جمع القرآن فى العهد النبوى الشريف


آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

جمع القرآن فى العهد النبوى الشريف

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: جمع القرآن فى العهد النبوى الشريف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    آخر نشاط
    28-03-2009
    على الساعة
    12:49 AM
    المشاركات
    197

    افتراضي جمع القرآن فى العهد النبوى الشريف

    بسم الله الرحمن الرحيم



    مقدمة


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونستعيذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
    ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلي اللهم وسلم وبارك عليه وعلي آله وأتباعه عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وعدد معلوماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون .

    أما بعد ..

    فلقد عاش العالم كله عربه وعجمه قبل بعثة الرسول حياة كلها ظلم وظلمات وفساد وإفساد حتي استحقوا مقت الله وغضبه كما قال فيما يرويه الإمام مسلم في صحيحه :
    " إن الله نظر إلي أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب "

    ولكن ما أوسع رحمة الله وما أكرم لطفه فلقد أنقذ هذه البشرية الضالة من أوحال متعددة وظلمات متراكمة بعضها فوق بعض ، فأرسل إليها خير البشر علي الإطلاق وأنزل عليه خير كتاب سماوي عرفه أهل الأرض وسكان السماء وجعل هذا الكتاب روحا ونورا ، وروحا يعيد للدنيا حياتها ونورا يبدد منها ظلمتها فبدونه يكون الناس أمواتا وإن كانت لهم قلوب تنبض في أجسادهم او دماء تسير في عروقهم وبدونه يعيش الناس في ظلمات و كانت تعلوهم شمس مضيئة أو يظللهم قمر منير قال تعالي {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52

    ولقد بلغ الرسول قرآن ربه هذا بكل أمانة ودقة وما انتقل إلي الرفيق الأعلى إلا بعد أن أنتهي من مهمته التي من أجلها خلق ثم ترك عبء هذه الدعوة لأصحابة الكرام البررة فجاهدوا في الله حق جهاده بالفعل قبل القول وما خافوا في الله لومة لائم حتى عم نور هذا القرآن الوجود كله .

    وقد يظن البعض – نظرا لاعتناقه الإسلام بالوراثة – أن هذا القرآن وصل إليه أو إلي أبيه أو جده دونما بذل جهد من أولئك الصحب الكرام كما تصل البيضة مقشرة علي ملعقة من ذهب إلي رجل متكئ علي أريكته وهو في ظنه هذا غافل عن تاريخ نشر القرآن بل جاهل بتاريخ دينه ودين سلفه الصالح لقد كان الصحابة يقدمون أنفسهم قتلي بالعشرات في سبيل تعليم الناس آيات من قرآن ربهم هذا هو وفد مكون من عشرة رجال يبعثهم الرسول ليعلموا قبائل عضل والقارة القرآن فلما كانوا في الطريق غدروا بهم وأنتهي الأمر بقتلهم جميعا وكانت أخر كلمات أحدهم وهو خبيب بن عدي :

    ولست أبالي حين أقتل مسلما
    علي أي جنب كان في الله مصرعي
    وذاك في ذات الإله وإن يشأ
    يبارك علي أوصال شلو ممزع

    وهذا وفد أخر مكون من سبعين قارئا للقرآن يرسلهم الرسول أيضا ليعلموا بعض القبائل قرآن الله تعالي وفي أثناء الطريق يتعرضون جميعا للقتل فيقتلون وكان أخر كلمة نطق بها أحدهم وهو حرام بن ملحان حينما طعن وانتضح الدم في وجهه أن صاح قائلا : فزت ورب الكعبة .
    إلي غير ذلك من عشرات الصور وعشرات الغزوات التي أستشهد فيها الآلاف المؤلفة من المسلمين من أجل نشر القرآن ليعيدوا للدنيا روحها التي سلبت منها ونورها الذي طمس فيها وكرامتها التي محيت منها .



    دوافع الكتابة فى هذا الموضوع


    1- وتقديرا لمن حملوا إلينا هذا القرآن غضا طريا كما نزل من السماء من غير تحريف بزيادة أو نقصان أو بأية صورة من صور التحريف .

    2- وتخليدا لآثارهم الصالحة التي قد كتبوها علي جبهة التاريخ بأرواحهم ودمائهم والتي يقول الله تعالي عنها : " { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12.

    3- ولما كانت صحة الإعتقاد مبنية علي صحة النص القرآني .

    4- ولما كان المستشرقون ومن سار في ركابهم ممن يسكنون ديار الإسلام وممن يتسمون بأسماء إسلامية يبذلون طاقتهم في تشكيل المسلمين في سلامة النص القرآني .

    5- ولما كان كثير من الشباب يعيشون في غربة من دينهم حيث لا يجدون من يهتمون بتربيتهم تربية إسلامية حيث لا يجدون من يهتمون بتثقيفهم ثقافة إسلامية تحصنهم ضد تيارات الفكر الملحد وأتباعه حتي أصبح كثير من الشباب فريسة سائغة لشبهات تلك التيارات .

    لكل ما سبق كان لزاما علينا أن نبذل هذا الجهد الزهيد وفاءً لهذا الدين ولمن حملوه لنا وضحوا بحياتهم من أجله

    وإني لأبرأ إلي الله عز وجل من كل حول وقوة فما كان فيه من صواب فمن الله وحده لا شريك له وما كان فيه من خطأ فمني والشيطان وحسبي أني اجتهدت وللمجتهد أجران إذا أصاب وأجر إن أخطأ فنرجو من الله عز وجل أن يكون هذا العمل المتواضع خالصا لوجهه فنرجو من الله عز وجل ان يكون هذا العمل المتواضع خالصا لوجهه الكريم حتى لا نحرم من الأجرين كما نسأله أن ينفع به كاتبه ووالديه وأساتذته وكل من قرأه وأن يجعله في ميزان حسناتنا جميعا إنه سميع قريب وهو مولانا ونصيرنا فنعم المولي ونعم النصير .

    وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي آله وأصحابة وأتباعة بإحسان إلي يوم الدين .

    «« توقيع المجاهد الازهرى »»

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    آخر نشاط
    28-03-2009
    على الساعة
    12:49 AM
    المشاركات
    197

    افتراضي

    جمع القرآن

    قبل أن نحدد المراد من مصطلح ( جمع القرآن ) يحسن بنا أن نعرف معني الجمع لغة فنقول :

    يقول الفيروز بادي : " الجمع : تأليف المتفرق "

    ويقول الراغب الأصفهاني : " الجمع : ضم الشئ ، بتقريب بعضه إلي بعض .

    يقال : جمعته فأجتمع "

    وعلي ذلك فالجمع في لغة العرب يعني الضم ، والاستقصاء والإحاطة .

    فإن قال قائل : جمع ثمرات النخيل ، فإنه يعني أنه استقصاها وضم بعضها إلي بعض .

    وكذلك إن قال : جمعت علم كذا فإنما يعني أنه أستقصي أصوله وفروعه وأحاط بجميع جزئياته وجوانبه .

    المراد بجمع القرآن :

    فإن أردنا أن نطبق هذا المعني اللغوي علي القرآن الكريم فإننا نقول أن المراد بجمعه أياته وسوره وضم بعضها الي بعض بالترتيب المعروف .

    وهذا الجمع يتحقق بإحدي وسيلتين .
    الأولي : عن طريق حفظه في القلب ونقشه في الذاكرة
    ويدل لهذه الوسيلة أيات وأحاديث منها قوله تعالي : " إن علينا جمعه وقرأنه "
    قال الزمخشري وغيره في تفسير هذه الأية : " إن علينا جمعه في صدرك وإثبات قراءته في لسانك.

    ومنها ما جاء عن عبد الله بن عمرو أنه قال : " جمعت القرآن فقرآته كله ليلة فقال رسول الله : " إني أخشي أن يطول عليك الزمان وأن تمل فأقرأه في شهر فقلت : دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال : فأقره في عشرة قلت دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال : أقره في سبع قلت : دعني أستمتع من قوتي وشبابي فأبي " .
    فقول عبد الله بن عمرو " جمعت القرآن " معناه حفظته عن ظهر قلب .

    الوسيلة الثانية لجمع القرآن ، جمعه عن طريق كتابته .

    ويدل لهذه الوسيلة أكثر من عبارة وردت في حديث واحد ، علي لساني أول وثاني خليفتين لرسول الله وعلي لسان أحد كتاب الوحي حيث قال عمر لأبي بكر : ( وإني اري أن تأمر بجمع القرآن )
    وحيث قال أبو بكر لزيد بن ثابت فتتبع القرآن فاجمعه .
    وحيث قال زيد بن ثابت : " فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال "
    وإذا نظرنا إلي أشهر أسماء القرآن الكريم فإننا سنجد فيها اسمين يتصدرانها جميعا .
    1- أسم ( القرآن ) 2- وأسم ( الكتاب ) .
    فالاسم الأول إشارة إلي جمعه عن طريق الوسيلة الأولي ، وهي الحفظ في الصدور والأسم الثاني إشارة إلي جمعه عن طريق الوسيلة الثانية وهي الحفظ في السطور .
    يقول الإمام السخاوي في جمال القراء .
    " القرآن أسم من أسماء هذا الكتاب العزيز والقرآن معناه الجمع من قولهم قرأت الشئ أي جمعته ويدل علي ذلك قوله عز وجل : " فإذا قرأناه فأتبع قرآنه " أي فإذا جمعناه فاتبع جمعه .
    إلي أن يقول : " ومن أسمائه : الكتاب وذلك : لأن الكتب – بفتح الكاف وسكون التاء – الجمع يقال كتب : إذا جمع الحروف بعضها إلي بعض وتكتب بنو فلان – بفتح أوله وثانيه وثالثه مع تشديده ، أي اجتمعوا ) .


    وعلي ذلك يكون القرآن الكريم قد أجتمع له من وسائل الجمع أعلاه ومن طرق الحفظ أقواه وصيانة له من التبديل ورعاية له من نسيان إنسان أو من أفتراء عدو له حتي إذا حدث لفرد أو جماعة خلل في إحدى الناحيتين – أعني الحفظ والكتابة – وجدت الناحية الأخرى مذكرة ومنبهه.

    وإذا كان قد توافر للنص القرآني تلك المنزلة السامية من الحفظ في صدور الرجال وسطور الكتب فإن ذلك ليس بكثير عليه بل فإن هذا هو اللائق به والواجب تجاهه حيث يمثل للمسلمين المصدر الأول في العقيدة والتشريع وحيث يعتبر خاتم الكتب السماوية فلا كتاب بعده إلي أن تقوم الساعة فكان من رحمة الله .

    يتبع إن شاء الله........
    التعديل الأخير تم بواسطة المجاهد الازهرى ; 06-06-2007 الساعة 04:04 PM

    «« توقيع المجاهد الازهرى »»

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    آخر نشاط
    29-08-2012
    على الساعة
    11:52 PM
    المشاركات
    1,209

    افتراضي

    نُتابع بارك الله فيك

    «« توقيع ابن عفان »»
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    آخر نشاط
    28-03-2009
    على الساعة
    12:49 AM
    المشاركات
    197

    افتراضي

    الجمع النبوى


    حفاظ القرآن الكريم من الصحابة رضي الله عنهم

    كان القرآن الكريم هو شغل الصحابة الشاغل لهم في سرهم وعلنيتهم في سفرهم وفي حضرهم فحفظوا كلامه و ائتمروا بأوامره في سفرهم وفي حضرهم فحفظوا كلامه وائتمروا بأوامره وانتهوا بنواهيه و اعتبروا بقصصه وتأدبوا بأدبه وكان النبي هو مرجع المسلمين في حفظهم للقرآن وفهمه والوقوف علي أسراره غير أنهم في الحفظ لم يكونوا علي درجة واحدة ولكنهم كانوا علي طبقات مختلفة ودرجات متعددة فمنهم من كان يحفظ القرآن كله عن ظهر قلب ويدونه علي صفحات صدره ومنهم من كان يحفظ بعضه حسب وقته وفراغه بعد متطلبات الحياة المعيشية وملازمة الحضرة النبوية ومنهم من كان يدونه علي الصحف من الرقاع والعسب واللخاف وذلك خوف ضياعه ونسيانه ولذلك رأينا الذين حفظوا القرآن واكملوه كله في حياته او بعد وفاته كانوا جما غفيرا من الرجال و النساء فمن الرجال :

    أولا : الحفاظ من الرجال :
    أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعد وابن مسعود وأبو هريرة وابن عمر وابن عباس وعمرو بن العاص وابنه عبد الله وابن الزبير وعقبة بن عامر وأبو موسي الأشعري وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو الدرداء وأنس بن مالك وعبادة بن الصامت وأبو أيوب الأنصاري وسعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري وفضالة بن عبيد الله وغيرهم خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله .
    وذلك تحقيقا لقوله تعالي : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9

    ثانيا – الحافظات من النساء :
    لم يكن القرآن قاصر علي الرجال بل تقاسموا النساء الحفظ مع الرجال تماما خاصة بعد أن خاطب القرآن النوعين سواء بسواء فقال جلا وعلا : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35.
    فكما كان من الرجال من يحفظ القرآن كله ومنهم من يحفظ بعضه كذلك كانت النساء فمنهن من كانت تحفظ القرآن كله وذلك مثل : عائشة وحفصة وأم سلمة وأم ورقة بنت عبد الله ابن الحارث الأنصارية وقد أشار إلي ذلك الحافظ السيوطي في إتقانه


    الكتَّاب

    تتوافر المراجع العلمية : علي إثبات أن مجلس النبي كان يحظي بعدد وفير من الكتاب الذي يبتهلون فرصة نزول الوحي عليه لتسجيل آيات القرآن الكريم وألفاظه بالتدوين في صحائفهم وألواحهم بين يديه وباملائه .
    كما أنها تذكر كذلك أعدادا كثيرة من الكتاب كانت تحرص أيضا علي تدوين ما كان ينزل من الوحي بالرغم من بعدها عن مجلس الرسول ساعة نزول الوحي به .
    وهؤلاء الكتاب : كثيرون بلغ إحصاؤهم أخيرا نيفا وأربعين كاتبا .

    وملاحظاتنا عل هذا التعداد الذي تحاوله المراجع

    1- أنه ليس تعداد علي وجه الحصر والقطع بعدد معين كما صرح بذلك بعض الباحثين
    ذلك :أنه لم يقم علي ما نعرف من وسائل الإحصاء وسبل الحصر العلمية التي تكشفت عنها علوم هذا الحصر .وأيضا فإنه لم يذكر إلا من ثبت علي كتابته واتصلت أيامه فيها وطالت مدته وصحت الرواية علي ذلك من أمره دون ن كتب الكتابه والكتابين والثلاثة إذ كان يستحق بذلك أن يسمي كاتبا ويصاف إلي جماعة كتابة "
    ولذا فهناك غير هؤلاء كثيرون :
    2- أنه إذا كان هذا هو الحال في المسلمين وهم بالنسبة إلي جميع العرب – وقتها لا يمثلون الغالبية
    فما بالنا بأعداد الكتاب في غير هؤلاء المسلمين ...... ؟ لا بد وأنها علي هذا : كانوا أعداد كثيرة وكانوا كذلك مجيدين لأنواع الكتابة المختلفة .
    مما يؤكد لنا : أن الذين كتبوا القرآن الكريم .. لم يكن يعتور كتابتهم الخطأ أو يشوب معرفتهم بها أي نقص أو خلل كما يدعم بعض الباحثين .

    ونكتفي هنا ان نذكر أن ألزمهم له في كتابة القرآن وأخصهم بذلك من بين الكتاب كان :
    زيد بن ثابت
    ومعاوية بن أبي سفيان
    كما كان أول من كتب له القرآن عليه الصلاة والسلام بمكه من قريش هو :
    عبد الله بن أبي سرح
    وأن أول من كتب له القرآن حين قدم المدينة كان :
    زيد بن ثابت
    وأبي بن كعب
    وهؤلاء جميعا : كانوا ممن برعوا في الكتابة يومئذ وممن وضع فيهم النبي ثقته لأنهم مع حذقهم في الكتابة جمعوا فضائل الكتاب من :
    الأمانة والضبط وإرهاف السمع ووعي القلب
    وقد كتب هؤلاء الكتاب آيات القرآن الكريم : كما أملاها عليهم النبي وفي المكان الذى يحدده لهذه الآية أو تلك .
    فقد كان إذا نزل عليه شئ من القرآن دعا بعض من يكتب فيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ) .
    بهذا الشكل كان النبي يملي عليهم مباشرة فيكتبون ما نزل بحضرته ويعرضون عليه مرة بعد أخري حتى يقرهم .
    ولم تقتصر كتابة القرآن في عهد النبي علي ما كان يكتب بين يديه ومن إملائه فقط : بل كان بعض الصحابة رضوان الله عليهم يكتب ما تعلمه من القرآن فيما تيسر له من الصحف وغيره بعيدا عنه نظرا لمشاغله وعدم فراغه أو نظرا لكونه في غزوة أو سرية منعته من كتابة ما نزل وقت نزوله وبين يديه .
    ولعله لوجود فريق من الناس يكتبون القرآن بعيدا عنه : ورد عنه – حفظا للقرآن من التخليط قوله نهيا لا تكتبوا عني شيئا سوي القرآن فمن كتب عني شيئا سوي القرآن فليمحه ".
    وبهذا النهي : أنصرفت همة الناس إلي كتابة القرآن الكريم وحده آنذاك وتسجيله حتي أنه فى زمن الإختفاء في أوائل الإسلام لم تمنعهم ظروفهم من ذلك فكانوا يكتبون ويتدارسون القرآن من هذه الصحائف في البيوت وكان المشركون يسمون هذه الدراسة إذ ذاك الهيمنة .

    ومن شواهد ذلك : حديث عمر بن الخطاب مع أخته قبل إسلامه وهي المشهورة بقصة إسلام عمر .

    وقد حفلت السنة بالروايات التي تدل علي أن النبي إهتم بكتابة القرآن .
    وأنه اتخذ كتابا – كما أشرنا – لهذا الغرض .
    وأن القرآن كتب كله في عهده وحضرته بمكة والمدينة بكل إتقان وضبط من أوله إلي أخره في صحائف وقراطيس متفرقه .
    وكانت هذه الصحائف والقراطيس أغلي من أنفسهم وأنفس لديهم من كل نفس وأحب إليهم من كل حبيب وجليس .
    وذلك لتيقنهم أن القرآن هو السبب في عزهم وسعادتهم وأنه أساس دينهم وشريعتهم .
    بهذا الشكل كتب القرآن جميعه في زمان الرسول بإقرار منه وبمحضر من بجميع الصحابة الذين كانوا أهلا لمعرفة الكتابة وكيفية الرسم وهم عدد كثير لا يحصي يفيد نقلهم العلم الضروري .
    قال معاذ بن جبل وهو من هؤلاء الكتاب :
    عرضنا القرآن علي النبي فلم يعب أحدا منا .
    وقد ظهر الإسلام في جميع أنحاء جزيرة العرب كاليمن والبحرين وعمان ونجد وبلاد مضر وربيعه وقضاعة والطائف ومكة ليس فيها مدينة ولا قرية ولا حلة إلا وقد قرئ فيها القرآن وعلمه الصبيان والنساء وكتب وحفظ في الصدور .

    يتبع................

    «« توقيع المجاهد الازهرى »»

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    آخر نشاط
    26-03-2010
    على الساعة
    07:08 PM
    المشاركات
    746

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا أخي الحبيب المجاهد الأزهري
    أسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم يوم القيامة

    «« توقيع khaled faried »»

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    آخر نشاط
    28-03-2009
    على الساعة
    12:49 AM
    المشاركات
    197

    افتراضي

    الأمر بكتابة القرآن

    كان تعويل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول الأمر على جمع القرآن في القلوب بِحفظه واستظهاره، ضرورةَ أنَّه نبي أمي، بُعِث إلى أمة أميَّةٍ.
    قال ابن الجزري: ثم إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور، لا على خط الْمصاحف والكتب، وهذه أشرف خصيصة من الله تعالى لِهَذِهِ الأمة.
    ففي الحديث الذي رواه مسلم عن النبيفيما يَحكيه عن الله أنَّه قَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ، وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لا يَغْسِلُهُ الْماءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ.
    فأخبر تعالى أن القرآن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالْماء.
    ثم كان من مزيد عناية النبي وأصحابه أن اعتنوا بكتابة القرآن الكريم، حتى يكون ذلك حصنًا ثانيًا لِحمايته من التغيِير والضياع.
    فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن، حفظًا له في السطور بعد أن حفظه هو وأصحابه في الصدور، ونَهى في بداية الأمر عن كتابة غير القرآن ؛ حتى لا يلتبس به:
    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ.
    قال النووي : وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن ، فلمَّا أُمن ذلك أذن في الكتابة ، وقيل: إنَّما نَهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ؛ لئلا يختلط فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة.
    وزاد الحافظ ابن حجر وجهًا أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره.
    وقد بلغ من عناية النبي صلى الله عليه وسلم بتدوين القرآن أنَّه كان إذا أنزل عليه شيءٌ يدعو أحد كُتَّابه ، ويأمره بكتابة ما نزل عليه - ولو كان كلمة واحدة ، أو سورة طويلة - بمجرد نزوله عليه :
    فعن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ، قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الآيَاتُ فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ، وَيَقُولُ لَهُ: ضَعْ هَذِهِ الآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا.
    وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ كُنْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ فَغَشِيَتْهُ السَّكِينَةُ فَوَقَعَتْ فَخِذُ رَسُولِ اللهِ عَلَى فَخِذِي فَمَا وَجَدْتُ ثِقْلَ شَيْءٍ أَثْقَلَ مِنْ فَخِذِ رَسُولِ اللهِ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ: اكْتُبْ فَكَتَبْتُ فِي كَتِفٍ (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤْمِنِينَ وَالْمجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَ رَجُلاً أَعْمَى لَمَّا سَمِعَ فَضِيلَةَ الْمجَاهِدِينَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ بِمَنْ لا يَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ مِنَ الْمؤْمِنِينَ فَلَمَّا قَضَى كَلامَهُ غَشِيَتْ رَسُولَ اللهِ السَّكِينَةُ فَوَقَعَتْ فَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي وَوَجَدْتُ مِنْ ثِقَلِهَا فِي الْمرَّةِ الثَّانِيَةِ كَمَا وَجَدْتُ فِي الْمرَّةِ الأُولَى ثُمَّ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ فَقَالَ اقْرَأْ يَا زَيْدُ فَقَرَأْتُ } لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤْمِنِينَ { فَقَالَ رَسُولُ اللهِ } غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ { الآيَةَ كُلَّهَا. قَالَ زَيْدٌ: فَأَنْزَلَهَا اللهُ وَحْدَهَا، فَأَلْحَقْتُهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِفٍ.
    وروى أبو صالح عن ابن عباس في سورة الأنعام، قال: هي مكية، نزلت جُملة واحدة، نزلت ليلاً، وكتبوها من ليلتهم.

    سبب جمع القرآن كتابة في العصر النبوي
    وعد الله تعالى بحفظ الكتاب الكريم، قال تعالى: } إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون { ولما كانت الكتابة من أسباب الحفظ، فقد يسرها الله للمسلمين، وأمر بِها النبي ، وفعلها كُتَّابه بحضرته ، هذا، وقد كان لكتابة القرآن أسباب أخرى، منها:
    1 - أن النبي كان مطالبًا بتبليغ الوحي، قال تعالى: } يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك {والتبليغ في حاجة ماسَّة إلى الكتابة، فبها تقوم الحجة على من يرى الكتاب ممن لم يسمع البلاغ باللسان، إما لبعد داره أو بعد زمانه عن دار وزمان النبي.
    2 - أن الكتابة أدعى إلى حفظ التنزيل وضبطه، وأبعد عن ضياعه ونسيانه،فاقتضى ذلك تعضيد الْمحفوظ في الصدور بالْمكتوب في السطور، لأنَّه وإن كان النبي حيًّا بين أظهرهم، إلا أنَّه بصدد أن يموت، ولا يُدرى متى يموت، كما أنَّه لا يُؤمَن أن يفنى حُفَّاظُه في أي ساعة، وقد مرَّ أن سبعين منهم قتلوا في بئر معونة، ومثلهم أو يزيد قتلوا في وقعة اليمامة، فاقتضى ذلك أن يُكْتَب القرآن بِمجرد نزوله.
    مواد الكتابة في العصر النبوي
    كان أصحاب النبي يستعملون في كتابة القرآن كل ما توفَّر في بيئتهم وتيسَّر لَهم من أدوات الكتابة كالجلود والعظام والحجارة ونحوها، فكانوا يكتبون القرآن على الرِّقَاع، وَالأَكْتَافِ،وَالْعُسُبِ، واللخاف، والأضلاع، والأقتاب، والأَلواحِ، وقطع الأديم، والكرانيف.
    عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ.
    وفي رواية: فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَالرِّقَاعِ وَاللِّخَافِ.
    وفي رواية :ومن الأضلاع، وفي رواية: والأقتاب.
    وعَن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ فَقال: ادْعُ لِي زَيْدًا وَلْيَجِئْ بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ وَالْكَتِفِ أَوِ الْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ.
    وعَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا بِالْمرْبَدِ فَجَاءَ رَجُلٌ أَشْعَثُ الرَّأْسِ بِيَدِهِ قِطْعَةُ أَدِيمٍ أَحْمَرَ، فَقُلْنَا: كَأَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؟ فَقَالَ: أَجَلْ. قُلْنَا: نَاوِلْنَا هَذِهِ الْقِطْعَةَ الأَدِيمَ الَّتِي فِي يَدِكَ، فَنَاوَلَنَاهَا فَقَرَأْنَاهَا فَإِذَا فِيهَا: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى بَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ
    قال ابن الأثير: وحديث الزهري: والقرآن في الكرانيف. يعني أنَّه كان مكتوبًا عليها قبل جمعه في الصحف.
    هذه الآثار وغيرها تدلنا على عظيم بلاء الصحابة في كتابة القرآن، وما تحملوه من الْمشقات، حيث إن مواد الكتابة في ذلك العهد لم تكن متوفرة، كما أن الْموجود منها لم يكن سهل الاستعمال، بل كان يحتاج إلى جهد كبير في التجهيز والإعداد.
    وبقي القرآن مكتوبًا على هذه الأشياء محفوظًا عند النبي وأصحابه، ولم يجمع في صحف أو مصاحف في ذلك العهد.
    قال القسطلاني: وقد كان القرآن كله مكتوبًا في عهده ، لكن غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور.

    أسباب عدم جمع القرآن الكريم فيمصحف واحد
    توفي النبي والقرآن مفرقٌ في الرقاع والعسب والعظام والأحجار، ولم يُجمع القرآن في زمنه في صحف ولا مصاحف:
    فعن زيد بن ثابت قال: قُبِضَ النَّبِيُّ ، وَلَمْ يَكُنِ الْقُرْآنُ جُمِعَ فِي شَيْءٍ.
    قال السيوطي: ولا ينافي ذلك؛ لأن الكلام في كتابة مخصوصة على صفة مخصوصة.
    قال القسطلاني: وقد كان القرآن كله مكتوبًا في عهده ، لكن غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور.
    وإنَّما ترك النبي جمع القرآن في مصحف واحد لاعتبارات كثيرة، منها:
    1 - أنَّه لم يوجد من دواعي كتابته مجموعًا في صحف أو مصاحف مثل ما وجد على عهد أبي بكر حتى كتبه في صحف ، ولا مثل ما وجد في عهد عثمان حتى نسخه في مصاحف، فالْمسلمون وقتئذ بخير، والقراء كثيرون، والإسلام لم تتسع دولته، والفتنة مأمونة، والتعويل لا يزال على الحفظ أكثر من الكتابة ، وأدوات الكتابة غير ميسورة ، والنبي بين أظهرهم، وعنايته باستظهار القرآن تفوق الوصف، فلا خوف على ضياع شيء منه في تلك الْمدة .
    2 - أن النبي كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله نسخه من القرآن، ولو جمع القرآن في مصحف واحد وقتئذ لكان عرضة لتغيير الْمصاحف كلما وقع نسخ .
    3 - أن القرآن لم يَنْزِل جملة واحدة ، بل نزل منجمًا ( مفرقا ) في مدى عشرين سنة أو أكثر، ولم يكن ترتيب الآيات والسور على ترتيب النُّزُول، ولو جُمِع القرآن في مصحف واحد وقتئذ لكان عرضة لتغيير الْمصاحف كلما نزلت آية أو سورة


    انتهى بحمد الله
    وإلى اللقاء مع الجمع فى العهد البكرىّ ( عهد أبى بكر الصديق )

    «« توقيع المجاهد الازهرى »»

جمع القرآن فى العهد النبوى الشريف

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بأمر خادم الحرمين.. عودة الشيخ الحذيفى لمنبر الحرم النبوى
    بواسطة قسمه في المنتدى قسم المواضيع العامة والأخبار المتنوعة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-09-2012, 12:30 AM
  2. نقاش : العهد الجديد ..ايه اللي اتغير عن العهد القديم ؟
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى قسم النصرانيات العام
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 14-04-2010, 03:03 AM
  3. اليهود فى الحديث النبوى
    بواسطة محبه مريم العذراء في المنتدى قسم الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-08-2008, 09:18 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-11-2007, 03:44 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جمع القرآن فى العهد النبوى الشريف

جمع القرآن فى العهد النبوى الشريف