإنسان لموقف ثم يترعه متى يشاء، بل إﻧﻬا ثوابت شأﻧﻬا شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب لا تتغير بتغير الزمان لأﻧﻬا الفطرة

    قال تعالي { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } (3)


    طبيعة السلوك الإنساني

    الإنسان مخلوق مزدوج الطبيعة فهو من طين وروح وهو كذلك مزدوج الاستعداد.
    وهو مزود باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال، وإنه قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر على وجه الإجمال غالبا. قال تعالى { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } (4) , وقال تعالي { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } (5) , وبجانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة، فإن هناك قوة واعية مدركة مغروسة في البشر، فمن استخدمها في تزكية نفسه وتطهيرها من الشر أفلح، ومن أخمد هذه القوة خاب وخسر،
    قال الله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } (6) , وقال { وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } (7)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) البخاري الحدود (6390) , مسلم الإيمان (90) , الترمذي الإيمان (2625) , النسائي الأشربة (5659) , أبو داود السنة (4689) , ابن ماجة الفتن (3936) , أحمد (2/479) , الدرامي الأشربة (2106).
    (2) سورة النحل آية 105
    (3) سورة الروم آية 30
    (4) سورة الشمس آية 8
    (5) سورة البلد آية 10
    (6) سورة الشمس آية 9
    (7) سورة الشمس آية 10


    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 06-10-2007 الساعة 11:55 PM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    السلوك وأنواعه

    السلوك هو عمل الإنسان الإرادي المتجه نحو غاية معينة مقصودة، ﺗﻬدف إلى تحقيق مطالب جسدية أو نفسية أو روحية أو فكرية.

    والسلوك نوعان:

    ١- خلقي: وهو ما كان نابعا عن صفة نفسية قابلة للمدح أو الذم كإعطاء الفقير،
    والإنفاق في وجوه الخير حال كونه نابعا عن جود وكرم، وكذلك الإقدام دفاعا عن
    الحق، وإزهاقا للباطل حال كونه نابعا عن الشجاعة، فهذه صفات حميدة لأﻧﻬا من فضائل الأخلاق، فآثارها تابعة لها في الحكم. روى أبو سعيد الخدري :radia-ico عن النبي قال : { لا يحقرن أحدكم نفسه ، قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أن عليه مقالا، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل يوم القيامة ما منعك أن تقول كذا أو كذا؟ فيقول: خشيت الناس، فيقول الله (فإياي كنت أحق أن تخشى) } (1).

    ٢- سلوك إرادي غير خلقي: منه ما هو استجابة لغريزة جسدية كالأكل المباح عن
    جوع، والشرب المباح عن ظمأ، فقد يجوع الإنسان فيأكل ملبيا حاجة عضويته، وهناىنقول: إن تناوله للطعام بتأثير دوافع الجوع سلوك لا علاقة له بميزان الأخلاق إيجابا أو سلبا، ولكن شرهه الزائد عن الحاجة والموقع له في المضرة سلوك ناتج عن خلق غير محمود، أما قناعته فيه والتزامه بمقدار الحاجة -ذلك بضبط نفسه عن دوافع الشره -سلوك أخلاقي كريم، ناشئ عن قوة إرادته العاقلة التي تمنعه عن مواقع الضرر.

    ومن هذا يتبين لنا الآتي:

    ١- أن السلوك إما أن يكون سلوكا خلقيا، وإما يكون سلوكا لا علاقة له بالأخلاق.

    ٢- أن السلوك الإرادي غير الخلقي يكون استجابة لغرائز، شريطة أن يكون على قدر الحاجة بلا زيادة ولا نقصان. فمثلا: الأكل قدر الحاجة سلوك إرادي خلقي إذا كان استجابة لغريزة الجوع، فإذا زاد عن الحاجة أو نقص تحول إلى سلوك أخلاقي ذميم عند الزيادة، لأنه نابع عن صفة مرذولة هي الشره، أما عند النقص فيكون محمودا إذا كان نابعا عن قناعة مع نية صالحة لأﻧﻬا من الفضائل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) ابن ماجة الفتن (4008) , أحمد (3/30).
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 06-10-2007 الساعة 11:57 PM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    الأخلاق بين الجبلة والاكتساب

    إن الأخلاق ليست مكتسبة على إطلاقها، كما أﻧﻬا ليست موهوبة على إطلاقها، وإنما تتضافر الفطرة السليمة مع دلالة العقل التام السوي في إدراك وتقرير جانب من الأخلاق ثم يأتي دور الشرع ليكمل الفطرة، ويحمي العقل، ويضع الضوابط العامة، التي ترقى بالفرد واﻟﻤﺠتمع من الوجهة الخلقية.

    والناس بفطرﺗﻬم -مع توفير الظروف الملائمة- يميلون إلى النماذج والصفات الخلقية الخيرة، ويشعرون بالراحة التامة عند ممارسة مثل هذه الأدوار التي توصف بالعدل والحق والجمال، كما ينفرون بفطرﺗﻬم، من الاتجاهات الخلقية الشاذة، ويتذمرون من النماذج الخلقية المنحرفة، إذ يشعرون بغرابتها على فطرﺗﻬم، ومناقضة تلك النماذج لها.

    وكذلك فإنه إذا ما التقت طبيعة القوى الفطرية هنا مع وظيفة العقل، فإنه يكون
    ماضيا في تحقيق كماله الوظيفي في الجانب العملي.

    ومع هذا فإن أثر هذين الجانبين الفطري والعقلي في مجال الأخلاق يظل ناقصا تماما، وغير قادر على تحقيق الكمال الإنساني المنشود، ومن ثم يأتي دور الشرع ليكمل الفطرة ويقوم العقل، ويرشد أحكامه، وبذلك تصبح معالم الشرع وتوجيهاته، مع سلامة الفطرة وصحة النظر العقلي ركائز تتضافر في بناء الكمال الخلقي للإنسان.


    الأخلاق الفطرية

    من خلال العرض السابق يتبين لنا أن الأخلاق تنقسم إلى قسمين:

    الأول: الأخلاق الفطرية:

    وقد دلت أحاديث كثيرة على أن من الأخلاق ما هو فطري، يتفاضل به الناس في
    أصل تكوينهم الفطري، ومن ذلك:
    ما روى عن أبي هريرة عن النبي قال: { الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف }(1).

    وهذا الحديث دليل على فروق الهبات الفطرية الخلقية، وفيه يثبت الرسول أن خيار الناس في التكوين الفطري هم أكرمهم خلقا، وهذا التكوين الخلقي يرافق الإنسان ويصاحبه على جميع أحواله.

    وروي عن حذيفة بن اليمان قال: حدثنا رسول الله حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا: { إن الأمانة نزلت في جدر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة } (2) في هذا الحديث بيان عن الأمانة في حقيقة من حقائق التكوين الخلقي الفطري في الناس، وهذه الحقيقة تثبت أن الأصل في الناس أن يكونوا أمناء.

    وقوله للمنذر بن عازر: { إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة، فقال يا رسول الله كان بي أم حدثا؟ قال: (بل قديم) فقال الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهما } (3).


    ــــــــــــــــــــــ

    (1) مسلم البر والصة والآداب (2638) , أحمد ( 2/525)
    (2) البخاري الفتن (6675) , مسلم الإيمان (134) , الترمذي الفتن (2179) , ابن ماجة الفتن (4053) , أحمد (5/384).
    (3) أبو داود الأدب (5225) , أحمد (4/206).
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 06-10-2007 الساعة 11:58 PM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    مواقف عملية شاهدة على الأخلاق الفطرية


    أ- هذا أبو بكر :radia-ico لم يشرب الخمر قط، ولما سئل: بم كان يتجنبها في الجاهلية فقال: [ كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عقله ومروءته ]

    ب- وهذه خديجة رضي الله عنها - حين جاءها رسول الله أول نبوءته وهو يقول
    { زملوني، زملوني } (1) قالت: والله لا يخزيك الله أبدا: إنك لتصل الرحم، وتكسب المعدوم، وتعيين على نوائب الدهر.

    ت- ومن خلال المثالين السابقين نلاحظ إن ذلك كان قبل البعثة ومع ذلك كانت
    هناك آداب وأخلاق متأصلة فيهم وقد أقرها الشرع فيما بعد، مثل الكرم، وإكرام الضيف وغيره مما اتصف به العرب قبل البعثة.

    ث- وحين بايع رسول الله النساء قال: { بايعنني على أن لا تشركن بالله شيئا إلى أن قال: (ولا تزنين) قالت هند بنت عتبة: هل تزني الحرة؟ } (2) فسؤالها يدل على أنفة وعفة وطهارة، وتلك هي الفطرة السوية التي فطرهن الله عليها تعرف الحق، وتتجه للخير.
    والفطرة حين تسلم من العوارض المشوشة عليها، والتأثيرات المخدرة لها وتسقط عنها الحوائل، فإﻧﻬا عندئذ تستقيم لرﺑﻬا وتعرف الحق، وتدعو إلى كل خلق جميل.


    ـــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) البخاري بدء الوحي (4) , مسلم الإيمان (160) , أحمد (6/233).
    (2) أحمد (6/365).
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 06-10-2007 الساعة 11:59 PM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    الأخلاق المكتسبة

    فكما أن هناك أخلاق فطرية، كذلك بإمكان أي إنسان أن يكتسب بعض الفضائل والأخلاق، وذلك بالتربية المقترنة بالإرادة والقيم، والناس في ذلك متفاوتون بمدى سبقهم وارتقائهم في سلم الفضائل كما أن كل إنسان عاقل يستطيع بما وهبه الله من استعداد عام أن يتعلم نسبة من العلوم، والفنون وأن يكتسب مقدارا ما من أي مهارة عملية من المهارات.

    وتفاوت الاستعداد والطبائع لا ينافى وجود استعداد عام صالح لاكتساب مقدار من
    الصفات الخلقية، وفي حدود هذا الاستعداد العام، وردت التكاليف الشرعية الربانية
    العامة، ثم ترتقي من بعده مسؤوليات الأفراد بحسب ما وهب الله كلا منهم من فطر، وبحسب ما وهب كلا منهم من استعدادات خاصة. ووفق هذا الأساس، وضع الإسلام قواعد التربية على الأخلاق الفاضلة.


    أهمية الأخلاق في حياة البشر

    إن أي مجتمع من اﻟﻤﺠتمعات الإنسانية لا يستطيع أفراده أن يعيشوا متفاهمين سعداء ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة.

    ولو فرضنا وجود مجتمع من اﻟﻤﺠتمعات على أساس تبادل المنافع المادية فقط، من غير أن يكون وراء ذلك غرض أسمى، فإنه لا بد لسلامة هذا اﻟﻤﺠتمع من خلقي الثقة والأمانة على أقل التقدير.

    فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها مجتمع من اﻟﻤﺠتمعات، ومتى فُقدت الأخلاق التي هي الوسيط الذي لا بد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان، تفكك أفراد اﻟﻤﺠتمع، وتصارعوا، وتناهبوا مصالحهم، ثم أدى ﺑﻬم ذلك إلى الاﻧﻬيار ثم الدمار.

    فإذا كانت الأخلاق ضرورة في نظر المذاهب والفلسفات الأخرى فهي في نظر
    الإسلام أكثر ضرورة وأهمية، ولهذا فقد جعلها مناط الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة، فهو يعاقب الناس بالهلاك في الدنيا لفساد أخلاقهم.

    :kaal: { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } (1) , و :kaal: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } (2)

    بل إن الإسلام يخضع الأعمال العلمية للمبادئ الأخلاقية، سواء كان ذلك في مجال البحث أو في مجال النشر لتوصيله للناس. ولقد أهتم الإسلام بالأخلاق لأﻧﻬا أمر لا بد منه لدوام الحياة الاجتماعية وتقدمها من الناحيتين المادية والمعنوية، فالإنسان - دائما - بحاجة ماسة إلى نظام خلقي يحقق حاجته الاجتماعية، ويحول دون ميوله ونزعاته الشريرة ويوجهه إلى استخدام قواه في مجالات يعود نفعها عليه وعلى غيره. إن الإسلام يدرك تمام الإدراك ماذا يحدث لو أهملت المبادئ الأخلاقية في اﻟﻤﺠتمع، وساد فيه الخيانة والغش، والكذب والسرقة، وسفك الدماء، والتعدي على الحرمات والحقوق بكل أنواعها، وتلاشت المعاني الإنسانية في علاقات الناس، فلا محبة ولا مودة، ولا نزاهة ولا تعاون، ولا تراحم ولا إخلاص.

    إنه بلا شك سيكون اﻟﻤﺠتمع جحيما لا يطاق، ولا يمكن للحياة أن تدوم فيه، لأن الإنسان بطبعه محتاج إلى الغير، وبطبعه يترع إلى التسلط والتجبر والأنانية والانتقام.

    :kaal: { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ } (3) لذا جاء الإسلام بأسس ومعايير يتحتم علينا السير وفقا لها وهي ليست أسسا ومعايير وضعية، وإنما وحي يوحى على هيئة أوامر ونواه ومباحات ومحظورات فمن أطاع الله أثابه ومن عصاه عاقبه. وتمتاز الأخلاق الإسلامية بأﻧﻬا واقعية عملية وليست مثالية، كما أﻧﻬا تؤكد حرية الإنسان واختياره ومسئوليته عن فعله، وتتميز أيضا بأﻧﻬا إيجابية شاملة بعيدة عن الانحراف والغلو، وهي بذلك صالحة لكل زمان ومكان. كما أن الإسلام شرع أحكاما لحماية اﻟﻤﺠتمع من التردي الخلقي الذي يؤدى إلى الهلاك، وذلك واضح في العقوبات الحدية والتعزيرية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) سورة يونس آية 13
    (2) سورة هود آية 117
    (3) سورة البقرة آية 205
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 07-10-2007 الساعة 12:03 AM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    الإلزام الخلقي

    الإلزام من أهم الأسس التي يقوم عليها النظام الأخلاقي في الإسلام. والإلزام هو الالتزام من الإنسان في مواجهة البشرية كلها بناء على كونه مكلفا في هذه الحياة، وله أمانة ورسالة وله حرية الإرادة التي تحكم عمله، وتكون مناطا للجزاء، لذا كان الالتزام الأخلاقي أبرز معالم المسئولية الفردية.

    أما أهميته فهو دعامة الأخلاق الكبرى، وتتضح ذلك في المعاني التالية:

    ١- إن زوال فكرة الإلزام يقضي على جوهر الغاية التي تحققها الأخلاق، فإذا اتعدم
    الإلزام انعدمت المسؤولية، وإذا انعدمت المسؤولية ضاع كل أمل في وضع الحق في نصابه وإقامة العدالة.

    ٢- إن الخير الأخلاقي متميز بتلك السلطة الآمرة تجاه الجميع بتلك الضرورة التي
    يستشعرها كل فرد -أيا كانت الحالة الراهنة لشعوره -وهي ضرورة تجعل من العصيان أمرا حقيقيا مستهجنا.


    مصادر الإلزام الخلقي

    استكمل القرآن طرق الإلزام وأنواعها، وسلط الوازعات على عقل المؤمن ثم على قلبه وضميره، ونفسه وغرائزه، وطباعه وحسده، فانتزع الدواء من مكمن الداء، وشمل ﺑﻬذا الإلزام الكبائر والصغائر، والأخلاق والآداب، وجعل الفرد رقيبا على نفسه وعلى اﻟﻤﺠتمع، وجعل اﻟﻤﺠتمع رقيبا على الفرد وتكاد هذه الالزامات تنحصر في الأتي:

    ١- الوحي الديني: حيث أن الدين يدل الإنسان على الخير، والأخلاق الحميدة.
    :kaal: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } (1)

    ٢- العقل: فهو الذي يرشد الإنسان إلى الأخلاق الحميدة السليمة واجتناب الرذائل
    وقد ذكر القرآن الكريم البراهين العقلية، والحكمة في كثير من العبادات والمعاملات، من ذلك قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (2)
    وقوله تعالي : { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ } (3)
    وقوله تعالى { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } (4)

    ٣- الإلزام بوازع الترهيب والترغيب: سلكت التربية الإسلامية في الإلزام ﺑﻬذا الوازع طرقا كثيرة منها:

    - الترهيب بانتقام الله في الدنيا من العاصي الظالم قال تعالى: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } (5)

    - والترغيب بما عنده سبحانه وتعالى.
    :kaal: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (6)
    :kaal: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } (7)

    ٤- الإلزام بوازع السلطان: إن بعض الناس لا ينفع معهم وازع العقل، ولا وازع
    الترغيب والترهيب، فكان لا بد من وازع أعظم في نفوسهم هو وازع السلطان، وهو العقوبات التي فرضتها الشريعة، وفوض أمرها إلى الحاكم.

    يقول الله تعالى { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (8)

    ويقول تعالى: { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } (9)
    فإجتماع الوازعات كلها في الإسلام استكمال لطرق الإلزام لكل من سول له شيطان الهرب من أمر الطاعة والالتزام.


    ـــــــــــــــــــــــــ

    (1) سورة الجمعة آية 2
    (2) سورة المائدة آية 90
    (3) سورة المائدة آية 91
    (4) سورة البقرة آية 44
    (5) سورة إبراهيم آية 7
    (6) سورة السجدة آية 17
    (7) سورة الأعراف آية 96
    (8) سورة المائدة آية 38
    (9) سورة النور آية 2
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 07-10-2007 الساعة 12:07 AM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    ثبات الأخلاق الإسلامية

    يقصد بثبات الأخلاق الإسلامية إن الفضائل الأساسية للمجتمع من صدق ووفاء وأمانة وعفة وإيثار من الفضائل الاجتماعية المرتبطة بنظام الشريعة العامة كالتسمية عند الطعام وإفشاء السلام وتحريم الخلوة بالأجنبية، كلها أمور لا يستغني عنها مجتمع كريم، مهما تطورت الحياة، وتقدم العلم بل تظل قيما فاضلة ثابتة.

    إن الأخلاق في الإسلام لا تتغير ولا تتطور تبعا للظروف الاجتماعية والأحوال
    الاقتصادية، بل هي حواجز متينة ضد الفوضى والظلم والشر، كما قال الله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا } (1)

    أما مبررات خاصية الثبات فتتمثل في الأمور التالية:

    ١- لأن الفطرة البشرية ثابتة في عمر الإنسانية يرثها الأحفاد عن الأجداد { كل
    مولود يولد على الفطرة
    } (2) فالخلق فطرة وكذلك القيم الاجتماعية ثابتة.

    ٢- إن الأخلاق الاجتماعية نابعة عن الدين، وتصلح لجميع الناس، وتفترض الخير
    المطلق، لأن شارعها هو الله سبحانه وتعالى، الذي راعى فيها الخير العام قال تعالى: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } (3)

    ٣- إن المنهج الإسلامي يقوم أساسا على عناصر ثابتة مرنة قادرة على استيعاب
    تغيرات الحياة بأزماﻧﻬا المرتبطة بالإنسان نفسه، وبالحدود والضوابط التي لا سبيل إلى تجاوزها وفي مقدمتها قاعدة الالتزام الأساسية التي تقيم للإسلام أصوله الأخلاقية ومن هذه الأصول ثبات القيم الأخلاقية لارتباطها بالإنسان وفطرته البشرية.


    آثار ثبات الأخلاق

    يترتب على خاصية الثبات في الأخلاق الإسلامية الآثار والمزايا التالية:

    ١- تخليص اﻟﻤﺠتمعات من ظاهرة القلق والإضرابات التي تسودها، وتمكين الأواصر الإنسانية بالود والرحمة بينهما، خلافا للمجتمعات التي تتبدل فيها القيم الاجتماعية بحسب التغيرات الاقتصادية، حيث نجدها تعيش في قلق واضطراب.

    ٢- التفريق بين الأخلاق والتقاليد، فالأخلاق ثابتة لأﻧﻬا جزء من الدين الموصى به،
    وهي بذلك كيان متكامل رباني المصدر، إنساني الهدف. أما التقاليد فمن طبيعتها أن تتغير كلما تغيرت مبررات وجودها، ولكن ليس بالإمكان تغير الأخلاق، لأﻧﻬا تقوم على أسس ثابتة كالحق والعدل والخير.

    ٣- إن عامل الثبات في الأخلاق يبعث الطمأنينة في حياة الفرد، وفي حياة اﻟﻤﺠتمع.

    والثبات على الأخلاق مطلوب لأن الأمور بخواتيمها وبدون الاستقامة والثبات على الحق تفوت الثمرة، ولا يصل المسلم إلى الغاية.


    ــــــــــــــــــــــــــ

    (1) سورة البقرة آية 299
    (2) البخاري الجنائز (1293)، مسلم القدر (2658)، الترمذي القدر (2138)، أبو داود السنة (4714)، أحمد (2/347), مالك الجنائز (569).
    (3) سورة الملك آية14
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 07-10-2007 الساعة 12:10 AM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    قيم خلقية في الإسلام


    ١- العدل

    أقام الإسلام اﻟﻤﺠتمع على دعائم قوية ثابتة، ومنها: العدل بين الناس على اختلاف أجناسهم وطبقاﺗﻬم. والعدل صفة خلقية كريمة تعني التزام الحق والإنصاف في كل أمر من أمور الحياة، والبعد عن الظلم والبغي والعدوان والعدل في الإسلام هو مما يكمل أخلاق المسلم لما فيه من اعتدال واستقامة وحب للحق وهو كذلك صفة خلقية محمودة تدل على شهامة ومروءة من يتحلى ﺑﻬا وعلى كرامته واستقامته، ورحمته وصفاء قلبه، قال تعالى:{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ } (1)
    وقال تعالى: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ } (2)

    وقد ورد في الحديث الشريف قوله { تعدل بين اثنين صدقة }

    والإسلام يربأ بالمسلم عن الوقوع في أي لون من ألوان الظلم، فالظالم مطرود من رحمة الله، ولقد أوعد الله سبحانه وتعالى الظالمين بأشد العقوبات.

    قال تعالي: { أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِين } (3)
    وقال تعالي: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } (4)
    كما تضمنت السنة النبوية الشريفة مجموعة من الأحاديث التي تقر العدل وتحرم الظلم منها:
    قوله لأصحابه رضوان الله عليهم { اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة } (5)
    وروى أبو ذر:radia-ico عن النبي فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا } (6)
    ومن أجل إزالة الظلم وتوطيد العدل الكامل بين الناس، قيد الله سبحانه وتعالى حرية بني البشر ببعض القيود وهي الحدود الشرعية التي جعلها واجبة التنفيذ. قال تعالى: { تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (7)

    وقد طبق رسول الله مضمون هذه الآية، وذلك لاستتاب العدل، كما ثبت في المرأة المخزومية القرشية التي سرقت، وقرر رسول الله تنفيذ الحد عليها، فعظم ذلك على رجال من قريش، فطلبوا من أسامة بن زيد :radia-ico أن يشفع لها عند رسول الله فلماا تحدث أسامة إليه في أمرها، غضب وقال لأسامة مستنكرا: { أتشفع في حد من حدود الله، إنما أهلك الذين من قبلكم أﻧﻬم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد }(8) ثم ختم حديثه بقوله { وايم الله لوأن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها } (9)

    وقد أعلن الإسلام مبدأ العدل في العقيدة والشريعة والأسرة والعهود والقضاء وكل شئون الحياة. ومن هنا صار العدل التزاما للمسلم في كل ميادين حياته الروحية والمادية، ومناطا للثواب على صالح الأعمال، فالعدل الحقيقي لا يكتمل بعيدا عن شريعة الله، لأن شريعة الله تعالى هي العدل وبناء على كل مسلم يحتكم إلى قاضي وهو يعلم أنه ظالم لا مظلوم فإن جزاءه النار.

    ومن مجالات العدل في الإسلام، العدل مع الأهل، وهو أن يحسن المسلم معاملات زوجته وأولاده، ويساوى بينهم، في المعاملة والعطية، ولا يفضل بعضهم على بعض، فلقد جاء في الحديث أن { صحابيا جاء إلى رسول الله ليشهد على إعطائه ابنه بستانا، فقال له رسول الله أأعطيت كل أولادك مثله؟ قال الصحابي: لا. فقال رسول الله { فإني لا أشهد على ظلم } (10)

    وأخيرا فلنعلم أن في توطيد العدل ومحاربة الظلم والحيلولة دون وقوعه إقرار للأمن وتحقيق للمساواة بين أفراد اﻟﻤﺠتمع، والأمر الذي يمكن لكل فرد الوصول إلى حقه دون مشقة وعناء، وإذا فقد العدل أكل الناس بعضهم حق بعض، وسادت الفتن، وكثرت الجرائم والمنكرات وأصبح كل فرد من أفراد اﻟﻤﺠتمع عرضة لاعتداء الأشرار، وضعاف النفوس، فتفقد الحياة ﺑﻬجتها وجمالها.


    -----------

    (1) سورة النحل آية: 90
    (2) سورة النساء آية: 58
    (3) سورة النساء آية: 58
    (4) سورة هود آية: 18
    (5) سورة إبراهيم آية: 42
    (6) مسلم البر والصلة والآداب ( 2578 )، أحمد ( 3/323)
    (7) مسلم البر والصلة والآداب ( 2577 )، أحمد ( 5/160 )
    (8) البخاري أحاديث الأنبياء ( 3288 )، مسلم الحدود ( 1688 )، الترمذي الحدود ( 1430 )، النسائي قطع السارق ( 4903 )، أبو داود الحدود ( 4373 )، ابن ماجه الحدود ( 2547 )، أحمد ( 6/162)، الدارمي الحدود (2302)
    (9)البخاري المغازي ( 4053 )، مسلم الحدود ( 1688 )، الترمذي الحدود ( 1430 )، النسائي قطع السارق (4898)، الدارمي الحدود (2302 )، أبو داود الحدود ( 4373 )، ابن ماجه الحدود ( 2547 )، أحمد (6/162 ).
    (10) البخاري الهبة وفضلها والتحريض عليها ( 2447 )، مسلم الهبات ( 1623 )، الترمذي الأحكام ( 1367 )، مالك / النسائي النحل ( 6381 )، أبو داود البيوع ( 3542 )، ابن ماجه الأحكام ( 2375 )، أحمد (4/270)الأقضية ( 1473).
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن عفان ; 06-10-2007 الساعة 11:27 PM

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

سلسلـة ( الأخلاق في الإسلام )

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مساوئ الأخلاق ومذمومها كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-11-2012, 05:27 PM
  2. مكارم الأخلاق للطبراني كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-11-2012, 03:03 PM
  3. دستور الأخلاق في القرآن كتاب الكتروني رائع
    بواسطة عادل محمد عبده في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-10-2012, 02:56 AM
  4. مكارم الأخلاق في القرآن الكريم
    بواسطة قسورة في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26-12-2007, 11:31 PM
  5. الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق الحميدة
    بواسطة ABDq_i_ii في المنتدى مكتبة الفرقان للكتب والابحاث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-04-2004, 01:34 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

سلسلـة ( الأخلاق في الإسلام )

سلسلـة ( الأخلاق في الإسلام )